الْقِرْدُ يَطْلُبُ الثَّنَاءَ
اشْتَهَرَ عَبْدُ الْخَالِقِ الْفَلَّاحُ بَيْنَ جِيرَانِهِ وَأَهْلِ ضَيْعَتِهِ بِالْأَمَانَةِ وَالِاسْتِقَامَةِ فِي سُلُوكِهِ، وَالْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ فِي عَمَلِهِ.
وَقَامَ يَوْمًا كَعَادَتِهِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ يَحْرُثُ حَقْلَهُ بِنَشَاطِهِ الْمَعْهُودِ حَتَّى تَصَبَّبَ الْعَرَقُ مِنْ جَبِينِهِ.
وَكَانَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ أَحَدُ مَعَارِفِهِ، حَيَّاهُ أَحْسَنَ تَحِيَّةٍ، وَأَغْدَقَ عَلَيْهِ أَطْيَبَ ثَنَاءٍ، كَأَنْ يَقُولُ لَهُ: «أَسْعَدَ اللهُ كُلَّ أَوْقَاتِكَ، وَبَارَكَ اللهُ فِيكَ وَفِي زَرْعِكَ، أَيُّهَا الرَّفِيقُ الْعَزِيزُ!»
فَسَمِعَ الْقِرْدُ تِلْكَ الْعِبَارَاتِ الْحُلْوَةَ، وَوَدَّ لَوْ نَالَهُ شَيْءٌ مِنْهَا، وَفَكَّرَ فِي عَمَلٍ يَعْمَلُهُ؛ يُثِيرُ بِهِ اهْتِمَامَ النَّاسِ، وَإِعْجَابَهُمْ وَيَسْتَدِرُّ مَدِيحَهُمْ وَثَنَاءَهُمْ.