متحف الفكر اليوناني والروماني
أبقراط
-
لا يوجد شيء أعرفه جيدًا غير أني لا أعرف شيئًا.
-
المرأة … هي المرض.
-
الإنسان لا يقدر أن يعيش في راحة، إلا إذا كان يعيش بشرف وعدل وحكمة، وإذا عاش على الحكمة والعدل والشرف، فمن المستحيل أن يعيش في غير راحة.
-
المريض الذي يشتهي أرجى عندي من الصحيح الذي لا يشتهي.
-
العمر قصير، والصناعة طويلة، والوقت ضيق، والتجربة خطر، والقضاء عسر.
-
ليداوَ كلُّ مريض بعقاقير أرضه؛ فإن الطبيعة تتطلع لهوائها، وتنزع إلى غذائها.
-
غذاء الطبيعة من أنجع أدويتها.
-
حدِّثوا المريض بحالِ مَن كان في أصعبَ مِن علَّته فبرَأ، ولا تحدِّثوه عمن كان في مثل علته فمات.
-
قيل لأبقراط: ما بال الإنسان أثور (أهيج) ما يكون بدنًا إذا شرب الدواء؟ قال: «مثل البيت: أكثر ما يكون غبارًا إذا كُنِس.»
-
من لم يبتهج ولم يستمتع بنسيمة، فهو فاسد المزاج ويحتاج إلى العلاج.
-
الدواء من فوق، والدواء من تحت، والدواء لا فوق ولا تحت.
-
من اتخذ الحكمة لجامًا اتخذه الناس إمامًا.
-
الإقلال من الضار … خير من الإكثار من النافع.
أبولودوروس
-
لأنني وحدي — من دون أصدقائي — صديقُ نفسي.
أبيانوس
-
المِحَن تخلق محدثين عظماء.
إبيخارموس
-
كن يقظًا ولا تنسَ عدم الثقة؛ فهذه وحدها بواعث الإدراك.
-
حياة البشر في حاجة ماسة إلى التعقل والحساب.
-
ليس هذا عدم قدرة على الكلام، بل هو عجز عن إمساك اللسان.
-
بالعمل الشاق يبيعنا الآلهة الأشياءَ الحسنة كلها!
إبيفانيوس
-
لا ينبغي أن تضع الأمور الحكيمة بين يدَي الكسلان، لأنه كما أن البهيمة إنما تُحس من الذهب والفضة بثِقَلهما فقط ولا تحس بنفاستهما، كذلك الكسلان إنما يُحس من أمور الحكمة بثِقل التعب عليه منها لا بنفاستها.
أبيقور
-
لا أشرفَ من الاشتغال بالفلسفة.
-
فقر العاقل خير من ثراء الأحمق.
-
السعادة هي راحة القلب وعافية البدن، والخير الكامل هو اجتماع هذين الشيئين في آنٍ واحد.
-
الفضيلة هي أقوى الطرق إلى معيشة الإنسان سعيدًا؛ لأنه لا شيء أحلى من كون الإنسان يعيش على مقتضى الحكمة والصلاح، ولا يعمل ما يُلام عليه، ولا يحس في نفسه بإصابة الذنب، ولا يؤذي أحدًا، ويصنع الجميل مهما أمكن دون أن يهمل من واجبات الحياة شيئًا.
-
أنا لا أكتب هذا للجمهور بل لك وحدك؛ إذ يكفيني أن تكون أنت جمهوري المستمع وأنا جمهور مستمعيك.
-
ينبغي للإنسان تعويدُ نفسه اليسير؛ لأن هذا أصح الكيمياء؛ وذلك لأن الإنسان عند جوعه واضطراره يتلذذ بهيِّن الأكل أكثرَ من ألذ المطاعم.
-
لا يمكن للإنسان — وإن خرق العادة في بذل الجهد — أن يتجنَّب سائر ما يفسد جسمه ويكل عقله تجنبًا كليًّا.
-
البلادة لذة دائمة.
-
القوى الباطنية أكثر إحساسًا وتأثرًا من القوى الظاهرية.
-
الجسم لا يتأثر من الألم إلا وقته؛ بخلاف العقل، فإنه يتأثر بالحال والماضي والمستقبل.
-
قل من يلتذ من الناس بحياته؛ وذلك لأن كل إنسان يحتقر حالته الراهنة، ويأمُل أن يكون المستقبل أحسن من ذلك، فتخترمه المنيَّة على غفلة قبل بلوغ الآمال؛ فهذا موجِب شقاء الإنسان في حياته، فلا أحسنَ من التمتع بفرصة الحالة الراهنة وعدم الوثوق بالمستقبل.
-
لا ينبغي للإنسان أن يعُدَّ السعد بمقدار ما عاش من السنين على وجه الأرض، بل ما عاشه منها معيشة هنيئة.
-
من الحمق أن تسعى إلى الموت ضجرًا من الحياة؛ حينما تكون طريقتك في الحياة هي سبب سعيك.
-
إن اللذائذ الجسمية الطاهرة ليست محرمة ولا مرذولة، ولا ضرر على العاقل مِن أخْذ حظه منها من غير إفراط.
-
إن تَحيَ وَفق الطبيعة لا يعرفِ الفقرُ طريقه إليك، وإن تحيَ وَفق فكرك لا يعرفِ الثراء إليك طريقًا.
-
قصر الحياة مع الهناء خير من طولها مع التكدر.
-
إن حياة الأحمق خُلْو من الحمد، مملوءة بالمخاوف، لا يتجه مجراها إلى نحو المستقبل.
-
مِن ضعف الرأي خوف الإنسان من جهنم.
-
ينبغي للإنسان أن يتجنب ما يزعجه مما لا يستعمل إلا التنكيد معيشةَ الدنيا وتضييع الهناء.
-
من الخطأ أن تحيا مضطرًّا؛ لأنه ما من إنسان مضطر إلى العيش مضطرًّا.
-
إنما يُنتج الحريةَ استواءُ سائر الأشياء، خيرًا كانت أو شرًّا، عند الإنسان.
-
إن أردت أن تغني إنسانًا فلا تضف إلى ما عنده من ثروة، بل قلِّل ما عنده من شهوات.
-
الإخبار بالمغيبات هوس لا أصل له.
-
ينبغي للإنسان ألا ينسُبَ للألوهية إلا الكمالات.
-
الثروة الحق هي الفقر موكول لقانون الطبيعة.
-
ليس المشرك من رفض الآلهةَ المعبودة العامة، بل الشرك في نسبة القبائح إليها كما تنسُبه لها العامة.
-
إن منصب الألوهية يستحق العبادة لعظمتها وشرف ذاتها، فتعبدها بتلك الملاحظة؛ لا خوفًا من شرها ولا طمعًا في خيرها.
-
إن الآلهة لا تتأثر بشيء من أفعالنا؛ فلا ترضيها طيباتنا ولا تغضبها سيئاتنا.
-
فلتحتجب طول حياتك.
-
إلهي، ارحم عبيدك.
-
لا ينجُم شيء من لاشيءٍ.
-
لكي تستمتع بالحرية الحقيقية كن عبد الفلسفة.
-
يجب على الإنسان أن يتلقى الحادثات بطمأنينة بلا عجب.
-
من يحتاج إلى أقل مقدار من الثروة يتمتع بأقصى درجات الثراء.
-
ليس العقل هو الذي تصور الآلهة.
-
لا يترك أحد الدنيا بطريقة تخالف من يدخلها لتوِّه.
-
من الجنون تمدُّح الإنسان بأن الدنيا خُلقت محبةً للناس، بل الظاهر أن الآلهة بعد ما مكثوا زمنًا طويلًا في الراحة استحسنوا أن يغيروا حالتهم الأولية بغيرها.
-
يخرج كل فرد من الحياة كما لو أنه يدخلها حديثًا.
-
في البدء لم تكن الحرارة والبرودة واختلاف الأمزجة شديدة كما هي الآن، بل كانت الدنيا في مبدأ أمرها كغيرها في الانتظام، والناس الذين خرجوا من الأرض كانوا وقت خروجهم منها أقوى مما نحن عليه الآن، فكانت أجسامهم مغطاة بالشعر الخشن مثل شعر الخنازير، ولم يكن عندهم تألُّم من رديء المأكول، ولا من فساد الهواء والفصول، ولم يكن من عادتهم اللُّبس، بل كانوا ينامون عرايا على أديم الأرض في أي محل أدركهم الليل به؛ وكانوا يتقون المطر بالأشجار الصغيرة، ولم يكن لهم في ذلك الوقت ائتناس بعضهم ببعض بل ولا اجتماع، بل كان كل أحد لا يعرف غير نفسه، ولا يشتغل إلا بخاصة راحتها، وقد تولد من الأرض أيضًا غاباتٌ أشجارُها دائمة النمو، فأول ما ابتدأ الناس كانوا يتغذَّون بثمر البلُّوط وثمر الأشجار الصغيرة والثمرات الرديئة، وكان لهم أحيانًا منازعات مع الخنازير والسباع، فأخذوا يتجمعون طوائفَ طوائفَ؛ ليتَّقوا ضرر هذه الحيوانات الوحشية، وابتنوا لهم أخصاصًا صغيرة، وشرعوا يصطادون الحيوانات، ويتخذون جلودها ثيابًا يلبَسونها، ثم اختار كل واحد منهم لنفسه امرأة، وعاش معها معيشة خصوصية، فتولد منهما أولاد، ولداعبة الآباء مع أبنائهم خف توحُّشُهم ولان جانبهم؛ فهذا أصل الائتلاف والتأنسات والجمعيات البشرية، ثم ائتلف الجار بالجار، وانقطعت عداوةُ كلٍّ لصاحبه، وكانوا أولًا يقضون أغراضهم بالإشارة بالأصابع إلى الأشياء، ثم اخترعوا للسهولة بعض أسماء للأشياء مصادفة، ثم ألَّفوا لغةً خشنةً يستعملونها في إفادة بعضهم بعضًا ما في ضميره.
-
الناس قبل ظهور الناس كانوا ينضجون ما احتاج إلى النضج بحرارة الشمس، فكانوا ينضجون فيها لحوم الصيد، فنزل برق من السماء ذات يوم، فأحرق بعض أشياء دفعة واحدة، فالناس الذين عرفوا منفعة النار عوضًا عن أن يطفئوها لم يتفكروا إلا في حفظها، فكل إنسان أخذ منها في خصِّه شيئًا لاستعماله في إنضاج مأكولاته، ثم بنوا بعد ذلك مدنًا، واقتسموا الأرض بلا مساواة، بل أخذ الذين لهم قوة وشجاعة أكثرَ من غيرهم، وجعلوا أنفسهم ملوكًا، وأكرهوا غيرهم على طاعتهم، وبنوا لهم قلاعًا وحصونًا لأجل إبعاد هجوم من جاورهم وإغاراتهم.
-
لما اختلفت الفلاسفة في الطرق التي يُتوصل بها إلى معرفة الحقيقة قال أبيقور: إن أعظم طريقة توصل إلى ذلك هي الحواس؛ إذ بها تميز الصحيح من الباطل.
-
إن الذهن في مبدئه لم يكن فيه تصور شيء، بل كان كلوح خالٍ لا شيء به، فلما تكونت الجوارح الجسمانية تواردت عليه المعارف تدريجًا بوساطة الحواس، فصار قابلًا للتفكر في الأشياء الغائبة، ولا مانع من كونه يخطئ؛ حيث إنه يتصور الغائب حاضرًا، بل ربما تصور ما لا وجود له بخلاف الحواس؛ فإنها لا تدرِك إلا الأشياءَ الحاضرة حال حضورها، فلذلك لا تخطئ أبدًا في وجود الأشياء.
-
الفضيلة هي أقوى الطرق إلى معيشة الإنسان سعيدًا؛ لأنه لا شيء أحلى من كون الإنسان يعيش على مقتضى الحكمة والصلاح، ولا يعمل ما يُلام عليه، ولا يُحس في نفسه بإصابة الذنب، ولا يؤذي أحدًا، ويصنع الجميل مهما أمكن، دون أن يهمل من واجبات الحياة شيئًا.
-
الشم والحر والصوت والنور وغيرها من الأوصاف المحسوسة ليست مجرد إدراك للروح.
-
إن اللذة منتهي أغراض الناس بأفعالهم.
-
إن معرفة الإثم بداية الخلاص.
-
الناس بلا تفكير، بل قل: إنهم حمقى للغاية، فبعضهم يجبر نفسه على الموت خوفًا من الموت!
-
ليس سعيدًا كلُّ من لا يعتقد أن ما في حوزته ثروةً عظيمةً حتى ولو كان سيد العالم بأسْرِه.
-
يجب قبل أن تفكر مليًّا فيما تأكله وتشربه أن تفكر فيمن تأكل وتشرب معهم؛ لأن وليمة دسمة الطعام عديمة الصديق أشبه بحياة الأسد أو الذئب.
-
الغضب الجامح يولد الجنون.
-
فكِّر مليًّا في الموت.
-
أعزِزْ شخصًا رفيع الخلق وضعه أبدًا بنصب عينيك كما لو كان يراقبك حيًّا، ونظِّم جميع شئونك كما لو كان يراها.
إبيكتيتيس
-
الحر يحيا كما يختار، لا أحد شرير بدون خسارة أو عقوبة.
-
هناك طريق واحد يفضي إلى السعادة؛ ذلك هو الكف عن التوجس من أشياء لا سيطرة لإرادتنا عليها.
-
العقل ينظم الأمور، فيجب ألا يترك من غير تنظيم.
-
لقد وجدت أن نصيبَ الإنسان من السعادة يتوقف في الغالب على رغبته الصادقة في أن يكون سعيدًا.
-
قل لنفسك أولًا ما ترغب لنفسك أن تكون، ثم افعل ما لا مفر لك من فعله.
-
من كان شقيًا في حياته فلا يَنُح باللائمة على أحد؛ إذ هو السبب في شقاء نفسه؛ لأن الله لم يخلق الناس إلا ليكونوا سعداء.
-
من لم يكن سعيدًا في الحياة فعليه تَبِعة بؤسه. وإني دائمًا أرضى بما يقع لي من حوادثَ؛ لاعتقادي أن الله لا يريد بالإنسان شرًّا.
-
التعليم يبقى في شبابه ولو للشيخ.
-
التعليم هو الملكية التي لا يمكن أن يسلُبَها أحد من الرجال.
-
إني قانع بما قسم الله لي؛ لأني أعتقد أن ما قدَّره لي إنما هو خير مما أقدِّره لنفسي.
-
إن الله قد حررني وأنا أعرف وصاياه، فليس في استطاعة إنسان أن يأسِرَني.
-
اعلم عن يقين أن حوادث الحياة لا تكترث بك؛ لأنها مهما تكن ففي استطاعتك أن تستخدمها بشرف.
-
إذا كان لا بد من الموت فهل أموت حزينًا؟ وإذا كان المقدور يريد أن يضعني في الأغلال أفلا بد من الألم؟ وإذ جاء المقدور فلا بد من أسْر الروح.
-
لا بد من الموت، فهل يا ترى أموت حزينًا باكيًا! وهَبْ أنه قُضي عليَّ بالحبس والقيود، أفأزيد مصيبتي فأنادي بالويل والثُّبور! أو قُضي عليَّ بالنفي، فهل مَن يمنعني من الذهاب إلى منفاي قرير العين مستريح البال؟ وقد تقولون: ولكننا نسجنك؛ فاعلموا أن في استطاعتكم سجنَ هذا الجسد، أما العقل نفسه فإنه لأضْيَقُ ذرعًا من أن يُقبض عليه.
-
إن خير خدمة تخدم بها وطنك هي ألا تقتصر على بناء القصور الفخمة، بل تناوَلْ نفوس مواطنيك فتبنيها. وإنه خير النفوس الكبيرة أن تأوي إلى الأكواخ من أن يختبئ العبيد في مخادع القصور.
-
ارفع عينيك إلى الله، وقل: استعملني كما تشاء، إني منك، وعقلي عقلك، فلا أرفض شيئًا تريده، فقُدْني إلى حيث تريد، وألبِسْني اللِّباس الذي تختاره.
-
لا تتألم بمخالفة غيرك لمقتضى الطبع؛ لأنك لم تولد لتشارك الناس في سيئاتهم، بل في حسناتهم، فإذا رأيت أحدًا أساء فتعِس، فاعلم أن من أحسن فلنفسه، ومن أساء فعليها، وأن الله خلق الناس للسعادة لا للشقاء.
-
أيها الإنسان، ألَا تتحمل أخاك الذي أبوه الله! وهو وأنت من جملة واحدة ومحتِدٍ واحد؟ وإن رفعتك الأقدار إلى منزلة عالية أفتجعل نفسك طاغية عنيدًا!
إبيمينيديس
-
يلزم الإنسانَ ألا يرتكب إلا ما يليق بحاله ولا يعصي الحكام والقضاة.
-
الناس في غفلة عظيمة لأنهم لم ينظروا في العواقب.
أتالوس
-
إنه لممَّا يَزيد سرورَ المرء أن يتخذ له صديقًا أكثر من أن يحتفظ بصداقة صديق، تمامًا كما يكون سرور الفنان حين يلون أكثرَ منه حين ينتهي من التلوين.
أثينيوس
-
إنهم يعيشون ليأكلوا، أما هو (أي سقراط) فيأكل ليعيش.
أراتوس
-
إنما نحن أيضًا من نسله.
أرخيميديس
-
أوريكا! (أي: وجدتها).
-
أعطوني فقط نقطة ثابتة أقف عليها وأنا أحرك الأرض.
أرستوفانيس
-
كما نعرِّض أحيانًا قضيبًا معوجًّا للنار لنقوِّم اعوجاجه، يعرِّضنا الله لنيران الحزن والأسى؛ ليقوِّم نفوسنا، ويزيد استقامتها واعتدالها.
-
ولكنه كان سهلًا هناك وسهلًا هنا (الضفادع، سطر ٨٢).
-
إن الطفولة المبكرة هي خير سن تُغرس فيها أسسُ الحياة الشريفة، فالشجرة إن لم تُتعهد صغيرةً، اعوجت وتعذَّر تقويمها وهي كبيرة.
-
لا يليق بالشعراء أن يعيِّروا بعضهم بعضًا كبائعات الخبز!
-
ما الشيخوخة إلا طفولة أخرى.
-
عسير عليك أن تسيِّر الخمخم في خط مستقيم.
-
ما الكلمة إلا حكمة الأنبياء وحماقة الكثير من العقلاء.
-
العقلاء يتعلمون الكثير من أعدائهم.
أرستيبوس
-
ذات يوم بصق الملك دينيس في وجه أرستيبوس، فاستصعب ذلك الأمرَ بعضُ من كان بالمجلس، فضحك أرستيبوس وقال: «إن الصياد يتحمل مشقة الصيد حتى يبتلَّ بالبحر لصيد سمكة صغيرة، فكيف لا أتحمل ريق الملك لصيد الحوت الكبير؟»
-
قيل لأرستيبوس: إن معلمك كان كريمًا شريف النفس لا يطلب من أحد شيئًا، فقال: شتَّانِ بين حالي وحاله؛ حيث إن سائر أمراء مدينة أثينا وأعيانها كانوا يفتخرون بإرسالهم لمعلمي سقراط جميعَ ما يحتاج؛ حتى إنه كان كثيرًا ما يردُّ أكثر ما يُهدى إليه، ويستغني ببعض، أما أنا فهيهات أن يأتيني ملك دنيء يتذكرني بإعطاء ما أتقوت به، ويطلب مني عليه أن أعلمه!»
-
أرسل بعض الناس والده إلى أرستيبوس ليعلمه، وطلب منه أن يعتني بتعليمه، فطلب منه أرستيبوس خمسين درهمًا، فاستعظم ذلك أبو الغلام وقال: كيف أدفع خمسين مع أني يمكن أن أشتري بها مملوكًا؟ فقال له أرستيبوس: اذهب واشترِ بها مملوكًا؛ ليكمل لك خادمان …!
-
اتفق ذات يوم أنْ ركب أرستيبوس البحر في سفينة، فأخبره بعض الناس أن السفينة التي هو فيها سفينة لصوص السفن، فعند ذلك أخرج جميع ما معه من الدراهم، وأظهر أنه يعُدُّها، وتركها تتساقط في البحر، ثم تنهَّد حتى كأنها سقطت منه بلا قصد، وقال بصوت لا يسمعه إلا من دنا منه: «كَوني أخسَرُ أموالي أَولى لي من أن أخسر نفسي بسبب الأموال!»
-
كان أرستيبوس ماشيًا وعبدُه خلفه، فظهر له أن العبد لا يسرع مثله في المشي؛ لثِقَل ما يحمله من الدراهم، فقال له: «ألْقِ منها ما لا تستطيع حمْلَه، ولا تحمل منها إلا ما تطيق حمله.»
-
كان أرستيبوس حين يُلام على تبذيره وسَرَفه في المأكولات الفاخرة يقول: «إن كانت المآكل اللذيذة مذمومةً، فلِمَ كثرت الولائم في المواسم والأعياد الدينية؟»
-
عيَّر أفلاطون أرستيبوس أنه في أرغد عيش وأطيب معيشة، فأجابه أرستيبوس بقوله: «أترى الملك دينيس من خيار الناس أم لا؟ فقال أفلاطون: هو من خيارهم، فقال: إذا كان كذلك أفليس أكثر مني تنعُّمًا؟! وهل الترفُّه والتنعم يُخرجان المرء عن خير الصلاح؟»
-
اتفق أن ديوجينيس كان ذات يوم يغسل بعض حشائش، على عادته، فبينما هو كذلك إذ مرَّ به أرستيبوس، فقال له ديوجينيس: «لو أمكنك أن تقنع بمثل تلك الحشائش ما اضطررت للذهاب للملوك، وسمعت منهم ما يلذ لك»، فقال أرستيبوس: «وأنت لو عرَفت صناعة مجالسة الملوك لبغِضت هذه الحشائش.»
-
ذات يوم أحضر الملك دينيس أمام أرستيبوس ثلاثَ نساء متبرجات، وقال له: «اختر منهن من تستحسنها»، فأخذهن جميعًا، ثم قال للملك: «إن الانتخاب منهن لا تؤمن عاقبته، أمَا تعلَمُ ما حلَّ بباريس، ابن الملك، من المصائب المتتابعة بسبب تفضيل بعض النساء على بعض! فإنْ أنا اخترت منهن واحدةً لنفْع نفسي، ضرتني الاثنتان بأزيدَ مما انتفعت به. ثم سار بهن إلى مجاز داره وردَّهن فورًا.
-
سأل دينيس أرستيبوس: «لأي شيء ترى الفلاسفة دائمًا يترددون عند الملوك، ولا تجد أحدًا من الملوك يذهب إلى الفلاسفة؟ فقال له: «وجه ذلك أن الفلاسفة يفهمون ما يحتاجون إليه؛ بخلاف الملوك فإنهم لا يعرفون ما تحتاج إليه أنفسهم.»
-
مِن أظرفِ الأشياء الاقتصادُ في متمنيات الأنفس.
-
دخل أرستيبوس ذات يوم عند معشوقته ومعه أحد تلامذته، فخجِل ذلك التلميذ واستحى، فلما أحس أرستيبوس منه بذلك قال له: «يا صاحبي، لا يسوغ الخجلُ عند دخول هذه المَحالِّ، إنما يسوغ إذا لم يمكن الخروج منها.»
-
تخاصم أرستيبوس ذات يوم وصديق له، فأعرض كل منهما عن صاحبه، فذهب أرستيبوس إلى صديقه وقال له: «هل لنا في الصلح؟ أتريد أن جميع الناس يسخرون منا حتى المتطفلين يضحكون علينا أصحاب الولائم؟» فقال له الصديق: «الصلح بغيتي وعين مرامي.» فقال أرستيبوس: لا تنس أني أنا الذي بحثت عن الصلح وطلبته منك، مع أني أكبر منك سنًا!»
-
أقام دينيس الملك وليمةً عظيمة، ثم أمر الحاضرين أن يلبسوا ثيابًا طويلة نظيفة، ويرقصوا وسط الديوان، فامتنع أفلاطون من ذلك وقال: إني رجلٌ ولا يليق في أن ألبَسَ ثياب النساء.» أما أرستيبوس فتقدم ولم يتوقف، وأخذ يرقص بتلك الثياب وقال جهارًا: «إن الناس يرقصون في عيد بكخوس، ولا يدنِّسهم ذلك إلا إذا كانوا مدنَّسين بشيء آخر.»
-
ترجَّى أرستيبوس دينيس لبعض أصدقائه، فرده الملك ولم يقبل رجاءه، فخرَّ أرستيبوس على قدمَي الملك وقبَّلهما، فاستصعب ذلك بعضُ من كان في المجلس ونسبوه إلى الرذالة، فقال أرستيبوس: «لا لوم في ذلك عليَّ، إنما اللوم على الملك؛ حيث وضع أذنيه في قدميه.»
-
اتفق ذات يوم أن أحد الناس أخذ يسبُّ أرستيبوس ويذمُّه بحضرته، فتركه أرستيبوس وذهب، فذهب خلفه وقال له: لماذا تذهب يا قبيح؟ فقال له أرستيبوس: «أنت رجل قادر على السب، وأنا لست مأذونًا بسماعه.»
-
كان أرستيبوس مسافرًا في البحر إلى مدينة كورنثة، فخرجت ريح عاصفة، فحصل له خوف شديد، وأشفق من الهلاك، فسخِر منه جميعُ ما كان بالسفينة ولاموه وقالوا له: نحن مع جهلنا لم ننزعج أصلًا وأنت من عظماء الفلاسفة! فما هذا الوجل والخوف؟ فقال: «نفسي وأنفسكم ليست على حد سواء، بل شتَّانِ بين ما أخسره وبين ما تخسرونه!»
-
سُئل أرستيبوس عن الفرق بين العالم والجاهل، فقال: جرِّدوهما عن الثياب وأرسلوهما لمن لا يعرفهما، فإنه يميِّز كلًّا منهما بمجرد رؤيته لهما!
-
اتصاف الإنسان بشدة الفقر أَولى وأحسن من اتصافه بالجهل.
-
ذات يوم أعطى دينيس الملك أفلاطون كتابًا، وأعطى أرستيبوس دراهم، فذمَّ جماعةٌ أرستيبوس على عطيته ولاموه، فقال: «أنا محتاج للدراهم، وأفلاطون محتاج للكتب.»
-
يحكى أن أرستيبوس طلب من الملك دينارًا فقال له الملك: «سبق لك أن أخبرتني أن الحكماء لا يحتاجون للدراهم، فقال له أرستيبوس: أعطني أولًا الدراهم، وبعد ذلك نتكلم في هذا الأمر»، فأعطاه الملك إياها، فقال له أرستيبوس: «أمَا ترى الآن أني غير محتاج الدراهم؟»
-
أكثر أرستيبوس الذَّهابَ إلى مدينة سيراكوزة، فسأله الملك دينيس عن سبب ذلك، فقال له أرستيبوس: «آتي لأعطيك ما عندي وأستعوض عنه ما عندك.»
-
قيل لأرستيبوس: «لِمَ تركت الذهاب إلى سقراط بذَهابك إلى الملك؟» قال: «لما كنت بحاجة إلى الحكمة كنت أذهب إلى سقراط، والآن حاجتي إلى الدراهم، فأذهب إلى دنيس الملك.»
-
رأى أرستيبوس ذات يوم شابًّا مسرورًا معجبًا بتعلُّمه السباحة في البحر فقال له: «ألا تستحي من الافتخار بشيء يسير؛ فإن الدلفين تفوقك في هذا الأمر.»
-
سُئل أرستيبوس عما اكتسبه من الفلسفة فقال: «اكتسبت أني أتكلم مع جميع العالم كما أريد.»
-
اتصاف الإنسان بشدة الفقر أولى وأحسن من اتصافه بالجهل؛ لأن الفقير لم يفقد إلا الدراهم؛ بخلاف الجاهل فإنه فقدَ الإنسانية!
-
إن الله خلق الكون وأدار له ظهره.
-
قال له أحد الناس: «ما الذي تفوقون به، أيها الفلاسفة، غيرَكم؟» فقال أرستيبوس: «هو أنه لو ذهبت القوانين بالكلية لأمكننا أن نستمر على سَننٍ مستقيمة وطريق واحدة.»
-
لا تعتنِ بأحبابك إلا على حسب مراتب احتاجك إليهم.
-
الحكيم لا ينبغي له ارتكابُ ما لا يليق لعارضٍ طرأ عليه.
-
إن الحرية والاسترقاق والغنى والفقر والشرف والخسة لا تمنع الحظوظ والمبسطات.
-
لا ينبغي للحكيم أن يبغض أحدًا، بل الأَولى له تعليمُ الناس ما ينتفعون به.
-
ليست المحبة إلا خيالاتٍ باطلة؛ لأنها لا تنعقد بين الحمقى.
-
الحكيم مكتفٍ بنفسه، غنيٌّ عن غيره، ولا حاجة له إلى صاحبه.
-
اتفق أن دينيس الملك كان في نفسه شيء من أرستيبوس، فلما وصل إليه الطعام وتهيئوا للأكل أمره الملك دينيس أن يجلس في المحل الأخير، فلم يتأثر من ذلك ولم يغضب، وقال للملك: يخيَّل إلي أنك أردت أن تشرِّف بي هذا الموضع!
-
لا ينبغي للحكيم أن يلقي بيده إلى التهلكة لأجل حفظ وطنه؛ فإن الدنيا كلها وطنه.
أرسطو (أرسطاطاليس)
-
الحسد حسدان: محمود ومذموم؛ فالمحمود أن ترى عالمًا فتشتهي أن تكون مثله، أو زاهدًا مثل فعله، والمذموم أن ترى عالمًا أو فاضلًا فتشتهي أن يموت!
-
المرأة كالوردة … تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها.
-
أفضل ما يعمله الإنسان التمرن على الفضائل والعيشة الصالحة.
-
ليكن ما تكتب مِن خير ما يُقرأ، وما تحفظ من خير ما يُكتب.
-
قيل لأرسطو: ما أحسن ما حمله الإنسان؟ قال: السكوت.
-
إذا كانت الشهوة فوق القدرة كان هلاك النفس دون بلوغها.
-
رَوْم نقل الطباع من ذوى الأطماع شديد الامتناع.
-
نفوس الحيوان أغراض لحوادث الزمان.
-
إذا تجردت اللطائف من الشكوك اكتسبت الصورة رونقًا.
-
الألفاظ المنطقية مضرة بذوي الجهل لنُبوِّ إحساسهم عن دركها.
-
تعاقُب أيام الزمان مفسَدةٌ لأحوال الحيوان …
-
الزمان ينشئ ويلاشي، ففَناءُ كل قوم سببٌ لكون قوم آخرين.
-
يسيرٌ من ضياء الحسن خيرٌ من كثير مِن درس الحكمة.
-
من علم أن الكون والفساد يتعاقبان الأشياء، لم يحزُن لورود الفجائع؛ لعلمه أنه من كونها، وهان ذلك عليه لعجز الكل عن رفع ذلك.
-
النفوس المتجوهرة تأبى مقارنة الذلة، وترى فناءها في ذلك حياتَها، والنفس الدنيئة بالضد من ذلك.
-
ترْكُ حركات الفلك تحتل الكائنات على جهاتها.
-
باعتدال الأمزجة وتَساوي الإحساس يفرَّق بين الأشياء وأضدادها.
-
من لم يُرِدْك لنفسه فهو النائي عنك وإن تباعدت أنت عنه.
-
من علم أن الفناء مسئول على كونه هانت عليه المصائب.
-
العيان شاهدٌ لنفسه، والأخبار يدخل عليها الزيادة والنقصان، فأولى ما أخذ ما دل على نفسه بالنظر.
-
قد يفسُد العضو لصلاح الاعتناء كالكي والعضُد اللذين هما يُفسدان الأعضاء.
-
مباينة المتكلف المطبوع كمباينة الحقِّ الباطل.
-
الرجاء تمنٍّ، والشك توقُّف، وهما الأمل.
-
عِلل الأفهام أشدُّ من علل الأجسام.
-
من تخلَّى عن الظلم بظاهر أمره وغفت جوارحه، وكان مساكنًا بحواسِّه، فهو ظالم.
-
من يجعل الفكر في موضع البديهة فقد أضر بخاطره، وكذلك من جعل البدعة موضع الفكر.
-
مباعدة الجواهر أبعد من التنائي بمباعدة الأجسام.
-
إذا لم تنصرف عن النفس شهواتُها ومرادها، فحياتها موت ووجودها عدم.
-
الفرق بين الحلم والعجز أن الحلم لا يكون إلا عن قدرة، والعجز لا يكون إلا عن ضعف، فليس للعاجز أن يتسمى باسم الحليم وهو عاجز.
-
النفس الذليلة لا تجد ألم الهوان، والنفس الكريمة ترى الأشياء بطبعها.
-
الجاهل لا يحلو عنده طعم، بل يجد له ثِقَلًا كما يثقُل على المريض الأدويةُ النافعة ويحلو له في فمه غيرُ طعمها.
-
ليس جمال ظاهر الإنسان مما يُستدل به على حُسن فعله وفضله.
-
إذا كان البناء على غير قواعد، كان الفساد أقربَ إليه من الصلاح.
-
أقرب القُرب مودَّاتُ القلوب وإن تباعدت الأقسام، وأبعد البعد تنافُر القلوب وإن تقربت الأجسام.
-
لا يجد لذةَ الحياة من لا يجد لشهوته دراكًا ولا لأمر دراكه تصرفًا.
-
من نظر بعين العقل ورأى عواقب الأمور قبل مواردها، لم يجزع لحلولها.
-
لحوق البُغية صعب، وأعجز العجز من لم يهِنْ عزمه في طلب الغاية.
-
لا برح الفضل بترك الذم ثم التناهي في المدح.
-
من قصُر عن أخذ لذَّاته عدِمها، وعدِم صحة جسمه.
-
من لم يرفع قدره عن قدر الجاهل رفع الجاهلُ قدرَه عليه.
-
من أفنى مدَّته في جمع المال خوفَ العدم (الفقر) فقد أسلم نفسه إلى العدم.
-
الذي لا يعلم بعلَّته لا يصل إلى بُرئه.
-
حلول الفناء في عظيمًا الأمور كحلوله في صغيرها.
-
قبيح بذي الجودة أن يفارقه الجود؛ لأنهما إذا اعتدلا كانا كشيء واحد ويحق بهما اسمان.
-
العاقل لا يساكن شهوة الطبع لعلمه بزوالها، والجاهل يظن أنها باقية وهو باقٍ، فذاك يشقى بعقله، وهذا ينعم بجهله.
-
بالصبر على مُضي الرئاسة تنال شرف النفاسة.
-
إن الحكيم تريه الحكمةُ أن فوق علمه علمًا؛ فهو يتواضع لتلك الزيادة، والجاهل يظن أنه قد تناهي فيسقط بجهله وتمقته النفوس.
-
وقد رأى غلامًا حسن الوجه فاستنطقه فلم يجد عنده علمًا، فقال: «نعم البيت لو كان فيه ساكن.»
-
إذا تجوهرت النفس الفلسفية لحِقت بالعالم العلوي، فلا تسكن إلى الهمم الترابية.
-
الكَلال والمِلال يتعاقبان الأجسامَ لضعف الجسم لا لضعف آلة الحس.
-
الدنيا تطعم أولادها وتأكل مولودها.
-
إذا كانت الأشياء فاعلةً بالطبع لم تُحمد على فعلها؛ لأن الشمس لا تُحمد على حرارتها ولا على ضوئها.
-
الجبن ذِلَّة كامنة في نفس الجبان، فإذا خلا بنفسه أظهر شجاعة.
-
الغلبة بطبع الحياة، والمسالمة بطبع الموت، والنفس لا تحب أن تموت؛ فلذلك تحب أخْذَ الأشياء بالغلبة.
-
الإنسان شبح روحاني ذو عقل غريزي لا ما تراه العيون من ظاهر الصورة.
-
الظلم من طبع النفس، إنما يصدها عن ذلك خلَّتان، خلة دينية وخلة دنيوية؛ خوفَ الانتقام.
-
ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك؛ ولدك وعبدك وزوجتك، فسبب صلاحهم التعدي عليهم.
-
كل ما له أول تدعو الضرورة إلى أن يكون له آخر.
-
النفوس المجوهرة تترك الشهواتِ البهيميةَ طبعًا لا خوفًا.
-
مَن أَثرى من العدم افتقر من الكرم.
-
لا يلام الإنسان في ترك الجواب إذا سُئل حتى يتبين أن السائل قد أحسن السؤال؛ لأن حُسن السؤال سبيل وعلة إلى حسن الجواب.
-
أساس الفضائل خضوع الشهوات لحكم العقل.
-
من ذاق حلاوة عمل، صبَر على مرارة طرقه.
-
إن الحَسود يأكل نفسه كما يأكل الصدأ الحديد.
-
عين العذراء الفاضلة تريك نفسَك والعالم.
-
العلم خير زاد للشيخوخة.
-
قال أرسطو: «لا فقرَ أفقرُ من الجهل، ولا وحشَ أوحشُ من العُجب، ولا صاحبَ أكبرُ من الشوري.»
-
العلم حلية في الرخاء وعون في الشدة.
-
الجاهل يؤكد، والعالم يشك، والعاقل يتروى.
-
سُئل أرسطو: «كم يَفضُل المتعلمون على غير المتعلمين؟ فقال: «مقدار ما يَفضُل الأحياء على الأموات!»
-
العلم حلية في الرخاء وعون في الشدة. العلم خير زاد للشيخوخة.
-
العدل هو إعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه.
-
المطعم والمشرب إذا كثُرا على المعدة أطفأا نارها، فجرَت الأغذية في البدن غير نضجه، فصار ذلك نقصًا للبدن يورث الفترة؛ كالشجرة إذا كثر ماؤها عفنت، وإن قل جفَّت، وكالسراج إذا قلَّ دهنُه أو كثُر انطفأ!
-
إن السعادة في الحكمة، ولا سعيد في الدنيا إلا العاقل الحكيم.
-
سُئل أرسطو: «ماذا يفيد الكاذبون؟» فقال: «عدم تصديق الناس لهم إذا صدقوا.»
-
أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه.
-
الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب.
-
من رفض الديانة والشريعة واطَّرح مخافةَ الله، استحق الرفض والاطِّراح من كل أحد.
-
علل الأفهام أشدُّ من علل الأجسام.
-
من استعمل الفكر في موضع البديهة فقد أضرَّ بخاطره، وكذلك مستعمل البديهة في موضع الفكر.
-
إذا لم تتجرد الأفعال كان الإحسان إساءة.
-
ليس تغيرٌ مثل الأطفال التي تَرِد غير مطبوعة، فإنها أشد انتقالًا من الريح الهبوب.
-
أتعب الناس من قصُرت مقدرته واتسعت مروءته.
-
أعظم الناس محنةً من قل ماله وعظُم مجده، ولا مال لمن كثُر ماله وقلَّ مجده …
-
من لم يقدر على الفضائل فلتكن فضائله ترْكَ الرذائل.
-
تخليد الذكر في الكتب عمر لا يبلى، وهو كل يوم جديد.
-
أعجز العجز من قدر على أن يزيل العجز عن نفسه فلم يفعل.
-
اصطبار العقلاء ضدُّ تمنِّي الجهلاء، فالحاجة التي فيها نُكْر العاقل، عليها يحسده الجاهل.
-
لا غنَى لمن ملكه الطبع فاستولت عليه الأماني.
-
النفس الشريفة ترى الموت بقاءً لدرك النفس في أماكن البقاء، فهذه حال يعجز الخلق عن دركها.
-
من كان غذاؤه الأماني، مات دون بلوغ مراده.
-
إذا كان سقم النفس بالجهل كان الموت شفاءها.
-
كره ما لا بد من كونِه عجزٌ في صحة العقل.
-
إننا نواسي الأرواح من كرور الأيام، فما بالنا نعافُ رجوعَها إلى أماكنها.
-
اللطائف سماوية، والكشائف أرضية، وكل عنصر هو عائد إلى عنصره الأول.
-
الزيادة في الحد نقص في المحدود.
-
بإنفاذ سهم الحزم تُدرَك صحة العزم.
-
أواخر حركات الفلك كأوائلها، وإنشاء العالم كتلاشيه في الحقيقة لا في الحس.
-
أعظم ما على النفوس إعظام ذوي الدناءة.
-
عدم الغنى من النفس أشدُّ من عدم الغنى من اليد والملك.
-
الحيوان كله معتل، وليس من السياسة شكوى بعض إلى بعض.
-
النظر في عواقب الأشياء يَزيد في حقائقها، والعشق عمى الحس عن درك الروية.
-
آخر إفراط التوقي أول موارد الحزن.
-
إذا أردت أن يطيعك العالم أجمع، أَطِع العقل.
-
الحكومة الشعبية هي بلا ريب أعدلُ الحكومات وأكثرها رحمةً وبرًّا بالمواطنين.
-
أحسن الكلام ما صدق فيه قائلُه وانتفع به سامعه.
-
ليس جمال الإنسان بنافع له إذا كان ميتَ الحس من العلم.
-
قالت جماعة لأرسطو: لأي شيء تميل أنفسنا للجمال دون غيره؟ فقال: سؤالكم عن هذا يدل على أنكم كالعُميان الذين لا يبصرون شيئًا.
-
سُئل أرسطو: أي الرسل أحرى بالنُّجْح؟ فقال: من جُمِع له مع العقل الجمال.
-
إن صديقي هو أنا.
-
متى كان الناس أصدقاء فلا حاجة إلى العدل، ولكن متى كانوا عادلين كانوا في افتقار إلى الصداقة.
-
أفضل وأقصر طريق يكفُل لك أن تعيش في هذه الدنيا موفورَ الكرامة؛ أن يكون ما تُبطِنه في نفسك كالذي يظهر منك للناس.
-
كل فضيلة وسط بين رذيلتين؛ الإفراط والتفريط، فالشجاعة وسط بين التهور والجبن، والكرم وسط بين الشرف والبخل، والعفة بين الفجور والخمود.
-
إذا تجوهرت النفوس الفلسفية لَحِقت بالعالم العلوي، فلا تسكن إلى الهموم الترابية ولا يعترضها زَلل.
-
لسنا نمنع عن الائتلاف بالأرواح، وإنما نمنع عن اجتماع الأجسام؛ فإن ذلك من طبائع البهائم.
-
الرجاء تمنٍّ، والشك توقف، وهما أصل الأمل.
-
مباينة التكلف للمطبوع كمباينة الحق للباطل.
-
من علم أن الفناء مستولٍ على كونه هانت عليه المصائب.
-
العيان شاهد لنفسه، والأخبار تدخل عليها الزيادة والنقصان، فأَولى ما أُخذ ما كان دليلًا على نفسه.
-
مَن أَثْرى من العدم افتقر من الكرم.
-
قيل لأرسطو: كيف تعارض أستاذك أفلاطون؟ فقال: أحب أستاذي أفلاطون، ولكني أحب الحقَّ أكثرَ من أفلاطون.
-
من لازم السكوت فإنه اختار ذلك؛ إما بالجهل أو بالعلم، فإن سكت بعلم، فقد نطق بصدق، وإن سكت بجهل فكأنه كذب.
-
يا أصدقائي، ليس هناك أصدقاء.
-
العرفان بالجميل … دَين يجب أن يُدفع، ولكن ليس من حق أحد أن يطالب به.
-
المرأة … طائر جميل … تقتله الأقفاص.
-
لا فقرَ أفقرُ من الجهل، ولا وحشةَ أوحشُ من العُجب، ولا صاحبَ أكيسُ من الشورى.
-
ليس جمال الإنسان بنافع له إذا كان ميتَّ الحس من العلم.
-
أحسن الكلام ما صدق فيه قائلُه وانتفع به سامعُه.
-
بالصبر على مضض السياسة يُنال شرف الرياسة.
-
إن الرجل ليس رجلًا بلا وطن.
-
من نصائح أرسطو للإسكندر: «لا تترك الحق … لأنك متى تركت الحق … فإنك لا تتركه إلا إلى الباطل. ومهما تترك الصواب فإنما تتركه إلى الخطأ.
-
إذا لم تتجرد الأفعال من الذم كان الإحسان إساءة.
-
التنائي بمباعدة الجواهر أبعدُ من التنائي بمباعدة الأجسام.
-
الكلام والملال يتعاقبان على الأجسام لضعف آلة الجسم، لا لضعف آلة الحس.
-
الدنيا تطعم أولادها وتأكل مولودها.
-
إذا كانت الأشياء فاعلةً بالطبع لم تُحمد على فعلها؛ لأن الشمس لا تُحمد على حرارتها وضوئها.
-
النظر إلى ما يكره الإنسانُ يُسقم القلب.
-
الجبن ذِلَّة كامنة في نفس الجبان، فإذا خلا أظهر الشجاعة.
-
من أفنى مدَّةً في جمع المال خوفَ العدم، فقد أسلم نفسه للعدم.
-
إذا كان سَقَم النفس بالحياة كان الموت شفاءها.
-
الذي لا يعلم بقلبه لا يصل إلى بُرئه.
-
اعتدى أحد الجهلاء مرةً، وهو في حضرة أرسطو، على تلميذ من تلامذته، فلم يصفح عنه التلميذ، وردَّ له العدوان مضاعَفًا، فلما أنَّب أرسطو تلميذه على ذلك، قال: «كيف تلومني وهو البادئ في الاعتداء؟ هذا إلى أنه رجل جاهل وأنا عالم؟» فأجابه أرسطو في هدوء: «إني ألومك فعلًا لأنك عالم، والعالم يعرف الجاهل؛ إذ سبق له أنْ كان جاهلًا، أما الجاهل فإنه لا يعرف العالم؛ لأنه لم يكن قطُّ عالمًا قبل ذلك!»
-
حلول الفناء في عظيم الأمور كحلوله في صغيرها.
-
من كان همَّه الأكلُ والشرب والنكاح فهو بطبع البهائم؛ لأنه لو خلَّى بينها وبين ما تريد لم تفعل غير ذلك.
-
تغير الأفعال التي هي غير مطبوعة أشدُّ انقلابًا من الريح الهبوب.
-
أتعب الناس من بعُدت همتُه، واتسعت معرفته، وضاقت مقدرته.
-
أعظم الناس محنةً مَن قل ماله وعظُم مجده.
-
بالغريزة يتعلق الأدب، لا بتقادُم السن.
-
الائتلاف بالجواهر قبل الائتلاف بالأجسام.
-
إذا لم يعش بالمال أبناء الجنس، ويقتل به أعداء النفس، فما يصنع بالأعراض؟
-
إن صديقي هو أنا.
-
أقبح الظلم حسَدُك لعبدك الذي تُنعم عليه.
-
أيام الحياة لا خوف فيها، كما أن أيام المصائب لا بقاء فيها.
-
الأيام لا تُديم الفرح ولا التَّرح، والأسف على الماضي تضييع للعمر لا غير.
-
العشق ضرورة داخلة على النفس، والإنسان جاهل بتلك الضرورة.
-
كلما أظهرت الأيام قناةً، عمِل الإنسانُ لها على حسب الطاقة سنانًا.
-
ليس من الحزم قتلُ النفوس في طلب الشهوات، بل في درك العلم العلوي.
-
خوف وقوع المكروه قبل تناهي المدة خَوْر في الطبع.
-
من لم يقدر على فعل الفضائل فلتكن فضيلته ترْك الرذائل.
-
تخليد الذكر في الكتب عمرٌ لا يَبيد، وهو في كل يوم جديد.
-
أعجزُ العجَزة من قدر أن يزيل العجز عن نفسه فلم يفعل.
-
استنصار العقلاء ضدٌّ لتمني الجهل، والحال التي يأنف منها العاقل يحسده عليها الجاهل.
-
لا غنَى لمن ملكه الطمع واستولت عليه الأماني!
-
كُرورُ الأيام أحلام، وغذاؤها أسقام وآلام!
-
الحيوان كله متقلب، وليس من السياسة شكوى بعض إلى بعض.
-
النفس الشريفة ترى الموت بقاءً لدركها في أماكن البقاء، وهذه حال يعجِز الخلق عن ركوبها.
-
العاقل لا يسكن شهوة الطبع لعلمه بزوالها، والجاهل يظن أنها خالدة له وهو باقٍ عليها، فهذا يشقى بعقله، وهذا ينعم بجهله.
-
بالصبر على مضض السياسة يُنال شرف الرياسة.
-
الظلم من طبع النفس، وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين؛ إما علة دينية لخوفه معادًا، أو علة سياسية لخوفه السيف.
-
عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل.
-
ثلاثة إن لم تظلهم ظلموك: ولدك وعبدك وزوجتك، فسبب صلاح حالهم التعدي عليهم.
-
إذا كانت الشهوة فوق القدرة كان هلاك الجسم دون بلوغ الشهوة.
-
نفوس الحيوان أغراضٌ لحوادث الزمان.
-
من استمرت عليه الحوادث لم يألم بحلولها.
-
إذا تجردت اللطائف من الشكوك اكتسبت الصورة رونقًا وبهاءً.
-
تعاقب أيام الزمان مفسَدة لأحوال الحيوان.
-
الألفاظ المنطقية مضرَّة بذوي الجهل لنبوِّ إحساسهم عن دركها.
-
الزمان ينشئ ويلاشي، ففناء كل قوم سبب لكون قوم آخرين.
-
يسيرٌ من ضياء الحس خير من كثير مِن حِفظ الحكمة.
-
من علم أن الكون والفساد يتعاقبان على الأشياء لم يحزُن لورود الفجائع؛ لعلمه أنه من كونها، وهان ذلك عليه، لعجز الكل عن دفع ذلك.
-
ترك حركات الفلك تحيل الكائنات على جهاتها.
-
النفوس المتجوهرة تأبى مقارنة الذلة، وترى فناءها في ذلك حياتَها، والنفس الدنيئة بضد ذلك.
-
باعتدال الأمزجة وتَساوي أركان الإحساس يفرَّق بين الأشياء وأضدادها.
-
من لم يُرِدْك لنفسه فهو النائي عنك وإن كنت قريبًا منه، ومن يُرِدْك لنفسك فأنت قريب منه وإن تباعدت عنه.
-
الزيادة في الحد نقص في المحدود.
-
ليس جمال الإنسان بنافع له إذا كان ميت الحس من العلم.
-
أقرب القُرْب مودَّات القلوب وإن تباعدت الأجسام، وأبعدُ البُعد تنافر التداني.
-
إذا كان البناء على غير قواعد كان الفساد إليه أقرب من الصلاح.
-
بإنقاذ سهم الحزم تُدرك صحة الحزم.
-
الأشكال لاحقة بأشكالها، كما أن الأضداد مباينة لأضدادها.
-
لا يجد لذةَ الحياة من لا يجد لشهواته دركًا ولأمره تصرفًا.
-
أواخر حركات الفلك كأوائلها، وإنشاء العالم كتلاشيه في الحقيقة لا بالحس.
-
من نظر بعين عقله ورأى عواقب الأمور قبل مواردها، لم يجزع لحلولها.
-
لُحوق البُغية في نيل الشهوات صعب، وأعجز العجَزة من لم يُهِنْ عزمَه في طلب الغاية.
-
أول دَرَج الفضل ترْك الذم، ثم التناهي في المدح.
-
مَن قصر عن أخذ لذَّاته عدِمها وعدِم صحة جسمه.
-
من غذته الأماني مات دون بلوغ الغاية.
-
كره ما لا بد من كونه عجزٌ في صحة العقل.
-
إذا كان تلاشي الأرواح من كُرور الأيام، فما بالنا نعافُ رجوعها إلى أماكنها.
-
اللطائف سماوية، والكشائف أرضية، وكل عنصر عائد إلى عنصره الأول.
-
النظر في عواقب الأشياء يزهِّد في حقائقها، والعشق عمى الحس عن درك رؤية المعشوق.
-
الغلبة بطبع الحياة، والمسألة بطبع الموت، فكما أن النفس لا تحب الموت فكذلك تُحَب الأشياء بالغلبة لا بالمسألة.
-
الإنسان شبح نور روحاني ذو عقل غريزي، لا ما تراه العيون من ظاهر الصورة.
-
كان أرسطو دائمًا يقول: «إن الموت والحياة سواء.» فقال له أحدهم: «ما دام الأمر كذلك، فلِمَ لا تقتل نفسك؟» فأجاب أرسطو قائلًا: «قلت إنهما متساويان، فلِمَ أفضِّل الموت على الحياة؟»
-
النفوس البهيمية تألف مُساكنة الأجسام الترابية؛ فلذلك يصعب عليها مفارقةُ أجسامها، والنفوس الصافية بضد ذلك.
-
إن الحكيم تُريه الحكمةُ أن فوق علمه علمًا؛ فهو يتواضع لتلك الزيادة، والجاهل يظن أنه قد تناهى فيسقط بجهله، وتمقته النفوس.
-
آخر التوقي أولُ موارد الخوف.
-
كلُّ ما له أول تدعو الضرورة إلى أن له آخرًا.
-
النفوس المتجوهرة تترك الشهوات البهيمية طبعًا لا خوفًا.
-
إذا لم تنصرف النفوس عن شهواتها ومرادها، فحياتها موت، ووجودها عدم.
-
الفرق بين الحلم والعجز أن الحلم لا يكون إلا عن قدرة، والعجز لا يكون إلا عن ضعف، فليس للعاجز أن يتسمى باسم الحليم وهو عاجز.
-
على قدر بصيرة العقل يرى الإنسان الأشياء؛ فالعقل البصير يرى الأشياء على حقائقها، والنفس اللئيمة ترى الأشياء بطبعها.
-
عين العذراء الفاضلة تُريك نفسك والعالم.
-
لا تصنع الطبيعة النساء إلا عندما تعجِز عن صنع الرجال!
-
النفس الذليلة لا تجد ألم الهوان، والنفس العزيزة يؤثِّر فيها يسيرُ الكلام.
-
موت النفس حياتها، وعدمها وجودُها؛ لأنها تلحق بعالمها.
-
على قدر الهِمَم تكون الهموم.
-
الحس قبل المحَس، والعقل قبل المعقول.
-
إن أصول الأشياء الطبيعية ثلاثة: العدم والمادة والصورة.
-
المادة هي ما ليست جوهر ذلك الشيء ولا امتداده ولا عرضه ولا نوع آخر من الأمور الوجودية العارضة له.
-
المادة هي مبدأ تركيب الأشياء ومنتهى تغييراتها.
-
الأجرام الأرضية مركبة من أربعة عناصر؛ هي: التراب والماء والهواء والنار.
-
إن الشرف ارتكاب ما يشرف.
-
الأموال ليست مرغوبة لنفسها، فهي سبب شقاء لمن كنَزَها وخاف إنفاقها، فمن أراد أن تكون أمواله نافعة فلينفقها ويتوسع بها؛ فليس في ذات الأموال سعادة أبدًا.
-
السعادة هي أعمال العقل الحسنى، وسلوك طريق الفضائل.
-
إن أشرف أعمال العقل تأمُّله في الكائنات، وبحثه عن أحوال الموجودات، وعن الأفلاك والكواكب وسائر الأشياء الطبيعية؛ خصوصًا الموجود الأوَّلي الأزلي.
-
لا يمكن الإنسان أن يحصِّل السعادة كلها إلا إذا رُزِق ما يكفيه.
-
سعادة المرء تصدر عن ثلاثة أشياء: الكمالات العقلية كسداد الرأي وحسن التدبير والضغط، والكمالات البدنية كالجمال والقوة واعتدال المزاج، والكمالات الدنيوية كالغنى وطيب الأصل.
-
الصلاح وحده لا يكفي سعادة المرء، بل لا بد من كمالات الجسم والمعيشة.
-
الحكيم يشقى بأحد سببين: إما الآلام، وإما الاحتياج للمال.
-
المحبة ثلاثة أقسام: أحدها شفقة القرابة، وثانيها الميل للإلف، وثالثها محبة الإحسان.
-
الاعتناء بالعلوم الأدبية يعين على التمسك بالفضائل كثيرًا.
-
اتفق أنْ تصدَّق أرسطو على شرير فلاموه على ذلك فقال: «إنما تصدقت عليه لكونه من الآحاد لا لكونه شريرًا.»
-
العلم للروح كالنور للعين.
-
سُئل أرسطو: ما أسرع الأشياء محوًا من الذهن؟ فقال: «المعارف وفِعل الجميل وشكره.»
-
سُئل أرسطو عن الآمال فقال: كالهوس الذي يراه النائم.
-
أهدى ديوجينيس لأرسطو تينةً، فنظر أرسطو في نفسه أنه إنْ ردَّها سخِر به ديوجينيس الذي كان كثير الهزل، فأخذها وقال مبتسمًا: «ضيع ديوجينيس تينته ولم يفُز بمقصوده من عطيته!»
-
يلزم الأطفال ثلاثةُ أشياء: عقل ورياضة وتلمذة.
-
العلوم زينة في العز وملجأ في الشدة.
-
التراجيديا محاكاة لحدثٍ جِدِّي، ولما كانت كذلك ذات حجم وكاملة في ذاتها، وبها أحداث تثير الإشفاق والخوف، فإنها تظهر بها مثل هذه العواطف.
-
سمع أرسطو رجلًا يفتخر بكونه من مدينة عظيمة فقال له: الأولى لك الافتخار بتأهُّلك لهذا الوطن العظيم.»
-
يوجد أناس منهمكون في جمع الأموال مع الحرص كأنهم لا يموتون أبدًا، وآخرون يسرفون فيها كأنهم يموتون غدًا.
-
سُئل أرسطو: ما الحبيب؟ فقال: «روح في جسمين.»
-
سأل أرسطو جماعة: بِمَ نعامل أصدقاءنا؟ فقال: «بما تحبون أن يعاملوكم به!»
-
قال جماعة لأرسطو: لأي شيء تميل أنفسنا؛ أللجمال دون غيره؟ فقال: «سؤالكم عن هذا يدلني على أنكم كالعُميان الذين لا يبصرون شيئًا!»
-
سُئل أرسطو عن السبب الذي يقدم التلميذ في المعارف فقال: «يُلزم نفسه دائمًا مساواةَ مَن تقدَّم عليه، ولا ينتظر أن يلحقه مَن دونه.»
-
الإنسان بطبيعته حيوان سياسي (السياسة ١: ٢: ٩–٢٥٢ (ب)).
-
إما حيوان وإما إله.
-
سُئل أرسطو عما اكتسبه من الفلسفة فقال: «هو عملي بالاختيار ما لا يعمله غيري إلا بالخوف من الشرائع.»
-
كتب أرسطو إلى الإسكندر: «أذمُّ إليك الدنيا الآخذة ما تعطي، السالبةَ ما تكسو، تسد بالأراذل مكان الأفاضل، وبالعَجْزة مكان الخدمة، تجد في كلٍّ حلفًا، وترضى بكلٍّ من كلٍّ بدلًا، تسكن دار كل قرن قرنًا، وتطعم سعي كلِّ قوم قومًا، مَن سقته مِن عذب حلاوتها كأسًا، جرَعتْه من غبِّ مرارتها انتكاسًا!»
-
قيل لأرسطو: «ما الفضل بين الأديب وغير الأديب؟» فقال: «الفضل الذي بين الحي والميت.»
-
قيل لأرسطو: أخبرَني عنك ثقةٌ بما هو شر، قال: «الثقة لا ينمُّ.»
-
سُئل أرسطو: أي شيء أصعب على الإنسان؟ فقال: «السكوت.»
-
سُئل أرسطو: أي الحيوان أحسن؟ فقال: «الإنسان المزين بالأدب.»
-
شهود الواقعة بغير سلاح أصلحُ من توسط جماعة بغير فَهم.
-
سُئل أرسطو: أي شيء ينبغي للفاضل أن يقتنيه؟ فقال: «الأشياء التي إذا غرِقت به سفينتُه نجت معه.»
-
الأدب يُكسب الأغنياء زينة، والفقراء معاشًا يعيشون به عيشَ الأحرار.
-
الحُسن رديء لصاحبه، جيدٌ لغيره.
-
العقل عقلان: مطبوع ومسموع.
-
إذا تعلم الجاهل شيئًا من الأدب استحال ذلك الأدبُ فيه جهلًا، كما يستحيل طيب الطعام إذا خالط جوف المريض داءً.
-
من عَدِم العقل لم يزده السلطان عزًّا، ومن عدم القناعة لم يزده المال غنًى، ومن عدم الإيمان لم تزدْه الرواية فقهًا.
-
الإنسان بلا عقل كالتمثال بلا روح.
-
الحزن مَدهَشة للعقل، ومَقطَعة للحيلة، فإذا ورد على العاقل مكروه يحتاج إلى الحيلة فيه، قمَع الحزنَ بالحزم، وأوقع العقل في الاحتيال.
-
الكلال والملال يتعاقبان الأجسام لضعف الجسم لا لضعف آلة الحس.
-
لا يُعَد الملك الكذوب ملِكًا.
-
السعادة خير النفس، وهي لا تنحدر من عالم المصادفة، بل تحصل وتنمو بالعناية والتعليم، فنحن نحب الخير والفضيلة والدرس والسرور والجمال؛ لأنها، على ما نظن، أسبابُ السعادة، ولا نحب السعادة لأن فيها تلك الأشياء!
-
بُعدُ الأدب من أن يلتحم بالجاهل كبُعد النار من أن تشتعل في الماء!
-
العالم الذي لا يعمل يقلُّ عنا علمُه كما يقل عنا مالُ المكثر البخيل!
-
الكذاب يفتضح بذات فيه.
-
يجدر بنا أن ندفع دَينًا لمدائن أفضل من أن نجودَ على قرين.
-
القليل مع قلة الهم أهنأ من الكثير ذي التَّبِعة.
-
من منع المال سبيلَ الحمد أورثه من لا يحمَده.
-
إذا دخلت الموعظة أذن الجاهل مرت من الأذن الأخرى.
-
حياة الفاجر فضيحة الدهر.
-
الأحمق لا يُحِس بألم الحُمْق المستقر في قلبه، كما لا يحس السكران بألم الشوكة التي تدخل في يده ورجله!
-
ظاهر العتاب خير من مكتوم الحقد.
-
ضربة الناصح خير من تحية الشانئ.
-
التواضع يزيد في الشرف، والفخر يؤدي إلى الخمول.
-
قُرب الهَرَم من الموت كقرب الثمرة اليانعة عند هبوب الريح من السقوط.
-
مانع الحق في الشدة أعذر من مانع الفضل في الرخاء.
-
ينبغي للعاقل أن يداري الزمان مداراةَ السابح للماء الجاري.
-
لا تغتبطنَّ بسلطانٍ غير عادل، ولا بغنًى من غير خل، ولا ببلاغة من غير صدق منطق، ولا بجود من غير إصابة موضع، ولا بحسن عمل في غير خشية.
-
العقل الغريزي من باطن الإنسان بموضع عروق الشجرة من الأرض، والعقل المكتسب بالتأديب من ظاهره بمنزلة مكان الشجرة من فروعها.
-
العقل المنفعل من العقل الفاعل هو الذي يدور من العقل الخلاق «الله».
-
قوت الأجساد المطعم، وقوت العقول الحِكَم، فإذا فقدت العقول الحكمة ماتت موتَ الأجساد عند فَقْد الطعام.
-
المعلم الرفيق يربي المتعلم بصغار العلم قبل كباره، كما تربي الوالدة ولدها بالرضاع قبل الطعام.
-
من كفر النعمة استوجب السلب وحُرِم المزيد.
-
إن كل شيء يأتي عليه الدهر فيخلق أثرَه ويُميت ذِكره؛ إلا ما رسخ في القلوب من الذكر الحسن يتوارثه الأقارب.
-
ما فوق القمر غير قابل للفناء؛ لأنه نور محض.
-
العاقل لا يجزع من جفاء الولاة إياه، وتقريبِهم للجهَّال دونه؛ لعلمه بأن الأقسام لم توضع على قدْر الأخطار.
-
يظهر من صلاح الصالح وإن جهد في كتمانه مثلُ ما يسطع من ريح المسك وإن كان مكتومًا.
-
لما خلق الله العدل الذي جعله سبيل العروج إلى جنانه، عارضه الشيطان بالتقصير والإفراط؛ فجعله سبيلًا إلى جهنم.
-
المخدوع في جنب الخادع سعيد.
-
لو أن لسانًا صادقًا أمر جبلًا أن يزول لزال من مكان إلى مكان!
-
الحكيم الصالح لا يخادع أحدًا، والعاقل الكامل لا يخدعه أحد.
-
ينبغي للمرء أن تكون ثقته في الشدائد بإخوانه وذوي قرابته، وفي العهد والذمة بأهل الصدق، وفي المسكن بالمرأة الصالحة، وعند الموت بما قدَّم من الحسنات.
-
لا فقرَ أفقرُ من الجهل، ولا وحشةَ أوحشُ من العُجب، ولا صاحبَ أكيسُ من الشورى.
-
المشاورة تخلِّص الرأي من السَّقَط كما تخلص النارُ الذهبَ من الكير.
-
تقريب الولاة للعلماء أزين لهم من اللباس والمراكب؛ لأن هذه لا تزيِّنهم إلا عند من عاينهم، فأما زينة العلماء إياهم فعند من عاينهم، ومن سمع بذكرهم في حياتهم وبعد مماتهم.
-
من رجا الكُرماء أُدرك.
-
نفس العاقل تنقُل الصخر مع العقلاء أشدُّ اغتباطًا منها بالأكل والشرب مع السفهاء؛ لعلمها بعاقبة الصنفين.
-
نصيحة العاقل مبذولة للعامة، وسرُّه مكتوم إلا من الخاصة.
-
إعظام الفاجر تقوية له على الفجور، ومسألة اللئيم مَهانة للعرض، وتفهيم الجاهل زيادة له في الجهل، وتعليم الأبله إبطال العمر، واصطناع الجميل مع الكَفور إضاعة للنعمة، فإذا همَمتَ بشيء من ذلك فعليك بارتياد المواضع قبل الإقدام بالعمل.
-
قالت الروم: لا عيب على الملك إذا بخل على نفسه مع سخائه على رعيته! وقالت الهند: صواب أن يبخل الملك على نفسه وعلى رعيته! وقالت الفرس: يجب أن يكون الملك سخيًّا على نفسه وعلى رعيته. وأجمعوا جميعًا أن سخاءه على نفسه مع بخله على رعيته عيب.
-
الفصاحة أسس الفضائح.
-
أي ملك جعل دينه خادمًا لملكه فملكه وبالٌ عليه!
-
أي ملك جاوز سرُّه وزيرَه فهو في حد ضعفاء السوقة.
-
سرعة الغضب من أخلاق السباع والصبيان.
-
كثرة الجماع تُنهِك العمرَ وتنقص البدن.
-
أصلح نفسك لنفسك.
-
وقال أرسطو للإسكندر: «كن رحيمًا من غير أن تكون رحمتك فسادًا.»
-
اعتبِر بمن مضى قبلك، ولا تكن عبرةً لمن يأتي بعدك!
-
لا تقطع كلام من يحدِّثك؛ فإنه خارج عن خصال الأدب.
-
قال أرسطو للإسكندر: «إذا فرضت لجندك ديةً فلا تفرض لمن لا تعرف والده، ومن وُلد على العبودية؛ فإن الناس يقاتلون بالحمية والأنفة.»
-
قال أرسطو للإسكندر: «يا إسكندر، لا يكوننَّ لجائزتك حد؛ فإن ذلك أبسطُ للأمل فيك.»
-
وقال: «يا إسكندر، اعمُرْ ما خَرِب مما أنشأه مَن تقدَّمك يعمُرْ ما تبنيه من يتْبعك.»
-
قال أرسطو للإسكندر: «تفقَّدْ أمر عدوك قبل أن يطول باعه، وارْتُق الفَتق قبل أن يتجاوز اتساعُه، وإذا أنشأت حدثًا فيقِّظها، وإذا أشعلت نارًا فألهِبْها! يا إسكندر، إذا ظفِرت بقوم فإياك وأن تبسُطَ غضبك فيهم؛ فإن أكثرهم الضعفاء منهم بُرآء من الجناية! يا إسكندر، اعلم أن من السُّنة العادلة ألا تغيِّر من كان على السُّنة، ولا تحارب من كان متمسكًا بحبلها! يا إسكندر، أجْرِ الحكم على الخاصة والعامة.»
-
الحاكم شريكُ من ولَّاه.
-
لا يكوننَّ جليسك إلا من تثق به.
-
قل من لم تصرعْه الشهوات.
-
ادفع عن دينك بملكك.
-
صيِّرْ دنياك وقايةً لأخراك.
-
العلم زينة الملوك.
-
لا فخر فيما يزول، ولا غنَى فيما لا يثبت.
-
توخَّ حمْدَ الناس؛ فإن مدحهم أطول عمرًا منك.
-
اجعل العقاب بين ناظرَيك، وفكِّر فيما وهب الله لك من النعم.
-
اقنع تَغْنَ.
-
لا تكلَّبْ على الدنيا؛ فإنك قليل البقاء فيها.
-
قال أرسطو للإسكندر: «دافِعْ عن ذوى البيوتات وإن تضعضعتْ حالهم؛ فإن أسلافهم فخر لهم. يا إسكندر، كفاك شرفًا أن تميل إليك أبناء الملوك.»
-
عجيب من استقر قلبه في الدنيا وهي دائمة التصدم.
-
أي ملك تطاول على جنده وقوَّاده فلن يأمن الحتف.
-
أي ملك ضيع الصغير من أمره لم يسلَمْ من كبيره.
-
اللَّجاج عَطَب الملوك.
-
أي ملك عرَف خطأ رأيه ثم تمادى فيه، فهو مغيرٌ على نفسه، سارٌّ لأعدائه.
-
أي ملك مدَح مَن تقدمه من الملوك الممدوحين، وكفَّ عن الازدراء بالمذمومين؛ تعقَّبه مَن بعده بمثل ذاك.
-
أي ملك نظر للأقوياء وأهمل أمر الضعفاء، كان مثله كمثل صاحب البستان الذي يصرف الماء إلى الشجرة الرَّوَاء، ويحرِم الشجر العِطاش إياه.
-
لا تبيتن على غير وصية.
-
قال أرسطو للإسكندر: «في سياسة الحرب أجْرِ الرزق على ولد الشهيد، ومن جُرح بوجهه فكافِئْه بجائزة، ومن جُرح في ظهره فوبِّخه بالكلام فقط، ومن بطلت له في الحرب جارحة، فقد وجب عليك رزقُه بقيةَ عمره، ولا تقدِّمنَّ في الحرب حدَثًا؛ فإن حب الحياة يمنعه عن اللقاء، ولا شيخًا فانيًا؛ فإن البرودة والرطوبة يمنعانه من الحمية، ولا من كان له مال جسيم؛ فإن حب ماله يمنعه من اللقاء، ولا تقدِّمْ عبدًا ولا من وُلد على العبودية؛ فإنه لا أنفةَ له! قدِّم أهل الحمية والحسب ومن له أول في الغلبة؛ فإنه يحامي على ذلك. قدِّم أصحاب المِرَّة السوداء؛ فإنهم أصْبَرُ عن غيرهم. امنع أصحابك أن يجلبوا في الحرب؛ فإن الجلبة تنقص التعبئة. استكثر من الكمين، واجعل في كل كمين رَجَّاله؛ فإن الرجَّالة حصن الحرب. وإذا صعُبت عليك الحرب فعوِّل على المكيدة؛ فإنها فاضحة للحرب. وإذا ظفِرْتَ فاحذر كلَّ الحذر؛ فإن النَّكبة بعد الظفر كالنكسة بعد البُرء من المرض! لا تقتل صريعًا، ولا تتْبَع منهزمًا أكثر من ليلة. وامنع أن يظهر في عسكرك الفجورُ والسكر؛ فإنهما مفتاح الوهن. ودافِعْ شغب الجند؛ فإن نارهم شديدة الوهج.
-
شاوِرْ بالليل؛ فإن الفكر فيه أشدُّ اجتماعًا منه بالنهار.
-
المشاورة بالليل بابُ من يحرِمك البخت.
-
مع أن كليهما، أي أفلاطون والصدق، عزيزان عندي، فإنه من واجبي أن أفضِّل الصدق.
-
الإنسان بطبيعته حيوان مدني.
-
الحق واضح في نفسه، وإنما يخفى علينا لآفة في عقولنا؛ كالشمس النيرة لا يُبصرها الخفاش لآفة في بصره!
-
الدنيا دول، والملْك عاريَّة يقلبها يد الملك بالذل لأهل العز، والعزِّ لأهل الذل!
-
كن حلوًا مُرًّا قريبًا بعيدًا، لا تلِنْ كلَّ اللين فيُطمع فيك، ولا تشتدَّ كلَّ الشدة فيُنفَر عنك.
-
ليست الشتيمة من أخلاق السراة.
-
ارجع إلى الحق وإن ثقُل عليك.
-
يا إسكندر، عامل الضعيف من أعدائك على أنه أقوى منك، وتفقَّد جندك تفقُّدَ من نزلت به الآفة، فاضطرته إلى المدافعة. ولا ترْجُ السلامة لنفسك حتى تسلَمَ الناس من جورك. ولا تعاقبْ غيرك على شيء ترخِّص فيه لنفسك.
-
الصدق قوام أمر الخلق، والكذب داء لا ينجو من نزل به.
-
من جعل الأجل أمامه أصلح نفسه.
-
من وسخ نفسه أبغضته خاصته.
-
لن يسودَ من يتبع العيوب الباطنة من إخوانه.
-
من تجبَّر على الناس أحب الناس زلته.
-
كقاعدة عامة: يخطئ الناس إذا ما سنحت الفرصة.
-
إنها طبيعة الإنسان، وليست ثروته، التي تجعله محط ثقة الناس.
-
تمت السعادة إلى أهل القناعة.
-
من أفرط في اللوم كره الناسُ حياته.
-
من مات محمودًا كان أحسن حالًا ممن عاش مذمومًا.
-
تتشبث الجماهير بالربح أكثر من المجد.
-
من نازع السلطان مات قبل يومه.
-
لا أحد يخطئ النقائص الناجمة عن الطبيعة.
-
أي ملك نازع السوقة هُتِك شرفه.
-
أي ملك تصدَّى للمحقرات فالموت أكرم له.
-
من أسرف في حب الدنيا مات فقيرًا.
-
الإسراف في الشراب من طباع السِّفلة.
-
من مات قبل حُسَّاده شمتت به.
-
الحكمة شرفُ مَن لا قديم له.
-
الطمع يورث الذلة التي لا تنقضي.
-
اللوم يهدم الشرف ويهدف للتلف.
-
سوء الأدب يهدم ما بنى الأسلاف.
-
الجهل شر الأصحاب.
-
بذل الوجه للناس هو الموت الأكبر.
-
احتمال الرجاء أصعب من احتمال البلاء.
-
لأن الحكمة لا تشغل نفسها بما سيجعل المرء سعيدًا.
-
الزمن يحل كل المشاكل ويجعلها قديمة.
-
نبتت فكرة الديمقراطية لدى رجال آمنوا بأنهم إذا كانوا متساوين في أية ناحية، فهم متساوون في كل ناحية!
-
لا توجد عبقرية ضخمة فيها مزيج من الجنون.
-
التودد من الضعيف يعدُّ مَلَقًا، ومن القوي يعدُّ تواضعًا وكِبَر همة.
-
يراعي الحَكم العدالةَ والقاضي القانون.
-
الأيام تأتي على كل نفس؛ فتخلق الأفعال، وتمحو الآثار، وتميت الذكر؛ إلا ما رسخ في قلوب الناس من محبة يتوارثها الأعقاب.
-
ما قذْفُك بحجر لغير سبب أشد من قذفك بكلمة لغير معنًى.
-
إذا أردت أن تعرف قوة السلطان العادل على الطباع فانظر في الشرائع؛ فإنك تجد فيها من المزجور والأشياء الشبيهة بالخرافات ما قد صار لسبب الإلف أجلَّ وأقوى في النفس من أن تتعرف حقيقته.
-
الأدب يزين غِنى الغني، ويستر فقر الفقير.
-
الغنى في الغربة وطن، والمقلُّ في أهله غريب.
-
اللذة إنما تُتصور بتوسط الشهوة، والجود بتوسط الكرم، والعز بتوسط الشجاعة.
-
ما زلت أشرب ولا أرتوي حتى عرفت الله … فرَويتُ من غير شرب!
-
الجاهل عدو نفسه، فكيف يكون صديقًا لغيره؟
-
من استحيا من الناس ولم يَستحِ من نفسه، فلا قدْرَ لنفسه عنده.
-
لا ينبغي أن تعمل الشر ابتداءً، ولا مكافأة، ولا على كل حال.
-
سُئل أرسطو: «أي الرسل أحرى بالنُّجح؟» فقال: «من جُمع له مع العقل الجمال.»
