المجمع المسكوني السادس
قسطنطين الرابع (٦٦٨–٦٨٥)
وأساء قسطنطين الثالث الظن بأخيه ثيودوسيوس، فألبسه ثوب الرهبنة ثم أمر به فقُتل، فثار به ضميرُهُ، وأصبح أخوه يتراءى له حاملًا كأسًا مِن دمه، ويقول له: اشرب يا أخي! فكره قسطنطين الإقامة في المدينة التي ارتكب فيها إثمه ونزح عنها، وفي السنة ٦٦٢ ذهب إلى رومة فاستقبله فيها البابا فيتاليانوس بالحفاوة والإكرام، أما الشعب في القسطنطينية فإنه لم يرض عن تغيُّب قسطنطين ومنع التحاق زوجته وأولاده به، ثم بعد سِتِّ سنواتٍ دخل قسطنطين حمامًا في سرقوسة، فضربه خادم الحمام بصندوق من الصابون على رأسه فتُوفي في السنة ٦٦٨.
التوسع الإسلامي
المجمع المسكوني السادس (٦٨٠-٦٨١)
وفي الجلستين الخامسة والسادسة في السابع من كانون الأول سنة ٦٨٠ والثاني عشر من شباط سنة ٦٨١ قَدَّمَ مكاريوس البطريرك الأنطاكي ثلاثة مجلدات، ضمنها نصوصًا ادعى أنها تؤيد القول بالمشيئة الواحدة، وفي الجلسة السابعة في الثالث عشر من شباط قدَّم الوفد الروماني مقتطفات من أقوال الآباء في تأييد القول بالمشيئتين.
وفي الجلسة الثامنة في السابع من آذار سنة ٦٨١ طلب الإمبراطور إلى البطريركين جاورجيوس ومكاريوس أن يُبديا رأيهما في بيان البابا أغاثون، فعاد جاورجيوس إلى نصوص الآباء ودرسها على ضوء ما جاء في بيان زميله الروماني، فتبين له وجه الصواب وقال بالمشيئتين، ووافقه في ذلك جميع الأساقفة الخاضعين لسلطته، وطلب هذا البطريرك إعادة اسم البابا فيتاليانوس إلى الذيبتيخة فأُعيد، ثم سُئل مكاريوس والأساقفة الأنطاكيون عن رأيهم، فوافق هؤلاء الأساقفة على القول بالمشيئتين، ولكن مكاريوس أبى مدعيًا أن القول بالمشيئتين يعرضهما إلى الاختلاف والتناقُض، فأعاد الإمبراطور الطلب فأنكر البطريرك مفضلًا الموت مُقَطَّعًا على القول بالفعلين والمشيئتين.
وانصرف الآباءُ في الجلسة التاسعة إلى التدقيق في المجلدات الثلاثة التي وضعها مكاريوس لتأييد القول بالفعل الواحد والمشيئة الواحدة، وقابلوا بعض ما أخذه عن الآباء بالأصول؛ فظهر التبديلُ والتحريفُ، فاقترح الآباءُ قطع مكاريوس وتلميذه اسطفانوس، وخصصت الجلسة العاشرة للتدقيق في ما قدمه الوفد الروماني ومقابلته بالأصول.
وفي الجلسة الثالثة عشرة حكم بالحرم على سرجيوس وبيروس وبطرس بطاركة القسطنطينية وعلى كيروس بطريرك الإسكندرية وعلى أونوريوس بابا رومة وثيوذوروس أسقف فارانة سيناء.
وجاء حرم البابا أونوريوس هكذا: «وإننا نحرم أونوريوس الذي قام بابا على رومة القديمة؛ لأننا وَجَدْنَاه في تحاريره إلى سرجيوس تابعًا في كل شيء لرأيه، وموافقًا على عقائده الفكرية.» ووافق نُوَّابُ البابا على هذا الحرم وأيده البابا لاوون الثاني؛ لأن أغاثون تُوُفِّي في مطلع السنة ٦٨١.
