المجمع الفراري الفلورنسي
الأتراك العثمانيون
وفي الوقت نفسه الذي كانت تتناثر فيه إمارات الصليبيين تناثر أوراق الخريف كانت قبيلة «كاي كان كلي» التركية الخراسانية قد تقبلت الإسلام، ووطدت أقدامها عند حدود الروم في شمال آسية الصغرى الغربي، وحذا حذوها الصروخان والقرمان وآيدين وغيرها، وتولى عثمان زعامة الكاي كان كلي فعُرفت القبيلة باسمه، وفي السنة ١٣٠١ تمكنت هذه القبيلة بخيولها المصفحة من اختراق صفوف الروم أمام نيقوميذية، وضغطت القبائل الأخرى على ساحل الأرخبيل وعلى مُدُن الروم في الداخل، وواصل أورخان بن عثمان الحرب على الروم فاستولى على نيقوميذية ونيقية، ثم جنح إلى السلم فقضى نحو عشرين عامًا يثبِّت دعائم ملكه وينظم الجيش.
وفي السنة ١٣٥٧ قطع الدردنيل وأغار على الشاطئ الأوروبي فاحتل غاليبولي، وأخضع مراد الأول (١٣٥٩–١٣٨٩) الرومللي وبلغارية والصرب، وخلفه ابنه بايزيد الأول (١٣٨٩–١٤٠٢) فلم يَقِلَّ عن أبيه مهارة وإقدامًا؛ فأخضع الإمارات التركية في آسية ووطد أركان دولته في أوروبة، وعم الهول والفزع معظم الأوروبيين، وقامت رومة تدعو إلى مقابلة الأتراك، وخرج لذلك جيشٌ عظيم بقيادة سيجيسموند ملك المجر ضم بين كتائبه كثيرًا من فرسان فرنسة وألمانية، وفاز الأوروبيون في بادئ الأمر واستردُّوا من الترك كثيرًا من المُدُن، ثم شرعوا في حصار نيكوبوليس عند نهر الدانوب، فأسرع بايزيد للقائهم فهزمهم (١٣٩٦)، ثم أطل تيمورلنك فخرج بايزيد لصده وتقابل الجيشان في أنقرة (١٤٠٢) فكانت الهزيمة على العثمانيين، وأُخذ بايزيد أسيرًا ومات كمدًا، وهلك تيمورلنك فاقتتل أولاد بايزيد من أجل العرش عشرين سنة.
ثم انتهى الأمر بتغلُّب محمد الأول (١٤١٣–١٤٢١) فصادق الروم ولَمَّ شعت الدولة وكبح جماح الإمارات وأصلح ما أفسدتْه الفتن، وخلفه مراد الثاني (١٤٢١–١٤٥١) فعمل على مواصلة الفتوح، وكان عمانوئيل الثاني فسيلفس الروم قد طلب إلى السلطان الجديد أن يبقي ابنُهُ رهينة في القسطنطينية فأبى، وفي السنة ١٤٢١ أعلن يوحنا الثامن فسيلفسًا وشريكًا لوالده في الحكم، فأطلق سراح مصطفى بن بايزيد المطالب بالعرش العثماني كما حرر جنيدًا الوزير السابق الثائر، فاضطر مراد الثاني إلى أن يحارب مصطفى، ثم قام بخمسين ألف جندي إلى القسطنطينية وضرب الحصار عليها، ثم اضطر إلى أن يرفع هذا الحصار لمجابهة ثورة هامة أذكاها عمانوئيل في بروسة ونيقية والقرمان.
