استحالة أن تكون الوحدةُ أمًّا
يُعانِقُ وِحْدتَه،
وحين تضيقُ به ويضيقُ بها،
يفترقان،
وكلٌّ منهما يحمل بؤسًا في القلب،
ليمضيَ إلى وحدةٍ أخرى،
وقد رصَّعَتْ سجلَّ هزائمِه
هزيمةٌ جديدة.
يعانقُ وحدتَه،
وحين يزدهر السأم،
يَرِقُّ لبؤسها،
ويُؤنِسُها بوحدةٍ أخرى.
يفرُّ إلى ركنه باستمرار،
تسبقه وحدتُه،
تُحاصرُه ليبدأ مراوغاتِه
ويفكِّر في عقد صلح فلسفي معها.
يعبسُ في وجهِ وحدتِه ويقول:
«لماذا لا تُؤنسينني؟»
تعبس في وجهه وتقول:
«ولماذا لا تُؤنسني؟»
وتنخرط في البكاء.
في نوبةِ انسجام
يعرضُ على وحدته زواجًا شرعيًّا
يُنعش خيالها بالأمومة
يُحدِّثها عن أبناء يحملون جينات الوحدة
يَنْمون في رحم الوحدة
ويرضعون من أثداء الوحدة
وينامون في أحضان الوحدة
يعشقون الوحدة
ويسمُّون الوحدةَ أُمًّا،
ليلةً كاملةً
يُحدِّثها عن تاريخ الألفة بينهما
ويُغريها بالأمومة،
وهو يعرف استحالةَ أن تكون الوحدةُ أمًّا.
١٥ / ١١ / ٢٠١٢م