يوستنيانوس الثاني (٦٨٥–٦٩٥)
المجمع الخامس السادس (٦٩٢)
واشترك في أعمال هذا المجمع مائتان وسبعةٌ وعشرون أسقفًا أو مائتان وأربعون، وأبرزُهُم بولس بطريرك القسطنطينية، وبطرس بطريرك الإسكندرية، وجاورجيوس بطريرك أنطاكية، وأنسطاسيوس بطريرك أوروشليم، وأسقف غورتيني وأسقف رابينة نائبَا بابا رومة. واجتمع الأعضاءُ وعقدوا جلساتهم في القسطنطينية وفي قاعة القبة أيضًا.
رومة تحتج
خلع يوستنيانوس وعودته
واستنزفت حروب يوستنيانوس كل ما في الخزينة، فجمع وزيراه الأموال عن طريق الاغتصاب فجرا عليه كراهية الشعب، وأراد هو في السنة ٦٩٤ أن تهدم كنيسة في القسطنطينية ليقيم في مكانها بناءً له، وكلف البطريرك المسكوني أن يصلي على الكنيسة قبل هدمها، فأجابه البطريرك: أما لأجل بناء كنيسة فعندنا أفشين، ولكن لأجل هدم كنيسة فليس لنا ما نقول! فأجبره يوستنيانوس أن يصلي للهدم، فوقف البطريرك ودموعه تسيل وصلى قائلًا: المجد لله الطويل الأناة كل حين وكل أوان وإلى دهر الداهرين.
وطغى يوستنيانوس وتجبر فسار القائدُ لاونديوس إلى القصر وقبض على يوستنيانوس وجدع أنفه ونفاه إلى الخرسون، ثم أخفق لاونديوس في إفريقية فنادى الجند بطيباريوس إمبراطورًا، ووُفق طيباريوس هذا الثالث في حروبه ضد المسلمين، ولكن الشعب والجيش كانوا قد أصبحوا لا يخضعون لسيطرة أَحَدٍ، فبات عرش طيباريوس متداعيًا، وفَرَّ يوستنيانوس الثاني من منفاه ونزل في بلغاريا واستنصر تربيل ملك البلغار، فزحفا معًا على القسطنطينية، وعاد يوستنيانوس إلى العرش (٧٠٥)، وفي السنة ٧١١ ثار فيليبيكوس البرداني فدخل العاصمة ثم قتل يوستنيانوس وابنه طيباريوس، فانتهى أمر الهرقليين بعد مائة سنة وسنة.
يوستنيانوس والبابا قسطنطين (٧١١)
ظهور الكنيسة المارونية
واستولى الفرس على أبرشيات أنطاكية فرحب اليعاقبة بقدومهم وتعاونوا معهم، وطالت الحرب الفارسية (٦٠٩–٦٢٨) فلمس هرقل أهمية ولاء اليعاقبة والأرمن لقربهم من حدود فارس ولكثرة عددهم، فرغب في تسوية الخلاف القائم بين هؤلاء وبين الكنيسة الجامعة، فأعد سرجيوس البطريرك المسكوني حلًّا للمشكلة فقال بطبيعتين مع الكنيسة الجامعة بفعل واحد لاسترضاء اليعاقبة والأرمن والأقباط، ووضعت الحرب أوزارها، فأخذ هرقل يطوف في الولايات الآسيوية ويحض النصارى على التفاهُم وتوحيد الصفوف بالشكل الذي اقترحه سرجيوس بطريرك القسطنطينية، ووصل هرقلُ إلى الجزيرة في صيف السنة ٦٣١ وزاره فيها آزر كاثوليكوس الأرمن فقبل الحل الجديد، ثم اتصل هرقل بأخبار اليعاقبة في منبج فقالوا بالمشيئة الواحدة والطبيعتين، واعترف هرقل ببطريركهم أثناسيوس الجمال بطريركًا قانونيًّا على كنيسة أنطاكية، ثم اتجه الإمبراطورُ شطر سورية الشمالية مقرِّبًا موحدًا، فلقي ترحيبًا كبيرًا.