يوحنا الثامن ومراد الثاني
قرب الثرى وبعد النبط
مجمع بازل (١٤٣١–١٤٤٨)
مجمع فراري (١٤٣٨)
تشاور الروم
الوفد الأرثوذكسي
وترأس يوحنا الثامن الوفد الأرثوذكسي بشخصه، وضمَّ إليه الأمير الملكي عمانوئيل يغارس والبطريرك المسكوني يوسف الثاني وعددًا من المطارنة والوجهاء، ومثل بطريرك الإسكندرية أنطونيوس متروبوليت هرقلية وغريغوريوس (ممَّاس) بروتوسنكلوس القسطنطينية، وناب عن بطريرك أنطاكية كل من مرقس (أفجانيكوس) متروبوليت أفسس وأيسيذوروس متروبوليت كييف، وناب عن بطريرك أوروشليم ديونيسيوس متروبوليت سردة، وبعد وفاته بالطاعون دوسيثايوس متروبوليت مونبازية، ومثل الكنيسة الروسية أسيدورس متروبوليت كييف.
جلسات فراري
وعين كل فريق لجنةً من عشرة أعضاء تعد الأبحاث لعرضها على الهيئة العامة، فتألفتْ لجنةُ الروم من مرقس متروبوليت أفسس وممثل الكرسي الأنطاكي ومن بيساريون متروبوليت نيقية وثلاثة مطارنة آخرين وبلسمون الخرتوفيلاكس، وسيليفستروس (سيروبولوس) الإكليسيارخوس ورئيسين من رؤساء الأديرة وراهب، وأضاف يوحنا الثامن إلى هؤلاء الأمير عمانوئيل يغارس، وتألفت لجنة اللاتين من الكردينال شيزاريني والكردينال البرغاتي وأسقف والراهب الدومينيكي الإسباني توركو يمادا وستة آخرين.
جلسات فلورنسة
إعلان الاتحاد
أفجانيوس الأسقف خادم خدام الله
أكتب هذا للذكر المؤبد، برضى والدنا الأَعَزِّ بيسوع المسيح يوحنا باليولوغوس إمبراطور الروم، ورضى ممثلي إخواننا البطاركة الشرقيين وبقية أخواننا الأساقفة الحاضرين هنا، بالأصلة عن نفوسهم وبالنيابة عن الكنيسة الشرقية جمعاء؛ لتفرح السموات وتبتهج الأرض! فقد انهدم الحائط الفاصل بين الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية، وأقيم السلام والاتفاق ثانية على حجر الزاوية يسوع المسيح الذي ضم الشعبين إلى واحد، جامعًا كِلَا الحائطين برباط السلام والمحبة الذي لا يَنْحَلُّ، وقد اضمحلتْ غيومُ الحزن المديد، وتبدد ظلامُ الخصومة المزمن وأضاء لنا كوكب الاتحاد البهي الشهي.
فلتفرح الكنيسة أمنا؛ فإن أبناءها الذين كانت تُشاهدهم متخاصمين تراهم اليومَ راجعين إلى الوحدة والسلام، وتلك التي كانت تذرف دموعًا سخينة على انفصالهم لتشكر الآن بفرح لا يُوصف الإله القدير على اتفاقهم العجيب؛ ليفرح به المؤمنون في العالم أجمع وليهنئ المسيحيون أمهم الكنيسة الجامعة، فها إن آباء الغرب والشرق بعد مرور حقبة طويلة من الاختلاف والشقاق قد ركبوا أخطار البر والبحر وتغلبوا على المتاعب وبادروا — بسرورٍ — إلى هذا المجمع المسكوني المقدس، راغبين في تجديد الاتحاد المقدس والمحبة القديمة، ولم تَخِبْ آمالُهُم؛ لأنهم — بعد الأبحاث الطويلة الشاقة — بلغوا برأفة الروح القدس إلى الاتحاد المقدس المرغوب فيه، فمن يستطيع أن يرفع للقدير الشكر الوفي على هذا الإحسان، ومن لا يتعجب من كل قلبه من غنى مراحم الله، هل من قلب صخري لا تلينه مشاهدة رأفة الله هذه غير المتناهية، حقًّا إنها لأفعال إلهية لا اختراعات الضعف البشري.