-
رأى أرسطو إنسانًا تافهًا يكثر من الأكل والشرب فقال له: «يا هذا ليست زيادة القوة بكثرة الغذاء، ولكن بكثرة ما يُقبل منه!»
-
كلَّم أرسطو رجلًا بكلام طويل جدًّا فقال: «أما أول كلامك فقد نسيتُه لطول عهده، وأما آخره فلم أفهمه لتفاوت أوله.»
-
سُئل أرسطو: لِمَ يوقع الأشرار في الناس؟ فقال: «ليشتغل الناس بما ينسُبونهم إليه عن وصف مساوئهم!»
-
لقد استحسنت قول «لا أدري»؛ حتى أقولها فيما أدري!
-
الآداب أعوان النفس.
-
ليس طلبي لأمل طلبًا في بلوغ ناصيته والاستيلاء على غايته، بل لالتماس ما لا يسع جهله.
-
قال أفلاطون يومًا لأرسطو: «ما الدليل على وحدة الباري؟» فقال: «ليس شيء من خلقه بأدل عليه من شيء أجده!»
-
الذاكرة كاتب الروح.
-
الكون يسيرُ من تلقاء نفسه وبغير عناية عالية.
-
العالم حقيقي، ولكنه غير محكَم التنظيم، وللمصادفات في إدارته نصيب.
-
العقل هو أسمى قوى الإنسان، ولا يوجد في العقل شيء.
-
خارج عن الحواس؛ لأنه وصل إليه بطريقها.
-
إن غاية الخطابة تنبيه الانفعالات الرديئة أو المغايِرة للعقل.
-
السعادة غاية الإنسان.
-
الإنسان كائن اجتماعي بفطرته وأكثر ميلًا للاجتماع من النحل والنمل.
-
إذا كان الإنسان خسيس الأبوين شريف النفس، كان خسة أبويه زائدةً في شرفه، وإذا كان شريف الأبوين خسيس النفس، كان شرف أبويه زائدًا في خسته!
-
الرجل الكريم الخلق هو الذي تتصف أعماله بالحكمة والرزانة في وقت الضيق واليسر، والذي يدرك متى يكون عظيمًا ومتى يكون حقيرًا، فلا النجاح يُدخل السرور إلى قلبه، ولا الفشلُ يملؤه حزنًا. لا يهاب المخاطر ولا يسعى إليها؛ لأن ما يثير اهتمامه من الأمور قليل جدًّا. إنه كاتم سر، قليل الكلام، بطيء فيه؛ بيد أنه يدلي بما عنده في صراحة وجُرأة كلما اقتضت الحال، وله أن يبدي إعجابه متى رأى داعيًا لذلك، وأن يتغاضى عن مساوئ الغير، ولا يتحدث عن نفسه أو غيره. لا يهمه مدْح الناس له أو ذمُّهم إياه، ولا يطلب يد العون من الغير في صغائر الأمور، ولا يمدها إلى أحد.
أريانوس
-
إن ترغب في شيء حسن، فابحث عنه في ذلك.
أريفون
-
حياة بلا صحة ليست حياةً، بل هي موت.
الإسكندر
-
سُئل الإسكندر الأكبر عن أعدائه وأصدقائه، فقال: لقد استفدت من أعدائي أكثرَ مما انتفعت بأصدقائي؛ لأن أعدائي كانوا يعيِّرونني ويكشفون لي عن عيوبي، وبذلك أتنبه إلى الخطأ فأستدركه. أما أصدقائي فإنهم كانوا يزينون لي الخطأ ويشجعونني عليه، فاللهم احفظني من أصدقائي.
-
مر الإسكندر بمدينة قد ملكها غيرُه من الملوك، فقال: «انظروا: هل بقي بها أحد من نسل ملوكها؟» فقالوا: «رجل يسكن المقابر»، فأحضره وسأله عن إقامته هذه، فقال: «أردت أن أميِّزَ عظام الملوك من عظام عبيدهم، فوجدتها سواء!» فقال: «هل تتبعني فأحيي لك شرفك إن كان لك همة؟» فقال: «همتي عظيمة إن أنلتنيها.» فقال: «ما هي؟» قال: «حياة لا موت معها، وشباب لا هَرَم معه، وغنًى لا فقر معه، وسرور لا مكروه فيه!» فقال: «ليس عندي هذا.» فقال: «دعني ألتمسه ممن هو عنده»، فقال: «ما رأيت مثلك حكيمًا.»
-
أفضل أن أفوق غيري في الفضائل على أن أفوق في اتساع الملك والسلطان.
-
لما استولى الإسكندر على ملك دارا — ابن دارا ملك الفرس — وُصفت له بناته فرغب أن يراهن، ثم قال: «يقبح أن نغلب رجالًا مقاتلة، فتغلبنا نساءٌ في حالة أسر!»
-
همَّ الإسكندر بأن يوجه واحدًا من أصحابه إلى الفرس رسولًا، فخاف عليه غدر الفرس به، فقال الرجل: «إن نفسي لَطيبةٌ بأن أُقتل في طاعة الملك.» فقال الإسكندر: «فلذلك يلزمني أيضًا أن أشفق عليك.»
-
رأى الإسكندر الفيلسوف ديوجينيس يومًا في مقبرة فقال له: ماذا تفعل ها هنا؟ قال ديوجينيس: كنت أفتش عن عظام والدك العظيم بين عظام خادمي المسكين، فوجدت كل العظام مختلطةً معًا؛ فلا يميَّز الواحد من الآخر.
-
انتفعت بأعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي … فإن أعدائي كانوا يعيرونني بالخطأ ويتهمونني به، وأصدقائي يزينون لي الخطأ ويشجعونني عليه.
-
لو لم أكن الإسكندر لتمنيت أن أكون ديوجينيس (حياة الإسكندر لبلوطارخوس).
-
أُحضر إلى الإسكندر لص فأمر بصلبه فقال: «أيها الملك، تلصصت وأنا لذلك كاره.» فقال: «وتُصلب وأنت له أشدُّ كراهية!»
-
لام بعض الناس الإسكندر على مباشرته الحرب بنفسه، فقال: «ما من الحق أن يقاتل عني أصحابي، ولا أقاتل أنا عن نفسي!»
-
جلس الإسكندر يومًا للناس، فلم يسأله أحد حاجة، فقال: «لا أعُدُّ هذا اليوم من أيام ملكي!»
-
رأى الإسكندر رجلين من أصحابه تخاصَما، وهتك كلُّ واحد منهما صاحبه، وكانا قبل ذلك متصافيَين، فقال لجلسائه: «ينبغي للرجل إذا آخى مصافيًا ألا يسترسل إليه فيما يَشينه ويتوقى مفاسدته.»
-
نُعي إلى الإسكندر صديق له فقال: «ما يحزنني موتُه كما يحزنني أني لم أبلغ من برِّه ما كان يستحقه مني.»
-
أشار على الإسكندر المقدوني أصحابُه أن يبيِّتَ للفُرس، فقال: «ليس من الإنصاف أن أجعل غَلَبتي سرقة!»
-
حُكم للإسكندر أنه لا يموت إلا بأرضٍ سماؤها ذهب وأرضها حديد، فلما سقط من دابته حُمل على درع وظُلل بتُرس من ذهب، فلما أفاق ورأى ذلك فطِن لما حُكم له، وقال: «قاتل الله المنجِّمين! يقولون ولا يفسرون! فكتب إلى والدته أن اصنعي طعامًا، وادْعي له من لم تُصبه مصيبة، فامتثلَت، فبقي الطعام ولم يأتها أحد، ففطِنت أنه أرسل يعزيها، وقال:
«وما أنا بالمخصوص مِن بين مَن أرىولكن أتتني نوبتي في النوائب» -
لما مات الإسكندر وضعوه في تابوت من ذهب، وحملوه إلى الإسكندرية، وندبه جماعة من الحكماء يومَ موته؛ فقال بطليموس: هذا يوم العبرة، أقبل من شره ما كان مدبرًا، وأدبر من خيره ما كان مقبلًا.
-
وقال ميلاطوس: خرجنا إلى الدنيا جاهلين، وأقمنا فيها غافلين، وفارقناها كارهين!
-
وقال أفلاطون الثاني: أيها الساعي المغتصب، جمعت ما خذلك، وتوليت ما تولى عنك؛ فلزمتك أوزارُه، وعادت إلى غيرك ثمارُه!
-
وقال مسطور: قد كنا بالأمس نقدر على الاستماع ولا نقدر على القول!
-
وقال ثاون: انظروا إلى حلم النائم كيف انقضى، وإلى ظل الغمام كيف انجلى.
-
وقال غيره: ما سافر الإسكندر سفرًا بلا أعوان ولا عُدَّة غير سفره هذا!
-
وقال سواه: لم يؤدبنا بكلامه كما أدبَنا بسكوته.
-
وقال غير هؤلاء: قد كان بالأمس طلعتُه علينا حياة، واليومَ النظرُ إليه سقم!
-
كان إكسينوقراط، الفيلسوف، قنوعًا للغاية، فاتفق أن الإسكندر بعث له جملةً من الدراهم، فلم يأخذ منها إلا ثلاثة، وردَّ الباقي، وقال لحامل الهدية: «إن للإسكندر خلقًا كثيرًا يطعمهم، فيحتاج للدراهم أكثر مني.»
-
أفضِّل أن أفوق غيري في الفضائل على أن أفوق في اتساع الملك والسلطان.
-
لما مات الإسكندر ذو القرنين المقدوني، قال فيليمون الحكيم: هذا يوم عظيم العبر، أقبل من شرِّه ما كان مدبرًا، وأدبر من خيره ما كان مقبلًا، فمن فقد ملكه فليبكِ.
وقال ثاون: صدر عنا إسكندر ناطقًا وقَدِم علينا صامتًا.
وقال أرسطو: قل لرعية إسكندر: هذا يوم ترعى الرعيةُ فيه راعيَها.
وقال فيلون: هل يعزينا على ملكنا من لم تنَلْه مصيبة؟!
وقال غيره: هذه طريق لا بد من سلوكها، فارغبوا في الباقية رغبتَكم في الفانية.
وقال سواه: كفى بهذه عبرة؛ إن بالأمس الذهب كان كنز إسكندر، واليوم أصبح إسكندرُ مكنوزًا بالذهب.
وقال فيلسوف: لا تعجبوا ممن لم يعِظْنا في حياته؛ فقد صار بموته لنا واعظًا.
وقال بعض الحكماء: قد كنا أيها الشخص الجليل بالأمس نقدر على الاستماع منك، ولا نقدر على القول، فهل تسمع الآن ما نقول؟
وقال ديمتريوس الحكيم: يا من كان غضبه الموت، لماذا غضِبت على الموت؟
وقال غيره: أيها الجميع لا تبكوا على من جاز البكاءُ عليه، بل فليَبْكِ كلُّ رجل منكم على نفسه.
وقال البعض: إن كان لا يُبكى على الموت إلا عند حدوثه، فالموت في كل يوم حادث.
وقال آخر: لقد كنت مغبوطًا فأصبحت مرحومًا، ولئن كنت مرتفعًا لقد أصبحت متَّضعًا.
وقيل: كفى العامةَ استواءً بموت الملوك، وكفى الملوكَ عِظةً بموت العامة!
وقيل: ما وعظَنا إسكندر بعظةٍ هي أبلغ من وفاته.
وقيل: لئن كنت بالأمس لا يأمَنُك أحدٌ، لقد أصبحت اليوم لا يخافك أحد!
ولما فرغت الفلاسفة من الكلام قامت زوجة إسكندر فوضعت «روكسندرا» ابنة داريوس ملك العجم، وكانت من أعز الناس إلى إسكندر، فوضعت خدَّها على التابوت وقالت: «ما كنت أحسبك أيها الملك، بعد أن غلبتَ دار الدنيا، أن مُلكَك يُغلَب!» ثم قالت للفلاسفة: «إن كان منطقكم في إسكندر هزؤًا، فقد خلف الكأس التي شربها معكم، فكلكم تشربونها؛ لأنها دَينٌ عليكم، وإن كانت تعزية وندبًا فاستعدوا للجواب والحجة والاعتذار؛ فإنه ذاق ما ستذوقون، وليكن العمل على قدر القول؛ فإنكم غير آمنين!»
-
لما قتل الإسكندر المقدوني ملكَ الهند قال لحكمائه: لِمَ منعتم الملك من الطاعة؟ قالوا: «ليموت كريمًا، ولا يعيش تحت الذل!»
-
انتفعت بأعدائي أكثر مما انتفعت بأحبابي؛ لأن أعدائي كانوا يعيِّرونني لخطأ وينبهوني إليه، وأصدقائي كانوا يزيِّنون لي الخطأ ويشجعونني عليه!
-
حاصر الإسكندر بعض المدن، فتأهبت النساء لمحاربته، فكف عن الحرب وقال: هذا جيش إنْ غلبْناه لم يكن لنا فيه فخر، وإن غلبَنا كانت الفضيحة إلى آخر الدهر!
-
قيل للإسكندر: «بِمَ نِلتَ هذا الملك العظيم على حداثة السن؟ قال: «باستمالة الأعداء، وتفقُّد الأصدقاء؛ وكنت لا أُغفل في عمري شِعر هوميروس الشاعر وقوله: «لا ينبغي للرئيس أن ينام الليل كله!»
-
لما مات الإسكندر الأكبر دُفِن في تابوت من ذهب، فوقف أصحابه يرْثونه … وقال أحدهم: «لقد كنت تكنز الذهب … فأصبحت اليوم يكتنزك الذهب!»
-
إن سيرة السعداء ثلاثة أشياء: الأول معرفة الحق، والثاني فعل الخير، والثالث عدم الآلام التي لا تنبغي.
-
لما حضرت الإسكندرَ المقدوني الوفاةُ كتب إلى أمه أنِ اصنعي طعامًا يحضره الناس ثم تقدَّمي إليهم: ألا يأكلَ منه محزون، ففعلت، فلم يبسُط أحد إليه يده، فقالت: ما لكم لا تأكلون؟ فقالوا: إنكِ تقدَّمتِ إلينا ألا يأكل منه محزون؛ وليس منا إلا من قد أصيب بحميم أو قريب!
فقالت: مات، واللهِ، ابني! وما أوصى إلي بهذا إلا ليعزِّيَني به.
-
ظفِر الإسكندر المقدوني ببعض الملوك، فقال له: «ما أصنع بك؟» قال: «ما يجمُل بالكرام أن يصنعوه إذا ظفروا.» فخلَّى سبيله وردَّه إلى مملكته.
-
أوصى الإسكندر صاحب جيش له فقال: «حبِّب إلى أعدائك الهرب.» قال: «كيف أصنع؟» قال: إذا ثبتوا فجدَّ في قتالهم، فإذا انهزموا فلا تتبعهم.»
-
ليس الموت بألم للنفس بل للجسد.
-
سلطان العقل على باطن العقل أشرُّ تحكمًا من سلطان السيف على ظاهر الأحمق.
-
من الواجب على أهل الحكمة أن يُسرعوا إلى قَبول اعتذار المذنبين، وأن يبطئوا عن التوبة.
-
من كنت تحبُّ الحياة لأجله، فلا تستعظم الموتَ بسببه.
-
العقل لا يأْلَم في طلب معرفة الأشياء، بل الجسد يألم ويسأم.
-
قيل له: إنك تعظِّم مؤدبك أكثرَ من تعظيمك والدك! قال: لأن أبي سبب حياتي الفانية، ومؤدبي هو سبب حياتي الباقية.
-
أغلَظَ للإسكندر رجل من أهل أثينا، فقام إليه بعض قواده ليقابله بالواجب، فقال له الإسكندر: لا تنحطَّ إلى دناءته، ولكن ارفعه إلى شرفك.
-
لام الإسكندرَ بعضُ الناس على مباشرته الحربَ بنفسه، فقال: ما من الحق أن تقاتل عني أصحابي؛ ولا أقاتل أنا عن نفسي.
-
قيل للإسكندر: بِمَ نلت هذا الملك العظيم على حداثة السن؟ قال: باستمالة الأعداء، وتفقُّد الأصدقاء.
-
قيل للإسكندر: أي شيء أنت به أسرُّ مما ملكت؟ فقال: مكافأةُ مَن أحسن إليَّ بأكثرَ من إحسانه، وعفوي عمن أساء بعد قدرتي عليه.
-
سُئل الإسكندر: ما أكبرُ ما شيَّدت به ملكَك؟ قال: ابتداري إلى اصطناع الرجال والإحسان إليهم.
إقرسيبس
-
ركب إقرسيبس البحر، فلما صار إلى اللُّجة قال للملَّاح: كم سَمك لوح هذه السفينة؟ قال: «إصبعان.» فقال: «ليس بيننا وبين الموت إلا إصبعان!»
-
قيل لبعضهم: «ما بال فلان يَخضِب لحيته؟ قال: «يخاف أن يطالَب بحنكة الشيوخ!»
أفلاطون
-
ليس المهم أن نستعيد شبابنا، إنما الأهم أن نحتفظ بنعمة الشباب فتطول أيامها وأيامه.
-
عطية العالم شبيهة بمواهب الله عز وجل؛ لأنها لا تنفَدُ عند الجود بها، ولكنها بكمالها عند مفيدها.
-
إن الكتب هي الأبناء الخالدون الذين يؤلِّهون أجدادهم.
-
أفضل الملوك من بقي بالعدل ذِكرُه، واستملى من أتى بعده فضائله.
-
المرأة بلا محبة … ميتة.
-
الحَسود ظالم ضعفت يدُه عن انتزاع ما حسدك عليه، فلما قصُر عنك بعث إليك تأسُّفَه.
-
قلما تغفر المرأة إساءة المسيء إليها … حتى ولو كانت صغيرة، وأما إحسان المحسن لها … فسريعًا ما تنساه ولا تعود تذكُره.
-
التهذيب أجمل شيء في أحسن إنسان.
-
لو أن الحقيقة صيغت امرأةً جميلة … لأحبها جميعُ الناس.
-
أفضل الأسخياء مَن ملَك فاقته، ولا يسمح فيها بشيء من فضائله.
-
لا تستهِنْ بالمستقبل ولا تُخفه … عالِجْه بالحكمة.
-
الكريم يؤْثِرك بخلوته عن الرئيس، فيذكر له ما وعدك به، والنذل يجتنيها لنفسه.
-
إن التربية هي المدخل إلى العدالة.
-
شاهد فيلسوف الإغريق الكبير أفلاطون ذات يوم شابًّا دميمًا يسبُّ آخر وسيمًا فأمره بالكف عنه وأن يكون أكثر أدبًا وتسامحًا معه، وهنا سأله الشاب الدميم:
هل الأدب والتسامح وقفٌ على بعض الناس دون غيرهم؟
فأجاب أفلاطون: كلا! ولكن يجب على الإنسان أن ينظر إلى وجهه في المرآة، فإن وجده حسنًا لم يخلطه بقبح، وإن وجده قبيحًا لم يجمع بين قبيحين!
-
إن الذي يمدحك بما ليس فيك وهو راضٍ عنك، يذمُّك بما ليس فيك وهو ساخط عليك.
-
الفلسفة هي الموسيقى العليا.
-
لو أن الحقيقة صيغت امرأةً لأحبها جميع الناس.
-
إن الفضيلة والثروة ثقلان في كفتَي ميزان؛ لا يمكن أن ترتفع إحداهما دون أن تنخفض الأخرى.
-
لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده؛ فإن الناس لا يسألون عن مدة العمل وإنما يسألون عن تجويده.
-
العدالة هي الفضيلة التي بها يحدث التوافق والانسجام بين قوى النفس، فلا تبغي إحداها على الأخرى، بل تكون جميعًا في سلام ووئام.
-
ليست الشجاعة إلا صبر النفس على الشدائد.
-
في الخير جمال النفس وطمأنينتها وسعادتها، وفي الشر داؤها وقبحها وضعفها.
-
لا خير في حياة مجردة من الخطأ والزلل.
كان أفلاطون يكرر دائمًا هذا الدعاء
-
«اللهم هبني من لدنك جمال النفس التي تسكن بين جنبَي، واجعل سرِّي مثل علانيتي؛ كي أعرف أن الرجل العظيم هو الرجل الغني. اللهم هبني من لدنك تلك الثروة التي لا يستطيع غير الرجل الذي تغلَّب على نفسه أن يحملها أو يستطيع عليها صبرًا.»
-
قال أفلاطون: «إن الحب رب عظيم قادر، وهو موضع إعجاب الأرباب والناس لدواعٍ كثيرة.»
-
سلَّم الحب في نظر أفلاطون يتألف من سبع درجات تُختصر فيما يلي:
-
(١)
حب الجمال في شكل واحد معين.
-
(٢)
حب الجمال في كل الأشكال الجميلة.
-
(٣)
حب الجمال الروحاني وتفضيله على الجمال الجسماني.
-
(٤)
حب الجمال في المؤسسات والشرائع.
-
(٥)
حب الجمال في العلوم الطبيعية.
-
(٦)
حب الجمال في المثُل التي تكشف عنها الفلسفة.
-
(٧)
حب الجمال المطلق.
-
(٨)
مجابهة وجه الحق الجميل!
-
(١)
-
قيل لأفلاطون: ما الشيء الذي لا يحسُن أن يقال وإن كان حقًّا؟ قال: مدْحُ الإنسان نفسَه!
-
سُئل أفلاطون: لِمَ كلما علمتم أكثر … كانت عنايتكم بالعلم أشد؟ قال: لأننا كلما ازددنا علمًا … ازددنا معرفةً بمنفعة العلم.
-
سُئل أفلاطون يومًا … أي شيء يقدر كل إنسان أن يجود به؟ قال: حبه الخير للناس.
-
قلما تغفر المرأة إساءة المسيء إليها وحتى ولو كانت صغيرة، وأما إحسان المحسن لها … فسريعًا ما تنساه ولا تعود تذكره.
-
قلة الديانة وقلة الأدب وقلة الندامة عند الخطأ وقلة قبول العتاب؛ أمراض لا دواء لها!
-
لا تستوفِ شرائط الأعمال وما يوجبه لها العدل في الأزمان المضطربة، فيضيع سعيك وتُنسب إلى التخلف فيما تعانيه، ولكن ناسبْ بعملك طبيعةَ الزمان؛ ما لم يقدح ذلك في مروءتك ودينك وأخلاقك، فإذا بلغ هذه الثلاثة فخلِّ عما في يدك منها؛ وإلا خسرت من نفسك أكثر مما تربحه في ذات يدك.
-
لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده؛ فإن الناس لا يسألون في كم فرغ، وإنما ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه.
-
لا تفارق طاعة الرأي والصبرَ في كل أمورك؛ فإنك إن لم تحرز الحظ الذي تبغيه كنت قد أحرزت العذر.
-
لا تصحبوا الأشرار؛ فإنهم يمنُّون عليكم بالسلامة منهم.
-
لا تَقسِروا أولادكم على آدابكم؛ فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.
-
إذا أقبلت الدولة خدمت الشهوات العقول، وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات!
-
العفو يُفسد من الخسيس بمقدار ما يصلح من الرفيع.
-
لا تعمل خيرية الرجل حتى يكون صديقًا لمتعاديَين.
-
إذا أقبل الرئيس استجاد الضائع، وإذا أدبر استفزه الأعداء.
-
اتقوا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع.
-
موت الرؤساء أسهل من رياسة السفلة.
-
لا يضبط الكثير من لم يضبط نفسه.
-
إذا أحببت أن يدوم حبك فأحسن أدبك.
-
سئل: بماذا ينتقم الإنسان من عدوه؟ فقال أفلاطون: «أن يتزيد في نفسه فضلًا.»
-
نظر أفلاطون إلى رجل جاهل معجب بنفسه وقال: «وددت أني مثلك في ظنك، وأن أعدائي مثلك في الحقيقة.»
-
قال التلاميذ: كيف نؤدب أنفسنا؟ قال أفلاطون: «كونوا مطيعين، حريصين على طلب الحق والحكمة، مجتهدين مناضلين عن الحق … محبين للصدق، مجادلين عن العلم، عارفين بالأزمنة واختلافها … متكلمين عن أهل الخير … ناظرين بأعينهم وقلوبهم … نظرَ المتواضعين لا المتكبرين … آنفين أنفةَ الآلهة … دارسين دراسةً دائمة للموت الاختياري (والموت الاختياري عند أفلاطون هو إماتة الشهوات).
-
من كتاب الجمهورية لأفلاطون:
«كيف أنت يا سوفوكليس اليوم؟ وكيف ترى مسرات الجنس؟ ألا تزال قادرًا عليها؟
اسكت يا سيدي، إني لفي غبطة لا حد لها؛ إذ أشعر أنني قد تحررت من مخالب هذا السيد المتوحش.
-
سأل بعض الأحداث أفلاطون: «كيف قدرت على كثرة ما تعلم؟» قال: «إني أفنيت من الزيت أكثرَ مما أفنيت أنت من الشراب.»
-
العلم مصباح النفس؛ ينفي عنها ظلمة الجهل، فإذا أمكنك أن تضيف إلى مصباحك مصباحَ غيرِك فافعل.
-
يجلب العلم الكثير من الخطر على الشبان.
-
الغضب كالتابع الرديء الذي يحركك أولًا في مصلحتك، فإن أطعنه حركك في مصلحته.
-
الذي يستعطف الخطيئة إنسان، والذي يندم عليها قِسيس … أما الذي يفخر بها فشيطان.
-
العالَم عالمان: عالم العقل؛ وفيه المُثُل العقلية والصور الروحانية، وعالم الحس؛ وفيه الأشخاص الحية والصور الجسمانية.
-
إن الفضيلة لا تتحقق بعمل واحد فاضل، ولكن لتكون حقيقة ينبغي أن تكون نتيجة لماضٍ عملي طويل.
-
إذا بلغ المرء من الدنيا فوق مقداره تنكَّرت أخلاقه للناس.
-
التقوى رأس النجاح، والتُّقى مفتاح الفضائل.
-
أحسن ما في الأنفة الترفعُ عن معايب الناس، وترك الخضوع لما زاد على الكفاية.
-
إذا أردت أن تعرف طبقتك من الناس فانظر إلى من تحبه لغير علة.
-
الشراب يكشف عن المتصنع ستر التصنع، وكذلك القدرة، فلا تستعمل البطش حيث ينجح القول.
-
الشجاع يختار حُسن الذِّكر على البقاء، والجبان يختار البقاء على حسن الذكر.
-
اعتنوا بقوام البدن؛ فإنه آلة النفس.
-
الصور الحسنة بلا أدب مثل أواني الذهب فيها خل.
-
صيِّر العقل والحق أمامك؛ فإنك لا تزال حرًّا بهما.
-
موقع الصواب من الجهال مثل موقع الجهل من العقلاء.
-
إذا ضاقت حالك فاحذر مشورة الإفلاس؛ فإنه لا يشير بخير.
-
إذا بلغ المرء من الدنيا فوق مقداره تنكرت أخلاقه للناس.
-
لا تصحب الشرير؛ فإن طبعك يسرق منه وأنت لا تدري!
-
طبع المرء أصدقُ صديقٍ له، وليس يتركه لأحد من إخوانه.
-
موت الصالح راحة لنفسه، وموت الطالح راحة للناس.
-
ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارةَ الداء!
-
أضعف الناس مَن ضعُف عن كتمان سره، وأقواهم من قوي على حفظه.
-
ليكن خوفك من تدبيرك على عدوك فوق خوفك من تدبير عدوك عليك.
-
إن العلم الكثير يجلب الخطر على الشبان.
-
حرام على الملك السكر؛ لأنه حارس المملكة، ومن القبيح أن يحتاج الحارس إلى من يحرسه.
-
إذا خدمت ملكًا فلا تلبس ثوبه، ولا تركب دابته، ولا تستخدم من يصلح له … تسلمْ منه.
-
ينبغي للعاقل أن يتخير لمعروفه كما يتخير الأرض الزكيةَ لزرعه.
-
الحُر يرتفع بجميع من عرفه، والنذل يرتفع بنفسه فقط.
-
ينبغي أن يُشفق على أولادنا من أشفقنا عليهم.
-
زمان الجائر من الملوك أقصر من زمان العادل؛ لأن الجائر مفسد، والعادل مصلح، وإفساد الشيء أسرع من إصلاحه.
-
لا يزال الجائر مهملًا حتى يتخطى إلى أركان العمارة ومباني الشريعة، فإذا قصدها قرُبت مدتُه.
-
نهاية جور الجائر أن يقصد من لا يلابسه ولا ينتفع به بالأذى، فمع ذلك ترجى الراحة منه.
-
إنها لقصةٌ بدون بداية.
-
كما تحثُّ الهدايا الآلهة تحث الملوك النبلاء.
-
كل خُلُق من الأخلاق فإنه يكسد عند قوم إلا الأمانة؛ فإنها نافقة عند أصناف الناس، يفضُل بها من كانت فيه؛ حتى إن الآنية إذا لم تجفَّ كانت أكثر ثمنًا من غيرها.
-
أشد الرجال في النعمة على حسب استكانته في المحنة.
-
إذا أُبيح في دولة التحيزُ في القضاة والأطباء، فقد أدبرت وقرُب انحلالها.
-
البخلاء عفوهم عن عظيم الجُرم أسهل عليهم من المكافأة على صغير الآلاء.
-
العلم صبغ النفس، وليس يشرق صبغ الشيء حتى ينظف من أدناسه.
-
إذا نزلت بأحدكم المصيبةُ فليفكر في المصائب العظيمة التي حلَّت بكثير من الناس؛ ليقلَّ همه.
-
العزيز النفس هو الذي لا يَذِل للفاقة.
-
ليكن دعاؤك أن يحرسك الله من أصدقائك؛ لأنك لا تقدر أن تحترس منهم!
-
الأنذال يُطردون بالإيحاش، والأحرار يطردون بفرط التخفي.
-
مادِحُك بما ليس فيك مخاطب لغيرك، وجوابه وثوابه ساقطان عنك.
-
رأي من دونك في المعرفة لك أمثل من رأيك لنفسك؛ لأنه خلوٌ من هواك.
-
المظلوم ينتصف بالعادل، ولا يكاد يستوفي به ممن ظلمه.
-
الحكمة عنوان المطلوبات.
-
اعتنوا بقوام البدن؛ فإنه آلة النفس.
-
الحق أبلج.
-
لو كانت للذهب والفضة فضيلةٌ ما اشتُري بهما النحاس!
-
انظروا لأنفسكم، وحاموا عن قرابتكم.
-
تزينوا بالعدل، والبَسوا ثوب العفاف؛ تفلحوا.
-
إن الكتاب إذا فارق واضعه فلا بد قبل وقوعه إلى من يعرف قدره ويمكنه الانتفاع به من أن يقع في أيدي جهال يستهينون به، ويقذفون واضعه بمنزلة ما ينال الصبي من الشتم واللطم من سفهاء الناس!
-
لا ينبغي للرجل أن يتمني لصديقه الغني فيزهي عليه، ولكن يتمنى أن يساويه في الحال.
-
إذا عاينت الحدث على جُرم فاترك موضوعًا لجحود ذنبه؛ كي لا يحمله المرء على المكابرة.
-
لا تحتقر من الخير قليلًا؛ فإن القليل من الخير كثير.
-
قال أفلاطون لتلامذته: إذا كسِلتم عن التأديب فطرُّوا مجالسكم بغرائب الأحاديث تنشطوا.
-
سأل رجل أفلاطون: بماذا أعرف أني قد صرت حكيمًا؟ قال: «إذا لم تكن بما قضيت من الرأي معجبًا، ولم يستفزك عند الذنب الغضب.»
-
سُئل أفلاطون عن التجارة فقال: «حِرص الرجل على الجمع بالشره وقلة القناعة.»
-
قيل لأفلاطون: من يخدمك؟ قال: «الذين تخدمونهم هم خدمي.»
-
اطلب في الحياة العلم والمال تَحُز الرياسة على الناس؛ لأنهم بين خاص وعام؛ فالخاصة تفضُلك بما تُحسن، والعامة تفضُلك بما تملك.
-
قيل لأفلاطون: كيف ينبغي للرجل أن يصنع لئلا يحتاج؟ فقال: «إن كان غنيًّا فليقتصد، وإن كان فقيرًا فليدمن العمل.»
-
من شكركم على غير معروف أو بر فعاجِلوه بهما؛ وإلا انعكس الحمد فصار ذمًّا.
-
من أثري من الألفاظ في الصغر افتقر من المعاني في الكبر.
-
الحلم استيفاء معنى الوقار وضبط النفس عن الصبر على المكروه أو عن المحبوب.
-
الأشرار يتقربون إلى الملوك بمساوئ الناس، والأخيار يتقربون إليهم بمحاسنهم.
-
طاعة الصبر في النوائب أسهل من الاسترسال إلى الجزع، والاجتلاب من فنونه المؤذية.
-
ارحم ثلاثة: عاقلًا يجري عليه حكم جاهل، وضعيفًا في ملك قوي، وكريمًا يرغب إلى لئيم!
-
ينبغي للعاقل أن يكون مع سلطانه كراكب البحر؛ إن سلم بجسمه من الغرق لا يسلم بقلبه من الحذر.
-
الأشرار يتتبعون مساوئ الناس ويتركون محاسنهم كما يتتبع الذباب الموضع الفاسد من الجسد، ويترك الصحيح منه!
-
لا تستصغر عدوك فيقتحمك المكروهُ من زيادة مقداره على تقديرك فيه.
-
لا تقبلن في الاستخدام إلا شفاعة الأمانة والكفاية.
-
من حسُن صبره على وعدك حسُن صبره على شدائدك.
-
ينبغي للعاقل أن يستعمل فيما يلتمسه الرفقَ ومجانبة الهذر؛ فإن العلقة بهدوئها تلعق من الدم ما لا تلعقه البعوضة باضطرابها وفرط صياحها!
-
إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة؛ لأنه بالاستشارة قد خرج عن معاداتك إلى موالاتك.
-
أقوى ما يكون التصنع في بدئه، وأقوى ما يكون الطبع في آخره.
-
العدل في الشيء صورة واحدة، والجور صور كثيرة، فلهذا سهُل ارتكاب الجور وصعُب العدل، فهما يشبهان الإصابة والخطأ في الرماية، فإن الإصابة تحتاج إلى الارتياض والتعهد، والخطأ لا يحتاج إلى ذلك.
-
الملك كالبحر تستمِد منه الأنهار، فإن كان عذبًا عذُبت، وإن كان ملحًا ملحت.
-
البخيل يسخو مِن عرضه بمقدار ما يبخل به من ماله.
-
لا تُلاحِ الغضبان؛ فإنك تَزيده باللَّجاج، ولا ترده إلى الصواب.
-
لا تفرح بسقطة غيرك؛ فإنك لا تدري كيف تتصرف الأيام بك.
-
إذا عدِم الرجلُ الحياءَ من الفضيحة والصبر على تعب الاكتساب، سهُل عليه السرق.
-
أضرُّ من عاشرته مُطريك ومُغريك، ومن قصَرت همَّتُه عنك.
-
لا تنظرنَّ إلى أحد بالموضع الذي رتبه فيه زمانه، وانظر إليه بقيمته في الحقيقة؛ فإنها مكانه الطبيعي.
-
من تعلم العلم لفضيلته لم يوحِشْه كساده، ومن تعلمه لجدواه انصرف عنه بانصراف الحظ عن أهله إلى ما يكسبه.
-
رأى أفلاطون فتًى ورِث مالًا كثيرًا وضياعًا، فأتلفها فقال: «رأيت الأرضين تبلع الناس، وهذا الإنسان بلع الأرضين!»
-
ما ينقُص من لذات الجسد يزيد في لذة المعرفة.
-
لا تشغل فكرك بما ذهب منك، بل احفظ ما بقي معك.
-
شرف النفس أن تقبل المحبوب والمكروه قبولًا واحدًا.
-
كما أن أول مرقاة من السُّلم انفصالك من الأرض، كذلك أول الخير انفصالك من الشر.
-
الحكمة كالدرِّ في الصَّدف في البحر، فلا يُنال إلا بالغواصين الحِذاق.
-
استعمل الحذر في الطمأنينة والدَّعَة؛ فقلما ينفع الحذر عند ورود الحادثة.
-
أشقى الناس من اهتم بمن يجمع لغيره.
-
لَأن يموتَ الإنسان فيخلف مالًا لعدوه خير من أن يحتاج في حياته إلى أصدقائه.
-
سُئل أفلاطون: ما العشق؟ فقال: «حركة النفس الفارغة لغير فكرة.»
-
لا ينبغي للأديب أن يخاطب من لا أدب له كما لا ينبغي للصاحي أن بنازع السكران.
-
التقوى رأس النجاح، والتقى مفتاح الفضائل.
-
الفجور من خواص الدواب الدنية، وتشوُّهٌ يهلك الأمة.
-
الشهوات ضد الفكر.
-
فارقوا الدنيا وأنتم غير قلقين عليها.
-
لا ينبغي أن يُختار الملك بحق السن بل بحق السجية؛ لأنه قد يكون الشيخ على خلاف ما يجب، والشاب على ما يجب.
-
لكن أول ما يُلتمس من الملك صدق اللسان، فإن في صدق اللسان رغبةَ الراغب ورهبة الراهب.
-
كما أن في الأبنية الكبيرة قد يجيب الصدى وليس هناك شخص، كذلك في الناس من له صورة الإنسان وليس بإنسان!
-
جلس يومًا أفلاطون وتلامذته حوله سوى أرسطو فقال: «لو وجدت مستمعًا لتكلمت.» فقيل له: «أيها الحكيم حولك ألف تلميذ!» قال: «أريد واحدًا كألف!»
-
الفرق بين الحق والعدل أن الحق هو الذي يعطي كل ذي حق حقَّه من ذاته، والعدل هو المعطي كل ذي حق حقه من الحق.
-
من أحسن أن يتصرف مع الزمان ولم يعرفه الزمان، فذاك هو السائس الكامل.
-
لا يقدر على تفريع الفروع إلا من حفِظ الأصول، ولا يعرف لذة الثمرة إلا من ذاقها وعرَف نفعها وفضيلتها.
-
قيل لأفلاطون: متى يتضجر العاقل؟ قال: إذا حملته على مجاورة الجاهل. قيل له: أفلا ينبغي أن يجاور الجاهل؟ قال: بلى، إن أراد رياضة الفكر.
-
الاعتدال في كل شيء واحد، وما جاوز الاعتدال فكثير.
-
محب الشرف هو الذي يتعب نفسه بالنظر في العلم.
-
الملوك ثلاثة: طبيعي واختياري وحسي؛ فالطبيعي هو الذي يصير إليه المُلك من طريق الوراثة، والاختياري هو الذي اختاره الخاصة والعامة، والحسي هو المتغلب الذي يغتصب الملك. وأفضل هؤلاء الثلاثة الاختياري، ثم الطبيعي، ثم الحسي، وإن كان الطبيعي متمسكًا بالحق فهو أفضل الجميع، والحسي وإن كان محقًّا ثالث في المرتبة؛ لأنه غاصب.
-
كون النفس في الجسد واتحادها به كاتحاد نور الشمس بالهواء، فإذا عدِم الهواء نورَ الشمس ذهب ضياؤه، وإذا صادفه استنار كاستنارة الشمس.
-
استوطن أفلاطون بلدًا وبيئًا، فسُئل عن ذلك فقال: «حتى إن لم أمتنع من الشهوات لمضرة النفس امتنعت منها بالضرورة تجنبًا لمضرة البدن.»
-
الجواد هو الذي يعطي بلا مسألة؛ صيانةً للشرف عن المسألة.
-
ليس الملك من ملَك العبيد والعامة، بل ملَك الأحرار، ولا الغنيُّ مَن جمع الأموال، بل من دبر الأموال!
-
لا تحقرن صغيرًا يحتمِل الزيادة.
-
لو لم يكن في الترفه إلا احتمال العادات الرديئة لكان كافيًا.
-
زيادتك كلمةً في مخاطبة الحر أحب إليه من زيادتك درهمًا في أجرته.
-
من فضيلة العلم أنك لا تستطيع أن يخدمك فيه أحد كما يخدمك في سائر الأشياء، وإنما تخدمه بنفسك، ولا يستطيع أحد أن يسلبك إياه كما يسلبك غيره من المقتنيات.
-
إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة، وإحسانك إلى الوغد يحركه على معاودة المسألة.
-
إذا أنكرت من أحد شيئًا فلا تطرحه، وأجِلْ فكرَك في جميع أخلاقه؛ فلكل شخص موهبةٌ من الله عز وجل لا يخلو منها.
-
إذا صادقت رجلًا وجب عليك أن تكون صديق صديقه، ولا يجب عليك أن تكون عدوَّ عدوه؛ لأن هذا إنما يجب على خادمه، ولا يجب على مماثل له.
-
يولد المرء نصف روح، ويأخذ في البحث عن النصف الآخر؛ حتى يقترن بزوجة أو يجد له صديقًا.
-
من سعادة الحدث ألا تتم له فضيلة في رذيلة.
-
العقل يشير على النفس بترك القبيح، فإن لم تقبل منه لم يتركها لأنه ليس فيه غضب، لكنه يريها أصلح فرصة ينبغي أن يفعل ذلك الشيء فيه، وأحمدَ جهةٍ يوجد بها؛ لأنه يعطى الخير دائمًا من توكل به.
-
إذا خدمت حازمًا فأرْضِه في إسخاط حاشيته، وإذا خدمت ضعيفًا فأسخِطْه في رضا أتباعه.
-
التامُّ الحرية من احتمَل جنايات المعروف.
-
إذا طلب المتناظران الحق لم يقتتلا في المناظرة؛ لأن مطلوبهما واحد. وإذا طلبا الغلبة اقتتلا؛ لأن فيهما غلبتين، وكل واحد من الخصمين يطلب أن يجذب صاحبه إلى الغلبة التي فيه.
-
إذا أراد الجائر الإساءة سام الرجلَ ما يعجِز عنه، فإن استعفى حرك الغضب عليه وأطاعه فيه، ومنعه الغضبُ من التفكر في العاقبة، وفي هذا الوقت يحتجب العقل عن النفس، وتكون النفس في تلك الحال كالموضع المظلم الذي قد امتنع من إشراق الشمس عليه!
-
إذا فسد الزمان كسدت الفضائل وضرَّت، ونفَقت الرذائل ونفعت، وكان خوف الموسِر أشد من خوف المعسِر!
-
الأسخياء يشمتون بالبخلاء عند الموت، والبخلاء يشمتون بالأسخياء عند الفقر.
-
لا تمتطِ الأمل والرجاء في كل وقت وحال؛ فإنهما يسوقان الرجلَ في أكثر الأمر إلى المكروه بسهولة.
-
الغضب والشهوة وكل خلُق من أخلاق النفس له مقدار تصلح فيه حال الشخص الذي يكون فيه، فإن زاد على ذلك أخرجه إلى الشر؛ لأن الغضب يشبه الملح الذي يُطرح في الأطعمة، فإن كان بقدر موافق أصلح الطعام، وإن كان زائدًا أفسده، وكذلك سائر القوى.
-
اللذة في هذا العالم أجرة للخدمة، ولولاها ما أكل الناس ولا جامعوا؛ لأنه لو كان لا يجامع إلا من طلب الولد، ولا يأكل إلا المشتاق إلى البقاء بغير لذة، ما فعل هذا أكثرُ الناس.
-
النيات تُحس بما في النيات، والقلوب تُبصر بالقلوب، ويعرف بعضها عن بعض بما فيها.
-
في الإنسان قوًى ثلاث إذا اعتدلت نشأت عنها الفضائل، وهذه القوى هي: القوى العاقلة، وهذه إذا اعتدلت نشأ عنها فضيلة الحكمة، والقوة الغضبية، وهي إذا اعتدلت نشأت عنها الشجاعة، والقوة الشهوية أو البهيمية، وهي إذا اعتدلت نشأت عنها العفة. وهذه الفضائل الثلاث باعتدالها جميعًا ينشأ عنها العدل.
-
لا تستوفِ شرائط الأعمال وما يوجبه لها العدل في الأزمان المضطربة؛ فيضيع سعيك، وتُنسب إلى التخلف فيما تعانيه، ولكن ناسِب بعملك طبيعة الزمان؛ ما لم يقدح ذلك في مروءتك ودينك وأخلاقك. فإذا بلغت هذه الثلاثة، فخلِّ عما في يدك منها، وإلا خسرت من نفسك أكثر مما تربحه في ذات يدك.
-
لا تفارق طاعة الرأي والصبرَ في كل أمورك؛ فإنك وإن لم تحرز الحظ الذي تبغيه، كنت قد أحرزت العذر.
-
أيها الساعي المغتصب، جمعت ما خذلك وولَّى عنك؛ فلزمتك أوزاره، عولا على غيرك هناؤه.
-
في الخير جمال النفس وطمأنينتها وسعادتها، وفي الشر داؤها وقبحها وضعفها.
-
لا خير في حياة مجردة عن الخطأ والزلل.
-
حلاوة الفضائل في صدرها، وحلاوة الرذائل في وِرْدها.
-
أقبح ما يكون الصدق في السعاية، والضيق في العذر، والبخل على عجز لحريته عن المسألة، والسطوة على من يؤمن شره.
-
النفس الفاضلة ترتفع عن الفرح، وإنما يعرض لنا في الشيء إذا نظرنا إلى محاسنه دون ما فيه من المحاسن، والنفس الفاضلة تتأمل جميع ما فيه فتتكافأ فضائله ورذائله في هذا العالم، ولا يغلب عليها أحد هذين الخلقين.
-
طاعة النفس للجسد مثل تخلية الفارس لفرسه إذا ضعُف عن ضبطه؛ حتى يعدل عن حاجته التي ركب لها ويشتغل إما بالحضر وإما بالرعي، وتجد النفس الجاهلة راحةً في ترك مجاهدتها كتلك الدابة، وأكثر ملاذِّ الدنيا على هذا.
-
حِذْق الملك بسياسة مَن دونه، وحذق الرعية بسياسة مَن فوقها. وأما الكتَّاب والأولياء فحذفهم بسياسة مَن فوقهم ومن دونهم أزكى فطنة.
-
انظر إلى المتنصح والمتقرب إليك؛ فإنه إن دخل إليك من مَضارِّ الناس، فاقبَل منه ما انتفعت به واحذر منه، وإن دخل إليك من خير العدل والصلاح، فاقبلها منه واستشعِرْه.
-
أصحاب المشاعل سيخلفونها للآخرين.
-
لا تدَعْ أحدًا يغتاب غيره.
-
الله مهندس.
-
ليست الشجاعة إلا صبر النفس على الشدائد.
-
المرآة التي ينظر فيها الإنسان إلى أخلاقه هي الناس؛ تتبين محاسنك من أوليائك منهم ومساويك من أعدائك فيهم.
-
الحُسن التام والقبح التام في هذا العالم إنما هو في تأليف قوى النفس، وليس هو في تأليف أعضاء البدن والوجه.
-
ليس يخسر العاقل من الصديق؛ لأنه إن كان فاضلًا تزين به، وإن كان سفيهًا حمى به عِرضه من السفهاء، وراض به احتماله.
-
لا تمدح أحدًا بأكثر مما فيه؛ فإنه يصدِّق نفسه، فيكون ما زدته إياه نقصًا لك.
-
لا تر كبنَّ أمرًا حتى تصلح فيه بين العقل والشهوة؛ فإن العقل وحده يخشى عليك، والشهوة وحدها مُردية لك.
-
حركة القوة الغضبية تلقاء الرهبة، وحركة القوة الفكرية تلقاء العلة، وبها تساس الطبقات الثلاث من الناس. أما الطبقة العلية فبالحجة، وأما الأوساط فبالرغبة، وأما السفلة فبالرهبة.
-
القِحَة في الإنسان إنما هي عمَى فكره عن أكثرِ صور ما يطرأ عليه، فهو يمضيها مستهينًا بها؛ لأنه لا يتأمل مقاديرها.
-
إذا قامت حجتك في المناظرة على كريم أكرمك ووقَّرك، وإذا قامت على خسيس آذاك وحفظها لك.
-
إذا أردت سوءًا بعدوِّك فاستعرض أخلاقه؛ فإنك لا تجدها بأسرها كاملة، ولا بد من أن يلحقها النقص، فأدخل الحيلة إليه من غميزته فإنه لا يفوتك.
-
الحسود ظالم ضعُفت يده عن انتزاع ما حسدك عليه، فلما قصَر عنك بعث إليك تأسُّفَه.
-
السخي يبخل عند جمع المال وتثقل عليه في ذلك الوقتِ المسألة؛ لأن طريق الجميع غير طريق البذل.
-
إنهم لا يمارسون شيئًا غير أن يموتوا.
-
ليس في شئون الناس ما يستحق عظيم الاهتمام.
-
لا تظن بكل من منع ما يُسأل أنه بخيل؛ فقد يَمنع مَن طلب السلامة من الناس، ومن يكره مداخلتهم له وانفتاحَ ما لا يملك إغلاقه منهم، ومن يحتاج إلى تكلُّف الاعتذار لهم والانتصار لنفسه منهم، فيرى أن يغلق أبواب هذه السُّبل عنه.
-
الفرق بين المعرفة بالشيء والعلم به أن المعرفة تذكِّرك ما قد نسيته، والعلم به أن يثبت في نفسك مِن أمره ما لم تتصوره قبل ذلك.
-
أسرع الأشياء ضررًا الخطأُ في السفينة، وفي مجالس الملوك، وفي مناجزة الحرب.
-
لا تَبتعِ مملوكًا قويَّ الشهوة؛ فإن له مولًى غيرَك؛ ولا غضوبًا؛ فإنه يقلق في رقِّك، ولا قويَّ الرأي فيستعمل الحيلة عليك، ولكن اطلب من العبيد الحسنَ الانقياد، المطبوع، القويَّ البنية، الفَرِح، الشديدَ الحياء.
-
اللجاج عسر انطباع المعقولات في النفس؛ إما لفرط حدة تكون في الإنسان، وإما لغلظ طبع؛ فلا ينقاد للرأي.
-
لا تذمَّنَّ ما حمِدت إلا من بعد شدة الصبر عليه واستعمال حسن المداراة له، لأنك مرتهن بما فرط منك فيه.
-
كلما قوي تخيُّل الحيوان زادت قوة منفعته في طاعة الرأي وضرره في طاعة الهوى؛ ولهذا صار الإنسان الخيِّرُ أفضل من الحيوانِ والشريرُ أخسَّه.
-
إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره؛ فإنك تقف من مشورته على عدله وجوره وخيره وشره.
-
إذا اقتضتك النفس جميلًا من أجل العادة فلا تفعله حتى يقضيك الرأي إياه؛ فإن طاعة العادات مرذولة.
-
إنما صارت الشهوة أقرب إلينا من الرأي؛ لأنَّا منذ نولد مع الشهوة، وإنما يتكامل الرأي فينا بعد مدة من مواليدنا، فالشهوة أخصُّ بنا منه.
-
إذا كان العشق من أجل قوى النفس ثبت ولم يتغير، وإذا كان من أجل الجسد تغير بتغير الصورة والمزاج.
-
أفضل الأسخياء من ملك فاقته ولا يسمح فيها بشيء من فضائله.
-
الكريم يؤْثِرُك بخلوته عند الرئيس، فيذكر له ما وعدك به، والنذل يجتنبها لنفسه.
-
أحقر البخلاء من منع ما يكفي غيره ولا يصل إليه عودُه.
-
البخلاء يكون عفوهم عن عظيم الذنب إليهم أسهلَ من المكافأة على صغير الإحسان.
-
البخيل يعُدُّ جميع قاصديه إخوانًا ورؤساء؛ كراهةَ أن يقتضيَه تفضيلُهم إياه إحسانًا إليهم، والكريم يتأمَّر على قاصديه ليبذل لهم أجرة التفضيل.
-
إذا ازدهاك ما تواصفه الناس من محاسنك، فانظر فيما بطن من مساويك، ولتكن معرفتك بنفسك أوثقَ عندك من مدح الناس لك.
-
إذا أنجز رجلٌ ما وعد من معروف، فقد أحرز فضيلة الجود والصدق.
-
من عاش وحده مات وحده.
-
إذا ساورك من الرؤساء من قد وقعت على فاقته إلى رأيك، فلا تكلمه كلامَ آمِر ولا مُشاور، وأخرج كلامك في معرضِ مستفهِمٍ منه.
-
إذا ذكر لك رئيس خطأً كان منه واعترف به، فأجِلْ فكرك في الاعتذار له منه، واحذر أن تعنِّفه، ولا تجتمع معه على ذمِّه.
-
إذا طابق الكلام نية المتكلم حرَّك نية السامع، وإن خالفها لم يحسن موقعه ممن أُريدَ به.
-
الصلاة لجامٌ للنفس الغضبية ويروضها على طاعة النفس الناطقة؛ لأن رفع اليدين بالتكبير إنما هو استعاذة من وقوع المكروه، والركوع على الهيئة التي يقف بها من سمح بنفسه لمن يضرب عنقه، والسجود إلقاء وجهه وأكرم أجزائه على الأرض. وهذه تروض القوة الغضبية على حسن الانقياد.
-
إذا آثرت تأديب أحد فاقبضه عن الترف، وأشعِرْه ببذاذة الهيئة؛ فإنه إذا فارق زينة الجدة طلب أن تكون زينةً في نفسه ولسانه.
-
ينبغي للعاقل أن يكون رقيبًا على نفسه، فلا يستعظم إلا خطأه ويستصغر صوابه ولا يكترث به؛ لأن الصواب داخل في شرط إنسانيته، والخطأ مغيِّر لِمَا استقر في نفوس الناس منه.
-
من أتى بشريعة أتى بسعادة علوية، فمن خالف السعادة كان منحوسًا.
-
إذا استدعيت المحبة من الناس فانزل دون منزلتك في قلوبهم، ولا تكشفن أحدًا عن ذلل؛ فإن قلوب الناس وحشية لا تَدين لمن كافحها وإن كان أقعد في الصواب منها.
-
بُخل العالِم بإفادة ما اقتناه من ثمار علمه وأصوله يحمله على الاقتصار عليه والإمساك عن طلب غيره، وإفادتُه إياه تبعثه على طلب غيره مما يؤثَر الاختصاص به.
-
الفرق بين الإبانة والبلاغة أن الإبانة لا تكون إلا لموجود، والبلاغة تكون لموجود ومفروض.
-
ليس طلاب الدنيا الذين يأخذون القوت منها، وإنما طلابها المحتكَرون مِن حكامها.
-
طالب الدنيا كراكب البحر إن سَلِم قيل مخاطِر، وإن عَطِب قيل مغرور.
-
لأجل حب الدنيا صُمَّت الأسماع عن الحكمة، وعميت القلوب من نور البصيرة.
-
من أخذ نفسه بالطمع الكاذب كذَّبته الطبيعةُ الصادقة.
-
الفلسفة هي الموسيقي العليا.
-
لَكَم بدا لي أنه من أشق الأمور على نفسي أن أَسوسَ حكومة بالعدل؛ لأنه يتعذر تحقيق شيء بدون الأصدقاء الأخيار والزملاء العاملين المخلصين، وما أصعب الحصول على عدد كافٍ من هؤلاء!
-
ما أبْينَ فضيلة الموت إذا كان الموت سببًا للنقلة من عالم التعب إلى عالم الراحة، ومِن عالم الفَناء إلى عالم البقاء!
-
السكوت سلامة، والكلام ندامة.
-
لولا أربعٌ لصلح أمر الناس: جهل غالب، وأمل كاذب، وحِرص دائب، وهوًى جاذب.
-
حقيقٌ على من كان عمره مكتومًا ألا يزال دهره مغمومًا.
-
ينبغي للحازم أن يُعِد للأمر الذي يلتمسه كلَّ ما أوجب الرأي في طلبه، ولا يتَّكلَ فيه على الأسباب الخارجة عن سعيه، مما يدعو إليه الأملُ وما جرت به العادة؛ فإنها ليست له، وإنما هي للإنفاق الذي لا يثق به الحزمة.
-
من جلس في ظل الحجة أمِن العادل، وقام عذره فيما يجنيه عليه الجائر، ومن جلس في ظل المَلِق لم يستقرَّ به موضعه؛ لكثرة تنقله وتصرُّفه مع الطباع، وعرَفه الناس بالخديعة.
-
الشر هو أن يسبق من كان فيه إلى نصيب اللذة قبل نصيب الرأي في الشيء.
-
غناء المِلاح تُحرِّك فيه الشهوةُ الطرب، وغناء القِباح يحرك فيه الطربُ الشهوة.
-
إذا أسست موضعًا وبالغت في تقويمه فلا تنس حصة جملة العالم منه، وإلا اضطرب عليك من حيث لا تدري.
-
لما كانت المواهب في عالم التركيب لا تقيم على حال واحدة، ولا بد من وقوع الخلل فيها؛ عاذ العقلاء بالصدفة، فجعلوها نصيب الأحداث الواقعة، وتسرعوا إلى إخراجها، فكان في ذلك أكبر الصلاح فيما صلح لهم.
-
تَبكيتُ الرجل بالذنب بعد العفو عنه ازدراء بالصنيعة، وإنما يكون قبل هبة الجرم.
-
الفاقة فساد يقع في الطبقة من الناس كمثل الورم والقرحة في العضو، فإن تداركه أهل تلك الطبقة فرفعوه عن الشخص؛ سلِمت طبقتهم، وإن أغفلوه سرى في غير موضعه حتى تبطل تلك الطبقة.
-
الفرح بالشيء حسب الثقة به.
-
الغضب كالتابع الرديء الذي يحركك أولًا في مصلحتك، فإن أطعته حرَّكك في مصلحته.
-
الناس ثلاثة: خيِّر وشرير ومَهين؛ فالخيِّر هو الذي إذا اقتضيته قبض نفسه عنك، ولسانَه عن سوء الذكر إن كان تقدم منك. والشرير يقبض نفسه عنك، ويطلق لسانه في ذكر معايبك، وربما تعدَّى إلى التكذُّب عليك. والمَهين لا يقبض نفسه عنك، ولا يزال متضرِّعًا بعفوك. ومودةُ هذا مقترنة باستقامة أمورك وصلاح أحوالك، فإذا انتقلا، انتقل عنك بمودته.
-
علة العلل تمسك نظام جملة العالم وبه قوامه.
-
قال أفلاطون في تلميذيه أرسطو وزينكرات: «إن أرسطو يحتاج إلى لجام، أما زينكرات فإنه يحتاج إلى مِهماز!»
-
الشريعة طاعة القيم على العالم، والائتمار له فيما أصلح جملته وتفصيله.
-
الساعي أقرب إلى الكذب بما سعى به.
-
قد يتوهم الجاهل أن السعاية هي النصيحة، وليس الأمر على ذلك؛ لأن النصيحة صِدْقُك الإنسان عما فوضه إليك إذا ألزمك الحق تعريفه إياه. والسعاية صدقك الإنسان عما اقترفه بعضُ أتباعه، وأنت تريد الإضرار بالتابع والانتفاعَ بالمتبوع، لا تقديم النصيحة لذلك الإنسان.
-
السخيف من حرَّك غضبه على صورة اللفظ، والحصيف من حرَّكه على حقيقة اللفظ والفعل، ولم يحرك منه إلا بمقدار ما يمنعه من الرحمة لمن لا يستحقها.
-
المرض الذي يحدث عن سبب بادٍ في أكثر الأوقات أقلُّ خطرًا من المرض الذي لا يُعرف سببه.
-
مسامُّ جسم الإنسان بأسْرها تنفتح بانفتاح الجفنين في اليقظة، وتنضم بانضمامها في النوم.
-
من خدم في حداثته الشهوةَ والغضب، شقَّ عليه في زمان الشيخوخة ما يلحقه مِن ضعف بدنه عن خدمة اللذة. ومن خدم في حداثته النفسَ الفكرية وما دلت عليه المعارف، شق عليه زمان الشبيبة، وجاهد القوى الباعثة له على اللذات، وكان في زمان الشيخوخة مستريحًا.
-
ينبغي أن نعرف الإنسان لنعرف كيف ينبغي أن يكون.
-
النفس مكونة من ثلاثة أجزاء: الشهوة؛ وهي تشمل سائر الرغبات وسائر الانفعالات الدنيئة. ثم شهوة الغضب التي تؤدي إلى الشجاعة، وهي قاعدة بين الحس والفكر. ثم العقل، ولكل جزء من النفس جزء في الجسم يقابله؛ فالشهوة مكانها في أسفل البطن، والشجاعة في الصدر، والعقل في الرأس.
-
النفس عجلة يسحبها جوادان: أحدهما أسودُ جَموحٌ مستعد على الدوام للثورة، والآخر أبيض كريم يَهدي رفيقه إذا أُحسنت قيادته، ولكنه يجمح معه إذا لم تُحسِن قيادتَه يدٌ قوية يقِظة. فالجواد الأسود العاصي هو الشهوة، والأبيض الكريم هو الشجاعة، والقائد هو العقل، فينبغي للعقل أن ينتفع بالشجاعة ويستعين بها على الشهوة.
-
لكل جزء من النفس فضيلة تقابله؛ فالفضيلة المقابلة للشهوة هي الاعتدال، ووظيفتها هي رد الشهوات إلى حد الاعتدال، والفرار من الإفراط، وتجهيز النفس بفضلها من الجسم لفهم الحق. وفضيلة شهوة الغضب هي الشجاعة، ووظيفتها التمييز بين ما يُخشى وما لا يخشى، وهي تولَد عند تحويل شهوتها، وهي خادمة العقل ضد الانفعالات التي تُتلف الذكاء. والاعتدال والشجاعة هما شرطا الحكمة. والحكمة هي فضيلة العقل، ولأجل الارتفاع لدرجة الحقيقة ينبغي الخلاص من أوهام احترام الذات ومن العواطف غير المنظمة التي يولِّدُها فسادُ الجسم. والعدل هو الفضيلة التي تولَّد من امتلاك الفضائل الأخرى، فهو الانسجام الداخلي واتفاق النفس وذاتها؛ أي: عندما يقوم كل جزء من النفس بوظيفته، فتطيع الشهوات الشجاعة، وتطيع الشجاعة العقل؛ حينئذٍ يولد العدل.
-
يمكن الإنسانَ أن يكوِّن رأيًا دقيقًا عما ينبغي فعلُه، ومع ذلك لا يفعله؛ ولذا يوجد الخلاف بين النظرية والعمل، وإذا فسد العمل فلا بد من كون النظرية فاسدة.
-
كل من يفهم الخير حقَّ الفهم فهو لا شك خيِّر.
-
إن أشقى الناس حظًّا وأجدرهم بالإشفاق هو الظالم الذي يتمتع بدون عقاب بثمار جرائمه.
-
المريض لا يرفض الألم الذي يشفيه، بل يلتمسه ويطلب النار والحديد؛ والظلم أشد الآلام، ولا يشفي النفس منه إلا العقاب، فلا ينبغي للظالم أن يستر داءه، فينبغي له أن يقدم نفسه للقاضي كما يقدم المريض ذاته للطبيب؛ فإن التكفير عن السيئات باحتمال العقاب هو أفضل الأشياء بعد براءة الذيل؛ أي: إن أفضل الناس بعد البريء يكون الجاني الذي احتمل العقاب.
-
الموت موتان: طبيعي وإرادي؛ فالطبيعي مفارقة الروح للبدن، والإرادي منع الأبدان من الشهوات.
-
الموت هو انحلال العناصر المكوِّنة للبدن، والنفس لا تنحل لأنها نقية بسيطة.
-
غاية العقل البشري هي المعقولات والخالدات، فلها إذن ميلٌ وارتباط بالله.
-
النفس تشبه ما هو مقدس وخالد ومعقول وبسيط ومتَّحد بذاته.
-
لم توجد الحكومة لأجل الفرد، وليس الفرد إلا عنصرًا من عناصر الحكومة، فينبغي أن يخضع لها.
-
في المدينة كما في الكون يسود قانون واحد، وهو بذل الفرد في سبيل المجموع.
-
كما أن للنفس ثلاثة أجزاء كذلك في المدينة ثلاثة أصناف من الناس: الأول صنف العمال الذين يشتغلون ليشبعوا الشهوات، ثم فريق المحاربين، وعملهم حماية المدينة من الخارج والداخل، ثم فريق الحكماء؛ وهم أصحاب حق الحكومة. وهذه الأصناف تشبه الشهوات والإرادة والعقل. ولكل صنف من أهل البلد فضيلة؛ فللعمال فضيلة الاعتدال التي تبقيهم في حالهم، فلا يحاولون الخروج منها. وللمحاربين فضيلة الشجاعة، وللقضاة فضيلة الحكمة. وإذا أطاع كل فريق الفريقَ الذي هو أعلى منه والمعترف له بالسيادة ينتُج الانسجام، والانسجام يُخرج فضيلة العدل.
-
اللذة والألم هما اللذان يحركان الإنسان في كل سبيل.
-
حب الفلسفة كحب النساء قوة.
-
لن تصلح الدنيا حتى تصير ملوكها فلاسفةً أو فلاسفتها ملوكًا.
-
قد يتهيأ للرجل أن يعمل في أيام حياته لما يخلِّصه بعد مفارقتها، ألَا ترى أن الذين استعملوا تقليل الغذاء وتخفيف البدن قبل الموت أحرزوا طول البقاء للجنة، وكذلك إذا آثروا الفضائل وترفَّعوا عن الرذائل، لم يكن للشهوة والغضب بهم كبيرُ تعلق، وكانت النفس الناطقة مستريحة غير ممنوعة من الخلاص.
-
من أكبر الأدلة على أن النفس الناطقة موجودة بعد مفارقة الجسد؛ ما تراه من طول بقاء الجسد بعد الحياة، وهو أحد جزأي الحي.
-
البلاغة هي فن التسلط على عقول الناس.
-
رأى أفلاطون شابًّا جاهلًا شديد الزهو والغرور، فقال له: «وددت لو كنت مثلك لو أنك كنت كما تعتقد، وودت لو كان أعدائي مثلَك لو أنك كما أعتقد!»
-
لا تبذلنَّ في حراسة قُنْية لك خارجة عنك قوةً من قوى نفسك، فتصلح البعيد بالقريب، وتبيح الخاص للمشترك؛ لأن القنية الخارجة عنك تنازعك ملكها، وتبتعد لمن هو أقوى بدنًا منك، والقوة منفردة بك وغير قلقة في ملكك.
-
إن الذي يمدحك بما ليس فيك وهو راضٍ عنك؛ يذمُّك بما ليس فيك وهو ساخط عليك!
-
قال رجل لأفلاطون: لِمَ تختَّمت في يمينك؟ فقال: لأعرف المتكلفين ومن يسأل عما لا يعنيه!
-
إن الكتب هي الأبناء الخالدون الذين يؤلِّهون أجدادهم.
-
ليس يلحق علةَ العلل برهان، وإنما يلحق البرهانُ الأشياءَ الجزئية؛ لأنه إنما يصل الجزء بكليَّته.
-
ليس للعقل أن يعلم ما فوق العقل إلا من الجهة التي علم الإنسان منها أن العقل ثابت فيه.
-
النفس التي في الشخص تغالب طبيعته، وليس تعرف كلُّ واحدة منها الوقوفَ على حقها من الأخرى إلا بالفعل، والنفس تشبه ذُبالةَ القنديل، والطبيعة تشبه زيته، فإذا زادت قوةُ واحدةٍ منهما على الأخرى بطَل نظامها.
-
الدين في أكثر الأوقات أعظم محنةً منه في الحال التي احتيج إليه فيها.
-
القاضي إذا كان موسرًا مال مع المطالب، وإذا كان مملقًا مال مع المطالب.
-
أفضل الأسخياء من ملك فاقته، ولا يسمح فيها بشيء من فضائله، وأنقص البخلاء من منع ما يكفُّ غيره ولا يصل إليه عوده.
-
كلِّم خصمك ما دام على سَنن المناظرة، فإذا عدل عنك فاثبت بمكانك منه، فإنه لا يورِد عليك ما يقدح في قولك.
-
ينبغي أن يشغل الأحداث بتحفظ خواص الأشياء ومجاري طباعها وموقع بعضها من بعض قبل أوان قوة التفكير فيها، وإلا كانوا على المعارضة أقوى منهم على تبيُّن الحجة.
-
تصرف الإنسان وحاله في سائر عمره يشبه الشيء الكوني؛ لأنه يبتدئ من أخفض حال، ثم يرتفع قليلًا قليلًا حتى يبلغ نهايته، ثم ينقص مثل ما يزيد حتى يعود إلى ما ابتدأ!
-
النفس الغضبية أبسط من النفس الشهوانية، لأنها كثيرة التركيب؛ ولذلك هي أعون على الفضيلة من الشهوانية.
-
أحسن ما في الأنفة الترفعُ عن مصائب الناس، وترك الخضوع لما زاد على الكفاية.
-
من الأدلة على أن القوة الناطقة تعلم ما في كثير من الأزمان الآتية؛ أنَّا نرى الإنسان ربما كان خائفًا من ركوب الماء فكانت وفاته من الغرق فيه، أو خائفًا من شيء؛ فكانت به منيَّتُه؛ فيدل ذلك على أن فينا من يرى ما ينزل به، وربما تخطى المنية إلى غيرها من المصائب، ويُبغض رجلًا لا ذنب له إليه ولا بُعد بينه وبينه في الشبه؛ فيجري عليه منه مكروه. ويحب آخرَ لا يشاكله؛ فيجرى له حظ منه.
-
نفوس الأشرار فاسدة الترتيب؛ لأنها تصرف القول الجميل إلى أنه ستر على الإساءة، وليس يفيدها حُسن الاحتياط بمقدار ما يَبخسها سوءُ التفهم.
-
البخلاء يكون عفوهم عن عظيم الذنب إليهم أسهل من المكافأة على صغير الإحسان.
-
ينبغي لمن علم أن يسبق الجاهل إلى حسن المداراة؛ فإنه يجمع بذلك الفضل والمحبة.
-
لكل ذي فضل عدو يسوءه حُسنُ الذكر له وجميلُ القول فيه، ويرى أن ما شاع من ذلك تبكيت له.
-
الشرير العالِم يسُرُّه الطعن على المتقدمين في علمه ويسوءه بقاؤهم؛ لأنه يؤثِر أن يُعرف وحده بذلك العلم؛ لأن الغالب عليه شهوة الرياسة والغلبة. والخيِّر يسوءه فقْدُ أحدٌ مِن طبقته في العلم؛ لأن رغبته الازدياد من العلم وإحياء علمه بالمذاكرة.
-
لا تهب نفسك لغير عقلك فتسيء ملَكتها، وتضيع زمانها، وتخلف فيها من سوء العادة ما يرذلها.
-
عالم الكون والفساد شبيه بمغارة مُدمَسة بعيدة المهوى وفي أعلاها طاق يدخل إليها منه شيءٌ من الضياء، فما قرب من الطاق أضوأ مما بعُد، وفيها جماعة يبيعون ويشترون ويتعاشرون قد أَنِسوا بظلمتها، واستعملوا مقاييسَ أكثرُها فاسدة في جودة نقودهم، فتطلعت نفس أحد من تلك المغارة إلى التسلق إلى موضع الضوء والتماس ما يبعثه، فتسلق مواضع شاهقة، ولم يزل يتجشم كل مشقة حتى قرب من الطاق، ولم يصل إلى ملامسته، لكنه أشرق من بين يديه، وكانت معه دنانير ودراهم يستجيدونها في المغارة، وتجري عندهم مجرى ما ارتفع للريب فيه، فتأملها حيث انتهى به التسلق، فوجد بعضها جيدًا وبعضها رديئًا، فميز رديئها مِن جيدها، فنزل إلى المغارة، فعرض الجياد عنده على نُقَّاد المغارة، فاعترفوا بجودتها، فأخرج إليهم ما عزله من الرديئة وسألهم عنها، فاستجهلوه، وقالوا: ما بين الأولى والأخرى فرق! فضحك منهم وقال لهم: ما أشك في أنها رديئة! فقالوا: كيف هذا؟ وما دليلك عليه؟ فقال: رأيتها في هذا الضياء، وأومأ بيده إليه، فاستثقل المستوطن للمغارة مقاله، وأخذ في الرد عليه، وكذبه، ونازعه قوم فشرعوا يتسلقون إلى الضياء؛ فمنهم من شق عليه التسلق فرجع، ومنهم من صار معه إلى موضعه فصدَّقه، فصاروا فيما يتعاملون به ثلاثة أصناف: رجل لم يفكر فيما جاء به المتسلق، وأقام على ما جرى عليه سلفُه غيرَ مرتاب بشيء من تلك النقود، وهم أصحاب التقليد، الساكنون إلى ما أُمروا به، ورجال ينازعون المتسلق، وهم أصحاب الجدل الذين ضعُفوا عن الرياضة وقوَوْا على المنازعة، ورجال قد طابقوا المتسلق بما شاهدوه معه، وهم خدم العقل الذين رقوا إليه بالمقدمات والنتائج، وهجروا في طلب المعقولات، ولم يتثقَّلوا البحث عن الحقائق!
-
ذوو العيوب يستهدون عيوب الناس، ويصدقون من زيادة المخبر عنها؛ ليتسع العذر فيما هم عليه منها.
-
ينبغي أن تُحظَر على الأشرار العلومُ التي تزيد في قوة النفس وحُسن تصرفها، ويُقتصر بها على الديانات التي تفتر وَقَدها، وترد إلى الاعتدال ما شذَّ منها، فإن غير هذه من العلوم إن عُدِل بها عن أهل الفضل إلى الأشرار، كانت لهم كالأجنحة للعقارب التي تعينها على الآفات وتُباعدها منها.
-
إذا ثقُل على الرئيس الوعظ، ولجَّ في ترك الانقياد للناصح، وكذَّب الممكن، وآثر التفويض، واحتقر الجد من الأعداء؛ فاطلب الخلاص منه.
-
ينبغي للعاقل أن يصرف حذرَه إلى الأشرار واستنامتَه إلى الأخيار.
-
إذا اجتمع للرجل تقدُّمه عليك في الرأي ووفورُ أمانته، فقد استحق أن تحاكيه وتقبل منه.
-
المتصنع إذا أفحمته يضعُف ويلتاث، والمطبوع يقوى ويزيد.
-
إذا استعمل الرئيس النفاق لمن دونه صعُب ملقاه، ولم يقبل بشرِّه، وضاعت عوارفُه.
-
من سجايا الحُر أن يكون صبره على استصلاح مَن دونَه أكثرَ من صبره على استعتاب من فوقه، واحتماله ممن ضعُف عنه أكثر من احتماله ممن قوي عليه.
-
أسرع الأشياء إلى انحلال النفس تجرُّع المغايظ، وقصور العادات، ورد النصيحة، وتضاحك ذوي البخوت بذوي العقول.
-
ينبغي للعامل ألا يتكسب بأزيد ما فيه، ولا يخدم إلا المقارب له في خلقه.
-
إذا خدمت رجلًا رئيسًا فتبينْ ما يحتاج إليه؛ فإن المستخدم إما أن يكون أنقص منك فيما استخدمك فيه، وإما أن يكون أزيد منك فيه، والناقص عنك محتاج إلى أن تقبل تفويضه، ولا تتركن شيئًا من أموره بغير تأمل. والزائد عليك ينبغي أن تُطلعه على ما عملت به، وتحرز الحجة عنده في كل ما أتيته.
-
إذا أقنعنا النفس بلزوم البحث في معرفة ما نجهل، نصير أفضل وأشجع بما لا يقاس مما لو أقنعناها باستحالة إدراكه.
-
ليس يحسُن البخل إلا في أربع: الدين، والحرم، وأيام الحياة، والمقاتلة.
-
لو أن الحقيقة صيغت امرأةً لأحبها جميع الناس.
-
من جمع إلى شرف أصله شرفَ نفسه، فقد قضى الحق الذي عليه، واستدعى الفضل بالحجة. ومن أغفل نفسه واعتمد على شرف آبائه، فقد عقَّهم واستحق ألا يقوم بهم على غيره.
-
لا ترغبن إلى من قصرت همته عن همتك، وزاد حرصه على حرصك، وكانت حيلته أوسع من حيلتك.
-
إذا خدمت من هو أقوى منك في أمر من الأمور، فأظهِر له فيه من النزاهة وحسن المواظبة ما تعدل به رجحانه عليك. فإن خدمت من أنت أقوى منه، فاكفه مئونة التعب به، ووفِّر عليه العائد فيه.
-
الحلم لا يُنسب إلا إلى من قدر على السطوة.
-
ليس يجب الحمد والذمُّ إلا لمعتمد للجميل والقبيح.
-
ينبغي للحاكم أن يسلك الحدود برفق، ولا يتخشَّنَ على أهل الجرائم؛ فلولاهم ما جلس مجلسَ الحكم عليهم.
