عائلة متنامية
عدنا إلى «رأس الإحباط»، التي أطلقنا عليها هذا الاسم بعدما فشلنا في العثور على أي من رفقائنا في السفينة. قررت أن أصطحب العائلة بأكملها في هذه الرحلة. توقفنا وجمعنا المزيد من الثمار اللبية التي نصنع منها الشموع، وعثرنا على بقعة لطيفة نستريح عندها في المنطقة الخالية من الأشجار بين القصب والخيزران.
سأل جاك: «لم لا نعيش هنا؟»
أجبته: «إنه مكان لطيف، لكن تخيل أن يطلع علينا نمر من الغابات ويحاصرنا هنا.»
حدّقنا جميعًا باتجاه الغابة وقد انتابنا إحساس مشترك بالقلق. ومع ذلك كان لا بد أن نتمم عملنا. وعندما ازداد الظلام، ركض الحمار وطارده الكلبان، لكن عندما عاد الكلبان لم يكن معهما الحمار. أشعلنا نيرانًا هائلة، وأخبرت الصبيان أن يناموا بجانب أسلحتهم وجلسنا في توتر عند البقعة الخالية من الأشجار.
في الصباح التالي، تركت الصبيان الكبار كي يقوموا على حماية والدتهم، وأخبرت جاك أن بمقدوره المجيء معي كي نحاول العثور على حمارنا المسكين، فشعر بالفخر لأنني طلبت منه هذا. وبعدما مشينا متعبين لساعات نقتفي آثار حوافر الحمار، وجدناها امتزجت بحوافر أخرى كثيرة. وبعد أن شققنا طريقنا عبر الغابة، صادفنا منظرًا رائعًا؛ انضم حمارنا إلى قطيع من الجاموس العملاق! وقبل أن نستطيع أن نوقفهم، هرع كلبانا نحو القطيع وهاجما عجلًا. بدأ القطيع يخور، وفجأة هجموا علينا في اندفاع وقد وجهوا قرونهم تجاهنا. ركضنا عائدين إلى الغابة، لكن قائد القطيع، الذي كان عملاقًا، تمكن منا قبل أن نستطيع أن نصل إلى الغابة. في الدقيقة الأخيرة، أخرجت مسدسي وأطلقت النار عليه فخرّ صريعًا، الأمر الذي أوقف زحف القطيع وجعلهم يولون الأدبار.
كان كلبانا لا يزالان يحاولان افتراس العجل الصغير. لكن جاك أسرع ومنعهما، ثم طوح حبله في الهواء وسقط العجل. وفي الحال أمسك العجل من قدميه، وربطت أنا طرف الحبل الآخر إلى شجرة. أصبح لدينا الآن عجل لنربيه. وأطلق الأولاد على العجل اسم «ستورم».
أخذنا ما طالته أيدينا من الجاموس الصريع، وجعلنا من حبل جاك زمامًا للعِجل، وقدناه إلى المنزل. وعندما انطلقنا ركض الكلبان أمامنا. وفجأة، ظهرت مجموعة من كلاب ابن آوى التي اجتذبها الجاموس الصريع. دخلوا جميعًا في عراك مع كلبينا اللذين انتصرا في آخر المطاف وطاردا سرب كلاب ابن آوى. غير أننا تمكنا من إنقاذ أحد كلاب ابن آوى الذي كان صغيرًا كي نأخذه معنا.
في طريق العودة إلى مخيمنا، طارت عائلتنا فرحًا بحيواناتنا الأليفة الجديدة. وسارع جاك في سرد قصة ما حدث، مزهوًّا بنفسه قليلًا. تركته يخبر بقصصه، فقد أحسن الصنيع.
كانت العائلة منهمكة في العمل أيضًا عندما كنا بالخارج؛ فقد جمعوا بعض أخشاب حطام السفينة الذي انجرف إلى الشاطئ، ثم خرجوا للصيد. عثر فريتز على نسر صغير بجانب رأس الإحباط. فقررنا أن نربيه ليكون طائر صيد.
عندما عدنا إلى المخيم، ذهب الصبيان في نزهة أخرى، وفجأة بدءوا ينادونني. هرعت إلى الغابة، ظنًّا مني أنهم في خطر، كي أجد خنزيرتنا نائمة على جنبها وتحيط بها خنازير صغيرة وليدة. ها هي عائلتنا آخذة في التنامي!