سيرة ذاتية
في دلتا النيل ولدَتْه أُمُّه
في منتصف القرن العشرين
والعالم يستريح من الحرب الكبرى
ويستعد لحزمة من الحروب الصغيرة.
في طفولته
تعلَّم أبجدية الغزاة.
وفي صباه
اختطفه قراصنةٌ من عصر «قفا نبك»
من عصر «هل غادر الشعراء»،
وكان «الجلمودَ» الذي «حطَّه السيلُ»
بعد أن غنَّى مع امرئ القيس «أفاطم مهلًا».
في صباه
قضى أيامًا طيبة
مع ابن العبد على أطلال «خولة»،
ومع عنترة الأسطوري
صرخ في دار عبلة لتبوح بأسرارها،
ومرَّ على ديار ليلى وقبَّل جدرانها،
وفي النهاية،
عاد بحفنة من الأيام الذابلة
تاركًا أحلى السنوات
تجفُّ في صحراء العرب،
وحين عاد لم تكن هناك أمٌّ
ولم يكن هناك أحبة،
لم تكن الدلتا هناك،
ولم يكن النيل هناك.
٦ / ٣ / ٢٠١٤م