حديث
تهمةٌ لا أَنْفِيها
قالتِ الشائعات: إنَّ فترة المرض حوَّلَتْ فنَّانَنَا الكبير إلى متصوِّف يَرَى الله في داخله، ثم جاءتْ كتاباتُك الأخيرة شِبْهَ مؤَكِّدة لهذه الشائعات.
فماذا عن ردِّ هذه «التهمة»؟!
ضحك وهو يقول: هذه تهمةٌ لا أَنْفِيها، وشَرَفٌ لا أدَّعِيه؛ فالذي لا يرى الله في داخله، ليس هو فقط غير متصوِّف، أو غير مؤمِن، ولكنَّه غير إنسان بالمرة، ولستُ من أولئك الذين يحبون أن يتحدَّثوا عمَّا يؤمنون به؛ فأنا في داخلي معمل إيمان لا يتوقَّف عن البحث والتنقيب، والتجريب والرفض، والعُدول والقبول، معملي هذا غير ملتزم بإصدار نشرة دورية عن «أحدث» ما وصل إليه!
وأعتقد أنَّ «الشائعات» صِيغتْ بهذه الطريقة كي أبدو في نظر الناس كأنِّي لم أكن مؤمِنًا بالله، ثم آمَنتُ به أخيرًا بعد المرض، لكن كيف وُضِعتْ «حيثيات» قضية خطيرة كهذه وأنا نفسي لا أعرف عنها شيئًا؟!
بيني وبينك، أنا لا أستطيع أن أضَعَ إجابةً محدَّدة لهذا السؤال، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل؛ أنا لا أكاد أعرِفُ مَن أنا! أعرف الله، سبحانه، أو أعرِّفه للآخرين؟! كل ما أستطيع قوله في هذا المضمار هو أني أكون، في معظم الأحيان، صادقَ الإيمان بالكلمة حين أكتُبُها، وبالفعل حين أفعله.
تُرَى، هل أجبتُك؟!
فلنستبعد حكاية الزعامة
شُغِلتُ بتأمُّل طريقته في الكلام؛ هو أحدُ فنَّانِينا الكِبار الذين بمقدورهم أن يُسَيْطِروا على الكلمة المنطوقة، أكثرهم تتجلَّى عظَمةُ مواهبهم عندما يُمْسِكون بالقلم، لكنهم عندما يتكلَّمون فلا فرق بينهم وبين سائر الناس.
يوسف إدريس يتكلَّم بنفس البراعة التي يكتب بها، رأيتُه مرة في بيت رجاء النقاش «يحكي» لِمَن حوْلَه عن مشكلة ما صادَفَتْ أحدَ معارِفه؛ طريقة «الحَكْي» عنده تأخذ شكلًا دراميًّا دون أن يقصد، كان يقدِّم في الحكاية أشياء ويؤخِّر تفاصيل، ثم يكشف عنها شيئًا فشيئًا، والذين يجلسون حولَه يحبسون الأنفاس، وكلَّما توغَّل في «الحكي» ظهرتْ مفاجآت جديدة ومشوِّقات، كل هذه بطريقة عادية جدًّا وبلا جهد، والسؤال الخالد: «وماذا بعد؟» واضح على وجوه الجالسين.
إذن، قلتُ لنفسي لحظتئذٍ: أنت أمام قصَّاص بالسَّلِيقة؛ من غير المعقول أن يُعقَد لواء الزعامة في فنِّ القصة القصيرة في عالَمِنا العربي لإنسان ما، ما لم يكن هذا الإنسان قد وُلِد ليكون قصَّاصًا.
دكتور يوسف، اتفق النقاد، وبما يشبه الإجماع، على زعامَتِك للقصة العربية القصيرة، إلَّا أنَّ الناقد الكبير جبرا إبراهيم جبرا يقول إنَّ قصصك مبنيةٌ على «رؤية روائية»؛ بحيث تبدو القصة وكأنَّها «رواية مكثَّفة»؛ ومِن ثَمَّ فهو يعتَبِرك روائيًّا لا كاتبًا للقصة القصيرة، وهل ثمَّةَ «دفاع»؟!
