الجائعات
ربما كانت أعماله في الحفر على الخشب من خير أعماله، وقد صوَّر فيها فلاحين وشحاذين وشخصيات كادحةً استوحاها من زيارة قام بها إلى روسيا، وتأثر أسلوبه فيها بفن الحفر القوطي المتأخر في ألمانيا. واهتمام بارلاخ بالتعبير عن البؤس والبؤساء في مختلِف الصور والأشكال التي يُمْتَحَن بها وجود الإنسان، يقرِّبه من أعمال فنانة معاصرة له هي «كيته كولفيتس» (١٨٦٧–١٩٤٥م) التي أبرزت عذاب الأمهات والأطفال في الرسم والحفر. استلهم نحته عن الجائعات عدد من الشعراء نذكر منهم:
(١) إليزابيث إمونتس دريجر (Elisabeth Emundts Dragor) (١٨٩٨م–…)
كتبت الشاعرة هذه القصيدة سنة ١٩٧٠م، وقد وُلدت سنة ١٨٩٨م في مدينة «كولن» «كولونيا» بألمانيا، وعاشت حياتها في مدينة بينسبرج. أصدرت روايةً واحدة ومجموعة من القصص القصيرة وأربع مجموعات شعرية. وجدير بالذكر أن ديوانها «القلب اللامتناهي» يضم عشرين قصيدةً مُستوحاة من نحت «بارلاخ»، وأمام كل قصيدة قطعة النحت التي استلهمتها. والقصيدة من الديوان المذكور الذي ظهر سنة ١٩٧٠م عن دار النشر موسينر.
«أمهات بائسات»
(٢) أناليزه بونجيروت (Anneliese Bungoroth) (١٩٢٣م–…)
وهذه القصيدة للشاعرة أناليزه بونجيروت عن مجموعة الجائعات كتبتها في سنة ١٩٦٥م بعنوان «اللاجئون». وُلدت الشاعرة سنة ١٩٢٣م في مدينة ماينس، وتلقَّت تعليمًا وتدريبًا قانونيًّا يؤهِّلها للخبرة في شئون الزواج. وهي تعيش متفرِّغةً للكتابة الحرة في «بيبريش» من ضواحي مدينة فيسبادن. واللاجئون هي إحدى قصائد ديوان كامل بعنوان «مَعْبَر» استلهمت جميعها من نحت بارلاخ، وتجدها على صفحة ٣٠ من هذا الديوان الذي صدر في مدينة جوتنجن عن دار النشر فاندنهوك وروبرشت.