الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
(١) صَوْتٌ فِي اللَّيْلِ
قَالَتْ بَطَلَةُ الْقِصَّةِ «قَسَامَةُ» تُحَدِّثُ نَفْسَهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ: «أَيُّ صَوْتٍ هَذَا الَّذِي يَنْبَعِثُ فِي سُكُونِ اللَّيْلِ فَيُوقِظُنِي مِنْ سُبَاتِي الْآنَ، وَيُنَبِّهُنِي مِنْ نَوْمِي الْعَمِيقِ!
أَيَّ نَهِيقٍ أَسْمَعُ؟ وَمَا بَالُ هَذَا الطَّارِقِ (الزَّائِرِ) فِي اللَّيْلِ الْغَاسِقِ (الشَّدِيدِ الظَّلَامِ) يَضْطَرُّنِي إِلَى النُّهُوضِ مِنْ فِرَاشِي الْوَثِيرِ (اللَّيِّنِ النَّاعِمِ) وَتَرْكِ وِسَادَتِي الظَّرِيفَةِ الْمُؤَلَّفَةِ مِنَ الْقَشِّ، وَأَنَا مُسْتَسْلِمٌ لِلرَّاحَةِ وَالدَّعَةِ (الْهُدُوءِ وَالسَّكِينَةِ)!
لَقَدْ رَفَعْتُ رَأْسِي، وَنَصَبْتُ أُذُنَيَّ، وَأَرْهَفْتُ مِسْمَعَيَّ، لِأَتَعَرَّفَ جَلِيَّةَ الْخَبَرِ (حَقِيقَتَهُ).»
(٢) فَزَعُ قَسَامَةَ
كَانَ الْإِصْطَبْلُ قَاتِمًا (مُظْلِمًا) جِدًّا فَلَمْ أَتَبَيَّنْ — فِي ظَلَامِهِ الْحَالِكِ (الشَّدِيدِ السَّوَادِ) — شَيْئًا مِمَّا حَوْلِي، وَكَانَ مَرْبَطِي أَقْرَبَ مَرَابِطِ الْإِصْطَبْلِ وَأَدْنَاهَا إِلَى الْبَابِ (أَقْرَبَهَا مِنْهُ)، وَقَدِ اضْطَرَبَ جِسْمِي وَارْتَعَشَ حِينَ سَمِعْتُ نَهِيقَ ذَلِكِ الزَّائِرِ الْمُفَاجِئِ يَتَكَرَّرُ فِي فَتَرَاتٍ مُتَقَطِّعَةٍ، وَفِيهِ رَنَّةُ حُزْنٍ لَا تَخْفَى عَلَى سَامِعِهِ.
(٣) سَائِسُ الْإِصْطَبْلِ
وَسَمِعْتُ صَوْتَ سَائِسِنَا «شَفِيقٍ» وَأَحْسَسْتُ دَبِيبَ أَقْدَامِهِ (وَقْعَ أَرْجُلِهِ) وَقَدِ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ اللَّذِيذِ. وَكَانَ يَأْوِي إِلَى غُرْفَةٍ خَشَبِيَّةٍ فِي أَعْلَى الْإِصْطَبْلِ بِجِوَارِ مَخْزَنِ الدَّرِيسِ. لَقَدْ كَانَ آيَةً مِنْ آيَاتِ الرَّحْمَةِ، وَمَثَلًا مِنْ أَمْثِلَةِ النَّجْدَةِ. فَلَا عَجَبَ إِذَا لَمْ يَتَبَرَّمْ (لَمْ يَضْجَرْ) بِضَيْفِهِ، وَلَمْ يَضِقْ بِهِ ذَرْعًا (لَمْ تَضْعُفْ طَاقَتُهُ عَنِ احْتِمَالِهِ) بَلْ نَهَضَ مِنْ فِرَاشِهِ نَاشِطًا مُلَبِّيًا (مُجِيبًا) دَاعِي الْمُرُوءَةِ. وَهَبَطَ مِنْ سُلَّمِهِ الْخَشَبِي إِلَى أَرْضِ الْإِصْطَبْلِ — وَفِي يَدِهِ مِصْبَاحُهُ — وَفَتَحَ الْبَابَ الْخَارِجِي لِلْإِصْطَبْلِ لِيُدْخِلَ ذَلِكِ الضَّيْفَ الْمِسْكِينَ. وَكَانَ «شَفِيقٌ» يُجَمْجِمُ كَلَامَهُ (يَنْطِقُ بِأَلْفَاظٍ لَا يَتَبَيَّنُهَا سَامِعُهَا)، وَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِأَلْفَاظٍ مُتَقَطِّعَةٍ عَلَى طَرِيقَتِهِ الَّتِي أَلِفْنَاهَا (تَعَوَّدْنَاهَا) مِنْهُ، فَلَمْ تَبْقَ غَرِيبَةً عَلَيْنَا.
(٤) تَبَادُلُ الْإِخْلَاصِ
وَلَوْ رَآهُ غَيْرُنَا — مِمَّنْ لَا يَعْرِفُهُ — لَحَسِبَهُ غَاضِبًا عَلَى هَذَا الضَّيْفِ الطَّارِقِ (زَائِرِ اللَّيْلِ) الَّذِي أَيْقَظَهُ مِنْ رُقَادِهِ اللَّذِيذِ. أَمَّا نَحْنُ — مَعْشَرَ دَوَابِّ الْإِصْطَبْلِ — فَقَدْ خَبَرْنَاهُ وَعَرَفْنَا نَبَالَةَ خُلُقِهِ (نَجَابَتَهُ) وَكَرَمَ عُنْصُرِهِ (طِيبَ أَصْلِهِ). وَقَدْ أَصْفَيْنَاهُ الْوُدَّ (صَدَقْنَاهُ الْإِخَاءَ)، وَمَحَضْنَاهُ (أَخْلَصْنَا لَهُ) الْحُبَّ، مُنْذُ قَدِمَ عَلَى الْإِصْطَبْلِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَهُوَ يَافِعٌ (شَابٌّ نَاشِئٌ) فَبَادَلَنَا الْإِخْلَاصَ، وَغَمَرَنَا بِأَيَادِيهِ (بَالَغَ فِي الْإِحْسَانِ إِلَيْنَا، وَأَغْدَقَ عَلَيْنَا صَنَائِعَهُ وَنِعَمَهُ)، وَامْتَلَكَ نُفُوسَنَا بِأَلْفَاظِهِ الرَّقِيقَةِ. وَكَانَ لَا يَنِي (لَا يَكْسَلُ) عَنْ تَرْبِيتِ ظُهُورِنَا (مَسِّهَا بِيَدِهِ، تَحَبُّبًا إِلَيْنَا، وَاسْتِجْلَابًا لِمَوَدَّتِنَا)، وَهُوَ يَبْتَسِمُ — فِي لُطْفٍ وَحَدَبٍ (تَعَطُّفٍ) — كُلَّمَا مَرَّ بِنَا.
وَهُوَ شَدِيدُ الْإِعْجَابِ بِي، دَائِمُ الْعَطْفِ عَلَيَّ. وَقَدِ اخْتَارَ لِي أَحَبَّ الْأَسْمَاءِ، فَأَطْلَقَ عَلَيَّ اسْمَ «قَسَامَةَ» (حُسْنٍ) لِأَنَّنِي — فِيمَا يَرَى — أَجْمَعُ بَيْنَ جَمَالِ الصُّورَةِ، وَكَرَمِ الطَّبْعِ، وَحِدَّةِ الذَّكَاءِ. كَمَا سَمَّى وَلَدِي الصَّغِيرَ «سَوَادَةَ» وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ لَقَبَ «زَادِ الرَّكْبِ». وَهُوَ يُؤْثِرُنِي (يُفَضِّلُني) وَمُهْرِي عَلَى كُلِّ فَرَسٍ.
(٥) أَشْهُرُ الْحَمْلِ
وَمَا أَنْسَ لَا أَنْسَ لِهَذَا الرَّجُلِ الْكَرِيمِ فَضْلَهُ عَلَيَّ فِي أَشْهُرِ الْحَمْلِ، فَقَدْ بَذَلَ مَا فِي وُسْعِهِ فِي الْعِنَايَةِ بِأَمْرِي، حِينَ كُنْتُ عُشَرَاءَ، وَظَلَّ يَتَعَهَّدُنِي وَيَرْعَانِي أَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا كَامِلَةً، حَتَّى وَضَعْتُ وَلَدِي الْبِكْرَ «زَادَ الرَّكْبِ». وَكَانَ يُعْنَى بِرِيَاضَتِي، وَتَنْظِيفِ مَرْبَطِي وَفِرَاشِي، وَتَنْقِيَةِ غِذَائِي، وَجَلْبِ الْمَاءِ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ. وَلَمْ أُتِمَّ الشَّهْرَ التَّاسِعَ مِنْ أَشْهُرِ الْحَمْلِ، حَتَّى ضَاعَفَ عِنَايَتَهُ، وَأَرَاحَنِي مِنْ كُلِّ عَمَلٍ. وَكَانَ يُحِلُّنِي فِي النَّهَارِ أَجْمَلَ مَحَلٍّ خَارِجَ الْحَظِيرَةِ، حَيْثُ الْهَوَاءُ الطَّلْقُ، فَإِذَا جَنَّ اللَّيْلُ (أَظْلَمَ) أَحَلَّنِي أَرْحَبَ مَكَانٍ فِي الْحَظِيرَةِ. وَمَا زَالَ يَغْمُرُنِي بِعَطْفِهِ وَلُطْفِهِ، وَيُجَلِّلُنِي (يُغَطِّينِي) بِثَوْبٍ غَلِيظٍ يَقِينِي أَذَى التَّيَّارِ، حَتَّى أَتْمَمْتُ الشَّهْرَ الْحَادِي عَشَرَ.
(٦) فِي عَالَمِ الْأَحْلَامِ
فَلَمَّا انْتَصَفَ الشَّهْرُ الثَّانِي عَشَرَ — أَوْ كَادَ — رَأَيْتُ فِي مَنَامِي حُلْمًا عَجِيبًا، هَشَّتْ (فَرِحَتْ) لَهُ نَفْسِي، وَابْتَهَجَ لِرُؤْيَتِهِ قَلْبِي أَيَّمَا ابْتِهَاجٍ. وَمَا أَنْسَ لَا أَنْسَ مَا حَيِيتُ طِيبَ هَذَا الْمَنَامِ.
فَقَدْ رَأَيْتُنِي بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنْ كَرَائِمِ الْأَفْرَاسِ وَاْلمِهَارِ، وَقَدْ أَقْبَلْنَ عَلَيَّ فَرِحَاتٍ، وَاسْتَقْبَلْنَ مَوْلُودِي الْجَدِيدَ مُهَلِّلَاتٍ، صَاهِلَاتٍ بِأَعْذَبِ الْأَغَانِي مُنْشِدَاتٍ، مُحَمْحِمَاتٍ بَأَغَارِيدِهِنَّ مُتَرَنِّمَاتٍ.
وَقَدْ عَلِمْتُ مِنْ حَدِيثِهِنَّ أَنَّهُنَّ طَائِفَةٌ مِنْ سَوَالِفِنَا الْكَرِيمَاتِ، وَجَدَّاتِنَا الْعَرَبِيَّاتِ الْأَصِيلَاتِ، فِي الْعُصُورِ الْغَابِرَاتِ (الْقَدِيمَاتِ). وَقَدْ رَوَيْنَ لِي مِنْ بَدَائِعِ الْأَخْبَارِ، وَعَجَائِبِ الْأَسْمَارِ، مَا لَمْ يَكُنْ لِيَخْطُرَ لِي عَلَى بَالٍ. وَعَرَفْتُ مِنْهُنَّ طَائِفَةً نَبِيلَةً لِبَعْضِ أُمَرَاءِ الْعَرَبِ الْقُدَامَى (الْقُدَمَاءِ) مِنْ الْأَعْوَجِيَّاتِ (بَنَاتِ «أَعْوَجَ» جَدِّنَا الْعَظِيمِ) الَّتِي يَفْخَرُ بِهَا تَارِيخُنَا الْحَافِلُ الْمَجِيدُ. وَمَا زِلْتُ أَتَمَثَّلُ تِلْكَ الْوُفُودَ الْكَرِيمَةَ — مِنْ بَنَاتِ «الْعَسْجَدِي» وَبَنَاتِ «أَعْوَجَ» — وَقَدْ فَاضَتْ وُجُوهُهُنَّ بِشْرًا. وَاشْتَرَكَ مِنْهُنَّ فِي الْغِنَاءِ «ذُو الْعُقَّالِ» وَ«دَاحِسٌ»، وَ«الْغَبْرَاءُ»، وَ«سَبَلٌ»، وَ«عَلْوَاءُ»، وَ«الْجَرَادَةُ»، وَ«الْخَطَّارُ»، وَ«الْحَنْفَاءُ»، وَ«الشَّقْرَاءُ»، وَ«الْعَوْجَاءُ»، وَ«السَّماءُ»، وَ«الزَّعْفَرَانُ»، وَ«الْكُمَيْتُ»، وَ«الْبَطِينُ»، وَ«الصَّرِيحُ»، وَ«الْوَصِيفُ»، وَ«أَعْوَجُ الْأَصْغَرُ»، وَ«أَعْوَجُ الْأَكْبَرُ»، وَ«الدِّينَارُ»، وَوَلَدُهُ «الْعَجُوسُ»، وَمَا إِلَيْهِنَّ مِنْ كَرَائِمِ الْخَيْلِ اللَّائِي نَبْهَجُ لِأَخْبَارِهِنَّ، وَنَعْتَزُّ بِالِانْتِسَابِ إِلَيْهِنَّ.