- أولًا: فلنستبعد حكاية «الزعامة» هذه، ويكفينا ما يغصُّ به عالَمُنا العربيُّ من
زعامات!
ثم أراح يدَه على المائدة وعاد إلى صوته الطبيعي.
- ثانيًا: أنا أوافِق الأستاذ الكبير جبرا إبراهيم جبرا على مسألة «الرؤية»؛ فالرؤية الروائية لا تختلف عن الرؤية القصصية القصيرة إلَّا إذا اختلف الإنسان الطويل عن الإنسان القصير، كلاهما إنسان؛ ولهذا فأنا أضحك عندما يُقال: هذا كاتب روائي، وهذا كاتب أقصوصة، كلاهما كاتب روائي وكاتب أقصوصة، كأنَّ في هذا نوعًا من التعريف مع أنه في رأيي نوعٌ من اللاتعريف، المهم في الموضوع كله هو «الرؤية»، سواء كان الشكل الفني هو القصة القصيرة أو الرواية، وعلى كل حالٍ فإنَّ القصة، بنَوْعَيْها، قد انفصلتْ تمامًا في عصرنا الحديث عن جَدَّتِها وأمِّها؛ أعني عن الملحمة والحدُّوتة، صارتْ نوعًا آخَر جديدًا له وظيفة أرقى بكثير من «طريق الندامة»، و«سكة السلامة»، والموعظة الحسنة، لكن هذا موضوع يطول شرحه، هو في حاجة إلى بحث؛ ربما كتاب.
ماهية القصة
قلتُ مرة إنَّ القصة فنٌّ دقيق جدًّا وخطير جدًّا، ومتقدِّم جدًّا حتى على العقلية السائدة في العالم اليوم، والبشرية حتى الآن لم تكتشف «ماهية» القصة!
هل نطمع في شيء من التوضيح؟
نظر قليلًا إلى سفينة بعيدة بدَتْ لنا تصعد وتهبط في خط الأفق قبل أن يقول: الفن باعتباره نوعًا من التكوين البيولوجي للإنسان، لم يكتشف دَوْره تمامًا بعدُ، وأعتقد أنه لن يُكتشف إلَّا إذا اكتُشفتْ كلُّ أسرار الحياة.
ولنتأمَّلِ الحقيقة البسيطة التي تقول إنَّ النبات يحزن ويفرح ويستجيب للموسيقى وللحنان، ما دام هذا يحدث لأبسط أشكال الحياة؛ للنبات، فكيف الحال بالإنسان؟! ألَا تعتقد أنَّ الفنَّ يتَّخِذ أبعادًا أعمق ملايين المرات عند ذلك المخلوق الذي هو أرْقَى ما وَصَل إليه تطوُّر الكائنات؟!
القصة، بالنسبة للفن، هي سُلَّم التطوُّر كله، هي تقريبًا، أول فنٍّ يستجيب له الطفل، ثم تظلُّ معَه في رحلة الحياة يستجيب لها في كلِّ مراحل عُمره، حتى وهو في قمة نُضْجِه.
هذا النوع من الفن الذي يعمل على كافة هذه المستويات، لا بد طبعًا أن يتضمَّن كافة الفنون الأخرى؛ اللغة، والموسيقى، وإيقاع الحياة، وتوهُّج الخيال، وتغيير المكونات الداخلية الدقيقة في الإنسان، جماليةً كانتْ أو فكرية.
القصة تحتل — في الفن — المقامات الموسيقية السبعة؛ ومِن هنا فهي فنٌّ دقيق وخطير لم تَكْتَشِفْه البشرية بعدُ.
