وُلد الشاعر الفرنسي في مدينة أراس، وتحوَّل إلى الكاثوليكية منذ
سنة ١٩٢٤م. كتب الشعر والرواية والقصة القصيرة، وله ترجمات عديدة
ودراسات عن الرسامين الفرنسيين في القرن التاسع عشر مثل ديلاكروا
وكوربيه وميريون. تأثر في أفكاره وكتاباته بالشاعر والمتصوِّف
الإسباني (القديس) سان خوان ديلا كروز (١٥٤٢–١٥٦٣م)، وبمؤسِّس
التحليل النفسي الفيلسوف فرويد. وقد شاهد الشاعر لوحة كلود-لوران
في باريس، كما شاهدها في معارض عديدة لروائع الفن الفرنسي.
«بسيخة المهجورة أمام
قصر أيروس»
أيها الجمال الأخضر! أيمكن أن تموت؟
نور الحزن حريق مظلم فوق البحر،
ينداح مع المراعي الخضراء.
مَرَدة يتفكرون في ثنايا أشجارهم الملتفة
التي لا تنسى،
والجبال الصخرية تتلاشى،
ويسود مذاق الموت المتميِّز،
وحش البحر المفعم بالأسرار،
السيل العاري ذكرى خالدة في القلب،
يحرِّك الوحش الأخضر في الصدر
الذي تشقه على البعد أشرعة علامات بيضاء،
وبسيخة مركب معتم مملوء بالوعود،
بيدَين مرتخيتَين، بقدمَين مثلجتَين في العشب،
تجلس مع خِرافها الهائمة هنا وهناك،
المنهمكة في التهام يأس المراعي.
وانظروا؛ وحش، قسوة على هيئة مبنًى،
قصر الدفء العطر الليل والظلال،
كوم ركام الحب وقد نزل عليه عقاب الصاعقة،
كهف الإبْطين الأسود حيث يقيم
ذلك الذي أحبَّته، الخائن ذو العين الجميلة
كاللؤلؤة،
ذو الأعضاء التي يتصاعد منها الدخان على الدوام،
وذو التنين
المغطَّى بالدم، بالصمغ، بالدموع،
ذلك الذي أحبَّته! والذي خرق المركب البديع.