شهادة موت
بديهيٌّ أنَّكَ لم تَمُتْ من أجل رتبةٍ أو لقبٍ، ولم
تَمُتْ من أجل وطنٍ، ببساطةٍ لأنك لم ترغبْ في الموت،
لم تذهبْ إليه في زيارة عائلية أو موعد غرامي وفى
يسراك باقة ورد، وربما لم تفكِّرْ في الموت قط. ما
حدث أنك كنت في مرمًى قاتلٍ جرَّب فيك خسَّتَه، وهذا
لا يقلِّلُ منك، ولا يمنعني من أن أقول: «لا شيء
يعوِّض الحياة. لن تُعانقَ أمُّكَ الرتبةَ، أو تنامَ
حبيبتُكَ في أحضان اللقب، أو يشعرَ أبناؤك بالأمان
لأن في الأوراق الرسميةِ رتبةً أو لقبًا، ولن يقضيَ
رفاقُكَ السهرةَ مع شهادة وفاتِكَ مهما حملت من
كلمات التمجيد فهي في النهاية شهادةُ موت». ولا
يمنعني من أن أقول: «مَن يريد أن يمجدك يرد إليك
حياتَك.»
٢٧ / ١ / ٢٠١٤م