حنين
في الطفولة كان لي وطنٌ صغيرٌ
قريةٌ أحملُها في القلبِ كما تحملُ أمٌّ رضيعَها
وتحملني في القلب كما تحمل قريةٌ في دلتا النيل رضيعَها
في الطفولة كان لي وطن في رحابةِ الكونِ.
وفى الصبا
نظرْتُ إلى النيلِ وقلتُ: «هذا أنا فتيٌّ أكثر مما ينبغي»،
وقررْتُ أن أحملَ في القلبِ هضابَه ووديانَه وصحاريه
كانت ثقيلةً جدًّا
لكنني حملْتُها
ومرة أخرى كما تحمل أمٌّ رضيعَها.
وفى الشباب كفرْتُ بكلِّ شبر في الوطن
وقلْتُ: «يربطني بالوادي الحذاءُ»
لكنه ظلَّ يربطني
وبدَا أنه يربطني إلى الأبد.
والآن في الشيخوخة
لا آمنُ في هذي البلاد على قلبٍ أو لسانٍ
لا آمنُ على قدمٍ أو حذاء
لكنَّ الحبلَ السُّريَّ يبقى بيننا
ويبقى بيننا حنينٌ مشحون بالغضب
مغلَّف بكبرياء هشة
حنين عاشقين متخاصمين.
١٨ / ٢ / ٢٠١٣م