الفصل السابع
رابطة عرائس السيد بونتيلا
(فِناء في ضَيعة بونتيلا. الوقت صباح يوم الأحد. بونتيلا يَحلِق ذقنه
ويتشاجر مع إيفا في شرفة البيت. تُسمَع أجراس الكنيسة من بعيد.)
بونتيلا
:
ستَتزوَّجين المُلحَق وينتهي الأمر. لن أُعطيك مليمًا فوق ذلك. أنا مسئولٌ عن
مستقبلك.
إيفا
:
قلت لي من يومَين إنني حُرة في ألَّا أتزوجه، إذا لم يكن رجلًا، وإنني يجب أن أتزوج
الرجل الذي أُحبه.
بونتيلا
:
أنا أقول الكثير، إذا شربتُ كأسًا تزيد عما يروي عطشي، ولا أحب أن تُفسِّري كلامي على
مزاجك، وإذا ضبطتك مرةً أخرى مع السائق فسوف أُريك. لو أن أحد الغرباء رآك من الطريق
وأنت تَخرُجين من الحمَّام مع سائق لتمَّت الفضيحة. (يتطلع فجأةً
بعيدًا ويزأر) لماذا خَرجَت الخيول إلى المرعى؟
صوت
:
سائس الإسطبل.
بونتيلا
:
أبعدوها حالًا! (لإيفا) إذا غبتُ عصرَ يومٍ واحد
عن الضيعة سادت الفوضى كل شيء. الخيول ترعى في البرسيم، لماذا؟ لأن سائس الإسطبل
يجري وراء العاملة في الحديقة. ولماذا نطَّطوا على البقرة الصغيرة التي لم يتجاوز
عمرها سنةً وشهرَين حتى يمنعوها من أن تكبُر؟ لأن الكلافة منسجمةٌ مع الصبي؛ لذلك فليس
لديها الوقت لتمنع الثور من أن ينُط على البقرة الصغيرة، بل تتركه يفعل ما يأتي على
مزاجه. شغل خنازير! ولو لم تكن البستانية — سأتكلَّم معها كلمتَين! — مَشغولةً مع السائس
لكان عندي الآن أكثر من مائة كيلو طماطم لأبيعها هذا العام، ولكن من أين لها
الإحساس بالطماطم، وقد كانت دائمًا منجم ذهبٍ صغير؟ سأمنع هذه المغازلات في ضيعتي.
إنها تكلفني الكثير، أتسمعين؟ واسمعيها كلمةً أنت والسائق، إنني لن أسمح لأحدٍ أن
يُخرب ضيعتي، لا بد أن أُوقفه عند حدِّه.
إيفا
:
أنا لا أُخرب الضيعة.
بونتيلا
:
أنا أُحذِّرك، لن أَصبِر على الفضيحة، إنني أهيِّئ لك زفافًا يُكلِّفني ستة آلاف ماركَا
وأفعل
كل شيءٍ لكي تتزوجي من الطبقات العالية. إن هذا يُكلِّفني غابة. هل تَعرِفين ما هي
الغابة؟ وماذا تفعلين أنت؟ تَجرِين مع هذا وذاك، بل مع سائقي نفسِه!
(ماتي يظهر تحت الشرفة ويسمع.)
بونتيلا
:
لقد دفعتُ أموالي لِتَتربَّي تربيةً صحيحة في بروكسل لا لكي تُلقي بنفسك على صَدْر السائق،
بل لكي تظلِّي بعيدةً عن الخدَم والعُمال حتى لا يُظهِروا وقاحتَهم، ويَرقُصوا على بطنك.
عشر
خطوات بعيدًا عنهم، ممنوعٌ الود بينكِ وبينهم وإلَّا عمَّت الفوضى، وهناك أكون من
حديد!
(تظهر النسوة الأربعة القادمات من كورجيلا أمام الباب، يتشاورن،
ويرفعن المناديل التي يضعنها على رءوسهن ويضعن مكانها أَكاليلَ من القش ويُرسِلن واحدةً
منهن
لكي تَتقدمَهن، تصل عاملة التليفون ساندرا في الفناء.)
عاملة التليفون
:
صباح الخير. أُريد أن أُكلِّم السيد بونتيلا.
ماتي
:
لا أعتقد أن من الممكن الكلام معه اليوم. إن حالته لا تسمح بذلك.
