عودة الشرطة
بدأ هيثرويك يصل الآن إلى شيءٍ هو أشبه بإدراك للأمر الذي أثار حيرته حتى الآن ومنذ أن سمع الحديث الذي دار بين هانافورد ورفيقه في القطار. لاحظ هيثرويك حينها أن الأمرَ الذي كان يقصُّه هانافورد أيًّا كان هو، فإنه كان يقصُّه كرجل يُخبِر بقصة ليست في صالحه؛ إذ كانت توجد إشارات على الكدر والخيبة في أسلوبه. وقد أدرك هيثرويك الآن سبب ذلك.
فقال متعجبًا: «آه! كانت المرأة تفوقه براعة ودهاءً. ثم ماذا بعد؟»
ضحك هوليس وقال: «تفوقه في ذلك بكثير! لقد تغلَّبت عليه تمامًا. كان يسعى بجِدٍّ من أجل أن يجدها، وقد أدَّى الكثير من الأعمال الروتينية والشاقة بنفسه. وأخيرًا عثر عليها في فندقٍ فاخر في لندن. كان معه رجل من سكوتلاند يارد ومحقِّق من مكتب الشرطة هنا، وهو رجل يُدعى جاندام ولا يزال يعمل في الشرطة، سأقدِّمك إليه غدًا. ولما وجد هانافورد أن السيدة ويتينجهام تقطن في جناح من ذلك الفندق، وهو مكان كبير وفخم في الطرف الغربي من المدينة، ترك الرجلين اللذين كانا معه في الأسفل أو في الخارج وصعد ليلقاها وحدَه. وطبقًا لروايته هو، كانت المرأة غاضبة جدًّا من أي شكٍّ يحوم حولها، والأكثر من ذلك أنها احتدت عليه وهي في أشد حالات الحَنَق حين أخبرها أن معه مذكِّرة للقبض عليها، وأن عليها أن تذهب معه. وخلال فترة قصيرة من تجاذب الحديث صرَّحت المرأة بأن المصرفيين في مانشستر إذا كانوا قد ردُّوا الشيك الخاص بها من دون استحقاقه فإن ذلك يعود ولا بد إلى أنهم لم يعرفوا بالضمانات القيِّمة التي أرسلتها لهم، وأنَّ مالاديل لو قدَّم الشيك بعد بضعة أيام فإن الأمور كانت لتسير على ما يُرام. كان كل ذلك هراءً! فقد تواصل هانافورد مع الرجال المصرفيين بالطبع، وكلُّ ما كانوا يعرفونه عن السيدة أنها فتحت حسابًا معهم فيما كانت تمكث في أحد الفنادق في مانشستر، وأنها سحبت كل رصيدها عدا بضعة جنيهات، وذلك في اليوم نفسه الذي حصلت فيه على القلادة من مالاديل وهربت بها من سيليثوايت. لم يخبرها هانافورد شيئًا من ذلك بطبيعة الحال، ولم يكن منه سوى أن كرَّر طلبه بأن عليها أن تذهب معه. ووافقت هي على الفور، ولم تشترط سوى ألا تكون هناك جلبة، وأنها ستخرج معه من الفندق ويمكنه هو وأتباعه أن يعودوا ويفتِّشوا مقتنياتها كما يحلو لهم. بعد ذلك قام هانافورد — الذي كان بيني وبينك يا هيثرويك، يُعجَب بالسيدات الجميلات — بارتكاب غلطته. كانت غرفة نومها تُفتَح على غرفة الجلوس التي التقى بها فيها؛ وكان مغفَّلًا بما يكفي لأن يدعها تدخل غرفةَ نومها وحدها كي تستعد للذَّهاب معه. دخلت المرأة الغرفة، وكان ذلك آخر عهد هانافورد بها!»