وظيفتي مُساعَدة الآخَرين
هذا يقودنا إلى سؤالٍ هامٍّ أدخلتَ نفسَك فيه دون أن تَدْري، كنتَ تقول إنَّك أكثر ميلًا إلى العَزْف على العاطفة البشرية، وأقلُّ حماسًا للعقلانية المحضة على أساس أنَّ التأثير على الوِجْدان يُحدِث أثرًا أعمق من التأثير على العقل، لكنَّك في الفترة الأخيرة أَوْلَيْتَ المقال عنايةً خاصةً بحيثُ جعلْتَه أشبه بالدراسة المركَّزة؛ الأمر الذي شكَّل — في رأيي — خطرًا على إنتاجِك الفني من ناحية، ويُناقِض قولَك الأول من ناحية، فما قولك؟
ما إنِ انتهيتُ من السؤال حتى رأَيْتُه يتجهَّم ويصمت صمتًا تامًّا؛ من ميزات فنَّانِنا الكبير أنَّ ما في داخِله يتَّضِح على وجهه في التوِّ واللحظة، بعد فترة ليستْ بالقصيرة خرج عن صمته: سؤالُك هذا ليس هو الأول، تلقَّيْتُ رسائلَ كثيرةً تُطالِبني بالكفِّ عن كتابة المقال، كيلا أُهدِرَ موهبتي القصصية والمسرحية، لكن هناك عدة قضايا في هذا الشأن؛ القضية الأولى هي: أنَّ الكتابة ليستْ فقط شكلًا فنيًّا، والكاتب في عصرنا الحديث هو المنبِّه لقومِه، المُقْلِق، الموحي، هو الذي إذا نام الناسُ صحا، وإذا صحَوْا نام، إذا انحرَفوا يَمِينًا اتَّجَه يسارًا، وإذا سدَروا في يسارِيَّتِهم توسَّط أو أَيْمَن؛ إنَّه الضابط للحركة، البوصلة، العازف على الناي إذا كان للحكمة نايٌ.
القضية الثانية هي: أنَّني لا أكتب بناءً على تحديد دقيق لوظيفتي في الحياة؛ فلستُ أعرف لي وظيفةً غير محاولة مساعَدة الآخَرين ليُساعِدوني، وحين أرى عقْلَ أمَّتِي هو الغائب، فلا أفكِّر لثانية واحدةٍ في أيِّ شيء سوى أن أعتَبِر نفسي مجنَّدًا، تمامًا كالمجنَّد إجباريًّا في القوَّات المسلَّحة للدفاع عن الوطن العقل، أو العقل الوطن، يجب أن تعرِفَ أنَّ ثمة هجومًا رهيبًا — وبأشعة ليزر — على الأمة العربية، لا أعني الأرض العربية فقط، وإنما أعني العقلانية العربية.
عندما يكون عقْلُ أمَّتي في خطر، فلتذْهَب جميع الأشكال الفنية — القصصية والروائية والمسرحية — إلى الجحيم، إنَّ الكتابة ليستْ هزلًا، وإذا كنَّا قد ذلَّلْناها وأسمَيْناها أدبًا أو فنونًا جميلة، فأعتقد أنَّنا فعلنا هذا عن تخلُّف شديد في إدراك، ليس فقط ماهية الفن ودوره في الحياة، بل ماهية الحياة ذاتها وقيمتها، الكتابةُ عملٌ خطير؛ إنها العقل والوِجْدان والرُّوح تنسَكِب على الوَرَق، وقد أدْرَك أعداؤنا هذا مِن زمن طويل، وتمكَّنوا من هزيمتنا فنِّيًّا وفكريًّا، وسهُل عليهم بعد ذلك أن يهزمونا عسكريًّا، الهزيمة كانتْ إنسانيًّا أولًا؛ لأنَّ الإنسان هو الذي يُقاتِل وليس سلاحه، الجزء المُقاتل في الإنسان هو إرادتُه، والكلمة الصادِقة هي إرادة الإنسان، عندما أقول «الكلمة» فإنما أعنيها بمعناها الواسِع الشامل لكافة ما يحرِّك النبضة في الكائن الحي.