عاملة التليفون
:
أظن أنه سيُوافق على استقبال خطيبته.
ماتي
:
هل أنتِ مخطوبةٌ له؟
عاملة التليفون
:
أَعتقِد هذا.
صوت بونتيلا
:
وسأمنع أن تضعي في فمك كلمةً مثل كلمة الحب. إنها ليست سوى تعبيرٍ آخرَ عن الخنزرة،
وأنا لا أَحتمِلها في بونتيلا.
الخطوبة تحدَّدت، وقد أَمرتُ بأن يذبحوا خنزيرًا ولا أستطيع أن أسحب كلامي. إن
الخنزير لن يصنع فيَّ معروفًا ويعود إلى الحظيرة ويأكل في صبرٍ لمجرد أنك غيَّرتِ رأيك.
وعلى كل حال فقد رتَّبتُ نفسي على كل شيءٍ وأريد الهدوء في بونتيلا. سوف تُغلَق حُجرتُك
فرتِّبي نفسك على هذا!
(ماتي يتناول مكنسةً طويلةً ويبدأ في كنس الفناء.)
عاملة التليفون
:
صوت السيد ليس غريبًا عليَّ.
ماتي
:
ليس هذا عجيبًا؛ فهو صوتُ خطيبك.
عاملة التليفون
:
هو صوتُه وليس صوتَه، كان في كورجيلا غير هذا.
ماتي
:
آخ! أكان ذلك في كورجيلا؟ يوم ذهب يبحث عن خمرةٍ قانونية؟
عاملة التليفون
:
ربما لم أستطع أن أَتعرَّف على الصوت مرةً أخرى؛ لأن الظروف كانت هناك مختلفة، والوجه
أيضًا كان وجهًا آخر ودودًا. لقد كان يجلس في العربة والشفق ينعكس عليه.
ماتي
:
أعرف الوجه وأعرف الشفق، خير لك أن تعودي إلى بيتك (تأتي المُهرِّبة إيما إلى الفِناء. تتظاهر بأنها لا تعرف عاملة
التليفون).
المُهرِّبة إيما
:
هل السيد بونتيلا موجود؟ أُريد أن أُكلِّمه على الفَور.
ماتي
:
غيرُ موجودٍ للأسف، ولكن هذه هي خطيبته، وتستطيعين أن تُكلِّميها.
عاملة التليفون
(تمثل)
:
أليست هذه هي إيما تاكينانين؟ مُهرِّبة الكونياك؟
إيما
:
ماذا أفعل؟ أُهرِّب الكونياك لأنني أحتاج لبعض الكحول لِأُدلِّك به رُكبةَ زوجةِ مفتش
البوليس! إن زوجة ناظر المحطة تستعمله في صنع «ليكور الكَرْز»، ومن ذلك تَرينَ أنه
قانوني. ثم ما هي حكاية الخطوبة هذه؟ أتدَّعي ساندرا عاملة التليفون أنها مخطوبة
لخطيبي السيد بونتيلا، الذي يسكن هنا، كما أعلم؟ هذا كثير، أيتها الفاجرة!
عاملة التليفون
(في فرح)
:
وما هذا يا حارقةَ النُّخالة؟ ماذا تَرينَ في أُصبعي؟
إيما
:
كاللو، وماذا تَرينَ أنتِ في أُصبعي؟ أنا المخطوبة، لا أنتِ. وبالكونياك
والخاتم.
ماتي
:
هل السيدتان من كورجيلا؟ يظهر أن العرائس هنا كالعصافير في الربيع.
(تَظهَر في الفناء راعية البقر ليزو وعاملة الصيدلية ماندا.)
راعية البقر وعاملة الصيدلية
(معًا)
:
هل يسكن هنا السيد بونتيلا؟
ماتي
:
هل أنتما أيضًا من كورجيلا؟ إذن فهو لا يسكن هنا، إنني أعرف هذا؛ فأنا سائق
سيارته. السيد بونتيلا شخصٌ آخر يحمل نفس اسم السيد الذي خَطبَكما.
راعية البقر
:
ولكنني أنا «ليزو جاكارا»، وقد خطبني بكل تأكيد، ويُمكِنني أن أُثبت هذا (تشير إلى عاملة التليفون) وهذه أيضًا تستطيع أن
تُثبت ذلك؛ فهي الأخرى مخطوبةٌ له.
