الراهب الأسود
«مرَق بجواره راهبٌ في حُلَّة سوداء، برأسٍ أشيبَ وحاجبَين أسودَين، وقد عقَد ذراعَيه على صدره .. ولم تكن قدماه الحافيتان تمسَّان الأرض، وبعد أن مرَق إلى مسافةِ ثلاثِ أذرُعٍ الْتَفتَ إلى كوفرين، وأومأ برأسه وابتسم له ابتسامةً رقيقة، ولكنها في الوقت نفسه ماكِرة.»
استجاب «كوفرين» لنصيحةِ أحد أصدقائه بالذَّهاب إلى الريف للاستشفاء مما أصابه من إرهاقٍ وانهيارِ أعصاب؛ فذهب إلى منزلِ مربِّيه السابق البستاني «بيسوتسكي»، وقضى هناك مدة من الزمن يَطُوف حول البساتين والورود، متحدِّثًا تارةً مع البستاني، وتارةً أخرى مع ابنته «تانيا» التي أخبَرها بأسطورة الراهب الأسود الذي ظهَر منذ ألفِ عام، ومن المحتمَل أن يُعاوِد الظهورَ مرةً أخرى. الغريب في الأمر أن «كوفرين» لا يتذكَّر كيف عرف بهذه الأسطورة؛ هل قرأها في كتاب، أم سَمِع عنها، أم أنه رآها في المنام؟ لكنها تشغل تفكيرَه طوالَ الليل والنهار. وفي إحدى تنزُّهاته توغَّلَ بعيدًا في الضفَّة الأخرى من البحيرة، وهناك ظهَر له الراهبُ الأسود! تُرى ماذا أخبَره؟ وما ردُّ فِعل «كوفرين»؟ وكيف ستتغيَّر حياته بعد هذا اللقاء؟