كلمة المترجم
كانت البداية شغفًا ألمَّ بي، وأنا أُعِدُّ كتابي الأول: «أوهام الحب والزواج». فقد قادَتني أبحاثي إلى هذا المرجع المهم. وبعدها بشهور استطعت الحصول على هذا الكتاب الرائع: «لماذا نحب؟» للدكتورة هيلين فيشر. وبعدما طالعتُه، وتلمَّستُ قيمتَه الكبيرة، والآفاق الواسعة التي وفَّرها لي، راودني حلمٌ بأن ننشر هذا الكتاب مترجمًا للقارئ العربي. فالمعلومات القيمة التي يحتويها، ستُلقي الضوء على حقائق مهمة، وربما صادمة عن الحب والشغف والارتباط، وسيعرف قارئنا، سواء كان متخصصًا في علم النفس أو الطب أو من المهتمين بالإنسانيات بشكل عام، أو حتى إن لم يكن أيًّا مما سبق، أن العلم قد خطَا خطواتٍ واسعةً، نحو معرفة الكثير من أسرار النفس الإنسانية وخباياها. تلك التي طالما كانت لغزًا محيرًا للفلاسفة، والأطباء، والشعراء، والروائيين، وكل المُنظِّرين لعلوم الإنسانيات، وسلوك البشر على مر العصور. لقد انفتحَت أمام العلماء «طاقة القدر»، إن جاز التعبير، بعد أن استخدموا التكنولوجيا الحديثة في تصوير المخ، وتعرَّفوا على كيميائه الدقيقة المذهلة. على أن حلمَ ترجمة هذا الكتاب ما كان ليرى النور، لولا تحمُّس الشاعرة والكاتبة الكبيرة فاطمة ناعوت، لكي تترجم الفصول ذات الطابع الأدبي والتاريخي والفلسفي والمقاطع الشعرية داخل الكتاب، مقابل ترجمتي للفصول ذات الطابع الطبيِّ والعلمي. وأخيرًا كل الشكر والتقدير لمن تحمَّس لهذا الكتاب وساعدني بالتشجيع والاهتمام، ولأسرتي الصغيرة، التي تحمَّلت انشغالي، وشكر خاص لابني الأصغر زياد، الذي أمدَّني بالكثير من المعلومات عن برامج الكمبيوتر، وأخيرًا للأستاذة مروة فهمي، التي ذلَّلت الكثير من العقبات، وأخيرًا أتمنى أن ينال الكتاب إعجاب القارئ، وآمل أن نساهم ولو بقدر بسيط في نشر الوعي العلمي لجيل جديد يتطلع للمستقبل.