قد
قد تراهُ في الصباح
يُخلِّصُ قدمَيه من الوَحْل بالكاد
لكنَّ قلبَه يسبحُ في الفضاء
ولا تغفو عيناهُ قبل مصافحةِ النجوم.
قد تراهُ أحيانًا يجلسُ على «زهرة البستان»،
يُثَرثرُ مع بعض المارقين،
ويندسُّ بين الحشود في مترو الأنفاق،
وفي أزقَّة الأحياء الشعبية،
ويُساهم في ابتكارِ كُتُبٍ لا يقرؤها أحد،
ويُعالجُ نفوسًا دنَّسها الطُّغاةُ
ودنَّسَتها الجراثيمُ.
قد تراه يعتزلُ الحياةَ منذ زمنٍ
ويبدو وكأنه لم يبقَ إلَّا أنْ يعتزلَ هذا الخواءَ
الذي يُسمِّيه نفسَه.
قد تراه عُمُرًا كاملًا
يُقسِّم حياتَه بين جنون القصيدة
وجنونِ الجنونِ،
وعلى بُعْدِ حرفٍ من النهاية
ينبثقُ جنونٌ آخرُ ويقلبُ كلَّ شيء.
وقد تتساءل
ماذا يفعلُ شاعرٌ بكل هذا الجنونْ؟
٢٤ / ٧ / ٢٠١٢م