علَّق هيثرويك قائلًا: «هربت مسرعة، أليس كذلك؟»
أكَّد هوليس: «لا بد أنها اختفت في الحال. كان هناك باب يُفتح من الحجرة ويؤدي إلى ممرٍّ؛ فلا بد أنها أخذت معطفها وقبعتها وخرجت بسرعة تاركةً خلفها كل شيء لها هناك. على أي حال، حين سئم هانافورد الانتظارَ وطرق على باب الحجرة ونظر فيها، طار عقله. تلى ذلك بالطبع شنُّ حملة رسمية لمطاردتها، مع ما يلزم لذلك من الإشهار. لكنها كانت قد ابتعدت على الأرجح من خلال باب جانبي أو ما شابه، وعلى الرغم من أن هانافورد راح يمشِّط لندن بحثًا عنها — وذلك طبقًا لروايته — فإنه لم يعثر عليها قط. لقد اختفت!»
سأله هيثرويك: «وماذا عن القلادة؟»
أجابه هوليس: «اختفت تلك أيضًا. راحوا يبحثون في أمتعتها وأشيائها، لكنهم لم يجدوا شيئًا سوى الملابس. حملت معها كلَّ ما كان في طريقها من مال وأشياء ثمينة. وهكذا عاد هانافورد إلى البلدة مكتئبًا بصورة كبيرة، وكان عليه أن يتحمَّل الكثير من المزاح. وإذا كان قد وجد صورة تلك المرأة في جريدة حديثة؛ فلا عجب أنه قصَّها! أعتقد أنه كان سيطلق سكوتلاند يارد في إثرها! ذلك أنه لا توجد مهلة زمنية للملاحقات الجنائية.»
علَّق هيثرويك قائلًا وهو يُخرِج الصورة من جيبه: «هذه هي الصورة التي قصَّها. لكنك تقول إنك لم ترَها من قبلُ على الإطلاق؟»
أكَّد هوليس قائلًا وهو يتفحَّص الصورة في فضول واهتمام: «لا، لم أرَها قط.» ثم أضاف: «لذا لا يمكنني أن أتعرَّف عليها بالطبع. امرأة جميلة! لكن قابِلْني في مكتبي غدًا في العاشرة صباحًا وسأصحبك إلى قسم الشرطة. سيعرف جاندام بخصوص هذا الأمر!»
راح جاندام، وهو رجل متقدِّم في العمر يبدو عليه الغموض ويتمتَّع بعينين يقظتين، يضحك متهكِّمًا حين شرح هوليس سبب زيارة هيثرويك. وضحك مرة أخرى حين أراه هيثرويك الصورة.
وقال: «آه، أجل، هذه هي المرأة! وهي لم تتغيَّر كثيرًا أيضًا! يا للعجب، كانت امرأة ذكيَّة يا سيد هوليس! كثيرًا ما أضحك حين أتذكَّر ما فعلته بهانافورد! لكنَّ الحق أنَّ هانافورد كان رجلًا رقيق القلب. وفي مثل تلك الأمور الصغيرة، كان دائمًا ما يفضِّل الحفاظ على مشاعر الآخرين. وكل ذلك لا بأس به، لكنه دفع ضريبة محاولته الحفاظ على مشاعرها! أجل، تلك هي المرأة! ثم إنَّ لدينا صورة لها هنا.»
قال هيثرويك متعجِّبًا: «حقًّا؟ أرغب في رؤيتها من فضلك.»
ردَّ عليه المحقِّق: «لك ذلك بكل سرور يا سيدي. أطِل النظر فيها كيفما شئت.» والتفت إلى مكتبٍ بالجوار وأخرج منه دفترًا كبيرًا للصور وتحت كل صورة فيه ملاحظات مكتوبة. وأردف قائلًا: «إنها ليست خاصة بالشرطة بالمعنى الدقيق للعبارة. فنحن لم نلتقط تلك الصورة بأنفسنا كما تعلم؛ إذ لم يتسنَّ لنا ذلك قط! كلا! لكن حين كانت تلك السيدة تمكث في فندق «وايت بير» التقط المصوِّر وينترينج الموجود في شارع سيلفر ستريت صورة لها، وكان وينترينج راضيًا للغاية عنها حتى إنه وضعها على نافذته. لذا حين اختفت ومعها قلادة مالاديل، حصلنا على واحدة من تلك الصور وأضفناها إلى مجموعتنا الصغيرة. ها هي ذي! ولن تلاحظ اختلافًا كبيرًا بينها وبين الصورة التي في يدك يا سيدي.»
