وطن لا يُشبه العالم المنهار
كل ما هناك، في بلادك، في عالمك، منهار، إلا هذا
القلب؛ لذا ينبغي أن تحافظ عليه حيًّا حتى لو كنت
تُحلق في الطريق إلى الرب. نعم، قد يحتاج إلى ترميم،
لكنه ما زال حيًّا، في سلام تتعايش فيه مشاعرُ
وأيديولوجياتٌ وفلسفات تتقاتل خارجَه حدَّ الموت. حين
يأتي يومُك وتُحلق في الطريق إلى الرب ينبغي أن تترك
القلب هنا، في العالم المنهار. وعلى أية حال ماذا
تفعل بالقلب في سماء لم تحتملْ، كما تقول كتُبُ
السماء نفسها، أن تتعرف حواء ذات صباح ربيعي على
العشق وتمنح آدمَ ثمرتَه؟ ينبغي أن تترك القلب بين
أيدي الأجيال القادمة، ربما تُفلح صبيةٌ حالمةٌ، أو
صبيٌّ حالمٌ، في استنباته ليُثمر وطنًا طازجًا، وطنًا
يُشبه ما كان في مخيلة الرب حين خلق الكون أول مرة،
وطنًا يُشبه ما شيَّدْتَه مع الفراشات وأفراس النبي في
أحلام الطفولة، وطنًا لا يُشبه العالم
المنهار.
٢٣ / ٣ / ٢٠١٤م