إيما وعاملة التليفون
(معًا)
:
نعم، نستطيع أن نثبت ذلك، نحن جميعًا عرائسه الشرعيات!
(الأربعة يَضحَكن ضحكًا عاليًا.)
ماتي
:
أنا سعيد لأنكن تَستطِعن إثبات ذلك. أقول صراحةً: إنها لو كانت خطيبةً واحدة فقط لما
اهتممتُ بها، ولكنني أعرف صوت الشعب أينما سمِعتُه. أَقترح أن تُنشِئن رابطة السيد
بونتيلا، وبذلك يمكن أن تَطرحنَ هذا السؤال: ماذا ستفعلن؟
عاملة التليفون
:
هل نقول له؟ لقد دعانا السيد بونتيلا شخصيًّا من مدةٍ طويلة لكي نحضر نحن الأربعة
حفلة الخطوبة الكبيرة.
ماتي
:
مَثَل هذه الدعوة كمَثَل الثلج الذي تَساقَط في العام الماضي. لقد أتيتن إلى هنا كأربع
بطاتٍ مُتوحشاتٍ من البحيرات، بعد أن عاد الصيَّادون إلى بيوتهم.
المُهرِّبة إيما
:
ياه! إن هذا لا ينبئ بالاستقبال الحار!
ماتي
:
لم أقل إنهم سيُسيئون استقبالَكُن، ولكنَّكن من وجهةِ نظرٍ مُعيَّنة قد بكَّرتُن جدًّا
بالحضور، لا بُد أن أحاول تقديمكن في اللحظة المناسبة، لكي تُستقبلنَ الاستقبال الجدير
بالعرائس.
عاملة الصيدلية
:
لقد كان مجرد مزاحٍ ودُعابةٍ لتنشيط الرقص.
ماتي
:
إذا أحسنَّا اختيار الوقت المناسب، فسوف يجري كل شيء على ما يُرام؛ لأنهم بمجرد أن
يشربوا ويعتدل مزاجهم فسوف يبحثون عن المَسخَرة. في هذه اللحظة تستطيع العرائس
الأربعة أن تَدخُلن، سوف يُدهَش القِسِّيس، وسوف يسعد القاضي ويصبح إنسانًا آخر حين يرى
أن
القِسِّيس ظَهرَت عليه الدهشة، ولكن لا بُدَّ من النظام، وإلا فلن يفهم السيد بونتيلا
أيَّ
شيء، حين ندخل جميعًا إلى القاعة، نحن رابطة عرائس السيد بونتيلا، رافعِينَ أصواتنا
بنشيد تافاستلاند الوطني، وفي أيدينا عَلمُ كان قميصَ نوم!
(الجميع يَضحَكن ضحكًا عاليًا.)
المُهرِّبة إيما
:
هل تعتقد أننا سنحصُل على فنجالِ قهوة وربما رقصنا أيضًا بعدها؟
ماتي
:
هذا طلب عادل قد تتمكن الرابطة من تحقيقه؛ فقد وضعتُن الآمال، وتكلفتُن بعض
النفَقات، لقد أتيتُن إلى هنا بالقطار، على ما أظن؟
المُهرِّبة إيما
:
في الدرجة الثانية!
(الخادمة فينا تدخل البيت حاملةً وعاءً كبيرًا من الزُّبدة.)
راعية البقر
:
زبدة!
عاملة الصيدلية
:
لقد أَتَينا من المحطة مباشرة. أنا لا أعرف اسمكَ، ولكن ربما استطعتَ أن تُحضر لنا كوب
لبن؟
ماتي
:
كوب لبن؟ ليس قبل الغداء؛ فسوف يُفسِد شَهيَّتكُن.
راعية البقر
:
لا داعي للخوف علينا!
ماتي
:
الأفضل أن أُحضر للعريس شيئًا آخر غير اللبن، لكي تنجح زيارتكن.
عاملة التليفون
:
الحقيقة أن صوته كان جافًّا بعض الشيء.
ماتي
:
إن ساندرا عاملة التليفون التي تعرف كل شيءٍ وكل إنسانٍ تفهم قصدي. إنها تعرف أن من
الأفضل أن أُفكِّر في تدبير الكونياك له بدلًا من البحث عن اللبن لكنَّ!
راعية البقر
:
هل هناك حقًّا تسعون بقرة في بونتيلا؟ لقد سمِعتُ هذا.
عاملة التليفون
:
ولكنك لم تسمعي صوته، يا ليزو.