يوحنا مارون (٦٢٧–٧٠٧)
الموارنة والمشيئة الواحدة
ويتصدى للبحث في هذا الموضوع في القرن العاشر مؤرخٌ مسلمٌ، هو أبو الحسن علي المسعودي، المتوفى في السنة ٩٥٧ للميلاد، وقد اشتهر بحب الاستطلاع والبحث في المواضيع الإسلامية وغيرها، وصنف كتبًا عديدة أشهرها مروج الذهب، وبحث في كتاب التنبيه والإشراف في الموارنة، فقال:
كتاب الهدى
فنقول: إنه هكذا نعتقد، وهكذا نؤمن أن أحد الأقانيم الثلاثة الشريفة، وهو الابن الكلمة المولود من الآب ليس في الزمان والابتداء وليس كتوليد الأجسام بعضها من بعض، بل هو نورٌ من نور إله حق من إله حق في آخر الزمان من أجل كثرة رحمته قد صنع خلاص الجنس الآدمي بمشيئة الآب، وروح القدس هبط من السماء من غير أن يفارق ذات الآب، ومن غير تغير ولا فساد، تجسد من روح القدس والطاهرة ابنة يواقيم وحنة، وأخذ منها جسدًا موازيًا لنا في طبيعتنا وموازيًا لنا في جوهرنا الإنساني، جسمًا ذا نفس ناطقة عالمة، وشابهنا في كل شيء سوى الخطيئة، وولد منها ابنًا واحدًا وربًّا واحدًا يسوع المسيح أقنومًا واحدًا وشخصًا واحدًا ذا جوهرين معقولين من جوهر الآب الأزلي بلاهوته، ومن جوهرانا بناسوته محسوس بالجسم الإنساني وغير محسوس باللاهوت، محدود بالجسم الزماني الإنساني وغير محدود باللاهوت الأزلي الأبدي.
وإذْ قد اعتقدنا فيه هذا الاعتقاد الذي ذكرناه؛ فإننا لا نعتقد فيه أيضًا اثنين ولا مسيحين ولا فعلين حاشا من ذلك، بل هو واحد، يسوع المسيح ابن الله، الذي من أجلنا تأنس أقنوم واحد وشخص واحد، وهو يعقل بجوهرين ومشيئة واحدة وفعل واحد إله أزلي ليس له ابتداء، وإنسان آدمي زماني ذو جسم نفساني حساس زماني، وهو إله تام باللاهوت وإنسان تام بالجسم الإنساني.
وبهذه الأوصاف قد آمنت البيعة المقدسة، وبها أقرت واعترفت هي وجميع أولادها، وعلى ذلك اتفق رأيُ النصارى المؤمنين، وآمنوا بالرب يسوع المسيح ابن الله الحي الأزلي الذي هذه أوصافه، وكانت أرواحهم متفقة في جميع ما قدمنا ذكره إلى هذا الذي انتهينا إليه من أوصاف الابن الأزلي يسوع المسيح، ثم اختلفوا فيه كيف كان بعد الاتحاد وافترقوا فرقًا كثيرة.