إذن يجب علينا قبولُها بالاحترام العظيم والاعتراف بها بالترانيم المقدسة، لك المديح لك المجد لك الشكر يا يسوع المسيح يا ينبوع المراحم الذي أوليت عروسك الكنيسة الجماعة هذا الخير العظيم، وأظهرت في جيلنا عجائب حنوك حتى يتحدث الجميع بمعجزاتك، فقد رأينا بعيوننا ما طالما تَاقَ السلف إليه فلم يروه؛ فإن اللاتين واليونان التئموا في هذا المجمع المسكوني المقدس، وبحثوا — بمنتهى الجهد والتدقيق — قضيةَ انبثاق الروح القدس مُورِدِين آيات الكُتُب الإلهية، ونصوصًا كثيرة لملافنة الغرب والشرق الآباء القديسين، الذين منهم مَنْ يقول: إن الروح القدس منبثقٌ من الآب والابن، ومنهم من يقول إنه منبثق منٌ الآب بالابن، إنما كلهم يرمون إلى مقصد واحد بألفاظ مختلفة.
وبالواقع أكد الروم أنهم بقولهم: إن الروح القدس ينبثق من الآب؛ لا ينفون انبثاقه من الابن، ولكن بما أنهم كانوا يظنون أن اللاتين بقولهم عن الروح القدس: إنه ينبثق من الآب والابن يُسلمون بمبدأين ونفختين امتنعوا عن القول بأن الروح القدس ينبثق من الآب والابن. على أن اللاتين أكدوا أنهم بقولهم عن الروح القدس: إنه ينبثق من الآب والابن لا ينفون كون الآب ينبوعَ كل اللاهوت، ومبدأ للابن والروح القدس، ولا ينكرون أن الابن يأخذ من الآب بثق الروح القدس، ولا يجعلون مبدأين أو نفختين، بل يعتقدون بمبدأ واحد فقط وبنفخة واحدة باثقة للروح القدس كما اعتقدوا على الدوام.
وبما أَنَّ مرجع هذه التعابير كلها إلى معنًى واحد؛ فقد اتفقوا — أخيرًا — وأقروا برضى شامل الاتحاد التالي المقدس المحبوب من الله:
باسم الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس، وبتصديق هذا المجمع المسكوني المقدس المنعقد في فلورنسة، نوجب على المسيحيين بأجمعهم أن يقبلوا حقيقة أيماننا هذه ويؤمنوا بها، معترفين كلهم أن الروح القدس هو — منذ الأزل — من الآب والابن، وأنه يأخذ جوهره وكيانه الخاص من الآب والابن معًا منبثقًا انبثاقًا أزليًّا من كليهما كمن مبدأ واحد ونفخة واحدة.
ونصرح بأن الآباء القديسين الذين يقولون عن الروح القدس: إنه ينبثق من الآب والابن؛ لا يقصدون سوى هذا المعنى؛ أي أن الابن مثل الآب علة أقنوم الروح القدس كما يقول الروم، أو مبدأه كما يقول اللاتين، كما أن الآب هو علة الابن ومبدأه، وبما أن الآب عند ولادته لابنه الوحيد منحه كل ما يملك ما عدا الأبوة، هكذا أخذ الابن أزليًّا من الآب أن يبثق الروح القدس، ونحدد أن زيادة لفظة والابن في قانون الإيمان هي حسنةٌ وشرعيةٌ وصوابيةٌ؛ لأنها توضح حقيقةً مِنْ حقائق الإيمان، وقد اقتضتها الضرورة.
ونحدد أن جسد يسوع المسيح يقدس حقًّا في خبز الحنطة، سواء أكان فطيرًا أو خميرًا، وعلى الكهنة أن يستعملوا هذا أو ذاك بحسب طقس كنيستهم — غربية كانت أو شرقية.
