السقوط: ثلاث قصص من روائع دورنمات النثرية
«ازداد إظلام القمر وخسوفه؛ فتغيَّر لونه من البُني الطيني، إلى البُني الصَّدِئ. فيما النجوم المشتعِلة التي لم تكن موجودة من قبل، تحيط به؛ إلى أن أمسى في النهاية عينًا متآكلة متوهِّجة، تغطِّيها البُثور والدمامل البَشِعة، عينًا تفيض شرًّا، تنظر إلى الثلوج المصطبغة بالأحمر القاني، وتُحدِّق في الفلاحين الذين يُمسكون بالمعاول التي تبدو ملطَّخة بالدماء.»
كرَّس «دورنمات» تجرِبته الأدبية للبحث في جوهر النفس البشرية، وتفكيك القِيَم العليا التي تتهاوى تحت سطوة الغرائز البشرية، وقد جاءت هذه المجموعة محمَّلة بكلِّ ملامح هذه التجرِبة، وهو ما يتجلَّى في قصة «الخسوف»، التي يعود فيها رجلٌ عجوز إلى مسقط رأسه لينتقم من الجميع على ظُلمهم له في الماضي، فيبدأ «دورنمات» من خلاله في إثارة ماهية العدالة والجشع والطمع الإنساني. أمَّا قصة «السقوط» التي حملَت المجموعة عنوانها، فقد تناوَل فيها شهوةَ السُّلطة عبْر مجموعةٍ من الشخصيات التي يسيطر عليها رعبُ فقدانها. وفي قصة «حرب التيبت الشتوية» قدَّم رؤيته للحرب الباردة؛ إذ يُصوِّر وحشية الإنسان تجاه أخيه الإنسان إلى الحدِّ الذي يجعل وجودَه مرهونًا بقتل الآخر، مُقدِّمًا تصوُّرًا كابوسيًّا عن نهاية العالَم أو العالَم بعد نهايته، بعد الحرب العالمية الثالثة؛ الحرب التي ستُبيد الجميع.