قافية الثا
وقال:
أفدي كواعبَ قد فتكنَ بمهجتي
وتركنَ دمعي فائضًا كالغيثِ
يفضحنَ بالخطرات أرواحَ الصبا
ويصدنَ باللفتاتِ قلبَ الليثِ
وقال:
يا من بعهد الهوى لقد نكثا
رفقًا بصبٍّ على الهوى لبثا
دعْ ذلك الهجرَ قد وهى جلدي
واحنُنْ فإن الغرامَ بي عبثا
كن حافظًا حرمة اليمين فلا
عهدٌ لمن باليمين قد حنثا
قتلتنى بالصدودِ وا أسفي
بغير ذنبٍ فما الذي حدثا
أمات طيبَ الرقاد هجرُك لي
تفدَى وطرفي السهادَ قد ورثا
يا من رمى الظبيَ باللحاظِ ومن
لقدِّك الغصنُ في الرياض جثا
كن راثيا لي فإنني كلفٌ
لو عاينَ الصخرُ لوعتي لرثى
يا عاذلي لا أوَدُّ نصحك لي
هل أرعوي والغرامُ بي مكثا
قد طاب لي في الهوى العذابُ وكم
يطيبُ للعاشقين ما خبثا
لم أدرِ كيف الجمالُ يفتكُ بي
لا يدركُ الأمرَ كلُّ من بَحَثا
بالعقل بعض الأمورِ ندركها
والبعضُ بالحسِّ فالهدى لبثا
وقال مسمِّطًا:
مهلًا فحبُّك بي أراهُ عابثا
وأرى عليَّ العاذلاتِ كوارثا
فأرومُ تبرئتي عن ابن مودَّتي
وأظنُّهُ للروح مني وارثا
من ذا الذي ألوى بعهدك في الهوى
يا من غدا بعدَ الأليَّةِ حانثا
ما زال يسديك المحبُّ جميلهُ
حتى انثنيتَ عن المحبَّة ناكثا
جرَّبتُ فيك الحادثاتِ فلم أجد
منهنَّ شيئًا مثلَ غدرك عائثا
يا من بهِ دمعي يعودُ لدى اللقا
مثلَ الرقيب إذا خلونا حادثا
يا مشبهَ الآرام إلَّا أنها
عند النفارِ تُرى التفاتًا دامثا
لا بدعَ إن نكُ في الهوى صرعى فقد
خَلَقَتْ لنا عيناك سحرًا نافثا
قد راح بالقمرينِ طرْفي هازئا
يومًا رأى منك الجمالَ الماكثا
وغدا يوحدُ في الورى متعجبًا
لما رأى في بُردتيك الثالثا