ونحدد أن نفوس الذين تابوا توبة حقيقية وماتوا في حال محبة الله قبل أن يكفروا عما اجترموه أو أهملوه بأفعال توبة لائقة تتطهر بعد الموت بعذابات المطهر، وتتخلص منها بإسعافات المؤمنين الأحياء كذبيح القداس والصلوات والصدقات وغير هذه من أفعال المحبة التي اعتاد المؤمنون ممارستها لأجل المؤمنين حسب أُصُول الكنيسة، وأن نفوس الذين بعد قبولهم سر المعمودية لم يتدنسوا قط بأدناس الخطيئة، أو نفوس المؤمنين الذي بعد ارتكابهم الخطيئة قد تطهروا منها إذا كانوا في الجسد أو بعد الموت على النحو المتقدم أعلاه؛ تدخل حالًا السماء لتشاهد بوضوح الإله الواحد المثلث الأقانيم كما هو، وإنما تتفاوت درجة هذه المشاهدة بحسب اختلاف درجات الاستحقاق، وأن نفوس الذين يموتون في حال الخطيئة المميتة مفعولةً كانت أو أصلية فقط تهبط حالًا إلى الجحيم لتتعذب بعذابات مختلفة متفاوتة.
ويلاحَظ أيضًا أن يوحنا الثامن قصد فراري مستنجدًا مستمطرًا، فوعدتْه رومة فاتعد فتدخل في المجمع تدخلًا فعليًّا، وألحَّ وضغط ولم يسمح بالمخالفة ولا بالمعاندة، فأحرج موقف العضو العادي واضطر الأقلية الباقية إلى التطرُّف إما سلبًا وإما إيجابًا.
القسطنطينية والاتحاد
وتوفي يوحنا الثمن في السنة ١٤٤٨ ولم يُرزَق ولدًا يخلفه في الحكم، فتدخل مراد الثاني السلطان العثماني في أَمْرِ الخلافة، فتوج قسطنطين باليولوغوس فسيلفسًا باسم قسطنطين الحادي عشر في السادس من كانون الثاني سنة ١٤٤٩، فعاهد مرادًا على الولاء، واستقبله الشعب بابتهاج عظيم، ولم يتصل برومة ليثبت لها أن اتحاد الكنيستين كان لا يزال قائمًا — في نظره.
الاتحاد في روسية
مجمع أوروشليم (١٤٤٣)
مجمع كنيسة الحكمة (١٤٥٠)
وخلاصة ما يُقال عن أعمال هذا المجمع: إن بطاركة الإسكندرية وأنطاكية وأوروشليم دعَوا إلى مجمع في كنيسة الحكمة الإلهية في السنة ١٤٥٠، فخلعوا غريغوريوس مماس بطريرك القسطنطينية «المليتن» وأقاموا أثناسيوس «الأرثوذكسي» محله وشجبوا أعمال مجمع فلورنسة، واعتبروا قراراته رجسة خبيثة مخالفة لقرارات المجامع المسكونية، ثم تقبلوا عودة التائبين من الأساقفةِ والكهنةِ — والدموعُ ملء أعينهم.
المرسوم الصادر إلى الأرمن
وعمل البابا أفجانيوس لمناسبة مجمع فلورنسة على الاتحاد مع جميعِ الطوائف المسيحية، وأرسل قسطنطين جاثليق الأرمن في قيليقية وفدًا إلى فلورنسة لإعادة السلام والمحبة، فبحث المجمع أَمْرَ الأرمن، وأعلن البابا في الثاني والعشرين من تشرين الثاني سنة ١٤٣٩ صك الاتحاد معهم، وجاء هذا الصك حاويًا أَكْمَلَ عرضٍ لتعليم كنيسة رومة بشأن الأسرار، وجاء فيه قولٌ صريحٌ بشأن الانبثاق والطبيعتين والمشيئتين. وفي الخامس عشر من كانون الأول منع البابا إعادة تعميد الأرمن.
