لعبة بائسة
اعتاد أن يقبع في الخلاء وفي يده صرَّتان من
الكوابيس التي أدمنَها منذ عصر الثعابين المجنحة
التي دأبت على زيارته في الطفولةِ والتحليقِ به في
عتمة الأزقة.
اعتاد أن يقبع منزويًا
في ركن الكوابيس
وحين يبدو أنه لا يدمنها
تدمنُه،
لا يرى في الأمرِ فضيلةً
أو رذيلةً؛
واعتاد أن يقول: «إنها مشيئةُ الرب.»
وللحق، رغم إدمان الكوابيس، وطول العشرة بينهما،
يعترف بأنه كثيرًا ما يطارد حلمًا طيبًا يستميت في
اصطياده ويتظاهر بالتعافي من الكوابيس، مع أنه يُدرك
أنه ساقطٌ حتمًا في البحر المحيط، وإذا سقط خطأً
على ضفةِ النهر وبدا قابلًا للازدهار تجرفُه
الخماسين ويتوه في بحر الرمال.
لكنه اليومَ يعترف:
«أمسِ وأنا ألعبُ مع السماء لعبتنا البائسة
هاجمني كابوسٌ من كوابيس الطفولة
وتبادلنا تحت أعين الجميع
عناق عاشقين فرَّقتْ بينهما الأيام.»
٢٦ / ٩ / ٢٠١٣م