واستهلت سنة ست وماية وألف
وقصر مد النيل تلك السنة وهبط بسرعة فشرقت الأراضي، ووقع الغلاء والفناء، وفي شهر الحجة سافر أناس من مكة إلى دار السلطنة، وشكوا من ظلم الشريف سعد، فعين إليه محمد بك نايب جدة وإسماعيل باشا نايب الشام، فوردا بصحبة الحاج، فتحاربوا معه، ونزعوه، ونهب العسكر منزله، وولوا الشريف عبد الله بن هاشم على مكة. ثم بعد عود الحجاج رجع سعد وتغلب، وطرد عبد الله بن هاشم، وفي هذه السنة وقعت مصالحات في المال الميري بسبب الري والشراقي.
وفي ثاني عشر رجب سنة ست وماية وألف ورد الخبر بجلوس السلطان مصطفى بن محمد.
وفي ثاني عشر شعبان طلع أحمد بك بموكب مسافرًا باشا على ألف عسكري إلى إنِكروس، وطلع بعده أيضًا في سابع عشرينه إسماعيل بك بألف عسكري لمحافظة رودس بموكب إلى بولاق. فأقام بها ثلاثة أيام ثم سافر إلى الإسكندرية.
وفي رابع شعبان ورد مرسوم بضبط أموال نذير أغا، وإسماعيل أغا الطواشية، فسجنوهما بباب مستحفظان، وضبطوا أموالهما وختموها.
وفي خامس شوال أنهى أرباب الأوقاف والعلما والمجاورون بالأزهر إلى علي باشا امتناع الملتزمين من دفع خراج الأوقاف، وخراج الرزق المرصدة على المساجد، وما يلزم من تعطيل الشعائر، فأمر الملتزمين بدفع ما عليهم من غير توقف فامتثلوا.
وفي شوال أرسل الباشا إلى مراد بك الدفتردار بعمل جمعية في بيته بسبب غلال الأنبار، فاجتمعوا وتشاوروا في ذلك. فوقع التوافق أن البلاد الشراقي تبقى غلالها إلى العام القابل، وأما الري فيدفع ملتزموها ما عليهم، وأخذوا أوراقًا بيعت بالثمن، اشتراها الملتزمون من أرباب الاستحقاق عن الجراية ماية وخمسون نصفًا، وغَلَّق الملتزمون ما عليهم بشراء الوصولات.
وفي ثاني عشر شوال ورد الخبر من منفلوط بأن الشريف فارس بن اسماعيل التيتلاوي قتل عبد الله بن وافي شيخ عرب المغاربة.
وفي حادي عشر القعدة، ورد أغا بمرسوم بجمع متاع نذير أغا وإسماعيل أغا المعتقلين وضبط أثمانها، ما عدا الجواهر والذخاير التي اختلسوها من السرايا، فإنها تبقى بأعيانها، وأن يفحص عن أموالهما، وأماناتهما، وأن يسجنا في قلعة الينكجرية؛ ففعل بهم ذلك، وبلغ أثمان المبيعات ألفًا وأربعماية كيس، خلاف الجواهر والذخاير، فإنها جهزت مع الأموال صحبة الخزينة على يد سليمان بك كاشف ولاية المنوفية.