ماتي
:
أعتقد أَنكنَّ عاقلاتٌ وستَقنَعن الآن برائحة الطعام الآتية من المطبخ!
(سائس الإسطبل والطاهية يحملان خنزيرًا مذبوحًا، ويَدخُلان به
البيت.)
النساء
(يصفقن في فرح)
:
عظيم! عسى أن يُحسنوا شيَّه! ضعُوا عليه قليلًا من التوابل!
إيما
:
هل تعتقدن أنني سأتمكَّن من فَتحِ أزرار فستاني قليلًا، إذا لم ينظروا إليَّ؟ إنه ضَيِّق
فعلًا؟
عاملة الصيدلية
:
قد يُحب السيد بونتيلا أن ينظُر إليك.
عاملة التليفون
:
ليس في ساعة الغداء.
ماتي
:
هل تعلمن أي غداءٍ سيكون هذا؟ إنكن ستجلسن إلى جانب قاضي محكمة فيبورج العليا. سوف
أقول له (يُثبِّت المِكنسةَ على الأرض ويكلمها
قائلًا): يا سعادة القاضي! ها هي أربعُ نساءٍ فقيراتٍ يَعِشن في قلق لرفض
مطالبهن. قَطعنَ مسافةً بعيدة على الطريق الزراعي المُترب لكي يصلن إلى خطيبهن؛ ذلك أنه
في الصباح الباكر منذ عشرة أيام جاء إلى القرية سيدٌ سمين مُرفَّه في عربته الاستوديو
بيكر، فتبادَلَ معهن الخواتم وخطبهن لنفسه، وهو الآن يُحب أن يُنكر ذلك، قم بواجبك
أَصْدِر حكمك، ولكنَّني أُحذِّرك؛ فإذا تركتَهن بغير حماية، فقد يحدُث أن تختفي المحكمة
العليا في فيبورج.
عاملة التليفون
:
برافو!
ماتي
:
المحامي أيضًا سيشرب في صحتكن؛ ماذا ستقولين له يا إيما تاكينانين؟
إيما
:
سأقول له: أنا سعيدة بهذا الزواج، فهل تَتفضَّل بكتابة شهادة الضرائب لي والتشدُّد مع
المُوظَّفِين؟ هل تساعدني بفصاحتك على ألا يَحجزوا زوجي طويلًا في العسكرية؛ فعلاقته
بالعقيد علاقةٌ سيئة، وأنا وحدي لا أستطيع مواجهة العمل في حقل البطاطس، ساعدني
أيضًا في ألَّا يَغُشَّني البقَّال عندما يُحاسبني على السكَّر والغاز.
ماتي
:
هذا معناه استغلال الظروف، ولكن إذا تزوجتِ السيد بونتيلا، فلن تكوني في حاجة إلى
دفع الضرائب؛ فالتي ستتزوجه منكن سيكون في إمكانها أن تدفع. كذلك ستشربن كأسًا في
صحة الدكتور، فماذا ستقُلن له؟
عاملة التليفون
:
سأقول له: سيدي الدكتور! ما زالت أُحِسُّ بآلامٍ في الكُليتَين، ولكن لا تنظر إليَّ
هكذا، قليلًا من الصبر، سأدفع الحساب بمجرد أن أتزوج السيد بونتيلا، واصبِر عليَّ
قليلًا؛ فما زلنا نُعِد الشوربة، والماء لم يُوضع بعدُ على النار لتسوية القهوة، وأنتَ
مسئول عن صحة الشعب.
(عاملان يُدحرِجان برميلَي بيرة إلى البيت.)
إيما
:
إنهم يُدخِلون البيرة.
ماتي
:
وستَجلِسنَ أيضًا مع القِسِّيس، ماذا ستقُلن له؟
راعية البقر
:
سأقول له: من الآن سيكون لديَّ الوقت الكافي للذهاب إلى الكنيسة، إذا وجدت عندي
الرغبة.
