لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
عِندَما ثَارَ «ابنُ مَضاء القُرْطبي» عَلى جُنودِ اللُّغةِ العَربيَّةِ وقادَتِها ووَضَعَ كِتابَه الشَّهِيرَ «الرَّدُّ عَلى النُّحاة»، كَانَ قَدْ هَالَتْه الحَالُ الَّتِي وَصَلتْ إِلَيْها اللُّغةُ العَرَبيَّةُ مِن تَعقِيدٍ وَكَثرَةِ تَقْعِيد، والَّتِي أدَّتْ إِلى النُّكوصِ عَن الغَايةِ مِنَ اللُّغاتِ؛ وَهِيَ التَّواصُل. وَلَمْ تَكُنْ دَعْوَةُ اللُّغَويِّ الكَبيرِ «شوقي ضيف» إِلى تَجدِيدِ النَّحوِ بِبعِيدةٍ عَنْ دَعْوةِ «ابْنِ مَضَاء»، بَلْ تَكادُ تَكونُ وَجْهَهَا الآخَر. وَالكِتابُ الَّذِي بَينَ أَيْدِينا لَيسَ غَريبًا فِي دَعْوَاه، بَلْ يَكادُ يُكمِلُ الدَّعاوَى السَّابِقةَ عَليهِ بِقُرونٍ وأَعْوامٍ كَثيرَة، وعَلى الرَّغمِ مِن الصَدْمةِ التي قَد تَعتَرِي كُلَّ مَنْ يَقرَأُ عُنْوانَهُ «… يَسقُطُ سِيبوَيْه»، إلَّا أنَّهُ يَحْوِي نِداءً مَنطقِيًّا بإِعادَةِ النَّظَرِ فِي اعْتِبارِ اللُّغةِ العَرَبيَّةِ وقَواعِدِها النَّحْويَّةِ جَسَدًا جَامِدًا لَا يَستَطِيعُ أنْ يَتحرَّكَ ويَتأقْلَمَ مَعَ مُتغيِّراتٍ باتَتْ مَفْروضَةً عَلَيْنا وَلَا نَملِكُ الحَيْدَ عَنهَا.