-
الآكل يستمرئ الأطعمة الموافِقة له، وتستمرئه الأطعمةُ المخالفة لطبعه.
-
إذا طلبت المال فاجعل زمان الاكتساب له أطول من زمان الاستمتاع به، وإذا طلبت العلم فاجعل زمان الارتياض به والفكر فيه أطولَ من زمان الجمع له.
-
العدل فضيلة وحق واجب معرفته واتباعه؛ ليسعد صاحبه، وربما لا ينفعه، ولكنه خير أن يُحكم عليك ظلمًا من أن تفعل الظلم.
-
ليس ينتفع بالعلم ولا بالمال سارق لهما ولا محتالٌ فيهما؛ لأن هاتين الرذيلتين لا تكونان إلا في نفس قبيحة الترتيب والنظام، لا يزكو فيها شيء ولا يثمر.
-
لا يكن كذلك تقريب علم الشيء على المتعلم وإيصاله إليه من غير تعب يلحقه فيه، فإن هذا يعمر حِفظه ويخرب استطابته، ولكن لوِّح له به، وخلِّ بينه وبين إجالة فكره فيه، وسدِّده إلى طرق الصواب، فإذا تبينت الجهل فيه فافتح عليه.
-
لا تيئَس مِن خير مَن ضعُف من المشايخ عن الاستعمال حتى يتبين ما معه من التجارب، فإن كان موسرًا فيها فالحاجة إليه ماسة، وإن كان صفرًا منها فقد ارتفعت الرغبة فيه.
-
رأي من ساواك في المعرفة لك أمثل من رأيك لنفسك؛ لأنه خلوٌ من هواك.
-
مِن ضرر الكذب أن صاحبه ينسى الصورة الحقيقية المحسوسة، ويثبت في نفسه الصورة الوهمية الكاذبة، فيبني عليها أمره، فيكون غشُّه قد بدأ بنفسه.
-
أعظم قربة الرئيس إلى المرءوس الرحمة، وأكبر ذرائع المرءوس إلى الرئيس الطاعة.
-
لا تطيعن قاصدًا لك فيما يغضُّ من مروءتك أو يخطر بك، وكن عونًا له فيما سوى ذلك.
-
لا تطيعن أحدًا في معصيةِ مَن هو أقدر عليك منه، فتتعرض من المكروه لأكثر مما تصديتَ له من الصلاح.
-
طاعة الصبر على النوائب أسهل من الاسترسال إلى الجزع والإجلاب مع فنونه المردية.
-
من ملك نفسه أطاعه مَن دونها.
-
أول الطب إيناس العليل، والتثبت في الاستدلال بأعراض العلة على أسبابها، واختيار ما سهُل على العليل من الأدوية والتدبير.
-
إذا بغى الرئيس ضيَّع الفرصة وترفَّع عن الحيلة، وأنِف من التحرز، وظن أنه يكتفي بنفسه، فعندما يصل إليه من سدَّد نحوه، فيجد عورته فاضحة ومَقاتله بادية.
-
إن الأموال لا تجلب فخرًا لصاحبها إذا كان مفتقرًا إلى أخلاق كريمة تنمُّ عن رجولة.
-
أعظم شرف ينتمي إليه الإنسان عقلٌ كريم فياض.
-
إن الذين ينزِعون الصداقة من العالَم يطمسون نور الشمس فيه؛ فإن الآلهة الخالدة لم تُنعم علينا بما هو أشهى من الصداقة.
-
الإنسان في سعيه كالعائم يكافح الجارية في إدباره، ويجري معها في إقباله.
-
الخيِّر من العلماء من رأى الجاهل بمنزلة الطفل الذي هو بالرحمة أحقُّ منه بالغلظة، ويعذِره بنقصه فيما فرط منه، ولا يعذِر نفسه في التأخر عن هدايته واحتماله المشقة في تقويمه؛ فإن أفضل ثمار العالِم تقويمُه مَن دونه.
-
الدليل على ضعف الإنسان أنه ربما أتاه الحظُّ من حيث لا يحتسب، والمكروهُ من حيث لا يرتقب!
-
أقوى ما يكون التصنع في بدئه، وأقوى ما يكون الطبع في أواخره.
-
شرف العقل على الهوى أن العقل يملِّكك الزمان، والهوى يستعبدك له.
-
من أخذ نفسه بالطمع الكاذب كذبته الطبيعة الصادقة.
-
كل ما حملتَ الحُرَّ عليه احتمله ورآه زيادةً في شرفه؛ إلا التماس حط جزء من حريته؛ فإنه يأباه ولا يجيب إليه.
-
موت الملك بدْء حركة الزهد من نفوس الخواص في هذا العالم وعِبرة العوام.
-
اعرَف للأشياء فضلها تعرفْ فضلك، وانظر لها من جهة جوهرها، ولا تتأملْها من جهة أغراضها؛ فإن محبتك لها تدوم، وانتفاعك بها يعم.
-
قدِّم العدل تظفر بالمحبة.
-
من خدم الخير لم تُذلَّه الأمور الطبيعية.
-
لا ينبغي للمرء أن يستعمل سوء الظن إلا عند انقطاع الرأي.
-
الرأي يُريك غاية الأمر في مبدئه.
-
إذا تحركت صورة الشر ولم تظهر ولَّدت الفزع، وإذا ظهرت ولَّدت الألم، وإذا تحركت صورة الخير ولم تظهر، ولدت الفرح، وإذا ظهرت ولدت اللذة.
-
لتكن عنايتكم في دنياكم بما يُصلح معاشكم، وفي دينكم بما يُرضي خالقكم عنكم.
-
زينة الإنسان ثلاثة: الحلم والمحبة والحرية.
-
ابكِ على العاقل يوم يموت، وعلى الأحمق حتى يموت.
-
منْعُ الكريم البرَّ والتكرمَ مع إعطائه حقَّك أحسنُ من بذل السخيِّ بالاستخفاف والتهاون.
-
ينبغي للحُر أن يصدق مروءته من وهمه وحِرصه.
-
العزيز النفس هو الذي لا يَذِل للفاقة.
-
الحر مَن وفَّى ما يجب عليه، وتسمَّح بكثير مما يجب له، وصبَر مِن عشيره على ما لا يصير منه على مثله، وكانت حرمة القصد عنده توازي حرمة النسب، وذمام المودة له يجوز ذمامَ الإفضال عليه.
-
الشدائد تكشف عن المتصنع ستر التصنع، وكذلك القدرة، فلا تستعمِل البطش حيث ينجع القول.
-
ينبغي للعاقل أن يربي صداقة صديقه بجميل العقل وحسن التعاهد؛ كما يربي الطفل الذي وُلد له، والشجرة يغرسها؛ فإن ثمرتها ونضرتها بقدر جميل الافتقاد لها.
-
إذا اشتد فرحك بإقبال سلطانك عليك فقد ابتدأ بك السُّكر، ونهايته أن ترى الناس بغير مقاديرهم، ويسهل عليك أن تستذمَّ إليهم.
-
لا تشيرنَّ على ملِكٍ في أحد بما تكره أن يعمله في أمرك إذا حللت محلَّه.
-
واظبْ على من قدُمت خُلطتُك به؛ فإن بينك وبينه مناسبةً سماوية.
-
إذا أردت ثبات جدَّة صاحبك، فتبيَّنْ رقتَه على من أضاق من ذوي الجدات بالنقص، ويعرضهم للمكاره، ومن زالت عنه الجدة بالغلظة فترقَّبْ زوال أمره؛ ما تكاد الجدة تُهدي إلى صاحبها صديقًا فيه خير، ولا تكاد الشدة تُهدي صديقًا فيه شر.
-
المحبة الصادقة للنفس أن تضعها موضعها، ولا تحمِّلَها فوق طاقتها؛ بلقاء العقل وبمنعها فرْطَ الشهوات.
-
لا تبكِّتنَّ أحدًا من الظاهر بما تأتيه في الباطن، واستحي من نفسك؛ فإنها تلحظ معك ما غاب عن غيرك.
-
لا تجعل القائد لأفاعيلك الوهم، ولا تجرِّد شهوتك من العقل إذا هي جمحت بك، واستعن عليها بغضبك، وإلا كنت بهيميًّا.
-
في النواميس: إيناس الخائف أفضل من إطعام الجائع.
-
الحاذق بالسياسة من الملوك مَن استخدم الفضائل في الناس والرذائل؛ كما تستخدم الطبيعة فضول الأغذية؛ فتجعلها في أشياء تنتفع بها.
-
أعظم مِن فقْد النعمة ما يتخلف في نفوسِ مَن زالت عنه الشهوات المردية والمذاهب الذميمة، وأفضل مِن فقْد الشدائد ما يتخلف في نفوس من زالت عنه من قوة الصبر، وذكاء الجوارح، وسلوك النفس إلى الأمر المحمود.
-
غريم المرء يشبه إبطه؛ إن أغفله فضحه وأبدى عورةً منه كانت مستورة.
-
ليس يطول التذاذُك بشيء حسي ولا طبيعي؛ لأنه سريع التنقل والحركة، وإنما يثبت لك الالتذاذ بالأشياء العقلية التي تثبت، ولا تحتاج إلى حراسة هيولاها.
-
إحسانك إلى من كادك من الأشرار أغلظُ عليهم من موقع إساءتهم منك؛ لأنك تمنعهم به ما تطلَّع نفوسهم إليه من تمام كيدهم لك، وبلوغ المحنة فيك، وليس ينكسر منهم بإحسانك إلا من أفرط به ضيقُ أحواله، وكان فيه ضعف عن المعاركة.
-
أنقص مَن كذب لغيره، وأخسُّ مِن الظالم مَن ظلم لسواه.
-
البخل يحسِّن للرفيع التواضع، وللنبيه الخمول، وللوصول الوحشة والتفرد، ويحبب إليه أن يكون رعيةً بعد أن كان راعيًا؛ خوفًا من غِلظ المؤن عليه، وهو مع هذا ضعيف القلب عن المقاومة، والسخَّاء في ضد هذه الحال، والاعتدال أخْذٌ بأحسن ما فيهما.
-
إذا مرَق منك تابع إلى عدو لك فلا تُتبِعه سوءَ ذكر، ولا تطلق ذلك فيه لغيرك، وحافِظ على أسبابه، وأشِعْ أن خروجه عنك عن مواطأة بينك وبينه، وأنك نصبته للتخير عليك، وهو لا يظهر على لسانك، ولكن أطلِقها وأنكِرْ ما يتأدى منها؛ فإنك تُفسد بذلك محله، وتُلين قسوتَه عليك، واحذر أن تُؤْيسَه من حسن المراجعة بسوء الإيقاع في أسبابه.
-
بعد العيد.
-
لا تصحب الأشرار؛ فإنهم يمنُّون عليك بالسلامة منهم.
-
إذا حاولت أمرًا فلا تجمح فيه ولا ترُمْه بأكثرَ من جهدك، وكن فيه كالملَّاح في قطع عرض البحر؛ يسترق الجِرْية والرياح، ويستعمل الإخلاص فيما عجز عنه؛ لأنه ربما كان الإغراق في الأمر سببًا لفَوْته والأخطار بصاحبه فيه.
-
حيث نريد القول ينقص العمل، وحيث تقع التهمة يضعف الاسترسال.
-
لا تُظهر الأسف على شيء اغتصبته في هذا العالم، فلو كان لك بالحقيقة ما وصل إليه غيرك.
-
ليس ينبغي للعاقل الحسَنِ الحال أن يفرح بموت عدو له؛ لأن الطبيعة لا تتركه بغير عدو، ولكن ينبغي أن يكون فرحه موكلًا بارتفاع عداوة الخيار له وميل الشِّرار إليه، ويسهل عليه ما سوى ذلك.
-
الزمان الرديء يقلب أعيان المنعمين إلى المنع والإساءة بما يظهر فيه من كفر الإحسان ومقابلة الجميل بالقبيح.
-
لا يغُرك ما شاع عن رجل إلى الإيثار له أو إلى الانحراف عنه، واخلط مع الإشاعة عنه الاختبارَ له.
-
ينبغي لمن طال لسانه وحسُن بيانه ألا يحدِّث بغرائبِ ما سمع؛ فإن الحسد لحُسن ما يظهر منه يحملهم على تكذيبه، وترك الخوض في الشريعة، وإلا حملتهم المنافسة على تكفيره.
-
أضرُّ الأشياء عليك أن يعلم رئيسك أنك أحسنُ حالًا منه.
-
فساد تناسب المدينة والمنزل والجسد مرض من أمراض كل واحد منها.
-
إنما تنقص بلاغة المحررين لأنهم قد صرفوا أكثر عناياتهم إلى تقويم خطوطهم، وليس يضطلع المعتني بجهتين كما يضطلع المعتني بجهة واحدة.
-
لتكن عنايتكم في دنياكم بما يُصلح معاشكم وفي دينكم بما يُرضي خالقكم عنكم.
-
لا تدفعنَّ عملًا عن وقته؛ فإن للوقت الذي تدفعه إليه عملًا، وليس يطيق ازدحام الأعمال؛ لأنها إذا ازدحمت دخلها الخلل.
-
أول ما يغبن الغابنُ نفسَه رضاه بثمرة الخديعة، وتفضيله إياها على ثمرة الإنصاف التي لا تَبِعة فيها.
-
يحتاج الوزير إلى جوامع ما يَرِد عليه ويصدر عنه، ويحتاج الملك إلى جوامع ما أخذه الوزير؛ حتى يقف على غرض كل وارد وصادر، وكذلك ما يطلق.
-
إعطاؤك الإنسانَ ما لا يحتسبه يُفسد نفسه ويعلمها التعبُّدَ للنجاة.
-
إذا أردت أن تجمع لمن عُنيت به صلاح الحال والنفس، فحرِّكه على بعض أمورك، واستخدمه بأفضل ما فيه من مهمِّك، وأغزر لنصيبه وعائدته، ولا تعطِه شيئًا لغير علة؛ فيطلب الفرح لغير سبب من أسباب الفرح.
-
أقبح مِن فاقة الغني رجوعُ الآمال عنه، وخضوعه إلى من دونه في حراسة ما فضَل عن حاجته.
-
إن العلم الكثير يجلب الخطر على الشبان.
-
إذا جرت بينك وبين أحد كنت تعرفه مُلاحاة، فلا تُثرْه بشيء ظهرت به عليه، ولا بشرٍّ أفضى إليك به، ولا تستحي منه في صلحك له؛ فإن الأحوال تنتقل.
-
لا تغضب لأحد على أحد تفسد له ما بينك وبينه، فربما اصطلحا وبقيت مهاجرًا له.
-
يحتاج من أفضى إلى نعمة أن يداري عنها الحاسد عليها، والمتأول فيها، والمحروم منها، والممتعض من الاستطالة بها؛ فإن الغِرَّ من أرباب النعم لا يفكر في أحد من هؤلاء، وإنما ينظر إلى عدد المعاملة فيها، فيحاكمه إلى الحجة، ويصحح العذر له في جميع الناس، ويترك غامض أسرار وقوع المكافأة فيها.
-
شرُّ من لجأت إليه في المنعة الحارسة لنعمتك؛ البعيدُ الهمة، الخبيث الفكرة، الصبور على الالتذاذ، الذي لا يتمسك بمناسبة. وخيرهم من حسُن موقع ضميرك منه، ولم يستعمل الترفع عليك، وخلطك بنفسه، وكان له موقع يستعمل معه ما رغبت فيه إليه.
-
احذر مَن قويت يده وتمكن الشرُّ منه، وكانت سنُّه دون سنك؛ فإنه عدو لك.
-
إذا تمسكت بحبل رئيس في حراسة نعمة، فلا تُداخل المتصرفين له والمنفذين لأمره ونهيه، وإن كنتَ بما وكلوا به أحذقَ منهم.
-
فكِّر في وتر من أضغنته وإن كان صغيرًا، ولا تنمْ عنه حتى تمحوه عنك؛ إما بإصلاح أو بإنارة، والإصلاح أعود.
-
الكريم المحض من غلبت عطاياه من أجل الرقة للقاصدين له، ولم يطلب بها المباهاة ولا المكافأة.
-
من تمام أمانة الرجل كتمانُه للسر، ورفعه التأول، وقَبوله الجميلَ على ظاهره.
-
الشجاع يختار حُسن الذكر على البقاء، والجبان يختار البقاء على حسن الذكر.
-
المبادرة إلى حسن المكافأة تُعتقك من رقِّ المحسن، وترفعك إلى محله، وتدَّخر لك عنده جميل المراجعة. والإمساكُ عنها مع القدرة عليها تَرذلُك، وتدل على نقصان في طبعك، وجمود عن الخيرات، وزيادة من الانفعال على الفعل.
-
الأنس بالعيب أقبح منه.
-
إذا حاكمت رجلًا فليكن فكرك في حجته عليك أقوى من فكرك في حجتك عليه، واحذر أن يسبقك إلى الحق، فإن سبقك إليه فرجوعك إلى الصواب أحسنُ مِن ظَفَرك به.
-
احذر مؤاخاة من يجعلك أكبرَ همِّه، ويؤثِر ألا يخفى عليه شيءٌ من أمرك؛ فإنه يُتعبك ويأسِرُك، فإن جمع إلى ذلك الاستقصاءَ على معاشره، لم تتخلص منه. وليكن صديقك بمنزلة الغصن من الشجرة؛ ينجذب معك وفي يدك، فإذا خليته رجع إلى موضعه من الصلة وحسن المحافظة، ولم ينافِسْك المودة ويجعل ذلك سببًا إلى القطيعة.
-
غيرة الأصدقاء والغلمان أضرُّ من غيرة النساء؛ لأنها مَشوبة بفظاظة وغلظة، فاحترس من جنايتها، وتنكب من غلبت عليه.
-
مِن كرم الشريف مساواة من لم يكن بينه وبين آبائه شرف، وترك الترفع بما ملَّكه إياه الاتفاق ولم يحُزْه بسعي.
-
لا يوحشنك اصطناعُ قريب عدو لك، فإن الدرع التي تمنع مِن جنس السيف الذي يقطع.
-
أفضل الرعية أصبرهم على الملوك، وطاعة الرعية سداد الوزراء.
-
أكثر العثار مِن امتطاء الأمل، وحُسن الظن بالأيام، ومكافحة الأكْفاء، والاستهانة بصغير العداوات.
-
عاشِر الناس معاشرةَ مَن الصلة آثَرُ عنده من القطيعة، والاحتمال أغلب عليه من التجني. واعلم أن ما يخرجهم إلى التعدي والأخلاق الذميمة أغراض وظنون فاسدة تغريهم؛ فتوقَّهم واغفر لهم.
-
من كانت خدمته في هذا العالم للجسد وما أطاف به، شقَّت عليه مفارقة العالم؛ لأنه لم يعد للظن عنده عُدَّة ولا زاد، فيضيع سعيه ويكثر أسفه. ومن خدم الظالمين من هذا العالم استخفَّ بأسباب العبودية فيها بأسرها، وخلَّصها من لبوسها، فأراحها من مصارعة ما يقصر بها وينقص فضلها.
-
من غلب الشباب ومساعدة الحظ عليه ولم يثنياه عن الأمور الفاضلة، فهو القوي. ومن تصور صدره في ورده، وجعله نُصبَ عينيه ونجيَّ فكره، فهو السعيد البخت. ومن قضى ما أسلف من الإحسان بغير اقتضاء فهو تام الحرية.
-
احذر مصارع الدالة، وأغلظها ما تحرك به معها الغضب؛ فإن كسره لا ينجبر، وجرحه لا يندمل.
-
الحُر يَزيد محلك عنده تقدُّمُه عليك، والسِّفلة ينقصك ذلك عنده؛ وذلك أنه يتوهم أن زيادة محله بفضلك عليه، وقد وقف على وزنه، فتستحق عنده النقيصة.
-
عطية العالم شبيهة بمواهب الإله؛ لأنها لا تنفد عند الجود بها، ولكنها توجد بكمالها عند مفيدها.
-
الحر من الرؤساء في غربته يرى أن مُعاشريه أهل له، فهو يقرُب منهم ولا ينبو عنهم، ويحسُن في عينه صِغرُ ما أحضروه؛ لأن إنسانيته لا تتركه بغير معاشرين. والنذل يستوحش ممن معه في غربته، ولا يقبل غيرهم؛ لما في طبعه من الاقتصار على من خلفه دون غيرهم.
-
من فضائل السخاء ألا يخيل لأحد أن صاحبه يجمع المال، وربما تهيأ للعاقل جمع المال فيه، ولم يضع فضيلته ولا خفيت محاسنُه. وكثيرًا ما يقع اللئيم في الأمر فلا يجد فيه الخلاص إلا بمعونة السخي؛ لأن اللئيم قد درس ببخله معالم الجاه ودفَع الناس كافةً عنه.
-
يكاد يتعذر على السخي الاستتار، وعلى البخيل الظهور!
-
إن آثرت لزوم بيتك لفساد زمان أو تغيُّر سلطان، فلن تصل إليه إلا بظهور علم منك أو عبادة شائعة عنك؛ فإن هذين يحرسان صاحبهما في أكثر الأمر من سوء التخطي.
-
لا تهِشَّ إلى جميع الناس هشاشةً تحشرهم إليك فتضيق ذرعًا بهم، ولا تصبر على ما يحبون منك ويؤثِرون فيك، ولا تنقبض عنهم انقباضًا يوحشك منهم ويمنعك مِن رِفدهم، ولكن الْقَ الأعيان منهم بالترحيب والمفاوضة، ومن قصر عنهم بحسن اللقاء والصمت، وسِفْلَهم بالرأفة وحسن المعونة.
-
إذا قربت النفس من العقل آثرت الأنَفةَ والسماحة، وإذا بعُدت منه اختارت طاعة الجسد والبخل عما سواه.
-
احذر معاشرة من زاد لسانه على عقله، وطلبُه على استيجابه، وموقعه عند نفسه على محله في الحقيقة؛ فإنه من أقوى آفات الزمان في نحسك. واطلب منهم من قيد قوله برؤيته، وعمله بخبرته، واستصغِرْ ما يكون منه في جنب الواجب عليه في حريته، ولم يفتنه خَلوة في عصره بفضيلة معه، وقابل المُطري له بالاستعفاء من مدحه؛ لعلمه بأن الذي بقي عليه مما لم يعلمه أكثرُ مما ظهر منه.
-
إذا أردت امتحان طبع أحد وهل هو محتمِلٌ للفضيلة والصبر على الرياضة، فأطره، فإن استخفه ذلك فلا تُعنَ به؛ فهو ضعيف الطبع؛ وإن آثر قولك ولم يستخفه، فارجُه وواظِب عليه.
-
إن احتجت في مناهضة خصم إلى مكاشرة فليكن ذلك بغيرك، واجتهد في ملك نفسك وظهور حسن السجية منك، واجذبه إلى الحق برفق.
-
إذا شاورك الملك في قوم فحرِّكه على استصلاحهم، وتغمد هفواتِهم؛ فإنَّ خطأك في الحض على الإحسان أسْلمُ من خطئك التحريك على الإساءة.
-
شاور في أمورك من يلزمه فيها ما لزمك، وبُثَّه في المشورة جميعَ ما أنت بسبيله، وإلا كان تقصيره في الرأي بقدر ما كتمته من الحال.
-
إذا كفى الحرَّ مَئونتُه تفرَّغ للجميل، ولم يتعدَّ السعي المحمود. وإذا كفى الشرير مَئونتًه تفرَّغ للاحتكار والترؤس وتتبُّع عثرات الناس، وكان بئس الذخيرة لهم كافة.
-
إذا عاملت جائرًا فاخلط بالاحتجاج عليه الإقناع له، ولا توجِد في سعيك شيئًا يتأول عليه، في شريعة أو غيرها، ما يستحلُّ به الإساءة إليك.
-
إذا قصرت بك الحال فلا تَجْرِ إلى حسم الفضول من أسبابك، فيشق عليك استدعاؤها في زيادتها، واجعل في كل ما آثرته نصيبًا من نقيصة؛ ليسهل عليك الاستئناف، ولا تفارقك صورة التوسعة.
-
اجعل المتمسكين بالفضائل في المواضع البعيدة منك، وانصبهم فيها للنيابة عنك؛ فإنك تأمن على ما تقلدوه لك، ومن قصر عنهم ولم يضبط نفسه كلَّ الضبط، فليكن بحضرتك؛ فإنك تقوِّمهم بمراعاتك لهم، وهم أشبه بالعبيد لأنهم لم يملكوا خواطرهم، ولو ملكوها لكانوا متمسكين بالفضائل. ومن صرفه خاطرُه فهو عبد وإن كان حر الآباء.
-
أضعف الناس مَن ضعُف عن كتمان سره، وأقواهم من قوي على غضبه، وأصبرهم من ستر فاقته، وأغناهم من قنع بما تيسر له.
-
إذا اتسعت حالك فلا تعاشرنَّ ذوي اليسار دون غيرهم، ولا تعتقد أنهم عِشرة لك وأقل مئونةً عليك من سائر طبقات الناس؛ فإن موداتهم فاسدة، ورياستهم كاذبة، وبهم يشتد حرصك، ويقسو على أهل المسكنة قلبك، وتجحف لهم بنفسك. وأنت منهم في حسد قائم وتغبير لازم، ولكن عاشِرْ في سَعة الحال ذوي النباهة في الرأي؛ لتجتمع لك الجدَّة في المعرفة وذات اليد، ولئلا يغيب عنك بهم علم ما يُتوقع من محبوب أو مكروه.
-
الملوك تحب ما كان به نظام الأمر العام أكثرَ مما تحب الرجل التام؛ لأن ما كان به نظام الأمر يصلح لها وهي محتاجة إليه، والرجل التام لا يطوع لها؛ لأنه وحده من الناس هو الفيلسوف.
-
إذا أنعم عليك بنعمة بها فضلٌ عنك، فاعلم أن فيها نصيبًا لغيرك، فتسرَّع إلى إخراجه تأمن بغتة الاستدراك.
-
يثقُل على الرجل أن ينقُل صديقًا له من الصداقة إلى الاستخدام أو إلى المعاملة؛ لأنه يحتاج في الاستخدام إلى تمكُّن الهيبة منه في قلب المستخدم، ومناقشتِه على ما وُكِّل به، وردعه عما يخاف وقوعه، وهذا يثقُل عليه فيمن صادقه، وهو في المعاملة يخاف فرط الإذلال عليه فيها.
-
ليس تسلَمُ مودةُ متعاملَين حتى تكون رغبتهما في الصداقة أكثرَ من رغبتهما في المعاملة.
-
إذا كنت على ثقة مما يجادلك فيه إنسان، فاصرف فكرك إلى الجهات التي لحقته الشبهةُ منها؛ فإنها تُعينكما جميعًا على الحق.
-
لا تناظرن أحدًا بين يدَي من رغب في إقامة جاهه عنده؛ فإنك إنْ سلِمتَ من خطئه في اللقاء، لم تسلَمْ منه في الغيب.
-
ليس يحيا للفضائل إلا من مات موتًا إراديًّا.
-
النفس الفاضلة هي التي تستقري المنافع، وتعطي ما طال زمانه وكثُر عودُه من سعيها وخدمتها له أكثرَ مما يعطي ما دونها، ولا يشغلها شيء عن شيء.
-
الفضل عن مال الغني حرامٌ عليه ما وجد ظاهرَ الخَلَّة شديد الفاقة مكدي الاكتساب.
-
من حق الفضل الذي زدت به على الجهال أن تحتمِل سقطاتهم، وتُحسن هدايتهم وترعاهم، فإنك تجمع إلى المثوبة فيهم حُسن انقيادهم إليك وتيقُّظهم لمحلك.
-
مرتبة الرجل في الموضع الذي يؤثِر إقامة جاهه فيه، واستخدام قيم العالم إياه على حسب سريرته وتقويمه نفسَه في الباطن للخير والشر.
-
عندما قُبض على أفلاطون وعُرض للبيع في سوق الرفيق كان يقول: «من يشتري سيدًا؟» وجاء أحد تلامذته من الأمراء واشتراه ثم أعتقه.
-
محبتك للشيء سِترٌ بينك وبين مساويه، وبَغضتُك له ستر بينك وبين محاسنه.
-
إذا أنعم عليك رجل بنعمة لم يكلفْك فيها تواضعًا ولا بذلًا، فانظر في وقت إسدائها إليك ما تطيب به نفسًا له؛ فأثبِتْه عليك دَينًا من ديونك لوقت حاجته إليك، فإن الحرية تقتضيه، وقيم العالم تجازيك عليه.
-
إذا رغبت إلى رجل فجرِّد في نفسك قيمته، وما يعدل به الرأي عنها، ومقدار هشاشته إلى قضائه، وألقه لمثله، ووجوب حقك عليه، واسأله بعد هذا ما يحتمله طبعُه وما تنشرح إليه نفسه، وإن سألته قبل النظر في هذه الأشياء ظلمتَه في السَّوم، وبعدت من مطلوبك لديه.
-
إذا سألت حاجة فلا تنصب في نفسك جميع ما يعدك الأمل منها؛ فتخرب في الحرص، وتُسرف في التواضع، وتشقى في الرد، ولكن امزج بين ما ترجوه من الأمل فيها بما تخافه من التقصير عنها؛ فإن هذا يوفر سعيك، ويُعظم قدرك، ويسليك عما قصرت عنه منها.
-
لا تجعل ما أسداه إليك رجل مقدارًا لعطاياه، ويسمح لك به في كل وقت يسير به فكرك، حتى تحصر مادته وموقعك منه، ومقدار ما يحسن في الزمانَين، وجميع الأشياء المطيفة به؛ فإن من هذه يتبين أمر زيادتك والتقصير بك عنده.
-
إذا حسَّنت للرئيس نفسُه قبْضَ ما بسطه من نيله، واستكثار ما يبذله من عنايته لغير نقص في ذات يده، فليتوقع أمرًا يقصر بأحواله!
-
كل شيء يفعله الإنسان فمقرونٌ بفعله فعلٌ سماوي يزيد في اعتماده وينقص منه، فإذا رغبت إلى أحد في شيء فقدِّم قبل ذلك التواضعَ لمحرك الاتفاق الصالح، وزِدْ فيه على سعيك مع المرغوب إليه، واعلم أنه يرى من أمرك ما لا يراه من رغبت إليه فيه، فاستحي من مسألته ما لا يليق به سؤالُه.
-
أعداء قيم العالم من ساءت مكافأته للجميل، واستخدم أشرف قواه لأرذلها، ومعاندُ ما اتضح في معرفته صحته، ومُشيعُ كلام الملك الشرير بما يقوِّي به أفعاله ويشحذ غيظه.
-
تحقيق الرجاء يسترق باطن النية، وإنجاز الوعد يسترق ظاهر الفعل، والمحبة أبقى على الأيام من المخافة.
-
إذا كبرت النفس استشعرت الخلود؛ فعملت من الجميل ما يبقى على الأزمنة المتطاولة؛ مثل حسن السياسية واجتلاب الشكر. وإذا نقصت استشعرت قُرب المدة وتصرُّمَ الأجل؛ فآثرت عاجل الانتفاع على آجل الذكر، ولم تحفل بمستقبل من الأزمنة ولا جميل من الفعل.
-
الزمان قليل الوفاء سيئ الصحبة؛ كلما قدُمت مصاحبتُه لأحد تغيرت صورتُه وضعُف بدنه، فلا تُحكِمه عليك؛ فإنه إن قوي على جسمك وقواك، فلن يقوى على فضائلك وجميل ما سعيت فيه.
-
الرغبة إلى الحر تخلطك به، وتقرِّبك منه، وترفع سجوف الحشمة بينك وبينه، وتقبِض اللئيم عنك، وتُباعدك منه، وتصغِّرك في عينه.
-
إذا كافحت عدوًّا فاحذر طاعة الغضب فيه؛ فإنها أعدى لك منه.
-
ينبغي للرئيس أن يتأمل أصحابه، فإن كانوا يستحقون الثقة والسكون إليهم، كانت استنامته إليهم أكثرَ من استنامته إلى ماله؛ فأوسعهم به وجادهم منه وتخطَّى العدل فيهم إلى الفضل عليهم. وإن كانوا حينئذٍ وجدانًا يجرون بكل ربح، كانت ثقته بماله أكثرَ من ثقته بهم؛ فلم يطلق إليهم منه إلا ما يُمسك أرماقهم، ويعللهم عنه بلطيف الحيلة؛ إلى أن يشري به نفوسَهم في المعارك، ويناجزهم بما آثرهم به منه؛ فليس يقضي أمثلهم النسيئة، ولا يستحقون الإيثار.
-
الحياء إذا توسَّط وقف الإنسانَ عما عابه، وإذا أفرط وقفه عما لا يعيبه وعما احتاج إليه، وإذا قصر سلَبَه ثوبَ التجمل في كثير من أحواله.
-
لا تَصحبنَّ من هو دونك حتى تكون دونه في المعرفة أو في فضيلة أخرى. ولا تخرجن عما جرى به الرسم في المملكة التي أنت بها إلا بعد إظهار عذرك وإشاعته؛ فإنك تكفُّ بذلك همس الحاسد وشغب المعاند.
-
الغضب كالتابع الرديء الذي يحركك أولًا في مصلحتك، فإن أطعته حرَّكك في مصلحته.
-
السخيف من حرَّكه غضبه على صورة اللفظ، والحصيف من حرَّكه على حقيقة اللفظ والفعل، ولم يحرك منه إلا بمقدار ما يمنعه من الرحمة لمن لا يستحقها.
-
لَكَم بدا لي أنه من أشق الأمور على نفسي أن أسوس حكومة بالعدل؛ لأنه يتعذر تحقيق شيء بدون الأصدقاء الأخيار والزملاء العاملين المخلصين! وما أصعبَ الحصول على عدد كافٍ من هؤلاء!
-
إذا أردت تأديب أحد فاقبضه عن الترف، وأشعِرْه ببذاءة الهيئة؛ فإنه إذا فارق زينة الجدَّة طلب أن تكون زينته في نفسه ولسانه.
-
لا أعرف شيئًا يصح أن يعلق به بالُ المرء إلا كيف يصبح ابنه خيرَ الرجال.
-
يُحكى أن أفلاطون زجر طفلًا كان يلعب بعض الألعاب السخيفة، فقال له الطفل: «أتزجرني لهذا الأمر التافه؟» فأجابه أفلاطون: «إن العادة ليست أمرًا تافهًا، إن العادة القبيحة قد تتحول إلى سَجيَّة مألوفة تطغى، فتجعل الناس يتعلقون بنقائصهم وإن كانوا يسخطون عليها، وبذلك يصبحون عبيد عاداتهم لا قدرة لهم على مقاومتها.»
-
ما العالم إلا رسالة الله إلى الإنسان.
-
كل ملك ينشأ بين نسله عبيد، وكل عبد بين أجداده ملوك.
-
المرأة بلا محبةٍ ميتة.
-
لو أن الحقيقية صيغت امرأةً جميلة … لأحبها كل الناس.
-
الحب إرادة ثابتة … جذابة … تجذب الجنسين … وتجعل الاثنين واحدًا.
-
الحب الحقيقي يرى النفس قبل الجسد.
-
روِّضوا أنفسكم بالمحبة … فإنها خاصية الحي من حيث هو.
-
الحب قوة … توطد العلاقات بين المخلوقات.
-
ابتسامة الحب تلمع بين السماء والأرض.
-
حب الفلسفة، كحب النساء، قوة.
-
إذا رغبت أن يدوم حبُّك … فأحسن أدبك.
-
الحب نصف … يبحث عن نصفه الآخر.
-
الحب … رب قادر … وهو موضع إعجاب الأرباب والناس … لدواعٍ كثيرة.
أقريطس «الكلبي»
-
ذهب أقريطس ذات يوم ليترجى بعض المعلمين أن يُنعم على أحد تلامذته بالصفح، فقبَّل فخذه بدلًا عن تقبيل ركبته المعتاد، فاستغرب هذا المعلم ذلك واغتم، فقال له أقريطس: «لا يضرك ذلك؛ أليس فخذك كركبتك؟!»
-
يستحيل أن يجد الإنسان أحدًا لم يذنب أصلًا.
-
أنا لم أدرك من الدنيا إلا ما تعلمته، وتركت سواه للذين يحبون فخر الدنيا.
-
لا يليق للفلسفي من الأوصاف إلا الحرية، ولا مالك أصعب من الشهوة.
-
الجوع كافٍ في إذهاب العشق، فإن لم يُذهبه في مبدأ أمره قطع عرقه في العاقبة، فإن لم يُذهبه الجوع فلا حيلة في إذهابه إلا قتل الإنسان نفسه.
-
عطية الطباخ عشَرة دنانير، وعطية الحكيم درهم واحد، وعطية المتملق مقدار عظيم، وعطية الناصح كالهباء، وعطية الزواني أموال جسيمة، وأما نصيب الفيلسوف فهو فلس.
-
سُئل أقريطس: ماذا اكتسبت من الفلسفة؟ قال: «معرفة أني أتعود الاكتفاء في الغذاء بالبقول، وأن أعيش بلا همٍّ وحيرة!»
-
سأل الإسكندر أقريطس ذات يوم فقال له: «هل لو أعدت لك تجديد مدينة وطنك كما كانت ينشرح صدرك؟» قال: «هذا غير لازم؛ لأني لا آمن أن يأتي إسكندر آخر فيهدمها ثانيًا!»
-
لا أحسنَ ولا أفخرَ من التوطن في الفقر وازدراء سائر المفاخر، فلا يكون للدنيا تسلُّط.
-
إن أغنى الأكابر العظام مثل الشجر الذي ينبت على رءوس الجبال، والصخرات الوعرة التي لا يمكن أن يصل لثمارها غير الغراب والحدأة، فحينئذٍ لا ينتفع بتلك الأموال إلا المتملقون من الرجال والقباحُ من النساء؛ فالغني حينئذٍ بين هؤلاء بمنزلة عجل بين قطيع من الذئاب!
-
سُئل أقريطس عن مقدار الزمن الذي يحصِّل فيه الإنسان الفلسفة، فقال: «حتى يعرف أن الناس الذين يسوسون الجيوش ليسوا إلا كقادة الحُمر!»
إقليدس
-
قال رجل لإقليدس: «أنا لا آلو جهدًا أن أُفقدك نفسك» فقال له: «أنا لا آلو جهدًا في أن أُفقدك غضبك.»
-
رأى إقليديس رجلًا في حال سُكر فقال له معاتبًا: «أمَا أن تستحي أن تَسكَر؟» فقال الرجل: «أما تستحي أن تَعِظ سكرانًا؟!»
إكسيس
-
سأل إكسيس رجلٌ بعد ما هَرِم: كيف حالك؟ فقال: «أنا إذن أموت على مَهَل!»
إكسينوقراط
-
كان إكسينوقراط بجزيرة سيسيليا عند دنيس الملك الظالم، فإذا بالملك يقول لأفلاطون: «لا بد لأحد الناس أن يقطع رأسك!» فقال إكسينوقراط: «هذا لا يقع أبدًا حتى تُقطع رأسي!»
إكسينيفون
-
قال إكسينيفون: إني أجبنُ الناس؛ لأني لا أصبر على عمل الشر.
-
يتعذر على الإنسان أن يتقن جملةَ أمور يعالجها في آنٍ واحد.
-
لأنني لا أرى إنسانًا بلا خطيئة.
-
إن ألذَّ صوت يسمعه الإنسان صوتُ مدحه.
-
إن كنت من الجاحدين فلست أهلًا لخدمة ربك أو وطنك أو أصدقائك.
-
لن يختلط جبل بجبل.
-
الله واحد، وهو أقوى الآلهة والبشر، ولا يشبه البشر هيئةً أو إدراكًا، كله بصر وفكر وسمع، إنه لا يعمل، بل ينظِّم كل شيء بوعي قلبه، إنه كما هو لا يتغير أبدًا، ثابت لا يحركه شيء، فكيف يتأتى أن يكون عليه أن يذهب ليبحث هنا تارةً وهناك طورًا؟!»
-
البحر! البحر!
-
يبدو لي أنه من العسير أن تجد شخصًا يتحمل الحظَّ الحسن جيدًا كما يتحمل الشر.
-
المدح أحلى الأصوات.
-
يجب علينا أن نكافح حتى يحسب كلٌّ منا أنه السبب الرئيسي للظفر.
-
البشر وحدهم هم الذين يتخيلون أن الآلهة على شاكلتهم بإحساسات كإحساسات الناس، وأصوات كأصواتهم، وأجساد كأجسادهم.» بيد أنه لو كان للثيران والأسود أصابع وأيدٍ لاستطاعت أن ترسم بأيديها، وتأتي من العمل ما يأتيه البشر، ولَصوَّرت الجياد آلهتها جيادًا، أو الثيرانُ ثيرانًا؛ متخذةً لأجسادها أشكالًا وصورًا كأشكالها وصورها.
ألكسندريديس
-
الفقير الذي يتزوج ثريةً يملك حاكمًا لا زوجة!
إمبيدوقليس
-
الشمس قطعة نار كبيرة.
-
القمر ممهَّد مبسوط، له جِرم كبير بشكل دائر مسطوح.
-
السماء مصنوعة من مادة تشبه البلور.
أناخارسيس
-
الذين يذهبون إلى البحر بينهم وبين الموت أربع بوصات فقط.
أناكراطس
-
وجد أناكراطس حارسين نائمين في وقت الحراسة فقتلهما، وقال: «تركتهما على ما وجدتهما!»
أنتونينوس
-
قال أنتونينوس وهو على فراش الموت: «أسرِعْ أيها الموت مخافةَ أن أنسى نفسي أخيرًا.»
-
كثيرًا ما يأتي الشر من الإهمال زيادةً على العمل.
-
نصيب الملك أن يحسن الفعل ويتمتع بالصمت الرديء.
-
الحياة أشبه بمعركة منها برقصة.
-
وُجد الإنسان لعمل الخير.
-
وماذا بعد الشهرة الخالدة؟ إنها محض غرور.
أنتيثينوس
-
قيل لسقراط: إن أم أنتيثينوس فريجية، فقال متعجبًا: أتظنون أن مثل هذا الرجل العظيم ينشأ من رجل وامرأة أثينيَّتين؟!»
-
بلغ أنتيثينوس أن الأثينيِّين يفتخرون بأنهم ولادة المدينة التي هي سكنهم، فسخِر منهم وقال مستهزئًا بهم: وكذلك الهوامُّ تشارككم في هذا الافتخار؛ حيث تقيم دائمًا بمحل ولادتها.»
-
نسيان الشر أنفع للإنسان.
-
جاء إلى أنتيثينوس رجل، وطلب منه أن يرضى بابنه تلميذًا له، ويسأله: ما الذي يحتاج إليه الابن لذلك؟ فأجابه أنتيثينوس: «يحتاج إلى كتاب جديد وقلم ولوح جديدين.»
-
سُئل أنتيثينوس: ما الذي ينبغي طلبُه في الدنيا؟ فأجاب: موت الإنسان سعيدًا.
-
لو خُيرت بين أن أكون غرابًا أو حاسدًا لاخترت أن أكون غرابًا؛ لأن الغربان لا تأكل إلا الميتة، وأما الحُساد فإنهم يأكلون لحوم الأحياء!
-
قال شخص لأنتيثينوس: إن الحرب تأخذ أشقياء الناس! فقال له: «تأتي بأشقياءَ أكثرَ مما أخذت.»
-
سُئل أنتيثينوس ذات يوم عن الألوهية فقال: «لا شيء يشبه الإله، فمن الجنون تعرُّض الإنسان لمعرفته بحاسة.»
-
يلزم إكرام الأعداء؛ لأنهم أول مبادِر بكشف العيب وإفشائه، فبهذا هم أنفع من الأحباب؛ لحملهم لنا على الاستقامة والرجوع عن المعايب!»
-
يلزم الإنسانَ محبةُ الصديق الصالح أكثرَ من محبة القريب؛ لأن الفضيلة أقوى وآكد بكثير من لحمة القرابة.
-
انتظام الإنسان في سلك قليل من الحكماء المتعصبين على الجم الغفير من الحمقى؛ أولى له من العكس.
-
الحكيم لا يلزمه أن يجري على نهج القوانين، بل يجب عليه العمل بمقتضى حميد الخصال.
-
الحكمة والشرف شيء واحد، والشريف إنما هو الحكيم.
-
الاحتراس كالسور المحكم، لا يمكن هدمه ولا أخْذُه بغتة.
-
إنَّ آمن الطرق لبقاء الذكر هو معيشة الإنسان صالحًا، ولا يكمل خط امرئ إلا إن كان عنده عزم سقراط وقوته.
-
سأل رجل أنتيثينوس: «أي النساء أحسن في التزوج؟» فقال له: «إذا تزوجت قبيحة المنظر، فإن نفسك تنفر منها عاجلًا. وإذا تزوجت جميلة فربما زاحمك الرجال عليها!»
-
ينبغي العاقل أن يتمنى لأعدائه كلَّ شيء ما عدا الحكمة.
-
قيل لأنتيثينوس ذات يوم: إن أفلاطون يذمُّك، فقال: «قد شاركت الملوك في ذلك. والنفس الخبيثة هي التي تسيء إلى من أحسن إليها.»
-
من العجيب أن الناس يتعبون في تنقية القمح من خليطه، وفي نفي العساكر غير النافعة، مع عدم تطهير الجمهورية من الحُسَّاد لها!
-
لام بعض الناس أنتيثينوس على معاشرةِ مَن قبُحت سيرتُهم، فقال لهم: «ماذا يضرني في ذلك؟ لأن الأطباء يخالطون المرضى كلَّ يوم من غير أن تمسَّهم حُمَّاهم!»
-
قيل لأنتيثينوس: ما الذي اكتسبته من الفلسفة؟ فقال: «اكتسبت أنه يمكنني أن أتسامر مع نفسي، وأن أفعل بالطَّوع والاختيار ما لا يفعله غيري إلا بالقهر والغلبة.»
-
دخل ديوجينيس على أنتيثينوس في غرفته وتحت عباءته سكين، فقال له الفيلسوف: ما الذي يخلِّصني مما أقاسيه؟ فأخرج ديوجينيس السكين من تحت عباءته وقال له: هذه هي التي تخلصك! فقال له: إنما أعني الخلاص من الآلام لا الخلاصَ من الحياة!»
أنتيفانيس
-
المال دم البشر وحياتهم.
أنخرسيس
-
ذهب أنخرسيس إلى بيت صولون وقرع الباب، فجاءه شخص يفتح له الباب، فقال له: أخبر صولون بأن مَن بالباب أتى بقصد زيارته والسكنى عنده مدةً من الزمن، فأرسل صولون يقول له: إن الإنسان لا يمكنه قَبول الضيوف إلا ببلده أو بمحل يكون له فيه التصرف! فلما سمع أنخرسيس ذلك دخل في البيت وقال: «يا صولون، أنت في بلدك وفي بيتك الخاص بك، فحينئذٍ عليك أن تَقبل الضيوف، فخذ في أسباب الصحبة معي. فتعجب صولون من فصاحته وسُرَّ من ضيافته، وعقد معه الصحبة.»
-
شجرة الكرْم ينشأ عنها ثلاثة أشياء: السُّكْر والحظ والندم.
-
سُئل أنخرسيس ذات يوم: كيف العمل في منع الإنسان من شرب النبيذ؟ فقال لهم: لم يوجد في ذلك طريقةٌ أحسنُ من أن يُجعل أمام ذلك الإنسان شخصٌ سكران، فيذهب عنده ويختلي معه، ويتأمل في أحواله!
-
سُئل أنخرسيس: هل في بلادك آلات موسيقى؟ قال: «بل ولا العنب.»
-
تأمل أنخرسيس ذات يوم في سمك ألواح سفينة، فتأوَّه بأعلى صوته وقال: إن المسافرين في البحر ليسوا بعيدين عن الموت إلا بمقدار أربع أصابع.
-
سُئل أنخرسيس عن آمَن السفن، فأجاب: إنها هي التي تأتي إلى البَر سالمة.
-
يجب على كل إنسان أن يمتلك لسانه وبطنه.
-
سُئل أنخرسيس: هل في الرجال قبيح وحسن؟ فأجاب بأن فيهم اللسان!
-
الصديق الواحد الموفي بحق الصحبة والصداقة أولى وأحسن من أصحاب متعددين لا يجتمعون على الإنسان إلا في حالة الثروة والغنى.
-
ناظرَ أنخرسيس بعض الحكماء فقال له: اسكت يا ابن الصقلية، فقال: «أما أنا فعاري جنسي، وأما أنت فعارُ جنسك!»
-
افعل من الخير متى أمكنك؛ فإن الشر ممكن في كل وقت.
أنكساجوراس
-
لا فراغ في الجو، بل سائره مملوء.
-
سائر الأجسام تقبل القسمة إلى ما لا نهاية له، ولو كان الجسم صغير جدًّا؛ بحيث إنه لو وُجد قاسم ماهر وآلة تقسيم يمكن أن يستخرج من رِجل البعوضة أجزاءً لو وُضعت على ألف ألف سماء لسترتها، من غير تناهيها في نفسها، بل لا تزال قابلة للقسمة؛ لأن الفرض أنْ لا تناهيَ لشيء من الأشياء.
-
ليست الشمس إلا قطعة من حديد حامية جِرمُها أكبر من جميع بلاد مورة.
-
المحبة تجعلنا أفضل مما نحن دائمًا، أما الدين فبعض المرات، وأما القوة فلا مرة.
-
الأرض ممهدة مبسوطة، وأثقل من جميع العناصر؛ ومن ثم ملكت القسم الأسفل من جميع العالم.
-
ما كان من الأرض قارًّا يعود بعد ذلك بحرًا، وما كان منها في وقتنا هذا بحرًا يعود في زمنٍ آخرَ قارًّا.
-
سُئل أنكساجوراس: لأي شيء خُلقتَ في الدنيا؟ فقال: «لأجل مشاهدة السماء والشمس والقمر وغيرها من سائر الأنواع الحادثة.»
-
سُئل أنكساجوراس في ذات يوم عن أسعد جميع الناس، فقال: «فقال: هو لا يكون من الذين تظنونهم سعداء، وإنما يكون من الذين تظنونهم فقراء!»
-
أُخبر أنكساجوراس ذات يوم يموت ابنه فلم يهتم، وقال: «إني أعلم يقينًا أنه ما خرج من صلبي إلا قابلًا للفناء.»
أنون
-
أقصر الطرق إلى الفقر أن تُطعم أجسادًا كثيرة وتَعولَ عائلاتٍ عدة.
أنيدروس
-
من علم أنه سيموت يجب ألا يغتم لأمر صعب.
-
إنْ بلغك عن إنسان أنه حكيم عادل فهو خير، ثم بلغك بعده أنه تزوج فأخرِج مِن نفسك جميعَ ما سبق إليها منه.
إنيوس
-
«عندما تلكَّأ رجل واحد أنقذ دولتنا لنا.»
-
تقوم الدولة الرومانية على تقاليدها وعلى رجولتها.
أوغسطس قيصر
-
أعِدْ إليَّ كتائبي يا فاروس.
-
حسن المدينة لدرجة بالغة، فحقَّ له أن يزهو بأنه وجدها آجرًّا وتركها رخامًا.
-
أسرع على مهل.
أوغسطينوس
-
خلقتنا لنفسك، ولن يهدأ قلبنا حتى يجد راحةً فيك.
-
كانت أطباقًا شهية أمدتني، أنا المتضور جوعًا إليك، بالشمس والقمر.
-
لا يمكن أن يضيع ابن هذه الدموع.
-
أعطني العفة والزهد، ولكن لا تُعطنيهما الآن.
-
خذ واقرأ، خذ واقرأ.
-
بدأت أحبك متأخرًا جدًّا، أيها الجمال العتيق والحديث، بدأت أحبك متأخرًا، ولاحِظ أنك كنت بداخلي وأنا خارج نفسي؛ حيث كنت أبحث عنك.
-
أعطِ ما تحكم عليه، واحكم على ما تملك.
-
حكم الدنيا نهائي.
-
ما من خلاص خارج الكنيسة (يشير إلى قول القديس القبرصي: لا يمكن أن يتخذ الرب أبًا ما لم تكن الكنيسة أمه).
-
اسمع الطرف الآخر.
-
حب، وافعل ما شئت.
-
تكلمت روما، فختمت القضية.
-
نتخذ من رذائلنا سُلَّمًا إذا وطئنا نفس تلك الرذائل تحت أقدامنا.
أوفيد
-
المرأة الفاضلة تحمل طابع طهارتها على جبينها بلا خوف ولا حياء.
-
الحب كله مخاوف مزعجة.
-
أن تحيا حياة دعارة نوعٌ من الموت.
-
المستقيم يعبأ بالتهم الكاذبة.
-
تمضي الحياة وتنقضي أفضل ساعاتنا قبل أن تعرف فائدتها أو قيمتها الحقيقية.
-
إن أكبر الأنهار تنقص عندما تنقسم مياهها بين جداول عديدة.
-
كان الشعر يروقني صبيًّا، كانت ربة الشعر تسوقني إلى فنها خِلسة، كثيرًا ما قال أبي: «لِمَ تحاول دراسة عديمة النفع؟ لَم يترك هوميروس نفسُه أيةَ ثروة … وكانت القصيدة من تلقاء نفسها تقترب من الأوزان الملائمة، والذي كنت أحاول أن أقوله كان بيتًا من الشعر.
-
الباقون الذين لا يعرفون؟
-
فليكن الطالع بعيدًا عنا!
-
دع الرخيص يثير إعجاب الجمهور؛ ليت أبولو الذهبي يقدم لي كئوسًا مملوءة من الينبوع الكاستالياني.
-
ابعدي عني بعيدًا جدًّا أيتها الجميلة العابسة!
-
يضحك جوبيتر في علاه من حِنث العاشقين في أيمانهم.
-
ربما يضم اسمي أيضًا إلى أسمائهم.
-
لا ترد عليَّ كتابةً، تعالَ بنفسك!
-
هنا الآن حقول غلال حيث كانت طروادة فيما مضى.
-
كتلة مختلطة عديمة الشكل.
-
سنذهب في الوسط بأمان أكثر.
-
تجعلني الكثرة فقيرًا.
-
إنه نفسَه يعلم ما يجب أن أفعل. من الصواب أن تتعلم بوساطة العدو.
-
أرى الأشياء الحسنى وأستحسنها، ولكني أتبع الشيء الأسوأ.
-
يلتهم الوقت جميع الأشياء.
-
والآن، ها أنا ذا قد أتممت العمل الذي لا يستطيع أن يدمره غضب جوف ولا السيف ولا العمر الملتهم.
-
قاوِم البدايات؛ يفوت أوان الدواء المحضر عندما يستشري المرض بطول التأخير.
-
أنت يا من تبحث عن نهاية للحب، يخضع الحب للاشتغال، اشغل نفسك تكن بمأمن.
-
الحب … والقلق … والألم … تسير دائمًا متشابكة الأيدي.
-
وأنت أيضًا؟
-
ها أنتِ ذي، يا ألمانيا المتمردة، قد خفضتِ رأسك الحزين أخيرًا تحت أقدام قائدنا.
-
وإذ اعتدنا قضاء ساعات طوال في التحدث حتى لم يلحق طلوع النهار حديثنا.
-
لست أعرف بأي سحر حلو تجذب أرضُ وطننا جميعَ الناس، ولا تسمح لهم بأن ينسوها.
-
لاحظ أيضًا أن دراسة الفنون الحرة بإخلاص تعمل على دماثة الأخلاق، ولا تسمح لها بأن تكون قاسية.
-
تُحدِث قطرات الماء تجويفًا في الحجر. يبلى الخاتم بالاستعمال حتى يصير رقيقًا.
-
تُحدِث قطرة المطر ثقبًا في الحجر، ليس بالعنف، وإنما بتكرار السقوط.
إيرينيوس
-
إن لم تتَّحد مع الله فلن تكون أبدًا من أنصار عالم الخلود.
أيسخولوس
-
زيوس ملك الآلهة، فيقرر ألا أرتبط بزوج أكرهه لقسوته وشهواته.
-
الأحمق المفلح رزءٌ ثقيل.
-
أفضِّل الجهلَ على العلم في سبيل الشعر.
-
الضحك الكثير لأمواج المحيط (بروميثيوس المقيد ٨٨).
-
قل من سُرَّ بنجاح صديقه بلا حسد.
-
فم الله لا ينطق بالكذب ولو كان مبدع الكلام.
-
إن ثورًا ضخمًا قد وطئ لساني لا بأظلافه.
-
من طبيعة البشر أن يركلوا الرجل الذي سقط.
-
إنه يحمل عقلًا مسنًّا فوق جسد يافع الشباب.
-
من يخشَ الآلهة يخَفْ.
-
الطفل يتعقب الطائر الحائم.
-
لا نصدِّق الرجل بالقسَم، بل نصدق القسَم بالرجل.
-
الكلام الطيب بلسم العقل المريض.
-
سمع أيسخولوس غلامًا يقول: «لقد لقيت علماء كثيرين»، فقال له: «قد لقيت أغنياءَ كثيرين وما أنا بغني.»
-
الموت للبشر خلاص من الشقاء.
-
عُدَّه سعيد حقًّا من ختم حياته في رفاهية سعيدة.
-
إنني أتحدث إلى من يعرفون وأُهمل من لا يعرفون.
-
النحيب علاج أكيد للآلام.
-
أيها الموت أنت وحدك دواء جميع العلل.
-
إنه لا يرغب في أن يبدو أفضل الجميع، ولكنه يريد أن يكون كذلك.
-
العناء معلم.
-
الطاعة أمُّ النجاح وزوجة السلامة.
-
ضحكات أمواج البحر التي لا حصر لها.
-
الفن أضعف من الضرورة بكثير.
-
الحظ إله، وأكثر من إله لدى البشر.
-
قوة الحاجة لا تقاوم.
-
إشاعات الناس عظيمة القوة في كل مكان.
أيسخينيس
-
لوم لا مبرر له لا يصل إلى ما هو أبعد من الآذان.
أيسوبوس
-
من الأفضل أن تموت مرةً واحدة من أن تعيش في خوف لازب.
-
يجب علينا أن ننظر إلى العقل لا إلى المظهر الخارجي.
-
إنه واحد، ولكنه أسد.
-
ما أرفق الرقابة بالغربان! وما أعنفها على الحمائم!
إيسوقراطيس
-
إن تكن محبًّا للتعلم فسوف تتعلم جيدًا.
إيليانوس
-
من يهرب فسيقاتل مرةً أخرى.
بادريوس «الخطيب»
-
الرعب قيد الكلام.
-
القتل في الحرب قربان.
باسيليوس «الملك»
-
لا تغترَّ بحسن الكلام إذا كان الغرض منه ضارًّا، فإن الذين يسمُّون الناس يخلطون السمَّ بالحلاوات. لا يصعُبنَّ عليك الكلام الغليظ إذا كان الغرض منه نافعًا؛ فإن أكثر الأدوية الجالبة للصحة مُرَّة بشعة!
-
لا تذُمَّ من الفضائل ما لست كفؤًا لأخذه، ولا تنظر إلى صِغر ما تطلبه منها، بل إلى مقدار قوتك؛ فإن التقاط العسل من الزهرة يمكن النحلةَ أن تفعله؛ ولا يمكن الإنسانَ ذلك!
-
أليس من القبيح أن يكون الملَّاح لا يطلق سفينة مع كل ريح، ونطلق نحن أنفسنا مع الاعتقادات من غير بحث ولا فكر.
-
إذا استحيا المرء من شيء في الحفل فليستحي منه في الخَلوة؛ فإنه ليس من العدل أن يوجب الإنسان للعامة الكرامةَ والحشمة؛ ويخُصَّ نفسه بالهوان والخساسة!
-
لا تأخذ من الناس جميعَ ما عندهم، خذ ممن جميعُ خصاله محمودةٌ ما عنده، وممن يُحمد منه شيءٌ ذلك الشيءَ فقط؛ فإن التفاحة ليست مما يُلتذ برائحتها فقط، بل يُلتذ أيضًا بأكلها، والزهر يُلتذ برائحته فقط، والنحلة يُلتذ بثمرتها، وشجرة الورد بزهرتها ويُتوقَّى شوكتها، فإذا كان الأمر كذلك وجب أن تأخذ من المحمود فعاله ومقاله وجميع ما عنده، ومِن فعله فقط محمودَ فعله دون كلامه.
-
إن كنا نهتم بجميع أعضاء البدن، خصوصًا بالأشرف منها، فحريٌّ بنا أن نهتم بأجزاء النفس؛ وخصوصًا بالأشرف منها؛ وهو العقل.
-
كما أن الذين يستعملون الحواس البدنية فقط يمتنعون من طاعة الغضب؛ خوفًا من الملك المحسوس إذا وقفوا بين يديه، كذلك يجب على من يستعمل الحواسَّ النفسية أن يمتنع من طاعة الغضب؛ خوفًا من الملك المعقول الذي هو واقف بين يديه تبارك وتعالى.
-
إذا وعظت إنسانًا تريد صلاحه، فلا تتشكل شكلَ مَن يريد أن يبطئ، ويكون صديقًا لعلاج داء رديءٍ به، وإذا وعظتك لصلاحك فتشكل شكل المريض للطبيب.
-
كما أنك لا تُشفق على البدن من أن تقطع منه عضوًا قد وقع السم فيه، فإن أشفقت عليه لم تكن شفيقًا، بل منغِّصًا له بالحقيقة، كذلك لا ينبغي لك أن تُشفق على نفس إذا كانت النفس غالبةً لك من أن تلومها، فقد قيل: إن الذي أشفق على سوطه منغِّص لابنه.
-
إن كان من القبيح أن تزين البدن من خارج بثياب نظيفة وهو ملطَّخ بالأوساخ والأقذار؛ فأقبحُ مِن ذلك أن تكون النفس بأوساخ العيوب ملطخةً ويكونَ البدن مزيَّنًا من الخارج.
بالاداس
-
الحياة كلها مسرح ورواية، فإما أن تتعلم العبث طارحًا بالجد عُرضَ الحائط، وإما أن تتحمل أحزانها.
بامينيديس
-
إن الحب كان قبل غيره من الآلهة، وهو منبع أعظم المنافع لبني الإنسان.
باوسانياس
-
الضمير الطيب يحب أن يصرخ بمكنونه.
بتاكوس
-
لكل امرئ مصيبة، ومصيبتي امرأتي، والسعيد من له مصيبة واحدة.
-
اعرَف الوقت المناسب.
-
اعرَف فرصتك.
-
النصر الحقيقي هو الذي يحصل من غير سفك دم.
-
يلزم الإنسانَ أن يأخذ قوسه ونُشَّابه ويقصد قتل أرباب الشرور في أي محل يراهم به؛ لأن صاحب الشر صدره مملوءة بالحقد، وفمه لا يُبيح بما في ضميره، فينبغي للإنسان أن يكون منه على حذر.
-
كان ابن بتاكوس يومًا في حانوت حداد مع جماعة من الشبان الذين كانوا يجتمعون عادةً هناك للتحدث وللاستخيار. وبينما هو كذلك إذ سقطت عليه حديدة من يد صانع غير عامد، فكسرت رأسه، فهمَّ أهل المدينة بقتل ذاك الرجل، وأمسكوه وأحضروه إلى بتاكوس والد المقتول، فبحث عن السبب، فرأى أن الرجل الذي ألقى قطعة الحديد على رأس ابنه غيرُ متعمد؛ فعفا عنه وقال: «إن ذنبًا غير مقصود لَجدير بالعفو والمسامحة؛ لأن الأعمال بالنيات لا بالمظاهرة.»
-
لا تتكلموا بسوء في حق أحد ولو كان عدوًّا لكم، واحفظوا أصحابكم، وعيشوا معهم بالمعروف مع الاحتراس، فلربما انقلب الصديق عدوًّا.
-
ينبغي للإنسان أن يدور مع الزمن وألا يُضيعَ الفرصة.
-
استدعى قارون حاكم ليديا بتاكوس ليُريه ثراءه وغناه، فكتب إليه: تريدني أن أزورك لأرى خزائنك المملوءة بالكنوز الثمينة، ولكني أعتقد، سواءٌ رأيت كنوزك أم لم أرها، أنك لست أغنى الملوك. ولو كان عندي كلُّ ما تملكه ما اعتقدت أني أثرى الناس؛ فضلًا عن عدم اشتياقي لرؤية شيء لا ينفعني في معيشتي، ولا ينفع أحدًا من أترابي؛ بيد أنه يمكنني أن أزورك لأحظى برؤيتك، وأستمتع بالاجتماع بك والحديث إليك!»
-
جاء رجل إلى بتاكوس يقول إنه يريد أن يتزوج إحدى اثنتين: واحدة تساويه حسبًا ونسبًا، والأخرى أغنى منه وأعلى نسبًا. وطلب من الفيلسوف أن يختار له الصالحة، فأشار عليه أن يذهب إلى مجمع الصبيان الذين يلعبون فيه، ويسمع ما يقولونه ويعمل به. فلما ذهب سمِعهم ينبهون بعضهم بعضًا ويقولون: كل واحد يأخذ ندَّه … فاعتبر الرجل وآثر التي تقاربه في الحسب والنسب والغنى.
-
إن الشرائع أعظمُ من كل شيء؛ لأن الآلهة أحيانًا يطيعونها.
-
من الصعب على الإنسان أن يُسعِد نفسه بنفسه.
-
لا شيء أحسنُ من عمل المعروف المعجَّل.
-
قال بتاكوس لتلاميذه: «إذا شرعتم في اختراع شيء أو عمل أمر، فلا تفتخروا به قبل إتمامه؛ لأنه قد يمنع من إتمامه سوءُ الحظ، فتسخر بكم العامة، وإياكم أن تلوموا أحدًا لمكروه أصابه؛ فيصيبكم مثله، ولا تتكلموا بسوء في حق أحد ولو كان عدوًّا لكم. وعليكم بالعفة والزهد والصدق وطاعة الله وكتمان السر.
-
سُئل بتاكوس ذات مرة: أي الأشياء أكثر تغيرًا؟ فقال: «مجاري المياه وأعراض النساء!»
-
سُئل بتاكوس عن الشيء الذي لا يفعله الإنسان إلا بغاية النظر، فقال: اقتراض الدراهم من الأحباب. وسُئل عن أعظم الأشياء، فأجاب: إنه الزمن. وسُئل عن أخفى الأشياء، فقال: المستقبل.
-
سُئل بتاكوس: ما الأكثر أمانة؟ فقال: هو الأرض. وما الأكثر خيانة؟ فقال: هو البحر.
-
قال رجل لبتاكوس إنه يريد أن يستشير رجلًا صالحًا في شيء في ضميره، فقال له بتاكوس: «لن تجد أمينًا مهما بحثت.»
بترونيوس
-
احترس من الكلب (عبارة وجدت مع صورة كلب على أرضية من الفسيفساء في بومبي).
-
إجادة هورايتوس الصحيحة.
-
لديك مجرم معترف.
بركليس
-
العناد عبد الضرورة.
-
هيا ننهض أيها الأخوان؛ فقد طال جلوسنا فوق التوافه.
-
الزمن … هو أحكم الناصحين.
-
إن العالم كله مدينتي ومسقط رأسي، وأصدقائي هم الآلهة، ومن دونهم في المرتبة الإلهية كلُّ الأخيار، مهما كانوا وأينما كانوا، ومع ذلك فإن من العدل أن أحترم أيضًا القطر الذي وُلدت فيه ما دام هذا هو القانون المقدس، وأن أطيع جميع أوامره، ولا أعارضه؛ لأن العناد على حسب القول الجاري عبدُ الضرورة. ويلزمنا أن نتذرع بالصبر، ولا نتذمر أو نبكي عندما تكون أوامره أقسى من المعتاد، بل علينا أن ننظر إلى الأمر على حقيقته.
بروبرتيوس
-
يروي التُّجار قصة العاصفة، والحرَّاث قصةَ زوج ثيرانه، والجندي قصةَ جروحه، والراعي قصة أغنامه.
-
وإذا خذلتني قوتي فلا أقلَّ من أن يكون صَلعي عنوانًا للشرف، فيكفي في المشروعات العظيمة أن أقول: «سأفعل.»
-
تخلَّوا عن أماكنكم يا كتَّاب الرومان، وتخلَّوا عن أماكنكم أيها الإغريق! هنا يأتي مولد شيء أعظم من الإلياذة.
-
أيتها الفضيلة لستِ إلا كلمة.
-
إنه (فرجيليوس) الآن يبعث الحياة من جديد في قوات آينياس الطروادية، وفي أسوار المدن التي أقامها على شواطئ لافينيوم. فلتستسلموا أيها الكتَّاب الرومان، ولتستسلموا أيها الكتَّاب الإغريق، فإن شيئًا أضخم من الإلياذة على وشك أن يولد.»
بروتاجوراس
-
الإنسان مقياس كل شيء (ذكر أفلاطون في ثياتيتوس، ١٦٠ د).
بروتس
-
مَثلُ من باع بلاده وخان وطنه؛ مَثلُ الذي يسرق من مال أبيه وأخيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه!
-
قال بروتس ساعةَ الموت: «أيتها الفضيلة لستِ إلا كلمة!»
برياندروس
-
متى كان الإنسان متعلقًا بشيء وصرف إليه جهده، وصل إليه، كيف لا؟ فالإنسان إذا احتال على برزخ بين بحرين هدمه!
-
لا ينبغي للإنسان أبدًا أن يأخذ في نظير عمله ذهبًا ولا فضة؛ فإن ذلك قليل عليه.
-
إن الملوك لا يمكن أن يوجد عندهم فخرٌ أعظمُ من محبة الرعايا لهم.
-
لا شيء أحسن من الراحة.
-
لا ينبغي أن يُقتصَر على معاقبة فاعل الشر، بل يعاقَب مثلَه مَن دفعه إلى فعله.
-
الحظوظ تمر مرَّ السحاب، والفخار لا يعتريه ذهاب.
-
ينبغي للإنسان أن يكون ليِّن الجانب عند الشدة، حازمَ الرأي عند المصيبة.
-
لا تبُحْ بالسر الذي تؤتمن عليه.
-
المِرانُ هو كل شيء.
-
ينبغي للإنسان أن يكون مع أصحابه على حالة واحدة؛ سواءٌ كانوا في سَعة أم ضيق أم شدة أم رخاء.
بطليموس
-
لا ينبغي للحكيم أن يخاطب الجاهل، كما لا ينبغي للصاحي أن يخاطب السكران.
-
نحن كائنون في الزمن الذي يأتي بعد.
-
موقع الحكمة من قلوب الجهال كموقع الذهب والجوهر من ظهر الحمار.
-
دعا بعض الملوك بطليموس إلى طعامه فاستعفى، وقال: «يعرِض للملوك قريب مما يعرض للذين ينظرون إلى الصواب، فإنهم إذا نظروا إليها أعجبتهم، فإذا رأوها من قريب لم يستحسنوها!»
-
قيل لبطليموس: ابنك قُتل في الحرب، فقال: «لأنه ابن أبيه.» ثم قيل له بعد ذلك: إنه لم يُقتل، لكنه أُسِر، فقال: «لأنه ابن أمه.»
-
ما أحسنَ الإنسانَ أن يعبر عما يشتهي! وأحسنُ منه ألا يشتهي إلا ما ينبغي.
-
الحليم الذي إذا صدق صبر، لا الذي إذا قُذف كظَم.
-
لَأَن يستغني الإنسان عن الملك أكرمُ له أن يستغني به.
بلاوتوس
-
السعيد من مات في شبابه.
-
من العجائب التي لم تُخلق للآن … امرأة خرساء.
-
الجندي الجعجاع (عنوان مسرحية).
-
كلٌّ يحصد ما يزرع.
-
الصبر خير دواء لكل الأدواء.
-
«إن التعلم من اختبار الآخرين لَأحلى وأعذبُ من أن يتعلم الآخرون منا.»
-
الصبر أفضل علاج للحزن.
-
جريبوس: إذن فهل أنت شحَّاذ؟
لابراكس: لقد لمست الموضع بسِنِّ إبرة (أي: وضعت إصبعك فوق موضع الألم تمامًا).
بلوطارخوس
-
إن أشدَّ ما يندم عليه الإنسان ثلاثة: ائتمانه امرأةً على سر، والثاني سفره بحرًا حيث يستطيع أن يسافر برًّا، والثالث قضاؤه يومًا كاملًا دون أن يعمل فيه عملًا ذا شأن.
-
ولدت حرًّا لكي أعيش … وعشت لكي أكون حرًّا … والويل لسجَّان الحرية أو سفَّاك دمها، إنه وحده لم يُخلق لكي يعيش!
-
لو أرادت الآلهة خيرًا بالبشر أعربت عن رغباتها في النوم.
-
فكِّر مرتين قبل أن تتكلم تقلَّ أخطاؤك إلى النصف.
-
العثور على العلم الصحيح مصدر الأمانة والفضيلة.
-
قال بلوطارخوس: كان لرجل حقل يريد بيعه فجعل المنادي يصيح «للحقل رجل طيب.» فتسابق القوم على شرائه.
-
لا دَينَ يضر المَطْلٌ به مثلُ العدل.
-
حرارة النساء الطبيعية … رطبة جدًّا.
-
العلم خير زاد للشيخوخة.
-
الكلمة الصغيرة يفوه بها العظيم عفوًا … قد تكشف عنه ما لا تكشفه معركةٌ كبيرة!
-
استَشِر الزمان؛ فهو أحكم مشير.
-
إن الشرف الحقيقي لا يترك مجالًا للتردد والشكوك.
-
شفتا الحَسود ككأس الحجَّام تمتصان ما فسد في الأنام.
-
ما الخُلق إلا عادةٌ مورِست مدةً طويلة.
-
العلم حلية في الرخاء وعون في الشدة.
-
على قائد الجيش أن يرى ما أمامه وما وراءه في وقت واحد.
-
الصلاح يُعدي؛ فإن الذي يراه يَتوق إلى العمل به.
-
إن الأموال غالبًا ضرر لأصحابها.
-
سُئل: كم يفضُل المتعلمون على غير المتعلمين؟ فقال: مقدار ما يفضل الأحياء على الأموات.
-
الصبر يغلب الشدة.
-
أنا أستنتج من نكتة يقولها عظيمٌ طريقًا للتعرف على شخصيته.
-
إنما الكلام ظل العمل.
-
فكر مرتين قبل أن تتكلم … وستقل أخطاؤك إلى النصف.
-
«من الأشياء المرغوب فيها حقًّا أن ننحدر من أسرة عريقة، ولكن المجد هنا سيكون ملْكًا لأسلافنا.»
-
مقياس الحياة ما يُعمَل فيها من عمل صالح.
-
الراحة حساء العمل اللذيذ.
-
عندما تنطفئ الشموع تمسي كل النساء جميلات.
-
إنه يعاني التهاب اللوزتين الفضي.
-
دع حربتي ترقد بدون استعمال … حتى تغطيها العناكب بخيوطها.
-
كل ما هو صُلب من الصعب إلانتُه.
-
روى بلوطارخوس أن رومانيًّا طلق امرأته، فلامه إخوانُه على فراقها، وقالوا له: «ألم تكن جميلة؟ ألم تكن عفيفة محصنة؟» فتناول الروماني حذاءه ورفعه إليهم ليروه، وسألهم: «أليس حسَن المنظر، جيد الصنع؟» ثم قال: «ومع ذلك لا يدري منكم أحد في أي موضع يضيق ويؤلمني؟»
-
العثور على العلم الصحيح مصدر الأمانة والفضيلة.
-
وعندما ألقى يوربيديس ذراعيه حول أجاثون الجميل وقبَّله في وسط المأدبة، وكان أجاثون أصبح ملتحيًا، قال أرخيلاوس لأصدقائه: «لا تتعجبوا؛ فإن خريف الجمال لَهُو جميل أيضًا.»
-
الله هو أمل الرجل الشجاع، وهو عذر الجبان.
-
نصَّب أحد الملوك قاضيًا، ثم رآه يصبغ لحيته فعزله وهو يقول: من يخدع بشعره لا يؤتمن في أعماله!
بلينيوس الأصغر
-
جميع الحيوانات عدا الإنسان تعرف ما ينفعها.
-
أعمالنا لا تنشد المجد، بل المجد ينشدها.
بلينيوس الأكبر
-
وفي هذه الأيام التي ينفقها الآخرون في أشغال تافهة جدًّا، أشغل فراغي باغتباط زائد في الآداب.
-
صاعقة غير ضارة.
-
هناك دائمًا شيء جديد من أفريقيا؛ مَثلٌ من بليني؛ إذ يقال عمومًا بين الإغريق: إن أفريقيا تقدم دائمًا شيئًا جديدًا.
-
تأتي الحقيقة من الخمر؛ مَثل من بلينيوس، يقال عمومًا: إن الحقيقة في الخمر.
ذكاء أتيكي.
