الْجَدَّةُ ثعلبة الْعَجُوزُ
حَلَّ الشِّتَاءُ، وَاكْتَسَتِ الْغَابَةُ الْخَضْرَاءُ وَالْمُرُوجُ الْقَرِيبَةُ بِرِدَاءٍ مِنَ الثَّلْجِ الْأَبْيَضِ الْكَثِيفِ، وَهُوَ مَا يَعْنِي أَنَّ الثَّعْلَبَ ريدي وَالْجَدَّةَ ثعلبة الْعَجُوزَ يُوَاجِهَانِ مُشْكِلَةً فِي الْعُثُورِ عَلَى الطَّعَامِ. وَبِالطَّبْعِ، رَأسُ ريدي مَلِيءٌ بِأَفْكَارٍ مُتَهَوِّرَةٍ مِثْلِ اقْتِحَامِ عُشَّةِ الدَّجَاجِ الْخَاصَّةِ بِالْمُزَارِعِ براون فِي وَضَحِ النَّهَارِ.
أَمَّا الْجَدَّةُ ثعلبة، بِمَهَارَتِهَا وَحِكْمَتِهَا الَّتِي اكْتَسَبَتْهَا عَلَى مَدَارِ السِّنِينَ، فَقَدْ نَجَحَتْ فِي السَّيْطَرَةِ عَلَى ريدي وَعَلَى الْكَثِيرِ مِنْ مُقْتَرَحَاتِهِ الطَّائِشَةِ؛ وَبِذَلِكَ خَلَّصَتِ الثَّعْلَبَ الشَّابَّ — الَّذِي كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ — مِنْ غُرُورهِ. كَذَلِكَ عَلَّمَتْهُ الْكَثِيرَ عَنِ الصَّبْرِ وَالتَّفْكِيرِ السَّلِيمِ وَالدَّهَاءِ.