الدوبيت
وهذا الاسم من كلمتين، إحداهما فارسية وهي (دو) بمعنى اثنين، والأخرى (بيت) العربية؛ وسموه كذلك لأنه لا يكون أكثر من بيتين، وقد أخذه أدباء العرب عن الفرس، ويُعرف عندهم بالرباعي، واختص بالإجادة فيه بعض شعرائهم، كعمر الخيام، ورباعياته مشهورة مترجمة باللغات الأجنبية، وهي ٥٠٠ بيت، ولا نعرف أول من استعمل هذا النوع في العربية، ولكن نشأته كانت في بغداد، ولا ندري كيف يعده ابن خلدون من شعر عامتها، وهو كالموشح والشعر: لا تكون ثلاثتها إلا معربة، فإذا دخلها اللحن خرجت عن هذه الأسماء إلى أسماء أخرى، كالشعر الحميني في الموشح عند أهل اليمن، (وعروض البلد) فيه نفسه عند أهل الأمصار بالمغرب.
وللدوبيت وزن واحد، وهو فعْلن (بسكون العين) متفاعلن (وتارة يغيَّر إلى متفاعلين)، فعولن، فعلن (بتحريك العين وسكونها) وأمثلته كثيرة، وقد يُضَمِّنُونه أنواعًا من البديع، ومن أكثر الشعراء ولوعًا بذلك، الصفي الحليُّ، وله في ديوانه منه مقاطيع كثيرة. وللدوبيت باعتبار القوافي خمسة أنواع: الأوَّل يسمونه الرباعي المعرج ويشترط في قوافيه أن يكون بين الثلاثة منهم أو بين أربعتها الجناس التام، كقول بعضهم:
والرباعي الخاص، ويشترط فيه أن تكون كل قافيتين متقابلتين بينهما جناس تام، ويقولون إن مثاله:
والرباعي الممنطق ومثاله:
والرباعي المرفَّل كقوله:
وهذان النوعان لا يشترط في قوافيهما الجناس.
والخامس الرباعي المردوف، ويحسن فيه التزام الجناس، ومثاله: