المعركة الفاصلة!
ماذا ينتظر «أحمد»؟ هذا ما قالَته «إلهام» من قلب السيارة … أما «مصباح» … فقد قال وهو جالسٌ بجوار ماسورة الغاز الطبيعي: هل سيستطيع «أحمد» أن يُواجهَ هذا الاختراع الجبار؟
ومن داخل السيارة البراق كان «أحمد» يتحيَّن اللحظة المناسبة للخروج والانقضاض على هذا الوحش المخيف.
ولكنه عاد وتساءل … هل سيستطيع أن ينقضَّ عليه حقيقةً أم أنه سيفرُّ منه فرارَ الفأر من القط الشرس.
ومن رقم عشرة … بدأ العد … وعند رقم «صفر» … ضغط زرًّا بالسيارة فانفتح باب الجراج … ثم ضغط زرًّا آخر … فزمجر محركُ السيارة زمجرةً قاسيةً … ثم اختفى صوتُه تمامًا … وعندما جذب عصا التوجيه سارَت إلى باب الجراج … وعندما رفع العصا إلى أعلى … انطلقَت السيارةُ في سرعة خارقة … وفي اتجاه المركبة الفضية الفضائية.
وما إن صارَت خلفها … حتى استدارَت لها … وهي تُطلق أصواتًا كغمغمة الإنسان وكأنها تتودَّد إليها … وأخذَت تدور حولها ببطء شديد … وكأنها تتأملها والشياطين على أرضِ المقرِّ … يتابعون ما يجري … في قلق شديد.
وعلى حين غِرة … فتحَت المركبة بابًا كبيرًا في بطنها … وكأنه حيوانٌ شرس وتقدَّمَت من البراق تحاول ابتلاعَها.
ووجدها «أحمد» فرصةً لكي يُوقعَ بها … أو يبتعد بها عن المقرِّ.
فأخذ يراوغها … يمينًا ويسارًا وهي تُطلق أصواتًا لينة … وكأنها تحاول أن تكسب ودَّها.
حوارٌ غريب بين الآلة والآلة، تابعَته «إلهام» في شغف وهي تجلس في سيارتها.
وبعد عدةِ محاولاتٍ … بدأ صوتُ المركبة يعلو … شيئًا فشيئًا … ثم تغيَّر من اللين إلى الحدة … وتحرَّكَت من الفتحة التي في بطنها ماسورة المدفع مرةً أخرى … ورآها «أحمد» تُصوبها تجاهه.
وقبل أن يخرج شعاعُ الليزر من الماسورة … كانت البراق تهبط إلى أسفل … ثم تدور دورةً سريعة … وتعود للصعود مرة أخرى …
ومرة أخرى تُوجِّه المركبةُ الفضائية ماسورةَ مدفعها إلى البراق … وقبل أن يخرج شعاعُ الليزر. كانت كرةٌ حديدية … تخرج من فوهة أحد المدافع الموجودة بجسم البراق … وتستقرُّ في فوهة الماسورة.
وتحمر الكرة … وتحمر الماسورة … ويخرج دخانٌ كثيفٌ … ويعلو طنينُ المركبة وتتحرك في عصبية ارتفاعًا وهبوطًا.
ثم تبدأ في الانقضاض المباشر على البراق … وتهبط البراق هبوطًا حلزونيًّا يُربك تفكير قائد المركبة الفضائية فيتردد في اتخاذ قرار المطاردة.
ومرة أخرى ترتفع البراق … وتدور حول المركبة … دورانًا سريعًا … مما يُغريها بالانقضاض عليها.
ولكن ما إن يحدث ذلك … حتى تهبط البراق هبوطًا حلزونيًّا مفاجئًا ومن خلفها المركبة الفضائية.
وشعر «مصباح» الذي كان يجلس بجوار محبس الغاز … أن البراق سوف تسقط فوقه.
وقبل أن يهمَّ بالابتعاد … سمع «أحمد» يقول له من خلال التليفون الذي كان مفتوحًا: افتح الغاز.
وقام «مصباح» بفتحِ محبسِ الغاز … الذي انطلق إلى السماء في قوة.
وفي نفسِ اللحظة أطلق «أحمد» رصاصةً في فوهة الماسورة … ثم ابتعد عنها تمامًا … ليترك المركبة فوقها … وقد اشتعل الغازُ وتحول إلى أتونٍ ملتهبٍ … أصاب المركبةَ بأضرار فادحة … مما جعلها تُصدر طنينًا مزعجًا ثم تُغادر المكان بلا عودة …
وعندما نزل «أحمد» من البراق … كان الشياطين جميعًا قد حضروا ومعهم «عثمان» الذي أخبرهم أن الكائن الفضائي على متن المركبة.
وعندما سأله «أحمد» قائلًا: ولماذا هاجمونا إذن؟
عثمان: كانوا يريدون سيارتهم.
أحمد: وأين هي؟
عثمان: في جراج المقرِّ …