الأقباط والأحباش
ووجه أفجانيوس رسالة إلى يوحنا بطريرك الأقباط وإلى نجاشي الحبشة؛ يدعوهما إلى الاتحاد، فأمَّ فلورنسة في شهري آب وأيلول سنة ١٤٤١ مَن فاوض مجمعها في الاتحاد، وفي الرابع من شباط سنة ١٤٤٢ أعلن البابا صكًّا آخر ضمنه الاتحاد مع هؤلاء، وفصل فيه موقف الكنيسة من سر الثالوث الأقدس وخلق العالم وأسفار العهدين وطبيعتي السيد المخلص وحقيقة سر الفداء وأهمية قرارات المجامع المسكونية، وتلي هذا الصك باللغتين اللاتينية والعربية.
المانويون البشناق
وفي السنة ١٤٤٣ وصل إلى فلورنسة سفير توما ملك البشناق، فاستنكر تعاليم ماني والقول بمبدأين أزليين، وصرح برغبة الملك في الانضمام إلى الكنيسة.
السريان
ووصل إلى رومة عبد الله مطران الرها، ففاوض المجمع الفلورنسي فيها، وأعلن البابا في الثلاثين من أيلول سنة ١٤٤٤ الاتحاد مع السريان وبين ما يجب الاعتقاد به، ولا سيما فيما يتعلق بالطبيعتين والمشيئتين.
نساطرة قبرص وموارنتها
لا نُنكر أن البابا أفجانيوس الرابع كتب في براءته المفتتحة تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح المؤرخة في سنة ١٤٤٥، عن كلامه في أندراوس رئيس أساقفة رودوس، أن أندراوس هذا هدى إلى الإيمان القويم تيموثاوس مطران طرسوس الذي كان بقبرص وكان نسطوريًّا يعتقد أن في المسيح أقنومين، وأن العذراء لا تُسمى والدة الله، وأنه رد إلى الهدى إلياس مطران الموارنة، الذي كان مع جماعته بقبرص ملوثًا بضلال مكاريوس أن في المسيح مشيئة واحدة، وأنه جمع هؤلاء في كنيسة القديسة صوفيا كنيسة كرسي تلك الجزيرة، فأقروا بالإيمان الكاثوليكي جهارًا، ثم إنه أرسل تيموثاوس المذكور والقس إسحاق تلميذ إلياس مطران الموارنة إلى رومة فجحد تيموثاوس ضلال نسطور وإسحاق ضلال مكاريوس في كنيسة لاتران برومة، ولا ننكر أيضًا أن المطران إلياس جحد تعليم مكاريوس وأقر بالإيمان الكاثوليكي في كنيسة القديسة صوفيا بقبرس، وكذلك فعل تلميذُهُ القس إسحاق برومة.
المجمع والأدب الكنسي
وقضت ظروف الروم في الدور الأخير من تاريخهم بأن يلجئوا إلى الغرب في طلب المعونة ضد الطامعين من الغرب والشرق، ورأوا أَنْ لا مَفَرَّ من استرضاء رومة واستعطافها؛ لكثرة تدخل أحبارها في السياسة وانغماسهم فيها، فكانت محاولاتٌ لتوحيد الكنيستين، فَصَّلْنَا أخبارَها في تضاعيفِ هذا الفصل وغيره، وأثار موضوعُ الاتحاد قرائحَ رجال الكنيسة فصنفوا واختلفوا فيما بينهم.
مجمع القسطنطينية (١٤٨٤)
ودالت دولة الروم واستولى الأتراكُ العثمانيون على جميع أبرشيات البطريركية المسكونية، وخشي الأتراكُ مطامعَ الدول الغربية واستفزازات رومة وتحريضها، فأَيَّدُوا الانفصالَ بين الكنيستين الكبريين وعارضوا التفاهُم والاتحاد، وظلت رومة متشبثة بموقفها من نقاط الاختلاف بينها وبين كنائس الشرق مطالبة بالخضوع لها في العقيدة والإدارة؛ فاشتد النفور وزاد الشقاق.