كان الاختلاف بين الصورتين طفيفًا للغاية بالفعل، وأقرَّ هيثرويك بذلك. بعد ذلك بفترة قصيرة غادر قسم الشرطة وهو يفكِّر أكثرَ من ذي قبل في تلك المرأة التي كان مشغولًا بشأن مغامراتها في الماضي.
علَّق هوليس وهما يسيران: «ربما يمكننا أيضًا أن نسبر أغوار الأمر أكثر ونحن هنا. لِنذهب لرؤية مالاديل؛ فمتجره عند تلك الزاوية. غير أنه لا يستطيع إخبارك بأكثر مما أخبرتك به بالفعل.»
لكن مالاديل أثبت أن بإمكانه أن يخبرَ بالمزيد. كان مالاديل رجلًا عجوزًا رزينًا يمتلك منشأةً ذُهِل هيثرويك من أن يجد مثلها خارج لندن؛ إذ لم يكن معتادًا ثراءَ المدن الإقليمية القائمة على التصنيع، وأرشد الرجل زوَّاره إلى حجرة خاصة واستمع إلى أسباب زيارتهم له. وبعد تفحيص وتدقيق بالغ في الصورة التي قدَّمها له هيثرويك، أعادها الرجل بإيماءة تنم عن الثقة.
وقال: «ليس هناك أدنى شك بالنسبة إليَّ أن تلك النسخة لصورة المرأة التي عرفتها باسم معالي السيدة ويتينجهام. وإذا كانت قد أُخِذت لها حديثًا، فهي لم تتغير إلا قليلًا على مدى تلك السنوات العشر التي انقضت منذ كانت هنا في هذه المدينة.»
ضحك هوليس قائلًا: «ألن تُسرَّ لرؤيتها مرة أخرى بلحمها ودمها يا سيد مالاديل؟»
هزَّ الصائغ رأسه نافيًا.
وأجاب: «لا أظنُّ ذلك. لا، لا أعتقد ذلك يا سيد هوليس. تلك واقعة أخرجتها من تفكيري، حتى ذكَّرتماني بها.»
قال هوليس مقترحًا: «لكن، ماذا عن خسارتك؟ إنها تقترب من أربعة آلاف جنيه، أليس كذلك؟»
رفع مالاديل إحدى يديه البيضاوين إلى لحيته الرمادية وسعل. كان سعالًا ينم عن التكتُّم والموثوقية والسريَّة. ضحك من خلف شاربه، وبدت عيناه تطرفان من خلف النظارة.
ثم قال: «أعتقد أن بإمكاني أن أفشي سرًّا صغيرًا في حضرة اثنين من الرجال العالِمين بالقانون. أظنُّ أنني سأكشف عن سرٍّ صغير إلى وكيل قضائي أعرفه معرفة جيدة وإلى محامٍ قدَّمه لي ذلك الوكيل، على أن يظل هذا السر فيما بيننا دون أن يخرج عن ذلك. حقيقة هذا الأمر أيها السيدان أنني لم أكن خاسرًا!»
صاح هوليس متعجبًا: «ماذا؟ لم تكن خاسرًا؟»
أجابه الصائغ: «في نهاية المطاف. في نهاية المطاف! ولكي أخبركم بالحقيقة واضحة، لقد حصلت على ربح لي، وربما يزيد.»
بدت أمارات الدهشة والذهول على هوليس.