-
ما من يوم بدون خط؛ مَثل من بلينيوس. وزيادة على ذلك، كان من عادة أبيلي Apelle ألا يشغله عمل يومه عن ممارسة فنه بأن يرسم خطًّا، ومن هنا نشأ المثل.
-
يجب على الإسكافي ألا يرتفع أكثر من قالبه. «أيها الحذَّاء لا ترتفع أكثر من الحذاء.» «والأصل في هذه النبذة الأدبية أن أشهر رسامي الإغريق أبيلي عرض لوحاته على الجمهور، واختبأ وراء ستار ليسمع نقدهم، فسمع أحد الحذَّائين يعيب حذاءً في لوحة، فصححه الرسام. وفي اليوم الثاني أقبل نفس الحذَّاء ووجد الحِذاء مصححًا، فأخذ يعيب أشياءَ أخرى، فإذا بالرسام يخرج من مكمنه ويقول: «أيها الحذَّاء، لا ترتفع أكثر من الحذاء»، فجرت مثلًا يُضرب لمن يبدي رأيه في غير اختصاصه.
-
الحقيقة الثانية هي أنه لا يوجد على الأرض شيء ثابت.
بنداروس
-
أية هبة مهما كانت صغيرةً عظيمةٌ لو صدرت عن ميل المرء وعطفه.
-
الماء أسمى العناصر (عبارة مكتوبة على حجرة المضخة بمدينة باث).
-
بالكلام للحكماء، أما عامة الشعب فيحتاجون إلى مترجمين (الأشعار الأوليمبية ٢: ٨٥).
-
لأن الحكمة ترضخ دائمًا لشهوة الربح.
بوبليليوس سيروس
-
ما دموع المرأة غير توابل للخبث والمكر.
-
عندما تستحي الشمطاء تصبح لعبة الموت المفضلة.
-
الاسم الطيب أكبر ميراث للمستقيمين.
-
من الحكمة أن تفقد أعصابك متأخرًا ولمرة واحدة.
-
يؤجل للشرير عقوبتُه، ولكنه لا ينجو منها.
-
الدمعة الجاهرة ليست حزنًا، بل خيانة.
-
ليس سعيدًا من يعتقد أنه كذلك.
-
أيها الضمير، أنت عذاب العقل الصامت.
-
من العبث أن تبحث عما تخفيه الضرورة.
-
ما بلغ إنسان إلى القمة بالخوف أبدًا.
-
ستجد أنه من العسير عليك وحدك المحافظةُ على ما يطلبه الكثيرون.
-
من يتوسل في أمر صعب يقول لنفسه: لا.
-
كل ناضج أصله مُر.
-
الحاجة تجد الأسلحة جميعها عند خدمتها.
-
إنه لذكي حقًّا من يدرك أنه أحمق.
-
الحاجة تخلق من الشحاذين كذابين.
-
ما أسهل أن تجد للشرير شبيهًا!
-
إذا تكرر الكلام على السمع تقرر في القلب.
-
لا تجعل من محنة الغريب مسرَّةً لك.
-
المال عبدك إذا أحسنت استعماله، وسيدك إذا أسأت استعماله.
-
لا يُقهر الخطر إلا بالخطر.
-
الخطأ الذي أوجده الزمن يمحوه الزمن.
-
أيُّ لذة فيما يُجنى بصعوبة؟
-
ما يأتي بالتمني غريب عنا كلية.
-
كما تعامِل جارك توقَّع منه نفس المعاملة.
-
الشجاعة التي تعرف الخوف تعرف كيف تلزم الطريق آمنة.
-
الشعور المتَّحد بخلق القوة من السواعد الضعيفة.
-
يبدأ الحب ولكنه لا يزول أبدًا.
-
المرأة إما أن تحب أو تكره، ولا ثالث لذلك.
-
الشك نشيط دائمًا في الجانب الكئيب.
-
أحبِبْ أباك إن كان عادلًا، وتحمَّلْه إن لم يكن كذلك.
-
واجبك أن تراقب كلَّ ما يحتمِل فِقدانك له.
-
إن تتحمل أخطاء صديقك، تجعلْها أخطاءك.
-
الدَّين للحر عبوديةٌ قاسية.
-
من يتشاجر مع ثَمِل يجرح غائبًا.
-
المحب الغاضب يقول لنفسه أكاذيبَ كثيرة.
-
البخيل نفسه هو سبب بخله.
-
يعرف المحب رغبته، ولا يرى ما تقول به الحكمة.
-
يحلم المحبُّ وهو يقظان بما يساوره من شك.
-
لأي رواية مفعولها لتدعيم محنة.
-
لا يمكن فصل الحب من الإنسان ولكنه يتسلل بعيدًا.
-
تستطيع أن تهدئ من غضب الحب بالدموع.
-
عندما يُفتضح سوء المرأة جهارًا تصبح طيبةً آخرَ الأمر.
-
من السهل عليك أن توقع البخيل في حبائلك إذا لم تكن أنت بخيلًا مثله.
-
نادرًا ما يوهِب الإله حكمةً مع حب.
-
خير ما يفعله البخيل هو أن يموت.
-
الزمن يخفي الشرير ثم يميط اللِّثامَ عنه.
-
لا تؤلم الخسارة الرجلَ العاقل، بل البخيل.
-
أي أذًى تتمناه للبخيل غير أن يحيا حياةً طويلة!
-
يجب على المرء ألا يثق أبدًا في عقل سقيم.
-
إننا نهوى ما يملكه الآخرون، والآخرون يهوون ما نملكه أكثر.
-
الحب متعة الشاب ومثلبة الشيخ.
-
عندما تستحى الشمطاء تصبح لعبة الموت المفضلة.
-
من يتسبب في جرح الحب يعالجه أيضًا.
-
المتسرع في حكمه يندم بسرعة.
-
بقدر مهارة المقامر يعظُم خبثه.
-
يسبب الحب قلقًا في وقت الراحة.
-
لا ضرورة لأحد أن يكون جشِعًا؛ وخاصةً العجوز.
-
المرأة المتواضعة تختار رجلَها بعقلها لا بعينها.
-
وعد المحب لا يتضمن عقابًا.
-
المحب كالشعلة … يزداد اشتعاله إذا أُثير.
-
الحب كدمعة العين؛ تصعد إلى العين وتهبط على الصدر.
-
الحكيم يكبح جماح مشاعره، أما الأحمق فيصير لها عبدًا.
-
تريك المحنة هل لديك صديق أم اسم لصديق.
-
إنه الزمن، لا العقل، هو الذي ينهي الحب.
-
تنمو الشجاعة بالجسارة، والخوف بالتواني.
-
تجرح المعونة كبرياء أولئك الذين خسروا قضاياهم.
-
صاحب الحظ الحسن يبتعد عن الخراب.
-
عقوبة البخيل الصارمة طبيعته.
-
ليس للبخيل حياة إلا موت مؤجل.
-
المدافع عن قضية شخص آخر يجهز نفسه.
-
من يخشَ نفسَه ليس لعذابه نهاية.
-
تحكَّم في أحاسيسك خشيةَ أن تحكمك هي.
-
من يرغب أن يكون حصيفًا عليه أن يَسوس عقله وشهيته.
-
لا جدوى من اللوم في عادة تمارسها.
-
ليس في السوق ما هو أفضل من صديق وفي.
-
انفع أصدقاءك دون أن تسيء إلى نفسك.
-
لا يُشبع أيُّ ربح القلبَ الجشع.
-
ادرس أخلاقَ صديقك ولكن لا تكرهها.
-
الهدية المحتاج إليها، إن جاءت بلا سؤال، يرحَّب بها مرتين.
-
الصداقة اللازبة مع الرخاء لعنةٌ من اللعنات.
-
من لا يقدر على رد الجميل فلا حقَّ له في طلبه.
-
إبان محنة الغير، من الخير ملاحظة ما يجب تلافيه.
-
منظر غنائم الشجاعة يجعل للعمل لذَّته.
-
صورة الشجاعة لها دخل في النصر.
-
تستطيع بالملاطفة أن تجني ما لا تستطيعه بالشجاعة.
-
للحاكم أن ينظر إلى طرفَي الفرصة.
-
اللذة الصامتة خوفٌ أكثر منها سرورًا.
-
لا شيء سهلٌ لدرجة أنه يصعب عندما تقوم به ضد مشيئتك.
-
يجب أن تأكل ما أفسدته.
-
الاقتصاد نفسه دخلٌ عظيم.
-
لن يحصل على ثعبان الماء كلُّ من يُمسك ذيله.
-
من البيضة إلى التفاحة (أي: من البداية حتى النهاية).
-
المنافسة تولِّد المنافسة.
-
المنافسة محك الذكاء.
-
تبصَّر العواقب.
-
كلما اقتربت القمة اقتربت النهاية.
-
لا يملك أحد ما يكفيه تمامًا.
-
الحسود يُقر بنقصه.
-
يهدف الحسد دائمًا إلى أعلى نقطة.
-
الحسد عدو الشرف.
-
من يقرأ القبريات يفقد وعيه.
-
لا تجعل من محنة الغريب مسرَّةً لك.
-
من الأفضل دائمًا لعديم الحظ ألا يفعل شيئًا.
-
لا تعترف العيون إثمًا ما لو سيطر عليها العقل.
-
لا نعتبر مُلكَك؛ أيُّ شيء قابل للتغير.
-
لا يحيق الخراب سريعًا بمن يخاف الكسر.
-
ليس هناك أي ربح آمن من ادخار ما تملكه.
-
إنك لا تستطيع أن تحدد ما تشتهيه أو ما تتجنبه … فهذا هو مزاح اليوم.
-
لا يُقهر الخطر إلا بالخطر.
-
الحظ الحسن للغاية معدوم؛ لأنك لا بد واجدٌ فيه شكوى.
-
ليس من مكان أفضل لنا، نحن الرجال، من أن نموت إلا حيث عشنا بمحض اختيارنا وسرورنا.
-
الشحيح لا يفتقر عذرًا ليقول «لا.»
-
عندما يستقيم الشرير فإنه يُخفي طبيعته.
-
إن أثر الجرح الذي تخلفه الشجاعة ليس قبيحًا أبدًا.
-
حيث طال وجود النيران لا حاجة أبدًا إلى دخان.
-
لا بد للأشياء العظيمة جدًّا من بدايات صغيرة جدًّا.
-
من يَسوس الكارهين يؤذيهم أكثرَ مما يرشدهم إلى الطريق السوي.
-
بالرضوخ المفرط قد تزداد الحماقة حمقًا.
-
لا يحب الطَّمِع شيئًا أفضل من غير المسموح به.
-
إن لم تعاقب الذنوب فإنك تساعد الخبث.
-
ما أسهلَ أن تجد للشرير شبيهًا!
-
كلُّ ناضج أصله مُر.
-
إن أعظم مجد هو الإحجام عن الأذى عند القدرة عليه.
-
من يرضخ لشعبه لا يُقهر، بل ينتصر.
-
الحاجة تخلق القانون ولا ترضخ هي نفسُها له.
-
عندما يحاكي الشرير الطيبَ لا أحد يعرف ماذا يدور في خَلده.
-
لا يعاقَب المرء بأقسى من سوء الحظ.
-
الشجاعة لا تعرف الرضوخ للمحنة.
-
تجني الحاجة ما تريده من الإنسان.
-
الحاجة تجد الأسلحة جميعها عند خدمتها.
-
نادرًا ما يؤذي سوء الحظ الثبات.
-
إنه لذكي حقًّا من يدرك أنه أحمق.
-
الحاجة تخلق من الشحَّاذين كذابين.
-
ستجد أنه من العسير عليك وحدك المحافظةُ على ما يطلبه الكثيرون.
-
الحاجة تخطف ما تطلبه إلا إذا أعطيته إياها.
-
الإثم يتوسل متى غضبت البراءة.
-
الحياة والحظ غير دائمَين للإنسان.
-
لا يُعيرك النجاح أذنًا صاغية على الدوام.
-
لا يهجرُ الشحَّ أبدًا من ينحصر تفكيره فيما يخشاه.
-
كل إنسان يفشل في خوفه من الكمين إلا من يعرف كيف يعُدُّه.
-
من يتوسل في أمر صعب يقول لنفسه: «لا.»
-
تضيع الحقيقة وسَط النزاع المفرط.
-
ليس للشفقة سمعة رديئة في أي مكان.
-
من العبث أن تبحث عما تخفيه الضرورة.
-
ما أقوى احتلالَ الضرورة لعرشها!
-
من يمُتْ في البأساء لا يمت قبل الأوان.
-
من يَحمِ المجرم يقترف إثمًا ضد نفسه.
-
ليس هناك شيء لا يهدئه الزمن ولا يخمده.
-
لك أن تفكر في أي شيء قذر في سبيل علاج صحتك.
-
لا تحتقر الخطواتِ التي تقودك إلى العظمة.
-
لا تعرف الضرورة أمرًا غير النصر.
-
ما بلغ إنسان إلى القمة بالخوف أبدًا.
-
من يقول «لا» فورًا لا يُظهر أدنى شفقة.
-
ليس سعيدًا من يعتقد أنه كذلك.
-
كل لذَّة تضر مَن تفتنه.
-
ليس لخدمات المحسن نهاية.
-
أيتها الحياة، أنتِ طويلة للتعيس وقصيرة للسعيد.
-
الزجر وقتَ المصيبة أقسى من المصيبة نفسها.
-
إنه لعذاب حلو متى يحكم المرح.
-
عندما يَسوس الأكْفاء يطيع الجميع بسرور.
-
من النَّبالة أن تُقتل عندما تكون عبوديتك مُخجِلة.
-
أيها الضمير، أنت عذاب العقل الصامت!
-
ما أحسن أن توهَب الحسنةُ متى يتذكرها آخذها.
-
قليلون من لا يرغبون في الإثم، بينما الكل يعرفه.
-
إن محنة الكثيرين خبث القليلين.
-
خطؤك من أجل سيدك ثمنُ فضيلته.
-
التحمل سيجلب عليك الكثير مما لا تقدر على تحمُّله.
-
الدمعة الجاهزة ليست حزنًا، بل خيانة.
-
من يصحح خطأه بسرعة يُضعف الخطأ.
-
الإحساس بتأنيب الضمير عبودية إلى حدٍّ ما.
-
المحظوظ لا يعرف كيف يتصرف مع السراء.
-
لنظرات العاقل حسن (رواق) الحديث.
-
ما خيانة النفس إلا الاعتصام لدى من هو أدنى منك.
-
من الصواب أن تعتبر خطأ صديقك كأنه خطؤك.
-
العفو عند المقدرة من حظ الناس الطيب.
-
من ينتقم لنفسه حاضر على الدوام وإن كان غائبًا.
-
من السهل على المحظوظ أن يفعل كل ما تأمر به رغباته.
-
يؤجَّل للشرير عقوبته ولكنه لا ينجو منها.
-
أن أفقد آخر مليم معي أفضلُ من أن أجمع المال بطريق غير شريف.
-
الذين يدركون ما يعطيه الله قليلون.
-
إنه العقل، وليس الجسد، الذي يقيم الرباط الزِّيجي الأخير.
-
الموت المستمر معرفة وقت الهلاك.
-
الغضب مع الأقوياء هو السعي وراء الخطر.
-
من يُعطِ حسنةً لخير يتلقَّ جزءًا منها.
-
لو أن الشرف لا يؤثر في المرء لَمَا استطاع تحطيمه.
-
تخفُّ العقوبة متى قلَّ الألم.
-
يحمي الحظ عددًا أكبر من الناس من أن يجعلهم آمنين.
-
تذكُّر المحنة بعد فواتها تجديد لها.
-
الاسم الطيب أكبر ميراث للمستقيمين.
-
الجَسور يهزم الخطر قبل لقائه.
-
ينتصر على الدوام من يستخدم الرحمة.
-
مائدة الإنسان تتلقى من الأصدقاء عددًا أكبر مما يتلقاه القلب.
-
من الحكمة أن تفقد أعصابك متأخرًا ولمرة واحدة.
-
قدِّم لمن جعلك طائر الصيت برهانَ ما أنت عليه.
-
فكِّر في هدفك عند كل محاولة لك.
-
المخادع الناجح سرعان ما يؤذي عدوه.
-
ليس كل ما في متناول اليد يساعد المرء على الدوام.
-
السر الذي تخفيه قد يصبح مصدر فزع لك.
-
كل من يحفظ قسمه يبلغ أيَّ هدف يشتهيه.
-
الخطأ الذي أوجده الزمن يمحوه الزمن.
-
ما أسهلَ أن تجد المحنةُ من تبحث عنه!
-
من المستطاع البحثُ عما تهدم، ولكن من غير المستطاع استعادته.
-
ما أتعس الخدمة التي لم يُكفل لها نجاح!
-
ما أتعسَ مَن تكون الشفقة ضدَّ مشربه!
-
ما أتعس اضطرارك إلى تحطيم من توَدُّ سلامته!
-
من العسير إنعاشُ مَن تحطم اسمه ذات يوم.
-
أي لذة فيما يُجنى بصعوبة!
-
من يحسن إليك لا يؤذيك، وهو قادر على ذلك.
-
كل ما قد تهبه للأخيار تعطي جزءًا منه لنفسك.
-
من الحُمق أن تقتُرَ إن كنت تجهل لمن تدخر.
-
إنها لا ترفض أحدًا من تريد أن تعتبر فتَّانةً للغاية.
-
لا يحب المَدين عتبةَ باب الدائن.
-
لو يستطيع المرء أن ينقُل حبه لاستطاع أن يُقصيَه.
-
العفو عن الإثم تشجيع لعدد أكبر من الآثمين.
-
ما يُسلب من الأشرار هديةٌ للأخيار.
-
من لا يَقْضِ حياته عاملًا فهو ميت بالنسبة للآخرين.
-
العمل المتسم بالشجاعة متسم بالشهرة.
-
يا لتعاسة الخطة إن تهزمْها المصادفة!
-
سرعان ما ينبذ كل ما يزينه الحظ بذوق معدوم.
-
كل ما هو زائد عن الحاجة حِمل ثقيل عليك.
-
من يستطيع أن يجرح يُخشى بأسُه وإن كان بعيدًا عن الأنظار.
-
من فشِلتَ في قيادته بالوسائل الطيبة، فاكبح جماحَه بالوسائل الشريرة.
-
كل ما يقوله الأكبر سنًّا يعتبره الجميع نصيحة.
-
إنها لَتعاسة أن يقبض عليك من تظنُّهم حُماتك!
-
كل إنسان يقرظ لنفسه هوايتَه بمدحها.
-
من السوء أن تتذمر من نفس الصديق الذي تحبه.
-
من يأتِ للأذى يأتِ دائمًا مستعدًّا له.
-
من يمكنه أن يعرف المساكين ما دام الألم لا يتكلم؟!
-
ما أمرَّ أن يتجدد شرٌّ قد بلي!
-
كلما ازداد تأخر الجريمة، ازداد ابتداؤها خزيًا.
-
ما أتعسَ الإنسانَ الذي لا يستطيع أن يقدم الاعتذار لنفسه!
-
من كان صبورًا على كثير من الأصدقاء يجب أن يصبر أيضًا على الأعداء.
-
من يتهم نفسه لا يستطيع أحد اتهامه.
-
من يقتل نائمًا ينتقم من غائب.
-
العاقل يحتاط لما يأتي كما لو كان قائمًا.
-
ستمقُت من تحب إلا إذا أخلصت له النصيحة.
-
من يمكنه أن يشتهي ما يكفي ينال مُناه.
-
يجب أن يُساس الشباب بالعقل لا بالقوة.
-
لا يستفيد بالتسويف إلا الغضب.
-
يخشى البريء عند المحاكمة الحظَّ ولا يخشى شاهدًا.
-
لا شك أنه شيء نادر الذي تظل معتزًّا به مدةً طويلة.
-
أخْذُك ما لا تستطيع أن تردَّه أبدًا سرقة.
-
ملِكٌ من يفعل ما يروقه، لا عبْد.
-
لا يحب النصر المنافسة.
-
كيف السبيل إلى الحذر متى سعى القلب وراء أمر والأقوالُ وراء أمر آخر؟!
-
من يخدم ضد رغبته يشف، ومع ذلك فهو عبد.
-
ما يُخيفك يخدعُك إن تهمله.
-
لِمَ تحتاج إلى المال إن كنت لا تستطيع استخدامه؟
-
دائمًا ما يقع لك ما تعتقد أنه قد ولَّى وهرب.
-
لا يجرح صوت التحذير أحدًا مهما احتد.
-
طلب المعروف ضرْب من العبودية.
-
فِقدانك ما ليس لك ليس فقدانًا، بل إعادةُ الشيء لصاحبه.
-
يظن الغضب دائمًا أن له قوةً فوق قوته.
-
عندما يعنِّف الخجل إنسانًا ما فهناك أمل في سلامة روحه.
-
النصيحة قبل الإصلاح سبيل الرجل السليم النية.
-
يحمل الحكيم السلاح ضد العالم عندما يفكر.
-
مِن أعدل ما يكون أن تتذكر الذي تَدين له بذاتك.
-
الحمقى يخافون الحظ، والعقلاء يتكبدونه.
-
لا تُكتشف الحكمةُ بالسنين، بل بالإحساس.
-
يعتبر السخاء نفسه غنيًّا على الدوام.
-
يهيئ العاقل فرصة لإخماد الظلم.
-
عند الخطر يحل الإقدام محلَّ التفكير.
-
عندما تلحُّ الحاجة إلى الحيلة يُفتقر إليها دائمًا.
-
إنه رفض مقتضب عندما يواجه العاقل رجاءً بالصمت.
-
يخشى العقل الشرَّ المجهول أكثر من غيره.
-
دائمًا ما تتبع البراءة ضوءها.
-
إنه لأحمقُ من يعاقب نفسه لينتقم من شخص آخر.
-
إنه هدم للقانون أن تسلب شخصًا من سنده الأول.
-
من لا يستطيع الصفح عن أصدقائه، يُحابي أعداءه.
-
يجب على المنتصر أن يتحمل جرحًا عديم الألم.
-
ينجو العاقل من الأذى بخوفه اللازب.
-
من الحُمق أن تتذمر من سوء الحظ والخطأُ خطؤك.
-
كثيرًا ما تردُّ ساعةٌ واحدة ما سلبتْه سنوات عديدة.
-
سارَّة هي الشوكة التي ترى منها الوردة.
-
من الحمق أن ترغب في الانتقام من جارك بإحراق داره.
-
يسخر الحظ من الشخص الذي ترغب في تحطيمه.
-
الأمل يخفف عن الشحاذ، والثروةُ عن الشحيح، والموتُ عن المسكين.
-
القاضي الذي يقضي بالهلاك على البريء يتهم نفسه.
-
الشر نفسه يدفع الأذى بأن يقع عليه.
-
الإخلاص في الفقر ثروة جديدة.
-
إن ترغب في عدم الخوف من شيء، فاخْشَ كل شيء.
-
القوة المنقوصة لا تحتفظ بقوتها.
-
آلام المربية تلي آلام الأم.
-
من يندم على فعلته يعاقب نفسه.
-
قد يُحمد ظلم الإنسان من أجل سلامته.
-
من الحمق أن توبخ نصير السماء.
-
إنه ربح عظيم للحسنة أن تتذكرها.
-
في الأخطار يُبحث عن الخطة متأخرًا جدًّا.
-
من يتوق إلى سلامة الممتلكات العامة يحرس أملاكه.
-
كفى أن تغلب العدو، فكثيرٌ جدًّا أن تسحقه.
-
الشك خطأ صامت إزاء الحقيقة.
-
التفوق عليك بسبيل أفضلَ جزءٌ من المجد.
-
ليس من الفضيلة تحطيم المتضرع، بل من البربرية.
-
من تنبعث الحقيقة من فمه فصيحٌ بما فيه الكفاية.
-
من يتخذ من عجوز وريثًا يدفن ثروته في قبر.
-
من الحكمة أن يربط العاقل لسانه.
-
يحتاج الشحيح إلى ما يملك بقدر احتياجه إلى ما لا يملك.
-
الجميع في أمان عندما يدافع عن الفرد الواحد.
-
ما أشقى من يستطيع الموت متى يشاء!
-
يأتي المديح دائمًا بعد أن يشق الكدُّ لنفسه طريقًا.
-
مساعدة المجرم اشتراك معه في الجريمة.
-
الشك يولد لنفسه المنافسين.
-
يجب دائمًا الخوف ممن يمكنه أن يُظهر الغضب.
-
فرصة العدو الشِّقاقُ بين المواطنين.
-
الموت أفضل شيء عندما تكون الحياة كلها هلعًا.
-
الرب وحده هو الذي يجلب العقاب؛ وإن كان الكثيرون يفكرون فيه.
-
عندما يخطئ الكبار لا يتعلم الصغار إلا الشر.
-
عندما لا يُخشى شيء يولد ما يُخشى.
-
عندما تكون بعيدًا مع أهلك، فإنك لا تفقد وطنك.
-
الكذبُ لقاءَ السلامة صِدق.
-
حيث الحياءُ يقدَّس الإخلاص دائمًا.
-
الحديد في الأخدود أنفع من النُّحاس الأصفر في القتال.
-
عندما يخاف البريء يتهم القاضي.
-
الجسد لا يدنس، بل الرغبة (الشهوة).
-
الاعتماد على الشجاعة أفضل من الاعتماد على الحظ.
-
كل كلمة يعنيها كيف تفهمها.
-
الطبيعة هي التي تخلق الإنسان الكامل، وليس المنصب.
-
الفقير يتحطم عندما يبدأ في محاكاة الثري.
-
إنك تدعو خطأً جديدًا بمعاناة خطأ قديم.
-
باختبار كل شيء حتى الأعمى يسير آمنًا.
-
القاضي يحكم على نفسه كما يحكم على المتهم.
-
عندما يضل القدر الطريق تفشل خطط البشر.
-
من المَشاقِّ تنجُم أحلى المسرات.
-
ليس هناك امرأة تكره الحب … سوى امرأة شَقيت من الحب.
-
لا أحد يقدر على النجاة من الموت … أو … الحب.
-
المرأة متطرفة في الحب والكراهية … ولا تعرف الوسط بينهما.
بوليبيوس
-
أعظم الأحداث تنجم غالبًا بالمصادفات.
بومبونيوس
-
ينزوي بعض الرجال في الأركان المظلمة؛ حتى إنهم لا يبصرون غير الظلمة في وضح النهار.
بومبي
-
حاول بعض أصدقاء بومبي أن يثنوه عن نية الذهاب إلى روما، وكانت تعمها الفوضى، حتى لا يعرض حياته للخطر، فأجابهم: «من واجبي أن أذهب، وليس من واجبي أن أحيا.»
بياس
-
لا يؤذي من المخلوقات البشرية المتوحشة غيرُ الطاغية، ومن المخلوقات البشرية المستأنسة غيرُ المداهن.
-
الحكم سيكشف الرجل.
-
أغلب الناس أشرار.
-
الحسَدة مناشير أنفسهم.
-
اجتهد في كونك تعجب جميع الناس؛ لأنك إذا بلغت ذلك ترى لذَّاتٍ كثيرة لا منفعة لها مدة حياتك!
-
إن إظهار التفاخر والازدراء بغيرك لا يفيد خيرًا أبدًا.
-
عليك بحب أصحابك مع الاقتصاد، وكن منهم على حذر؛ فربما صاروا لك أعداء. واقتصِد في بعض أعدائك أيضًا؛ لأنه ربما صاروا في العواقب لك أحبابًا.
-
اختر لنفسك من تصاحبه، وميِّز كل شخص على قدر درجته، واقتدِ بمن يشرفك الاقتداءُ به. واعلم أن صلاح الأصحاب يكون معينًا على حسن شهر تك، ولا تستعجل في الكلام؛ فإن هذا علامة الطيش والجنون.
-
اجتهد في اكتساب المعارف في زمن صباك؛ لأن هذا يكون عونًا لك في زمن عجزك.
-
لا يمكنك أن تصنع شيئًا أحسن من الذي يكون لك به الفخرُ في الأواخر.
-
الغضب والاستعجال شيئان يضادان الحزم.
-
أهل الصلاح قليلون جدًّا، وأشرار العالم مجانينهم كثيرون.
-
لا تقصر أبدًا في وفاء ما وعدت كما وعدت، واشكر مولاك على ما أولاك، واحمَده؛ فالحمد واجب على كل إنسان.
-
لا تُثقل على أصحابك؛ فإن الأحسن لك أن تُجبَر على أن تأخذ، وذلك خير لك من أن تجبرهم على أن يعطوك، ولا تقصد لما لا تستطيعه.
-
إذا عزمت على شيء فأنجزه بغاية الهمة.
-
لا تشكر إنسانًا لأجل غناه، بل لصفاته الحميدة.
-
ينبغي لك أن تتيقن كلَّ وقت أنه لا بد لك من الموت، ولا سبيل للبقاء على وجه الأرض، والعافية هدية من الخالق، والغنى أمر اتفاقي.
-
كان بياس يومًا في سفينة مع جماعة من المشركين هبَّت عليهم ريحٌ عاصفة، أشرفت منها السفينة على الغرق، فخاف المشركون غايةَ الخوف، وابتهلوا بالدعاء لآلهتهم لتنجيَهم من الموت الذي يتهددهم، فقال لهم بياس: عليكم بالصمت؛ لأن آلهتكم لو علمت أنكم في السفينة لأغرقتها وهلكنا جميعًا!
-
اضطر بياس يومًا أن يحكم بالقتل على أعز أصدقائه؛ عملًا باقتضاء الشرع، فما كاد ينطق بصيغة الحكم حتى شرع في البكاء وسط المحكمة، فقيل له: ما يبكيك وأنت الحاكم المطلق، تغيِّر الحكم كيف شئت؟ فقال: إنما بكيت أسفًا وحنانًا على من أصيبَ بنكبات الدهر، ولكن الشريعة فرضت عليَّ ألا أعتبر هذه الطبيعة، ولا أجري على أميالها!
-
تأمل بياس يومًا في شحن ألواح السفينة، فتأوَّه بأعلى صوته، وقال: إن المسافرين في البحر ليسوا بعيدين عن الموت إلا بمقدار أربع أصابع! فسُئل عن آمَن السفن فقال: هي التي تصل إلى البَر سالمة.
-
الحكمة هي التي تجعل الإنسان قادرًا على إصلاح نفسه وأهل وطنه.
-
طلب المستحيل مرض من أمراض العقل.
-
سُئل بياس يومًا عما يتسلى به الإنسان، فقال: الأماني.
-
سُئل بياس يومًا: ما يسُر الإنسان؟ فقال: الاكتساب.
-
سُئل بياس: أي شيء يعسُر على النفس حمْلُه؟ فقال: هو الفقر بعد الغنى!
-
لا أفقر ممن يصاب بمصيبة لا يصبر عليها.
-
أنا أحب أن أفصل الخصومة بين أعدائي، ولا أفصل خصومةً بين أصدقائي؛ لأني إذا فصلت خصومة الأعداء، وقضيت على واحد من الخصمين؛ فقد أرضيت الآخر، فأكتسب محبة من قضيت له، وإذا قضيت على واحد من أصدقائي للآخر، فلربما صار المقضيُّ عليه عدوًّا بعد أن كان صديقًا!
-
المال خط للنفس يمكن أن يستغني عنه الإنسان، وهو زائل لا محالة.
بيتاجوراس
-
جميع الأشياء مُشاع بين الأصدقاء.
بيرهون
-
إن سائر الأشياء غير مدركة الحقائق، والحقيقة مخفية في هوَّة لا قرار لها.
-
لا أصوبَ من الشك في كل شيء وعدم القطع بشيء.
-
الناس في ترتيب معايشهم يسلكون عوائد بلادهم، وكل إنسان لا يفعل شيئًا إلا بحسب العادات، ويمارس كل الأشياء على حسب القوانين والعوائد المؤسسة في كل بلد، من غير ما يدري أن هذه القوانين جيدة.
-
تبِع كلبٌ بيرهون ذات مرة، وأراد أن يعضَّه، فدفعه بيرهون عن نفسه، فقال له بعض الحاضرين: إن هذا ليس مذهبك؛ فإنك دائم التسليم. فتأوه قائلًا: «ما أصعب خروج الإنسان من أوهامه؛ فإنه يعسر تنزُّهه عنها بالكلية، ومع ذلك فيلزم الإنسانَ بذلُ جميع جهده وصرفُ سائر همته؛ عله يخلص من هذه الصفات.»
-
ينبغي للحكيم أن يبذل جهده حتى يصل في قوة القلب والسكون إلى رتبة الحيوان الصغير.
بيروس
-
بينما كان بيروس ملك أبييروس يُعِد العدة للقيام بحملة ضد إيطاليا، انتهز الفيلسوف كينياس هذه الفرصة الذهبية فسأله: نسمع أن الرومان شعب محب للحروب دائم الظفر، فلو قدَّر لنا الله النصر عليهم فما فوائد هذا النصر؟ فأجابه: «ما لي أراك تسألني عن شيء غني عن كل بيان؟! ألا تعلم أننا لو هزمنا الرومان فلن تقاوم جيوشَنا مدينةٌ واحدة، وبذا نسيطر على إيطاليا كلها! فقال: وماذا بعد ذلك؟ قال: «سترحب بنا صقلية أعظم ترحيب.» قال: «هذا محتمل جدًّا، ولكن هل بعد استيلائنا على صقلية ننهي حروبنا؟» قال: «يبقى أمامنا إخضاع ليبيا وقرطاجنة، فلو تم لنا ذلك لا يقدر عدو على مقاومتنا.» قال: «نعم، أنت على حق؛ لأنه بعد ذلك نستطيع استرجاع مقدونيا والظفرَ ببلاد اليونان كلها، ولكن ماذا بعدئذ؟» فابتسم بيروس وقال: «ليس لنا أيها الصديق العزيز غير أن نحيا في أمان وسلام؛ نرتشف كئوس الخمر ليلَ نهار، ونتسلى بكل ما يُدخل السرور على القلب والسمع.» قال: «هذا جميل يا مولاي، ولكن لِم لا تفعل كلَّ هذا الآن دون الارتماء في أحضان هذه المخاطرة الصعبة؟» فأبى بيروس أن يعمل بنصيحة الفيلسوف، وقام بهذه الحملة في طموح زائد وحرارة منقطعة النظير؛ غير أنه مات فيها!
بيريكليس
-
هيا ننهض أيها الأخوان؛ فقد طال جلوسنا فوق التوافه.
بيليوس
-
لا أمان لمن يعلم من نفسه أنه مجرم.
-
الكل سواء أمام الموت.
-
تعلم أن ترى في بلايا الغير ما يجب عليك اجتنابُه.
-
بصلاح الحال يُصطنع الأصدقاء وبسوئها يُمتحنون.
-
لا يجوز التأخر في أعمال الزراعة، بل يجب أن يُعمل كل شيء في ميعاده، وإذا ذهبت الفرصة لم تعُدْ.
-
اطرُقْ حديدك ما دام حاميًا.
-
ما يُعمل بالسرعة لا يُعمل بالحكمة.
-
الحكيم من أفاد من مصائب غيره.
-
من يحاول عمل شيئين في وقت واحد لا يعمل شيئًا.
-
غيظ المحبين يجدد قوة الحب.
-
المزاولة خير المعلمين.
-
الدهر لا يكتفي ببليَّة واحدة.
-
لا يدوم سرور لا تنوُّع فيه.
-
إذا صمت الأحمق ظُنَّ حكيمًا.
بيوثيوس
-
كحمار بجانب المعزف.
بيون
-
سُئل بيون ذات يوم عن أشقى الناس، فقال: هو الذي يعلق غاية طمعه بأن يعيش سعيدًا، ويقضي عمره في المعيشة اللذيذة الهنيئة.
-
الشيخوخة مورد الآلام، وإليها ترجع جميع المصائب أفواجًا.
-
لا ينبغي للإنسان أن يعُدَّ من أعوام عمره إلا أعوام الفخار الذي اكتسبه.
-
الغِنى هو مجمع المقاصد العظيمة؛ لأن الإنسان بدونه لا يبلغ مرامه ولو بلغت براعتُه ما بلغت.
-
قابل بيون ذات يوم رجلًا أكل جميع أمواله وعقاراته، فقال له: إن الأرض ابتلعت أمة باروس، وأما أنت فقد ابتلعتَها!
-
إن البخلاء يحفظون أموالهم ويحرصون عليها كأنها لهم حقيقة، ويحترسون من الإنفاق منها كأنها لغيرهم!
-
أصعب الآلام عدم معرفة التجلد عليها.
-
لا ينبغي للإنسان أن يعيِّر أحدًا الشيخوخة والهَرَم؛ لأن بلوغ ذلك أمنية كل واحد.
-
إعطاء الإنسان من ماله أحسن من تمنيه زيادتَه بمال غيره؛ لأنه يمكن المرء أن يُنظَم في سلك السعداء بأقل مال، ومتى علَّق أمانيَه بمال غيره انتظم في سلك الأشقياء!
-
إن المجازفة والمخاطرة لا تليق بالشبان في بعض الأوقات، وأما الشيوخ فينبغي لهم دائمًا استنصاح العقل واستعمال الحزم في كل شيء.
-
إذا صاحبت أحدًا فاستبْقِ صحبته على أية حال؛ سواء كان صاحبك حذرًا من أن يُظهر للناس أنك صاحبت الأشرار أو قاطعت الأخيار.
-
إن جحْد الآلهة قرين سوء لا يلائم النفس ولا تذعن له.
-
إن الذين لم يتوصلوا إلى الفلسفة، وتعلقوا بغيرها من العلوم البشرية؛ كعشاق المرأة يقنعون بمجالسة خادمتها عند فقدها.
-
إن طريق جهنم سهل جدًّا بحيث يدخلها الإنسان متناعس الطرف!
-
بلغ بيون يومًا أن أحد الأعداء وشى به وعرَّض برداءة أصله لدى الملك أنتيفونوس، فلم يكترث ولا تأثر من ذلك، مُظهرًا أنه غير عالم به، فأرسل الملك إلى بيون زاعمًا أنه يُفحمه بتلك الحجج ويحيره، فقال له: ما اسمك واسم بلدك وأصلك وحرفة أهلك؟ فلم يتحير من ذلك وقال: «كان أبي رجلًا عتيقًا، وكان يبيع دهن الخنزير والسمن، ولا أعلم هل كان جميلًا؛ لأن وجهه الآن مشوَّه بآثار ضرب سيده، وكان تَتاريَّ الأصل مقيمًا في بلدة على شاطئ نهر يورثينوس، ولا أدري ما ارتكبه أبي من الذنب حتى بيعَ مع زوجته وأولاده! وكنت أنا إذ ذاك فتًى جميلًا، فابتاعني أحد الخطباء وأوصى لي بجميع أمواله، فلما مات مزفتُ الوصية وحرَّقتها في النار، وذهبت إلى أثينا وتعلمت الفلسفة! وهذا كل ما يقال عني وعن أهلي أيها الملك؛ فعجب من تواضعه وذكاء فؤاده.
-
سُئل بيون عن رجل غني بخيل، فقال: إنه لا يملك أمواله، ولكن أمواله تملكه.
تاكيتوس
-
متى بلغت المملكة منتهى الفساد كثُرت قوانينها وشرائعها.
-
الصيت الطائر خطر كالصيت السيئ.
-
السلام المهين شرٌّ من الحرب.
-
حب الطمأنينة والأمان هو الحائل الأكبر الذي يعترض كلَّ مشروع عظيم أو نبيل.
-
من القواعد الثابتة للطبيعة البشرية أن يكره الإنسان أولئك الذين تسبَّب في إيذائهم.
-
تُعرف مقدرة الإنسان على إتيان الأمور الكبيرة من اهتمامه بالأمور التافهة.
-
ينمو العجب عندما تعجز المعرفة، أما الآن فقد تعرت حدود بريطانيا نفسها.
-
إذا صنعوا بريةً سمَّوها سلامًا.
-
حاباه الحظ … في اللحظة المناسبة عند موته.
-
مُدح بروتوس في تاريخه، وأُطلق على كاسيوس آخر الرومانيين.
-
حكم على حسب الذوق (الحكم بالهوى).
-
من الحظ النادر في هذه الأيام أن يفكر المرء فيما يحبه ويقول ما يفكر فيه!
-
إذا سقطت المرأة … فإنها لا تخجل من أي قبيح.
-
عندما كان من عامة الشعب بدا أكبر من منصبه بكثير، وإذا لم يكن إمبراطورًا فما كان أحد ليشكَّ في مقدرته على الحكم.
-
فحتى لدى الفلاسفة كثيرًا ما يكون حب الشهرة آخر بقايا ضعفهم.
ترتوليانوس
-
هذا أكيد لأنه مستحيل.
-
يا شاهد الروح المسيحية بطبيعتها.
تيبولوس
-
دعني أراك عندما تأتي ساعتي الأخيرة، دعني أُمسكك بيدي المحتضرة.
-
جوبيتر، جالب المطر.
-
دماء الشهداء بدور الكنيسة.
تيتوس فسباسيانوس
-
ضاع مني يوم، أيها الأصدقاء.
-
ملكية إلى الأبد.
-
كل شيء طاهر لدى الطاهرين.
-
البطولة البطيئة دليل الشَّرِهين الكُسالى.
تيرينس
-
الهجوم الأول هو الأقوى.
-
ما أسرعَ ما نصدق ما نود سماعه!
-
أسهل الأشياء يصبح شاقًّا حينما نُكره أنفسنا على عمله.
-
من رأيي أن أهم شيء في الحياة ألا تملك الكثير من أي شيء!
-
أنا دافوس، ولست أوديبوس.
-
عراك المحبين تجديد للحب.
-
إنني رجل لا أعتبر شيئًا بشريًّا ما دام لا يهتم بي (واللي ما يعدني ما أعده وإن كان النبي جده).
-
يساعد الحظ الشجعان (وفاز باللذة الجسور).
-
عدد الآراء بقدر عدد الرجال، كل رجل يعتبِر رأيه قانونًا.
ثوكيديديس
-
الأرض كلها مثوًى للعظماء.
-
نحن ننظر إلى الثروة كشيء يجب أن يحسُن استخدامه، لا كشيء نُباهي به.
-
سكان كريت كذابون دائمًا، حيوانات مفترسة شريرة وبطون بطيئة.
-
يتوق المرء إلى مدح الموتى.
-
يروي المؤرخ اليوناني ثوكيديديس أنه بكى في صباه بكاء شديدًا يوم أن سمع هيرودوت يتلو عليه تاريخه، فترك هذا في نفسه أثرًا عظيمًا تجلت آثاره فيما بعدُ في ميوله الشخصية، فأصبح بدوره مؤرخًا. كذلك ديموسثينيس الخطيب؛ فتنَتْه طلاقةُ لسان كاليستراتوس، فاستعرتْ بين جوانحه نيرانُ الطموح، وحدثته نفسه أن يصبح خطيبًا مثله. وبالرغم من أنه كان ضعيف البنية خافتَ الصوت عديم الألفاظ الواضحة قصير النفس، فقد استطاع بالدرس والصبر ومَضاء الهزيمة أن يقضي على كل هذه النقائص.
-
امتلاك إلى الأبد.
-
لأننا نعشق الجميل، ومع ذلك فأذواقنا بسيطة، ونثقف العقل دون فقدان الرجولة.
-
إنه لمجد عظيم للمرأة ألا تُبديَ ضعفًا أكثر من الطبيعي بجنسها، وألا يتقول الرجال عنها بخير أو شر.
-
إن الفقر ليس سببًا في أن يظل المرء مغمورًا من الناحية السياسية؛ ما دام كفؤًا لها.
ثيموستوكليس
-
كان لثيموستوكليس حقل يريد بيعه، فجعل المنادي يصيح: «للحقل جار طيب.» فتسابق القوم على شرائه.
-
قال ثيموستوكليس — الجندي السياسي المشهور — لابنه الصغير مرة: «أنت يا بني أقوى امرئ في بلاد الإغريق كلها، فسأله الغلام: كيف يكون ذلك؟ قال: لأن أهل أثينا يحكمون بلاد الإغريق كلها، وأنا أحكم أثينا، وأمك تحكمني، وأنت تحكم أمك!»
ثيوبومبوس
-
كان الملك ثيوبومبوس ملك إسبرطة مِن أول مَن فطن من الحكام إلى ما ينطوي عليه الحكم المطلق من خطر، فأنشأ ما يمكن أن نسميه «مجلس الأمة»، ونزل له عن جانب من سلطاته العظيمة، فقدَّر له شعبه عمله هذا تقديرًا كبيرًا، ولكن امرأته عنَّفته عليه وقالت له: «إنك لا تنزل عن سلطانك، وستكون السلطة التي تتركها تقديرًا لولدك دون ما ورثت عن أبيك!» فقال لها الملك: «كلا، بل ستكون أكبر وأعظم؛ لأنها ستكون أبقى!»
ثيوجينيس
-
تكلم مع عدوك في لطف، ولكن عندما يصبح في قبضة يدك، انتقم منه دون أن تقدم اعتذارًا!
-
لا تَضطرَّن أحدًا إلى الوقوف مُعنًّى مكرهًا، ولا تسوقن شخصًا إلى الباب دون رغبته في الرحيل، ولا توقظن فردًا من سُباته إن كان ثمِلًا وغلبه النوم الجميل، ولا تأمرن اليقظان بالذهاب إلى مخدعه برغم إرادته؛ لأن الضغط غير مقبول دائمًا. وإن أراد امرؤ أن يشرب الخمر فدع الساقي يملأ كأسه، فما كل ليلة يحصل المرء فيها على المرح؛ بيد أنه ما دمتُ قد شربت كفايتي من الخمر، التي بحلاوة الشَّهد، فسأذهب إلى بيتي، وأفكر في النوم الذي يخلصني من الهموم والقلق، فلست بعدُ خائفًا، ولست أيضًا ثمِلًا في غير ما مناسبة.
-
لأنه ولا حتى جوبيتر يستطيع أن يسرَّ الجميعَ؛ سواء أمطر أم لم يمطر.
-
الرذيلة موشَّاة بالغنى، أما الفضيلة فبالفقر.
-
فقدت مالًا بالثقة وأنقذته بعدم الثقة.
-
قوام البَطَر الشِّبع، أما الحب والشوق فقوامهما الحاجة.
-
قد مُنح الفقير والذليل لسانًا.
-
إذا وجدت بين المجانينِ أكون أكثرهم جنونًا، ولكني بين العادلين أفوقُ سائرهم عدالة.
-
آهٍ منك أيها الفقر القاسي! لِم غرست نبتك في ظهري وأفسدت جسدي وعقلي معًا؟
-
يجدر بالرجل الفقير أن يموت بدلًا من أن يحيا حياةً يقاسي فيها ظلم الفقر الجبار!
-
كان يعلم بمولدها الوضيع، ومع ذلك تزوجها حبًّا في المال برغم صيته الحسن وشهرتها السيئة، لأن الضرورة الملحَّة قد تملكته، تلك الضرورة التي تُخضع الرجال!
-
إن العفة قد ماتت في الأرض.
-
لأنك حقًّا إن تكن ثريًّا فأصحابك كثيرون، وإن تكن فقيرًا فهم قليلون، ولن تكون بعد ذلك أبدًا ذلك الإنسانَ الرائع الذي كنتَه من قبل.
-
إن المعرفة لَأفضل حقًّا من الشجاعة العظيمة.
ثيوفراستوس
-
لو كنت قادرًا كنت عاقلًا، وإن عاجزًا كنت قادرًا.
-
لا تندم على الشفقة.
-
ينبغي للرجل أن يداري الزمن مداراةَ رجل لا يسبح في الماء الجاري إذا وقع.
-
نظر ثيوفراستوس إلى معلم رديء الكتابة يعلِّم الصبيان الكتابة، فقال له: ألا تعلم الصراع؟ فقال لا؛ لأني لا أحسنه، فقال: فأنت هو ذا تعلِّم الكتابة ولا تحسنها!
-
العقل نحوان: أحدهما مطبوع والآخر مسموع؛ فالمطبوع منه كالأرض، والمسموع منه كالبذر والماء، فلا يخلص للعقل المطبوع عملٌ دون أن يرد عليه العقل المسموع فينبهه من نومه، ويطلقه من وَثاقه، ويُقلقه من مكانه، كما يستخرج البذر والماء ما في قعر الأرض.
-
الحكمة غنى النفس، والمال غنى البدن، وطلب غنى النفس أولى؛ لأنها إذا غنيت بقيت، والبدن إذا غني فني، وغنى النفس ممدود، وغنى البدن محدود.
-
الغناء شيء يخص النفس دون الجسد فيشغلها عن مصالحها، كما أن لذة المأكول والمشروب شيء يخص الجسم دون النفس.
ثيوكريتوس
-
لقد قضت حكمة الخالق الأزلية أن الإنسان يكون دائمًا في احتياج لأخيه الإنسان.
-
كثيرًا ما يبدو القبيح جميلًا، يا بوليفيموس.
-
كل شيء مسعد مع المحظوظ.
-
بالحيلة دخل الإغريق طروادة.
-
احلب البقرة القريبة ولا تتعقب تلك التي تولِّي الأدبار.
جالينوس
-
سُئل جالينوس عن الإنسان فقال: سراج ضعيف، وكيف يدوم بين أربع رياح؟
-
قيل لجالينوس: «إنك تُقل من الطعام»، قال: «غرضي من الطعام أن آكل لأحيا، وغرض غيري في الطعام أن يحيا ليأكل.»
-
المحترسون مما لا يضرهم قليلون، وطالبو الشفاء مما قد ضرهم كثيرون.
-
ما أنصفَ معاشرَ الأطباء الناس؛ إذا برأ المريض قالوا قد شفاه الله، وإذا مات قالوا: قتله الطبيب، فإما أن ينسُبوا الحالين جميعًا إلى الله تعالى، وإما أن ينسُبوهما إلى الطبيب!
-
النفس إذا كانت زكيةً طيبة وقبلت بذور المنطق، أنبتت أضعافًا من عندها وأزكتها.
-
مجالسة الثقيل حمَّى الروح.
-
يتروح المريض بنسيم أرضه كما تتروح الحية ببلِّ المطر.
-
المرض همٌّ عارض، والهَرَم مرض طبيعي.
جروتيوس
-
من الجميل إطاعة قوانين وطنك.
جريجوريوس نازيانزن
-
من الأفضل أن تكون خير أفراد عائلة رديئة من أن تكون شريف المحتِد وأسوأ بني جنسك!
-
بمرور الزمن تُستخرج جميع الأشياء وتُقدَّر قيمتها.
-
الذهب دكتاتور خفي.
جوفينال
-
ما من أحد يوغِل في الشر دفعةً واحدة.
-
كثيرًا ما يختلف الجزاء الذي يلاقيه أناس يرتكبون جريمةً واحدة؛ فبينما يحمل بعضهم صليبًا جزاءَ جريمته، يجازى آخرون بتاج على الجريمة نفسها!
-
يوصى بالأمانة، وتجوع.
-
إذا أنكرت الطبيعة القوة ولد السخط الأشعار.
-
تتكون متفرقات كتابي من كل ما يشغل بال الأنام؛ آمالهم ومخاوفهم ومسراتهم ومباهجهم أهدافهم المتنوعة.
-
تطلق الرقابة سراح الغراب وتتهم الحمامة!
-
لم يصل أحد قطُّ إلى ذروة الرذيلة في خطوة واحدة.
-
إنه يعرف كل شيء؛ فهو عالم نحوي، وعالم بلاغي، وأستاذ في الهندسة ومصور ومدرب ومنجِّم ولاعب على الحبل، وطبيب وساحر! مُرِ الطفل الإغريقي بالذهاب إلى السماء يذهب!
-
مهما كان الغرور مريرًا فليس نابُه أشدَّ حدةً من أن يجعل الناس سخفاء!
-
إنه لَصعب حقًّا على من يبرزون من الظلام الذين شلَّ ضيقُ ذات اليد صفاتهم النبيلة في أوطانهم.
-
يقترن كل شيء في روما بارتفاع في السعر.
-
أومن بهذا عندما كان ساتورن لا يزال ملكًا، فقد بقي العناف على الأرض ورُئي هناك لمدة طويلة.
-
إنه طائر نادر على الأرض أشبه ما يكون ببجعة سوداء.
-
أريده وأصر عليه! دع إرادتي تحل محل العقل.
-
إننا نقاسي الآن جميع شرور سلم طويل الأمد، فيخيم على روما ترفٌ أشدُّ ضراوةً من الحرب، فينتقم لعالم متهور.
-
ضع قفلًا! احتفظ بها (رأي الزوجة) داخل معزل! ولكن مَن الذي سيحرس الحراس أنفسهم؟ زوجتك داهية مثلك وستبدأ بهم!
-
يستبِد بالكثيرين داءُ الكتابة المتغلغلُ الجذور، وقد أصبح الآن غير قابل للشفاء، وأزمن في جسمهم العنيد.
-
إعادة إنتاج الكرنب هي التي تُفني حياة السيد (أي: الكرنب المطبوخ مرتين).
-
أعتبر مِن ذروة الكفر أن تفضِّل البقاء على الشرف، وأن تضحي بهدف الحياة الوحيد من أجل الحياة نفسها.
-
لا يوجد سوى القليلين في المناطق الممتدة من غاديس إلى أقصى الشرق وإلى جانجيز، الذين يميزون بين النعم الحقيقية والنعم التي تختلف عنها اختلافًا بيِّنًا؛ بإزالة كل آثار الخطأ.
-
نصوغ صلاتنا من أجل كلِّ ما يضرُّنا في السلم وما يضرنا في الحرب.
-
يغني السائح المفلس حتى في وجه اللص!
-
جاءت رسالة طويلة منمقة الألفاظ من كابرياي.
-
يحدد (أي الشعب الروماني) شوقه الشديد إلى شيئين ليس غير: الخبز وألعاب السيرك!
-
إذن، فاذهب أيها الرجل المعتوه، وأسرِعْ مصعدًا في جبال الألب الوعرة؛ لتكون متعة الصبيان، وتُمِد الخطباء بموضوعات للخطابة.
-
الموت وحده هو الذي يوضح مبلغ تفاهة أجسام البشر.
-
أياجوف العظيم، امنحنا حياة مديدة وسنين عدة.
-
لتكن صلاتك أن يمنحك الرب عقلًا سليمًا في جسم سليم. صلِّ من أجل روح جريئة خالية من كل رهبة للموت تقدِّر المنظر الختامي للحياة بين نِعم الطبيعة اللطيفة.
-
إذا نظرنا إلى المستقبل نظرةً حكيمة فلن تكون إلهًا أيها الحظ، إنما نحن الذين نؤلِّهك ونضع عرشك في السماء.
-
هذا أول عقاب ينزل على الإنسان، إنه بناء على حكم الثدي الذي رضعه هو نفسه: «ألا يفرج عن أي رجل مذنب.»
-
بما أن الانتقام هو متعة النفس التافهة والعقل الضعيف الدنيء، فاستنتج من هذه الحقيقة أنه لا أحد يفرح بالانتقام أكثر من المرأة.
-
يجب أن نولي الطفل أعظم احترام! إذا فكرت بإمعان في عمل شائن فلا تحتقر سني طفلك الغضة.
جوليان
-
لقد قدِّر لي الآن أيضًا أن أسلب الشخص الوحيد الذي كان عزائي ومصدر غبطتي، فلا عجب أني قد طُعنت في صميم القلب، فإلى أي صديق يمكنني أن ألجأ في المستقبل ويكون له مثل إخلاصك؟ وبإخلاص مَن، وصراحة من الطاهرةِ أستطيع أن أشدَّ أزري الآن؟ من يسدي إليَّ الآن النصيحة الرشيدة؟ من سيردُّني إلى الصواب في عطف وود، ويهَبُ لي القوة، ويشجعني على الأعمال الصالحة من غير ما كِبرٍ أو غرور؟! ويستعمل الصراحة بعد تجريد الكلمات من لواذعها؛ كمن ينقون العقاقير مما يضر النفس، ويتركون بها النافع المفيد؟ هذه هي الفوائد التي جنيتُها من صداقتك.
-
لقد هزمت، أيها الجاليلي (قالها وهو يحتضر).
خريسوستوم
-
أعطني اليوم وخذ الغد.
-
لا تؤجل عمل اليوم إلى غد؛ لأن الغدَ لا ينجز شيئًا أبدًا.
-
ما الأسماء التي تُكسب الثقة بالأشياء؛ إنما الأشياء هي التي تُكسب الثقة بالأسماء.
-
مما يشجع … أن تجد رفيقًا فيما يحدث لك.
-
الصدق مُرٌّ وكريه لدى الحمقى؛ على حين أن الكذب جميل ومقبول لديهم.
-
لا تبجِّلْ من مات وذهب بالذكرى، بل بالدموع.
-
أيها الشر، يا أشرَّ الشرور جميعًا.
خريسيبوس
-
لا يحتاج العاقل إلى شيء؛ ومع ذلك فهو في حاجة إلى الشيء الكثير؛ لأنه لا يعرف كيف يستعمل الأشياء؛ في حين أن الأحمق لا يحتاج إلى شيء؛ لأنه في حاجة إلى كل شيء!
دوقوديس
-
إن كان الشاتم نذلًا فالمتلقي للشتم بالشتم أيضًا نذل، والكريم هو الذي يتلقى الشتم بالاحتمال.
-
الآباء سبب الحياة، والحكمة سبب صلاح الحياة.
ديقوميس
-
قيل لديقوميس: ما تقول في شيخ يتزوج؟ فقال: «من لا يقدر أن يَسبح في البحر فكيف يحمل في عنقه آخر؟»
-
قيل لديقوميس: ما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر مما يأتي الأغنياءُ أبوابهم؟ فقال: لمعرفة العلماء بفضل الغنى وجهل الأغنياء بفضل العلم!
ديماديس
-
الحياء قلعة الجمال والفصيلة. إن أولى الفضائل هي الإخلاص، وثانيها الإحساس بالحياء.
-
الخوف يعرقل الكلام.
ديمسطس
-
قال ديمسطس: كان لي جار مصور رديء العمل، فبلغه أني أريد أن أزوق بيتًا فقال: «جصِّص بيتك حتى أصوره لك.» فقلت: «لا، بل صوِّره حتى أُجصِّصَه!»
ديموسثينيس
-
يجب على من اصطنع معروفًا أن يتناساه من ساعته، ويجب على من أُسدي إليه معروف أن يكون ذُكرُه نُصب عينيه.
-
لكل امرئ منا مزودان، أحدهما بين يديه والآخر خلفه؛ فالذي بين يديه مملوء من عيوب الناس، والذي خلفه مملوء من عيوبه؛ فلذلك يرى عيوب الناس ولا يرى عيوب نفسه!
-
تُعرف الباخرة من صوتها هل ستغرَق أم لا، وكذلك الرجل يُعرف من كلامه هل هو عاقل أو مغفل.
-
سُئل ديموسثينيس: ما الإنسان؟ فقال: «نار تحيط بها الريح من كل جانب.»
-
كما أن الأوعية تُعرف إذا كانت سليمةً أو بها خدوش عن طريق صوتها … كذلك عقول الرجال يدل على مدى سلامتها كلامُهم.
-
«لما فتح الإسكندر المدينة التي كان فيها ديموسثينيس وجده راقدًا في ظل شجرة قد حملته عيناه، فركله برجله فانتبه مرتاعًا واستوى جالسًا، فقال له الإسكندر: «قم أيها الحكيم، قد فتحت مدينتك.» فقال له: «إن فتح المدن لا ينكَر من الملوك؛ لأنه من عملهم، وإنما المراكلة بالرِّجل من عمل الحمير! فعليك بطبيعة الملوك وإياك وطبيعةَ الحمير!»
-
الاستحياء من العار أعظمُ ما يَقسِر الأحرار.
-
احذروا أن ترتكبوا ما ضرَّكم مرارًا.
-
اعملوا وقدِّموا القليل وزيدوا عليه إن بدا لكم غيرَ كافٍ.
-
إنكم لَتشبهون أولئك الذين يصنعون من الطين دمًى؛ إذ إنكم تنتخبون رؤساء الفضائل ورؤساء العشائر للأسواق لا للوغى.
-
لو أن إغفال الخطيب لشيء، خشيةَ أن يؤذي به الشعور يستتبع حتمًا محوَ الحوادث، لوجب أن تكون اللذة هدف الخطيب الأول، أمَا وحلاوة الألفاظ التي لم تُستعمل في موضعها الملائم تُفضي في الواقع إلى الألم، فمن المخجل أن نخدع أنفسنا، وأن نؤجل كلَّ ما يُرى صعبًا، وأن نتأخر في كل الأعمال!
-
كما أن المرء يطلب إلى القائد أن يكون على رأسه جيشه، فكذلك يطلب إلى الساسة؛ حتى ينفذوا ما يروقهم من رغبات، وحتى لا يسيروا مضطرين وراء الحوادث.
-
أرجو أن ينتصر الرأي النافع للجميع.
-
لزام عليكم أن تصغوا بآذان متلهفة لكل من يتقدم لكم بالنصح والإرشاد.
-
يا أهل أثينا، إن الأزمة الحالية تكاد تناديكم: أن سيطروا بأنفسكم على مصالحكم إن كنتم تتدبرون!
-
إنني خائف شديد الخوف؛ لأن فيليب رجل شرير مخادع، رجل يعرف كيف يدبر الأمر بحذق، رجل يذعن حينًا عندما ينفع الإذعان، ويهدد أحيانًا وينجح في تهديداته، والآن ترونه يعرِّض بنا ويندِّد بتغيُّبنا عن مساعدة الأولنتيين، أخشى أن رجلًا مثل هذا قد يغتصب منا شيئًا هامًّا.
-
أناشدكم، أيها الأثينيون، أن تفكروا مليًّا في كل واجباتكم، احزموا أمركم، وألهبوا مشاعركم، افرغوا للحرب الآن، وإلا فلن تستطيعوا أبدًا … اجمعوا تبرعاتكم عن طيب خاطر … اخدموا أنفسكم … تطوعوا في الجيش ولا تفضلوا شيئًا مطلقًا، فلا ادعاء لديكم ولا وسيلة بقيت لكم تتذرعون بها للتخلي عن واجبكم!
-
يا أهل أثينا لا تدَعوا الفرصة التي سنحت، لا تتركوها تُفلت من أيديكم، ولا تقعوا في الخطأ الذي ارتكبتموه كثيرًا من قبل.
-
إذا حافظ الرجل على ما يملك فله أن يشكر حظه، وإذا فقد ما ملكت يمينه لإهماله، فإنه يفقد أيضًا شعور العرفان بالجميل.
-
المرء يفكر في كل ما يريد.
-
القوانين كلها من ابتكار الآلهة وهداياهم.
-
كما أن الإناء يُعرف من زينته هل هو سليم أو لا، كذلك يُعرف الرجال من أحاديثهم هل هم عقلاء أو أغبياء.
-
النجاح الذي لا يستحقه صاحبه سرعان ما يجعله مخبولًا.
-
غالبًا ما يكون استبقاء الرخاء والمحافظة عليه أمرًا أصعب من الوصول إليه.
-
يجب عليكم، أيها الأثينيون، أن تعُدُّوا هذه الأزمة التي يعانيها العدو فرصةً مواتية لكم.
-
تكاتفوا جميعًا، اعملوا برغبة صادقة، أرسِلوا البعثات عند الحاجة، تطوعوا في الجيش، ولْيستر بعضكم بعضًا، وتصوروا أن مثل هذه الفرصة قد سنحت لفيليب، فإلى أي حد يمكنكم أن تقدروا شهوته ليغزوكم في عقر داركم …؟ ألا يُخجلكم تخاذلُكم هذا لتُنزلوا به ما كان ليُنزلَه بكم من غير تردد إن استطاع إلى ذلك سبيلًا؟
ديموقريتوس
-
ليس من الجُرم أن تقترف الإثم فحسب، بل وأن ترغب فيه أيضًا.
-
لا فرق بين العاقل والأحمق، غير أن الأول يُعرض عما لا سبيل إلى الحصول إليه، أما الآخر فيسعى إلى طلب ما لا سبيل إلى الحصول عليه!
-
قيل لديموقريتوس: لِم اخترت امرأةً دميمة قبيحة الوجه وأنت وسيم جسيم؟ فقال: «اخترت من الشر أقلَّه!»
-
إن الجمال الظاهر يشبه به المصورون بالأصباغ، ولكن الجمال الباطن لا يشبه به إلا من هو له بالحقيقة، وهو مخترعه ومنشئه.
-
مثل العلم مع من لا يقبل وإن قَبِل لا يعمل؛ كمثل دواء مع سقيم وهو لا يداوى به.
-
ذَنَب الكلب يكسب له الطعام، وفمه يكسب له الضرب.
-
لا تكن حلوًا جدًّا لئلا تُبلع، ولا مرًّا جدًّا لئلا تُلفظ.
-
من أعطى أخاه المال فقد أعطاه خزائنه، ومن أعطاه علمه ونصيحته فقد وهب له نفسه.
-
مثَل من قنَع بالاسم كمثل من قنع عن الطعام بالرائحة.
-
قيل لديموقريتوس: لا تنظر، فغمَّض عينيه. قيل له: لا تسمع، فسدَّ أذنيه. قيل له: لا تتكلم، فوضع يده على شفتيه. قيل له: لا تعلم، قال: لا أقدر.
-
الحب … هو الذي جمع الذرة إلى جوار الذرة … فصنع منهما جزيئًا، وهو الذي جمع جزئيات … فصنع منها مادة … وهو الذي جمع النجوم والكواكب في أفلاك دوارة … لا ينفرط عقدها منذ الأزل.
-
إن أصول الأشياء الذرات الفراغ.
-
عالم معاند خير من جاهل منصف.
-
إن روح الإنسان مركبة من اجتماع ذرات.
-
الروح قشرة في أجزاء الجسم.
-
يجب على الإنسان أن يطهِّر قلبه من السكر والخديعة كما يطهِّر بدنه من أنواع الخبث.
ديوجينيس
-
ادفنوني مكبًّا على وجهي، فقيل له: لماذا؟ فقال: لأن كل شيء سينقلب ظهرًا لبطن.
-
الأصدقاء بنفس واحدة في أجسام متفرقة.
-
رأى ديوجينيس غلامًا منبوذًا يرمي بالحجارة، فقال له: لا ترمِ؛ فلعلك تصيب أباك وأنت لا تدري!
-
رأى ديوجينيس رجلين يتنادمان ويُديمان التصاحب، فسأله عنهما فقيل له إنهما صديقان، فقال: «ما بالي أرى أحدهما غنيًّا والآخر فقيرًا؟!»
-
رأى ديوجينيس شابًّا أحمق عليه خاتم ذهب، فقال: «ما وضَع الذهبُ منك أكثر مما زيَّنك!»
-
ليس الخيِّر مَن كفَّ عن الشر، لكن الخيِّر مَن عمِل الخير.
-
رأى ديوجينيس شيخًا قد خضب لحيته فقال: «هبْ أنك تخضب شيبك، أفتقدر أن تخفي هرمك؟»
-
سمع ديوجينيس رجلًا يذكره بسوء فقال: «ما علِم الله منا أكثر مما تقول!»
-
رأى ديوجينيس امرأة تُجلد وهي تستغيث إليه، فقال: «ما تهرب منه هو أنفع لها ممن تستغيث إليه!»
-
رأى ديوجينيس رجلًا حسن الأدب قبيح الوجه فقال: سلبت فضائل نفسك محاسنَ وجهك.
-
إنني أرى الأرض فأرى نهاية كدِّي.
-
كان ديوجينيس يخدم الآلهة ويقوم على النار المقدسة، وجاءه طفل يومًا يلتمس بعضَ النار، فطلب إليه ديوجينيس أن يعود أدراجَه ليُحضر وعاءً يضع فيه النار، لكن الطفل لم يعُدْ وفعل ما أدهش الفيلسوف؛ فقد أخذ حفنةً من التراب وضعها على كفه ليحمل عليها النار! وهكذا أفاد ديوجينيس درسًا من الطفل!
-
سُئل ديوجينيس عن وقت الطعام فقال: «أما لمن يمكنه فإذا جاع، وأما لمن ليس له فإذا وجد.»
-
سُئل ديوجينيس: مَن أشعر اليونانيين؟ فقال: «كل واحد عند نفسه، وهوميروس عند الجمهور.»
-
سُئل ديوجينيس عن الغنى فقال: «الكف عن الشهوات.»
-
سُئل ديوجينيس عن العشق فقال: «مرض نفس فارغة لا همة لها!»
-
سُئل ديوجينيس: ممَّ يتحفظ الإنسان؟ فقال: مِن حسد أصدقائه ومكر أعدائه.»
-
سُئل ديوجينيس: بماذا تشبِّه الحكماء؟ فقال: «إذا قيسوا بالناس فهُم كالآلهة، وإذا قيسوا بالله فهم كالملائكة.»
-
تسألني: ما الأمل؟ إنه، كما يقول أرسطو، حلم يقظة.
-
أي أصدقائي، ليس هناك صديق.
-
سأله الإسكندر: هل ينقصه شيء؟ فأجاب: ينقصني أن تبتعد قليلًا من طريق شمسي!»
-
سُئل ديوجينيس: «ما الفرق بينك وبين الملك؟» فقال: «الملك عبد الشهوات وأنا مولًى لها.»
-
قيل لديوجينيس: «إن الملك لا يحبك»، فقال: لا يحب من هو أكبر منه!»
-
رأى ديوجينيس قومًا يدفنون امرأة فقال: «نِعم الصهر صاهرتم!»
-
من جمع لكم مع المحبة رأيًا فاجمعوا له مع المحبة طاعة.
-
كل شيء يُستحب فضله ما عدا فضلة الكلام فتوقوه؛ فإنه غير مستحب.
-
قال ديوجينيس لتلامذته: «محِّصوا خطاياكم بالصدقة وآثامَكم بالرحمة.»
-
إن كنت تفعل الجميل لا بقصدٍ للجميل، وإنما بقصد أن تُحمد، فلست بأفضل من أن تفعل الشر حتى تُحمد؛ فإن كثيرًا من الناس يفعلون الشر ليُحمدوا!
-
رأى ديوجينيس غلامًا صبيحًا لا أدب له: فقال: «أي نبت لا أساس له.»
-
رأى ديوجينيس امرأة تعلقت بشجرة واختفت، فقال: «ليت الشجر كله زكا هذا الزكا.»
-
رأى ديوجينيس رجل سوءٍ حسَنَ الوجه، فقال: «أما البيت فحَسن، وأما الساكن فيه فرديء!»
-
رأى ديوجينيس فتًى لا أدب له عليه خاتم ذهب، فقال: «حمار عليه لِجام ذهب.»
-
رأى ديوجينيس رجلًا جاهلًا قاعدًا على حجر، فقال: «حجر على حجر!»
-
من أراد أن يكون مذهبه جيدًا فلتكن طريقته على ضد طريقة أكبر الناس.
-
سُئل ديوجينيس ومعه مصباح في وضح النهار: «عم تبحث؟» فقال: «إنني أبحث عن رجل.»
-
قدَّم إليه رجل طعامًا وقال له: استكثر منه، فقال: عليك بتقديم الأكل، وعلينا باستعمال العدل.
-
قيل لديوجينيس: «احذر أن تدخل أزقَّةَ المدينة؛ فقد تواعد قوم على ضربك»، فقال: «إن فعلوا ذلك عرَفوا حكمتي.»
-
احترم كلامك أكثر مما تحترم القسَم، ولا تكذب أبدًا، ولا تستخفَّ بالأمور الهامة.
-
شتم رجل ديوجينيس فأمسك عنه، فقيل له: لِم لا تغضب؟ فقال: «كفاه مسبَّةً أنه شتمني ولم أشتمه!»
-
سُئل ديوجينيس: بماذا يُعرف الصديق؟ قال: عند الشدائد.
-
رأى ديوجينيس شرطيًّا يضرب لصًّا فقال: انظروا إلى لص العلانية يؤدب لص السر!»
-
رأى ديوجينيس امرأة قد حملها السيل فقال: «زادت على كدره كدرًا، والشر بالشر يهلك.»
-
قيل لديوجينيس: لِم تأكل في السوق؟: قال: «لأني جعت في السوق.»
-
رأى ديوجينيس غلامًا جميلًا يزين نفسه فضحك، وقال: «إن كنت زينت نفسك للرجال فقد أخطأت، وإن كنت زينت نفسك للنساء فقد هلكت!»
-
إن أساس أية دولة هو تعلُّم صغارها.
-
قيل لديوجينيس: هل لك بيت تستريح فيه؟ قال: «إنما يُحتاج إلى البيت ليُستراح فيه، وحيثما استرحت فهو بيت لي.»
-
رأى ديوجينيس امرأة تحمل نارًا فقال: «نار على نار، وحاملٌ شرٌّ من محمول!»
-
مر ديوجينيس بخباز فأخذ من خبزه وأكل، ثم مر به من الغد ففعل به مثل ذلك، فقال الخباز: أيها الفيلسوف، قد أكلت من خبزي أمس! فقال: وآكُل اليوم؛ لأنك في كل يوم تخبز وأنا في كل يوم أجوع!
-
دخل ديوجينيس على الإسكندر حين ملك، فقال له: «قد كنت لك أيها الأمير أخًا، فصرتُ اليوم تابعًا، فشتَّانِ ما بين الأخ والتابع!»
-
رأى ديوجينيس صبيًّا كثير الشبه بأبيه فقال: «نِعْم الشاهد أنت لأمك!»
-
قال أهل إحدى المدن اليونانية لديوجينيس: كيف لنا بقتل أعدائنا؟
-
فقال: «اجعلوا طبيبكم صاحب جيشكم؛ فإنه لا يعالج أحدًا إلا قتله، واجعلوا صاحب جيشكم مكان طبيبكم؛ فإنه لم يقتل أحدًا قط.»
-
شم رجل أصلع ديوجينيس فقال: «أما أنا فلا أشتمك، ولكني أغبط شعرك على مقدمة رأسك؛ فإنه قد استراح منك.»
-
قدم الإسكندر يومًا رغيفًا، بعد ما أخذه وشمَّه، إلى الفلاسفة وقال: «قولوا ما رائحته؟ فلم يكن عند أحدهم جواب، فدفعه إلى ديوجينيس، فأخذه وشمه وقال: رائحته رائحة الحياة!
-
رأى رجل من أطباء الإسكندر ديوجينيس يغسل بَقْلًا ليأكله، فقال له: لو غشيتَ الملك لم تفتقر إلى أكل هذا! فقال له ديوجينيس: وأنت أيضًا لو اقتصرت على أكل هذا لم تصِرْ عبد الملك بعد أن كنت حرًّا.»
-
كما تعرف بصوت الفخَّار إذا نُقِر صحيحه من مكسوره، كذلك تعرف بكلام الإنسان نقْصَه من تمامه.
-
رأى ديوجينيس امرأة عوراءَ تزين نفسها فقال: «نصف الشر شرٌّ أيضًا!»
-
أمر الإسكندر لديوجينيس بخِلْعة نفيسة فلم يقبلها وقال: أيها الملك، الرجل السَّمْح، إذا لبِس الثوب الحسن زاده سماحة، وإذا لبِس ما هو أسمح منه حسُنت سماحته، فلا تسمحْني بحسن ثوبك، دعني تحسنني سماحةُ كسوتي.
-
سأل الإسكندر ديوجينيس: بأي شيء تكتسب الثواب؟ فقال: بفعل الخيرات، وإنك لَتقدرُ أيها الملك أن تكتسب منه في كل يوم واحدٍ ما لا تكسِبه الرعيةُ دهرَها!
-
قيل لديوجينيس: لماذا اصفرَّ لونُ الذهب؟ فقال: «من كثرة أعدائه، وخوف من أن يُشدَّ بوثاق، وأن يُدفن في الأرض!»
-
قيل لديوجينيس: أخبرنا عن فلان؛ هل هو غني؟ فقال: «لا أعرف ذلك ما لم أعرف تدبيرَه للمال!»
-
مر ديوجينيس بعشَّار فقال له العشَّار: هل معك شيء؟ فقال: نعم. ووضع مِخْلاته بين يديه، ففتَّشه العشَّار فلم يجد فيها. فقال: أين ما قلت؟ فكشف عن صدره وقال: ههنا؛ حيث لا يقدر عليه أحد ولا يراه!
-
نظر ديوجينيس إلى غلام حسَن الصوت يتعلم الحكمة فقال: «يا غلام قد أحسنت إذ نقلتَ زينةً إلى نفسك.»
-
نظر ديوجينيس إلى رجل مِتلاف زينة ماله، فقال له: هب لي منًّا من فضة، فقال الرجل: مالك تسأل الناس الحبة والفلس وتسألني منًّا من فضة! فقال: لأني أرجو من أولئك العودة ولا أرجوها منك!
