ضريح إيلاريا ديل كاريتُّو
ضريح إيلاريا ديل كاريتو في كنيسة «لوكا»، وعليه نحت بارز لها من إبداع الفنان ياكوبو ديلا كوبرشيا (١٣٧٤–١٤٣٨م)، وقد أتمَّه سنة ١٤٠٦م. وهو من أكبر المثَّالين في مدرسة «سيينا» بإيطاليا، وقد عاصر اثنَين من أعاظم المثَّالين الفلورنسيين هما جيبرتي (١٣٧٨–١٤٥٥م)، وتلميذه دونا تيللو (١٣٨٦–١٤٦٦م) اللذَين نافسهما في مسابقة أعلنتها معمدانية فلورنسا لإقامة النحت البارز على أبوابها البرونزية، وفاز فيها جيبرتي. يعدُّ هذا النحت البارز ضريح إيلاريا ديل كاريتو في كاتدرائية لوكا أول عمل مؤرَّخ له، وفيه يظهر تأثُّره بمدارس النحت الواقعية في هولندا والشمال الأوروبي (خصوصًا مدرسة سلوتر ١٣٨٠–١٤٠٦م)، وبالفن الكلاسيكي القديم. كلَّفته مدينة سيينا في سنة ١٤٠٩م بنحت نافورة عامة نفَّذها بين سنتَي ١٤١٤ و١٤١٩م، وتُعرَف اليوم بالفونته جايا (النوافير المرحة). وعمل بين سنتَي ١٤١٧ و١٤٣١م في النحت البارز على أبواب المعمدانية في مسقط رأسه سيينا، وشاركه دوناتيلو وجيبرتي اللذان سبقت الإشارة إليهما. ويبدو أن العمل قد تأخر تنفيذه، فطولب الفنانون الثلاثة بإعادة الأموال التي تقاضَوها من مجلس المدينة! ولكنه تلقَّى تكليفًا آخر سنة ١٤٢٥م بإقامة النحت الحجري البارز لكنيسة القديس بترونيو في مدينة بولونيا، وظلَّ يواصل العمل فيه حتى وفاته. ويُقال إن مايكل أنجلو قد أُعجب بهذا النحت إعجابًا شديدًا.
(١) أوتو فون تاوبه (١٨٧٩–١٩٧٣م)
وُلد الشاعر اللتواني الأصل في «ريفال» ومات في جاوتنج. كان أبوه من أصحاب الضياع في شمال البلطيق، وانتقل مع أسرته سنة ١٨٩٢م إلى ألمانيا حيث درس الحقوق وتاريخ الفن، وهو شاعر وقاص ومؤرخ ومترجم ومؤرخ سير القديسين. قام برحلات كثيرة كان من أهمها رحلة إلى إيطاليا أتاحت له مشاهدة ضريح «إيلاريا» في مدينة «لوكا»، وعلى أثرها كتب قصيدته هذه سنة ١٩١١م.
«إيلاريا ديل كاريتو»
١
٢
(٢) سلفاتر كوازيمودو (١٩٠١–١٩٦٨م)
وُلد الشاعر والروائي الإيطالي الكبير في سيراقوزة «سرقسطة» بجزيرة صقلية، ومات في مدينة نابولي. بدأ حياته مهندسًا للطرق، ثم اتجه لدراسة الأدب الإيطالي وتعليمه في المعاهد العالية بجانب اشتغاله بالنقد المسرحي في مدينة الفنون المسرحية والاوبرالية ميلانو. عُرف كوازيمودو الشاعر الذي يعدُّ — بجانب أونجاريتي — أهم شعراء إيطاليا في الثلث الثاني من القرن العشرين، خصوصًا بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب سنة ١٩٥٩م، ولكنه لم يحقِّق الشهرة نفسها كروائي كبير (فهو صاحب رواية الفهد)، ومترجم عن الشعر اليوناني واللاتيني القديم. ظهرت قصيدته التالية مترجَمةً للألمانية في مجموعة شعرية بعنوان «قوس مفتوح» صدرت في ميونيخ، دار النشر بيبر، ١٩٦٣م، ص٥٠ وما بعدها.