وسأل قائلًا: «أتعني أنك حصلت على أموالك في نهاية المطاف؟»
قال مالاديل: «بالضبط! في نهاية المطاف، بعد فترة زمنية كبيرة، حصلت على أموالي. سأخبركم بالملابسات. أعتقد أن الجميع يعرف أنني بعت القلادة الماسية للسيدة ويتينجهام بمبلغ ثلاثة آلاف وتسعمائة جنيه، وأن الشيك الذي أعطتني إياه قد رُفِض وأنها هربت بالقلادة ولم يُعرف عنها شيء بعد هروبها من هانافورد. حسنًا، قبل عامين؛ أي بعد ثماني سنوات من اختفائها، تلقيت ذات يوم خطابًا يحمل ختم بريد نيويورك. كان يحتوي على ورقة مكتوبٍ عليها بضع كلمات وبضعة أرقام. هذه الورقة لديَّ هنا، وسأريكما إياها.»
توجَّه إلى خزنة في زاوية من الحجرة، وبعد شيء من البحث، أخرج الصائغ ورقةً ووضعها أمام زائريه. راح هيثرويك يتفحَّصها في فضول. لم يكن عليها اسم ولا عنوان ولا تاريخ؛ كلُّ ما كان عليها — كما قال مالاديل — هو بضع كلمات وبضعة أرقام مطبوعة:
المبلغ الأساسي | ٣٫٩٠٠ جنيه إسترليني |
فائدة ثماني سنوات مضروبة في ٥٪ | ١٫٥٦٠ |
٥٫٤٦٠ جنيهًا إسترلينيًّا | |
مرفق طيه حوالة مصرفية بقيمة ٥٫٤٦٠ جنيهًا إسترلينيًّا، يُرجى الإفادة بالتسلُّم بتوقيت لندن. |
وأكمل مالاديل يقول: «وكان مرفق طيِّه — كما هو مذكور — حوالة على مصرف في لندن بالمبلغ المحدَّد، ٥٫٤٦٠ جنيهًا إسترلينيًّا! ربما تصدِّق بسهولة أنني لم أفهم ذلك في البداية؛ فلم أكن أعرف أحدًا في نيويورك يَدين لي بالمال. لكن المبلغ الأول: ٣٫٩٠٠ جنيه إسترليني، سلَّط الضوء على الأمر، وفجأة تذكَّرت السيدة ويتينجهام وقلادتي المفقودة. بعد ذلك فهمت الأمر على حقيقته: من الواضح أن السيدة ويتينجهام أصبحت ميسورة الحال وثرية، وكانت أمينة بما يكفي لكي تكفِّر عن خطئها؛ إذ وجدت المبلغ الأساسي مضافًا إليه فائدة ثماني سنوات. غير أنني شعرت بالريبة تجاه أخذ المال؛ إذ لم أكن أعرف ما إن كنت أتواطأ على جريمة؟ لا شك أنكما أيها السيدان ستقدِّرانِ حيرتي الصغيرة، أليس كذلك؟»
علَّق هوليستر بنبرة محايدة: «هممم! الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو: ماذا فعلت؟» وأضاف مبتسمًا: «رغم أنني أعتقد أننا نعرف بالفعل.»
فأجابه الصائغ: «حسنًا، ذهبت لرؤية هانافورد وأخبرته بالخطاب الذي تلقيته. وأخبرني هانافورد بما توقَّعت أنه سيخبرني به تحديدًا. إذ قال: «خُذ المال يا مالاديل ولا تذكر شيئًا عن الأمر!» وكان ذلك هو ما فعلت!»
علَّق هوليس قائلًا: «كان كلاكما موقنًا بأن السيدة ويتينجهام لن تظهر في سيليثوايت مرة أخرى أبدًا. يا له من أمر مثير يا سيد مالاديل. لكني أرى أنه سواء أجاءت إلى سيليثوايت مرة أخرى أم لن تأتي أبدًا، فإن السيدة ويتينجهام — أو أيًّا كان اسمها الآن — موجودة في إنجلترا الآن.»
سأله الصائغ: «أتظنُّ ذلك؟»
قال هوليس: «لقد ظهرت صورتها مؤخَّرًا في جريدة إنجليزية على أي حال.»