إني أعتبر نفسي مجنَّدًا للدفاع عن عقْلي وكياني أوَّلًا؛ لكي أدافع بهما عن عقل بني وطني، وحين يصل الأمر إلى مرحلة الالْتِحام بالسلاح الأبيض وأنعزل أنا فوق السطح لأكتب قصة أسلِّي بها المحاربين، أعتقد أن المسألة تصل عندئذٍ إلى درجة الخيانة. أمَّا عن المؤرِّخين، فإنهم أحرار إذا اعتبروا ما أفعَلُه هو العبث بعينه؛ لأنَّني — كما يقولون — أهدر موهبتي القصصية والمسرحية فيما يسمُّونه كتابة المقالات، ومَن يدري، ربما لن يَبْقَى مني — إذا بقِيَ شيء — إلَّا ما يُقال إني أهدره؟!
الحرام، والحلال
أثناء حديثه كانتْ عيناه تتوهَّجان، تُرْسِلان ذلك البريق الذي لا تَجِدُه إلَّا عند أولئك الذين وصفوهم بأنهم ملَئُوا الدنيا وشَغَلوا الناس، ربما هو يمتاز عن الكثيرين منهم بأنَّ الكلمة عندَه مقرونة بالفعل في أكثر الأحيان؛ وربما لهذا السبب تَجِده يركِّز على الجانِب الإيجابي في الضحية الإنسانية، وفي أغلب أعماله الفنية، وقلتُ لنفسي، وأنا أرى توتُّره، لا بد من سؤال جديد — وبأقصى سرعة — لنخرج عن جوِّ السؤال السابق: سمعتُك مرةً في إحدى الندوات تقول: إنَّ مشكلة «الخطيئة» مشكلة أجنبية غريبة علينا، ومع ذلك نُعالِجُها في أعمالِنا الفنية، بينما المشكلة التي نُقابِلها في مجتمعنا هي «الحرام»، والفارِق دقيقٌ بين الخطيئة والحرام، ولكنَّه أساس، ثم دارتْ مناقشةٌ جانبية في الندوة نسيتَ بعدَها أن تقول لنا عن هذا الفارق، ألَا تعتقد أنَّها فرصة الآن لتُكْمِل ما بدأتَه؟!
– الخطيئة، بشكلها المسيحي، تتضمَّن أنَّ الإنسان كائنٌ خاطئٌ بطَبْعِه، وقد جاء الإسلام ليُغيِّر هذا المعنى، ثم طوَّرَتِ المدارس الإسلامية هذا التغيير إلى فكرة «الحرام»، ومعناها أنَّه ليس هناك خطيئة أبدية، ولكنَّ هناك أفعالًا حلالًا وأفعالًا حرامًا، وهذا الفهم أكثر عَدْلًا بالنسبة للإنسان وأكثر تحريرًا لإرادته.
لكنَّ أغرب ما في الأمر أنَّ الديانة المسيحية — وَفْقًا لتعاليم السيد المسيح، عليه السلام، ترفَع هذه الخطيئة عن كاهِل الإنسان باعتبار أنَّ السيد المسيح قد حَمَل عن البشَرِ خطاياهم كلَّها، بينما ارتدَّتِ المذاهب الأوروبية المسيحية إلى فكرة أنَّ الإنسان كائنٌ خاطئٌ أساسًا لتستطيع أن تُحْكِم قبضَتَها على الناس.
الشخصية العربية
ما دُمْنا قد تحدَّثْنا عن «البَشَر» بصفةٍ عامةٍ في مفهومَيْن مختلِفَيْن، فما قولك في سؤال عن «الإنسان العربي» وحدَه؟
– أي سؤال؟
– في كتابِك القَيِّم «اكتشاف قارة» حلَّلْتَ الشخصية الألمانية والشخصية اليابانية؛ قلتَ إنَّ الأُولى تتحكَّم فيها عُقْدةُ التفوُّق بينما مركَّب النقْص هو الذي يتحكَّم في الثانية، تُرَى، ما أهمُّ مزايا وعيوب الشخصية العربية في رأيك؟
وقفَ ودارَ حول المائدة واقتربَ مِن جهاز تليفون الكازينو، رفع السمَّاعة وأدارَ القُرْصَ لمرةٍ واحدةٍ، ثم أعادَ السمَّاعةَ إلى مكانِها وجاءَ ليجلس بجواري، أشعَلَ لنفسِه سيجارةً، وقال بصوت هادئ: سأُغادِر الإسكندريةَ إلى الزقازيق غدًا، إنْ كنتَ ستُسافِرُ إلى القاهرة غدًا، تعالَ معي.
