قصيدة نثرية حدَّ الفوضى
يمكنُ في عالمٍ نثريٍّ حدَّ الفوضَى
أنْ يكتبَ قصيدةً نثريةً حدَّ الفوضى.
يمكنُ أنْ يكتبَ عن امرأةٍ تختالُ فتنةً تحت النقابِ، تصومُ
الإثنين والخميس وتُشرفُ على جمعية خيرية للأيتام،
وبعد أن استهلكَت ثلاثةَ رجال، على الأقل، استهلاكًا
شرعيًّا، رافقَت زوجَ صديقتِها الوحيدة، ولا يهزُّ طمأنينةَ
قلبِها سوى أنَّه يدخِّن الشيشةَ في المقاهي ولا يُبالي بحرمةِ
النقاب.
يمكن أنْ يكتبَ عن شاعر يتشبَّثُ بالسراب،
يُعذِّبُه السرابُ ويتشبَّثُ بالسرابِ،
وحين يُشفِقُ السرابُ عليه ويصرخُ:
«يا مسكينُ،
لستُ إلا سرابًا،
ستموتُ عطشًا.»
يردُّ شاعرُ السرابِ:
«أنتِ النبعُ الأنقَى
حتَّى لو زعمتِ أحيانًا،
بفعلِ أشياءَ لا تخفَى عليَّ،
أنكِ السَّرابُ،
سرابُكِ نهرٌ فراتٌ
وكلُّ الينابيع سرابٌ.»
يمكنُ للشاعرِ أن يكتبَ عن أشياءَ جمةٍ
لكنه يُفضل أنْ يصمُتَ صمْتًا نثريًّا
مع أنَّه يستطيعُ أنْ يصمتَ صمتًا شِعْريًّا.
١٦ / ٧ / ٢٠١٢م