حقائق وأخطاء وأكاذيب: السياسة والاقتصاد في عالم متغير
لَا يُمكِنُ تَصنِيفُ هَذا الكِتابِ عَلى أَنَّهُ كِتابٌ اقتِصادِيٌّ بَحْت؛ بَلْ هُو بالأَحرَى كِتابٌ إِنْسانيٌّ يَطرَحُ رُؤًى تارِيخيَّةً ونَفْسيَّةً واجتِماعيَّةً واقتِصاديَّةً تَنتَهي جَمِيعًا إِلى حُلولٍ لِلمَشاكلِ الاقتِصاديَّةِ الَّتي يُواجِهُها العالَمُ فِي الوَقتِ الحاضِر. يُؤكِّدُ الكِتابُ عَلى أَهَميَّةِ ثَقافاتِ الشُّعوبِ فِي تَحدِيدِ مَدى التَّنْميَةِ الَّتي تَستَطِيعُ تَحْقيقَها، ويُوجِبُ تَحدِّيَ المَورُوثاتِ الَّتي مِن شَأنِها إِعاقَةُ التَّنْميَةِ والانْطِلاقَ نَحْوَ المُستقبَل. كَما يَنتَقِدُ الكِتابُ بِلا هَوادَةٍ اللِّيبراليَّةَ الجَدِيدةَ المُهَيمِنةَ عَلى العالَمِ حالِيًّا، ويُفنِّدُ حُجَجَها ويَفضَحُ عُيوبَها القاتِلة، ويَستعرِضُ الكَثيرَ جِدًّا مِن أَفْكارِ المَدارِسِ الاقتِصاديَّةِ الَّتي سادَتْ فِي القَرنِ العِشرِين. ويَدعُو الكِتابُ إِلى الاستِفادَةِ مِن مَزْجِ الإِيجابيَّاتِ وطَرْحِ السَّلْبيَّاتِ الَّتي تَبيَّنَتْ إِمَّا مِن خِلالِ التَّجرِبةِ العَمليَّة، وإمَّا انْطِلاقًا مِنَ التَّحلِيلِ العِلْميِّ لَمَدى صِحَّةِ بَعضِ الأَفْكار. كَذلِكَ يَطرَحُ تَصوُّرًا مُشوِّقًا للمُستَقبَل، مُستَفيدًا مِن استِنْباطِ طُرُقِ تَفْكيرٍ غَيرِ تَقْلِيديَّةٍ لحَلِّ مَشاكِلِنا الحاليَّة. وهَكَذا يَفتَحُ لَنا الكاتِبُ نافِذةَ أَملٍ تُضِيءُ السَّبيلَ نَحوَ المَخرَجِ مِن أَزَماتِ العالَمِ الاقتِصادِيَّةِ وَالسِّياسِيَّةِ والثَّقافِيَّة.