-
نظر ديوجينيس إلى حشرة تتردد على ضلع رجل فقال: «هذا لص قد تحير في برية.»
-
سأله عصبة من أهل الجهل: ما غذاؤك؟ فقال: ما عِفْتم (يعني الحكمة). قالوا له: فما عِفْت؟ قال: ما استطَبْتم (يعني الجهل).
-
قالوا له: كم عبدًا لك؟ قال: أربابكم (يعنى الغضب والشهوة والأخلاق الرديئة الناشئة منها).
-
نظر ديوجينيس إلى امرأة ببعض المعارك تحب الشراب فقال: ضعوا لها على رأس خابية الشراب قطعةَ قطن حتى لا تدنو منها.
-
نظر ديوجينيس إلى شاب وهو يعظ امرأةً رديئة، فقال له: ما تصنع؟ قال: أعِظُ هذه المرأة، فقال: اغسل حبشيًّا لعله يبيضُّ!
-
قيل لديوجينيس: «ما الحلو؟ وما المر؟» فقال: «الحلو الولد الأديب، والمر الدَّين الثقيل!»
-
اعتل ديوجينيس يومًا فعاده إخوانه وقالوا له: لا تجزع؛ فإن هذا أمر الله تعالى، قال: «هو إذن أشد له.»
-
سُئل ديوجينيس: أي الخصال أحمدُ عاقبةً؟ قال: «الإيمان بالله تعالى، وبر الوالدين، وقَبول الأدب.»
-
نظر ديوجينيس إلى شاب طويل السكوت فقال له: «إن كان صمتك لسوء أدبك فأنت أديب، وإن كان لأدبك فقد أسأت أدبَك إذ أمسكت.»
-
عاب قوم من المترفين عيش ديوجينيس فقال لهم: «لو أردت أن أعيش عيشكم قدرتُ عليه، ولو أردتم أن تعيشوا عيشي لم تقدروا عليه.»
-
رأى ديوجينيس امرأة تشاور نسوة فقال: «ثعبان يقترض مِن أفعى سمًّا!»
-
رأى ديوجينيس عجوزًا تتزين فقال لها: «إن كنت تتزينين للأحياء فما صنعتِ شيئًا، وإن كنت تتزينين للموتى فبادري!»
-
رأى ديوجينيس امرأة صغيرة القدِّ جميلة الوجه فقال: «خير صغير وشر عظيم!»
-
رأى ديوجينيس جارية تتعلم وهي حدثة جميلة، فقال: «سيف يُسنُّ للشر!»
-
رأى ديوجينيس أصلع سفيهًا فقال له: إني حامد لشَعرك هذا؛ فلقد هرب عن رأس سوء.
-
رأى ديوجينيس رجلًا يعلم جارية فقال: «لا تَزِد الشر شرًّا.»
-
سُئل ديوجينيس: أي شيء أشدُّ فسادًا للإنسان؟ فقال: المال!
-
لا تتعجب مما يتكلم به العدو، ولكن مما يُمسك عنه.
-
قال ديوجينيس لمتعلم يتهاون في تعلمه: أيها الحدث، إن كنت لم تصبر على تعب التعلم صبرت على شقاء الجهل.
-
نظر ديوجينيس إلى فتًى يستخف بوالده، فقال: «يا هذا، ألَا تستحي أن تحقِر مَن به أعجبتك نفسك.»
-
رأى ديوجينيس أَسْود يأكل الجواري فقال: «ليل يأكل النهار.»
-
المرأة ردية، ولا سيما إذا سميت بالمرأة مرتين؛ امرأة وامرأة أب!
-
رأى ديوجينيس جارية بكرًا جميلة تتعلم الكتابة فقال: أرى سيفًا يسن.
-
دعا رجل ديوجينيس إلى الطعام فذهب إليه، ثم دعاه مرةً أخرى فامتنع، فسُئل عن ذلك فقال: «لأنه لم يشكرني في المرة الأولى!»
-
تسوَّر ديوجينيس بناءً عاليًا فصاح: يا معاشر الناس، فاجتمعت إليه العامة من كل جنب فقال: «لم أدعكم، وإنما دعوت الناس.»
-
نظر ديوجينيس إلى رجل حسن الوجه رديء السيرة فقال: «البيت حسن، وأما الساكن فشيطان.»
-
ليس الأصم الأعمى مَعيبًا في الرجال، إنما المعيب من لا خَرْج له.
-
تيجان الملوك سريعة العطب كالزجاج.
-
حب الظهور ليس إلا فخر المجانين.
-
متى تأملت حقيقة الحكام والحكماء والفلاسفة الذين في الدنيا اعتقدت أن الإنسان بعقله يفوق البهائم، ولكن من جهة أخرى حين أرى من يدَّعي الوحي، والعرافين، والمعبرين للأحلام، والذين إذا حصَّلوا مالًا أو جاهًا، تكبروا؛ فلا أتمالك نفسي أن أظن أنهم أشد الحيوانات جنونًا!
-
متى احتاج الإنسان لشيء وأخذه فلا ضرر عليه.
-
تسلية الإنسان نفسَه أولى له وأوفق من القبض.
-
كثيرًا ما لقيت أناسًا يتسابقون في المزاح والهزر، ولم أرَ منهم منافسًا لصاحبه في السبق إلى طرق الفضيلة.
-
أراد بعض السفسطائية أن يُظهر دقة عقله لديوجينيس فقال له: إنك لست أنا وأنا رجل؛ فلست أنت برجل! فقال له ديوجينيس لو قلت أنت لست أنا واقتصرت، لكان معنى ذلك أنك لست برجل!
-
سُئل عن العشق فقال: هو اختيار صادف نفسًا فارغة.
-
رأى امرأة متزينة في ملعب فقال: لم تخرج لترى بل لتُرى.
-
سُئل ديوجينيس مرةً: هل رأيت في بلاد اليونان رجالًا حكماء؟ فقال: رأيت صغارًا في مدينة إسبرطة، فأما الرجال فلم تقع عيني على أحد منهم قط!
-
أنفع الأشياء أقلها ثمنًا.
-
إن سائر الأشياء لخالقها والحكماء أحبابه، وما كان بين الأحبة لا حرج فيه، بل هو مباح.
-
أنا لا أسأل الناس؛ إنما أسأل الخالق.
-
قال ديوجينيس للإسكندر: أينا أغنى؛ من هو قانع بعباءته وخَرْجه أم الذي لم يقنع بعظيم سلطنته وسَعة مملكته، بل اقتحم الأخطار لزيادة حدودها، واشتغل الليل والنهار بشئونها؟
-
اتفق أن ديموسثينيس أكل ذات يوم في محل السكر فحانت منه التفاتة فأبصر ديوجينيس فاختفى، فلما لمحه ديوجينيس قال له: كلما اختفيت في مثل هذا المحل تمكنت فيه!
-
عيَّر ديوجينيس أرزل الناس بالفقر وعابوه به فقال لهم: «لم أر أحدًا عوقب على فقره، ورأيت كثيرًا من الناس أرباب القبائح والخيانات يعاقبون على خياناتهم وقبائحهم.»
-
قدِّم القرابين لربات الحسن.
-
أصعب شيء أن يعرف الإنسان نفسه.
-
سُئل ديوجينيس: ممَّاذا يتحفظ الإنسان؟ فقال: من حسد أصدقائه.
-
رأى ديوجينيس شابًّا قد احمر وجهه جدًّا من الخجل فقال له: «هكذا هكذا يا بني، فإن هذا لون الفضيلة.»
-
سُئل ديوجينيس: ماذا تعرف عن الأشياء؟ فقال: «سياسة الرجال والحكم عليهم.»
-
سمع دو جينيس ذات يوم مناديًا يقول: إن ديوكسيبوس غلب جملة من عظماء الرجال في الألعاب الأوليمبية فقال له: «لا، بل قل: غلب جماعةً من الأرقَّاء المساكين؛ لأن الذي غلب الرجال إنما هو أنا فقط.»
-
قال له رجل ذات يوم: ينبغي لك الاستراحة؛ فإنك صرت شيخًا هرمًا فقال: «أترى الناس يشيرون على من يجري بما ينشِّطه أو بما يثبِّطه؟ أفليس المناسب لي أن أبذل جميع قوتي!»
-
مثلي كمثل أرباب الألحان؛ يعلِّم غيرَه الصوت الحسن بالانتقال إلى غيره.
-
ذات مرة قال ديوجينيس لأصدقائه: «عندما أفارق الحياه اقذفوا جسدي غير مدفون»، عندئذ قال أصدقاؤه: أللطيور الجارحة والحيوانات المفترسة؟ فقال لاحقًا: «ولكن ضعوا عصًا بالقرب مني أطاردها بها.» قالوا: «كيف ستطاردها مع أنك لن تشعر؟ قال: «كيف إذن سيؤذيني تمزيق الحيوات المفترسة إذا كنت لن أشعر بشيء؟»
-
جاء رجل إلى ديوجينيس يريد أن يكون تلميذه، فناوله ديوجينيس فخذ خنزير، وأمره أن يمشي به خلفه في أزقة المدينة، فاستحى الرجل ورمى به إلى الأرض، وذهب فرآه ديوجينيس بعد مدة فقال له: «ما أعجب حالك حيث كانت الفخذ قاطعةً لمحبتنا!»
-
كان ديوجينيس إذا تفكَّر في معيشته وفقره يقول ضاحكًا: «سائر أنواع اللوم والمعايب قد لحقتني، وإني وإن كنت لا دار لي ولا مدينة ولا وطن، وأتقوَّت يومًا بيوم؛ جلدٌ على مقاومة صروف الدهر؛ أقابل المال بالثبات والعفة، وأقابل العوائد بالحالة الفطرية الخلقية، وأقابل تكدُّرات النفس بالتدبر والعقل!»
-
سأل رجل ديوجينيس عن الوقت الذي يأكل فيه فقال له: «إن كنت غنيًّا فكُلْ في الساعة التي تعجبك، وإن كنت فقيرًا فكل في الوقت الذي يمكنك!»
-
اعتاد ديوجينيس أن يعطِّر قدميه فسُئل عن ذلك فقال: إن رائحة العطر الذي يوضع في الرأس تطير في الهواء، أما إذا عطرت الأقدام فإن الروائح تصعد إلى الأنف.»
-
اتفق أنه مرَّ ديوجينيس بدار أحد الخِصيان القِباح، فوجد مكتوبًا على بابها: لا يدخل من هذا الباب شيء قبيح، فقال: «فمِن أين يدخل صاحب الدار؟»
-
أراد بعض الفلاسفة أن يبرهن لديوجينيس على أنْ لا حركة له فلم يجبه، بل قام وتماشى، فقال له ذلك الفلسفي: «ماذا تريد بمشيك؟» فقال: «إبطال دعواك.»
-
كان ديوجينيس إذا سمع متكلمًا في علم الهيئة والنجوم يقول له: متى كان نزولك من السماء؟
-
جاء إلى ديوجينيس بعض أصحابه في مدة الأسر والحجر عليه؛ بقصد إنقاذه وإخراجه من ذل العبودية، فقال له ديوجينيس: «أبك جنون أو تهزأ بي؟ أما علمت أن السبع ليس أسيرًا عند من يطعمه، إنما المطعم لسبع هو أسيره؟»
-
قال للإسكندر يومًا: أيها الملك، قد أمِنت الفقر، فليكن غناك اقتناءً للحمد وابتغاءً للمجد.
-
مر ديوجينيس ذات يوم بمدينة ميجارا، فرأى أطفالها جميعًا عرايا، ورأى الغنم مستورة بالصوف، فقال «غنم هذه المدينة أسعد من بني آدم!»
-
سُئل ديوجينيس وهو خارج من الحمام: أفي الحمام كثير من الرجال يغتسلون؟ فقال: لا، فقيل له: أفيه ازدحام عظيم؟ فقال: نعم!
-
اتفق أن رجلًا كان يحمل خشبة طويلة على ظهره، فصدم بها ديوجينيس على حين غفلة، فضرب حامل الخشية بعصاه، وقال: كن أنت على حذر.
-
صفع رجل ديوجينيس ذات يوم فقال له: «إني لا أعلم أنه يلزمني أن أضع على رأسي سلاحًا يقيه.»
-
سأل لوسياس العقاقيري ديوجينيس: هل تعتقد وجود إله؟ فقال له: «أيخفى عليَّ مع معرفتي أنه عدوُّك الأكبر؟»
-
رأى ديوجينيس رجلًا ينغمس في الماء ليتطهر، فقال له: «يا مسكين، لو اغتسلت إلى غدٍ بهذا الماء لم يعصم لسانك بذلك عن الخطأ، فكيف يطهِّرك الذنوب؟»
-
رأى ديوجينيس غلامًا في حالة مُخلَّة بالحياء، فسار إلى معلمه وضربه بالعصا وقال له: لِم علَّمت تلميذك الفعلة القبيحة؟
-
أتى رجل ليُري ديوجينيس حسابًا عمِله في برج من الأبراج السماوية، فقال ديوجينيس: «هذا شيء ظريف يمنع مثلنا أن يموت جوعًا.»
-
بينما كان ديوجينيس يتنزه ذات يوم رأى محفةً جميلة ظريفة بها امرأة، فقال له: «أيليق أن يكون مثلُ هذا قفصًا لمثل هذا الحيوان القبيح؟»
-
الخيرات الإلهية كثيرة أنعمت على سائر الرجال بالأزواج، وأما اللذات المعنوية فمجهولة عند الناس الذين لا همة لهم إلا المآكل اللطيفة والتعطرات.
-
رأى ديوجينيس ذات يوم رجلًا يُلبِسه عبدُه نعله، فقال له إنه لم يبقَ لك عليه من أنواع السرور إلا أن يَمخُطَك! فما منفعة يديك؟!
-
الغنيُّ الجاهل كشاة مغطَّاة بجلد من ذهب!
-
كان ديوجينيس ذات يوم في وسط السوق، فصار يخمِش بدنه بأظفاره ويقول: «ليت ذلك في البطن يمنع بها الإنسان جوعه وقت ما يحب!»
-
قال رجل لديوجينيس: «إن السيبيين يحكمون عليك بالنفي الدائم، فقال: «وأنا كذلك حكمت عليهم بالبقاء الدائم في بلدهم القبيحة على شاطئ البحر الأسود.»
-
كان ديوجينيس يترجى الأصنام أن يمنُّوا عليه باللطف، فسُئل عن سبب طلب ذلك منها، فقال: لأعوِّدَ نفسي ألا أُجاب فيما أطلب!
-
لمح ديوجينيس بالخمَّارة رجلًا، قد أسرف في ماله وضيَّعه، وهو يتعشى بالزيتون فقط، فقال له: لو كان فطورك على مثل هذا الطعام لكان عشاؤك أحسنَ من هذا!
-
الشهوات غير الملائمة تصير منبع جميع المصائب التي تقاسيها البشرية.
-
الصُّلحاء من الناس هم مظهر الآلهة.
-
البطن آفة العمر.
-
المرأة ردية، لاسيما إذا سميت بالمرأة مرتين؛ امرأة، وامرأة أب.
-
إن الكلام الحسَن المرتب كسيلان العسل.
-
العشق شغل أهل البطالة.
-
سُئل ديوجينيس: ما أسوأ الحالات؟ قال: الهَرَم مع الفقر!
-
سُئل ديوجينيس: أي شيء أحسن في الدنيا؟ قال: الحرية.
-
تجاسر رجل على ديوجينيس وسأله: ما أشد الحيوانات عضًّا؟ فقال: «أما من الناس المتوحشين فالرجل السبَّاب، وأما من المتمدينين فالرجل المداهن!»
-
أتى رجل إلى ديوجينيس وسأله: ما السن التي يستحق الإنسان الزواج فيها؟ فقال له: ما دام الإنسان صغيرًا «فإن وقت زواجه لم يأت، ومتى صار كبيرًا، فقد فات وقته!»
-
سُئل ديوجينيس: ما سبب اصفرار الذهب؟ فقال: «كثرة حساده.»
-
سأل أحد الظلَمة ديوجينيس ذات يوم عن أجود معدن لصناعة الأصنام، فقال: «هو المعدن الذي صنعت منه.»
-
سُئل ديوجينيس عن سقراط، فقال: هو رجل مجنون!
-
سُئل ديوجينيس عن سبب تصدق الناس على العُمي والعُرج وعدم تصدقهم على الفلاسفة، فقال: «إن سائر الناس متأهلون للعمى والعرج، وليس كل أحد أهلًا للفلسفة!»
-
نظر ديوجينيس إلى شاب طويل السكوت، فقال له: إن كان صمتك لسوء أدبك فأنت أديب، وإن كان لأدبك فقد أسأت أدبَك إذ أمسكت.
-
سأل رجل ديوجينيس: «ألك خادم أو خادمة؟» فأجابه: لا، فقال له: فمن يدفنك؟ فأجاب: «من احتاج لبيتي.»
-
تجرأ على ديوجينيس رجل وقال له: إنك كنت تصنع الدراهم المغشوشة، فقال له: نعم، كنت في السابق كما أنت الآن، ولكن ما أنا عليه الآن لا تصِلُه طولَ عمرك!»
-
سُئل ديوجينيس: من أي بلد أنت؟ فقال: «مِن الدنيا.»
-
سُئل ديوجينيس: هل الموت مؤلم؟ فقال: «إنا لا نُحِس به وقت وقوعه، فكيف يمكن أن يكون مؤلمًا؟»
-
رأى ديوجينيس رجلًا لا يحسن الرمي وهو يصوِّب بآلة رمية إلى غرض، فأسرع ديوجينيس إلى ذلك الغرض، وجعل رأسه أمامه، فسُئل: لِمَ ذلك؟ فقال: «مخافة أن يصيبني!»
-
قال رجل لديوجينيس: إن كثيرًا من الناس يهزءون بك، فقال له: «وماذا يضرني مع أني أريد ذلك؟ وأظن أن الحمير حين تضرب أسنانها وتُبرزها وقت نهيقها إنما تفعل ذلك الضحك على مثل هؤلاء الناس! فقيل له: «وهل يكترث مثل هؤلاء بما تصنعه الحمير؟» فقال: فكيف أكترث أنا بهم؟
-
سُئل ديوجينيس ذات يوم: «لِمَ لقَّبوك كلبًا؟» فقال: «لأني أتملق لمن يعطيني، وأنبح على من منعني، وأعضُّ من يؤذيني!»
-
سُئل ديوجينيس: من أي أنواع الكلاب أنت؟ فقال: «أكون وقت جوعي من جنس السلاق؛ أتلاعب لجميع الناس، ووقتَ شبعي كالكلب العقور؛ أعضُّ كل من قابلني!»
-
لما رجع ديوجينيس من مدينة إسبرطة إلى مدينة أثينا سُئل: «من أين جئت؟» فقال: «من مدينة الرجال إلى مدينة النساء!»
-
اجتمع جماعة حول ديوجينيس وهو يأكل وسط الطريق، ونادَوه باسم الكلب، فقال: «بل أنتم الكلاب؛ لأنكم اجتمعتم حول من يأكل!»
-
سُئل ديوجينيس: ماذا ربِحتَ من فلسفتك؟ فقال: «لو لم تنفعني إلا في التجلد على تحمل المشاقِّ التي من البعيد نزولُها بي، لكفى سروري منها.»
-
لما علم ديوجينيس أن الأثينيين سمَّوا الإسكندر بإله الشراب، قال لهم مستهزئًا: وأنا لِمَ لا تجعلونني إله النار؟»
-
لام رجل ديوجينيس على إقامته بالأماكن القذرة، فقال: «الشمس تدخل في أما كن أقذر من هذه بكثير ولا تتسخ!»
-
رأى ديوجينيس ذات يوم أناسًا «يقرِّبون قربانًا للآلهة رجاءَ أن يُرزقوا غلامًا، فقال لهم: «إنكم تفكرتم في الغلام ولم تتفكروا أن يكون صالحًا.»
-
رأى ديوجينيس شابًّا يتكلم مع قلة الحياء فقال له: «أمَا تستحي حيث تُخرج من جراب التاج سلاحًا من الرصاص.»
-
إن الذين يعلمون الصلاح ولا يعملون به كمثل آلات الموسيقى؛ «تخرج منها أصواتٌ مطربة ولا إحساس عندها!»
-
قال رجل لديوجينيس: ألم أصلح للفلسفة؟ فقال له: «يا مسكين، حيث لا ترجو معيشةً طيبة فلِمَ حياتك؟»
-
أغلب العالم في ذلة؛ وذلك أن العبيد في طاعة ساداتهم، والسادات في هوى أنفسهم، وسائر الأشياء متقومة بالعوائد، فبعض الناس عوَّدوا أنفسهم المعيشة اللذيذة والفخر والحس بالشهوات، فلا يمكنهم أن يتحولوا عنها أبدًا، والبعض الآخر عاشوا على احتقار التلذُّذات والشهوات.
-
الحياء مِن ضعف التنفس.
-
إن الأكل شيء عظيم، فما يمنع الإنسان أن يأكل في الطرق والأسواق كأكله في بيته.
ديونيسوس
-
الضرورة أقوى من الطبيعة البشرية.
-
التبصر خير من الندم.
-
سُئل: هل أنت بلا عمل؟ فقال: معاذ الله أن أُبلى بذلك! مقياس الحياة ما يُعمل فيها من عمل صاح.
رادامنتوس
-
من بذَر شرًّا حصد شرًّا.
زينوبيوش
-
إما أنه ميت أو مدرسة.
زينودوتس
-
فلتُصغينَّ لمن عنده أربع آذان.
زينون
-
إذا ذهب لك الشيء فلا تقل ذهب، بل قل رددته؛ لأنه لو كان لك لكنت مالكه.
-
دخل زينون على الإسكندر فقال: مُر لي بعشرة آلاف دينار، فقال: هذا لم يكن من قدرك؛ قال: «فليكن قدرك.» فأمر له بذلك.
-
إن لنا لسانًا واحدًا وأذنين؛ لنعلم أننا ينبغي أن ننصت أكثر مما نتكلم.
-
قرر «زينون»، صاحب الفلسفة الرواقية: «أنه ما من إنسان يستطيع أن يجعل من تابعًا له بالرق أو الغزو أو التهديد بالعقاب أو التلويح بالمنافع.»
-
أكثِروا من الإخوان؛ فإن بقاء النفوس ببناء الإخوان؛ كما أن شفاء الأبدان بالأدوية.
-
كن بما تأتي من الخير مسرورًا، وما تجتنب من الشر محبورًا.
-
قيل لزينون: أي الملوك أفضل؛ ملك اليونانيين أم ملك الفرس؟ قال: من ملك غضبه وشهوته.
-
سُئل زينون بعد أن هرِم: ما حالك؟ فقال: هو ذا؛ أموت قليلًا قليلًا.
-
قيل لزينون: إذا متَّ من يدفنك؟ قال: من يؤذيه جيفتي.
-
سُئل زينون: ما الذي يُهرِم؟ قال: الغضب والحسد، وأبلغ منهما الغم.
-
لا تخف موت البدن، ولكن يجب عليك أن تخاف موت النفس، فقيل له: لم قلت: خِفْ موتَ النفس؛ والنفس الناطقة لا تموت؟ فقال: إذا انتقلت النفس الناطقة من حد النطق إلى حد البهيمة — وإن كان جوهرها لا يبطل — فقد ماتت من العيش العقلي.
-
أعط الحق من نفسك؛ فإن الحقَّ يَخصِمُك إن لم تعطه حقه.
-
محبة المال وَتِد الشر؛ لأن سائر الآفات تتعلق بها، ومحبة الشهوات وَتِد العيوب؛ لأن سائر العيوب متعلقة بها.
-
أحسِن مجاورة النعم فتنعمَ بها، ولا تسئ بها فتسيءَ بك.
-
إذا أدركت الدنيا الهاربَ منها جرحته، وإذا أدركها الطالب لها قتلته.
-
سُئل زينون: بأي شيء يخالف الناس في هذا الزمان البهائم؟ فقال: بالشر.
-
قيل لزينون (وكان لا يقتني قوت يومه): إن الملك يُبغِضك، فقال: وهل يحب الملك من هو أغنى منه؟!
-
إن تمويهات الخطباء مثَلها كمثل دراهم سكندرية؛ حسنة الظاهر، خسيسة المعدن!
-
إن أضر ما يُظلم به الشبان تربيتُهم على الفخار، إنما اللائق تربيتهم على الأدب وعلى فعل ما يليق.
-
قيل لزينون: ما تعريف صديقك؟ قال: من كان إياي وكنت إياه!
-
ينبغي التمسك بالفضيلة لذاتها لا لِمَا يترتب عليها من ثواب.
-
بالصمت أسمع نقائص الغير، وأخفي عن الغير نقائصي.
-
لا نافع إلا ما كان صلاحًا، ولا نفع في الذنب.
-
تنزيه الحواس بالشهوات لا يعَدُّ من الخير في شيء؛ لأنها مدنِّسة للمرء، ولا خير في المدنِّس.
-
الحكيم لا يخاف شيئًا ولا يتزين بشيء؛ لأنه قد استوى عنده الفخار والعار.
-
ينبغي للعاقل تعظيمُ المعبود وتقريب القربان له، واجتنابُ الفساد بأنواعه.
-
جميع الفضائل مشتبكة بعضها ببعض؛ بحيث لا تتم لأحد فضيلةٌ من الفضائل ما لم تكمُل له سائرها.
-
لا وسط بين الفضيلة والرذيلة؛ لأن الأمور صنفان: معوجٌّ ومعتدل؛ فكل عمل إما خير وإما شر بلا ثالث.
-
بينما كان زينون خارجًا من مكتبه ذات يوم صُدمت إصبعه فانكسرت، فتفاءل من ذلك بالموت عن قرب، فضرب الأرض بيديه وقال لها: أتطلبينني؟ ها أنا ذا حاضر غير متوانٍ ولا متأخر، ولم يلتفت لمعالجة إصبعه، بل تعجَّل الموت بخنق نفسه في سكون وطمأنينة.
-
كان زينون آتيًا من السفر ومعه شيء من أرجوان الصينيين، فكُسرت به السفينة وتلِف ما كان معه بميناء بيربوس، فاغتمَّ لتلك الخسارة وجاء مدينة أثينا، فدخل على بائع كتب، فقرأ المقالة الأولى من كتاب إكسينوفون الفيلسوف؛ ليسلي همَّه بها، فسُرَّ بقراءتها كثيرًا، وسأل بائع الكتب عن أماكن الذين يتكلم عنهم إكسينوفون، وإذ بإقراطيس الكلبي مارًّا بالمصادفة، فأشار إليه بائع الكتب وقال لزينون: اتبع هذا الرجل. وكان زينون في الثلاثين من العمر، شديد الحياء والخجل، فلما رآه إقراطيس على ذي الحال أراد أن يقوي عزمه، فأعطاه ذات يوم قِدرًا ممتلئة عدسًا، وأمره أن يدور بها في طريق المدينة، فاحمرَّ وجه زينون خجلًا من ذاك، واختفى خشية أن يراه أحد أصحابه، فقال له إقراطيس: لِمَ هربت يا مكَّار؛ مع أنه لا يضرك ذلك، بل يمهد لك سبيل الدَّعة والتواضع؟!
-
رأى زينون رجلًا على شاطئ البحر مفكرًا حزينًا على الدنيا، فقال له: يا فتَى، ما تلهُّفُك على الدنيا؟ لو كنت في غاية الغنى وأنت راكب لُجَّة البحر وقد انكسرت بك السفينة، وأشرفت على الغرق، أفما كانت غاية مطلوبك النجاة وأن يذهب كلُّ ما بيديك؟ قال: نعم. قال: ولو كنت ملكًا وأحاط بك من يريد قتلك، أفما كان مرادك النجاة من يده ولو ذهب جميع ما تملك؟ قال: نعم. قال: «أنت ذلك الغني الآن، وأنت ذلك الملك! فتسلَّى الرجل بكلامه.
سافو
-
أماه الحلوة: لم تعُدْ لي طاقة للعمل على النَّول، فقد آن لي أن أتطلع بولع إلى فتًى بمعونة أفروديت الحنون!
-
ما كان جميلًا فهو خير، وما كان خيرًا فسرعان ما يصبح جميلًا …!
سالوستوس
-
كان يعتبر قيصر عظيمًا؛ لجمائله وسخائه، وكاتو؛ لنزاهة حياته. صار الأول شهيرًا بتسامحه وشفقته، وكانت قد أضافت القوة إلى الآخر وقارًا، وكان يُمدح مرونة الأول وصلابة الآخر.
-
إن تلك القوة الإلهية التي تأمر الأشياء الخيرة التي على غير سماط واحد، والتي تحدث دون أن يتوقعها المرء؛ تسمى عادةً بالحظ.
-
عندما تكون الروح غير ناطقة فإنها تكون حياة الإحساس والخيال، وعندما تكون ناطقةً تكون الحياة التي تسيِّر الإحساس والشعور، وتستخدم المنطق.
-
إن حسن الحظ الذي يلحق الأشرار لا يمكنه أن يجردهم من شرهم؛ على حين تكفي الفضيلة وحدها الأخيار.
-
تعاقب الأرواح عندما تفارق الجسد، فيجول بعضها في وسطنا، ويذهب بعضها إلى بقاع من الأرض حارةٍ أو باردة، وبعضها تزعجه الأشباح!
-
الأرواح التي عاشت في أحضان الفضيلة عادةً تكون سعيدة.
-
خُلقت العيون شفافة لترى، والخياشيم فوق الفم لتميِّزَ المأكولات الكريهة الرائحة، والأسنان الأمامية حادةً كي تقطع الأطعمة، والأسنان الخلفية عريضةً لتطحنها.
-
إن الفضيلة في نطاق العمل حكمة، وفي دائرة القتال شجاعة، وفي محيط الرغبة عفة.
-
إن فضيلة الروح هي العدالة.
-
كل شيء قابل للتجديد قابل للفناء.
-
إن الله كله خير، وخالٍ من الانفعالات النفسية، وغير قابل للتغير.
-
يجب على من يوَدُّون أن يسمعوا عن الرب أن يكونوا قد أُحسن إرشادهم منذ نعومة أظفارهم، ولم يعوَّدوا عقائدَ سخيفة، وأن يكونوا ذوي خصلة حميدة حكيمة؛ حتى يمكنهم الإصغاءُ إلى التعاليم كما يجب.
-
الشيء الذي يخضع للتغيير إما أن يتغير إلى حالة أسوأ أو أفضل، فإن تغير إلى التي هي أسوأ فقد أصبح سيئًا، وإن تغير إلى التي هي أفضل فلا بد أنه كان سيئًا في بادئ الأمر.
-
الروح هي ما نميز به الحي من غير الحي.
-
إذا خلق الحظ من الشرير رجلًا غنيًّا، ومن الخير رجلًا فقيرًا؛ فلا داعي إلى الدهشة؛ لأن الشرير يعتبِر المال كل شيء؛ على حينِ أن المال لا شيء في نظر الخيِّر!
-
نيابة عن دولتهم وأولادهم ومذابحهم ووطيسهم.
-
سرعان ما ستندثر المدينة المعروضة للبيع إذا أمكن العثورُ على مشترٍ.
-
بثقة قرطاجنية (أي: بخيانة).
-
تُنال الفضائل بالنظام الاجتماعي العادل والتربية والتعليم الحسن، أما الرذيلة فتُنال يعكس ذلك.
-
حيثما يتم كل شيء وَفقًا للعقل، ويحكم الأمةَ أفضلُ رجل فيها؛ تكون هذه ملكية، وحيثما يحكم أكثرُ من فرد وَفقًا للعقل والقتال، تكون أرستقراطية، وإذا تكونت الحكومة وَفقًا للرغبة، وكانت المناصب تُعقد على المال؛ سمي هذا الدستور باسم تيموقراطية.
-
لا شر في أي آلهة؛ لأن الآلهة كلها خير.
-
الأرواح التي عاشت في أحضان الفضيلة عادةً تكون سعيدة.
-
لا شر إيجابي في العالم.
-
خذ نصيحة صالحة قبل أن تبدأ العمل وعندما تقرر اعمل بحزم.
-
الفنون والعلوم واللعنات والصلوات والتقدمات والذبائح والقوانين والدساتير والعدالات والعقوبات؛ كلها أتت إلى الوجود لتمنع الأرواح من الإثم.
-
كل شيء مصنوع إما أن يُصنع بالفن أو بفعل طبيعي أو تبعًا لقوة ما.
-
ثبت من القضية أنه لكي يكون الإنسان وفيًّا كما يقول أبيوس في أغانيه، فإن كل امرئ يكون مصيره بنفسه.
-
يشتهي ما لدى غيره ويبذِّر ما لديه!
-
الصداقة هي أن ترغب في نفس الشيء وتكرهه.
-
كل شيء يُصنع بالقوة يحيا مع الشيء الذي فيه القوة.
-
إن الإله لا يفرح؛ لأن الذي يفرح يحزن أيضًا، كما أنه لا يغضب؛ إذ لو أنك أغضبته كان هذا نزعة، كما أنه لا يهدأ بالهدايا؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لأمكن التغلبُ على أمره بالمسرَّات.
-
إن الآلهة خيِّرة دائمًا، وتفعل الخير دائمًا، ولا تؤذي مطلقًا؛ لأنها دائمًا في حالة واحدة وتشبه نفسها دائمًا.
-
إن قولك: إن الإله يَحيد عن الشر؛ كقولك: إن الشمس تخفي نفسها عن الأعمى.
-
كل شيء قابل للهدم إما أن يهدم نفسه بنفسه أو أن شيئًا آخر يهدمه، فلو تهدَّم العالم بنفسه كان من الضروري أن تُحرِق النار نفسها، ويجفف الماء نفسه، ولو كان يتهدم بشيء آخر فلا بد أن يكون هذا بجسم أو شيء آخر غير جسدي، ولا يمكن أن يتم ذلك بوساطة شيء غير جسدي؛ لأن الأشياء غير الجسدية تصون الأجساد وتحفظها، ولا يتهدم شيء بعلة طبيعتها أن تحفظه.
-
يجب على من يوَدُّون أن يسمعوا عن الآلهة أن يكونوا قد أُحسن إرشادهم منذ نعومة أظفارهم، ولم يعوَّدوا على عقائدَ سخيفة، وأن يكونوا ذوي خصال حميدة حكيمة حتى يمكنهم الإصغاءُ إلى التعاليم كما يجب.
-
أول فائدة للأساطير هي أنها تجعلنا نبحث ولا نترك عقولنا في خمول.
-
حيث إن كل موجود يبتهج بما يماثله، وينفُر مما يخالفه؛ لذلك كان لزامًا على القصص التي تدور حول الآلهة أن تكون مماثلة للآلهة؛ حتى يكون كلاهما جديرًا بالذاتية المقدسة، وحتى ترضى الآلهة عمن تحدث عنها. ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بالأساطير.
-
كما أن الآلهة قد عمَّمت الإدراك للجميع وخصَّت العقلاء وحدهم بملَكة الفهم، كذلك تروي الأساطير عن وجود الآلهة للجميع، ولكنها لا تذكر من هم ولا كيف يكونون؛ إلا لمن يمكنه أن يعيَ ذلك.
-
يمكن للمرء أن يسمي العالم أسطورةً فيها الأجساد والأشياء ظاهرة، والأرواح والعقول مستترة.
-
إن قوى الروح الفكرية تُبنى داخل خالقيها رغم انتقالها إلى غيرها من الأشياء.
-
تناسب الأساطير اللاهوتية الفلاسفة، أما الأساطير الطبيعية والروحية فتناسب الشعراء، بينما توافق الأساطير المختلطة التعاليم الدينية الأولية ما دام أن كل تعليم أوَّلي يهدف إلى ربطنا بالعالم والآلهة.
-
لو أن العلة الأولى روح، فلا بد لكل الأشياء أن تملك روحًا. وإن كانت عقلًا اشتركت سائر الأشياء في العقل. وإن كانت وجودًا كان لجميع الأشياء وجود.
-
بعض الأجرام يحاكي العقل ويتحرك في دوائر، ويحاكي بعضها الروح ويتحرك في خطوط مستقيمة، فالنار والهواء يتحركان إلى أعلى، والأرض والماء إلى أسفل.
-
تعتمد الروح الغير ناطقة على ميول الجسد، فتشعر بالرغبة والغضب دون وعي منها. أما الروح الناطقة فتمقت الجسد، يساعدها في ذلك المنطق، وبمحاربتها الروح الغير ناطقة تنتج الفضيلة أو الرذيلة؛ تبعًا لانتصارها أو هزيمتها.
-
كل روح جيدة تستخدم العقل، ولكن ليس في قدرة أحد أن ينتج عقلًا؛ لأنه كيف يتسنى لذلك الشيء العديم العقل أن ينتج عقلًا؟!
-
تعتمد الفضيلة والرذيلة على الروح، فعندما تدخل الروح الغير ناطقة الجسد، وتُحدث في الحال قتالًا ورغبة تجعل الروح الناطقة، وقد هيئ لها سلطان على كل هذه النواحي، مقسمةً إلى ثلاثة أقسام: العقل والقتال والرغبة. والفضيلة في نطاق العقل حكمة، وفي دائرة القتال شجاعة، وفي محيط الرغبة عفة. وفضيلة الروح كلها هي العدالة.
-
تُنال الفضائل بالنظام الاجتماعي العادل والتربية والتعليم الحسن. أما الرذيلة فتُنال بعكس ذلك.
-
كل شيء يُصنع بالقوة يحيا مع الشيء الذي فيه القوة.
-
من الخطل أن تظن أن الإله يتأثر خيرًا أو شرًّا بالأشياء البشرية. إن الآلهة خيِّرة دائمًا، وتفعل الخير دائمًا، ولا تؤذي مطلقًا؛ لأنها دائمًا في حالة واحدة وتشبه نفسها دائمًا.
-
عندما نكون أخيارًا فإنَّا نرتبط بالآلهة بحكم مشابهتنا لهم، وعندما نكون أشرارًا ننفصل عنهم؛ نظرًا لانعدام تشابهنا بهم.
-
إن الإله نفسه لا يحتاج أبدًا، وإنما نقدم له التبجيل لمصلحتنا الذاتية.
-
تصل عناية الآلهة إلى كل مكان، ولا تحتاج إلا إلى قليل من اللياقة لاستقبالها، وتتجلى مظاهر اللياقة كلها في التمثيل والتشبه، ولذا تشيد المعابد على غرار السماء، والمذبح مشابهًا للأرض، والتماثيل مماثلة للحياة، وتشبه الصلوات أوليات التفكير، والحروف السرية القوى السماويةَ التي لا توصف، والأعشاب والأحجار المادة، وتحاكي الذبائح الحياة الغير ناطقة فينا.
-
تعطي الكلمة معنًى الحياة، بينما تعطي الحياة روحًا للكلمة.
-
إن سعادة كل شيء هي في تمامه، والتمام لكل شيء هو اشتراك مع علته الذاتية.
-
تعاقب الأرواح عندما تترك الجسد، فيتجول بعضها في وسطنا، ويذهب بعض آخر إلى بقاع من الأرض حارة أو باردة، وبعضها تزعجه الأشباح.
-
حيث إن العالم صنعته يدُ صانع كامل، فيجب أن يكون كاملًا طبيعيًّا.
ستوبايوس
-
ما أخطلَ التعلمَ إن لم يلازمه الذكاء!
سطاطونيقوس
-
قيل لسطاطونيقوس: إن فلانًا شتمك وأنت غائب. فقال: «لو ضربني بالسياط وأنا غائب ما آلمَني!»
-
نظر سطاطونيقوس إلى دار صغيرة بابها كبير جدًّا، فقال: «الدار في أي موضع من الباب.»
سطيحوس
-
قيل لسطيحوس: إن هوميروس يكذب كثيرًا، فقال: «الذي يُطلب من الشاعر إنما هو الكلام الحسن اللذيذ، أما الصدق فيُطلب من الأنبياء عليهم السلام.»
سقراط
-
الحسد بنت الكبرياء وأبو الختل والغدر، ومقدام المكايد، وآفة الفضائل، ووخم النفس، وسمٌّ يأكل اللحم ويُفني مخَّ العظم.
-
إذا تشاجر رجلان … فتِّش عن المرأة، وإذا تشاجرت امرأتان فتِّش أيضًا عن المرأة.
-
الحسد يأكل الجسد.
-
المرأة … طفل كبير.
-
المرأة … مصدر كل شر.
-
لو وُضعت مصائبُ الناس كلها في كومة واحدة، وأبيح لكل واحد أن يختار منها ما شاء؛ لاختار كلٌّ مصيبتَه واستردها.
-
حاذِرْ عمل الشر أكثر مما تحاذر العذاب بسببه، وإذا ما أتيت شرًّا فخيرٌ لك أن تعاقَب من أجله مِن أن تبيت بلا عقاب.
-
الخير الوحيد هو النظام، والشر الوحيد هو الفوضى.
-
يتسع المنزل الواحد لأي عدد من الرجال … ولكنه لا يتسع لامرأتين.
-
مال العالم معه حيث سلك.
-
تستطيع الشمس أن تجفف مياه الأوقيانوس ولكنها لا تجفف دموع المرأة.
-
إن الطالح يحيا ليأكل ويشرب، والصالح يأكل ويشرب ليحيا.
-
بحسب مخافة الإنسان من الله تكون مخافةُ الناس منه، وحسب إسخاطه لله يسخطه الناس.
-
السعادة هي اللذة التي لا تندم عليها.
-
المرأة أحلى هدية قدمها الله إلى الإنسان.
-
لا تعتبر شخصًا تَعِسًا حتى يتزوج.
-
لسان المرأة سيف مسلول.
-
احمَدْ من يعنِّفك لا من يتملقك.
-
لا تخشى عداوة الرجل … وكن على حذر من حب المرأة.
-
من دواعي سرور الآلهة أن ما يتوافق مع العدالة يتوافق مع القوانين.
-
القوة دليل الوحشية، فمن اعتمد عليها في قضاء مآربه فقد تجرد عن الإنسانية التي هي تاج الفضائل.
-
قال أحد الوجهاء في سياق حديث له مع سقراط الفيلسوف: يؤلمني أشدَّ الألم ما أنت فيه من فقر ومَسغَبة! فأجابه سقراط: «لو عرَفت حقيقة الفقر يا سيدي لشغلك التوجعُ لنفسك عن التألم لسقراط!»
-
قالت امرأة لسقراط: «ما أقبحك!» فقال لها: «لولا أنك من المرايا الصَّدِئة لجذبتني صورتي فيك.»
-
لا أملك من الدنيا شيئًا إن عدِمتُه أحزنني.
-
قيل لسقراط: إن انكسر حبك كيف تعمل؟ فقال: «إن انكسر الحب لم ينكسر مكانه.»
-
رأى رجل سقراط في كساء خَلِق متمزق، فتعجب منه وجعل يقول: هذا واضع ناموس الضلالة! فقال له: «يا هذا، ليس علة ناموس الحق الكساء الجديد.»
-
إن لسان الجاهل لهو مفتاح مشورته التي تبقيها الحكمة مستورةً في صدر الحكيم.
-
إذا جُمع ما أوقعته المرأة من الشر والأذى على مر العصور … فإن الأرض لن تحمله، والجو لن يشمله، والشمس العظيمة لن تستطيع أن تضيئه، ولا أن تهبه الحرارة.
-
قال لها يومًا: إن ما يريده الرجل من المرأة هو أن تفهمه … فصاحت المرأة في وجهه قائلة: وإن كل ما تريده المرأة من الرجل هو أن يحبها.
-
الغيرة هي الصداقة بين امرأتين.
-
إذا قلت للمرأة إنها جميلة، فافعل ذلك همسًا … إذ لو سمعك الشيطان … فإنه يردد في أذنها صدَى قولك مراتٍ عديدة.
-
قيل لسقراط: «متى ابتدأت تطلب الفضيلة؟» فقال: «منذ أن ابتدأت توبيخ نفسي.»
-
كلما ازددت معرفةً ببعض الناس … ازددت حبًّا لكلبى!
-
الفضيلة لا تأتي من المال ولكنه يأتي منها.
-
سُئل سقراط: لماذا تُرى دائمًا عابس الوجه؟ فقال: لأني أستشف المستقبل يا بني.
-
يعشق بعض الناس الكلاب أو الجياد الجميلة أو الطيور الرشيقة. أما أنا فأجد سعادتي في الحصول على الأصدقاء.
-
قال سقراط: «إذا أقبلت الحكمة انتصرت العقول على الشهوات، وإذا أدبرت انتصرت الشهوات على العقول.»
-
الأمر الذي يشق على المرء ليس فِرارَه من الموت، أشقُّ منه أن تفِرَّ من فعل السوء.
-
أليس من السخف أن يحكم الناس خطباء يستثيرون شعورهم بخُطب طنانة كالأوعية النحاسية الجوفاء إذا ضربت عليها طغت وظلت تطنُّ حتى تمسها يد؟
-
قيل لسقراط: «إن الكلام الذي قلتَه غير مقبول»، فقال سقراط: ليس من الضروري أن يكون مقبولًا، وإنما يجب عليَّ فيه أن أكون صادقًا!»
-
أعتقد أننا لا نستطيع أن نعيش أفضل من أن نعيش لكي نكون أفضل مما نحن عليه.
-
قال سقراط: «إنني أتوسل إليك يا ربي أن تجعلني جميلًا في نفسي.»
-
أحسن سَلَطة للطعام هي الجوع.
-
الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء؛ وإلا لكنتُ أنا وزوجي من ألدِّ الأعداء.
-
أثمن هبة يشعر بها الإنسان هي صديق وفي.
-
سُئل سقراط: من هي المرأة المثلى؟ فأجابهم: هي المرأة التي إذا كانت دميمة لم تعرف الحسد، وإذا كانت حسناء لم تعرف النميمة.
-
الحب له حبيب معين يشتهيه ويشتهي امتلاكه، وحبيب الحب هو الجمال. فالحب يشتهي امتلاك الجمال؛ ولذلك فهو ليس جميلًا. والجمال هو الخير، فالحب يحتاج إلى الخير كحاجته إلى الجمال، وهو ليس جميلًا وليس خيرًا، بل هو بين الاثنين … إنه شيطان؛ والشيطان وسطٌ بين الرباني والإنسان، هو يفسر الأشياء الربانية والأشياء الإنسانية بعضها ببعض، وهو وسطٌ بين الفقر والغنى، بين الجهل والمعرفة؛ لأنه ثمرة أحشاء «الحاجة» التي أغرت «الوفور ابن ميتيس على مضاجعتها فأولدها «الحب».»
-
إني أتوسل إليك يا ربي أن تجعلني جميلًا داخل نفسي.
-
دواء الغضب الصمت.
-
أضر الأشياء على الإنسان رضاه عن نفسه؛ فإن من رضي عن نفسه انقطع عليه بلوغُ نهاية ما يلزمه.
-
المعجب بنفسه يرى فيها ما هو أجلُّ منها، فيظهر فرحه بها.
-
ضالة الجاهل غير موجودة.
-
المرأة حيوان بليد أحمق … ولكنه من بواعث الفرح والسرور.
-
سُئل سقراط قبيل محاكمته: ما أعزُّ أمنية عندك؟ فقال: «أن أصعد إلى أعلى مكان في أثينا وأنادي بأعلى صوتي قائلًا: أيها الرفاق، لماذا تتهالكون على جمع المال، وتقضون أعز سِني حياتكم في عبادة الذهب؛ في حين تبذلون جهدًا قليلًا جدًّا في العناية بأطفالكم الذين ستضطرون يومًا لأن تتركوا لهم كل شيء؟!»
-
راحة الحكماء في وجود الحق، وراحة السفهاء في وجود الباطل.
-
ينبوع فرح العالمِ الملكُ الجائر.
-
المرأة … حرب لا هدنة فيها.
-
من أُعطي الحكمة فجزِع لفقد الذهب والفضة، كان كمن أُعطي السلامة فجزِع لفقد الوصب؛ لأن ثمرة الحكمة السلامة والسعادة، وثمرة الذهب والفضة الألم والشقاء.
-
الإقلال حصن العاقل من الرذائل وطريقُ الجاهل إليها.
-
قيل لسقراط: إن قومًا عزموا على الوثب عليك في غد؛ فقال: «إن فعلوا يظهر حلمي عنهم في غد.»
-
قيل لسقراط: «ما بال تلاميذك يقولون الشعر وأنت لا تقوله؟!» فقال: «أنا كالمسن الذي يجعل الحديد قطعًا وهو لا يقطع!»
-
قيل لسقراط: أي السباع أجمل؟ فقال: المرأة! وقيل له: أيها أشدُّ بطشًا؟ فقال: المرأة!
-
لا يجوز أن يكون تمثال الحرية من حديد، فالحديد يذكِّرك بالقيود التي من أجل تحطيمها أُقيم التمثال!
-
بحسب السرور يكون التنغيص.
-
قال سقراط لرجل أراد تأديب غلامه: «اصفح عن زلَّته؛ فلَأن تصلُح بفساد غلامك خيرٌ من أن تُصلح غلامك بفسادك!»
-
قال رجل لسقراط: «يا سقراط ما أقبحك!» فقال: «لم يكن تحسينُ صورتك إليك فتُحمد، ولا تقبيح صورتي إليَّ فأُذم!»
-
قيل لسقراط: ألا تشاهد الملوك؟ فقال: «وجدت الانفراد بالخلوة أجمع لدواعي السلوة.»
-
التقطوا الحكمة بموضع يكون فيه الشراب واللهو.
-
تزينت امرأة وبرزت تتلفت مرةً، فقال سقراط لها: برزتِ لتنظر المدينة إليك لا لتنظري إليها!
-
العدل أمان النفس.
-
إن الفضيلة وسط بين رذيلتين.
-
الحكمة سُلَّم العروج إلى الله تعالى.
-
من دفاع سقراط عن نفسه أمام المحكمة التي أعدمته: «إني لَأوثِرُ أن أموت بعد مثل ذلك الدفاع على أن أحيا وقد دفعت ثمنًا باهظًا.»
-
القنية مخدومة، ومن خدم غير دابته فليس بحر.
-
يا أُسراء الموت حُلُّوا أسركم بالحكمة.
-
تجنَّبْ حب المرأة … ولا تخف من كراهية الرجل.
-
القنْية ينبوع الأحزان.
-
أعتقد أننا لا نستطيع أن نعيش أفضل من أن نعيش لكي نكون أفضل مما نحن عليه.
-
سُئل سقراط: مَن المرأة المثلى؟ فأجاب: هي المرأة التي إذا كانت دميمةً لا تعرف الحسد، وإذا كانت حسناء لم تعرف النميمة.
-
قال سقراط: إذا أقبلت الحكمة خدمت الشهوات العقول، وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات.»
-
قال سقراط لتلامذته: «موتوا بالإرادة تحيَوا بالطبيعة.»
-
قال سقراط لامرأته حين جزِعت لقتله: ما يبكيكِ؟ قالت: «لأنك تُقتل مظلومًا»، فقال: «يا عاجزةَ الرأي، أكنتِ تريدين أن أُقتل بحق!»
-
الشهرة هي عطر الأعمال المجيدة.
-
قيل لسقراط عند الموت: يا سقراط، ما الذي ترى أن يُفعل بجسدك؟ فقال: يُعنى بذلك من احتاج إلى المكان!
-
كان سقراط يتشرق في الشمس، فمر به الملِك فلم يقم فركله الحاجب برِجله، فقال سقراط: خلق إنسانًا وخلق دابةً، فما حملك على ما صنعت بي؟ فقال الحاجب: إذ لم تقم إجلالًا للملك. فقال: ما كنت أقوم لعبد عندي! فوافاهما الملك وسمع كلامه، فقال: من عرَّفك أني عبدُ عبدِك؟ فقال: ألستَ منقادًا لشهوتك وغضبتك؟ فقال: بلى. فقال: كلاهما لي عبد؛ فأنت في الحقيقة عبدُ عبدي! فقال الملك: تصحبني لأطعمك من لذيذ الأكل وأُلبسك من أفخر الملابس؟ فقال سقراط: وأي فضيلة لذلك في العقل على ما سد الجوعة وكسا العورة؟ فقال الملك: يا سقراط، ما الذي يمنعك أن تأتينا؟ فقال له: شُغلت بما يقيم الحياة وبذلت ما يليق بالموت، لا حاجة لسقراط إلى حجارة الأرض وهشيم النبت ولُعاب الدود الذي يحتاج إليه سقراط معه حيث توجَّه! فقال له مزَّاح الملك: يا سقراط حرمتَ نفسك نعيم الدنيا! قال سقراط: وما نعيم الدنيا؟ قال المزَّاح: أكل اللحوم الطيبة، وشُرب الخمر الصافية، والمناكح البهية، والملابس السَّنية. قال سقراط: غيرُ مستنكَر أن يكون ذلك نعيمَ الدنيا عند من رضي لنفسه الشَّبهَ بالقرود والكلاب والخنازير والحمير في الحرص على المناكح، وجعل بطنه مقبرة للحيوانات، وآثَر عمارة الفاني على عمارة الباقي!
-
على من يسير في طريق الحب الطبيعية أن يسعى للاتصال بالأشكال المادية الجميلة منذ صباه، فيحصر حبه في شكل واحد يوحي إليه المفاخر العقلية.
-
اعرف نفسك بنفسك.
-
قال سقراط وهو في طريقه إلى الإعدام: «سيذهب كل منا له طريقه؛ أنا في طريقي لأموت، وأنتم في طريقكم لكي تعيشوا؛ والله يعلم أي الطريقين أهدى سبيلًا.»
-
قِصر النظر … هو الذي قاد الإنسانية إلى قتل حكمائها.
-
ما من أحد يشتهي ما هو حاصل له. إن المرء عندما يشتهي شيئًا إنما يشتهي في الحقيقة استمرار حالة الامتلاك.
-
رأى سقراط رجلًا وسيمًا بدينًا فقال له: «يا هذا … كلِّمني حتى أراك.»
-
النساء لا يحبِبْن الحق.
-
متى أتيح للمرأة أن تتساوى مع الرجل أصبحت سيدته.
-
المرأة حيوان بليد أحمق ولكنه من بواعث الفرح والسرور.
-
لا تخْشَ عداوة الرجل … وكن على حذر من حب المرأة.
-
المرأة أحلى هدية قدمها الله إلى الإنسان.
-
قيل لسقراط: «متى ابتدأت تطلب الفضيلة؟» فقال: «منذ ابتدأت توبيخ نفسي.»
-
الذي يمشي سريعًا يترك في طريقه أكثر مما يأخذ!
-
إنما صار العاشق يعشق أحسن الصور ليكون ما يثمِرُ أحسنَ الصور.
-
علموا الناس العلم الصحيح … تصلوا بهم إلى الذروة.
-
لسان الجاهل لهو مفتاح مشورته التي تبقيها الحكمة مستورةً في صدر الحكيم.
-
الخير الوحيد في العالم هو العلم، والشعر الوحيد فيه أيضًا هو الجهل.
-
قالوا لسقراط يومًا: «إن بعض الناس يهجونك هجوًا فاحشًا.» فأجاب: «ماذا يعنيني هذا؟! دعوهم يهجونني، بل دعوهم يضربونني ما دمت بعيدًا عنهم.»
-
ارضَ بما ليس منه بد (سقراط عند إعدامه).
-
لو وُضعت مصائب الناس كلها في كومة واحدة، وأتيح لكل واحد أن يختار منها ما شاء؛ لاختار كلٌّ مصيبتَه واستردها.
-
لا تُكرهوا أولادكم على آثاركم؛ فإنهم مخلوقون لزمان غيرِ زمانكم.
-
للحياة حدان: أحدهما الأمل، والثاني الأجل، فبالأول بقاؤها، وبالآخر فَناؤها.
-
عندما حُكم على سقراط أن يشرب كأس السم، كانت زوجته تصرخ من فؤاد كليم: كيف تحكمون على رجل بريء …؟ فصاح بها سقراط: أتحبين إذن أن يحكم عليَّ كمجرم؟
-
قيل لسقراط: مالك لا تجزع؟ قال: لأنني لا أقتني ما يحزنني فقْدُه.
-
قيل لسقراط: لماذا اخترت زوجتك دميمة؟ فأجاب: لقد اخترت مِن الشر أقلَّه.
-
تطيع الخزعبلات الخُيلاء كما لو كانت أبًا.
-
ليس العاطل من لا يؤدي عملًا فقط، بل العاطل أيضًا من يؤدي عملًا في وسعه أن يقوم بما هو أجلُّ منه.
-
لتكن عنايتك بتدوين الحكمة في نفسك أبلغ من عنايتك بتدوينها في جلود البهائم.
-
المُلك الأعظم أن يملك الإنسان شهواته.
-
استشار فتًى سقراط في أمر الزواج، فقال له: احذر أن يعرض لك كما يعرض للسمك مع الشبكة، فإن السمك الخارج منها يطلب الدخول فيها، والداخل فيها يطلب الخروج منها!
-
كان سقراط يتعلم الموسيقى، فقيل له: «أمَا تستحي أن تتعلم على رأس الكِبَر؟» فقال: «أقبحُ من ذلك أن أكون جاهلًا على رأس الكبر.»
-
وثَبتْ على سقراط امرأتُه؛ وفي يدها عصارة مملوءة وصبَّتها عليه، فقال لها: «ما زلتِ تَرعُدين وتَبرُقين حتى أمطرتِ.»
-
سُئل سقراط: «أيهما أفضل؛ الزواج أم العزوبة؟» فأجاب: «أيها فعلت ندمت عليه!»
-
قيل لسقراط: لم اخترت أسْفهَ امرأة؟ فقال: لأن أصنع بها نفسي، فتُصلح خلُقي للخاص والعام.
-
قيل لسقراط: إن أهل المدينة يضحكون منك، فقال: بودي أن يتم ضحكهم منى إلى الممات.
-
سُئل سقراط: ما انتفاع الناس بالملِك؟ فقال: مؤدب لهم بلا إرادتهم، والكافي لشر بعضهم عن بعض.
-
العشق قوة هيأها الله تعالى لبقاء الحيوان؛ وذلك أن يحرص الحيوان على الجماع الذي تكون منه الأولاد، فتبقى صورة الحيوان إن لم يكن في بقاء أشخاصه حيلة.
-
قيل لسقراط: لم لا نرى أثر حزن فيك؟ قال: لأني لا أملك ما أحزن عليه إذا عدِمتُه.
-
كلما ازددت معرفةً ببعض الناس ازددت حبًّا لكلبي.
-
قللوا همومكم تقلَّ مصائبكم.
-
الجهل بالفضائل عدل الموت.
-
تزوج يا بني، فإذا ظفرت بزوجة فاضلة … فأنت رجل سعيد، وإذا كانت غير فاضلة … صرت فيلسوفًا … وهذا نعمة لكل رجل.
-
من لا يستحسن فعله فلا تخطره ببالك.
-
عطية كل امرئ على قدر همته.
-
ما أبعدَ من استعبدته الشهواتُ من أن يكون فاضلًا!
-
امتُحن المرء يفعله لا بقوله.
-
الشهرة هي عطر الأعمال المجيدة.
-
افعل الأفعال الجسيمة ولا تعد العادات الجسيمة.
-
الجاهل من عثَر بحجر مرتين.
-
ما اخترت أن تحيا عليه فمتْ بدونه.
-
كنت أرى كثيرًا في النوم أني أعلم أهل زماني، ولم أجدني أستحق هذه الصفة إلا بكثرة قولي: «لا أدري» فيما أسأل عنه!
-
قال رجل لسقراط: أرجو أن أكون فيلسوفًا في سنة، فقال: إن جاء منك فيلسوف في سنة قتلت أنا نفسي!
-
شتم بعض السفهاء سقراط، فاستأذنه تلامذته في الجواب، فقال: «ليس بحكيم مَن أذِن في الشر!»
-
أعتقد أن عدم الحاجة شيء مقدس، وأن الإنسان كلما قلت حاجته زاد اقترابه من القداسة.
-
الإنسان خالد بنفسه، ولولا النفس الحية والعقل المدرك لتساوى بالجمادات.
-
قيل لسقراط: ما منفعة الأحداث في تعلم الأدب؟ قال: «لو لم ينتفعوا منه إلا بأنه يمنعهم من المذاهب الردية لكان في ذلك كفاية.»
-
كما أن الأطباء سبب سلامة المرضى كذلك السنن سبب سلامة المظلومين.
-
نظر سقراط إلى شيخ يحب النظر في العلوم ويستحي من ذلك، فقال له: يا هذا تستحي أن تصير أفضل مما أنت عليه في آخر عمرك!
-
الخطأ في إعطاء من لا ينبغي أن يعطى ومنْعِ من ينبغي أن يعطى.
-
ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مخاطبةَ الطبيب للمريض.
-
اللذة خناق من عسل.
-
كان سقراط قليل الأكل وخَشِن اللباس، فكتب إليه بعض الفلاسفة: «أنت تحسب أن الرحمة لكل ذي روح واجبة، وأنت ذو روح فهلَّا ترحمها بترك قلة الأكل وخشن اللباس!» فكتب في جوابه: «عاتبْتني على لُبس الخشن وقد يعشق الإنسان القبيحة ويترك الحسناء، وعاتبْتني على قلة الأكل وإنما أريد أن آكل لأعيش؛ وأنت تريد أن تعيش لتأكل، والسلام!»
-
فكتب إليه الفيلسوف: «قد عرَفت السبب في قلة الأكل، فما السبب في قلة الكلام؟ وإذا كنت تبخل على نفسك بالمأكل فلِمَ تبخل على نفسك بالكلام؟» فكتب في جوابه: «ما احتجتَ إلى مفارقته وترْكِه للناس فليس لك، والشغل بما ليس لك عبث، وقد خلق الحق سبحانه لك أذنين ولسانًا لتسمع ضعف ما تقول، لا لتقول أكثر مما تسمع! والسلام.»
-
قلوب المغرَقين في المعرفة بالحقائق منابر الملائكة، وبطون المتلذذين بالشهوات قبور الحيوانات الهالكة.
-
عندما فتشت عن علة الحياة وجدت الموت، وعندما وجدت الموت ألفيتُ الحياة.
-
ينبغي أن تغتم بالحياة وتفرح بالموت؛ لأنَّا نحيا لنموت ونموت لنحيا.
-
يكفي مِن تأجُّج النار نورُها.
-
لو أن لسانًا صادقًا أمر جبلًا أن يزول لزال.
-
من غلب هواه على عقله افتضح.
-
الحكمة سلم الروح إلى الله.
-
أضر الأشياء على الإنسان رضاه عن نفسه؛ فإن من رضي عن نفسه انقطع عليه بلوغُ نهاية ما يلزمه.
-
قيل لسقراط: ما بالُك تعاشر الأحداث دائمًا؟ فقال: أفعل ما يفعله الراضة، فإنهم يرومون رياضة الأفلاء دون القرح (الفلو هو المهر، القرح هو الفرس الكبير).
-
قيل لسقراط: أي السباع أجمل؟ قال: المرأة.
-
الحب هو رغبة التوليد الروحي والجسدي فعل حضرة الجمال … لأن القبح والتشويه لا يلهمان النفس … ولا يوحيان إليها.
-
الحب هو شوق النفس الإنسانية الملحُّ إلى الجمال الإلهي.
-
الحب هو الرغبة في اقتناء الخير بصفة دائمة … أو هو النزوع نحو امتلاك الجميل امتلاكًا أبديًّا خالدًا.
-
المحب لا يشتاق إلى التماس المال فحسب … بل إلى إبداعه، ونشره، وزرع بذرة الخلد في الجسد الفاني … وهذا هو السر في حب كل جنس للجنس الآخر.
-
الحب: غايته الجمال … فالحب لا يمكن أن يتطلع إلى القبح.
-
الحب يحتل منزلةً وسطى بين الجمال والقبح.
-
الحب له حبيب معين … يشتهيه ويشتهي امتلاكه … وحبيب الحب هو الجمال … فالحب يشتهي امتلاك الجمال … ولذلك فهو ليس جميلًا … والجمال هو الخير … فالحب يحتاج إلى الخير كحاجته إلى الجمال.
-
الحب هو الرغبة الصادقة في امتلاك السعادة … وامتلاك ما كانت صفته الخير.
-
المحبة أفضل رياضيات النفس … فيها جِلاء العقول … وصقل الأذهان.
-
الحب: جنِّي عظيم … أو روح كبير … يحتل منزلة وسطى … بين الآلهة والبشر.
-
الحب من ناحية: حاجة … وعوز … وافتقار … ومن ناحية أخرى: نزوع إلى الخير … والجمال … والكمال.
-
الحب مرتبة وسطى بين الحكمة والجهل.
-
الحب هو عشق الخلود في النفس … والجسد.
-
لا يوجد رفيق غير الحب لإيجاد الاتصال بين الخلود … وبين طبيعتنا البشرية الفانية.
-
الحب في مرتبة وسطى … بين الخلود والفناء.
-
كان سقراط جالسًا في دكان إسكافي، فعطش الإسكافي فقال لغلامه: اذهب إلى الخباز فاسأله أن يقرضنا شيئًا من خمره، فقال سقراط: أحسن من هذا أن تسال نفسك القناعة بالماء!
-
لا تكونن عنايتك بأن تكسِب شيئًا كعنايتك بحسن استعمال ما تكسبه.
-
احذر العاقل من آرائه والجاهل من سطوته.
-
القوة دليل الوحشة، فمن اعتمد عليها في قضاء مآربه فقد تجرد عن الإنسانية التي هي تاج الفضائل.
-
النوم موتة خفيفة، والموت نوم طويل.
-
لطم سقراطَ رجلٌ على خده، فكتب على إثر اللطمة: فلان لطمني، هذا جزاؤه مني.
-
اقترح أصدقاء سقراط — بعد أن حُكم عليه بالإعدام — أن يدبروا له خطة للفرار، ولكنه رفض في إباءٍ قائلًا: «قد يقبل الإنسان أن يتنحى عن عمله أو ينزل من رتبته، ولكن عليه أن يعلم أنه إذا كان في ساحة القتال، أو في ساحة القضاء، فلا بد أن ينفذ قوانين الدولة وأحكامها وتعليماتها.»
-
قال أرسيجانس لسقراط يومًا: جوهري قريب من جوهرك، فارسُم لي رسومًا موجزة تغني عن الإكثار. فقال سقراط: لو علمنا أن الإيجاز يقنعك لم أدخر شيئًا مما ينفعك. قال أرسجانس: امتحن ذلك بالسؤال. قال سقراط: تكلم بالليالي حيث لا تكون أعشاش الخفافيش. قال أرسيجانس: أردت أيها الفيلسوف أن أجيل فكري في الخلوات، وأمنع نفسي عند طلب الحق من ملاحظة المحسوسات. قال سقراط: املأ الوعاء طيبًا. قال أرسيجانس: أردت: أودِعْ عقلك بيانًا وفهمًا. قال سقراط: لا تجاوزن الميزان. قال أرسيجانس: أردت ألا تجاوزن الحق.
-
قال سقراط: لا تستخدم السكين. قال أرسيجانس: أردت: لا تَزيدن غضب الغضبان. قال سقراط: احذر الأسد الذي ليس بذي أربع. قال أرسيجانس: أردت: احذر السلطان.
-
قال سقراط: إذا مت فلا تمكن نملة! قال أرسيجانس: أردت: إذا رُضت نفسك بإماتة الشهوات فلا تغني الذخائر المحسوسات من الفائتات. قال سقراط: لا تكن مع أصدقائك فرسًا، ولا تنعس على باب أعدائك! قال أرسيجانس: أردت: لا تتبذخ على إخوانك، ولا تكونن أبله مطمئنًا ما دمت في هذه الحياة الفانية. قال سقراط: لا يبعد الربيع في زمان من الأزمنة. قال أرسيجانس: أردت: لا مانع لك في كل زمان من اكتساب الفضائل. قال سقراط: اضرب الأتربة بالرمانة. قال أرسيجانس: أردت: أخْفِ تدبيرك الباطن بتدبيرك الظاهر؛ كمن يدفن جوهرًا كريمًا في التراب لئلا يُسرق. قال سقراط: من زرع بالأسود حصد بالأبيض. قال أرسيجانس: أردت: من فعل في هذا العالم المظلم فعلًا حسنًا كافأه الله عليه في عالم النور!
-
قيل لسقراط: ذُكرت لفلان فلم يعرفْك، فقال: «يضرُّه ألا يعرفني، ويضرُّه ألا أعرفه؛ لأني لا أُعنى بمعرفة خسيس.»
-
قيل لسقراط: أي شيء أحدُّ من المنشار؟ قال: «السعاية.»
-
رأى سقراط صيادًا واقفًا مع امرأة جميلة يبتاع منها شيئًا، فقال له سقراط: «لتنفعك صناعتك، إن هذه مصيدة فاحذر أن تقع فيها!»
-
ينبغي للعاقل أن يسلُك ما يأذن به العقل السليم والطبع المستقيم.
-
إن الانهماك في اللذات يضيِّع على الإنسان أشرف صفات نفسه؛ وهو الحرية.
-
حدَّث أفلاطون سقراط عن الهرب فقال: «أخبروني عن مكان لا موت فيه فأذهب إليه.» فلما جاء الجلاد سأله: كيف تتناول السم؟ فقال: «أشربه.» فلما قدَّمه إليه تناول القدح، وانخرط حاملُه في البكاء وسالت عَبَرات تلاميذ سقراط، ولم يحتفظ بهدوئه سوي «سقراط».
وتناول الكاس وشربها كأنه يشرب ماءً عذبًا، فلم يتمالك أصدقاؤه من البكاء.
فالتفت إليهم سقراط وقال لهم: «ما بالكم تبكون ونحن إنما أخرجنا النساء من هذا المكان لكيلا نسمعَ بكاءً؟! فكونوا رجالًا وتصرفوا تصرف الرجال!»
-
دافع سقراط عن نفسه فقال: «إنني أحيا في هذا العالم مطيعًا لله منقبًا وباحثًا في حكم كل إنسان، سواءٌ أكان مواطنًا أم غير مواطن ما دام يبدو لي أنه عاقل؛ فإن وجدته غير عاقل فإنني احترامًا للآلهة ودفاعًا عنه أريه موطن خطئه، وأنا في فقر مُدقِع بسبب إخلاصي لله، ولن أشتري سلامتي بالسكوت أو خيانة رسالتي.»
-
«يا رجال أثينا، إنني أحبكم وأحترمكم، ولكني أفضِّل طاعة الله على طاعتكم؛ وما دمتُ حيًّا قادرًا فلن أعدل عن دراسة الفلسفة وتدريسها، لقد وهبني الله للدولة، والدولة مُهر نبيل ضخم بطيء الحركة بسبب عظيم جسمه؛ فهو لذلك في حاجة لما يعيد إليه الحياة، وأنا الذي خصصه الله لأداء تلك الخدمة. إني أعتقد في الآلهة أكثر مما يعتقده الذين يتهمونني؛ لذلك أدعو الله لي ولكم أن تحكموا في قضيتي بما هو خير لي ولكم.»
-
والآن وقد دنت ساعةُ رحيلي ونحن على مفترق الطرق؛ أنا إلى الموت وأنتم إلى الحياة. أمَّا مَن منا أهدى سبيلًا وأحسن نصيبًا! أما أيهما أفضل؛ فهذا شيء لا يعلمه إلا الله وحده.
-
اعلم يا كريتو، أننا مَدينون لأيسكولابيوس بديكٍ، فأعطه إياه إذن، ولا تهمل في هذا الأمر (آخر كلماته في سنة ٣٩٩ق.م. أفلاطون، فايدو، ١١٨ أ).
-
قرأ فيلسوف أمثالًا ألَّفها ليستعملها بين أيدي القضاة، فلا قرأها سقراط قال إنها عظيمة. وردها لصاحبها قائلًا إنها لا تصلح له، فقال الفيلسوف: كيف لا تصلح لك وقد أعجبتْك! فقال له. «يا صاحبي، في الثياب والنعال ما هو عظيم، لكنه لا يصلح لكل أحد!»
سكيبيو
-
الجندي الشجاع الجسور يفضِّل أن يحمي مواطنًا واحدًا على أن يقضي قضاءً مبرمًا على ألف عدو.
سنيكا
-
إني أميز الرجال بعقلي لا بعيني.
-
الذهب يُمتحن بالنار، والحاكم بالمعارضة.
-
يُمتحن الذهب بالنار، والرجالُ بالتجارب.
-
يجب علينا أن ننتحل أعذارًا للجميع؛ فللأولاد لأنهم صغار، وللنساء لأنهن ضعيفات، وللحكام لأن مهامهم عظيمة فلا بد لهم من الخطأ، وللصالحين لأنهم لا يقصدون الإساءة، وللأشرار لأنهم يستحقون الشفقة؛ إذ الشقاء مستقبلهم!
-
إني أميز الرجال بعقلي لا بعيني.
-
الصالح يمتلك مملكة.
-
لا يوجد إنسان يعرف قوته أو قيمته إلا بالامتحان؛ فقائد السفينة يُمتحن في الزوبعة، والجندي في المعركة.
-
إن بعض الناس كالصور؛ يصلُحون للانزواء في إحدى الزوايا أكثر من الظهور في النور التام.
-
لا يستطيع الحظ أن يسترد أكثر مما وهب.
-
لا يندحر من وجه الشدة إلا من سبق فخانه رضاؤه.
-
الماضي بما نذكره، والحاضر بما نستعمله، والمستقبل بما تقدره العناية وبما نستدرك عواقبه بالنظر إلى الأمام.
-
المرأة الفاضلة تعرف كيف تسيطر على زوجها بإطاعته.
-
من يجهل أنه اقترف إثمًا لا يرغب في الإصلاح.
-
كلما عظم الحشد الذي نختلط به زاد ما يلحقنا من أذًى.
-
لم أعد إلى بيتي أكثر جشعًا وطموحًا وشهوة، بل وأكثر قسوة وظلمًا، إلا لأني كنت وسط الناس!
-
اختلِط مع من يمكنهم أن يخلقوا منك شخصًا آخر.
-
ما شعرت مطلقًا برغبة إلى الاختلاط بالناس.
-
لن تجد ما هو أقومُ من الاستقامة نفسها، وما هو أصدق من الصدق ذاته، وما هو أعفى من العفة عينها.
-
ليست الفتاة الجميلة والغادة الفاتنة … هي التي تطرى فيها محاسن عَقِبها أو ذراعها … بل هي التي ينسيك جمالَ شكلها العام … أن تتشدَّقَ بجمال أجزائها منفردة.
-
الألم العظيم لا يدوم طويلًا.
-
كُفَّ عن الأمل تكفَّ عن الخوف.
-
لا أسعدَ ممن يمكنه انتظار الغد دون وجل.
-
الإنسان حيوان عاقل.
-
يا لحماقة الإنسان! يقتُر على نفسه في الحياة الدنيا ليُثْري وريثَه من بعده! وهكذا يخلق من الصديق عدوًّا؛ لأن سروره بعد موته موقوفٌ على مقدار ما يخلفه له.
-
تجنَّبْ كل ما يسُرُّ الجمهور، بل وتجنب كل ما يأتيك به الحظ.
-
يتعلم المرء حين يعلم.
-
تعلم كيف تشعر بالغبطة!
-
لو كرست وقتك للدرس أمكنك أن تنجو من كل متاعب الحياة، وأصبحت لا تتمنى قدوم الليل لأنك سئمت النهار، ولا تكون عبئًا على نفسك ولا على الآخرين.
-
لا شيء يربطنا بالحياة غير سلسلة حب الحياة.
-
إن جميع أعمال القسوة … منشؤها الشعور بالضعف!
-
ليس من المؤكد أن يحدث أي شيء نخشاه، ولكن من المؤكد أن معظم الأشياء التي نخشاها لا تقع.
-
كما يتعرض الناس لجشع الرخاء يتعرض الرخاء لجشع الناس.
-
لا شيء يربطنا بالحياة غير سلسلة حب الحياة.
-
إذا أردت أن تُسعد رجلًا فلا تعمل على زيادة ثروته، ولكن حاول أن تقلل من رغباته.
-
الصداقة تنفع دائمًا … أما الحب فقد يضرُّ في بعض الأحيان.
-
لا شك في أن صديقك يحبك … ولكن ليس كلُّ من يحبك صديقَك.
-
الحب الصافي الذي لا يهتم بشيء ما … يضيء الروح برغبته في كل غاية جميلة … على أمل أن لا يجد له صدًى.
-
أن تفكر مليًّا في الشخص الذي يتلقى منك الشيء أهمُّ بكثير من تفكيرك في الشيء الذي يتلقاه منك.
-
لا تقلد الأشرار لأنهم كثرة، ولا تمقت الكثرة لأنهم لا يشبهونك!
-
إن الأشياء التي لا تساوي شيئًا هي التي تكلفنا دائمًا الشيء الكثير.
-
الحجرة المغلقة تدعو اللص.
-
إن أقصر الطرق إلى الثراء هو احتكار الثراء ذاته.