فقال مالاديل: «لكن صور السيدات الأمريكيات المشهورات تظهر في الصحف الإنجليزية. وأنا أذكر من ذلك عدة سيدات. أظن الآن أن السيدة ويتينجهام التي كانت امرأة في غاية الجمال والجاذبية، عبرت المحيط الأطلنطي في نهاية المطاف وتزوجت من مليونير أمريكي! هذا هو ما ظننته. وكثيرًا ما كنت أتساءل عما قد تكون الآن.»
قال هيثرويك: «هذا هو ما أريد أن أعرفه بالتحديد. ثمة أمرٌ واحد أكيد، وهو أن هانافورد كان يعلم! لو كان حيًّا لأخبرنا. لأن الجريدة التي ظهرت فيها تلك الصورة أيًّا كانت، كانت تحتوي على خبرٍ عنها، وهذا الخبر يحوي اسمها وسبب ظهورها في الجريدة.»
فعلَّق هوليس: «يمكنك تتبُّع ذلك.»
قال هيثرويك موافقًا: «هذا صحيح، يجدر بي أيضًا أن أعود إلى المدينة وأبدأ في العمل.» وأضاف ملتفتًا إلى الصائغ: «لكنني أظن أن المرأة هنا في إنجلترا كما يظن السيد هوليس، وأظن أنَّ هانافورد ربما كان يعرف مكانها أيضًا. ولا أعتقد أنه من المستحيل أن يكون قد تواصل معها في الفترة بين قصِّه لصورتها من الجريدة ووفاته المفاجئة.»
فسأله السيد مالاديل: «أتظن أنه قد يكون لها علاقة بمقتله بطريقةٍ ما؛ أعني إن كان قد قُتِل؟»
أجابه هيثرويك: «أعتقد أنَّ ذلك ممكن. فثمة جوانب غريبة في هذه القضية. وأحد أغربها هو الآتي. ما السبب في أنَّ هانافورد حين قصَّ تلك الصورة لغرضٍ شخصي دون نية في أن يريها لأحد آخر كما هو واضح، قد قصَّها من دون الاسم والخبر الذي كان تحت الصورة وفوقها؟»
قال هوليس: «هذا أمرٌ غريب بالطبع! لكنك تستطيع التأكد من ذلك الاسم قريبًا. كلُّ ما عليك فعله هو الحصول على نسخة أخرى من الجريدة.»
فرد هيثرويك: «من سوء الحظ أنَّ حفيدة هانافورد لا تعرف أيَّ جريدة كانت على وجه التحديد. فكلُّ ما تتذكره عنها أنها كانت جريدة محلية أُرسلت إلى هانافورد عن طريق البريد، في صباح اليوم الذي غادر فيه إلى لندن.»
قال هوليس: «لكن لا يزال بالإمكان تتبُّعها. فقد كانت الصورة في إحدى الجرائد وستوجد نسخ أخرى منها.»
بعد ذلك غادر هوليس وهيثرويك متجر الصائغ. وفي الخارج، سار هوليس برفيقه عبر الشارع واستدار فدلف إلى زقاق ضيِّق.
وقال ضاحكًا: «سأريك رجلًا سيتذكَّر السيدة ويتينجهام أفضل من أيِّ شخص في سيليثوايت. أفضل من مالاديل حتى. ألم أخبرك أنها كانت تمكث في فندق «وايت بير» بينما كانت هنا؟ لقد تغيَّر طاقم العاملين في ذلك النُّزل المرموق، من المدير وحتى الخدم، ولا أظن أن هناك أحدًا أيًّا كان رجلًا أو امرأة ممَّن كانوا في الفندق قبل عشر سنوات. لكن ثمة رجل في نهاية هذا الزقاق كان يعمل فيما مضى حارسًا للقاعة في فندق «وايت بير» ويُدعى آمبليت هادسون، وهو يدير الآن حانة صغيرة لطيفة في هذه الأرجاء، وسوف نذهب إليه. إنه شخص مثير للاهتمام، وإنه لجدير بالإنصات إليه إذا تكلم.»