(٧) الَمَوْلُودُ الْجَدِيدُ
وَانْتَبَهْتُ مِنْ نَوْمِي فَرِحَةً مُسْتَبْشِرَةً، وَلَمْ تَنْقَضِ سَاعَاتٌ قَلِيلَةٌ حَتَّى وَضَعْتُ — فِي عَالَمِ الْيَقَظَةِ — هَذَا الْمَوْلُودَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي عَالَمِ الْأَحْلَامِ. وَثَمَّةَ أَسْرَعَ السَّائِسُ إِلَيَّ — مِنْ فَوْرِهِ — فَمَزَّقَ الْأَغْشِيَةَ الَّتِي كَانَتْ تُحِيطُ بِالْجَنِينِ. وَلَقَدْ أَحْسَنَ إِلَيَّ الْإِحْسَانَ كُلَّهُ — بِمَا فَعَلَ — فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَوْ غَفَلَ ذَلِكَ (لَوْ تَرَكَهُ)، لَاخْتَنَقَ الْجَنِينُ عَقِبَ وِلَادَتِهِ. ثُمَّ قَدَّمَهُ لِي كَيْ أَلْعَقَهُ لِأُكْسِبَهُ شَيْئًا مِنَ النَّشَاطِ. لِلهِ مَا أَجْمَلَهُ! نَفْسِي فِدَاءُ هَذَا الْمَوْلُودِ الظَّرِيفِ: لَقَدْ هَمَّ بِالنُّهُوضِ مُحَاوِلًا أَنْ يَقِفَ عَلَى أَقْدَامِهِ — كَمَا تَقِفُ أُمُّهُ — فَلَمْ يَقْوَ عَلَى ذَلِكَ. وَظَلَّ يَتَرَجَّحُ — يَمْنَةً وَيَسْرَةً — مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، ثُمَّ يَقَعُ عَلَى أَحَدِ جَنْبَيْهِ فَوْقَ الْفِرَاشِ الْوَثِيرِ (اللَّيِّنِ) الَّذِي عُنِي السَّائِسُ بِإِعْدَادِهِ، وَأَنَا جِدُّ مُشْفِقَةٍ عَلَيْهِ. وَلَمْ تَمُرَّ عَلَى هَذِهِ الْمُحَاوَلَاتِ نِصْفُ سَاعَةٍ تَقْرِيبًا حَتَّى اسْتَمْسَكَ، وَقَوِيَتْ أَقْدَامُهُ عَلَى النُّهُوضِ، فَوَقَفَ مُتَثَبِّتًا، دُونَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ. وَمَا لَبِثَ أَنِ اهْتَدَى إِلَى ضَرْعِي (ثَدْيِي) (وَالضَّرْعُ لَنَا — مَعْشَرَ الْأَفْرَاسِ وَلِغَيْرِنَا مِنَ الشَّاءِ وَالْبَقَرِ وَنَحْوِهَا — مُدِرُّ اللَّبَنِ: مِثْلُ الْخُلْفِ لِلنَّاقَةِ، وَالثَّدْيِ لِلْمَرْأَةِ). وَلَمْ أَعْجَبْ لِذَلِكَ، فَقَدْ أَرْشَدَتْهُ إِلَيْهِ فِطْرَتُهُ السَّلِيمَةُ، وَغَرِيزَتُهُ (طَبِيعَتُهُ) الْقَوِيمَةُ. وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَرَضَعَ مِنْ ضَرْعِي مَا شَاءَ حَتَّى ارْتَوَى وَشَبِعَ. وَلَمْ يَنْسَنِي السَّائِسُ، بَلْ عُنِي بِي فِي الصَّبَاحِ، فَغَسَلَ ذَيْلِي وَأَرْجُلِي وَأَفْخَاذِي. وَأَحْضَرَ لِي غِذَاءً طَيِّبًا: مِنْ بِرْسِيمٍ شَهِي، وَمَاءٍ دَافِئٍ هَنِي.
•••
وَمَا زَالَ يَتَعَهَّدُنِي فِي أَيَّامِ الرَّضَاعِ حَتَّى عَادَتْ إِلَيَّ صِحَّتِي وَنَشَاطِي فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ. وَقَدْ أَطْلَقَ عَلَى وَلِيدِي الْعَزِيزِ لَقَبًا ظَرِيفًا يَدُلُّ عَلَى ذَوْقٍ عَالٍ أَصِيلٍ، وَهُوَ: «زَادُ الرَّكْبِ». وَقَدْ أَصْبَحَ «زَادُ الرَّكْبِ» أَحَبَّ مَخْلُوقٍ إِلَى نَفْسِي، فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، وَقَدِ ابْتَهَجْتُ بِمَا يَنْعَمُ بِهِ مِنْ صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ. وَلَمْ يَنْقَضِ عَلَى هَذَا الْمَوْلُودِ أُسْبُوعٌ وَاحِدٌ حَتَّى أَصْبَحَ قَادِرًا عَلَى الْجَرْي إِلَى جَانِبِي، وَصَارَ يَدُورُ مِنْ حَوْلِي فِي ذَلِكَ الْمَرْعَى الْفَسِيحِ.