قالوا عن الكِتاب
آثار الكِتاب أكبر مَعركةٍ ثقافية هذا العام، وهو صرخَةٌ من أجْل الإصلاح صادِرَة عن نِيَّةٍ ثقافية حسنة، فقد وَجَدْتُ في كِتاب شريف الشوباشي حُبًّا صريحًا وقويًّا وصادِقًا للُّغة العربية، إضافةً إلى ما في الكِتاب من إحساسٍ قويٍّ بالمسئولية الفِكريَّة.
عُنوان الكِتاب المُثير هو في رأيي عنوان مقصود، فقد نَجَح في إثارة وجَذْب الانتباه وصَنَع مُناخًا من الحوار في قضيَّةٍ آنَ أوان طرحِها على المُستوى القَومي.
ليسَ مُستغربًا أن يُثيرَ كِتابٌ رُدودًا ثقافية، لكن أنْ يَتحوَّل إلى قَضيَّةٍ في مجلس نُوَّاب، فهذا غير مألوف وغير مُبَرَّر.
تكمُن قِيمة هذا الكِتاب في تَخطِّي المحظور، والتَّصدِّي لقضيَّةٍ نَعيشها ونَهرُب من مُواجَهَتِها ونترُك مُستقبَل لغةِ العُروبة للمجهول، وخطورَة الدَّعوة لِمُصادَرة الكِتاب وتَجريم مُؤلِّفه، أنَّها تفتَح الباب أمام أعداء النَّهضة والحُريَّة وخفافيش الظلام في مَرحلَةٍ لن يَنفَعَنا فيها سوى أكبر قَدْر من التَّحرُّر حتى نتخلَّص من شوائب وقيود زَمَن المياه الراكدة الآسِنة التي أوقفَتْ تيَّار الإبداع والتجديد عبر تاريخنا.
الكتاب، ضربة مُعلِّم من الكاتِب والمُفكِّر شريف الشوباشي، وهو الأكثَر مَبيعًا، والأكثر شُهرة، والأكثر جاذِبيَّة، والأكثر عُرضةً للنَّقد الظالِم أو التأييد الحماسِي.
كِتاب أقام الدُّنيا ولم يُقعِدها بعد.
أثار كِتاب شريف الشوباشي «لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه»؛ جدلًا كبيرًا سوف يتَّسع أكثر، والذين ربَطوا بين صَيْحة المؤلف لتطوير اللغة وبين مُحاولات الاستِعمار قديمًا لاستبدال العاميَّة بالفصحى، أو استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، كل هؤلاء مُخطئون، مُتشنِّجون، عَصبِيُّون.
الحمد لله، وجدَنا قضيَّةً تُحرِّك الحياة الثقافية الهامِدة.
شريف الشوباشي ليس صاحِب رسالة أيديولوجية مُعادِية للتُّراث العربي، إنما هو مُثقَّف يَعي مُشكلة اللغة وعلاقَتَها بالمَأزق الحضاري الذي يَعيشه عرَب اليوم، فيوظِّف آراءه فيما هو إيجابي لتَجاوُز المأزق.
كِتاب أثار زَوبعةً من الغضب وقليلًا من الرَّدود العقلانية، والجديد الذي طرَحه بشجاعةٍ فائقة، أنَّ اللغة العربية لم تَشملْها سنَّة التطوير. إن شريف الشوباشي يرفُض الدَّعوة إلى هِجرة اللغة العربية على حِساب اللَّهجات.
كِتاب أثار أزمةً في البرلمان المصري.
تابَعتُ بكلِّ الأسى مُحاولات أحد النُّواب الكِرام المُستميتة للوِشاية بكاتِبٍ مُثقَّف، وبدلًا من أن يَحترِم نوَّاب الشعب الدَّعوة العقلانية التي وجَّهَها المؤلِّف وجدَنا من يَكيل له الاتِّهامات ويلعَب على وَتَر المَشاعِر الدِّينية بحُجَّة أنَّ المِساس بلسان العَرَب يُعتبَر اعتداءً على القرآن الكريم.
إنَّ من رأيي أن نَتمسَّك باللُّغة العربية بكلِّ قواعِدها في النَّحو والصَّرف، وإلَّا لن تُصبِح لغة عربية وتتحوَّل من لغةٍ إلى لَغو.
اجتهاد الشوباشي أثارَ عليه «المرفوعين» و«المَضمُومين» والمُتشدِّقين بضادٍ كانت ثُمَّ زالَت.
هل كان يعرِف المؤلف ما سوف يُسبِّبه هِتافه بسقوط سيبويه من جدَل ويَناله من اتِّهاماتٍ وصلَتْ إلى حدِّ المُطالَبة بِمُصادَرَة الكِتاب؟!
شريف الشوباشي يقتحِم اليوم حقلَ الألغام الذي انفجَر قبلًا في كلِّ من أراد أن يقترِب من تابُوهات اللُّغة العربية بقَصدِ تحريرها من جُمودها وإحيائها ودَفْع ماء التطوُّر في أوصالِها التي تيبَّست على قَواعِد الزَّمن الغابر البعيد التي أسَّسَها نُحاة مثل سيبويه.
وفي كتابه الطَّموح والجريء «لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه» أطلَق الشوباشي قَذيفةً نافِذة، ولكنَّها لا تكفي وحدَها، ولنَعتَبِرها مُجرَّد فتح انطلاقه لتَخرُج إلى الساحة كلُّ الاجتِهادات والأفكار دُون خَوفٍ أو جزَع.