-
إن حد الثراء الملائم هو أن تملك ما هو ضروري وما هو كافٍ.
-
تهاجمنا الثروة بقدر ما نهاجمها.
-
خير عندي أن أفتقر إلى النجاح من أن تنقُصني الثقة.
-
مخالف للعادات الحميدة.
-
يعلم الجميع حق العلم أن من مات غيرَ معروف لنفسه، نزل عليه الموت ثقيلًا.
-
من جعل جسده سيده وحاكمًا عليه في كل شيء، صار عبدًا للكثيرين!
-
يُكسب الجسد الجميل الروحَ جمالًا.
-
كما يتعرض الناس لجشع الرخاء يتعرض الرخاء لجشع الناس!
-
تكاليف الجوع قليلة، أما التأنق فتكاليفه باهظة.
-
حاول أن تكون كاملًا كي تتعلم كيف تحب.
-
الاحترام حب، ولا سبيل إلى مزج الحب بالخوف.
-
من عجز عن حب أكثر من شخص واحد، كان حبه له غير عظيم.
-
فكِّر فيما يمكن حدوثُه كما لو كان وشيك الحدوث.
-
لا يمكن الحظ أن يسترد شيئًا لم يهبه.
-
الحكمة فن لا بد أن يكون هدفه محدودًا، فلا ينتقي غير الذين سيحظون به قدمًا إلى الأمام، ولا يتجنب غير الذين يعتقد أنْ لا أمل فيهم!
-
إن تعطني الحكمةَ على أن أُخفيها ولا أستعملها، لا أقبل أخْذَها.
-
من نال الحكمة في شيخوخته نالها بطول عمره.
-
عِشْ مع الناس كأن الله قد نظرك، وحادِث الله كأن الناس قد سمعوك.
-
يجب عليك أن تعيش لفرد آخر إذا أردت أن تعيش لنفسك.
-
لن يحيا الإنسان حياة سليمة ما دام يفكر كثيرًا في إطالتها.
-
لا يهتم الناس بنبالة الحياة التي عاشوها بقدر اهتمامهم بطول أمد ما عاشوا؛ في حينِ أنه في مقدور كل فرد أن يحيا حياةً نبيلة، وليس في إمكان أحد أن يحيا حياةً طويلة.
-
إن وُجد ما يمنعك من أن تحيا بنُبل، فليس هناك ما يمنعك من أن تموت بنبل.
-
لا يستطيع أحد أن يحيا سعيدًا دون دراسته للحكمة.
-
العاقل يكفي نفسه بنفسه لحياة سعيدة لا لمجرد الحياة، فهو ليحيا يحتاج إلى مساعدات كثيرة، أما لكي يحيا حياة سعيدة فلا يحتاج إلا إلى روح سليم قويم يمقت الثروة.
-
الحياة أربع مراحل: تبدأ أولها بالميلاد وتنتهي بالموت، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة شبابنا؛ في حين أن المرحلة الثالثة هي مرحلة الطفولة ومتعلقاتها، والمرحلة الرابعة هي السنة الزمنية؛ إذ بها تقاسيم الزمان كلها، وبمجموعها الكلي تكون الحياة.
-
لا شيء يربطنا بالحياة غير سلسلة حب الحياة.
-
يجب أن تحيا من أجل جارك لو كنت ترغب في الحياة لنفسك.
-
من لا يحيا لغيره فلا حاجة به إلى أن يحيا لذاته.
-
دع أخطاءك لا تموت قبل أن تموت.
-
ألدُّ عدو للإنسان كامن في قلبه.
-
إن سقراط يضع كل الفلسفة في الآداب، وكلَّ الحكمة في التمييز بين الخير والشر.
-
ما كان صعبًا في احتماله يحلو في ذكراه.
-
لا توجد حجة على عزة النفس وأعظم من عجز المصيبة عن تحريك عاطفة الغضب.
-
إن المصيبة تمحِّص الفضيلة كما تمحص النار الذهب.
-
إن المصيبة مهماز العقول الكبيرة.
-
الحكمة هي الفهم الصحيح. هي قوة تميز بين الخير والشر، بين ما يجب اختياره وبين ما يتحتم رفضه. هي سِداد في الرأي قائمٌ على قيمة الأشياء لا على الرأي العام. هي تقيم حارسًا على ألفاظنا وأعمالنا؛ فتجعلنا في حرز منيع. وغرضها البحث في الأمور الماضية وفي الأمور المستقبلة، وفي الأمور الزائلة وفي الأمور الخالدة. هي تفحص كل أطراف الزمان وتحلل خواص العقل وحركاته. وهي للفلسفة كالبخيل للمال؛ الواحد يرغب والآخر مرغوب فيه.
-
الغيرة تبثُّ الشك، ولكن متى أقلعنا من ميناء الشك ودخلنا ميناء الحقيقة، ماتت الغيرة وتلاشت آثارها.
-
سأضبط حياتي وأفكاري كأن كلَّ العالم يرى الواحدة ويطالع الأخرى.
-
من أتى خيرًا فليُخْفه، ومن أوتِيَه فليُعلنه.
-
ينبغي أن تنتهي عما تنهي عنه؛ لأن الفلسفة ليست للتباهي والظهور، ولا هي في الألفاظ، بل الأعمال. هي ليست تسليةً القصدُ منها اللذة والتخلص من ملل الفراغ، ولكنها ترمي إلى تهذيب العقل وضبط الأفعال، وتعليمِنا ما يجب أن نعمله وما يتحتم علينا اجتنابه. هي تجلس على الدفة وتقودنا في كل المخاطر. لا، نحن لا نكون في مأمن من دونها؛ لأن كل ساعة من الزمان تخلق لنا ظروفًا يمكن استخدام الفلسفة فيها. هي تعلمنا كل واجبات الحياة؛ من إكرام الوالدين والثقة بالأصدقاء وسداد الرأي في المشورة والإحسان إلى المساكين، وتولد فينا الطمأنينة والسكينة بكوننا لا نخاف من شيء، وتغنينا بكوننا لا نشتهي شيئًا.
-
إن الضمير الحي شهادة على الصلاح في الحياة.
-
قد ينجو الشر من عقاب القانون، ولكنه لا ينجو من عقاب الضمير؛ لأن الإدانة الشخصية هي أول وأعظم قصاص يقع على المذنب.
-
إن بعض الناس كالصور؛ يصلُحون للانزواء في إحدى الزوايا أكثر من الظهور في النور التام.
-
إن للنفس هذا البرهان على ألوهيتها؛ وهو أنها تبتهج بالأمور الإلهية.
-
أشقى الناس من يجهل كيف يستخدم وقته.
-
الثروة الكبيرة رقٌّ كبير.
-
لا يوجد إنسان يعرف قوته أو قيمته إلا بالامتحان؛ فقائد السفينة يُمتحن في الزوبعة والجنديُّ في المعركة.
-
إن تحسَّست سنواتِ عمرك، فستخجل من رغبتك وسعيِك وراء نفس ما كنت ترغب وتسعى إليه في طفولتك.
-
لا يفيد كثيرًا أن تتخلى عن أخطائك لو أن عليك أن تناضل أخطاء غيرك.
-
يجب عليك أن تعرف أخطاءك قبل أن تستطيع إصلاح ذاتك.
-
ليس للثروة سلطان على الخلق.
-
يمكنك أن تحكم على أخلاق المرء من كيفية إعطائه وتقبُّله المديح.
-
الثروة الكبيرة رق كبير.
-
ثلاثة نخشاها في الحياة: الحاجة والمرض والقلاقل التي تأتينا من عسف القوى.
-
إننا لا نخشى الموت بقدر ما نخشى فكرة الموت.
-
ما يعانيه المرء من الخيال أكثرُ مما يعانيه من الحقيقة.
-
الخير الحق يصدر من الضمير الطيب وعن الأغراض النبيلة والأعمال القوية، واحتقار هبات الزمن، ومن معيشة معتدلة هادئة طريقها واحد مستقيم.
-
حاول أن تكون كاملًا كي تتعلم كيف تحب.
-
الخير ضروري في جميع الحالات، ولكن الشيء الضروري ليس خيرًا في جميع الحالات.
-
الاحترام حب، ولا سبيل إلى مزج الحب بالخوف.
-
إن كان العقل مقدسًا لا ينقصه الخير بحال.
-
الإنسان الخيِّر من كان كاملًا محنكًا لا يدفعه ضيق أو حوجةٌ إلى أن ينقلب إنسانًا رديئًا.
-
الدَّين الصغير يجعل المرء مدينًا، والدَّين الكبير يجعله عدوًّا.
-
لك أن تلوم أولًا من يفتقرون دائمًا إلى الراحة ومن هم دائمًا في راحة.
-
إذا أردت الراحة لذهنك فكن إما فقيرًا أو أشبه بالفقير.
-
يخاف الصِّبيةُ توافه الأمور، ويخشى الأطفال الأشباح، أما الرجال فيخشون الشيئين معًا.
-
لا عقاب للرذيلة أقصى من عدم رضاها عن نفسها وعن جميع مُزاوليها.
-
تتسلل الرذائل إلى قلوبنا تحت ستار الفضائل، فهناك الطيش باسم الشجاعة، ويسمى الكسل اعتدالًا، ويعتبر الجبان حَصيفًا.
-
لقد انتصر بأسلحته ولكنه هُزم برذائله.
-
لا حد أو نهاية للرذيلة.
-
ما دمت لا ترضى بشيء فكيف لك أن تُرضي الغير؟!
-
إن مزقتْ قلبَك رذيلةٌ ما فانزعها واطرحها بعيدًا عنك، فإن لحقك الفشل فتخلص منها عن أي سبيل آخر؛ ولو بنزع قلبك وإلقائه بعيدًا.
-
حتى الروح العظيمة لا شيء عندها عظيم.
-
الروح في جسد الإنسان رب يقيم فيه ضيفًا.
-
إن تضاربت أعمال المرء كان هذا دليل روحه الملتوي.
-
تقيم فينا روح مقدسة كحارس علينا، تلاحظ حسناتنا وسيئاتنا، كما تعامل هذه الروح تعاملنا.
-
ما أعظم روح المدافعين الذين يجودون بأنفاسهم في سبيل الحرية!
-
من سخِر من حياته أضحى سيدها.
-
إن أردت أن تمنح شخصًا سرورًا سرمديًّا فلا تَزد مسرَّاته، بل قلِّل شهواته.
-
يمكن المرءَ أن يحكم العالم، ولكنه لن يكون سعيدًا إذا لم يُحسَّ أنه سعيد إلى أقصى درجات السعادة.
-
إنه الحمق بعينه ألا تكون سعيدًا الآن لاحتمال أنك لن تكون أبدًا سعيدًا في المستقبل.
-
يجب علينا أن نرضى بحالتنا، وأن نقلل من التذمر ما استطعنا، وأن نستفيد مما يبدو لنا من الفوائد!
-
الغيرة تبعث الشك، ولكن متى أقلعنا من ميناء الشك ودخلنا ميناء الثقة، ماتت الغيرة وتلاشت آثارها.
-
أعتبِر كل العالم وطنًا لي، وأعتبر الآلهة شهودًا وقضاة على أعمالي وألفاظي.
-
لا سعادة تعادل راحة الضمير.
-
السعادة الحقيقية هي التي تحرر الإنسان نفسه من التردد والتقلقل من إثم واجباته نحو الخالق والمخلوق، والتمتع بالحاضر دون أن يتلهَّف على المستقبل، ولا يعلل نفسه بالآمال عنه، أو يتخوف منه، والقناعة بما عنده لأن يعد كفاية وزيادة، فمن جمع في ذاته هذه الصفاتِ فهو السعيد.
-
إن هذا اليوم الذي تخشاه كآخر أيامك لَهُو يوم ميلاد الأبدية.
-
إذا بدا لك كل ما لديك قليلًا، فاعلم أنك لو امتلكت الدنيا لوجدت أن ما لديك أيضًا قليل.
-
أكبر علاج لثورة الغضب هو … تأخيرها.
-
لا عقاب للرذيلة أقسى من عدم رضاها عن نفسها وعن جميع مزاوليها.
-
كلما سما الرجل وارتفع سهُل توجيه سهام النقد إليه، أما الأقزام المتضائلون فإن السهام لا تصيبهم.
-
من السهل أن تعرف أنك ارتكبت خطأ، ولكن من الصعب أن تعرف كيف تتلافاه. فالأول يطفو فوق وجه الماء، والثاني يهوي إلى القرار.
-
لا تكون الشجاعة الحقيقية بابتغاء الموت، بل بمكافحة المعضلات.
-
ليس شقيًّا من يؤمر بعمل شيء ما، وإنما من يفعل شيئًا ضد رغبته.
-
لا يمكن الشيءَ الواحد أن يكون تارةً رديئًا وطورًا حسنًا، محتمَلًا حينًا مفزِعًا حينًا آخر.
-
إنها الشيخوخة وحدها التي تأبى أن تمنح التأجيل.
-
أنت لا تفهم الصداقة كما يجب؛ لأنك تظن هذا الرجل صديقًا؛ بيد أنك لا تثق فيه ثقتك في نفسك.
-
لا تثق إلا متى نهضت عمد الصداقة، واحكم قبلما تتكون الصداقة.
-
رحِّب بصداقتك لأولئك الذين يمكنك أن تحسِّن من حالهم.
-
ما أقرب شعور المحب من الصداقة حتى لَيمكنُ أن تسمي هذا الشعور صداقة قد جنت.
-
تولِّد الصداقة بين شخصين رباطًا قويمًا في جميع مصالحهما.
-
على المرء أن يبحث عن الصداقة كما يبحث عن كل شيء عظيم: الجمال لا بدافع الرغبة إلى الربح ولا لرهبة من تأرجح كفة الحظ؛ فكل من يبحث عن الصداقة لمنفعة يجرِّدُها من كل نُبلها.
-
قبل أن تناقش الصديق في كل شيء ناقش الرجل نفسه.
-
لا يسر المرء أن يملك شيئًا لا يشاركه فيه صديق.
-
عندما تصبح صديق نفسك فثِق أنك قد أصبحت صديق الناس أجمعين.
-
لو أن لنا صديقًا مترفًا لأكسبَنا ضعفًا وخوارًا من حيث لا ندري، ولو أن لنا جارًا ثريًّا فإنه يثير فينا الإحساس بالحقد، ولو كان لنا رفيقٌ بمعنى الكلمة لنفض علينا بعضُ صدئه وإن كنا له من المخلصين!
-
إني قانع بعدد قليل من الأصدقاء! إني قانع بواحد فقط! بل بلا أحد على الإطلاق!
-
إذا مات لك صديق فخير لك أن تبحث عن صديق آخر من أن تذرِفَ الدمع عليه.
-
الضمير الحسن يرحب بالجمهور، أما الضمير السيئ فيبطِش ويسلُب ولو كان وحيدًا.
-
عِش وَفق الطليعة.
-
لا شيء أقسى على من هجر الطبيعة إلا سبيل العودة إليها.
-
جرت العادة أن تصيح الجماهير بأسماء العظماء إن رأوهم؛ كالكلاب الصغيرة حين تبصر شخصًا غريبًا!
-
إنه عين الجنون أن تتجنب ما هو مألوف بين الناس ويمكن شراؤه بثمن زهيد.
-
العاقل من كان غنيًّا عن الأصدقاء، صبورًا حليمًا حين يفقد صديقًا.
-
يحتاج العاقل إلى يدين وعينين وكل ما هو ضروريٌّ لحاجته اليومية؛ بيد أنه لا يرغب في شيء؛ لأن الرغبة تحمل معنى الضرورة، وليس عند العاقل شيء ضروري.
-
يفضِّل العاقل أن يكون في سلام على أن يكون في حرب.
-
عليك أن تحاكي الدنيا أو تعافها.
-
ليست الفتاة الجميلة والغادة الفاتنة هما اللتان تُطرى فيهما محاسن أعقابهما وأذرعتهما، بل هما اللتان ينسيك جمالَ شكلهما العام أن تتشدق بجمال أجزائهما منفردة.
-
لم أولد لأعيش في إحدى زوايا هذا العالم؛ فالدنيا برمتها هي بلدي.
-
قليلون من تُمسك العبودية بتلابيبهم، وكثيرون هم الذين يتمسكون بالعبودية.
-
من تعلم كيف يموت جَهِل العبودية، بل قل: إنه فوق كل قوة خارجية، أو على الأصح: إنه بعيد عن تناول كل قوة.
-
أرني شخصًا ليس عبدًا؛ فهذا عبد الشهوة، وذاك عبد الجشع، وثالث عبد الطموح، والناس جميعًا عبيد الخوف!
-
ما ليس حرًّا لا يمكن أن يكون نبيلًا؛ لأن الخوف معناه العبودية.
-
هناك أمور تعذبنا أكثر مما يجب، وأمور تعذبنا قيل أن يجوز لها أن تعذبنا، وأمور لا يجوز لها أن تعذبنا إطلاقًا.
-
إنه عظيم حقًّا من يكون فقيرًا بين الأغنياء.
-
كان التغلب على قرطاجنة عملًا عظيمًا، وأعظم منه التغلب على الموت!
-
ليست العظمة شيئًا مطلقًا، فقد تزيد أو تقل؛ كالسفينة تبدو في النهر كبيرة وصغيرة في المحيط، وكالدفَّة قد تكون كبيرةً لإحدى السفن وصغيرةً لأخرى.
-
إن عدم القدرة على تحمُّل مظاهر البذخ دليل على العقل المزعزع.
-
يجب معاملة الجسد بشدة أكثر؛ حتى لا يعصي العقل.
-
إنْ حكَمك العقل حكمتَ الكثيرين.
-
من مميزات العقل الضعيف العليل أنه يخشى غير المألوف.
-
ليس العقل عبدَ المشاعر بل سيدُها.
-
العمل قوت العقول الشريفة.
-
البدء في العمل نصف العمل.
-
لو كانت أعمالك شريفة فدع الجميعَ يعرفونها، وإن كانت وضيعة فلا يهمك ألا يعرفَها أحد ما دمت وحدك تعرفها!
-
عندما تشرف على عمل نبيل، إياك وأن تعتبِر العقاب شرورًا، وإن كان لك أن تعتبره مجلبةً لعدم الراحة، بل عليك أن تعزم على إنجاز العمل، وأن تنجزه طائعًا مختارًا.
-
كلنا يغفر لمن يلجأ إلى الحصول على المال بالطرق المعوجة، ولكن لا يعمل أحدنا على إنقاذه من الفقر!
-
الغم حنَقٌ هيَّجته التوافه.
-
الفضيلة في ذاتها لا تقل ولا تكثر.
-
كل من يعتبر جسده ثمينًا جدًّا تكون الفضيلة عنده رخيصة جدًّا.
-
إنها الفضيلة وحدها هي التي تُمد المرء بسعادة دائمة السلام.
-
توافق الفضيلة الطبيعة، أما الرذيلة فلا توافقها، وتعاديها.
-
سيَّان مدْحُك الفضيلة حين تكمن في جسد سليم حر أو في جسد عليل مستعبد.
-
الفضيلة عقل سليم.
-
كل عمل نبيل من عمل فضيلة واحدة.
-
لا شيء أروع أو أجمل من الفضيلة؛ إذ كل ما نفعله طوعًا لأوامرها جميلٌ مرغوب فيه.
-
تساعدنا الفضيلة على تحمُّل المشاق.
-
إنه غني من عقد ميثاقًا مع الفقر.
-
هل يوجد حقًّا من يتردد في تحمل مغبة الفقر؛ ليحرر عقله من الجنون؟
-
يؤثِرك الفقر بأصدقائك المخلصين المحنكين، وينجيك من الذين كانوا يسعون إليك لا لشخصك بل لشيء عندك.
-
ألَا لا أعتبر الإنسان فقيرًا إذا ملك ما يكفيه.
-
ليس الفقير من يملك الشيء القليل جدًّا، بل الذي يَتوقُ إلى الشيء الكثير.
-
لا يعُدُّ رءوسَ قطيعه غيرُ الفقير.
-
تتجنب الحيوانات الخطر القائم أمامها، حتى إذا ما نجت منه لم تعد تفكر فيه، أما الإنسان فيعذب نفسه مفكرًا فيما ستأتي به الأيام، وفيما سبق أن جاءت به.
-
لا تهتم الفلسفة بالإنسان، فهي لم تسْعَ إلى أفلاطون لأنه رجل شريف، ولكنها خلقت منه الرجل الشريف.
-
تتغلب الفلسفة على شرور الماضي والمستقبل، أما شرور الحاضر فهي التي تتغلب على الفلسفة.
-
ألد عدوٍّ للإنسان كامن في قلبه.
-
إن أقصر الطرق إلى الثراء هو احتقار الثراء ذاته.
-
إن حد الثراء الملائم هو أن تملك ما هو ضروري وما هو كافٍ.
-
قد ينجو الشر من عقاب القانون، ولكنه لا ينجو من عقاب الضمير؛ لأن الإدانة الشخصية أول وأعظم قصاص يقع على المذنب.
-
تسعى الفلسفة أولًا إلى إعطاء المرء شيئين؛ هما حب مشاركة الغير في شعوره، وحب الاجتماع.
-
إن الضمير الحي شهادة على الصلاح في الحياة.
-
تنادي الفلسفة بالمعيشة المبسطة لا بالتفكير.
-
بدون الفلسفة لا يستطيع أحد أن يحيا بلا خوف أو في سلام عقلي.
-
لا سعادة تعادل راحة الضمير.
-
تعلمنا الفلسفة كيف نتبع الله ونتحمل القدر.
-
تعلمنا الفلسفة كيف نعمل لا كيف نتحدث.
-
إن الفلسفة لا تنبِذ شخصًا أو ترحب بآخر؛ لأن ضوءها يُشرق على الجميع.
-
اشكر الأرباب الخالدة لأنك تعلِّم القسوة لشخص عسير عليه أن يتعلم كيف يكون قاسيًا.
-
حب الضجيج ليس نشاطًا، بل هو قلق عقل شديد.
-
لا تتكلم إلا مع من يرغب في الإصغاء إليك.
-
أكبر علاج لثورة الغضب إنما هو تأخيرها.
-
يجب أن تنثر ورد كلماتك كما يُنثر الحب، ولا شأن لك بحجم الحبة وصِغَرها، ما دامت التربة خصبةً يمكنها أن تكشف عن مدى قوتها، فيظهر من هذا الشيء الصغير شيءٌ على درجة عظيمة من النمو.
-
إن قَبول الشيء للزيادة برهان على عدم كماله.
-
الله قريب من الإنسان؛ يقيم معه وفيه.
-
لا يمكن لأي إنسان أن يكون خيرًا دون معونة الله.
-
ما يكفي الله لا يمكن بحال أن يكون عند السيد قليلًا جدًّا.
-
لا شيء أكثر ألوهيةً من الإله، أو أكثر ملكوتًا من الملكوت.
-
كل محتقِر للمال قريبُ الوصال من الله.
-
محالٌ لشخص يحاول دائمًا أن يفشل دائمًا.
-
تهاجمنا الثروة بقدر ما نهاجمها.
-
لَكَم تشبه المداهنة الصداقة!
-
خير عندي أن أفتقر إلى النجاح من أن تنقُصني الثقة.
-
لا شيء أروع أو أجمل من الفضيلة؛ إذ كل ما نفعله طوعًا لأوامرها جميل مرغوب فيه.
-
تساعد الفضيلة على تحمُّل المشاق.
-
المساواة أساس الإنصاف.
-
أن تفكر مليًّا في الشخص الذي يتلقى منك الشيءَ أهمُّ بكثير من تفكيرك في الشيء الذي يتلقاه منك.
-
يعتقد الكثيرون أن المعيشة غير مؤلمة، بل زائدة.
-
لا تقلد الأشرار لأنهم كثرة، ولا تمقت الكثرة لأنهم لا يشبهونك.
-
عِش على حسب الطبيعة.
-
المعيشة البسيطة فقر بمحض الإرادة.
-
إن الأشياء التي لا تساوي شيئًا هي التي تكلفنا دائمًا الشيء الكثير.
-
كما لا أحب أن أعيش في مكان تعذيب؛ كذلك لا أحب أن أعيش في بيت بلا نظام.
-
لا يعيش كما يجب غير الذي ينتفع الكثيرون من ورائه، وتنتفع منه نفسه!
-
الموت سنة الطبيعة وليس عقابًا منها.
-
الموت إما ألا يأتي أبدًا، فإن أتى فذلك فقط ليزول.
-
بعض الناس لا يرغبون في الحياة، ولكنهم لا يعرفون كيف يموتون.
-
إما أن يمحوَنا الموت وإما أن يعرينا.
-
الحكمة في الفهم الصحيح، هي قوة تميز بين الخير والشر؛ بين ما يجب اختياره وما يتحتم رفضه، هي سداد في الرأي قائم على قيمة الأشياء لا على الرأي العام، هي تقيم حارسًا على ألفاظنا وأعمالنا فيجعلنا في حرز منيع. وغرضها البحث في الأمور الماضية وفي الأمور المستقبلة؛ في الأمور الزائلة وفي الأمور الخالدة. هي تفحص كل ظروف الزمان وتحلل خواص العقل وحركاته، وهي للفلسفة كالبخل للمال؛ الواحد يرغب، والآخر مرغوب فيه.
-
لا أسعد ممن يمكنه انتظارُ الغد بدون وَجَل.
-
إنك لا تعرف أين ينتظرك الموت؛ فكن مستعدًّا للقائه في كل مكان.
-
إن جميع أعمال القسوة … منشؤها الشعور بالضعف.
-
لا ريب في أننا حين نموت نكون أسوأ بكثير منا يومَ نولد.
-
كفَّ عن الأمل تكفَّ عن الخوف.
-
سيُدلي الموت بالحكم النهائي في قضيتك.
-
تعلَّمْ كيف تشعر بالغبطة.
-
ما فعلتَه فيما مضى لن يظهر إلا عندما تلفظ النفَسَ الأخير.
-
المرء في ساعة الموت بالذات أشجع منه عندما يقترب هو من الموت.
-
ما شعرت مطلقًا برغبة إلى الاختلاط بالناس.
-
عندما يقف الموت بجوارنا يُكسبنا من الشجاعة ما يمنعنا من السعي وراء تجنب ما لا سبيل إلى تجنبه.
-
كيف لمن يودُّ ألا يموت أنه كان يومًا يود أن يعيش.
-
فكِّر دائمًا في الموت لئلا تخشاه أبدًا.
-
أفضِّل المرض على الكسل.
-
الذي يموت لمحض أنه يتألم شخص ضعيف جبان، أما المأفون فهو الذي يحيا لمحض مقاومة الألم.
-
ليس للموت درجات عظمى وصغرى؛ لأن حدَّه القائم على إنهاء الحياة واحدٌ في جميع الحالات.
-
كلما عظُم الحشد الذي نختلط به زاد ما يلحقنا من أذًى.
-
كل عمل نبيل اختياري.
-
لو خصصت وقتك للدرس لاستطعت النجاة من متاعب الحياة كلها، وأصبحت أنت لا تتمنى دخول الليل لتبرُّمك بالنهار، ولا يكون عبئًا على نفسك ولا على سواك.
-
قد تأتي المصائب بالمنافع وتُكلَّل الهزيمة بفخر الانتصار.
-
ما كان صعبًا في احتماله فقد يحلو في ذكراه.
-
إن المصيبة تمحِّص الفضيلة كما تمحص النار الذهب.
-
إن المصيبة مِهْماز العقول الكبيرة.
-
إن هذا اليوم الذي تخشاه كآخر أيامك هو يوم ميلاد الأبدية.
-
لا يكفي أن تحب وطنك لكي تكون وطنيًّا، بل يجب أن تضحي بشيء من أجله.
-
أعُدُّ كلَّ العالم وطنًا لي، وأعد الآلهة شهودًا وقُضاةً على أعمالي وألفاظي.
-
لا يمكنك الفوز بحب النبلاء إلا عن طريق نبيل.
-
يبقى الندم مع المسرات الآثمة حتى بعد انتهائها.
-
كيف لي أن أعرف أني ساعدت الشخص الذي أسديتُ إليه النصح؟! غير أني أعرف جيدًا أني سأساعد شخصًا ما لو أني نصحت لعدد كبير من الناس.
-
لا تأكل إلا لتخفف عنك غائلة الجوع، ولا تشرب إلا لتطفئ ظمأك، ولا تلبَس إلا لتردَّ عنك البرد، ولا تَأوِ نفسك إلا لتحميها من كل انزعاج.
-
كن في بعض الأحايين شديدًا مع نفسك.
-
تجنَّبْ كلَّ ما يسُرُّ الجمهور، بل وتجنب كل ما يأتيك به الحظ.
-
ما فقَد شيئًا من ملك نفسه.
-
لا يحب القوَّاس أن يصيب الهدف حينًا ما فحسب، بل وألا يخطئ الهدف إلا أحيانًا فقط.
-
فائدة الوحدة أنها عادة تمنح المرءَ عدم الثقة بالناس أو الخوفَ من الشهود.
-
من يفاخر بنسبه يمدح ما لغيره.
-
إن سقراط يضع كل الفلسفة في الآداب، وكلَّ الحكمة في التمييز بين الخير والشر.
-
تدفعنا الوحدة إلى الشر بجميع ألوانه.
-
خير وقت هو ما تنكمش فيه وحيدًا عندما تدفعك الظروف إلى أن تكون وسط حشد من الناس.
-
إنِ اتبع المرءُ الوصايا طال الطريق أمامه، ولن يقصُرَ إلا إذا اتبع النماذج.
-
لا يحب المرء وطنه لأنه وطني عظيم، بل لأنه يمت إليه.
-
ما من شيء يهدم الخلق الحميد أكثر من تعوُّد المرء على إنفاق وقته في المباريات.
سوفوكليس
-
أحلى حياة هي أن تجهل كل شيء!
-
الزمن وحده يُظهر الرجل الخيِّر، أما الشرير فإن يومًا واحدًا يكشف القناع عنه.
-
شر لا بد منه.
-
إن الضعيف نفسه ينتصر على القوي إذا كان الحق سلاحه.
-
ليس الموت شرَّ البلايا، بل شرُّها أن تطلب الموت ولا تجده.
-
بيد أن هناك سانحاتٍ يحدث أن تجلب فيها العدالة الأذى.
-
الموت خير من المذلة.
-
إن العلم لَعظيمُ الضرر إذا لم ينفع أصحابه.
-
الشيخوخة وانقضاء الزمن يعلمان الكثير.
-
الضعيف المحق يغلب القوي المحقوق.
-
يجلب الصمت الحكم (العالم) للنساء.
-
الكذب لا يطول أجله.
-
قدِّم الشكر في كل شيء.
-
من الواجب أن تعلم قبل أن تعمل … بذلك يقضي الحذر.
-
إنني أكتب وعود المرأة في الماء.
-
ما من كلمة مفيدة رديئة.
-
الرجل القوي حقًّا هو الذي يستطيع أن ينفع الناس حين تتاح له وسائل النفع.
-
الدين يخلق من الأحرار عبيدًا.
-
كل شيء عزيزٌ على أبيه.
-
النوم هو الدواء الوحيد الذي يعطي الراحة.
-
المسرعون في أحكامهم قريبو الوقوع في الخطأ.
-
العاقل يحكم على الحاضر بالأحداث الماضية.
-
الحب لا يُقهر في معركة.
-
إنه الأمل الذي يُبقي على البشر.
-
هدايا الأعداء ليست هدايا ولا قيمةً لها.
-
إن المرأة خُلقت لتشاهد … وليس لتسمع.
-
الحب؟ … لا توقظه في قلبي من جديد … فكم يسعدني أن أراني قد فررت من حبائله …! فأحس كأنما فررت من مستقبل متوحش مجنون.
-
البيضة الرديئة من الغراب الرديء.
-
إذا ارتكبت إثمًا فانتظر أن تتألم.
-
كل وقت يلائم قولَ ما هو عدل.
-
لأنه لا يوجد من لا تلحقه المصائب.
-
في القضية العادلة من الصواب أن تكون واثقًا من نفسك.
-
إنما الشفقة تولد شفقة.
-
ليس من الصواب أن تعتبر المرء من السعداء لحظةً إلا بعد انتهاء حياته تمامًا، وانقضاء وجوده في عالم البقاء.
-
هناك فرق بين أن تقول الكثير وقولِك ما في الصميم.
-
الزمن إله رقيق.
-
يا أشر الأشرار أجمعين.
-
إن أضمن وأفضل مرشد للسعادة إنما هو الحكمة.
-
إن السماء لا تساعد مطلقًا من لا يحاول مساعدةَ نفسه.
-
الميت لا يحقد.
-
العجائب كثيرة، غير أنه لا عجيبة أعظمُ من الإنسان (أنتيجوني ٣٣٢).
-
أي بني، ليتك تصير أكثر سعادةً من أبيك (أجاكس ٥٥٠).
-
أعاجيب الدنيا كثيرة، ولكن أعظمها على الإطلاق هي الإنسان نفسه.
سيافيدس «الصامت»
-
سُئل سيافيدس عن العالم فكتب: سفارة سرمدية كلية الموجودات.
-
سُئل سيافيدس عن الله تعالى فكتب: معقول مجهول لا نظير له مطلوب غير مدرَك.
-
سُئل سيافيدس عن القمر فكتب: عقيب الشمس سراج ليلي.
-
سُئل سيافيدس عن الإنسان فكتب: متفقد العالَم، يلعب به البخت، مطلوب السنين، أمنية الأرض!
-
سُئل سيافيدس عن المرأة فكتب: همُّ الرجل، شر لا يوصف، سبُعٌ معاشر، لبؤة في شعارك، أفعى مستورة بالثياب، حرب لا سِلم معها، راقد ينبهك، حزن دائم، هلاك السخيف، آلة الفحشاء، غول إنسية! آلة لبقاء الصورة!
-
سُئل سيافيدس عن السفينة فكتب: بيت بلا أساس، قبر موحش!
-
سُئل سيافيدس عن الاستحكام فكتب: مسار الريح القريب من الدنيا البعيد عن الأرض؛ مبارز بتحدِّي ميت بلا اختيار.
-
سُئل سيافيدس عن المبارزة فكتب: صناعة رديئة!
-
سُئل سيافيدس عن الفلاح فكتب: خادم الغذاء، مرسل النفس بالبخت.
-
سُئل سيافيدس عن الصديق فكتب: اسم لا مسمَّى تحته، إنسان لا يظهر، هو أنت إلا أنه غيرك.
-
سُئل سيافيدس عن الحسن فكتب: تصوير طبيعي، زهرة تذبل.
-
سُئل سيافيدس عن الغنى فكتب: خادم الشهوات، هَمٌّ في كل يوم، شر محبوب.
-
سُئل سيافيدس عن الفقر فكتب: خير مبغَض، غنًى لا ينافس فيه، فتنة عَسِرة الفراق، علم الهم، مال ليست معه محاسبة، تجارة لا خسران فيها!
-
سُئل سيافيدس عن الهرم فكتب: شر يُتمنى، مرض الصحة، موت الحياة، ميت يتحرك، عقل منهزم، ميت ذو روح.
-
سُئل سيافيدس عن الموت فكتب: نوم لا انتباه معه، راحة المرضى، انفصال الاتصال، نقض البنية، رجوع إلى العنصر، فزع الأغنياء، شهوة الفقراء، فِقدان الوجدان!
سيروس ميلاس
-
لم يوجد بعدُ الرجلُ الفاضل الذي اغتنى فجأة!
-
أحسن علاج للأخطاء الماضية هو نسيانها إلى الأبد.
-
إن دراسة حياة أي بطل من الأبطال هي بمثابة طريق جديد يُفتح أمامنا ويدٍ جديدة تمتد إلينا.
سيمونيديس
-
التلون شعر صامت، أما الشعر فتلوين قادر على الكلام.
-
إن الآلهة لا تقاتل عند الضرورة.
-
نظر سيمونيديس إلى فتًى كثير السكوت فقال: يا هذا، إنما السكوت للأصنام، وأما الناس فيتخاطبون!
-
لا تصدق المرأة حتى عندما تموت!
-
قيل لسيمونيديس: يا هذا، متى تمسك عن مديح قارون؟ فقال: إذا أمسك قارون عن إحسانه!
-
نظر سيمونيديس إلى مصارع يفتخر، فقال له: أتغلب من هو أقوى منك؟ أو من هو مثلُك؟ أو من هو دونك؟ فقال: من هو أقوى مني، فقال: كذبت، قال: فمن هو مثلي، قال: كذبت، لو كان مثلك لتساويتما، قال: فمن هو دوني، قال: فكلُّ إنسان يغلب من هو دونه.
-
دعا رجل سيمونيديس ليتعشى عنده، فلم يجد هناك ما يتعشى به، فقال له: لم تدعني إلى عشاء، بل منعتني من العشاء في منزلي!
-
قال رجل لسيمونيديس: إني قلق دائمًا إن جلست أو مشيت أو قمت أو استلقيت، قال: فما بقي إلا أن تُصلب!
-
لا يمكن الرجلَ أن يمتلك خيرًا من المرأة الطيبة وأفظع من المرأة الشريرة!
-
اذهب وأخبر الإسبرطيين، أيها المارُّ بنا، بأننا هنا نخضع لقوانيننا.
-
سمى سيمونيديس التصوير شعرًا صامتًا والشعرَ تصويرًا ناطقًا.
شيشيرون
-
إن الكتب غذاء الشباب، وغبطة الشيخوخة، وزينة الرخاء، وملجأ الشدة وتعزيتها، هي غبطة في الوطن وفي خارجه، وهي خير الرفيق في الليل وفي السفر وفي الخلاء.
-
الكاذب لا يصدَّق حتى ولو قال صدقًا.
-
لعقل المرأة ما لجسمها من المزايا والعيوب … فهو خلَّاب ولكنه ضعيف.
-
إنه المال، لا العقل، الذي يحكم الإنسان.
-
خفة عقل المرأة … لثقل قلب الرجل.
-
العاقل لا يضيق به الأمر إلا وهو في سَعة.
-
عبقرية المرأة في قلبها.
-
إن التسرع لهو غالبًا من مميزات الشباب، كما أن التروي من مميزات الشيخوخة.
-
أقدر أن أقرأ كتبي في كل وقت؛ لأنها دائمًا غير مقيدة بمواعيد.
-
إن الجدير بالمجد الخالد ماريوس الذي حرر إيطاليا مرتين من الحصار والخوف والرق، ويفضل الجميع بومبي الذي تُحصر أعماله المجيدة وفضائله بنفس المناطق والحدود التي يحصر فيها مجرى الشمس.
-
إن طالب حكمة أرسطو محتاج إلى بذل مجهود عقلي عظيم.
-
عمل الخير اختياري ولكن رده إلزامي.
-
استشار شيشيرون آلهة دلفي مستفسرًا عن خير منهج دراسي يتبعه، فقيل له: اتبع الطبيعة؛ إذ لو فعل الناس هكذا لزالت الكلفة بينهم تقريبًا.
-
ألا تدرون أيها الأصدقاء … أنه يتعذر على الرجل أن يتزوج امرأةً والفلسفةَ معًا.
-
ليست حياة الفيلسوف إلا تعلم الموت.
-
إني أفضِّل أشد أنواع السلام ظلمًا على أكثر الحروب عدالة.
-
الحصول في الزواج على كامل السعادة يقتضي له محسنات جمَّة، ومن الحماقة أن يحاول أحد الزوجين أن يطلب في رفيقة اتصافه بجملتها، فعليه أن يتحقق أولًا وجودَ أهمِّها فيه، إذا انضم إليها غيرها كان راضيًا، وإن نقصت استغنى عنها.
-
سلِّم قاربك للأمواج ولا تسلم قلبك للنساء … فالبحر أقل غدرًا من المرأة.
-
لا تصدر أحكامك على أفعالك … انتظر حكم الناس عليها.
-
الجمال للمرأة ضرورة … وللرجل ترف.
-
الرجل الذي لديه شجاعة … لديه أيضًا إيمان.
-
الرجال كالخمر … يُفسد مرورُ الزمن الرديءَ منها، ويزيد في جودة الطيب.
-
إني أفضِّل أشد أنواع السلام ظلمًا على أكثر الحروب عدالة.
-
أيُّ حلاوة تبقى للحياة إذا جُردت من حلاوة الصداقة؟!
-
قبل الشيخوخة اهتممت أن أعيش حسنًا، وفي الشيخوخة أهتم أن أموت حسنًا، ولكن الموت حسنًا هو الموت عن طيب خاطر.
-
لا أستطيع أن أتعقل شخصًا يحب كما لو كان من المقدر له يومًا أن يكره … فإن حبًّا يتصور … ولو إلى لحظة ما … احتمال إلى كراهية … إنما هو في الحقيقة شعور كاذب … وعاطفة زائفة.
-
الكتب غذاء الشباب وبهجة الشيخوخة.
-
إنني لا أخجل من الاعتراف بجهلي مما لا أعرف.
-
ألدُّ أعداء الإنسان … نفسه!
-
ما دامت هناك حياة؟ فهناك أمل.
-
إن كبوتين على حجر واحد لَعارٌ يضرب به المثل.
-
إنهم يكرهون بقدر ما يخافون.
-
أي شيء أكثر فائدة للقوم من الحرية، فنحن لا ندري أن البشر فقط هم الذين يبحثون عنها، بل الحيوانات أيضًا؛ لأنها مفضلة على سائر الأشياء.
-
الخطيب الحق هو الذي يعالج الموضوعات الوضيعة بكياسة ورقَّة، والموضوعات الرفيعة بإثارة العواطف وشغلها، والموضوعات المعتدلة بعفة.
-
يتهذب العقلاء بالإدراك، ومن دونهم بالخبرة، والجمال بمحض الضرورة، أما الحيوانات فبالطبيعة.
-
يلازم الطيش الشباب كما تلازم الرزانة الشيخوخة.
-
إذ يقول المثل السائر: «الأعمال سارَّة بعد إتمامها.»
-
الراحة مع الشرف أهم شيء، وأعظم ما يتمناه جميع الأصحاء والأخيار والسعداء.
-
ضمير كل امرئ هو ذلك المرء نفسه.
-
من بقايا رومولوس.
-
إسبرطة ميراثك، فكن جديرًا بها.
-
بعض الوقت لأصدقائك، بعض الوقت لأهلك، بعض الهدوء لنفسك … وبعد ذلك لا تخف على مستقبلك.
-
فلتخضع الحروب للسلم، وأغصان الغار لأناشيد الفرح.
-
ليس أقل تعطلًا مما لو تعطل تمامًا، ولو أقل وَحدةً مما لو صار وحيدًا تمامًا.
-
هيا روما السعيدة، المولودة عندما كنت قنصلًا!
-
هناك صلة عامة بين جميع الفنون المتصلة بحياة الإنسان، وتحتوى في داخلها على جاذبية ما، كل فن إلى الآخر.
-
هذه الدراسات حافز للشباب، ومتعة للكهول، إنها زينة للحظ السعيد، وملاذ وتفريج في وقت المتاعب؛ تقوِّي الحياة الخاصة ولا تقف في طريق الحياة العامة، إنها معنا بالليل، ومعنا في أسفارنا الطويلة، ومعنا في أعماق الريف.
-
أسمى خير.
-
فلتمنع الآلهة هذا الطالع.
-
لا تسري القوانين وقت الحروب.
-
إلى صاحب المنفعة.
-
من يخلص لنفسه يخلص لعمله، ومن يخاس لعمله يخلص لأهله، ومن يخلص لأهله يخلص لقومه، فهي سلسلة متصلة من نور لا ينطفئ أبدًا.
-
لئلا يصيب الدولة أيُّ ضرر.
-
إلى متى ستسيء استغلال صبرنا يا كاتيلينا؟
-
يا لها من أوقات! يا لها من عادات!
-
رحل، وانسحب، وخرج، وانفصل.
-
صالح الشعب هو القانون الرئيسي.
-
إنني مواطن روماني.
شيلون
-
يلزم التأني في جميع الأشياء.
-
لا تتحدث بسوء عن الموتى.
-
لا ينبغي للإنسان أن يرفض الكهانة كلية؛ فإن الإنسان بقوة عقله قد يمكنه إدراكُ جملة من الأشياء المستقبلة.
-
أصعب الأشياء ثلاثة: كتم السر، وتحمُّل المسبة، وحسن صرف الزمن.
-
لا ينبغي للإنسان أن يهدد أحدًا؛ لأن هذا جبن من ذميم خصال النساء.
-
أكثر الحكمة صون اللسان ولا سيما في الولائم.
-
ينبغي ألا يغتاب الإنسان أحدًا؛ لأن ذلك يورث العداوة، وربما أسمعك ما تكره.
-
ينبغي أن يزور الإنسان أحبابه في وقت الشدة أكثرَ من زيارتهم في الرخاء.
-
الخسارة خير للإنسان من كسب الحرام والظلم.
-
لا تمدح إنسانًا متصفًا بسوء الحال والأخلاق.
-
ينبغي للرجل الشجاع أن يكون ليِّن الجانب، وأن يعمل ما يصيِّره محترمًا عند الناس لا ما يجعله مَخوفًا.
-
أعظم السياسة في دولة الحاكم هو تعليم السياسة المنزلية.
-
ينبغي ألا يتزوج الإنسان المرأة الحمقاء!
-
ينبغي ألا يسرف في عمل الأفراح.
-
إن الذهب والفضة يُمتحنان بالحك على الحجر، وامتحان قلب الإنسان بالذهب والفضة!
-
ينبغي للإنسان الاقتصاد في سائر الأمور؛ لأن التبذير ربما جر إلى الضياع.
-
إن الحب والبُغض لا يدومان، فإذا أحببت صديقًا فأبْقِ للعداوة موضعًا، وإذا أبغضت إنسانًا فأبْقِ للمحبة موضعًا.
-
أسعد الملوك هو الذي يموت منهم على فراشه.
صولون
-
إن الحسد أعمى لا يقدر على عمل شيء سوى ذم الفضائل.
-
أعظم الأسباب لدفع إساءة المسيء عنك أن تنسى إساءته إليك.
-
ما من إنسان يستطيع أن يعُدَّ نفسه سعيدًا في هذا العالم قبل خروج نسمته الأخيرة.
-
إنني أزداد سنًّا وأتعلم دائمًا أشياء كثيرة.
-
خير الأمور أوسطها.
-
إذا بلغ عمر الرجل سبعين سنة فلا يجوز له أن يخاف الموت، ولا أن يشكو مكاره الحياة.
-
قال صولون لطاليس: لِمَ لا تتزوج حتى يكون لك ذرية تربيهم وتعلمهم؟ فلم يجبه طاليس فورًا، ولكن جاءه بعد أيام برجل وأوهمه أنه غريب جاء يزوره، فقال طاليس: هذا الرجل يزعم أنه جاء من مدينة أثينا. فقال صولون للغريب: ما عندك من أخبارها؟ فقال الغريب: ما عندي خبر، ولكني رأيت فيها شابًّا ميتًا دُفن يوم خروجي منها، وشهد جميع أهل المدينة جنازته ودفْنَه؛ لأنه ذو نسب عظيم وابن رجل مشهور، وكان أبوه غائبًا عن أثينا منذ فترة قصيرة، فكتم أحبابه بتلك المدينة هذا الخبرَ عن أبيه؛ خوفًا عليه أن يموت من الغم والحزن، فصاح صولون: يا له من أب مسكين قليل الحظ! ثم سأل الغريب عن أسم أبي الشاب، فقال الغريب إنه نسي اسمه وإن كان قد سمع جميع الناس يقولون إنه رجل كثير الحكمة، فزاد على صولون القلق والاضطراب واشتد انزعاجه، ثم قال للغريب هل سمعت أن أبا الشاب يسمى صولون؟ فأجاب الغريب أن نعم …! عندئذ غاب صولون عن الوجود، وأخذ يمزق ثيابه، ويشد شعره ويضرب رأسه …! فقال له طاليس: ما لي أراك حيران في أمرك تبكي كثيرًا؟ أتبكي على الخسارة التي لا يمكن جبرها ولا بدموع الدنيا؟ فقال صولون: هذا هو الذي أبكاني؛ لأن هذا أمر لا دواء فيه! عندئذ أخذ طاليس يضحك على صولون من تصرفاته، وقال له: يا أخي هذا هو الذي منعني من الزواج؛ لأني أعرف أن أثبت الرجال قلبًا لا يمكنه تحمُّلُ مشقة العشق وتربية الأولاد! ثم قال له: لا تغتم؛ لأن الذي قيل لك أمر مخترع، ومزاح ابتكرته لك لمجرد الهزل!
-
يا ليتني لم أكن من أهل أثينا، وا حسرتى! أتمنى لو كنت مولودًا في بلاد العجم أو البرابرة أو في أي مكان آخر أشدَّ خشونةً في العيش وقسوة القلب وجهلًا بالعلوم من هذه المدينة، فإن ذلك أهون عليَّ من أن يراني الناس ويشيروا إليَّ ويقولوا: إن هذا الرجل من أهل مدينة أثينا الذين هربوا من حرب سلامين. فأسرعوا في أخذ الثأر وامحوا عنا هذا العار الذي لحقنا، وتنبهوا حتى نأخذ هذه المدينة التي أخذها أعداؤنا ظلمًا.
-
تزوَّدْ من الخير وأنت مقبل، خير لك من أن تتزود منه وأنت مُدبر.
-
إن أمور الدنيا حق وقضاء، فمن أسلف فليقضِ، ومن قضى فقد وفى.
-
إن فعل الجاهل في خطابه أن يذمَّ غيره، وفِعل طالب الأدب أن يذم نفسه، وفعل الأديب ألا يذمَّ نفسه ولا غيره.
-
قيل لصولون: ما الذي يفسد أخلاق الناس؟ قال: الدرهم.
-
وسُئل: من الجواد؟ قال: من جاد بماله، وصان نفسه عن مال غيره.
-
وسئل: ما أصعبُ الأشياء على الإنسان؟ فقال: أن يعرف الإنسان نفسه، ويكتُمَ سره.
-
سُئل: أيها أحمدُ في الصبا؛ الحياء أم الخوف؟ قال: الحياء؛ لأن الحياء يدل على العقل، والخوف يدل على الشهوة.
-
قال صولون لابنه: دع المزاح؛ فإن المزاح لقاحُ الضغائن.
-
سأل رجل فقال: هل ترى أن أتزوج أو أدع؟ قال: أي الأمرين فعلت ندمت عليه!
-
رأى رجلًا عثر، فقال: لَأن تعثُر برِجلك خير من أن تعثر بلسانك.
-
سئل: ما الكرم؟ قال: النزاهة عن المساوئ.
-
سئل: ما الحياة؟ قال: التمسك بأمر الله تعالى.
-
سئل: ما النوم؟ فقال: النوم موتة خفيفة، والموت نومة طويلة.
-
سُئل: ما فضل علمك على علم غيرك؟ فقال: معرفتي بأن علمي قليل.
-
ليكن اختيارك من الأشياء حديثها، ومِن الإخوان أقدمَهم.
-
أنفع العلم بما أصابته الفكرة، وأقلُّه نفعًا ما قلته بلسانك.
-
جوعوا إلى الحكمة، واعطَشوا إلى عبادة الله تعالى، قبل يأتيكم المانع منهما.
-
يا بني، احفظ الأمانة تُحفظ، وصنها حتى تُصان.
-
ينبغي للشاب أن يستعد لشيخوخته مثل ما يستعد الإنسان للشتاء من البرد الذي يهجم عليه.
-
ينبغي أن يكون المرء حسن الشكل في صغره، وعفيفًا عند إدراكه، وعدلًا في شبابه، وذا رأي في كهولته، وحافظًا للستر عند الفناء؛ حتى لا تلحقه الندامة.
-
سُئل صولون: لأي سبب لم تخصص جزاءً لمن يقتل أباه وأمه؟ فقال: لأني لا أظن أنه يوجد أحد يفعل هذا الفعل القبيح أبدًا!
-
جميع جلساء الملك يشبهون التُّرس الذي يُستعمل للحساب في اللعب، فهو يلعب بهم على ما يقتضيه هوى نفسه مثل آلات الشطر نج.
-
الذي يتقرب من الملك ليس لكونه محبوبًا، بل لكونه نافعًا له.
-
ليس لنا هادٍ يهدينا أعظم من العقل، فلا نقول شيئًا إلا بعد استشارته.
-
ينبغي الثقة بصلاح الإنسان أكثرَ من الثقة بيمينه.
-
ينبغي للإنسان قبل أن يصاحب إنسانًا أن يمارسه ويتفكر في شأنه؛ لأنه من الخطر انقطاع المحبة بعد انعقادها.
-
ليس لي أعداء لأن لي صديقًا واحدًا؛ هو العدل.
-
ينبغي للإنسان ألا يتولى حاكمًا حتى يتعلم الطاعة لغيره.
-
ينبغي أن يكون الكذب مبغوضًا عند جميع الناس.
-
ينبغي للإنسان أن يهتم بعبادة مولاه وبر والديه، ويجتنب مخالطة الأشرار.
-
يا وطني العزيز، واللهِ لقد ساعدتك على قدر ما يمكنني بالقول والفعل، وأُشهد الله على أني ما أبقيت شيئًا لحماية الشرائع وحماية حرية وطني إلا فعلته. فيأيها الوطن العزيز، إني ذاهبٌ ومفارقك إلى الأبد؛ لأني قد أظهرت وحدي العداوة للحاكم الظالم، وجميع أهل البلد اتفقوا على أنه يكون حاكمًا عليهم.
-
كان بيزستراتوس الطاغية قد أرسل إلى صولون الخطاب التالي: «ولست أول إنسان من اليونان استولى على بلاده، كما أني لم أرتكب شيئًا يخالف الشرائع أو الآلهة، وإني لمهتم بحفظ أوامرك حين كانت البلاد محكومةً بالعامة، ولقد اكتفيت بالخراج الذي رأيته مرتبًا من غير زيادة، ولم يكن لي شيء يميزني من الأهالي إلا أمور تشريفية يحتاج إليها منصبي، ولا أحمل لك في نفسي غيظًا من حيث إنك أظهرت للناس حالي التي كنت أضمرتها، ولا شك عندي أن إظهارك تلك كان دافعه حبك للوطن ولا بغضك لي؛ فضلًا عن أنك لا تدري كيف كانت طريقتي التي أنا عليها، ولو رأيتها لربما كنت ترضى بها، فعُدْ إلى بلدك مطمئنًّا وثِقْ بكلامي، واعلم أنه لا ينبغي لحكيم مثلك أن يخشى من إنسان مثل بيزستراتوس؛ لأني ما رضيت أن أضرَّ الذين كانوا أعدائي طول عمرهم، فكيف أضر أحبابي؟! وإني دائمًا أعتقد أنك من أعز أحبابي، وسأعطيك كل ما يسرك؛ لأني أعلم أنك لست مذنبًا ولا خائنًا أبدًا، فإن كان لديك من الأسباب ما يمنعك من المجيء إلى أثينا فاسكن بأي محل تريده، ولكن يسرني أن أعلم أن سبب غُربتك شيء غيري.» فأجابه صولون بهذا الجواب: إني على يقين من أنك لا تصنع معي شرًّا؛ لأني كنت لك صاحبًا من قبل أن تتولى طاغية، وأعلم أني لست عندك أزيد من الناس الذين يكرهون الطاغية، ولو خلينا كلَّ إنسان وعقلَه، فما شك أن الأحسن أن تكون بلاد أثينا محكومة بعدَّة حكام، وهذا بالضرورة أنفع لها من حاكم واحد. وإني أشهد بأنك خير الطغاة جميعًا، بيد أني لا أظن أن رجوعي إلى مدينة أثينا لائق بعد أن أقمت سياسة مبنية على الحرية، وامتنعت من الإمارة التي أعطوني إياها، فإذا رجعت يكون الحق لهم أن يلوموني ويظنوا أني رضيت بما تفعله من جورك حتى عدت ثانيًا.
-
ذهب صولون لزيارة قارون ملك ليديا، فلما اجتاز بلاد ليديا رأى كثيرًا من الأعيان العظام كل واحد في موكب عظيم ومحفل جميل، وكان صولون كلما رأى واحدًا من هؤلاء الأعيان يظن أنه الملك، فلما مثلَ بين يدَي قارون — وكان قد تجمل بأفخر ما عنده من الثياب وأنواع الزينة — قال له: أيها الضيف، أعرف حكمتك المشهورة من الصيت الذي تتمتع به، وإني على يقين أنك أكثرت السفر في البلاد، فهل رأيت أحدًا يلبس مثل ملابسي؟ فقال له صولون: نعم، الديوك الرومية والطواويس لها ما هو أعظم من ذلك؛ لأن جميع ما يكسوها جاء بمحض الخِلقة دون تزيين! فتعجب قارون من هذا الجواب، وأمر عبيده أن يفتحوا جميع خزائنه وينشروا جميع ما فيها أمام صولون، كما أمرهم أن يُحضروا نفيس أمتعة القصر، فلما تم كل ذلك جاءوا بصولون مرة أخرى بين يدَي الملك، فقال له: هل رأيت من هو أسعد مني؟ قال صولون: نعم رأيت، إنه طيلوس من سكان أثينا؛ فقد عاش يرعى مصالح الجمهورية طوال عمره، وأنجب ولدين جميلين، وترك لهما أموالًا تكفيهما بعد مماته، كما أنه مات سعيدًا وسلاحُه في يده قريرَ العين بانتصار وطنه، وأهل مدينة أثينا أقاموا له قبرًا عظيمًا في المكان الذي مات فيه، واحتفلوا بجنازته احتفالًا كبيرًا، وأظهروا له غاية الشرف! فتعجب قارون من إجابته، وظن أن صولون رجل مجنون، وقال له: من أسعد الناس بعد طيلوس هذا؟ فأجابه صولون: إنهما كليوبيس وبيتون، فقد كانا شجاعَين جدًّا منتصرَين دائمًا في حروبهما، وكانا محبَّين جدًّا بعضهما لبعض، وكانت أمهما قسيسة، وكانا يحبانها غايةَ الحب، فقصدت أمهما أن تقرِّب قربانًا لهيكل الرب، فركبت عربة، فتأخر الذي يجرُّ بها العربة، فجاء ولداها المذكوران وجرَّا بها العربة عوضًا عن البقر، وأوصلاها للهيكل، فأثنى عليهما جميعُ الناس، ودعَوْا لهما بالبركة، ففرحت أمهما بذلك، وطلبت من الآلهة أن يعطوهما كلَّ ما ينفعهما، فلما فرغوا من القربان وأكلوا، رجعوا إلى منازلهم، فرقد الاثنان وأصبحا ميتين في ليلة واحدة! فغضب قارون أشد الغضب وقال لصولون: كيف لا تعدُّني من زمرة السعداء؟ فقال له صولون: يا ملك الليديين، إنك من أسعد الناس ومن أكثر الملوك رعايا، ولكن الدهر كثير التغير، والزمن له حادثات لا يمكن الإنسانَ أن يشك فيها، والليل والنهار تتولد فيهما الحوادث، وإنه لا يمكن الإنسانَ أن يعلم النصرة قبل انقضاء الحرب! فاغتاظ قارون من رد صولون أشدَّ الغيظ وطرده.
-
الناس ثلاثة أقسام؛ فمنهم من يخاف على نفسه، ومنهم من لا تسمح نفسه أن يرضى بأفعالك التي تعود بالضرر، ومنهم من يظن بعداوتك نفع وطنه نفعًا عظيمًا.
-
سُئل صولون ذات يوم: ما المملكة التي بلغت غاية التأديب عن غيرها من الممالك؟ فقال: هي التي لم يحصل لأهلها ذلٌّ ولا ظلم، وإذا حصل لغيرهم ظلم ينتصرون للمظلوم، ويأخذون حقه في غاية الشدة والقسوة كأنهم هم المظلومون!
-
عندما تُسدي النصيحة ضع نُصب عينيك المساعدة والعون لها، يُبعث السرور.
-
تمعن في خاتمة حياة طويلة.
-
قال صولون لتلامذته: احذروا ولاتَكم ليحذر من تكونون عليه فيطيعكم.
-
احذروا مقاومة الأغنياء؛ فإنها ملاطمة الأشقى.
-
قال صولون لبعض تلامذته: تخففْ في أمورك ولا تتثاقل؛ فإن من آمن الثقل فهو الثقيل.
-
قال صولون لابنه: دع المزاح؛ فإنه لقاح الضغائن.
-
قيل صولون: كيف لي بأن يقل خطئي؟ فقال: لا تتعرض لعداوة الأشرار.
-
قال صولون لرجل غني عيَّره لفقره: أما مالي فإنه لا يمكن في أي وقت أن يصير لأحد غيري، لكني إن أعطيته إنسانًا بقي عندي من غير نقصان، وأما مالك فإنه يصير لغيرك، وإن أعطيت منه شيئًا نقص، ولا فرق بينه وبين الفصوص التي يُلعب بها إذا كانت تتقلب جوانبها لكل أحد بالاتفاق.
-
إن الذي يطلب شيئًا لا نهاية له جاهل، واليسار لا نهاية له.
-
أحسن ما عوشر به الملوك البشاشةُ وتخفيف المئونة.
-
سُئل صولون: ما أصعب الأشياء؟ فقال: أن يعرف الإنسان نفسه، ويكتُمَ سره.
-
سُئل صولون: ما أصعبُ الأشياء؟ فقال: أن يصير الإنسان على خيبة من سعيه.
-
قيل لصولون: ما الذي يُفسد أخلاق الناس؟ فقال: الدرهم!
طارس
-
قيل لطارس: قد توفي مايندرس أستاذك، فقال: الويح لي قد ضاع مِسَنُّ عقلي!
طاليس
-
سُئل طاليس: ما هو أسهل شيء؟ فقال: أن ينصح الإنسان غيره.
-
أشارت على طاليس أمُّه بالتزوج ومخالطة الناس، فقال لها: إن الإنسان في صغر سنه لا يليق به الزواج، وفي كبر سنه يفوت عنده أوانُ الزواج، وبين هذين الأجلين لا ينبغي له أن يختار زوجة!
-
ابحث عن الحكمة واختر الجوهري منها؛ فإنك بذلك تسدُّ أفواه المفترين والنمامين.
-
قلة الكلام دليل على الاقتدار والإصابة.
-
إن أهل العقول لا يحبون جمع المال الكثير، بل يحتقرون وصف الغنى، وإنما يحبون اكتساب العلوم والمعارف التي لا تتولد منها حادثة مضرَّة.
-
أحمد الله أن جعلني من العقلاء دون البهائم، ومن الرجال دون النساء، ومن الرومان دون البربر!
-
العالم لا أول له ولا آخر له.
-
دخل على طاليس رجل من أهل مليطة وسأله: هل يمكن أن تخفى أسرارُنا على الآلهة؟ فقال له: لا تظن هذا أبدًا؛ لأن جميع الأسرار الخفية لا تخفى على الإله العظيم.
-
أكبر الأشياء في الدنيا المكان؛ لأنه مشتمل على جميع الموجودات. وأقوى البواعث الحاجة؛ لأن الإنسان يقطع دونها كل مشقة حتى يدرك غرضه. وأسرع الأشياء العقل؛ لأنه في طرفة عين يمكنه أن يطوف بالكون كله. وأحكم ما يكون الزمن؛ لأنه يُظهر جميع الأمور الخفية، ولكن أعظم من هذا كله عمل الإنسان بما يليق بعقله!
-
إن كثرة الكلام ليست من شأن العقلاء.
-
يستطيع الإنسان أن يكسرَ شوكة التَّعَس من الأرض إذا أنقذ أعداءه من الضيق.
-
يلزم تذكر الأحباب في حال حضورهم وغيابهم على حد سواء.
-
يجب على الإنسان برُّ والديه وإعانته لهما؛ لكي يجازى بذلك في كِبَره؛ فتشد ذريته ظهره عند ضعف قواه الذي هو أصعب الأشياء.
-
إن الذي يسلينا عند حلول المصيبة من أحد عِلمُنا بأن الذي آذانا بها أشقى منا وأسوأ حالًا.
-
إن الأمر الذي تلوم أخاك على فعله لا ينبغي لك أن تفعله بنفسك.
-
إن السعادة الحقيقية هي تمتُّع الإنسان بالعافية، وأن يكون عنده رزق الكفاف، ولا يضيع عمره في الجهل والجبن.
-
لا شيء أصعب على الإنسان من معرفة حقيقة نفسه.
-
جاء رجل من الأشرار إلى طاليس وقال له: هل يصدق الإنسان فيما قاله بحَلِفه عليه؟ فأجابه ارتجالًا من غير رويَّة وقال: ذنب الحلف أخفُّ من الزنى بيسير.
-
الماء هو الأصل الأول لكل شيء.
-
ما الأرض إلا ماء جمد، وما الهواء إلا ماء ثقيل الوزن.
-
لا شيء في الدنيا إلا وله روح حساسة.
-
إن سبب زيادة النيل كثرة هبوب الرياح الدورية التي تهبُّ كلَّ سنة في أوقات معلومة من الشمال، وتجريها إلى أن تعم الأرض.
-
الشمس جسم مضيء بنفسه، جِرمها قدر جِرم القمر مائة وعشرين مرة.
-
القمر جسم غليظ لا يمكنه أن يعكس نور الشمس إلا بجهة واحدة من سطحه.
-
بينما طاليس خارجٌ ذات يوم من محله بقصد رصد الكواكب، وإذا به يقع في حفرة عميقة، فمضت إليه عجوز من خدَّام بيته، وأخرجته ثم قالت له: أتزعم يا طاليس أنك تعلم جميع ما يقع في السماء مع أنك لم تعلم ما تحت رجليك؟!
فارو
-
من أجل مسقط رأس هوميروس تتعارك سبع مدن: سميرنا، ورودس، وكولوفون، وسلاميس، وإيوس، وأرجوس، وأثينا.
فايدروس
-
من يَشتهِ مال غيره يفقدْ ماله.
فتروفيوس
-
يوريبيديس … هو من أسماه الأثينيون بفيلسوف المسرح.
فرجيل
-
يمكنك بالعنف أن تشق طريقًا.
-
لا يقدر على بلوغ النصر إلا أولئك الذين يؤمنون بأنهم قادرون عليه!
-
أشرف البواعث هو الخير العام.
-
أتغنى بالأسلحة والرجل الذي جاء أولًا من شواطئ طروادة، وقد نفاه مصيره إلى إيطاليا وإلى ساحلها اللافينياني مطرودًا إلى النهر والحقل بإرغام السماء، وسقط غضب جونو الدائم اليقظة.
-
المرأة إما أن تسمو عن العدالة … أو أن تهبط دونها.
-
حيث أهين إلهها.
-
أبوسع الأرواح السماوية أن تكظم مثل هذا الغيظ الشديد؟
-
لم تهدأ بعدُ من روحها أسبابُ غضبها ولا غيظها المتَّقد. بقي حكم باريس منقوشًا عميقًا في قلبها، وغضبها من الاستهتار بجمالها.
-
كان التنازع شديدًا على تأسيس الدولة الرومانية.
-
كنت ترى سباحًا هنا وهناك في أطراف المحيط.
-
الهياج يوجِد الأسلحة.
-
حمل أخانيس الوفيُّ الأسلحة.
-
سيمنح الرب نهاية حتى الأصدقاء الذين قاسوا ضرباتٍ أشدَّ عنفًا.
-
سيطلع فجر يوم يحلو له فيه أن يتذكر متاعبه (عند الصباح يحمد القوم السُّرى).
-
تحمَّلْ برهةً وعش يومًا سعيدًا.
-
كان على رأس مغامرتهم امرأة.
-
ظهرت الربة الحق بخطواتها.
-
قال: رويدك، هذا هو بريام! فحتى هنا تنال الفضيلة جائزتها، والفناءُ دموعَه، حتى هنا تمسُّ مصائب الإنسان قلب الإنسان! اطرد عنك مخاوفك، فشهرتنا هذه بشيرُ خلاصٍ ما. وعلَّل نفسه بآمال خاوية.
-
واجه أخيل بذراع لا تتعادل معه.
-
عقل يعي الصواب.
-
سيظل شرفك واسمك ومجدك طالما تصبُّ الأنهار في المحيط، وطالما تتحرك الظِّلال في وديان الجبال، وطالما تغذي السماء النجوم.
-
أتعلم إغاثة التعس وأنا لست غير مدرَّب على المصائب!
-
سكت كل لسان، واتجه كل وجه نحوه مذهولًا.
-
أعمق مما تنطق به الألفاظُ يكمن ذلك الحزن الذي تأمرينني بتجديده أيتها الملكة!
-
رأت عيناي كل أفعال المصائب، ولم يكن دوري فيها بسيطًا.
-
والآن، ينزل الليل الندى مترسبًا من السماء، وتنصح النجوم الغاربة بالنوم!
-
لا تثقوا بالحصان يا رجال طروادة! فهما كان فإنني أخشى الدانائيين، حتى ولو قدمت أيديهم الهدايا.
-
مستعد لكل من الأمرين: إما ليخرج ظافرًا من جهاده، وإما ليقع في الموت المحتوم.
-
اعرَف الأمة من جريمة واحدة.
-
«مانتوا أنجبتني، كالابريا انتزعتني، واليوم تضمني.
بارثينوبي، أنا، من تغنيت بالمراعي؛ بالحقول؛ وبالقيادة.»
-
إن الإنسان لو أكل بقرة فلن يكون بقرة … إنما سيظل إنسانًا دائمًا.
-
أرتجف ذعرًا لمجرد سماع الألفاظ.
-
في خلال هدأة القمر الأخرس الصديقة.
-
كانت الساعة هي التي بدأ فيها أول نوم البشرية المعذبة، وتسللت بنعمة السماء إلى أحلى رسالة لها عن الرحمة.
-
كيف تَغار مِن هكتور الذي عاد إلى وطنه مرتديًا أسلابه من أخيل.
-
إن جارنا أوكليجون لَيتميزُ غيظًا.
-
لم نعُدْ بعدُ طرواديين، لم يَبقَ لإيليوم وجود، ورحل مجد أفراد أسرة تيوكير.
-
ليس أمام المهزوم سوى مأمن واحد؛ أن يأمُل عدم الأمان!
-
كان فكر السماء مخالفًا لهذا.
-
لا تدَعو الفرصة إلى مثل هذا الغوث، ولا إلى مثل هؤلاء المدافعين.
-
يتبع والده بخطوة لا تُبارى.
-
أيا حب الذهب الملعون، على أي شيء لا ترغم قلب الإنسان؟
-
إنه وحش عملاق مخيف وشنيع، ضخم وأعمى.
-
أشعر ثانيةً بشرارة من ذلك اللهيب القديم.
-
تزيد قوة في كل خطوة.
-
سيحاول هو بنفسه في خلال ذلك … لكي يجد مدخلًا، ويترقب الساعة المناسبة لقصته.
-
مَن ذلك الذي خدع فكر العاشق؟
-
لن يكون تفكيري في إليسا مريرًا على نفسي، طالما أتذكر نفسي، وطالما تتحكم أنفاسي في هذه الأعضاء.
-
المرأة متهورة ومتقلبة دائمًا!
-
انهض أيها المنتقم، وتعالَ من رفاتي.
-
كان النجاح مقيدًا لهؤلاء، وأعطاهم مظهر القوة قوةً بالفعل.
-
النزول إلى أفيرنوس سهل! فأبواب ديس المظلم مفتوحةٌ على مصاريعها.
-
انصرفوا من هنا، من هنا … يا غير المثقفين!
-
أما عند الصعود إلى الجو الأعلى فاضبط خطوتك؛ فهناك الشقاء، وهناك العناء!
-
عندما يتداعى أول غصن يحل محله غصنٌ آخر لا يقل عنه ذهبًا، ويزهر بمعدن نفيس السابق.
-
الآن يا إينياس أوان الروح الجريئة، الآن أوان القلب المتين.
-
صنع الحزن والهموم المنتقمة مخدعهما أمام باب فكَّي الجحيم المفتوحين، وأقام معهما المرض الكئيب والشيخوخة المحزنة والجوع الذي يغري على الإثم، والحاجة الفقيرة.
-
تمتد أيديهم متلهفةً إلى الشاطئ البعيد.
-
أو الذين جعلوا الحياة نبيلة بالفنون المكتشفة؛ الذين أكسبتهم كل خدماتهم لبني جنسهم ذكرى بين البشر.
-
تدعم الأعضاءَ روحٌ مقيمة، ويندمج خلالها عقل يسيطر على المجموعة كلها ويختلط بالهيكل العملاق.
-
يمتاز هؤلاء الأبناء بحماس متَّقد كاللهب، وبأصل سماوي.
-
ليكن هذا همَّك، أيها الروماني، وهذه فتوَّتك؛ أن تتسلط على الأمم، وتفرض قانون السلام؛ لتنقذ المخضَعين، وتحارب المتكبرين!
-
هناك بابان ﻟ «النوم»: تقول الشهرة: إن أحدهما مصنوع من عظم القرون، تجد خلاله أرواح الحقيقة ممرًّا سهلًا، أما الآخر فمصقول يلمع كالعاج، غير أن مظهره زائف، فتسرع منه القوى السفلى إلى السماء أعلى.
-
توسل إلى عباقرة ذلك المكان.
-
وإذا قست السماء أطلق سراحه …
-
لا يقدر على بلوغ النصر إلا أولئك الذين يؤمنون بأنهم قادرون عليه!
-
ليت جوبيتر يعيد إليَّ السنين التي فرت!
-
هزَّ صوت الحوافز الراكضة السهل المفتت.
-
يا ويلتى! ها أنا ذا أقف هنا، أنا الذي اقترفت تلك الفَعلة، انزلوا عليَّ بنصلكم!
-
طالما يوجد بيت إينياس بجانب صخرة الكابيتول الراسخة، ويحمل «والد» روما الصولجان.
-
فلتصحبك السلامة في شجاعة شبابك، يا بني، حتى تصعد إلى النجوم!
-
الحظ حليف الشجاع.
-
قدر من قدم البرهان.
-
سمع فويبوس، وضمن في فكره أن يحقق له نصف نذره، أما النصف الآخر فذراه في مهب الرياح المسرعة.
-
تخيفني الآلهة، وجوبيتر عدوي!
-
ترقد، يا تيتوروس، في ظل شاطئك المترامي الأطراف، وتغازل موزية الغابة على مزمارك الرقيق (أناشيد الرعاة).
-
علمت الغابات المستجيبة أن تطلق على أماريليس اسم «الجميلة»!
-
أعطانا هذا السلامَ إله ما، يا ميليبويوس.
-
أما عني فإنني لا أحقد عليك، بل على العكس أعجب بك!
-
تشمخ هذه المدينة برأسها على سائر المدن الأخرى كما تشمخ شجرة السرو على عيدان الغاب الرقيقة.
-
أو حيث يقيم بريتون بمعزل عن جميع العالم.
-
تحرق الراعي كوريدون مشوقًا إلى أليكسيس الجميلة.
-
لا تثق كثيرًا بجمالك أيها الصبي الجميل (أناشيد الرعاة).
-
ممن تهرب أيها الرجل المعتوه؟ فالآلهة موجودة حتى في الغابات.
-
يذهب كل عاشق إلى معشوقته الفُضلى.
-
الآن، الغابات خضراء، والسَّنة في أبهى جمالها.
-
تبدأ قصيدتي من جوف.
-
تقذفني جالاتيا تلك الفتاة العنيدة بالتفاح، ثم تجري وتختبئ وراء أشجار الصفصاف؛ أملًا في أن أراها أولًا.
-
تكمن أفعى تحت الأعشاب.
-
ليس من اختصاصنا أن نحكم في مثل هذا النزاع السامي!
-
يسد العشاق الريفيون الينابيع الآن، لقد ارتوت المراعي بما فيه الكفاية.
-
اسمحْنَ لنا، أيتها الموزيات الصقليات، بأن نغني أنشودةً أكثر علوًّا. لا تبهجنا كل البساتين ولا شجيرات الطرفاء القصيرة، فإذا كان موضوعنا أرض الغابات فلتكن الغابات جديرةً بأُذن قنصل! أتى آخر عصر ذكر في أنشودة كوميانية، ويبدأ سير القرون العظيم من جديد. الآن، تعود العذراء، الآن، صار ساتورن ملكًا مرةً أخرى، وينزل من فوق سباق جديد أفضل.
-
ابدأ أيها الطفل الرضيع عند التعرف على أمك بابتسامة.
-
ابدأ أيها الطفل الرضيع، يا من لم تبتسم لوالد قط، فلن يشرفك ربٌّ بمسكنه، ولا ربةٌ بفراشها!
-
كلاهما أركادي، كلاهما مستعد للغناء في مباراة عادلة، وكلاهما على استعداد للرد!
-
أنبل الدوافع هي المصلحة العامة.
-
المرأة إما أن تسمو عن العدالة … أو أن تهبط دونها.