المقالات العشر
ونحن وأنتم دُمنا ثابتين على ذلك زمان كثير إلى زمان مكسيماس خاصتكم الذي من تحقيق ولد زنا؛ لأن أمه كانت مرأة عجمية زنت مع رجل يهودي من ملة السامرة، فلما ولد منها هذا المذكور ونشأ، ثم إنه تدرب بكل أُمور منشقة عن العدل بكل مكر وأفعال ردية؛ لأنه تربى في طبرية، وانتقل من هناك إلى مدينة قسطنطينية، وعند ذلك الحين كان في مدينة قسطنطينية ملِكين أخوة، مرقيان وأخيه تسلَّما مقاليد سياسة مملكة الروم. حينئذٍ تقدم إليهم مكسيما المذكور وطفق يشير عليهما بأن يوجب أننا نزيد مشيَّة أخرى ويكونا مشيَّتين لذو الطبعين، وهذا الاعتقاد يلزم افتراق الطبيعتين من الاتحاد الشريف، ثم إن الملكين امتثلا قوله؛ لأنه قال كما أنتما ملكين يصير لكما شعبٌ يسمى ملكيين باعتقاد مشيَّتين وطبعين وفعلين ومذبحين، ويُصلَّب بأصبعين، فلما حسن ذلك عند الملكين كي يظهر لهم سمعة جديدة في العالم أمرهم مكسيماس يكتبوا مناشيرَ إلى بلد الشام؛ كي أنهم يعتقدوا مقالة المشيتين التي قالها مكسيماس، فلما انتهت كتبهم إلى بلاد سورية الشام وبلد حلب ودمشق وجبل لبنان، حينئذٍ قالوا أهل الشام إننا نحن راجعين إلى حكم دير ماران سرياني، تفسيرها عربي: دير ربنا؛ لأن صفة هذا الدير كان على شط العاصي خارج مدينة حماة، وكانت جملة رهبانه ثمانمائة راهب كلهم قديسين.
ثم وصلت لهم كتب الملكين مرقيان وأخيه إلى دير ماران، فلما وقفوا على قراءتها وتأملوا مضمون إشارتها للحين؛ نفروا منها غاية الإنفار، ثم إن الرهبان ردوا جواب كتب الملكين قائلين لهم هكذا: أنتم تعلمون؛ لأن نحن بأيدينا أمانة الثلاثمائة وثمانية عشر أبًا بمدينة نقية، وقامت عليها خمسُ مجامع وثبتتها لنا واحرموا لكل من يغيرها أو يميل عنها، وتأمرونا نقيم مذهب مكسيماس بيد غالبة وسيف، ومذهب حق لم يكن بقوة حرب، وهذا الشقاق اخترعه مكسيماس من تلقين قلبه بأغراض مفسدة مايلة عن عدل المجامع، فإن كان مكسيماس قوله حق يجي ويجتمع نحن وإياه بمدينة الله أنطاكية، فإن رأينا نعمة روح القدس حَلَّ عليه علمنا أن قوله عدل، وإذا لم يكون كذلك وإلا لم يكرهنا أحد على اتباع مقالته غصبًا بغير شهادة برهان من كتب الكنيسة المقدسة الرسولية وتثبيت قوانين المجامع المقدسة المهذبة بنعمة الروح القدس.
ثم إن أولئك الرهبان القديسين كتبوا جواب مراسلة الملكين، وتسلم رسل الملوك وانصرفوا من عندهم، فلم يشعروا إلا وقد ظهرت جيوشُ الإسلام، وقطعت البلد، وتغلبوا على دمشق ومصر، وأيضًا بيت المقدس وجميع الشام، فلما عادوا الملكين كاتبوا دير مارون، عند ذلك ثبتوا أهل الشام وجبل لبنان على تلك المقالة المقدسة المفوضة من الرسل والمجامع المقدم ذكرها، فلما عاد توفوا الملكين مرقيان وأخيه.
حينئذٍ تقلد سياسة مملكة الروم بعد هولاي هرقل الملك المنصور الذي رفع مجد دين النصرانية، وأباد أعاديها وأهلك أضدادَها من الفُرس وغيرهم، وأهلك بُلدانهم وأخرب حضرانهم وأَمْحَى ذكرهم ورفع منارة الصليب الكريم على جميع الأعالي، وكسر معبودات المجوس عُبَّاد الأوثان، وأقام بحق الملك نظير قسطنطين الكبير الملك القديس، الذي ثبت مقالة الثلاثمائة والثمانية عشر في مدينة نيقية.
