آداب الأمم
- الفكر العام: من اطلع على آداب الأمم ظهر له أن الفكر الإنساني متفق على بعد القارات؛ فعدة كتَّاب في أمم مختلفة اتفقوا في النظر إلى الحياة وإن اختلفوا جنسًا ودينًا وعصرًا ولغة.
-
الأدب العام: هو مأثورات كل أمة مما روي عن نوابغها من كلام، وخير الأدب ما استهواك ومِلْت إلى
استماعه مرارًا، وتلذذت بأخيلته ومعانيه وطربت لموسيقى ألفاظه.
ولكل الأمم آداب، ومن اطلع على آداب أمة من الأمم بروية وإمعان أدرك عاداتها الاجتماعية والدينية، ورأى أمامه أخلاقها مصورة أدق تصوير.
- تاريخ الأدب: علمٌ يبحث عن تطورات كل لغة وما فيها من ثروة أدبية نظمًا ونثرًا، ثم يتتبع سير الفكر في تلك الأمة يرافقه في سيره صعودًا وهبوطًا، من الولادة إلى الشباب فالهرم فالموت فالانبعاث. ويُعنى هذا العلم بتاريخ من نبه من حملة القلم ناقدًا ما كتبوه، مبينًا تأثيرهم ببعضهم صناعة وتفكيرًا. ومَن درس تاريخ آداب أمة رآها في همجيتها ومدنيتها؛ فدرسُ آداب أمة هو درس تاريخها، ولكي يكون حكمنا صحيحًا يجب أن ندرس كل العصور.
- أهمية تاريخ الأدب: الأدب مرتبط باللغة والتاريخ، فدرس تاريخ الأمة من حيث الاجتماع والدين والسياسة ضروري لفهم آدابها، ودرس آدابها ضروري لتصديق تاريخها؛ فالأدب صورة العصر بما فيها من جمال وقبح، ومتى فقدت أمة آدابها فقدت لغتها وتاريخها، وكل أمة تتضعضع لغتها وتندثر، تتفكك عرى وحدتها وتجهل أمجادها ومفاخرها، وكل أمة مُنيت بهذا الداء سهل استعبادها، وماتت قوميتها، وانحطت مهما كانت نبيلة، كسلسلة ذهبية مفككة الحلقات.
- فوائد تاريخ الأدب: يبين لنا فكر الشعب العام وتطور التعبير والأسلوب بتطور الأمة وامتزاجها بسواها. وباطلاعنا على التأثيرات الاجتماعية والسياسية والدينية نحكم على الإنشاء في أي عصر كُتب، فما يُستعمل في عصر من الألفاظ قد لا يُستعمل في عصر آخر؛ لأن اللغة اكتسابية، خاضعة للنمو، ومن درس تاريخ الأدب فهم أساليب الكتَّاب.
- أقسام الأدب: الأدب قسمان: نظم ونثر، ولا نبحث الآن في شيء من هذا، بل نرجئه إلى الفصل التالي ونقدم عليه الآن البحث في العقلية العربية.