-
رأيتك داخل سور بستاننا؛ إذ كنت هناك لبيان الطريق، فتاة صغيرة أجمع التفاح النديَّ مع أمي! بلغت إحدى عشرةَ سنةً وبدأت في الثانية عشرة، واستطعت أن أصل من الأرض إلى الأغصان الغضة، وها أنا ذا قد رأيت الآن كيف سقطت! كيف اكتسحني العمى القاتل!
-
عرفت الآن ما الحب!
-
ليست كل السلطة للجميع.
-
وأنا أيضًا جعلتني الشقيقات البيريات مغنيًا، ولي الآن أناشيد، ويسميني الرعاة شاعرًا، بيد أنني لا أثق بهم؛ لأنني أعتقد أن أناشيدي ليست جديرةً بفاريوس ولا كينا، بل أشبه بإوزة أوقوق بين البجعات المغردات.
-
الحب سيد الجميع، نخضع للحب نحن أيضًا!
-
اذهبن إلى البيت يا عنزاتي الشَّبعى بالكلأ، هيا إلى البيت؛ فقد طلع نجم السماء!
-
أقصى شمال أوروبا (الجورجيات).
-
برهن العمل الجاد الدائب على أنه سيد الجميع، وأوجب اللزوميات في حياة من النضال المرير.
-
في الحقيقة … لنضع أوسا فوق بيليون، وندحرج أوليمبوس المتوج بأوراق الأشجار فوق أوسا.
-
الأعشاب والتعاويذ المختلطة لكومة حرق الجثث.
-
مرحى يا أرض ساتورن، يا أم المحصولات، وأم البشر العظمي!
-
يتمتع الفلاحون بنعم تربو على جميع النعم، فليتهم يعرفون سعادتهم! فإن الأرض العادلة تنثر فوقهم من صدرها خيراتٍ بغير عناء، بعيدًا عن صخب أسلحة القتال.
-
سعيد من أفلح في قراءة أسباب الأشياء.
-
زئير مجرى الموت الجائع!
-
الحب يقهر كل شيء … إذن فلنرضخ للحب.
-
سعيد من ألمَّ بمعرفة آلهة أراضي الغابات.
-
يجب أن أشق طريقًا أرتفع فيه من الأرض، وأطير غازيًا عبر أفواه البشر (الجورجيات).
-
إنه دائمًا أعظم أيام الحياة تألفًا؛ ذلك اليوم الذي نودع فيه بشريتنا التعسة، فيتسلل إلينا المرض والشيخوخة الكئيبة، والألم وظلم الموت المجرد من الرحمة، وتكتسحنا.
-
في تلك الأثناء يمر الوقت، يمر ولا يعود!
-
ومع ذلك يمكن إخماد وتهدئة صخب الروح هذا، وكل هذا النضال الوحشي؛ بنثر قليل من التراب!
-
تكوِّن صفوفها وتطرد الزنابير وفِرَقها الخاملة من المزرعة.
-
ومع ذلك يظل جنسهم فانيًا، ويغرب نجم البيت في سنين غير كثيرة، ويعد جَدُّ الجد في قائمة الموتى.
-
يخصص في السير الظافر قوانين الأمم الراغبة، ويشق طريقًا إلى السماء!
-
أيتها النحل، إذن فأنتن تصنعن العسل لغيركن، أيتها الطيور، إذن فأنتن تبنين العِشاش لغيركن، أيتها الأغنام، إذن فأنتن تحملن الجزَّات لغيركن.
-
الآخرون سيشكلون تماثيل برونزيةً حية وأرق، أعتقد حقًّا أنهم سينحتون وجوهًا حية من المرمر، وسيترافعون عن قضاياهم بصورة أفضل، وسيسجلون حركات السماء باليراع، وسيسمون النجوم الطالعة. اذكر أيها الروماني أن تحكم الشعوب بقوتك … وأن تفرض سُنة السِّلم، وأن تعفو عن المغلوبين، وتخضع المتعجرفين؛ فهذه الفنون ستكون لك.
-
كنت أعتقد بحماقتي أن المدينة التي يسمونها روما تشبه بلادنا التي اعتدنا، نحن الرعاة، أن نسوق إليها نسل أغنامنا الهزيل، كما كنت أعلم أن الجراء تشبه الكلاب، والأطفال الأمهات، فتعودت بذلك مقارنة الأشياء الكبيرة بالصغيرة، بيد أن هذه المدينة قد رفعت رأسها عاليًا حقيقةً بين المدن الأخرى، كما اعتادت أشجار السرو أن تفعل وسط أشجار الصفصاف البَضَّة.
فلطين
-
قال فلطين (مزَّاح الإسكندر) للإسكندر: مررت بمصور وفي يده صورة جارية وقد كثر حليها، فسألته عن ذلك، فقال: لم يمكنني أن أجعلها حسنةً فجعلتها غنية!
فندروس
-
كما أن الجسد إذا فارقته النفس فاح منه النتن في الخارج، كذلك الجاهل الذي عدِم الحكمةَ لا يخرج من فيه لفظةٌ إلا كان فيها أذًى ونتنٌ على سامعها، وكما أن الجسد لا يشعر بما يظهر منه من النتن لأنه ميت، كذلك لا يُحِس الجاهل بنتن كلامه؛ لأنه ميت التمييز!
فورس
-
قال فورس للإسكندر: إذا سألت الحكماء عن شيء فسلني، فقال له: ما الذي ينتفع به الرجل عند الكبَر؟ فقال: المال. فأعجب الإسكندر.
فورنفس
-
دخل أحد القادة ومعه ابنه على الإسكندر وهو على مائدته وبين يديه فورنفس (مزَّاحه)، وكان هذا الولد من أقبح الناس وجهًا، فأمره أبوه أن يُنشده شعرًا له، فأنشد، فكان من أقبح ما يكون، وأبوه يفخم منه، فقال الإسكندر لفورنفس: كيف ترى نشيد هذا الغلام؟ قال: أيها الملك، زعموا أن القردة إذا وَلدت تجلس عند ولدها، وتتعجب منه ومن جماله، وتقول لجماعة القردة: من أين جاء له هذا الجمال كله؟ وأنا لا أدري ولا أرى أحدًا من جميع الخلق من اليوم وإلى يوم القيامة يتعجب من هذا الغلام ولا من نشيده غيرَ أبيه!
فوليكيديس
-
كلاهما لص؛ المتسلم والسارق!
-
المحنة أمر عادي للجميع، والحياة عجلة، والحظ الحسن لا يثبت أبدًا.
-
مثل من يُسدي جميلًا إلى شرير كمثل من يبذر الحَب في البحر.
-
إن المصالحة مفيدة حقًّا، أما العراك فيولد العراك.
فيثاغوراس
-
إن السكر والخراب سيَّان.
-
رأى فيثاغوراس رجلًا سمينًا فقال له: ما أكثر عنايتك برفع سور حبسك!
-
يُجلُّ أولًا الآلهة الخالدين كما أمر القانون.
-
لا تجعلوا الحكمة الحية في الجلود الميتة.
-
ممتلكات الأصدقاء مشاع.
-
قال فيثاغوراس لابنه: أوصيك بعشرة أشياء فاحفظها تسلم: لا تلاحِ حديدًا، ولا تشارب غَيورًا، ولا تساكن حسودًا، ولا تجاور جاهلًا، ولا تناهض من هو أقوى منك، ولا تؤاخِ مرائيًا، ولا تعامل كاذبًا، ولا تُكثر مجالسة النساء، ولا تصاحب بخيلًا، ولا تستودع سرَّك أحدًا.
-
إذا أردت أن تنظر إلى الشيء بقدر موضعه فجرِّد بصيرتك عن الهوى.
-
احترم نفسك قبل كل شيء.
-
سأل متمرد فيثاغوراس أن يقيم عنده، فقال له فيثاغوراس: إن عقلك يضاد ما ينفعك، وإن بناءك يقلع أساسك، فلا تطمعن في مقامي عندك؛ فإنه ليس من شرط الأطباء أن يمرضوا مع المرضى!
-
يجب على المرء قضاءُ حق والديه؛ لتربيتهما إياه، وبرُّ ولده؛ ليكافئه على ذلك.
-
الخطأ في التدبير هو أن تصرف الأشياء على خلاف ما تصرفه الطبيعة.
-
سُئل فيثاغورس: ما هو الوقت؟ فقال: هو روح العالم.
-
حضرته منيته في أرض غربة، فحزن عليه أصدقاؤه، فقال لهم: أيها الأصدقاء، ليس بين الموت في الوطن والموت في الغربة فرق؛ لأن الطريق إلى الآخرة مِن جميع المواضع واحد!
-
من قدر على أن يصون حريته وحرية غيره فلا يَذلَّ لأحد ولا يُذل أحدًا، فذلك هو الكريم.
-
إنما يراك الناس بقدر تصويرك لنفسك؛ فإن أعززتها رُئيت عزيزة، وإن أهنتها رُئيت مُهانة.
-
لا تستصغر صغيرًا في الابتداء إن كان مما ينمو؛ لأنك متى صبرت عن قليل في الابتداء كان في التمام أضعافًا كثيرة لذلك القليل.
-
الجسد كالعود، وقوى النفس كالأوتاد، والروح كالموسيقى التي تُخرج الأصوات بالأوزان.
-
الحكمة طب الأرواح.
-
لقد قال ذلك بنفسه.
-
قيل لفيثاغوراس: من الذي يَسلَم من معاداة الناس؟ قال: من لم يظهر منه خير ولا شر. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأنه إن ظهر منه خير عاداه الأشرار، وإن ظهر منه شر عاداه الأخيار.
-
المحبة تَرِث المساواة بين الأحباب.
-
يلزم كلَّ إنسان أن يُغلظ على نفسه حتى يصير منصفًا بالكمال؛ لأجل ألا يعسُر على أحد تصديقُه بمجرد الإخبار.
-
العالم له روح وإدراك، وروحه هو الأثير.
-
الأرواح لا تَفنى غير أنها تسبح في الهواء من جهة إلى أخرى إلى أن تصادف جسمًا أيًّا كان، فتدخل فيه.
-
إنما الناس في الحياة الدنيا كأرباب الموسم في الحفل؛ فبعض يأتيه للفرجة، ومنهم من يذهب للتجارة، ومنهم من يذهب للمسابقة ليمرنَ نفسه على القتال، فكذلك حالهم في الدنيا؛ بعض خلق أسير الفخر، وبعضٌ للحرص، وبعض لا يبحث إلا عن مجرد الوقوف على الحقائق.
-
الإنسان من صغره إلى عشرين سنةً صبي، ومنها إلى الأربعين شاب، ومنها إلى الستين رجل، ومنها إلى الثمانين شيخ، ومتى زاد على ذلك لا يُعَد من الأحياء.
-
صديقي نفسي في شخص آخر.
-
الأصل الأول لجميع الأشياء هو الواحد، ومنه تخرج الأعداد، ومنها تخرج النقط، ومن النقط تخرج الخطوط، ومن الخطوط السطوح، ومن السطوح الأجسام، ومن الأجسام العناصرُ الأربعة؛ وهي النار والهواء والماء والتراب التي تركَّب منها العالم.
-
الأرض مستديرة، وهي في وسط الكون، ومعمورة من سائر جهاتها.
فيلوستراتوس
-
امدح الشرير يزدادُ سوءًا.
فيلون
-
سُئل فيلون: لِم لا تطلب الولد؟ فقال: لشدة محبتي للأولاد!
-
الاعتياد على الحَلِف يولد الحِنث وعدم التقوى.
فيليب
-
بينما كان فيليب ملك مقدونيا يتصارع في المباريات الأولمبية سقط فوق الرمال، فلما نهض ولاحظ الأثر الذي تركه جسدُه، قال: «وا حسرتاه! يا لها مِن رقعةٍ صغيرة ستَطوينا يوم أن نموت؛ في حين أننا نحاول الآن في طموح زائد أن نسيطر على العالم كله!»
فيليمون
-
قال فيليمون لأصحابه: عاملوا الإخوان بالمودة، والرعيةَ بالرغبة والرهبة، والسِّفلةَ بالمخافة والإصغار.
-
سُئل فيليمون: أي الملوك أفضل؟ فقال: من ملَك شهواته ولم يستعبده هواه.
كاتو الأكبر
-
طريق الحياة سيتلون، أما طريق الموت فواحد للجميع.
-
الزوجة التي تخدع زوجها تحطم بيتها.
-
قانون الحياة هو: احتقر حسناتك، وواجهْ سيئاتك.
-
الجبان يدفعه الغضب إلى الشجاعة.
-
الأرض كلها وطننا فيها نولَد ونُقبر.
-
أضف إلى شجاعتك الجسدية سلطانَ الفكر.
-
ما أجمل أن تكُدَّ الكدَّ المثمر!
-
إذا بدأت المرأة تخجل مما لا يجب الخجل منه، فإنها سوف تنتهي بألا تخجل مما يجب الخجل منه!
-
إياك أن تطعن أعداءك من الخلف.
-
العمل الشاق يسهُل على اليد المتمرنة.
-
يهدف العظماء إلى النجوم؛ على حين العامة تهدف إلى ما هو أقلُّ من ذلك بكثير.
-
الغائب بطل أمام الألسنة النمامة.
-
ذكِّر نفسك دائمًا بسبل السلامة.
-
السرعة في الحكم بحث عن الجريمة.
-
إن يَحكمْك عقلُك فأنت ملك، وإن يحكمْك جسدُك فأنت عبد.
-
إن تفرض العبودية على أحد تُعتبر حرًّا.
-
شوقنا إلى الجديد أكثر من تمسكنا بالقديم.
-
أنا لا أتأسف على حياتي إذا حانت ساعتي الأخيرة؛ لأني أقدر أن أشهد لنفسي أني لم أولد عبثًا.
-
يتعلم الحكماء من المجانين أكثر مما يتعلم المجانين من الحكماء.
-
إذا أردت ألا يُنسى إحسانك فكرره.
-
أفضِّل أن يقول الناس: لماذا لم يُنصب له تمثال؟ على أن يقولوا: لماذا نُصِب له؟
-
يجب تدمير قرطاجنة.
-
عندما تغضب المرأة تفتح فاهَا … وتُغمض عينيها.
كاتولوس
-
مات عصفور حبيبتي، العصفور قرة عين فتاتي الذي كانت تحبه أكثرَ من عينها؛ لأنه كان حلوًا كالشهد، ويعرفها كما تعرف الفتاة أمها جيدًا، ولم يكن ينتقل من حجرها، بل كان يقفز تارةً هنا وطورًا هناك … كان يغرد دائمًا وأبدًا لسيدته وحدها.
-
ها هو كتابي الصغير، جميل وجديد، وحديث التجليد، فلن أعطيه.
-
الوعود التي تعطيها المرأة لمُحبِّها … نقوش على صفحات الماء والهواء.
-
إليك يا كورنيليوس، يا من فيما مضى علقت أهميةً كبيرة على توافهك.
-
عسى أن تعيش مائة عام.
-
تعالوا، يا جميع العاشقين والكوبيديين، أسرعوا لتحزنوا، وأنتم يا ذوي الأذواق كافة.
ذهب عصفور سيدتي.
مات العصفور الذي أحبَّته سيدتي!
وإنه يسير الآن في الطريق المظلم.
الذي كما يقولون لا يعود منه أي فرد.
-
انتهى كل هذا الآن.
-
يا عزيزتي لسبيا، هيا بنا نعيش ونحب!
لا نُلقي أقلَّ بال إلى ثرثرة.
النقَّاد اللاذعيُّ النقد، فقد تغرب الشمس ثم تشرق ثانية، ولكن إذا مر يومنا القصير تحتَّم علينا أن ننام ليلةً واحدةً لا نهاية لها.
-
قبِّلني ألف مرةٍ متجددة.
-
دع عنك الأحلام أيها العاشق الغبي.
لكن كن ثابتًا وقويَّ العزيمة، يا كاتولوس.
-
لكن لا تنظر إلى الخلف لتجد حبي.
حبي الذي ذوى الآن بسبب خطئها،
كما تذوي زهرة المرعى على حافته، عندما يمسها محراث عابر!
-
ليصنع لك أنفًا، وأنفًا فحسب.
-
أي فرح مثلُه؛ أن أكون خاليًا من الهموم،
وأحطُّ عبئي، وبعد مسيرة أميال شاقة
أعود إلى بيتي، فأرتمى على الفراش الذي
تعودت أن أحلم به! فهذا الشيء يليق
بكل تلك الخدمة الطويلة، مرحبًا بك يا سيرميو الحلو!
رحِّب بسيدك ضاحكًا وأعد إلى
ضحِكِك مياهَ البحيرة اللودية.
اضحك يا وطني بكل مرحك الجنوني!
-
مهما كانت الحال، وأينما كان،
أو مهما فعل، فإنه يبتسم، وهذا عنده رذيلة،
وأظنها رذيلة، ليست جميلة ولا لطيفة.
-
أسخف ذنب هو العُبوس بغير مناسبة.
-
والآن يعيد الربيع الأيام الباسمة.
-
يعطيك كاتولوس أحرَّ شكر.
وإنه لأدنى الشعراء مرتبة،
وأسوأ الشعراء المنشدين باعترافه،
كما أنت الأفضل بين الحماة.
-
يبدو لي كإله،
وفوق الإله إن أمكن هذا،
ذلك الذي كثيرًا ما يجلس بقربك؛
فيمكنه أن يرى ويسمع
ضحكتك الجميلة، يا لسوء حظك أيها الرجل!
-
كيف الحال الآن؟ لماذا لا تسرع وتموت؟
-
يستطيع ذلك المخلوق الصغير أن يتكلم!
-
يا عزيزتي لسبيا؛ لسبيا التي ذات مرة
أحبها كاتولوس وحدها من بين الفتيات؛
أكثرَ من نفسه ومِن جميع ذوي قرابته.
تجري الآن في الأزقة والأركان؛
لتتعامل مع أبناء ريموس الفَخور.
-
انظر يا توركواتوس، لي طفل رضيع،
يمد أطراف أصابعه الفصية من حِجر أمه، ويبتسم
ابتسامةً حلوةً لأبيه عند ذلك،
بشفتين نصف منفرجتين،
إنه أشبه بأبيه مانليوس،
يشبهه تمام الشَّبه حقيقة.
وحتى الأغراب سيعرفونه،
ويدلُّهم وجهُه وحده
على وفاء أمه.
-
استيقظوا أيها الغلمان، فقد جاء المساء أخيرًا
إلى العيون اللهيفة،
يرفع هسبير Hesper أشعَّته على أوليميوس. -
أيُّ موهبة لدى النساء تتعادل مع ساعتك السعيدة؟
-
كما تنمو زهرة داخل نطاق الحديقة،
لا تعرفها أية ماشية، ولا يضرُّ بها سلاحُ أيِّ محراث.
تعطيها أشعة الشمس قوة، والمطرُ نموًّا، والهواء راحة،
ويتوق إليها كثيرٌ من الفتيان والفتيات.
-
اختلط الحق بالباطل، والتبس الأمر في كل شيء،
وتحول عنا حكم الآلهة العادل.
-
يجب أن تُكتب أقوال المرأة إلى عاشقها
على الريح، وعلى الماء الجاري.
-
كُفَّ عن الأمل في كسب شكر البشر،
وعن الاعتقاد في أنه من الممكن أن يكون البشر عارفين للجميل.
-
لو أفاد أن نهتم بكل معروف يسدى إلينا!
-
من الصعب نسيان المحبة القديمة المتغلغلة.
-
لو كانت حياتي جميلة!
-
تمنحني الآلهة هذا الشيء لتقواي.
-
قال أريوس: «السماح.»
-
أكره، وأحب، وسبب ذلك
تحب أنت أن تسألَنيه.
لست أدري، بل أشعر بهذا،
وإنني لمتألم غايةَ الألم.
-
لو استطاع القبر الأبكم، يا عزيزي كالفوس، أن يتسلم
من أحزاننا شيئًا عزيزًا أو معترفًا بالجميل.
-
أطوي كثيرًا من الأراضي، وأعبر كثيرًا من الأمواج.
آتيًا إلى قبرك الجالب للأحزان، يا أخي؛
لأحضر إليك آخر تقدمة في الموت،
وأزفِرُ آخر أنفاسي الخاملة على الثرى الأبكم؛
إذ انتزع القدر مني حياتك الحية،
واختطفك، يا أخي، فما أقسى ما فعل!
ومع ذلك، فخذ هذه الهدايا التي أحضرتها؛ كما
أقر آباؤنا.
بأن تكون هدية معبرة عن الحزن للشيخ الراحل؛
وقد بلَّلتْها دموع أخ، مراتٍ ومرات؛
وعلى هذا فمرحبًا يا أخي، ووداعًا دائمًا!
-
لن تتجنب هذه الأشعار التي نظَمْتها.
كاليجولا
-
آهٍ لو كان للشعب الروماني عنق واحد ليس غير!
كاليماخوس
-
ومن ثم إذن في الوجود شخص آثم.
-
الكتاب العظيم بلاء عظيم.
كراتوس
-
قال كراتوس لتلامذته: اقتنعوا بالقوت وأبقوا عنكم اللَّجاجة، تقربوا من الله تعالى؛ لأن الله تعالى غير محتاج إلى شيء أبدًا، فكلما احتجتم أكثر كنتم منه أبعد.
-
إذا أردت ألا تفوتك شهوتك فاشتَهِ ما يمكنك.
-
سُئل كراتوس عن أشياء قبيحة فأمسك عن الجواب، فقيل له: لِم لا تجيب؟ فقال: جوابها السكوت عنها.
-
سأل الإسكندر كراتوس: أي رجل يصلح أن يكون ملكًا؟ فقال: إما حكيم يملك، وإما ملك يلتمس الحكمة.
-
صاحَب كراتوس رجلًا موسرًا في الطريق، فوقعا في أيدي قطاع الطريق؛ فقال الموسر: الويل لي إن عرفوني! وقال كراتوس: الويل لي إن لم يعرفوني!
كسانوقراطيس
-
سأل الإسكندر كسانوقراطيس: ما الذي ينبغي للمك أن يُلزم نفسه إياه؟ قال: يفكر ليلهُ في مصالح الرعية ويُنفِذ ذلك في نهاره.
كلوديان
-
إن الذي يتوق إلى إلقاء الرعب في قلوب الناس لا بد أن يكون هو نفسه في خوف دائم!
كليوبولوس
-
إن أصل الفضائل الفرار من الظلم والأمور الذميمة.
-
ينبغي مراعاة الترتيب والزمن والمقايسة والتأمل في جميع الأشياء.
-
لا تغتبط بالحظ، ولا تكتئب من الضراء.
-
اجتهد دائمًا في أن تكون عظيم الرأي لا جاهلًا ولا خائنًا.
-
اصنع الجميل مع أصحابك وأعدائك؛ فبهذا تُبقي مع أحبائك على المحبة، ويمكن أن تكسب محبة أعدائك.
-
قبل خروجك من منزلك فكِّر في الذي تريد أن تعمله؛ وبعد دخولك أعِدْ فكرك في الذي تقدم.
-
تكلم قليلًا وتفكر كثيرًا، ولا تتكلم في أحد بسوء أبدًا.
-
استشر دائمًا الذي تظنه أعقل منك؛ ولا تنهمك على الحظ، واصطلح مع أعدائك إن كان لك أعداء، ولا تأخذ شيئًا بطريق القهر والغلبة، واجتهد في تربية ذريتك وفي تعليمهم.
-
لا تسخر من الفقراء، وإذا ابتسم لك الوقت فلا تكن متكبرًا، وإذا جار عليك الوقت فلا تضجر أبدًا، ولا تتزوج دائمًا إلا بالكفء؛ لأنك إذا تزوجت امرأةً أعلى منك حسبًا، كان جميع أقاربها كأنهم ساداتك ولهم عليك الكلمة!
-
يجب أن يكون لدى الأب تميُّز خصوصي لذرية البنات، فلا يُلزمهن أن يتزوجن بمجرد بلوغ السن، بل بعد كمال العقل وحُسن الرشد.
-
أنجع الطرق أوسطها.
-
لا ينبغي للرجل مدحُ زوجته عند الأجانب، ولا يليق به ذلك، كما لا تجوز المشاجرة معها عند الأجانب؛ فإنْ مدَحها عُدَّ ذلك ضعفًا، وإن نازعها بحضرة الناس كان ذلك من الجنون!
كونتليانوس
-
على الكاذب أن يكون قوي الذاكرة.
-
الطمع في نفسه رذيلة، إلا أنه كثيرًا ما يكون أبًا لفضائل كثيرة.
-
الحقيقة أن النقد اللاذع من شأننا.
-
يرتفع هوراتيوس بين آنٍ وآخر، وإنه لزاخر بالملاحة والرشاقة، ويُبدي جراءة بالغة السعادة في بعض الأساليب والمصطلحات.
-
الخير أقيم من الناموس في كل شيء تقريبًا.
كوينتوس روفوس
-
الكلب الرِّعديد … يعوي أكثر مما يعض.
لوكريتيوس
-
وهكذا حدث أن نالت قوة عقله الوثَّابة طريقها،
ووصلت إلى أبعد من حدود العالم النارية.
واجتازت الكون اللامحدود في العقل والروح.
-
بوسع الدين أن يؤجل مثلَ هذه الأفعال الشريرة.
-
لا يمكن خلق شيء من لاشيء.
-
إنه لمن الممتع عندما تثير الريح أمواج البحر.
الخضمُّ أن تشاهد نضالَ غيرك وأنت
واقف على البر، ليس لأنه من المبهج أو
المفرح أن يكون أي شخص في مأزق أو
ضيق، بل إنه لذيذ أن ترى من أي مصائب
أنت مُعفًى؟ ومن الممتع أيضًا أن تشاهد مباريات
الحرب في كامل مظاهرها فوق السهول؛ على حين لا تشترك
أنت في هذا الخطر. بيد أنه ما من شيء أكثر
إمتاعًا من أن تعيش في الأماكن العالية الهادئة؛
وأنت ثابت التحصين على المرتفعات بتعاليم
الحكماء؛ حيث تنظر إلى غيرك من البشر وتراقبهم
وهم يروحون ويجيئون، ويسيرون على غير
هدًى في بحثهم عن طريق الحياة في نضال
يعادل عقولهم، أو يتنافسون في حقوق الميلاد،
يتنازعون ليلًا ونهارًا في جهاد بالغ؛ ليرتفعوا
إلى ذروة السلطة ويحظَوا بامتلاك العالم!
-
وهكذا يسدَّد النقص في مجموع الأشياء باستمرار،
ويعيش البشر على الأخذ والعطاء، فيزيد عدد
بعض الأجناس، وينقص عدد البعض الآخر،
وما هي إلا عشية أو ضحاها حتى تتغير قبائل
الكائنات الحية، وكالمتسابقين: يسلِّم كل
واحدٍ شعلةَ الحياة إلى الآخر.
-
يتدفق من قلب ينبوع المسرات هذا طعمٌ ما مُر
المذاق؛ ليخنُقَهم حتى في وسط الأزهار!
-
أعظم الثروات هي الرضا بالقليل؛ لأنه لا تكون هنالك حاجة حيث تكون القناعة.
لوكيانوس
-
من الدخان إلى النيران.
-
قائلًا عن التين: تين، وعن الزورق: زورق.
-
سرت القضية القاهرة الآلهة، أما المقهور فسرُّ كاتو.
-
هناك شبح اسم ماجد.
-
يظن أنه لم يعمل شيئًا قط ما دام هناك شيء ما يجب أن يعمله.
-
إنه اسم ذائع الصيت تبجِّله الأمم.
-
يوجد مسكن الآلهة حينما يوجد أرض وبحر وهواء وسماء وفضيلة؛ فلماذا تبحث بعد ذلك عن آلهة السماء؟ فكلُّ ما تراه وكل ما تلمسه هو جوبيتر.
-
زيوس! مهما كان زيوس أنا لا أعرف عنه إلا قصصًا.
لوكيليوس
-
الخير الممكن إعطاؤه من المستطاع نقلُه.
لونجينوس
-
في الخوف منحدر تدريجي إلى الازدراء.
ليسياس
-
لست أنا الذي سأُهدر دمك، بل قانون المدينة الذي
تعديتَ حدوده وحقرته؛ مفضِّلًا شهواتِك عليه، واخترت
أن ترتكب هذا الإثم ضد زوجي وأولادي؛ بدلًا من أن تطيع القوانين،
وتحيا حياةً فاضلة.
-
المجرمون لا يعترفون بأن أعداءهم يقولون الصدق، ولكنهم أنفسهم يكذبون ويخترعون أقوالًا كهذه؛ لكي يثيروا على الأبرياء غضبَ من يُنصتون إليهم.
ليفيوس
-
الطمع والترف والرفاهية هي الأوبئة الرهيبة التي تحطِّم الأمم بمعاولها القاسية.
-
ويل للمغلوب!
-
حاربت ستًّا وثلاثين سنة من جرَّاء هذا القسَم؛ فهذا قد طردني من وطني في وقت السلم، وساقني إلى قصري الملكي طريدًا من وطني.
ليكورجوس
-
العدالة بسيطة، والحق سهل.
مارتيال
-
صدِّقني؛ إنه ليس من الحكمة أن تقول: «سأعيش»؛ فحياة الغد متأخرة جدًّا! عش اليوم.
-
هناك كثير من الأشياء الطيبة، وهناك بضعة أشياء متشابهة، وهناك أشياء أكثر من تلك رديئة، نقرؤها هنا، ومنها كتاب أخرجه أفيتوس Avitus.
-
لا أحبك يا سابيديوس Sabidius، ولا أستطيع أن أقول لماذا، وإنما يمكنني فقط أن أقول إني لا أحبك!
-
يقرظون هؤلاء، ولكنهم يقرءون غيرهم!
-
ويشعر بأن الأيام الطيبة تطير وتمر، أيامنا التي تهلك وتقيد على حسابنا.
-
لا تعيش الحياة ولكنها تعيش في الصحة.
-
الريف مدينة.
ماركوس أنطونيوس
-
السعادة لا تحتاج إلى كثير؛ سعادة الإنسان أن يعمل ما يليق به عمله.
-
الموت قريب، ولن تعمر دهورًا طوالًا، فاصنع الخير ما دمت حيًّا.
-
الموت سر من أسرار الطبيعة.
ماركوس أوريليوس
-
إن حياتنا من صنع أفكارنا.
-
إذا ذمَّك أحد أو بغَّضك أو قال فيك سوءًا فانظر إليه، وتبصَّر في حاله؛ فترى أنه لا داعي للاهتمام بما يظنه فيك خيرًا أو شرًّا.
-
لتكن حاجاتك قليلة، ولا تبُثَّ همك إلى أحد.
-
الناس يحتقر بعضهم بعضًا، ويريدون التفوق بعضهم على بعض، ويتذللون بعضهم لبعض.
-
لا تقل الشيء إن لم يكن حقًّا، ولا تفعله إذا لم يكن حلالًا.
-
طِب نفسًا ولا تطلب عونًا أو راحة من أحد؛ فإن المرء يجب أن يقف منتصبًا من تلقاء نفسه، لا مستندًا على غيره.
-
من أراد سلوةً وحسرة فليفكر في فضائلِ مَن حوله، ويتأمل نشاط هذا وتواضع ذاك وحرية ذلك وهلم جرًّا؛ فإن الفضائل لَتروق للنفس وتُبهجها إذا تجشَّمت فيمن نعرف ونعاشر، إنما واخجلاه! كم من الأصحاب من لا نعرف منهم إلا شكلهم ومنظرهم الخارجيَّين! ولا علم لنا بماهيات عقولهم ونفوسهم، إنما لنذكر أن أهمية اتخاذ الأصدقاء لا يضاهيها إلا أهمية الحرص عليهم.
-
لا سبيل لك مع الناس إلا المحبة لهم، فانظر إلى فضائلهم بالمدح، وإلى ذنوبهم بالإشفاق والرفق، وإلى أذاهم بالصفح.
-
لا تؤثِرْ نفسك ولا تعتدَّ بها، ولا تدَع الظروف تتغلب على أفكارك.
-
أنا لا أختار قبول معروف، ولا أقدر على مقابلته بالمثل.
-
قيمة المرء تُقدر بالمطالب التي يسعى إليها.
-
أفضل الناس من ترك العالم من غير أن يكذب أو يدَّعي بما ليس فيه، ومن غير أن يهتك أو يخادع.
-
أفضل السبل للانتقام من المسيء إليك ألا تصيرَ مثله؛ إذا أساء إليك فانظر في الحال إلى ما يسوقه إلى الخير أو الشر، فترى أنه يستحق الشفقةَ لا الغضب.
-
وفِّق نفسك لأحوال نصيبك في الحياة، وأحبب الناس الذين قُدر لك أن تعيش معهم.
-
قضاء الإنسان عيشةً هنيئةً مَنوطٌ به؛ وذلك بإحسان التفكير والتصرف.
-
إذا شئت أن تُسرَّ ففكِّر في فضائلِ مَن حولك، وتأمل في نشاط الواحد وتواضع الثاني وسخاء الثالث وعفة الرابع، فلا يُغريك في العالم مثلُ التأمل بشمائلِ مَن تساكنهم.
-
إذا انتهجت الصلاح والحق والصدق والفطنة والشهامة فاحرص عليها، وإذا عدلت عنها فارجع إليها في الحال.
-
من أساء فقد أساء إلى نفسه، ومن ظلم فقد ظلم نفسه؛ لأنه صيَّر نفسه رديئًا.
-
متى هاج الغضب فيك فاذكر أن من شيم الرجال الحلمَ واللِّين لا إعطاءَ النفس هواها. وكلما كان المرء خاليًا من حدة الغيظ كان أقرب إلى القوة.
-
إذا أقعدك الكسل عن النهوض باكرًا فقل لنفسك إني قائم لأعمل عملَ الرجال.
-
لا تستكثر أن يكون لك ألف صديق؛ فالألف قليل، ولا تستقلَّ أن يكون لك عدو واحد؛ فالواحد كثير.
-
لتكن حاجتك قليلة، ولا تبُثَّ همك إلى أحد.
-
كلما قابلك عمل فسل نفسك: هل أندم إذا فعلتُه؟
-
الحياة حرب وسفر في بلاد غريبة، والشهوة بعدها ظل زائل.
-
انظر إلى عملك وتدبره، واسْعَ إلى الصلاح، وقل قولًا عادلًا بالبشاشة والحشمة وبدون رياء.
-
أحِبَّ الصناعة التي تعلمتها واكتَفِ بها.
-
كما تكون أفكارك هكذا تكون أخلاقك.
-
العمل على مقتضى الطبع أو على مقتضى العقل واحدٌ لدى العقلاء.
-
إن الموت شيء كولادة الإنسان كلاهما سرٌّ من أسرار الطبيعة.
-
سُرَّ بما تناله من النجاح ولو كان قليلًا؛ لأن القليل لا يلزم أن يكون حقيرًا.
-
اسْعَ ما دامت الفرصة سانحة، ولا تتلفت حولك لترى هل يراك أحد.
-
احصد حصاد الحياة كما تحصد سنابل الحنطة البالغة.
-
لكل شيء رأي ونظر، وما لا يجعل المرء أشرَّ من غيره فأنَّى له أن يجعل حياته شرًّا من سواها! فالموت والحياة والألم واللذة وأمثالها مما يتساوى فيه الناس؛ ليست لتجعلنا أوفر صلاحًا ولا أشدَّ طلاحًا.
-
عما قريب تنسى كل شيء، وعما قريب ينساك كلُّ أحد!
-
كل ما يحدث إنما يحدث بنوع؛ إما أنك مجبول بالطبع لاحتماله أو لعدم احتماله، فإن كان مما تحتمله بالطبع فلا تشْكُ، وإن كان مما لا يستطيع طبعك أن يحتمله. ولكن اذكر أنك بالطبع أن تحتمل ما تعلم أنك يكون لك منه فائدة، أو ما يجب احتماله.
-
لا يصاب أحد بما لم تُعِدَّه الطبيعة لاحتماله.
-
لا تقنط ولا تيئَس إذا أديت أعمالك باستقامة وحُسن نية، ولم تُقرن بالنجاح دائمًا.
-
حوادث الدهر تتوالى مثلَ ورد الربيع وثمر الخريف.
-
كل ما يحدث حدوثه واجب.
-
ما أتاك من ضيق فمن العدل؛ لأنك اخترت الصلاح غدًا لا اليوم.
-
مهما أصابك فهو مكتوب لك من الأزل.
-
متى شعرت بالهم والغم لأمر أصابك فقد نسيتَ أن كل ما يحدث إنما يحدث تبعًا لنواميس الكون، ونسيت أنه إذا ضرك أحد فليس ذلك من شأنك، ونسيت أن كل ما يجري قد جرى كذلك دائمًا، وسيجري كذلك، وهو جارٍ الآن في كل مكان.
-
عما قريب يغطينا التراب جميعًا، ثم يتغير التراب وما ينشأ من هذا التغيير يتغير أيضًا، وهكذا إلى الأبد، فإذا تأمل الإنسان في هذه التقلبات المتعاقبة كتعاقب الأمواج، ونظر إلى سرعة سيرها؛ احتقر كل ما هو فانٍ!
-
انظر إلى كل ما هو كائن تراه ينحلَّ ويتغير، ويفسُد ويتفرق، وترى أن كل شيء مجبول بالطبع لينتهي إلى الموت. اذكر أن الذين تضجروا من نوائب الدهر، والذين اشتهروا بالصيت الذائع، والذين نالهم حظٌّ من الأسواء العداوة؛ قد هلكوا كلهم، ولم يكن من أمرهم إلا دخان ورماد، وقصة تُحكى أو لا تُحكى!
-
ما أقصرَ ما قدر للإنسان من الزمان! وما أضيق القسم الذي يشغله من المكان! وما أحقر البقعة التي يدب عليها من مجموع الأرض! فلا شيء كبير إلا العمل الصالح.
-
لا تعش كأن لك عشرة آلاف سنة ترميها ضياعًا؛ فإن الموت واقف عند بابك، فأصلح الشيء ما دمت حيًّا وأنت قادر عليه.
-
إذا عملت شيئًا للخير العام فقد نِلت ثوابك، فاذكر ذلك دائمًا أيها الإنسان، ولا تكفَّ عن عمل الخير.
-
قد عرَفت من الخبرة أن السعادة ليست في المباحث العقلية، ولا في الغنى، ولا في الشهرة، ولا في الملاذ، ولا في أي مكان، فأين هي إذن؟ هي في عملِ ما يقتضيه العقل، وهو أنه لا خير للمرء إلا الانقياد إلى المبادئ التي ينشأ منها العدل والعفة والمروءة والحرية، وأنْ لا شر إلا في مخالفة ما ذُكر.
-
أنا لا أختار قبول معروف لا أقدر على مقابلته بالمثل.
-
يطلب الناس العزلة في البراري وسواحل البحار وفي رءوس الجبال، وأراني أميل إلى ما يميلون، ولكن هذه الرغبة لا تكون في ذوي النفوس الكبيرة والهمم العالية. إن المرء يستطيع أن يعتزل في مخادع نفسه متى شاء، وليس في العالم كله معتزَل يجد فيه المرء ما يجده في نفسه من السكينة والبعد عما يكدِّره؛ ولا سيما من كانت أفكاره سليمة من الشوائب.
-
كل ما تدعوك إليه عزةُ النفس بادِر إليه في الحال بلا تردد ولا ارتياب.
-
مرِّن نفسك ولو على الأشياء التي تيئَس من عملها، وخذ مثالًا على ذلك اليدَ اليسرى؛ فإنها أقدر على ضبط العِنان من اليمنى بسبب التمرين.
-
كثيرًا ما يفرط الإنسان في إهمال العمل كما قد يفرط في العمل.
-
اعتنِ بالأمر الذي أمامك؛ سواءٌ كان رأيًا أو قولًا أو فعلًا.
-
إذا هاج ثائر الغضب فيك فاذكر أن من شيم الرجال الحلم واللين لا إعطاءَ النفس هواها. وكلما كان المرء خاليًا من حدة الغيظ كان أقرب إلى النجاح.
-
لا تعمل شيئًا بلا تبصُّر وغرض مقصود، ولتكن كل أعمالك عائدةً لخير العموم.
-
يجب أن تقدَّر قيمة المرء بالمطالب التي يسعى إليها.
-
اصفح عن أمور كثيرة في غيرك، ولا تصفح عن شيء في نفسك.
-
لا يزعجني إلا أمر واحد فقط؛ هو أن أعمل شيئًا لا يبيحه الطبع البشرى، أو لا يبيح كيفيته، أو لا يبيحه الزمن الحاضر.
-
إذا لم يكن الشي حلالًا فلا تفعله، وإذا لم يكن حقًّا فلا تقله.
-
لكل موجود غاية، فما غاية وجودك؟ إن قلت هي اللذة، فالعقل يخالفك في ذلك.
-
العمل على مقتضى الطبع أو على مقتضى العقل واحدٌ لدى العقلاء.
-
أتنجو من الأوهام إذا عملت كلَّ عمل من أعمالك كأنه آخرُ ما تعمله؟
مانيليوس
-
خطف الصاعقة من السماء، وسرعان ما سيخطف الصوالجة من الطغاة.
ميمنيرموس
-
ما الحياة وما نعيمها بدون أفروديت الذهبية؟ فما عشت يوم أن تدب في نفسي كراهيةُ عطاياها من قبلات مسلوبة، وهدايا بحلاوة الشهد، وعناق العاشقين؛ كل هذه وما يشبهها إنما هي عند الرجل والمرأة أحلى وأعظم ما يقدمه الشباب قبل أن يوافيهما الكبير بآلامه ومتاعبه، فيجعلهما قبيحَي المنظر وشِريرين كذلك.
-
تظل الهموم الشريرة تحوم حول الإنسان وتشد في شرايين قلبه، فلا تعود له متعة في رؤية ضوء الشمس، فينظر إليه الشبان شذرًا، وترمُقه النساء في سخرية.
-
ولكي يكون للإنسان محبة كهذه خلق الله الرجل.
ميناندر
-
هذا الزواج ليس زواجًا.
-
الزواج شر يجلبه الناس على أنفسهم.
-
بسقوط شجرة البلُّوط يجمع الكل خشبًا.
-
المؤثر الميكانيكي من لدن الله.
-
تمنَّ أن يحسُن الكلامُ عنك أكثرَ من أن تصير ثريًّا.
-
من تحبه الآلهة يمُتْ شابًّا.
-
الفرصة تدبر خيرًا مما تفعل.
-
الضمير رب لجميع البشر.
-
الضحك بلا سبب بين الناس شرٌّ مستطير.
-
إنه يرفع إلى مربأ أعلى كي تزداد سقطته شدة.
-
بمصاحبة الأشرار تصبح شريرًا.
-
العاقل يحمل ثروة في شخصه.
-
غضب الأحياء يدوم فترةً قصيرة.
-
ما أَثْرى عادلٌ مرةً واحدة.
-
نعمتا الحياة هما الصحة والعقل.
-
لا بد أن العلاقات الشريرة تُفسد النيات الطيبة.
-
إنه لَسيئُ الطالع ثلاثًا من يتزوج فقيرًا.
-
إن الشريعة محفوظة لمجرد شريعة، بيد أن الشريعة المكسورة هي الشريعة والجلاد.
-
حيثما وجدت المرأة تجد كل أنواع الشرور.
نوموس
-
خطب رجلان ابنة نوموس، أحدهما غني والآخر فقير، فزوَّجها الفقير دون الغني، فسأله الإسكندر عن سبب ذلك، فقال: أيها الملك، إن الغنيَّ كان أحمق، ولم يكن له أدب يحفظ غناه، والفقير كان أديبًا يُرجى له الغنى!
هادريانوس
-
أيتها الروح الصغيرة، الجائلة والسارة، يا ضيف الجسم ورفيقه، إلى أي موضع ستذهبين الآن شاحبة اللون جافةً عارية، ولن تعبثي بعد الآن كما تعودت أن تعبثي!
هسيودوس
-
كن حريصًا في تقديرك للأمور؛ فإن خير الأمور أوسطها.
-
لا بد من ابن واحد. … إذ بوجوده تزداد ثروة البيت.
-
لا يمكن أيَّ أحد أن يصبح بحارًا إلا إذا كان ذا قلب ضال، أو يرغب النجاة من الدين أو الجوع الكافر.
-
إياك والربحَ الدنيء؛ فإن الربح الوضيع رديء كالخراب تمامًا.
-
إننا نعرف كيف نقول الكثير الكاذب كما لو كان صدقًا؛ كما نعرف عندما نرغب أن نخلق من الخرافة صدقًا.
-
إن أفضل ما يظفر به المرءُ زوجةٌ صالحة، كما أنه لن يُقتنى أشرُّ من زوجة سيئة شرهة النفس، من الزوجات اللواتي يشوين أزواجهن مهما كانوا أشداء، دون الاستعانة بلهب النيران، ومن اللاتي يؤدين بهم إلى الشيخوخة قبل أوانها!
-
من يجلب الشقاء لغيره يجلب الشقاء لنفسه، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
-
لا تجعل صديقًا في مرتبة شقيق، ولكن بشرط ألا تبدأ أنت بالعدوان، وألا تكذب عليه؛ إشباعًا لحبك الثرثرة، أما إذا كان هو البادئ بالعدوان وهاجمك بالقول أو بالفعل، فلا تنسَ أن تكيل له الصاع صاعين، ولكنه إن طلب صداقتك من جديد، وأظهر رغبته في استرضائك؛ فافتح له ذراعيك مرحِّبًا، فما أحقرَ أن يصاحب المرء اليوم صديقًا وغَدًا صديقًا آخر! ولا تترك لوجهك فرصة كي يبثَّ في قلبك سموم الخجل!
-
تغضب الآلهة على الرجل الذي يعيش كسولًا، وكذلك يغضب عنه الناس، لأنه يشبه في طبيعته ذكور النحل العديمة الحُمَة التي تُفسد مجهود النحل، فتأكل دون أن تعمل!
-
ليس العمل عارًا، وإنما العار الكسل.
-
بالعمل يقتني الناس المال والغنم، وبه يحظون عند الآلهة الخالدين بالمحبة الزائدة.
-
عليك أن تصغي إلى الحق وألا تمتدح العنف؛ فلا خير في العنف لرجل فقير معدم، ولا خير فيه حتى للثري!
-
إن الاتصاف بالقبح أمر ميسور، والطريق إليه سهل ممهَّد وكأنه قريب من مسكننا؛ بيد أن الآلهة الخالدة جعلت عرق الجبين بيننا وبين الفضيلة التي لا سبيل إلى الوصول إليها إلا إذا قطع المرء طريقًا طويلًا وعرًا في بدء رحلته، حتى إذا ما وصل إلى نهايته صار غايةً في السهولة رغم ما يكتنفه أولًا من صعاب جمَّة.
-
كل من يتعمد الكذب في شهادته حالفًا زورًا، فإنه يتسبب في جرح العدالة وفي اقتراف أخطاء لا يمكن إصلاحها، فيترك جيله مجهولًا من بعده، ولكن جيل الصادق في قسمه يزدهر ويتضاعف بعد وفاته.
-
إن الفوضى سادت الكون … ثم خُلقت الأرض فكانت أساسًا ثابتًا لكل شيء … وتلاها الحبُّ في الخليقة.
-
إن الكرم شيمة حسنة، أما البخل فشيمة مرذولة جلَّابة للموت، والرجل الذي يعطي عن رغبة مهما كثُر ما يعطيه، فإنه يكون مسرورًا له مرتاح الضمير إليه منشرح الصدر، أما الذين ترضى نفوسهم بالشح كأن يحتجزوا لأنفسهم شيئًا، فإن ذلك يحجُز قلوبهم مهما كان ضئيلًا، ومن يُضِف شيئًا إلى ما عنده يتَّقِ شرَّ الجوع ذي العين البراقة؛ لأنك إن أضفت القليل على القليل وسرت على هذا المنوال، فسرعان ما يكثر فيض هذا القليل.
-
أعطِ من يعطيك ولا تُعطِ من لا يعطي.
-
من يثق في قول امرأة … كمن يثق في لص.
-
الربح الخسيس كالخسارة.
-
حتى الأحمق يتعلم إنْ عانى وتألم.
-
الجار السيئ شر مستطير، والجار الحسن خير عظيم.
-
لا تدع امرأةً مترهلة في ثوبها الفضفاض تتملَّقُ إليك أو تخدعك أو تغشُّك، فهي لا تسعى إلا وراء مِذْوَدك؛ فإن من يثق في عنصر النساء شبيه بمن يثق في ثُلَّة من المنافقين!
-
إن أفضل الرجال جميعًا من يتأمل بنفسه كلَّ شيء؛ ويراقب عاقبة الأمور ونتائجها؛ ومن يتَّعظ ويسمع إرشاد الناصح البليغ، ولكن كل من لا يتعظ بعِبَر الغير يكون مثلًا للرجل العديم الفائدة.
-
رعاة البرية! يا لعاركم أيها التَّعِسون! يا محض البطون! إننا نعرف كيف نقول أمورًا كثيرة كاذبة فتبدو صادقة، كما نعرف متى شئنا كيف نقول الأمور الصادقة.
-
سلام عليكن يا بنات زوس، امنحنني الغناء الجميل وترنَّمْن بنسل الآلهة الخالدة المباركين القائمين أبدَ الدهر؛ مَن وُلدوا من الأرض والسماء ذات النجوم، والليل البهيم، ومن رعاهم البحر المالح، حدِّثْنني كيف في البدء خلقت الآلهة والأرض والأنهار والبحر الخضم الصاخب الدرامات، والنجوم المتلألئة والسماء العالية، ومن انحدر منهم من الآلهة الواهبي الخيرات؟ وكيف قسموا ثروتهم ووزعوا الأمجاد فيما بينهم؟ وكيف احتلوا في البدء أوليمبوس الكثير التعاريج؟ خبِّرْنني عن هذه الأمور من البداية أيتها الربَّات الفاضلات في بيت أوليمبوس، وأخبِرْنني أيُّها وُجد أولًا.
-
لأنه منها نشأ عنصر النساء والجنس اللطيف، ومنها نشأ النسل للنساء المناكيد؛ اللواتي يعثن بين الرجال منبع اضطرابات وقلاقل، لا يدفعن الفقر معهم، بل يقاسِمْنهم الثراء فقط، كما يُطعم النحل في الخلايا المظلمة اليعاسيبَ التي فُطرت على حب الأذى والضرر آناءَ النهار حتى تغيب الشمس، وكما يشتغل النحل في صنع أقراص لعسل البيضاء؛ على حين ترقد اليعاسيب في الخلايا المغطاة، ولا همَّ لها سوى إشباع بطونها مما يكُدُّ النحل في جمعه.
-
كذلك النساء خلقهن زوس صاحب الرعد العلي؛ ليصرن أذًى للبشر ونكبةً عليهم في اقتراف الآثام!
-
على أية حال، ليس هناك نوع واحد من الكفاح فقط، بل على درجة البسيطة نوعان، وإن دققت النظر فيهما ألفيت أن أحدهما جدير بمدحك، والآخر مستحق لقدحك. أما الاختلاف بينهما فاختلاف شاسع بيِّن؛ إذ إن أحدهما يعيش على الحرب الشريرة، وكذلك على القتال؛ فهو لذلك قد خلا من كل معاني الشفقة، ولا تجد من يحنُّ إليه من البشر، أما الآخر فهو الابن الأكبر للظلام الدامس، وابن كرونوس القابع فوق عرش السماء، والقاطن في أركان الفضاء، كان قد غرسه في منابت الأرض، فصار أكثر شفقةً نحو البشر بتحفيزه للخامل إلى العمل.
-
إن المرء لا يتوق إلى العمل إلا إذا أبصر جاره، فوجده ذلك الفتى الذي يوسع خطاه؛ كي يحرث ويزرع وينسِّق منزله في ترتيب جميل، كذلك قد ينافس الجار جاره إن رآه يسرع نحو الشراء.
-
قد يغضب الخزَّاف مع الخزاف، والصائغ مع الصائغ، وقد يَغار الشحاذ من الشحاذ، والمغني من المغني!
-
من يصنع الشر لغيره يصنعه لنفسه.
-
لا تجعل النزاع الحقود يَحول بينك وبين قلبك والعمل وأنت لاهٍ تسترق السمع والنظر إلى منازعات المحاكم؛ فإن من يعير المحاكم والقضايا شيئًا من الاهتمام إنما هو من يملك ما يقيم أوْدَه لمدة عام مدخرًا من محصول الأرض من القمح، فمتى حصلت على ما هو أوفر منه، أمكنك أن تثير المنازعات والعراك حول أملاك الغير، ولكن لن تَسنح لك فرصةٌ أخرى لفعل ذلك.
-
إن الآلهة تخفي وسائل الحياة عن البشر، وإلا تيسَّر لك أن تنجز أي عمل في يوم واحد، فيمدك هذا العمل بما يقيم أوْدَك عامًا كاملًا دون أن تعاني في ذلك أية مشقة.
-
لن يتفق الأب مع بنيه، والأبناء مع آبائهم، وكذا الحال بين الضيف ومضيفه والزميل وزميله، ولن يكون الأخ عزيزًا عند أخيه كسابق العهد، ولن يحترم الناس والديهم إذا ما تقدمت بهم السنون سريعًا، بل سوف ينهرونهم بجارح الألفاظ؛ لأن قلوبهم آثمة لا يقدِّرون خلال الآلهة، ولن يفوا لآبائهم الشيوخِ جميلَ ما أسدَوه إليهم من رعاية؛ لأنهم سوف يتخذون من القوة سلاحًا لتوطيد حقوقهم، ولن يتوانى الفرد عن سلب مدينة الفرد الآخر، ولن يحابيَ من يفي الوعد أو يصنع البر أو يفعل الخير، ولكن سوف يميل الناس إلى مدح فاعل الإثم وما يؤتيه من أعمال العسف!
ولن يكون هناك عدل إلا عن طريق القوة، ولسوف تتلاشى دلائل الاحترام، كما أن الرجل الآثم لن يتردد في طعن ذي المكانة الرفيعة بتناول سيرته بنابي الألفاظ، وبحلفانه على صدق قوله بأغلظ الأيمان، ولسوف يلازم الحسدُ تاعسي البشر جميعًا بعويله الحاد النبرات، وبوجهه القبيح القَسِمات.
-
ما بال الأحمق لا يتعظ إلا إذا ذاق مرارة الألم!
-
إن عين زوس إن أبصرت كل شيء، وإن فهمت كل شيء؛ فهي أيضًا تعي كل هذه الأشياء. هذا إن شاء صاحبها ورغب، كما أنه لا يغيب عن إدراكه نوع العدالة التي تجري داخل المدينة.
-
عليك يا برسيس أن تضع هذه الأمور بين طيات قلبك، وتُصغي بأذنك إلى صوت العدالة بدلًا من التفكير في الالتجاء إلى العنف.
-
ليس الخجل المشئوم إلا رفيق الرجل المعدم، ذلك الخجل الذي كثيرًا ما يضر وكثيرًا ما ينفع البشر، ولكن الخجل يصحب الفقر، أما الجرأة فمع الثراء.
-
ليس للثراء أن يُغتصب؛ فالثراء الذي يهبه الآلهة أفضل منه بكثير؛ لأنه لو اغتصب الإنسان ثروة عظيمة بالقوة والعنف، أو لو استولى عليها بكذبه، كما يحدث غالبًا، عندما تُغري الأرباحُ ضمائر البشر فتُعميها، وعندما تحلُّ الحسنة محل العفة، فإن الآلهة سريعًا ما تجرِّد هذا الرجل من قوته وتحط من منزلته، ولا يتمتع بالثراء إلا مدةً وجيزة.
-
ادعُ صديقك، ودعْ عدوك وشأنَه، وادعُ على الأخصِّ جارَك الذي يعيش قريبًا منك؛ لأنه لو حل بالمكان خطْبٌ ما جاء الجيران على الفور دون أن يُعِدُّوا لذلك أيةَ عدة، أما الأقرباء فإنهم يتأخرون حتى يحزموا متاعهم.
-
من يتمتع بجارٍ طيب إنما يتمتع بالشرف.
-
لن يلقى ثورٌ حتفَه إلا إذا كان هناك جارٌ شرير.
-
خذ من جارك كيلًا معتدلًا، ثم ردَّه إليه ثانية بالكيل الذي كالَ لك به نفسِه، أو بكيل يزيد عليه، حتى إذا كنت في حاجة يومًا ما وجدت من يقدم لك المساعدة.
-
كن صديقًا مع الصدوق وزُرْ من يزورك.
-
أعطِ من يعطيك، وامنع من لا يعطيك؛ فكثيرٌ من يعطي الكريم، ولا أحد يعطي البخيل.
-
خذ كفايتك من برميل الخمر عند أول فتحه، وكذا عندما تقرُب الخمر من القاع، وكن مقتصدًا فيما بين ذلك؛ إن من الخطل أن تدخر عندما تصل الخمر إلى القاع.
-
إذا وعدت صديقك جزاءً فليكن وعْدك صادقًا.
-
اضحك ملء شدقيك مع أخيك، ثم ابحث عن شاهد؛ لأن الإيمان (أي: الائتمان) وعدمه على السواء يسبِّبان الخراب للبشر!
-
قبل كل شيء اتخذْ لنفسك مسكنًا وامرأة وثورًا للمحراث، ولتكن المرأة عبدةً لا زوجة؛ حتى تقود الثيران أيضًا، وتعد كل ما في المنزل، فلا تحتاج إلى سؤال غيرك، فلا يلبي نداءك أحد!
-
لا تؤجل عمل يومك إلى غدك أو إلى ما بعد غد؛ إذ الرجل الكسول لا يملأ مِذوده، وكذلك من يؤجل عملًا إلى الغد، فبالمثابرة يزدهر العمل، وبتأجيل العمل يظل المرء في صراع دائم مع الخيرات!
-
أعِدَّ لنفسك محراثين لتنجز بهما عملك في المنزل، وليكن أحدهما مركب الأجزاء والآخر مفكَّكَها، فهذا أفضل بكثير، لأنه لو فُرض وأصاب أحدَهما ضررٌ أمكنك أن تنقل الثيران إلى المحراث الآخر.
-
في منتصف الصيف يجب عليك أن تأمر عبيدك قائلًا: «لن تظل الحالُ صيفًا أبد الدهر، هلمُّوا إلى بناء المخازن.»
-
اتخذْ لك زوجة وأحضرها إلى منزلك عندما تصل إلى السن اللائقة؛ أي: عندما تكون في الثلاثين من عمرك، لا أزْيد ولا أقل، فهذه هي السن القانونية للزواج، واترك زوجتك إلى ما بعد سن الزواج القانوني بأربع سنين، ثم تزوجْها في السنة الخامسة.
-
تزوج عذراء حتى يمكنك أن تعلمها طرق التدبير، وعلى الأخص عذراء تقطُن بالقرب منك، ولكن عليك أن تدقق النظر في كل ما هو حولك، وأن تتيقن أن زواجك لن يكون أضحوكة جيرانك.
-
كن شديد الحرص على تجنُّب الآلهة الخالدين، فلا تجعل صديقًا في مرتبة شقيق، ولكن بشرط ألا تبدأ أنت بالعدوان، وألا تكذب عليه؛ إشباعًا لحبك الثرثرة.
-
احذر أن يلقِّبك الناس بالمبذر أو المقتِر أو صديق الخبثاء أو المتكبر على الأخيار.
-
تجنب أن تبلغ بك الوقاحة فتعيِّرَ شخصًا بالفقر المدقِع الذي يغني القلب؛ لأنه من هبات الآلهة الخالدين.
-
إن اغتبت غيرك بسيئ الألفاظ، فسرعان ما تدور الدائرة وتسمع عن نفسك ما هو أسوأ!
-
إذا دُعيت إلى حفل خاص بالضيوف فلا تكن فظًّا؛ وخاصةً إن كان مرحه زائدًا عن الحد وتكاليفه قليلة.
-
لا تصبَّ أبدًا سكيبةً من الخمر المتلألئة إلى زوس بأيدٍ ملوثة بعد مطلع الفجر، ولا حتى إلى غيره من الآلهة الخالدين، وإلا فإنهم لن يستمعوا إلى صلواتك، بل إنهم يَرجعونها من حيث أتت.
-
لا تقف منتصبًا ووجُهك للشمس وأنت تتبول، بل تذكَّر أن تفعل ذلك وقت غروبها وعند شروقها.
-
إن كنت دنسًا فلا تجلس بالقرب من الموقد، بل تحاشَ ذلك.
-
لا تحاول أن تنجب نسلًا بعد عودتك من مأتم مشئوم، بل ليكن بعد حفل للآلهة الخالدين!
-
لأنك إن تضع القليل على القليل، وتفعل ذلك دائمًا، فسرعان ما يصبح هذا القليل كثيرًا.
-
النصف أعظم من الكل.
-
إياك أن تضع المعرفة أبدًا فوق الكأس في حفل تشرب فيه الخمر؛ إذ يلاحق الحظُّ السيئ مثلَ هذا العمل.
-
إذا شيدت منزلًا فلا تتركه بدون طلاء؛ حتى لا يقيم فيه الغراب الناعق ويستمرَّ في نعيقه.
-
لا تتناول شيئًا لتأكله أو لتغسل به من أوانٍ غير مقدسة؛ فإنها تحوي الأذى.
-
لا تدَعْ صبيًّا في العاشرة من عمره يجلس فوق أشياءَ ليس لها أن تتحرك؛ فإن هذا عمل شائن قد يجرد الرجل من رجولته. ولا تدَعْ، حتى، طفلًا في الشهر العاشر من عمره يفعل ذلك؛ إذ لهذا العمل المصيرُ نفسه.
-
يجب على الرجل ألا يغسل جسمه بماء قد اغتسلت به امرأة؛ إذ في هذا ضرر بليغ فترةً من الزمان.
-
عليك أن تتجنب مجالس الناس؛ لأن في الحديث ضررًا، ولأن في إثارته يسرًا وسهولة، ولكن من الصعب تحمُّل مغبَّته، ومن العسير التخلصُ منه.
-
المنافسة محمودة للبشر.
-
لا بد للفضيلة من مسلك وعرٍ تسير فيه.
-
يا له من حياء زائف!
-
المماطل في عراك لازبٌ مع الخراب.
-
الابتداء نصف الكل.
-
حذارِ حذارِ أن تبدأ الزراعة في اليوم الثالثَ عشر من بداية الشهر، غير أنه على أية حال من أفضل الأيام لغرس النباتات.
-
كن شديد اليقظة لاجتناب الاضطرابات التي تفتِك بالقلب فتكًا ذريعًا في اليوم الرابع من بداية ونهاية الشهر؛ لأنه يوم مفعم بحسن الطالع.
-
ليس بسعيد إلا الذي يعرف كُنهَ هذه الأمور جميعها، والذي يؤدي عمله دون استثارة غضب الآلهة الخالدين، والذي يميز بين الطيور ولا يحصيها من بشائر الخير والشر دون أن يخرج على القانون.
هليودوروس
-
الأعمال العظيمة تتطلب استعداداتٍ عظيمة.
هوارتيوس
-
إذا كنت تنشُد العظمة فانْسَ العظمة وانشُد الحق؛ فتظفر بالاثنين معًا؛ الحق والعظمة.
-
المال سلطان يمنح القوة.
-
امزُج حكمتك بقليل من الجهل.
-
السعيد من يستغل مزارع أبيه بثيرانه، بعيدًا عن الهموم كأمَّة قديمة من الجنس البشري، متحررًا من كل ربًا، ومن كل من لا يستثيره الجندي ببوق خشن، ولا يرتجف من البحر الهائج، ويتجنب المحكمة والبيوت الشامخة للمواطنين، والتي هي أكثر قوة.
-
اصنع ما كان في قمته امرأةٌ جميلة، واطلب النهاية القبيحة في ذيل سمكة سوداء.
-
تقول: «إن الشعراء مصدرون، ويبيحون لأنفسهم قدرًا متساويًا في الابتكار الجريء.» نعلم هذا وننسُب هذه الحرية لأنفسنا ثم نعطيها غيرنا.
-
كثيرًا ما يوجد على العمل ذي الهدف العظيم والآمال الجسام رقعةٌ أرجوانية أو رقعتان؛ لإعطائه أثرًا لونيًّا.
-
كان المقصود عمل جرَّةِ نبيذ، فلما وضع الطين على عجلة الخزاف ودارت العجلة، فلماذا خرجت قلة رفيعة العنق؟
-
عندما أُجهد نفسي في أن أكون موجزًا أغدو غيرَ مفهوم.
-
قد تحصل على أدق النتائج في اللغة بالبراعة في ترتيب الألفاظ؛ الذي يجعل من الكلمة الشائعة المبتذَلة لفظًا جديدًا.
-
كم من مصطلح بطَل استعماله سيولد من جديد، وسيبطل استعمال المصطلحات السائدة الآن، فإذا كان الاستعمال يطور المصطلحات على هذا النحو، ففي أيدي مَن حُكم الكلام وحقوقه وقاعدته؟
-
يرمي قوارير طلاءاته وألفاظه إلى مسافة قدم ونصف القدم!
-
إذا أردت أن تبكيني وجب عليك أولًا أن تشعر بالألم أنت نفسك.
-
لاحظ أن يظل (الشخص الجديد في مسرحية) إلى النهاية كما بدأ في البداية، وأن يكون ثابتًا دائمًا على مبادئه، فمن الأمور الشاقة أن تتناول الشائع العام بإحدى طرقك الخاصة.
-
يتمخض الجبل فيلد فأرًا واحدًا صغيرًا ومضحكًا.
-
أخبري عنه يا موزيتي، ذلك الذي عندما سقطت أسوار طروادة رأى كثيرًا من المدن، وكثيرًا من أخلاق الرجال!
-
ليست فكرة أن يعطي اللهب أولًا ثم الدخان، بل يجعل اللهب يخرج من الدخان.
-
يسرع دائمًا إلى النتيجة، ويجري بسامعيه إلى منتصف القصة، كما لو كانوا يعرفونها من قبل.
-
إنه مشاكس ومتذمر ويميل دائمًا إلى امتداح الطريقة التي كانت الدنيا تسير عليها في صباه، وأن يكون ناقدًا ورقيبًا على الجيل الجديد. عندما يرتفع مد السنين يأتي معه بكثير من وسائل الراحة، فإذا انخفض حمل معه كثيرًا من تلك الوسائل.
-
لا يمكنك أن تجعل ميديا Medea تقتل أطفالها أمام الحاضرين.
-
أزدري أي شيء تضعه بالقوة أمام بصري وأتألب عليه.
-
يجب ألا يتدخل إله إلا إذا نشأت عقدة تستحق تدخُّله.
-
أتتناولون النماذج الإغريقية لأنفسكم بدقة ليلًا ونهارًا؟
-
إن المطالعة التي قد سرت ستسير لما تتكرر عشر مرات.
-
لا تعُدَّ الحياة ناجحة إلا إذا شعَّ منها نور النفس.
-
الحب هو فناء النفس في النفس.
-
وهكذا سأقوم بدور حجر الشحذ الذي يجعل النصل حادًّا؛ على حين لا تكون له القوة على القطع هو نفسه!
-
إنهم الأغارقة الذين كانت لهم الموهبة القومية على يد الموزية، والأغارقة الذين نطقوا بالنعمة التامة.
-
حظي بصوتي الانتخابي ذلك الذي مزج الربح بالسرور؛ وذلك بإمتاع القارئ وتعليمه في الوقت نفسه.
-
إنه لمن العار أن يطأطئ هوميروس رأسه لحظةً واحدة؛ وهو المجيد عادة.
-
كما هي الحال في عمل المصور كذلك هي في عمل الشاعر.
-
يعتبر الشعراء كونهم من الدرجة الثانية ميزةً لا يسمح بها إطلاقًا البشرُ ولا الآلهة، ولا معارض الكتب.
-
لن تقول شيئًا أو تفعل شيئًا ما لم تشأ مينرفا.
-
احتفظ به في سكون حتى السنة التاسعة.
-
كن حكيمًا في الوقت المناسب، ضع حصانك وسط الأعشاب إذا بدت عليه أمارات الشيخوخة؛ لئلا ينتهي إلى هبوط بدني مضحك بكفلَين مكدودَين.
-
لست ملزَمًا بأن أحلف يمين الطاعة لأي سيد، فأينما حملتني الريح نزلت إلى الميناء واتخذت لي وطنًا.
-
الهرب من الرذيلة بداية الفضيلة، وبداية الحكمة أن تتخلص من الحماقة.
-
ليكن هذا سياجك النُّحاسي على ألا تكون ذا أسرار آثمة، ولا أفعالٍ ظالمة تسبب شحوب لونك.
-
المال، إن أمكنك فبالوسائل المشروعة، وإلا فالمال بأية وسيلة.
-
تقول القصة: إن الثعلب الحذِر أجاب الأسد المريض بقوله: «لأني خفت إذ رأيت جميع آثار الأقدام متجهةً نحو عرينك، ولا أثر في الاتجاه الآخر!»
-
الذي أبان لنا أيُّ الأشياء جميل وأيُّها خبيث، وأيها نافع وأيها غير نافع بوضوح أكثر وأفضل من خروسيبوس أو كرانتور.
-
يُحس الإغريق بالعذاب لكل حماقة من حماقات أمرائهم.
-
ثم أعطانا مثلًا نافعًا في يولوسيس عن قوة الفضيلة وقوة الحكمة.
-
إننا أصفار لا تصلح لشيء ما سوى أن نأكل نصيبنا من خيرات الأرض.
-
من بدأ عمله فقد أنجز نصفه، فلتكن لك الجرأة على أن تكون حكيمًا.
-
الغضب جنون قصير الأمد.
-
ضع في ذهنك أن كل يوم يبزُغ فجره هو آخر أيامك، وعندئذ تكون الساعة التي لا تتطلع إليها مفاجأةً سارَّة. وإذا سألت عنى وجدتني كلما أردت شيئًا تضحك منه في حالة طيبة وسمينًا وناعمًا، خنزيرًا حقيقيًّا من قطيع إبيقوروس.
-
اعلم يا نوميكيوس أن عدم الإعجاب بشيء هو الأمر الوحيد الذي يجعل المرء سعيدًا، ويحافظ عليه في تلك السعادة.
-
إذا طردت الطبيعة بمذراة فسرعان ما ستجد هي طريقًا للعودة.
-
ومع ذلك فقد صممت في قرارة نفسي على أن أعيش هناك ناسيًا أصدقائي كما أنهم ينسونني.
-
من سار على صفحة البحر غيَّر جوَّه ولم يغير نفسه. نشتغل بجد ولا نعمل شيئًا، نطلب السعادة في اليخوت والعربات ذات الجياد الأربعة. وما نطلبه هنا — في أولوبراي Ulubrae — إذا لم تخذلك روح طيبة.
-
الانسجام في الشقاق.
-
لا يكفي نشاط الشباب وفصاحةُ اللسان لنيل المقاصد إن لم يُقرَنا بالذوق السليم.
-
ليس الحصول على الحظوة لدى قادة الجنس البشري بأحطِّ الأمجاد، فلا يستطيع كل فرد أن يصل إلى كورنثة.
-
إذا ما خرجت الكلمة من القفص فليس بالإمكان إعادتُها إليه ثانية.
-
إنَّ صالحك هو ما يُحدق به الخطر إن اشتعلت النار في حائط جارك.
-
يجب عليك يا صديقي إذا ما صار قاربك في وسط البحر أن تركز كل اهتمامك بالريح؛ لئلا تنقلب فتدير طريقك ثانيةً إلى الخلف. يمقُت العابسون المرِحين كما يمقت المرحون العابسين.
-
سبل الحياة غير المطروقة.
-
أعطني ما لديَّ أو حتى أقل منه، ثم دعْني بهذا أعيش لنفسي ما بقي من حياتي؛ إن شاءت الآلهة أن يبقى منها شيء. زوِّدني بكمية وافرة من الكتب ومن الطعام تكفي مدة سنة منذ الآن، ولا تتركني معلَّقًا أرتجف أملًا في الساعة غير المحققة. كلا، يكفي أن نسأل جوف الذي يعطي هذه الأشياء ويأخذها أن يهب الحياة والنقاء، أما العقل المتزن فأجده لنفسي.
-
إنك لتعلم يا مايكيناس Maecenas كما أعلم أنا أنه ما من أشعار يكتبها شاربو الماء يمكن أن تمتع طويلًا أو تدوم.
-
أيها المقلدون، إنكم قطيع حقير مستعبد.
-
عندما استعبدت بلاد الإغريق اتخذت من قاهرها الفظ عبدًا، ونقلت الفنون إلى لاتيوم التي كانت لا تزال فظة.
-
لو كان حيًّا على الأرض لضحك ديموقريتوس من منظره.
-
وابحث عن الحقيقة في حديقة أكاديموس.
-
بينما تمر السنون تسلبنا شيئًا وراء آخر.
-
عليَّ أن أخضع لكثير من النظام لكي أُرضي طائفة الشعراء الحساسة.
-
يبدو أن الرجل الذي يرغب في أن يترك وراءه قصيدة قد روعيت فيها قوانينُ الفن، إذا ما أخذ ألواحه ليكتب، أخذ كذلك روح رقيب أمين.
-
أما عبارات الجمال التي اندثرت من أمام الرأي العام، فإنه سيتكرم بأن يبعثها إلى الوجود من جديد ويخرجها إلى النور. وأما العبارات التي كانت على شفاه كاتو Cato وكيثيجوس Cethegus في قديم الزمان، فصارت الآن حوشية لأنها لا تلائم العصر الحديث، ولا تُستعمل لأنها قديمة.
-
كيف يفرج عنك أن تنتزع شوكةً من بين كثير؟ إذا كنت لا تعرف كيف تعيش بالطريقة الصحيحة فدَعِ الحياة لمن يعرفون. عبثت عبثًا كافيًا، وأكلت وشربت بما فيه الكفاية، آن الأوان لك لكي تترك العالم.
-
سعيد هو الرجل البعيد عن خطط العمل، وإنما يعمل مثلما كانت الأجيال البدائية تعمل، فيحرث الأرض ويعيد حرث أرض أسلافه بثيران ربَّاها بنفسه، ولا يحمل فوق رقبته نَيرَ الربا.
-
إن مايكيناس من أبناء الملوك تبعًا لسلسلة النسب، أما بالنسبة لي فهو حامي وفخري وفرحي.
-
من الدروس البالغة الصعوبة عليه أن يقنَع بغير ثروة.
-
إذا أعطيتني مكانًا بين شعراء الربابة المنشدين فسأرفع رأسي حتى يصطدم بالنجوم.
-
نروي كيفية قتالهم لجيل من صغار السن قليل العدد؛ بالقياس إلى جرائم آبائهم.
-
نصف حياتي أنا نفسي.
-
إن قلبه لمصفَّح بالبلُّوط وبثلاث طبقات من النحاس؛ ذلك الذي كان أول من أنزل سفينة ضعيفة إلى البحار الهائجة.
-
يندفع الجنس البشري قدمًا إلى الإثم برغم وجود القانون؛ وذلك بدافع جرأته على تحمل كل شيء والاجتراء عليه.
-
ما من ارتفاع يشق على البشر الفانين.
-
يطرُق الموت الشاحب أبواب أكواخ الفقراء وأبواب قصور الملوك بقَدمٍ لا تعرف المحاباة.
-
يمنعنا مدى الحياة القصيرُ من الدخول في الآمال البعيدة.
-
مَن ذلك الفتى الغض يا بورا Pyrrha، المنقوع في العطور السائلة، الذي يغازلك الآن فوق كومة أوراق الورد بداخل كهف بهيج؟ لعيونِ مَن تضفرين هذه الخصلات الناعمة البالغة التنميق والبالغة البساطة؟
-
ما من أحد يتهور أمام خلق تيوكير Teucer وطالع تيوكير.
-
ستخرج غدًا مرةً ثانية إلى البحر المترامي الأطراف.
-
اترك كل ما عدا ذلك للآلهة.
-
لا تفكر في أن تسأل عما سيحدث غدًا، ومهما أعطاك الحظ في كل يوم فاغتنمه.
-
إن الرغبة في تجنب الخطأ قد تؤدي بالشاعر إلى الضلال إن هو لم يستعنْ بالفن.
-
أيها الكتَّاب، اختاروا موضوعًا يتناسب هو وقواكم، ثم فكروا طويلًا فيما تستطيع أكتافكم حملَه وفيما قد تنوء عنه؛ فإن الذين يختارون موضوعًا يتناسب هو ومقدرتهم، لن تخونهم الألفاظ، ولن يُعوِزَهم الانسجام التام.
-
كما تبدل أشجار الغابات أوراقها آخرَ العام، ويكون أقدمها أسرعها سقوط، فهكذا يُبلي العمر الطويل بعض الكلمات؛ فتزدهر مكانها كلماتٌ جديدة؛ شأنها في ذلك شأنُ كل شيء فني.
