رب اللحظة المواتية
(١) «كايروس»
– النحت البازر من أي مكان؟
– يرقد في المتحف ﺑ «تروجير» من أعمال البلقان.
– ومن الفنان؟
– ليسيبوس.
– والمسكن والعنوان؟
– في سيكيون.
أتقدَّم منه. أتأمَّله. أسأل:
من أنت؟
– رب اللحظة ..
– قل لي: لمَ تخطو حذرًا فوق أصابع قدمَيك؟
– لأني لا أتوقَّف أبدًا عن سيري.
– ولماذا ينبت في قدمَيك جناحان؟
– لأني أسرع في العدو من الريح.
– ولماذا تحمل سكينًا في يمناك؟
– كي أُعلن للإنسان أن لا شيء سواي
أحدُّ من السكين ..
– لماذا تتدلَّى خَصلة شعر
من فوق جبينك؟
– لأني، وبحق زيوس،
أدعو من يلقاني
أن يمسك بي،
وأُحذِّره أن يتردَّد لثوانٍ.
– وبقية رأسك صلعاء من الخلف لماذا؟
– حتى يعرف أن «الآن»
إن عبَر فلن يرجع أبدًا … لن يرجع،
لا، لن يجد الإنسان،
بعد ضياع الفرصة،
غير الحسرة والخذلان؛
لأني إن أسرعت وطارت بي قدماي.
لا تنس ففي قدمَي جناحان …
وعبرت بمن قد كان
يتلهَّف يومًا للقائي
لن يدركني أبدًا،
لن أسعده بلقاء ثانٍ.
– قل لي:
ولماذا قد أبدعك الفنان؟
– أحرى بك أن تسأل: ولمن؟
فأجيبك:
ولمن غيرك يا ابن الأرض؟
ولمن غيرك يا إنسان؟