موسيقى في الخلاء لجورجونه (من حوالي ١٤٧٨م إلى ١٥١٠م)
يحيط الغموض بحياته، ولا نكاد نعرف عنه إلا أنه شارك الرسام كاتينا (١٤٨٠–١٥٣١م) سنة ١٥٠٦م في مرسم عَمِلا فيه معًا، تدل على هذا كتابة وُجِدت خلف لوحته «لاورا» المحفوظة في فيينا، وأنه قام سنة ١٥٠٨م بالاشتراك مع تيسيان بتنفيذ رسوم جدارية على واجهة مجمع التجار الألمان المقيمين في البندقية. وقد اندثرت هذه الرسوم (أو الفريسكات) ولم تبقَ منها سوى شذرات باهتة. والمهم أنه تعاون مع تيسيان (من حوالي ١٤٩٠م إلى ١٥٧٦م)، وأنه كان في تلك الفترة يفوقه أصالة. ومع ذلك يتعذَّر الحسم في هذه المسائل بسبب الغموض الذي يُحيط بفنه كما أحاط بحياته، وصعوبة توثيق الصور القليلة التي تُنْسَب إليه، ولم يثبت صحة أكثر من ست منها. ويزيد من تعقيد المشكلة أنه مات في شبابه عندما أُصِيب بالطاعون سنة ١٥١٠م، وأن بعض صوره قد أكملها تيسيان وسياستيانو ديل بيومبو اللذان تأثَّرا به تأثرًا عميقًا. ولا يزال الجدل مستمرًّا بين نُقاد الفن ومؤرخيه حول أصالة عدد من الصور المنسوبة إليه، والمتناثرة في كثير من المتاحف الأوروبية والأمريكية …
(١) دانتي جابرييل روسيتي (١٨٢٨–١٨٨٢م)
سبقت ترجمته مع صورة الربيع لبوتيتشيللي. أمَّا هذه القصيدة التي وصف فيها لوحة جورجونه «عزف الموسيقى في الخلاء»، فقد شاهدها أول مرة في خريف سنة ١٨٤٩م في متحف اللوفر، ثم كتب هذه القصيدة التي جعل عنوانها «لمشهد رعوي من البندقية لجورجونه»، وظهرت في الجزء الأول من أعماله الكاملة، لندن، ١٩٠٦م، ص٣٤٥.
«رعوية من البندقية لجورجونه»
(٢) أدولف فريدريش فون شاك (Adolf Friedrich Von Schake) (١٨١٥–١٨٩٤م)
أديب ألماني وعالم في الآداب الشرقية والغربية. وُلد في بروسيفتس بالقرب من شقيرين ومات في روما. قام برحلات عديدة زار فيها مراكز الحضارة والفن الأوروبي في إيطاليا وإسبانيا وبلاد اليونان، واستقرَّ منذ سنة ١٨٥٥م في مدينة ميونيخ، ولا يزال المتحف الذي يحمل اسمه ويضم مجموعة الصور واللوحات التي جمعها في حياته من أجمل معالم هذه المدينة. له مؤلفات عن الآداب الفارسية والهندية والإسبانية، وترجمات شعرية عن هذه الآداب. نُشرت قصيدته التالية:
«صورة لجورجونه»
•••
•••
•••
(٣) بآت بريشبول (Beate Brechbühl)
وُلد الشاعر السويسري في «أوبلتجن» التابعة لاتحاد بيرن. تعلَّم في صباه جمع الحروف المطبعية، وقام بأسفار عديدة إلى تركيا وإيطاليا وبلاد اليونان، ونشر أكثر من مجموعة شعرية من بينها مجموعة تأثر فيها بالشاعر الإسباني الشهير رافائيل ألبرتي، وجعل عنوانها «الصور وأنا»، وخصَّصها لقصائد الصور. وقد ظهرت هذه المجموعة سنة ١٩٦٨م في مدينة زيوريخ، وتجد فيها هذه القصيدة التي لم يستوحِها من الأصل الذي لم يشاهده، بل من بطاقة مصوَّرة ظلَّ يحملها سنوات في جيبه وكأنه متحف متجوِّل!