الجودرية: عن تاريخ الجبرتي بتصرف
«أحبَّت الآفاقَ المنطلِقة، ومصادَقة الضبَّاط الفرنسيين. تهمل وقوعَ بيت أبيها في قلب الأزبكية، حيث تُمضي أوقاتَ غيابها عن الجودرية. لا تعبأ حتى إن رآها أحدٌ من إخوتها، أو أزواج أخَواتها، أو الأقارب والمعارف.»
تناوَل الكثيرُ من الأعمال الأدبية العلاقةَ بين الشرق والغرب، ولما كانت الحملة الفرنسية أولَ لقاءٍ بينهما في العصر الحديث، فقد حظِيت باهتمام الأدباء الذين راحوا يَنسجون أعمالهم الأدبية حول هذا الحدَث المهم. وقد أثرى تلك الأعمالَ الأدبية وجودُ كتاباتٍ معاصِرة للحدث ذكرَت تفاصيله بدِقَّة، ومن أهم هذه الكتابات تاريخُ «الجبرتي»، وهو ما استفاد منه «محمد جبريل» في سرد روايته، متَّخذًا من حارة «الجودرية» الكائنة بالقاهرة القديمة مسرحًا للكثير من أحداث الرواية التي تبدأ منذ لحظة نزول القوَّات الفرنسية ميناءَ الإسكندرية، جاعلًا من الصدام بين الشرق والغرب محورَ أحداثها، وهو الصدام الذي تجلَّى في حكاية «زينب» بنت «خليل البكري» نقيب الأشراف، التي افتُتِنت بالفرنسيين وسلكَت مَسلكَهم.