ماتي
:
هذا قليل جدًّا بالنسبة لحديثٍ على المائدة؛ ولذلك فسوف أُضيف قائلًا: سيدي القِسيس،
اليوم تأكل ليزو راعية البقر في طبقٍ من الصيني. يجب أن تفرح لهذا إلى أقصى حد؛ لأنه
مكتوب أن الناس كلهم سواسية أمام الله، فلِمَ لا يكونون سواسية أمام السيد بونتيلا؟
وعندما تُصبِح سيدة الضيعة فتأكَّد أنها ستعاملك معاملةً سخية، وسيصلك منها بعض زجاجاتٍ
من النبيذ الأبيض في عيد ميلادك كما حدث حتى الآن، بذلك تستطيع أن تُواصِل في الكنيسة
عظاتِكَ الفصيحةَ عن المروج السماوية؛ لأنها ستُعفَى بعد الآن من حلب البقر على المروج
الأرضية.
(في أثناء خطبة ماتي الطويلة يَظهَر بونتيلا في الشرفة ويستمع في
تَجهُّم.)
بونتيلا
:
عندما تنتهي من خطبتك فأخبرني، مَنْ هؤلاء؟
عاملة التليفون
(ضاحكة)
:
عرائسك يا سيد بونتيلا، لا بد أنك تعرفهن.
بونتيلا
:
أنا؟ أنا لا أعرف أحدًا منكن.
إيما
:
بل تعرفنا، على الأقل من الخاتم.
عاملة الصيدلية
:
خاتم ستارة الصيدلية في كورجيلا.
بونتيلا
:
وماذا تردن هنا؟ المشاغبة؟
ماتي
:
يا سيد بونتيلا، لعل الوقت الآن في عز الظهر غيرُ مناسب، ولكننا كنا نتناقش في
طريقةٍ نُضفِي بها البهجة على حفلة الخطوبة، فأَسَّسْنا رابطة عرائس السيد بونتيلا.
بونتيلا
:
ولماذا لم تجعلوها نقابة؟ حيثما تسَكَّعتُ ظَهرَت مثل هذه الأشياء من تحت الأرض. أنا
أعرفك، وأعرف الجريدة التي تَقرؤها!
إيما
:
مجرد مزاح، ربما لا نطلُب أكثر من فنجال قهوة.
بونتيلا
:
أنا أعرف مِزاحكُن، لقد أَتيتُن إلى هنا لِتُكرِهنني على قَذفِ شيءٍ في أفواهِكُن!
إيما
:
لا! لا! لا!
بونتيلا
:
ولكنني سأُعرِّفُكن شُغلَكن! تُرِدنَ أن تقضين يومًا جميلًا على حسابي! أَنصحُكن أن تغادرن
الضيعة قبل أن أطرُدكُن وأَدعوَ الشرطة. أنت عاملة التليفون في كورجيلا. إنني أعرفك،
سوف أجعلهم يتصلون بالمكتب ويسألونهم إن كان رؤساؤك في البريد يَصبِرون على مثل هذا
المزاح، وأنتن أيضًا، سوف أَعرِف مَنْ أنتن.
إيما
:
فهمنا. انظر يا سيد بونتيلا! لقد كنا نقصد أن تكون ذكرى لأيام الشيخوخة. سوف أجلس
هنا على أرض ضيعتك، لكي أستطيع في يوم من الأيام أن أقول: لقد جلَستُ ذات يومٍ في
بونتيلا، وكنتُ مدعوة هناك. (تجلس على الأرض)،
والآن لا يستطيع أحد أن يُكذِّبني أو يُنكِرها عليَّ. إنني أجلس بالفعل! لستُ في حاجة
إلى
القول بأنني لم أجلس على كرسي، بل على أرض تافاستلاند العارية، التي تقول عنها
الكتب المدرسية: إنها مُتعِبة، ولكنها تجازي التعب. وبالطبع لا تذكُر الكُتب مَن الذي
يتعب ولا من الذي تُجازيه على تعبه. ألم أشم رائحة عِجلٍ مَشوي؟ ألم أَرَ برميل بيرة؟
ألم
يكن مملوءًا بالبيرة؟ (تغني):
والبُحيرة والجبل، والسحب فوق الجبل!
غاليةٌ هي على شعب تافاستلاند
من بَهجَة الغابات الخَضراء إلى شَلَّالات آبوس.
أليس معي الحق؟ والآن ساعِدنَني
على النهوض، لا تَترُكنَني جالسةً في هذا الوَضعِ التاريخي!
بونتيلا
:
اخرُجنَ من الضَّيعة!
(النساء الأربعة يَقذِفن أكاليلَ القَشِّ على الأرض، ويُغادرن الفِناء. ماتي
يتناول المكنسة ويجمع القَشَّ في كَومة.)