– شكرًا، سأقْضِي بضعةَ أيامٍ بالإسكندرية، لكنَّك قلتَ لي إنَّك ستَقْضِي هنا عشرةَ أيام.
– مَلِلْتُ، لا بدَّ من السَّفر إلى الزقازيق، ومنها إلى الريف.
هذا هو السِّرُّ إذن؛ كثرة الأسْفار هي التي مكَّنَتْه من التحرُّك في عالَمٍ متَّسِعٍ، مَن يُراجِع أعمالَه الفنية يُدْهَش لتنوُّع هذا العالَمِ وثرائِه، إنَّه يكتُب عن القريةِ بنفس القوَّة التي يكتب بها عن المدينة، أحيانًا تَجِدُ أحداثَه تَدُور في «العزبة» الصغيرة، وكأنَّه وُلِد فيها، وأحيانًا تَجِدُه يتحرَّك في مدينة أوروبية، وكأنَّه مِن أهلِها، وقطَعَ عليَّ أفكاري بقوله: الشخصية العربية تختلف عن الشخصيتين الألمانية واليابانية؛ هي شخصية — كما يسمُّونها في علم النفس — الاكتئابية المَرِحة؛ تتردَّد باستمرار بين المَرَح والاكتئاب، نحن لا نحتمل الحزن طويلًا، ولا نحتمل المرح طويلًا، في حالة حُزْن إذا مَرِحْنا، وفي حالة مَرَح إذا حَزِنَّا.
أهمُّ عيوب الشخصية العربية هو التعقُّل، نادرًا ما تُصاب بالجنون، تكتئب حقًّا حين تسوء الظروف، لكنَّها لا تُجَنُّ، لا تَجِدُ عندَنا أحدًا ينتحر مثلًا.
هذا العَيبُ نفسُه هو المَيْزة؛ نحن شعبٌ عاقِلٌ جدًّا؛ لأنَّه مُتوازِن، وهذا هو السبب الذي جعَلَنا نعيش كلَّ هذه الآلاف من السنين — وتحتَ أسوَأ الظروف — دونَ أن نَفْقِدَ شخصيَّتَنا، دون أن ننتحر.
– ما رأيُك في أن نَعُودَ إلى الأدب؛ كي يكونَ ختامُها مِسْكًا؟
– موافق.
– ما الذي ينقص أدَبَنا ليُصْبِح أدبًا عالميًّا؟
– هذا السؤال أجابَ عليه زميلي وصديقي الأستاذ الطيِّب صالِح إجابةً جميلةً أُوافِقُه عليها تمامًا؛ العالَم ليس هو العالَم الكبير الذي يشمَلُ البشريةَ كلَّها، بل هو الذي يبدأ صغيرًا ثم يتَّسِع، والمفروضُ في الأديب أن يُخاطِبَ العالَم الصغيرَ، عالَمَه، فإذا نجَحَ في مخاطبة عالَمِه فإنَّه يكون بمثابةِ مَن نجَحَ في مخاطبة العالَم كلِّه.
وأقول لك شيئًا: إنَّ أهمَّ ما في الأمر هو الصِّدْقُ؛ هل نحن صادقون حقًّا في مخاطبة عالمنا؟! إنْ صدَقْنا سنَصِل إليه، وإذن، علينا أن نُحاوِل الوصول إليه أولًا، ثم نفكِّر بعد ذلك في الوصول إلى العالَم الكبير.