وإن الملك هرقل القديس نكر على مقالة مكسيماس، ثم كتب عرف البان لاوون بطريرك رومية بفساد تلك المقالة الذي زادها مكسيماس بغير شهادة حق، فلما بلغ كتاب الملك هرقل إلى لاوون حينئذٍ تأمله وفهم مضمون صحة إيمانه، عند ذلك أرسل جوابه رسالة يبارك له بملكه ويدعي له بالنصر قائلًا له: إن الذي ابتدع هذا الشقاق مستحق تأديب قطع لسانه ويده، فلما وصل كتاب البطريرك قَبِلَه هرقل قبل الوقوف عليه، حينئذٍ أشخص بين يديه مكسيما وأمر بعض غلمانه أحد اسمه قسطا قطع لسان مكسيما ويده وأنفاه إلى جزيرة تُسمى الريكية، وهذا المقال مؤرخ عندنا وعندكم بكتاب سعيد بن بطريق، وهناك مات مكسيما منفيًّا وبطلت مقالة المشيئتين ومحا ذكرها في ملك هرقل وابنه قسطنطين، وابن قسطنطين كان اسمه قسطاس مقدار سبعين سنة.
وبعد هولاي تقدموا تلاميذ مكسيماس إلى أهل المراتب، وقدموا لهم البرطيل والرشوات الجزيلة، وردوا المقالة المنشقة كما كانت من مكسيما، وانشقوا أولئك إلى تلك المقالة، وثبتنا نحن أهل حلب وحماة وحمص في الشرق وجبل لبنان بمقالة الخمس مجامع، وثبتوا تلاميذ مكسيماس منشقين وحودهم لا يخالطهم أحدًا، وأكثروا المقال والعيب واللعنات؛ بغضة منهم ورقاعة إلى جميع صفوف النصارى المؤمنين إخوتنا المسيحيين.
وأنتم تلاميذ مكسيماس أخذتم لكم لعنة تلعنوا بها جميع المسيحيين، ظلمًا وبغضة بغير شهادة عدل، وما سمعتم ما قال الإنجيل المقدس صلوا على من يلعنونكم ظلمًا، افرحوا وابتهجوا؛ لأن أجركم كثيرٌ في السماء، وباركوا على من لعنوكم ومن صخَّرك ميل مُرَّ معه ميلين، وأنتم أخذتم لكم لعنة تلعنوا بها النساطرة والإفرنج والأرمن، والقبط والحبش، واليعاقبة والموارنة.
موقف علماء الموارنة
- أولًا: أن القول بالمشيئة الواحدة لم يصل إلى أبرشيات أنطاكية في عهد سرجيوس وأونوريوس وهرقل، وأن القول بالمشيئتين تسرب إلى هذه الأبرشيات بواسطة بعض الأسرى في أوائل القرن الثامن.
- ثانيًا: أن الموارنة — ولو قالوا بالمشيئة الواحدة — لا يصح أن يقال بصواب أنهم مونوثيليون بحصر المعنى؛ لأن المشيئة الواحدة في عُرفهم «واحدة معنويًّا؛ أي في مفعولها ونتيجتها لا في قوتها ومبدئها».٥٠
- ثالثًا: أنه لا يجوز عَدُّ الموارنة الأولين هراطقة؛ لأنه لا يصح فيهم تحديدُ الهرطقة وشروطها، ولا سيما وأنه لم يكن في عملهم أَيُّ عناد أو جسارة، أو مكابرة أو عصيان على سلطة الكنيسة، كما برهنوا على ذلك عند أول اتصالهم بالكرسي الرسولي الروماني بعد تحديد المجمع المسكوني السادس.
ويرى صديقُنا العلامة سيادة المطران مخائيل ضومط أن التعبير «مشيئتان طبيعيتان وفعلان طبيعيان» الذي أقره المجمع المسكوني لم يظهر في المناقشات الأولى التي رافقتْ قضيةَ المشيئة الواحدة، وقد أخذها بعضهم بمعنًى أدبي يقصد به «الأمر المراد»، وبالفعل «الأمر المفعول»، وفي عدم التمييز التباسٌ أَدَّى إلى جدال هو أشبهُ شيء بما قام حول تعبير الطبقية الواحدة الموروس عن كيرلس الإسكندري.