-
ليست العِبرة بمجد السلف، بل بكرامة الخَلَف.
-
كيف يقال إني شاعر إذا كنت أجهل الألوان المرغوبة في الشعر؛ وأعجِز عن أن ألاحظ الحدود المرسومة؟
-
يقع الملوك في الخطأ فتعاقَب الشعوب.
-
لماذا أوثِر الجهل والحياء الزائف على أن أتعلم؟
-
سيطرْ على أهوائك لئلا تسيطر عليك.
-
لا يكفي في القصيدة أن تكون جميلةً، بل يجب أن يكون فيها من السحر ما يخلُب لبَّ السامع ويستهويه حيثما شاء.
-
الزهور ما هي إلا كلمات جميلة غاية في الروعة والسهولة … يستطيع أن يفهمها الجميع إذا أرادوا.
-
من يعِشْ غير متزوج يعش من غير فرح.
-
الغني إما يحكم صاحبه أو يخدمه.
-
هناك لحظات يرى فيها المتكبر نفسه عظيمًا رائعًا … هذه اللحظات هي التي يكون فيها أقرب ما يكون إلى بُغض الإنسان وغضب الله.
-
طالما كان الشباب غضًّا ومشاكسًا، فالشيخوخة بعيدة عن ذلك.
-
توسَّل ولا تطلب؛ ليست لنا مثل هذه المعرفة.
-
فحتى عندما نتكلم يمر الوقت الأحمق بسرعة، اغتنم اليوم ولا تثق — ما وسِعك — إلا قليلًا بالغد.
-
كما ينير القمر بين النجوم التي هي أقل نورًا.
-
إنهم لسعداء ثلاث مرات — بل وأكثر من ثلاث مرات — أولئك الذين تربطهم صلة لا تنفصم، والذين لا يفرِّق بينهم الحب أبدًا بالمنازعات الحمقى، والذين لن تتفكك صلتُهم إلى آخر يوم في الحياة!
-
أيتها الفتاة العظمى جمالًا، يا ابنة أم جميلة.
-
أم الحب المستبد.
-
ذلك الذي حياته غير دنسةٍ ونقيةٌ من الإجرام.
-
سأظل على حب لالاج Lalage وضحكها الحلو، لالاج وثرثرتها الحلوة.
-
أي عار أو خجلٍ في الحزن على شخص عزيز كهذا؟
-
كم من رجل طيب يمكن أن يبكي على موته!
-
إنه شاق، بيد أن ما لا يمكن تغييره يخف بالصبر.
-
إنه عابد للآلهة، حاقد ونادر.
-
يجب أن نشرب الآن، ونضرب الأرض بقدم حرة.
-
أكره الترف الفارسي، يا بني.
-
كفَّ عن إجهاد نفسك في البحث عن الموضع الذي تكمن فيه آخرُ وردة.
-
إنك تدوس على نيران مخبأة تحت طبقة غادرة من الرماد.
-
ينمو مرض الاستسقاء المرهوب بإمتاع نفسه.
-
تذكَّر، عندما يكون طريق الحياة شديد الانحدار، أن تجعل عقلك مستويًا.
-
نُساق جميعًا في طريق واحد.
-
يبتسم لي هذا الركن من الأرض قبل سائر الأماكن الأخرى.
-
كل من يحب الوسيلة الذهبية.
-
متى نصحت فأوجز.
-
القلب المستعد من قبلُ يأمُل عند الأوقات العصيبة تغيُّرَ الحظ، ويخاف هذا التغير عندما تكون الظروف مواتية.
-
لا يحتفظ أبولو Apollo بقوسه مشدودةً على الدوام.
-
ويل لي أنا بوستوموس Postumus؛ فإن السنين المنقضية تمر سِراعًا.
-
البيت والزوجة من اختيارنا.
-
ما من حظ كامل السعادة في جميع النواحي.
-
صدق هذا بعد سنوات.
-
أوقف كلَّ بكاء، وكُفَّ عن أمجاد القبر العديمة المعنى.
-
أمقُت الشعب غير المطَّلع على أوليات العلم، وآمُره بالغروب من أمام وجهي. أصغوا جميعًا في صمت! إلى هذه الأناشيد غير المسموعة قبل أن أنشدها الآن، أنا كاهن الموزيات، إلى الفتيات والغلمان.
-
إنها تقلب كل اسم في وعائها الواسع دون ما تفرقة.
-
تركب الهموم السوداء على سرج الفارس.
-
لماذا أبيع وادي السابيني بالثروة التي تزيد في المتاعب؟
-
الموت من أجل الوطن أمر حلو ولائق.
-
تضيء الفضيلة التي لا يمكن أن تعرف عار الرفض ساطعةً بالأمجاد غير الملوثة، ولن تعطي صوتها على حسب أهواء الشعب المتغيرة.
-
نادرًا ما يترك العقاب أثر المجرم في الطريق أمامه برغم توقف قدمه.
-
لن يتأثر الرجل العادل الثابت المبدأ بحماس زملائه المواطنين الذين يطلبون الباطل في صخب، كما أن وجود طاغية متوعِّد لن يزحزح نفسه الشبيهة بالصخر.
-
لو تشققت السماء المستديرة وسقطت فوقه فليس للحطام إلا أن يزيد في عدم خوفه.
-
خير موضع لحفظ الذهب هو ما لا يمكن العثور عليه فيه.
-
لن يناسب هذا ربابة مرحة، إلى أين تذهبين يا موزيتي؟
-
هل سمعته؟ أو هو جنون بهيج يتخذني ألعوبته؟
-
من المؤكد أنه طفل شجاع، وعناية خاصة لإلهٍ ما.
-
الإخوة الذين أجهدوا نفوسهم في مغادرة بيلبسور نزلوا على قمة أوليمبوس ذات الأشجار المورقة.
-
القوة بغير تفكير تسقُط بفعل ثقلها.
-
أيا قرطاجنة القوية، يا من رُفعتِ عاليًا من أجل سقوط إيطاليا المخجل!
-
يجب أن تتألم بسبب آثام أبيك، برغم أنه لا يدَ لك فيها.
-
كان عصر آبائنا أسوأ من عصر أجدادنا، ونحن، أبناءهم، أقل منهم قيمة! إذن، فسنعطي العالم بدورنا ذريةً أكثر منا فسادًا.
-
عالم … في آداب كلٍّ من اللغتين.
-
طالما أجد الحظوة في نظرك.
-
أحب أن أعيش معك، وعلى استعداد لأن أموت معك.
-
بالزور الماجد تشتهر الفتاة في كل وقت.
-
يا لهن من فتيات مسكينات؛ أولئك اللواتي لا يدعْنَ الحب يسير في طريقه، ولا يغسلن متاعبهن بالخمر الحلوة!
-
أيا ربيع باندوسيا Bandussia، إنك لأكثرُ تألقًا من الزجاج.
-
ما كنت لأحتمله في دم شبابي الحار عندما كان بلانكوس Plancus قنصلًا.
-
هو فقير وسط الأموال.
-
ولدت معي عندما كان مانليوس Manlius قنصلًا … قارورة خمري، اللطيفة.
-
ماذا تنفع القوانين الخاوية بغير أرواح؟
-
برغم مُضي تلك الحياة لم أزل وقتئذٍ لائقًا لحب السيدات، وخضعت معاركي بأمجاد. والآن إذ انتهت حملة درعي وربابتي، فسأعلقهما هنا على ذلك الحائط.
-
الدخان والعظمة وضوضاء … روما.
-
سيكون سيد نفسه عن طريق الحياة، ورجلًا سعيدًا؛ ذلك الذي يقول يومًا بعد يوم: «عشت، وغَدًا سيملأ السيد السماء بالغيوم السوداء أو بجو صافٍ عديم الغيوم.»
-
ما إن يتم عملي حتى تغدو ذكراه أشدَّ صلابةً من النحاس.
-
لن أموت تمامًا.
-
تغيرت عما كنت عليه عندما كانت كينارا Cinara المسكينة ملكة. لا تحاولي بعد ذلك، يا أم الحب الحلو المتغطرسة.
-
وهو لا يزال (أي بندار) يصب في إيقاعات لا تعرف القوانين.
-
يتساوى لديك صوتُ الغناء والقدرة على الإمتاع، لو أمكنني أن أمتع.
-
ينشأ الأبناء ذوو الشهامة من ذوي الشهامة الأخيار.
-
كدوحة السنديان التي تقطعها فئوس الحطَّابين المجردة من الرحمة فوق ألجيدوس Algidus؛ حيث تنمو الأوراق السوداء غزيرة، بيد أنها تستمد قوة وقلبًا جديدَين من حد نفس ذلك النصل عن طريق الضياع والدمار.
-
اغمسها في الأعماق تخرج أجملَ مما كانت.
-
سقط! سقط كل أملنا وثروة اسمنا بموت هاسدروبال Hasdrubal.
-
تناثرت الثلوج واختفت؛ وها هو ذا العشب يعود في الحقول والأوراق على الأشجار.
-
تلقِّننا السنة الدوارة وانقضاء الزمن الذي يخطف منا الأيام المشمسة درسًا؛ ألَّا نؤمِّل في دوام أي شيء.
-
تُصلح الأقمار السريعة كل تغير وكل ضياع في السماء، أما نحن فعندما ننزل حيث الأب إينياس Aeneas، وحيث تولوس Tullas وأنكوس Ancus العجوزان الغنيان، لسنا سوى بعض تراب وظل.
-
لن تدع الموزية البطل الجدير بثنائها يموت.
-
عاش قبل أجاممنون عددٌ غير قليل من الأبطال البسلاء، وإذ لم يبكوا جميعًا ولم يعرفوا، فقد هبط عليهم الليل السرمدي ثقيلًا؛ لافتقارهم إلى شاعر مقدس.
-
كثيرًا ما قدم هو الشرف على اللباقة، كما لو كان على كرسي الحكم كريمًا ووفيًّا.
-
ليس من تصفه بالسعادة هو من يملك كثيرًا من الأشياء، فاسم الرجل السعيد يستحقه بعدل أكثر مَن تعلم أن يستخدم بحكمة ما تعطيه الآلهة؛ ومن بوسعه أن يتحمل ويلات الفقر، ويرهب العار، ويعتبره أسوأ من الموت.
-
اخلِط نصائحك الحكيمة بشيء من الحماقة القصيرة؛ فما ألذَّ أن ينسى المرء حكمته في المكان المناسب!
-
كيف يحدث، يا مايكيناس، أنه سواءٌ اختار المرء حظه بنفسه أو أُنزل عليه مصادفةً أن يشكو كل فرد نصيبه في الحياة، ويظل يثني على من يعيشون بطريقة تخالف طريقته في هذه الحياة؟
-
ومع ذلك، فلماذا لا يقول الإنسان الصدق وهو يضحك، كما يفعل المدرسون أحيانًا عندما يعطون الصبيان بعض الفطائر ليحثُّوهم على حفظ دروسهم؟
-
هناك لحظات يرى فيها المتكبر نفسه عظيمًا رائعًا … هذه اللحظات هي التي يكون فيها أقرب ما يكون إلى بُغض الإنسان وغضب الله.
-
ما عليك إلا أن تغير الاسم فقط، فتنطبق عليك هذه القصة.
-
كل شيء بمقدار، هناك حدود ثابتة لا يمكن للحق أن يجد مكان راحة بعدها ولا قبلها.
-
جميع أصدقائهم وأقاربهم.
-
تكمن وراء تلك الخشونة الظاهرة مواهبُ ذهنية واسعة.
-
يحمل الدريس فوق قرنيه.
-
وحتى في حالته المقطوعة الأوصال له أعضاء شاعر.
-
هذا الرجل أسود القلب، لاحِظه وتجنَّبه إن كنت رومانيًّا حقًّا.
-
ثمرة التهذيب.
-
يصدِّق أبيلا Apella اليهودي هذا القول، أما أنا فلا أصدقه.
-
ضع على طرف أنفك كل من ليس معروف الأصل.
-
وهكذا حملني أبولو من وسط معمعان القتال.
-
تتحطم الموائد وسط عاصفة من الضحك، ستترك البلاط دون وصمة في أخلاقك.
-
ليس هذا الكلام من عندي، وإنما هو من تعاليم أوفيلوس Offelus الريفي، إنه فيلسوف ليس من المدارس، وإنما من الذكاء المنزلي.
-
أخوان نبيلان.
-
مما اعتدت أن أطلبه في صلاتي قطعة أرض ليست عظيمة الاتساع، وإنما تكفي حديقة، وأن يكون بقرب المزرعة ينبوعُ ماء جارٍ، وغابة صغيرة تشغل باقي القطعة.
-
هيَا بيتي الريفي، متى أراك ثانية! متى يسمح لي، وسط مكتبتي ذات كتب الآداب الكلاسيكية، والنوم وساعات الخمول، باحتساء الجرعات اللذيذة التي تجعلنا ننسى متاعب الحياة؟
-
ما أحلاكِ يا ليالي الآلهة ومآدب عشائهم!
-
من له الجرأة على أن يقول: لا، ثم لا، للرغبات، وأن يحتقر أهداف الطموح؛ فهو ذلك الذي في ذاته وحدة كاملة مصقولة ومسواة.
-
إن وجوه الناس تبكي مع الباكين، وإنها لَتهشُّ للباسمين.
-
إن الألفاظ القاتمة تلائم الوجه الحزين، والكليات المملوءة بالوعود تتفق مع الوجه الغاضب، والعبارات العابثة تناسب المحيَّا اللعوب والأوامر الصارمة القَسِمات العابثة.
-
إن الأصل والمنبع للكتابة الجيدة هو التفكير الصحيح.
-
إن ما يكابد أحدنا من المصائب أخفُّ عليه من مصائب أي إنسان آخر إذا وقع بين الرجلين تبادُل.
هوميروس
-
المرأة نصف الحياة … إذا كانت مخلصةً لزوجها.
-
أخبث وأرزل الأعداء … المرأة إذا انطوت على شر.
-
لا مال عند من ترك القناعة، ولا خير في المرء إذا لم يكن قنِعًا.
-
عليك دائمًا بالتفوق والتغلب على الآخرين.
-
الخوف يزيل الخوف؛ إن الخوف من الله يزيل الخوف من الناس.
-
غير أن زوس لا يقر خطط جميع الرجال.
-
الإنسان الذي يعلم كل شيء — عند نفسه — يجهل كل شيء.
-
بارع في صيحة الحرب.
-
ما أبشعَ المرأةَ المتكبرة …! إنها تدفع الثمن غاليًا بأن تبقى عانسًا.
-
إن الهدية نادرة وعزيزة.
-
حيث يحط عليه النوم شقيقُ الموت.
-
هذه كلمات مجنحة.
-
كانت المرأة الإغريقية تُحصي عمرها من يوم زواجها لا من يوم ولادتها.
-
سيأتي يوم تندثر فيه مدينة إليوم Ilium (طروادة) المقدسة.
-
كما أمقت أبواب العالم السُّفلي أمقت من يخفي شيئًا في عقله ويتكلم بشيء آخر.
-
حتى بتروكلوس قد مات، وكان أفضل منك كثيرًا.
-
الكذاب لا يصلُح لشيء حتى يصلُح الثعلب للذئب.
-
الانتقام أحلى من العسل المتدفق.
-
أيها الناس، اقتنوا ما إذا كرَّ بكم في البحر سبَح معكم، فإذا سلمتم به يبقى عليكم؛ وهي العلوم والفضائل.
-
لا يليق بصاحب المشورة أن ينام طوال الليل.
-
الإنسان الخيِّر أفضل من جميع الحيوانات التي على وجه الأرض، والإنسان الشرير أخسُّ من جميع الحيوانات التي على الأرض.
-
ولا حتى إن كان لي عشرة ألسنة وعشرة أفواه.
-
لا تفعلن شيئًا إذا عُيِّرتَه غضبت، فإنك إذا فعلته كنت أنت القاذف لنفسك.
-
إذن فهذا نَسبي والدم الذي أعلن أنني انحدرت منه. أما الشجاعة، فإن زوس هو الذي يزيدها أو يقلل منها في البشر كيفما يشاء؛ إذ إنه أقوى الجميع، فهيَّا، ودعْنا من الكلام هكذا كالأطفال؛ بينما يقف كِلانا وسط مجال المعركة (الإلياذة ٢٠).
-
احلم تَنلْ ولا تكن معجبًا.
-
ارعَ الفصائل ترْعك المحبة.
-
لكل أمر محمود مقدمة، ومقدمة كل المحمودات الحياء. ولكل أمر مذموم مقدمة، ومقدمة كل المذمومات القِحَة!
-
لقد كان عوليس بطلًا … كل شيء فيه بطل … يداه … قدماه … عيناه.
-
إذا أردت أن تتخذ فتاةً من الفتيات زوجة لك، فكن لها أبًا وأمًّا وأخًا، فإن التي تترك أباها وأمها وإخوتها لكي تتبعك، يكون من حقها عليك أن ترى فيك رأفةَ الأب وحنين الأم ورفق الأخ.
-
لا خير في كثرة الرؤساء.
-
من يعلم أن الحياة مستعبِدة، والموت معتِق مطلِق، آثر الموت على الحياة.
-
إن الإنسان الخيِّر أفضل من جميع ما على الأرض، والإنسان الشرير أخسُّ وأوضع من جميع ما على الأرض.
-
الدنيا دار تجارة، والويل لمن تزود منها بالخَسارة.
-
العمى خير من الجهل؛ لأن أصعب ما تخاف من العمى التهورُ في بئر ينهدُّ منه الجسد، والجهل يُتوقع منه هلاك الأبد.
-
إن الأدب للإنسان ذُخْر لا يُسلب.
-
إن الأرض تلد كل شيء ثم تسترده.
-
إن كنت ميتًا فلا تذهب مذهبَ من لا يموت.
-
إذا أراد الله خلاصك عبَرت البحرَ على البادية.
-
وفي الحال مرَق الرمح الدرداري البيلي، وجلجل التُّرس من شدة الضربة (الإلياذة ٢٠).
-
إن أخْيلَ لن يحقق كل قوله، ولكنه سيحقق جزءًا منه، وسيبقى جزءٌ آخر لا يتحقق. سأذهب لمواجهته فورًا، رغم أن يديه شبيهتان بالنار، وحميَّته أشبه بالفولاذ اللامع (الإلياذة ٢٠).
-
إن الأب هو من ربَّى لا من وَلد.
-
ليكن فرحك بما تدخره لنفسك دون ما تدخره لغيرك.
-
الكرم يحمل ثلاثة عناقيد: عنقود الالتذاذ، وعنقود الشكر، وعنقود الشيم.
-
ارعَ الفضائل ترْعك المحبة.
-
إني لأعجب من الناس أنْ مكَّنهم الله من الاقتداء بالملائكة، فيدَعون ذلك ويميلون إلى الاقتداء بالبهائم.
-
ما قد حدث يعرفه الأحمق أيضًا.
-
الإنسان الذي يعلم كل شيء عن نفسه لا يعلم شيئًا.
-
ليس حسنًا أن يحكم الكثير القليل؛ فليكن هناك حاكم واحد وملك واحد فقط.
-
عجبًا لله! كيف يجمع الأشباه معًا دائمًا!
-
ولكن حقًّا إن هذه الأشياء ترقد عند أقدام الآلهة.
-
قد شاهد بلاد أناس كثيرين ووقف على طباع أهلها.
-
لو تُركت الحرية لأموال البخلاء لسارت في مظاهرات تهتف ضد الظلم والاستعباد!
-
تقوم الحكومة الصالحة على أركان ثلاثة: طعام يسد حاجة الشعب، وجيش يذود عن حياض الشعب، وثقة تعتمد عليها الحكومة من الشعب. وإذا لم يكن بد من الاستغناء عن أحد هذه الأركان الثلاثة فليكن الجيش، ثم إذا اضطررنا إلى تخيُّر أحد الركنين الآخرين — الطعام والثقة — فإني أوثِر أن تُستبقى الثقة؛ ذلك لأن الجوع يُميت أفرادًا من الأمة، أما فقدان الثقة فإنه يميت الأمة نفسها.
-
عجبًا! قريب هو الرجل الذي أوجع قلبي، دون الجميع؛ لأنه قتل صديقي الذي كنت أُجلُّه. لن يُحجَم أحدنا عن الآخر طويلًا بعد الآن بطول حواجز الحرب (الإلياذة ٢٠).
-
إن قلبي يُبغض الرجل الذي يقول غير ما يفتكر.
-
أَوَّاه منكِ أيتها المرأة! فحينما ينزع عقلك إلى الشر لا يكون في الجحيم شيطان أكثر خسةً ودناءةً منك!
-
المرأة أصل الجمال، فخذوه منها.
-
تغنِّي أيتها الربة بغضب ابن بيلوس، وبالربيع المهول، وبجميع ويلات الإغريق (الإلياذة ١: ١).
-
قال يجيبه (الإلياذة ١: ٨٤).
-
يبتسم خلال الدموع (الإلياذة ٦: ٤٨٤).
-
كما يحدث في جيل أوراق الأشجار، كذلك يحدث في جيل البشر (الإلياذة ٦: ١٤٦).
-
ليكون الأفضل والمبرز على سائر الباقين (الإلياذة ٦: ٢٠٨).
-
أفضل فأل أن يقاتل المرء دفاعًا عن دولته (الإلياذة ١٢: ٢٤٣).
-
أخبريني، أيتها الموزية، عن الرجل الكثير الحيل (أوديسيوس) (الأوديسة ١: ١).
-
بسبب كبريائه المتعاظمة، سيفقد حياته الآن (الإلياذة ١).
-
كانت السهام تصلصل فوق كتفَي الرب الغاضب، وهو يتحرك متسللًا في مجيئه كالليل. ثم جلس بعيدًا عن السفن وأطلق سهمًا … وكان دويُّ القوس الفضية فظيعًا (الإلياذة ١).
-
الآن أعتقد أننا سنتقهقر، ونعود بخيبة الأمل؛ إذا استطعنا أن نفرَّ من الموت (الإلياذة ١).
-
وبنيَّة حسنة خاطب حشدهم (الإلياذة ١).
-
يا رجال الخزي والعار، ألَا تخجلون؟ ما وقوفكم هكذا! زائغي الأبصار، كالظباء التي عندما ينهكها العدو فوق السهل الفسيح تقف في مكانها مجردةً عن الشجاعة؟ هكذا تقفون زائغي الأبصار لا تقاتلون (الإلياذة ١).
-
إن الآلهة لا تمنح البشر كل شيء في وقت واحد، بأية حال من الأحوال (الإلياذة ٤).
-
قال هذا ثم قفز من عربته إلى الأرض، في درعه، فأحدث البرونز صليلًا مخيفًا فوق صدر الأمير وهو يتحرك، صليلًا من شأنه أن يثير الرعب في قلب كل جسور (الإلياذة ٤).
-
فلما التقى الجيشان الآن وأصبحا في مكان واحد، التحما معًا بالتروس والرماح، وكان المحاربون جميعًا يرتدون دروعًا من البرونز، فاصطكت التروس المطعمة بعضها مع بعض، وارتفع رنينها الصاخب. وبعد ذلك سُمع صوت الأنين وصيحات النصر في وقت واحد، من القاتلين والمقتولين، وفاضت على الأرض الدماء (الإلياذة ٤).
-
فحطَّم الحجر القاسي اللحم والعظم تحطيمًا تمامًا، وترنَّح هو إلى الوراء، ثم سقط فوق الثرى باسطًا كلتا يديه إلى رفقائه الأعزاء؛ وهو يلفظ أنفاسه. ثم لحق به قاتله «بايروس»، فأحدث به جرحًا بطعنة من رمحه اخترقت البطن بجوار السرة، فخرجت جميع أحشائه وسقطت على الأرض، وغشيت الظُّلمة عينيه (الإلياذة ٤).
-
ولكن لو كان لي أن أعود وترى عيناي وطني وزوجتي والقصرَ المُنيف المرتفع السقف، فهل لأحد الأجانب أن يقطع رأسي في الحال إن لم أحطِّم هذا القوس بيدي وأُلقها في النار المتأججة، إذا كانت كالريح عديمة النفع لي! (الإلياذة ٥).
-
وهكذا اجتثَّ البرونز العنيد لسانه من أصله، ونفَذ طرف الرمح بجانب قاعدة الذقن. (الإلياذة ٥).
-
فما أحمقه! إذا لم يكن يدري بأن أخْيلَ لا يُصغي إلى توسلات أحد، ولم يكن بحالٍ ما رحيمَ القلب أو عطوف النفس، بل كان غايةً في القسوة (الإلياذة ٢٠).
-
هكذا أيضًا راحت جياد أخيل العظيم، القويةُ الحوافر، تطأ الموتى والدروع، وتلطِّخ محور العربة كله بالدم، وكذا إطارها، إذ تناثر رشَاش الدم من بين أرجل الجياد، وعلى العجلات (الإلياذة ٢٠).
-
فتدفق دم الربة الخالد مثل المصل الذي يجري في عروق الآلهة المباركين؛ لأنهم لا يأكلون الخبز ولا يشربون الخمر الصهباء؛ ولذلك فإنهم بلا دماء، ويُدعَون الخالدين (الإلياذة ٥).
-
هكذا خاطبه «ساربيدون»، فوخزت كلماته قلب هكتور، فوثب من عربته إلى الأرض، في حلته المدرعة، يلوح برمحيه الحادَّين في كل مكان وسط الجيش، حاثًّا الرجال على القتال، ومثيرًا وطيسَ القتال المفزع (الإلياذة ٥).
-
يا ابن بريام، لا تحملني مشقة الرقود هنا فريسة للدانيين، بل مُدَّ إليَّ يد المعونة، وبعد ذلك، إن لزم الأمر، دع روحي تفارق جسدي في مدينتك، إذا كان غيرُ مقدَّر لي أن أعود إلى بيتي في وطني؛ لأُدخل السرور على نفس زوجتي وابني الرضيع (الإلياذة ٥).
-
لم تُحجم الربة هيرا الناصعة الذراعين من الإصغاء، ثم لمست جيادها بالسوط، فانطلقت لا يقف في طريقها شيء، تطير بين الأرض والسماء ذاتِ النجوم. وكانت القفزة الواحدة من جياد الأرباب العالية الصهيل تقطع من المسافة بقدر ما يبلغ مرمى بصر المرء الجالس فوق قمة شاهقة يذرع بعينيه أجواز الفضاء القصي، ويجول بناظره عبر أعماق البحر القاتمة كالخمر (الإلياذة ٥).
-
وعندئذٍ زأر أريس بقوة كما يصرخ وسط المعركة تسعة أو عشرة آلاف مقاتل، عندما ينضمون إلى معركة إله الحرب (الإلياذة ٥).
-
إن لك نفس الروح التي لا تطاق، والتي لا تعرف الاستسلام؛ روح أمك هيرا، التي لا أستطيع مطلقًا أن أسيطر عليها بكلامي.
-
وأوقفوا الرجال أمام الأبواب خشيةَ أن يعمِدوا في فرارهم إلى إلقاء أنفسهم بين أحضان نسائهم؛ فيصبحوا بذلك أضحوكة أعدائهم (الإلياذة ٦).
-
أيها الطرواديون، أيها الشجعان، أيها الحلفاء الذائعو الصيت، كونوا رجالًا يا أصدقائي، وتذكَّروا حميتكم الثائرة. بينما أذهب أنا إلى طروادة وآمُر الشيوخ الناصحين، وكذا زوجاتنا، بتقديم الصلاة للآلهة، وبذل الوعد لهم بذبائح من مائة ثور (الإلياذة ٦).
-
أيْ والدتي المبجَّلة، لا تُحضري لي أية خمر عسلية؛ لئلا تعوقيني، فأنسى قوتي وشجاعتي. وعلاوةً على ذلك فإنني أخاف أن أصبَّ سكيبةً من الخمر المستعِرة لزوس بيديَّ غير المغسولتين (الإلياذة ٦).
-
كم كنت أتمنى يوم ولدتني أمي، بادئ ذي بدء، لو قد حملتْني ريح عاتية شريرة وذهبت بي بعيدًا إلى جبلٍ ما، أو إلى لُجج البحر الشاهقة الصاخبة، إذا كان في مُكنة الأمواج أن تجرفني بعيدًا، وألا تكون هذه الأمور قد حدثت (الإلياذة ٦).
-
أَوَّاه، يا زوجي، لسوف تورِدك جرأتك هذه حتفَك، إنك لا تشعر بأي شفقة نحو طفلك الرضيع، ولا نحوي، أنا المسكينة التي أوشِك أن أغدو أرملتك؛ إذ لن يلبث الآخيون أن يتكاثروا عليك ويصرعوك (الإلياذة ٦).
-
وإنني لأعلم في قرارة نفسي علم اليقين، وفي روحي كذلك، أنْ سيأتي اليوم الذي تخضع فيه طروادة المقدسة وبريام وشعب بريام ذو الرمح العظيم المصنوعة قناتُه من خشب الدردار (الإلياذة ٦).
-
أيْ زوس، أيها الآلهة الآخِرون، هل لولدي هذا أن يشبَّ مثلي، ويبرهن، كما برهنت أنا، أنه قد أصبح مبرزًا بين جميع الطرواديين، ومقدامًا في سطوته، وأن يحكم على طروادة بيد من حديد (الإلياذة ٦).
-
وإذا قال هذا خيم السكوت على القوم جميعًا؛ إذ أحسوا بالعار الذي سوف يصيبهم إذا هم رفضوا تحديَه، ولو أنهم كانوا يخشون لقاءه (الإلياذة ٧).
-
أبانا زوس، يا من تحكم من «أيدا» … أيها الأمجد، وأيها الأعظم، امنح إياس النصرَ حتى يفوز بالصيت الأمجد. أما إذا كنت تحب هكتور أيضًا وتهتم به، فامنح كليهما بأسًا ومجدًا متساويَين (الإلياذة ٧).
-
رفع الأب كفتَي ميزانه الذهبيتين، ووضع فيهما مصيرين من الموت المفجع؛ واحدًا للطرواديين، والآخر للآخيين … ثم أمسك قبَّ الميزان من منتصفه ورفعه (الإلياذة ٨).
-
أيْ بني، ستمنحك أثينا وهيرا القوة؛ إذ توفرت لك العزيمة، ولكن هل لك أن تكبح جماح روحك المتكبرة في صدرك؟ لأن الميول المعتدلة خير الميول. ابتعد عن الكفاح جلَّاب الشقاء؛ حتى يبجِّلَك الأرجوسيون صغارًا وكبارًا (الإلياذة ٨).
-
فلست أنا — على ما أعتقد — ذلك الشخص الذي يغريه أجاممنون بن أتريوس ولا غيره من الدانيين، ما دمنا لا ننال حمدًا على القتال ضد الأعداء بدون هوادة. فإن نصيب من يقبع في بيته يكون عندئذٍ كنصيب من يقاتل خير قتال، فيحظى كلٌّ من الجبان والشجاع بعين الاحترام، ويستوي في الموتِ الخاملُ ومن كدح طويلًا (الإلياذة ٨).
-
فإذا أنا مكثت هنا وحاصرت مدينة الطرواديين؛ فسأُحرَم من عودتي إلى الوطن، ولكن صيني لن يفنى أبدًا … أما إذا عدت إلى وطني العزيز، فإنني أفقد صيتي المجيد، ولكن حياتي تطول، فلا يواتيني الموت عاجلًا (الإلياذة ٨).
-
ولذا راحت أمي تتوسل إليَّ وتُمسكني من ركبتي دائمًا؛ أن أضطجع أولًا مع المحظية بنفسي؛ كي يصبح الرجل العجوز كريهًا في عينيها. فأطعت أمرها وقمت بالمهمة. (الإلياذة ٨).
-
إذ إن الإثم قوي وسريع الإقدام، فهو يسبق الصلوات جميعًا بمراحل، ويطوف قبلها بالأرض كلها، جاعلًا الناس يسقطون في وهدة الخطيئة … والصلوات تتبعه لعلاج الضرر (الإلياذة ٩).
-
يبدو أنك في كل هذا إنما تقول ما في ذهني، ولكن قلبي يغلي حقدًا كلما تذكرت كيف أهانني ابن أتريوس وسط الأرجوسيين، كما لو كنت غريبًا لا قدر له (الإلياذة ٩).
-
أيْ أصدقائي، ألا يوجد بينكم رجل يستطيع أن يضحي بروحه المغامرة، فيذهب وسط الطرواديين العظيمي الهمة، ويقتل أيَّ محارب من الأعداء، أو يسمع أية شائعة بين الطرواديين أو أية خطة يرسُمونها فيما بينهم، فيعرف إن كانوا سيبقون في مكانهم — بجانب السفن بعيدًا — أم سيتقهقرون ثانيةً إلى المدينة بعد أن هزموا الآخيين؟ (الإلياذة ١٠).
-
ولكن لا تدَع قلبك — بدافع من الإعزاز — يتحول عن الأفضل من الرجال، فتأخذ لنفسك أسوأ رفيق، متأثرًا بقَدْره أو بمولده. كلا، ولو كان ذلك الشخص أرقى محتِدًا. (الإلياذة ١٠).
-
وما إن قالت «إيريس» السريعةُ القدمين هذا حتى انصرفت، فقفز هكتور في عُدَّته الحربية إلى الأرض، يلوِّح برمحيه الحادَّين، منطلقًا إلى كل مكان وسط الجيش، يحثُّ الرجال على القتال، وأثار وطيس المعركة الطاحنة (الإلياذة ١١).
-
وما إن قال هذا حتى أيقظ حماس وروح كل رجل. وكما يحدث عندما يطلق الصياد كلابه البيض الأنياب على خنزير بريٍّ أو ليث، فقد أطلق هكتور بن بريام — نظير أريس مهلك البشر — الطرواديين العظيمي الهمم على الآخيين. وسار هو نفسه بقلب جريء وسط صفوف المقدمة، واقتحم المعركة كأنه الإعصار الجامح الذي ينقضُّ فيهيج البحر البنفسجي اللون (الإلياذة ١١).
-
غير أنهم لم يكادوا ينتشرون في جميع نواحي السهل، حتى أقبلت علينا «أثينا» مسرعة من أوليمبوس ليلًا، تحمل رسالة مؤدَّاها أننا يجب أن نتأهب للمعركة. (الإلياذة ١١).
-
واستولت الدهشة على أخيل، فوثب إلينا من مكانه، وأمسك بأيدينا، وقادنا إلى الداخل حيث أمرنا بالجلوس، كما قدم لنا طعامًا وافرًا … طعامًا يليق بالأضياف. (الإلياذة ١١).
-
وكان العرق يتصبب من رأسه وكتفيه كأنه الأنهار المتدفقة، بينما كان الدم القاتم ينبثق من جرحه الخطير. على أن نفسه لم تكن قد اهتزت (الإلياذة ١١).
-
فلما رآهما خادمه، فرش على الأرض جلود الثيران، ونزع السهم الحاد الطرف من فخذه بسكين، وغسل الدم الأدكن عن الجرح بالماء الدافئ، ووضع فوقه جذورًا مرة بعد أن فركها بين يديه، جذورا تقتل الألم. وبذا أزال جميع أوجاعه، وجفَّ الجرح، وامتنع نزف الدم (الإلياذة ١١).
-
وكانوا كثرة في العدد ووفرة في الشجاعة، وكلهم مشوَّق إلى اقتحام السور وإحراق السفن … ولكنهم ظلوا مترددين؛ لأن طائرًا حلَّق فوقهم … وفي مخالبه ثعبان ضخم … (الإلياذة ١٢).
-
فحول الإله «أبولو» مصبَّات هذه الأنهار معًا، ولمدة تسعة أيام راح يسلط فيضانها ضد السور، كما ظل «زوس» يرسل المطر سيولًا بغير انقطاع؛ لكي يتم اكتساح السور بمزيد من السرعة نحو البحر المالح (الإلياذة ١٢).
-
هكذا انهمرت الرماح من أيدي الآخيين والطروادبين معًا، وكانت الخوذات — وكذا التروس المطعمة — تَقعقعُ في عنف كلما أصابتها الأحجار الكبيرة (الإلياذة ١٢).
-
هكذا قال، ولكن كلماته لم تزحزح عقل زوس؛ إذ كان زوس مصممًا على ألا يعطي المجد إلا لهكتور (الإلياذة ١٢).
-
وطار النسر نفسه وهو يطلق صرخات مدوية مع هبات الريح. فارتعد الطرواديون عندما أبصروا الثعبان يتلوى في وسطهم، علامةً من زوس حامل الترس (الإلياذة ١٢).
-
وليس هناك سوى فأل واحد هو الأفضل … ذلك هو أن يقاتل المرء من أجل وطنه. (الإلياذة ١٢).
-
وشرعت اللُّجج الصاخبة ترتفع عاليًا حول أخيل بصورة فظيعة، ودفعه التيار إلى الخلف وهو يتلاطم فوق ترسه، فلم يُفلح أخيل في الوقوف ثابتًا على قدميه … وتعلق بشجرة دردار سامقة، جميلة الشكل، فانخلعت من جذورها وسقطت، فمزقت الضفة كلها، وامتدت عبر المجاري الهادئة بأغصانها الغليظة، وسدت النهر نفسه، وقد سقطت بطولها في داخله (الإلياذة ٢٠).
-
فإن جميع الرجال في الحرب سواسية، وإني لأوقن من أنكم أنفسكم تعرفون ذلك، فلا تسمحوا لرجل بأن يدير ظهره للسفن بعد أن سمع الآن من يحضُّه ويحمِّسه (الإلياذة ١٢).
-
أما الآن، وأقدار الموت تطاردنا على أية حال … أقدار لا حصر لها، وليس لإنسان أن يُفلت منها أو يتحاشاها، الآن، هلم بنا نذهب؛ سواءٌ أتحنا المجد لغيرنا، أو أتاح لنا الغير مجدًا (الإلياذة ١٢).
-
عندئذ خرجت وحوش البحر تقفز من كل جانب، وانشق البحر أمامه في سرور، فانطلق الجوادان يسابقان الربح … صوب سفن الآخيين (الإلياذة ١٣).
-
وتدثَّر هو بالذهب حول جسده، وأمسك في يده سوطًا من الذهب جميل الصنع، واعتلى ظهر عربته، وأنشأ يقودها فوق الأمواج. وعندئذٍ أخذت وحوش البحر تقفز تحته من كل جانب، خارجة من قرار الأعماق؛ لأنها كانت تعرف سيدها تمامَ المعرفة (الإلياذة ١٣).
-
فإن الشجاعة تدبُّ — حتى بين الجبناء — من الزمالة، وحين نكون معًا نعرف جيدًا كيف نقاتل مع الشجعان (الإلياذة ١٣).
-
وا عجباه! إن أسيوس لم يسقط دون ثأر … بل إنني لأعتقد أنه سيكون سعيد القلب وهو يسير إلى هاديس، حارس الأبواب القوي؛ لأنني أرسلت من يصحبه في تلك الطريق (الإلياذة ١٣).
-
إليَّ، يا أصدقائي، أغيثوني؛ فإني هنا وحيد، وأخشى بأس إينياس السريع القدمين، الذي يهاجمني. إنه قوي جدًّا في قتل الرجال في المعركة، كما أنه يتمتع بزهرة الشباب التي تكمن فيها منتهى القوة. ولو أنه وإياي كنا في سن واحدة، وكنا بنفس الحمية التي نحن فيها الآن، لنال أحدنا النصر العظيم عاجلًا (الإلياذة ١٣).
-
إن لديهم ما يكفي من كل شيء: من النوم، والحب، والغناء العذب، والرقص البديع … التي يؤثِر المرء أن ينغمس فيها من أن ينغمس في الحرب، ولكن الطرواديين مدمنو قتال (الإلياذة ١٣).
-
أيْ هكتور، ما أصعب التفاهم معك! فإنك لا تُصغي إلى نصح الناصح، فبقدر ما حبَاك الله به من تفوق في أعمال الحرب، فإنك في الرأي كذلك معروف بالتفوق على الجميع. (الإلياذة ١٣).
-
ونزعت عن صدرها الزنار المطرز، العجيب الصنع، الذي رسمت عليه صور جميع ألوان الإغراء، فكان عليه الحب، وعليه الشهوة، وعليه الجماع؛ مما يسلب عقل أحكم الناس (الإلياذة ١٤).
-
هلم بنا ننزل إلى المعركة، رغم ما بنا من جراح، طالما كانت الحاجة تتطلب منا هذا. وهناك، فلننأَ بأنفسنا عن مرمى الرماح؛ خشيةَ أن يصاب أحدنا بجرح فوق جرحه. أما الآخرون فيجب علينا أن نحثَّهم ونرسلهم إلى المعركة، أولئك الذين تركوا العِنان لسخطهم، فوقفوا على حِدة دون قتال (الإلياذة ١٤).
-
بهذا الزيت دهنت جسمها البَضَّ الجميل، وصففت شعرها، وجدلت بيدها غدائرها البراقة، الجميلة الأمبروسية، التي كانت تنساب من رأسها الخالد. وبعد ذلك ارتدت ثوبًا معطَّرًا كانت «أثينا» قد صنعته لها بمهارة فائقة (الإلياذة ١٤).
-
وسترت الربة نفسها بخمار يغطي كل شيء … خمار جل يتلألأ ناصعًا في ضياء الشمس. وثبتت في قدميها اللامعتين نعليها البديعين. وبعد أن تبرجت وزينت جسمها بكل صنوف الزينة، خرجت من حجرتها (الإلياذة ١٤).
-
وكما يحدث عندما تسقط شجرة بلُّوط — وقد اجتثت جذورها — بفعل صاعقة من صواعق الأب زوس، فيصعد منها دخان الكبريت المخيف، وتفيض جرأة كل من يقف على مقربة؛ فزعًا من صاعقة زوس العظيم، هكذا سقط هكتور القوي إلى الأرض في الحال، يتخبط في الثرى، وسقط الرمح من يده (الإلياذة ١٤).
-
كان نصيبي البحرُ ذو الزَّبد الأبيض، ليكون موطني إلى الأبد … وكان الظلام الدامس من نصيب هاديس. بينما فاز زوس بالسماء الفسيحة وسط الفضاء والسحب. أما الأرض وأوليمبوس الشامخ فقد بقيت حتى الآن مشاعًا بيننا جميعًا (الإلياذة ١٥).
-
إن ما تراه عيناي لمعجزةٌ كبرى حقًّا؛ إذ كيف نهض هكتور هذا ثانيةً ونجا من المصير المقدر؟ … الحق أن كل رجل منا كان يعتقد — في فؤاده — أنه قد مات بين أيدي أياس بن تيلامون … ولكن العجيب أن أحد الآلهة قد خلص هكتور ثانيةً وأنقذه، هذا الذي أرخى ركب كثير من الدانيين (الإلياذة ١٥).
-
فانغرس السهم المشحون بالأنات في قفاه، وسقط من العربة المسكينة، وعند ذلك انحرفت الجياد جانبًا، وقرقعت العربية الخاوية (الإلياذة ١٥).
-
فليس من العار أن يموت المرء وهو يقاتل من أجل وطنه، بل إن زوجته ستكون آمنة، من بعده، وكذا أطفاله … وستغدو أرضه وداره بعيدة عن الأذى؛ إذا رحل الآخيون بسفنهم إلى أرض وطنهم العزيز (الإلياذة ١٥).
-
أصدقائي، كونوا رجالًا، واخجلوا من أولئك الأقوام، وليتذكر كل واحد منكم أطفاله وزوجته، وأملاكه وأبويه، أحياءً كانوا أم أمواتًا، مِن أجل من هم ليسوا معنا هنا، أتوسل إليكم الآن أن تقفوا بثبات، وألا تركَنوا إلى الفرار (الإلياذة ١٥).
-
ومع كلٍّ فلندَع الماضي لأنه فات وانقضى، وليس لإنسان أن يضمر الغضب إلى الأبد. (الإلياذة ١٦).
-
وما إن قال هذا حتى أثار قوة جميع الرجال وشجاعتهم، فازدادت الصفوف تقاربًا عندما سمعوا مليكهم (الإلياذة ١٦).
-
وهكذا قتل كل قائد من قادة الدانيين غريمًا. وكما تهجم الذئاب الفاتكة على الحُمْلان أو الجِداء منتقيةً إياها من القطعان؛ إذ تتناثر وسط الجبال في غفلة من الراعي، فتبصر بها الذئاب، وفي الحال تخطف صغارها الضعيفة القلوب … هكذا أيضًا هجم الدانيون على الطرواديين، فإذا هؤلاء يوطدون العزم على الفرار المزري، وينسون شجاعتهم الثائرة (الإلياذة ١٦).
-
وانقضَّ على مقاتلي المقدمة أشبه بنسر سريع، يضطر العقاعق والزَّرازير إلى الفرار أمامه … هكذا انقضضت يا باثروكلوس، يا سيد الفرسان، على اللوكيين والطرواديين، وقد امتلأ قلبك بالغضب من أجل زميلك (الإلياذة ١٦).
-
ثلاث مرات انقضَّ عليهم، كأنه أريس السريع، وهو يصيح صيحةً مخيفة … وثلاث مرات قتل تسعة رجال. بيد أنه عندما انقضَّ للمرة الرابعة، كإله، عندئذٍ ظهرت لك، يا باتروكلوس، خاتمة الحياة؛ إذ تصدَّى لك أبولو في الصراع العنيف، وإنه لَإلهٌ بغيض. (الإلياذة ١٦).
-
لِم يا باتروكلوس تتنبأ لي بالهلاك الأكيد؟ من يدري لعله مصير أخيل بن ثيتيس الجميلة الجدائل، فقد أكون الضارب أولًا برمحي فيفقد حياته؟ (الإلياذة ١٦).
-
فوقف هكتور بعيدًا عن المعركة، وخلع حلَّته الحربية، فأسلمها إلى الطرواديين، وارتدى حلة أخيل بن بيليوس … فلما أبصره زوس هز رأسه، وقال في نفسه: «واهًا لك أيها المسكين!» (الإلياذة ١٧).
-
وعلى ذلك فليعُدْ كل منكم فورًا ويواجه العدو؛ سواء مات أو عاش، فهذه هي لذة الحرب (الإلياذة ١٧).
-
وازدادت المعركة حول الجثة وحشية، ولم يستطع أريس مثيرُ الجيوش، ولا أثينا — عند رؤيتهما ذلك الصراع — أن يخفِّفا من حِدَّته، رغم أن غضبهما كان بالغ الشدة (الإلياذة ١٧).
-
وظلت الدموع تنهمر سخينةً من مآقيهما، فتتساقط على الأرض، وهما يبكيان شوقًا إلى سائقهما. وكانت أعرافهما الرائعة قد تلوثت وهما يتململان — تحت وسادة النَّير — على هذا الجانب وذاك (الإلياذة ١٧).
-
هكذا تكلم، فغشيت سحابة من الكآبة نفس أخيل، فأخذ التراب القاتم بكلتا يديه، ونثره فوق رأسه، فلوَّث وجهه الجميل، وسقط الرماد الأسود فوق عباءته المعطرة، وانبطح على الثرى بشدة بقدر قوته، وأخذ يشد شعره وينزعه بكلتا يديه (الإلياذة ١٨).
-
محكوم عليك، يا بني، أن تموت عاجلًا؛ ما دمت تتكلم هكذا، فبعد هكتور مباشرة يكون موتك قريبًا جدًّا (الإلياذة ١٨).
-
وكما يفشل رعاة المزرعة في إقصاء ليث غضنفر عن جثة، عندما يعضُّه الجوع، هكذا أيضًا لم يُفلح الأيانتيس، المحاربان، في إرهاب هكتور بن بريام وإبعاده عن الجثة (الإلياذة ١٨).
-
أيْ ثيتيس الطويلة الرداء، ماذا أتى بك ضيفةً مبجَّلة، أثيرة بترحيبنا؟ … لم تكن عادتك من قبلُ أن تُكثري التردد علينا، فأفصحي عما بنفسك؛ فإن قلبي ليأمرني بتحقيقه ما استطعت، إذا كان مما يمكن تحقيقه (الإلياذة ١٨).
-
يا ابن أتريوس، سوف تكون بعد هذا أكثر عدلًا مع الآخرين؛ لأنه ليس من العار في شيء أن يقدم الملك الصلح لغيره، عندما يكون قد أمعن في إغضابه بلا سبب (الإلياذة ١٩).
-
وما إن وقع بصر بريسايس — الشبيهة بأفروديتي الذهبية — على باتروكالوس مشوهًا بالبرونز الحاد، حتى ارتمت بجانبه تصرخ عاليًا، ومزقت صدرها وعنقها الرخص ووجهها الفاتن بيديها (الإلياذة ١٩).
-
كسانثوس، لِم تتنبأ بموتي؟ لا حاجة بك إلى هذا إطلاقًا، فأنا نفسي أعلم عِلمَ اليقين أنه مقدَّر عليَّ أن أموت هنا، بعيدًا عن أبي العزيز وأمي. ومع هذا، فإنني لن أكف عن القتال إلا بعد أن أُشبع الطرواديين بالحرب (الإلياذة ١٩).
-
ووزن رمحه وقذفه، ولكن أثينا أرسلت ريحًا أبعدته عن أخيل المجيد، فارتد عائدًا إلى هكتور العظيم، وسقط أمام قدميه (الإلياذة ٢٠).
-
فلما جاء عهد الرخاء أنهى مدة عملنا، وسلبنا لاوميدون الفظيع كل أجرنا، وطردنا مهددًا متوعدًا بأن يقيِّد أرجلنا وأيديَنا، ويبيعنا في جزر نائية … وتظاهر بأنه سيقطع آذاننا بالبرونز، فرجعنا غاضبين، متحسرين على الأجر الموعود الذي لم يعطنا إياه (الإلياذة ٢٠).
-
بمثل هذه الصورة تألق البرونز فوق صدر أخيل وهو يعدو، فانبعث من الشيخ أنين، ولطم رأسه بيديه ورفعهما إلى فوق، وهو يصيح متوسلًا إلى ابنه العزيز الذي كان واقفًا أمام الأبواب توَّاقًا في حماس إلى مقاتلة أخيل (الإلياذة ٢١).
-
لا غبار على الشاب — إذا قُتل في المعركة — أن يرقد ممزقًا بالبرونز الحاد، وكل شيء يبدو نبيلًا رغم موته. بيد أن أقصى ما حل بالبشر أن تعبث الكلاب بالرأس الأشيب واللحية البيضاء، وأن يتعرى الشيخ المسن وهو قتيل (الإلياذة ٢١).
-
فلما بلغا الجدولين للمرة الرابعة رفع الأب كفتَي الميزان الذهبيتين عاليًا، ووضع فيهما مصيرين للموت المفجع؛ أحدهما لأخيل، والثاني لهكتور مستأنس الجياد، ثم أمسك الميزان من وسطه ورفعه، فهبط يومَ موت هكتور، ورحل إلى هاديس (الإلياذة ٢١).
-
عليك الآن أن تدفع الثمن كاملًا؛ ثمن أحزاني على أصدقائي الذين قتلتَهم وأنت هائج برمحك! (الإلياذة ٢٢).
-
وفي موته خاطبه أخيل العظيم قائلًا: «ارقد ميتًا، أما حتفي فسوف أرضى به، عندما ينتوي زوس وغيره من الآلهة الخالدين أن يُنفِذوه.» (الإلياذة ٢١).
-
فهبطت على عينيها ظلمة الليل وطوقتها، فسقطت مغشيًّا عليها إلى الخلف وهي تشهق. (الإلياذة ٢٢).
-
إن يوم اليتم يقطع الطفل عن أصدقاء شبابه، ويجعله دائمًا مطأطئ الرأس، مبلل الخدين بالدموع. وإذا ما احتاج التجأ إلى أصدقاء أبيه، يجذب هذا من مِعطفه، وذاك من عباءته، فإذا ما تحركت الشفقة في نفس أحدهم نحوه، رفع كأسه مكتفيًا أن يرطب شفتيه، دون أن يبلل حلقه! (الإلياذة ٢٢).
-
وأنت نفسك، يا أخيل الشبيه بالآلهة، مكتوب لك أن تموت تحت أسوار الطرواديين الأثرياء (الإلياذة ٢٣).
-
يا نسل زوس، يا ابن لايرتيس، يا أوديسيوس الكثير الحيل، ارفعني من الأرض أو دعني أرفعك … والنتيجة بعد ذلك في يد زوس (الإلياذة ٢٣).
-
من أصاب اليمامة المرتجفة، حمل إلى وطنه جميع الفئوس المزدوجة الرءوس. أما من أصاب الحبل، وإن أخطأ الطائر، فسيحمل جائزة الخاسر؛ وهي الفئوس الفردية الرءوس. (الإلياذة ٢٣).
-
وأرقدوا هكتور على فراش موشًّى، وإلى جانبه وقفت خير النائحات اللاتي يُنشِدن المراثي … وكانت زوجته وأمه هما البادئتان بالعويل (الإلياذة ٢٤).
-
أما سرقة هكتور الجسور فيجب أن نتخلى عنها؛ إذ لا يليق أن يتم دون علم أخيل؛ لأن أمه دائمًا ما تقف إلى جانبه كالليل والنهار (الإلياذة ٢٤).
-
ثم هبط إلى خزانة كنوزه ذات السقف المقبَّى، والمعطرة بخشب الصندل، وكان بها ما لا يحصى من النفائس (الإلياذة ٢٤).
-
تحمل يا سيدي ولا تستسلم للبكاء؛ فلن يُجديَك الحزن على ولدك شيئًا، ولن يعيده إلى الحياة، وإلا مسَّك — قبل ذلك — شرٌّ آخر (الإلياذة ٢٤).
-
وبعد أن أشبعوا رغبتهم في الطعام والشراب، أعجب بريام بن داردانوس بأخيل؛ فما كان أجمله! وما كان أعظمه! … كان المرء يَخال أنه يرى إلهًا في شخصه! كذلك أعجب أخيل ببريام بن داردانوس؛ إذ كان مَهيب الطلعة، وهو يتطلع إليه ويصغي إلى حديثه (الإلياذة ٢٤).
-
هكتور، يا أعزَّ جميع أولادي إلى قلبي، لقد كنت عزيزًا على الآلهة في حياتك؛ لذا كانوا يهتمون بك رغم تعرضك للموت (الإلياذة ٢٤).
-
وكنت تدافع عني بالكلام وتردعهم برقَّة روحك وألفاظك الوديعة؛ لذا أَبكيك كما أبكي نفسي التعِسة، والغم يملأ قلبي؛ فلم يعُدْ لي بعد الآن في «طروادة» الفسيحة من يكون رقيقًا معي أو رحيمًا بي، بل سيجفوني الرجال جميعًا ويُعرِضون عني (الإلياذة ٢٤).
هيبوقراطيس
-
الحياة قصيرة، أما فن «العلاج» فطويل.
-
الإفراط ضد الطبيعة.
هيراقليتوس
-
كل حب قابل للشفاء … إلا الحب الأول … ويتوهم من يحسب أن الحب يتكرر … إذ إن كل حب جديد ليس إلا انتكاسًا.
-
مثل الحب الأول مثل الجدري … فإنه يترك أثرًا فارقًا لا يزول … هو الحنين الذي يدفعنا نحو حب ثانٍ … وثالث …
-
الأشياء كلها حسنة وخيِّرة وصحيحة عند الله، ولكن الناس يرون في الأشياء ما هو خطأ وما هو صواب.
-
إن عين الشيء فينا الذي هو سريع وميت، متيقظ ونائم، صغير ومسن، أما باقي الأشياء فقد انتقلت وأصبحت لاحقة، ثم انتقلت اللاحقة بدورها وأصبحت الأولى.
-
كل شيء يسيل، ولا شيء ثابت.
-
إن العيون والآذان شواهد سيئة للرجال إذا كانوا لا يملكون أرواحًا لا تفهم لغتهم.
-
إن الله هو النهار والليل، والشتاء والصيف، والحرب والسلم، والشِّبع والجوع، كالنار تمامًا إن تُمزج بالعطور تسمى على حسب رائحة كلٍّ منها.
-
أنت لا تستطيع أن تخطو مرتين في مجرًى واحد.
-
النار تحيي موت الهواء، والهواء موت النار، ويحيي الماء موت الأرض، والأرضُ موتَ الماء.
-
سيَّان عندي يومٌ واحد وكل يوم.
-
يجب طرد كتب هوميروس وأرخيلوخوس من جميع الأماكن.
-
يجب على الرعايا أن يجتهدوا الغاية، ويبذلوا جهودهم في العمل بالقوانين وفي حماية البلاد، ويبادروا بإزالة الحقد والغل من بينهم.
-
النار هي الأصل الأول لجميع الأشياء.
-
ليس في الكون عالم غير هذا، وقد تم الإيجاد، فلا أبدعَ منه.
-
كل شيء يتغير إلا قانون متغير؛ إنكم لا تهبطون نهرًا بعينه مرتين.
-
إن عنصر النار يتغير بالتكاثف حتى يصير هواء، وهذا الهواء أيضًا يتغير بالتكاثف، ويصير ماء، وكذلك عنصر الماء يصير بالتكاثف ترابًا، ثم ينعكس التغيير، فإذا تفرق التراب تغير، وصار ماء، ثم الماء بالتفرق هواء، والهواء نارًا.
-
الكون ممتلئ من الجن والعقول.
-
إني أفنيت عمري في البحث عن الروح بلا طائل؛ حيث لم أظفر بحقيقتها؛ لشدة خفائها.
-
إن سبب اختلاف منازل القمر هو أن زورقه ليس كثير الدوران، بل يدور شيئًا فشيئًا.
هيرودوت
-
إنك تثير ما لا يصح أن يثار.
-
الدكتاتور يساعد دكتاتورًا.
-
الأذن شاهد لا يوثَق به، كالعين تمامًا.
-
لا تدْعُ إنسانًا سعيدًا حتى تعرف نهاية حياته، فإلى تلك الساعة يمكن أن يُدعى موفَّقَ الطالع.
هيكاتو
-
إن تحب أحببت.
يوبولوس
-
ولكن الرجال الضعفاء القلوبِ لم يقيموا قط نصبًا تذكاريًّا.
يوريبيديس
-
إنني أجاهر بمقتي للمرأة المتعلمة. … ليت بيتي لا يأوي أبدًا امرأة تعرف أكثر مما يجب عليها معرفته.
-
لغة الصدق بسيطة.
-
شخص واحد لا يرى كل شيء.
-
من ساءت مبادئه ساءت خواتمه.
-
يقال إن الهدايا تحث الآلهة أيضًا.
-
مهما اشتدت الرزايا لم تخْلُ من أبواب الفرج.
-
يلزم الأميرَ أن يسُرَّ الكثيرين.
-
نسيان المصائب ربح أكيد.
-
ولكن فلتعلمن أن الموت ضريبة لا مفر لنا من دفعها.
-
من يدري أن الحياة ليست موتًا وأن الموت ليس حياة!
-
تجلب المرأة للرجل أعظم بركة وأكبر هلاك.
-
إذا مات الصالح لم يمُت صلاحه، بل يبقى حيًّا، وإذا مات الطالح مات كل ما له ودُفن معه.
-
من أهمل العلم في حداثته، أضاع الماضي والمستقبل.
-
إنني أحب السلام، لكنني أقول لك أيها السيد الشرير، برغم أنك قد جئت مدينتنا فلن تستطيع الحصول على ما تتوقعه. أنت لست الوحيد الذي يحمل رمحًا أو درعًا مصفَّحًا بالنحاس.
كلا أيها المتطلع للحرب، أحذِّرك ألا تجلب مصائب الحروب إلى مدينتنا الجميلة، فاكبح جماح نفسك.
-
واحد يرغب في قيادة الجيش، والآخر في القوة ليملي إرادته، وآخر في الثروة، لا يعبئون بأي ضرٍّ يقاسيه الناس.
-
عندما تصوِّت مدينة على الحرب، فإن أي رجل لا يأخذ في اعتباره موته هو، وإنما يمرر هذه الكوارث إلى جيرانه، لكن لو كان الموت مائلًا أمام أعينهم وهم يصوتون على الحروب، ما اندفعت بلاد اليونان إلى مصيرها في رغبة محمومة للقتال.
-
السلام هو أصدق أصدقاء أرباب الموسيقى والفنون، لا يتفق مع الأسى، والذي تتمثل سعادته في نسل سعيد من الأطفال، والاستمتاع بالرخاء، هذه هي المزايا التي نقذفها بعيدًا عنا إذا نحن اشتغلنا بالحرب بشر، حين يستعبد الرجل أخاه الأضعف منه، وتحذو المدن حَذوهم.
-
من كان حكيمًا يجب عليه تجنبُ خوض الحروب، ولكن إذا كان لا مفر منها، فإن الموت بشجاعة يتوِّج المدينة بالعظمة والفخر، أما الموت بجبن فيجللها بالعار.
-
يجب أن أحذر أبوللون مما يحدث له … فقد اغتصب عذراء وبرهن على عدم إخلاصه لها، فبعد أن أنجب ابنًا سرًّا تركه للموت، أوَّه فويبوس، لا تكن كذلك لأنك قوي، كن عادلًا، فما من البشر الفانين أخطأ إلا وعاقبتْه الآلهة.
-
ماذا سأقول يا زوس؟ ألا ترى البشر؟ أم أننا نتمسك بهذا المجد الخيالي عبثًا! نحن الذين نعتقد بوجود جيش الآلهة، بينما تسيطر الصدفة على كل الأشياء بين البشر.
-
نعم، فالبشر يعيشون بالقوانين المستقاة من الآلهة.
-
أوَّه زوس، كيف يقولون إن البشر الضعفاء هم حكماء؟ ألا نرتبط نحن بإرادتك، وما نفعله أليس هو ما تريده أنت؟
-
أهناك إله أو قوة عُليا تُنقذني من محنتي؟
-
نحن عبيد الآلهة مهما تكن الآلهة.
-
الإله يرى كل شيء، ولكنه نفسه لا يُرى أبدًا.
-
بشَر كما أنا، أنا لا أحتقر الآلهة.
-
أنا لم أنغمس في خباثات حول قوى السماء، فالإيمان الذي ورِثناه عن آبائنا قديم كالزمن نفسه، لن يهزَّه أي منطق.
-
نحن منساقون في نهر مظلم من الأساطير.
-
من هو العرَّاف؟ إنه شخص ينطق بقليل من الصدق وكثير من الكذب، وبما أن الصدفة هي التي توجهه فالاعتقاد فيه يقاس بمدى نصيبه من الحظ.
-
لا يوجد رجل اغتنى بنبوءة إذا كان كسولًا، فأفضل العرافين يحكمون بالفطنة والذكاء.
-
وفيما يخص الطيور التي تحلق فوق رءوسنا؛ وداعًا إلى الأبد لهم.
-
من الذي يعرف ما إذا كان هذا الشيء الذي ندعوه الموت هو الحياة؟ وأن حياتنا هي الموت بعينه؟ من يعرف؟ ما عدا أننا تحت الشمس نعيش مرْضى، ونعاني، وأن هؤلاء الذين ذهبوا عنا ليسوا بمرضى، ولن يصابوا بضرٍّ أبدًا.
-
مِن بين كل الشرور العديدة التي تزعج اليونان؛ لا يوجد ما هو أسوأ من جماعة الرياضيين.
-
لا أستطيع أن أقر عادة اليونانيين الذين من أجل خاطر هؤلاء الرجال يعقدون اجتماعًا، ويكرمونهم لأجل لذَّات غير ذات فائدة؛ حتى يزيدوا أعيادهم عظمة.
-
أي عون يستطيع رجل حصل على تاج للمصارعة الجيدة أن يقدمه لوطنه؟ أو رجل ذو أقدام سريعة، أو من يرمي القرص، يسدد ضربة محكمة إلى الفك؟ هل سيقاتلون العدو بالقرص في أيديهم، أو بدون درع، سيضربون بقبضاتهم ويلقون بالعدو خارج أراضيهم؟
-
أعتقد أنه من المناسب أننا يجب أن نتوِّج بالأغصان الرجالَ الحكماء والخيِّرين، وأيضًا من يوجه الدولة إلى الخير، الرجل الرزين والعادل، وأيضًا من يستطيع منع الأعمال الشريرة ببلاغته، ويُبعِد القتال والشغب؛ لأن مثل هذه الصفات هي التي تصلح لكل المدينة ولكل اليونان.
-
لماذا بحقٍّ نجتهد نحن البشر في تعلم كل المهارات الأخرى كما يجب، ونسعى لتملك ناحيتها؟ «وفيما يخص» فن الإقناع، سلطان البشر بلا منازع، فإننا لا نبذل الجهد، ولا ندفع أجورًا كي نتعلم هذا الفن تعليمًا متقنًا؛ حتى يمكن أن نثني العقول، وننجح في تحقيق ما نبغي أيضًا. إذن كيف يمكن للإنسان أن يأمُل في النجاح؟
-
فلا الأرض، أو البحر، أخرجت مثل هذا الجنس المفسد (يقصد النساء)، ويعرف هذا جيدًا من يتعامل معهن.
-
أيها الإله زيوس، أمِنْ أجل شفاء الرجال وصفت النساء، هذا الشر المزين، ليستقروا حيث تشرق الشمس!
-
ومِن هذا يبدو واضحًا أي لعنة هي المرأة؛ حتى إن أباها الذي أنجبها ورعاها، حتى ينهي متاعبه، يضيف عليها بائنةً حتى يتخلص منها.
-
لقد تعلمت أن أعرف جيدًا أني لست إلا امرأة؛ شيء لا يكترث به العالم.
-
إن فقدان رجل لَهُو شيء تشعر به أسرته تمامًا، بينما فقدان المرأة شيء غير ذي بال.
-
ليس من الحق أن يدخل هذا الرجل (أخيليس) في قتال مع كل الأرجوسيين، أو يُقتل من أجل امرأة، فمن الأفضل أن يرى رجل واحد الضوء عن عشرة آلاف امرأة.
-
من بين كل المخلوقات التي تنعم بالحياة والشعور، فنحن، النساء، أتعس هذه المخلوقات، أولًا يجب أن نشتري لأنفسنا زوجًا بسعر باهظ، وعلى أنفسنا ننصب سيدًا، وهو شر يفوق الشر الأول، وهنا تكمن النتيجة الأكثر خطرًا؛ هل سيكون الاختيار صالحًا أو سيئًا؟ فالطلاق هو شيء مُشين للمرأة، ولا يمكننا أن نرفض سادتنا (أزواجنا).
-
عندما يتكدر الرجل مما يصادفه داخل بيته، فهو يخرج (ليلهو) مع أصدقائه أو رفقاء في نفس سنه؛ ليخلص روحه من المتاعب، بينما نحن لا نملك لراحتنا سوى نفس واحدة (هي نحن)، وهم يقولون إننا نحيا حياة آمنة في المنزل، بينما هم يخرجون للمعارك، وبهذا المنطق الخاطئ، فأنا أفضِّل أن آخذ مكاني في صفوف المقاتلين ثلاث مرات عن أن ألِدَ مرة واحدة.
-
زينة المرأة في الصمت والفطنة، وأن تحتجب في بيتها.
-
إنني أكره المرأة الذكية، أبدًا لن تضع قدمها في بيتي، تلك التي تتطلع لأن تعرف أكثر مما تحتاجه النساء؛ لأن أفروديتي وضعت في هامة النساء الذكيات أكبر قسط من الشر، أما المرأة غير الذكية، فعقلها الضحل يمنعها من الرعونة.
-
فمثلًا إذا تطلَّع رجل إلى طبقة أعلى من طبقته، فلن يكون هناك حديث عن الزوج، وإنما فقط عن الزوجة.
-
المواطنون ثلاث طبقات: الأغنياء؛ وهم طبقة لا نفع فيها، فهم دائمًا يتطلعون للأكثر، وطبقة الفقراء والمعدمون؛ وهي طبقة يُخشى منها، مليئون بالحسد، يطلقون سهام شرورهم ضد من يملكون شيئًا، ينساقون مخدوعين ببلاغة زعماء أشرار، أما الطبقة الثالثة فهي الوسطي، حافظة المدن، وهي تحمي النظام الذي اختارته الدولة.
-
على المرأة أن تقف دائمًا إلى جوار المرأة.
-
من أهمل العلم في حداثته أضاع الماضي والمستقبل.
-
قد أقسم به اللسان، ولكن العقل لم يتقيد بهذا القسَم.
-
ثق بنفل ثم استعن بالله؛ فإنه يعين من يعين نفسه.
-
إن هذا أيضًا من صفات الرجولة؛ أعني التبصر.
-
الجد أبو الشهرة.
-
لا صديق للخطب.
-
المال يجد الأصدقاء لأربابه، وهو قوة عظيمة بين البشر، ويا لقوة المجهول الوارث!
-
ما أحلى تذكُّر المشاقِّ عندما تكون آمنًا!
-
لا يقبل الموت عذرًا.
-
إنما الفضيلة تتقدم بالكد.
-
الأجسام الخالية من العقل كالتماثيل في السوق العامة.
-
تكثر القُرح في طبيب الآخرين.
-
إنما فقدان الحظ فقر.
-
إن أريس (إله الحرب) يمقت الذين يترددون.
-
يجب على العقلاء أن يمتلكوا حياتهم بالألم.
-
ما أتعسَ الابنَ الذي لا يحترم والديه!
-
لو دققنا النظر لرأينا أن النعمة ساكنة على مقربة منا.
-
لساني هو الذي أقسم، وليست روحي.
-
خير ما يلاقيه الرجل زوجة ترثي لبلواه.
-
الشيوخ الذين يطلبون الموت كاذبون، وطلبهم له عار، وإذا دنا الموت منهم لم يرحبوا به ولو كانت الشيخوخة عبئًا عليهم!
-
إنه خير عراف من يُحسن التخمين.
-
تغير الأشياء كلها يجلب البهجة.
-
إنها لمنازلة خاسرة أن تخوض غمارها بيد واحدة.
-
إنني أمقت الفيلسوف غير الحكيم مع نفسه.
-
لا يتذكر الرجل المحترم جراح الماضي.
-
إن نافورات الأنهار المقدسة تتدفق إلى أعلى (أي كل شيء منقلبٌ رأسًا على عقب).
-
الحياء والصمت … أجمل زينات المرأة.
-
أمواج البحر المحيطة … ولهيب النار المتأججة … وجنادل الأنهر العظيمة؛ كلها رهيبة مخيفة … ولكنها ليست شيئًا بجانب نظرات الحب من المحبوبة وجلال جمالها.
-
إن كيبريس هي شاهدتي على أنني ما اخترقت عذريتها، فهي ما تزال كما لو لم تتزوج غير جدير بها كما أنا، إلا أن الشرف يمنعني أن أسيء إلى ابنة رجل فاضل.
-
فأنت لم تسخر مني في مصابي، ومن النادر أن يجد البشر دواءً شافيًا كهذا يلطِّف من جراحهم القاسية، كما هو شأني عندما وجدته فيك.
-
بين البرابرة الكل عبيد … عدا واحد فقط.
-
ليس أعدى للمدينة من حاكم مطلق؛ حيث إنه في المقام الأول لن توجد قوانين عامة للجميع، لكن رجلًا واحدًا هو المستفيد؛ لأنه في يديه وعنده فقط يُحفظ القانون، وفي هذه الحالة فالمساواة تنتهي، لكن عندما تُكتب القوانين فالفقير والغني، على حد سواء، سينعمون بعدالة متساوية، ويكون مسموحًا للضعيف أن يستعمل نفس الأسلوب تجاه المحظوظين، عندما يُظلم بواسطتهم، وينتصر الضعيف على القوي إذا كان الحق في جانبه.
-
وحيثما كان الشعب هو الحاكم المطلق في أرضه فهو يبتهج في الحفاظ على مواطنيه من الشباب، بينما الحاكم المستبد بالمُلك يعتبِر هذا عنصرًا معاديًا، ويرغب دائمًا في القضاء على زعماء الرجال وكل من يظنهم فَطِنين؛ خوفًا على سلطانه.
-
وهكذا كيف يمكن لمدينة أن تظل قوية حيث يوجد من يقضي على كل مشروع! ويخص الشباب كزهور المراعي في وقت الربيع. وما فائدة اكتساب الثروة والعيش الرغد للأطفال إلا لزيادة ثروة الطاغية بجهد الفرد فقط!
-
لماذا ننشِّئ بناتنا العذارى على الفضيلة في منازلنا؛ لكي نرضي نزوات الطاغية كلما أراد، ويسبب الأسى لهؤلاء الذين ربوهن!
-
ولكني سأطلب موافقة المدينة بأجمعها، والتي ستصدِّق على رغبتي، فبالتشاور في الأمور معهم سأجد الشعب هو الحاكم الأفضل.
-
أيتها السلالة الجاحدة، يا من تطمحون إلى المجد بتملق الغوغاء، ليتني لم أعرفْكم، يا من تؤذون أصدقاءكم دون أي اعتبار، وتتحدثون بأي شيء من أجل كسب رضى الغوغاء.
-
ويحي … كم أن طبيعة العبودية لعينة! وكم يتحمل المهزوم بقوة السلاح من مهانة!
-
هناك شيء واحد فقط هو الذي يجلب العار للعبد؛ اسمه، وفيما عدا كل هذا، فلا يوجد عبد مستقيم أسوأ من رجل ذي مولد حر.
-
إن حرية العبيد هي أن يكون عبدًا.
-
تسوقهم بطونهم، تُتلفهم النعمة، غير جديرين بالثقة.
-
أيها الرجل العجوز، راعي أطفال جاسون، عندما يسوء مصير سادتنا يحزن العبيد الطيبون، ويمس هذا قلوبهم.
-
إنه لخادم بائس؛ هذا الذي لا يهتم بمشاغل سيده، ولا يتعاطف مع أحزانه وأفراحه، فبرغم أنني ولدت عبدًا إلا أنني أضع نفسي في عداد الخدم الأمناء؛ لأنني في قلبي حر، رغم أن اسمي ليس كذلك.
-
تعالَ أيها الصديق القديم، لقد وقفت إلى جانبي، وأخذت نصيبك كاملًا من العمل الشاق، فتعالَ الآن وكن شريكًا في سعادتي.
-
وأخذ كل الخدم في المنزل يبكون، آسفين من أجل سيدتهم، لكنها مدت يدها لكلٍّ منهم، ولم يكن هناك أحد وضيع، فكلمتْهم وتلقَّت إجابتهم.
-
إنه لمن المجد أن أموت في سبيل قضية سيدي.
-
الموت من أجل سادتهم هو أفضل موت يستطيع العبيد الفضلاء أن يجدوه.
-
أيها البشر التعساء، لماذا تستعملون أسلحتكم لقتل بعضكم البعض؟ كفُّوا عن هذا واستريحوا من شقائكم، واحفظوا مدنكم عن طريق السلام. إن أمد الحياة قصير، وبهذا فمن الأفضل أن نحياها في يُسر، كما يجب ألا نحمل همًّا.
-
ليست السعادة ثابتةً، بل زائلة.
-
إنني لا أبجل الحسد، غير أنني أقبل حسد أعمالي الطيبة.
-
لا حب حيث لا خمر.
-
إن شاء الرب إيذاء المرء جرَّده أولًا من أحاسيسه.
-
ليس هناك شر أفظع من المرأة.
-
كل شيء طبيعي ليس مخزيًا أبدًا.
-
لا يمكن الخير والشر أن يفترقا؛ ومن ثم فهناك مزيج منهما حتى تستقيم الأمور.
-
ليس محبًّا من لا يحب إلى الأبد.
-
إنما يقاتل الحظ دائمًا إلى جانب الحكيم.
-
تستطيعين أن تكتشفي مكايد كثيرة؛ لأنك امرأة.
-
إسداء النصيحة أيسر من تحمُّل المشاقِّ برجولة.
-
من طبيعة عملك أن تُمدَّني بالمعلومات.
-
كل واضح عاقل، وكل ما ليس واضحًا ليس عاقلًا.
-
لقد كان عاقلًا من ابتدع فكرة الله.
-
الرب يرى كل شيء ولا يُرى.
-
أخطاء الآباء يُلحقها الآلهة بأبنائهم.
-
إنما هذا هو رباط الرجال في المدن، إنهم جميعًا يحافظون على القوانين.
-
عادة حميدة خير من القانون.
يوسيبيوس
-
يخترق شعاع الشمس الدنس ولا يتدنس.
يوليوس قيصر
-
الحسد كاللهيب؛ يلطخ كل ما فوقه بالسواد إذا لم يستطع أن يحرقه.
-
ما أيسرَ ما يقتنع الناس بما يحبون أن يقتنعوا به!
-
لا أندم على ما لم أقل، وقد ندمت على ما قلت.
-
أتيت ورأيت وهزمت.
-
صدر الأمر (قالها قيصر عندما عبر الروبيكون).
-
لا أندم على ما لم أقل، وقد ندمت على ما قلت.
-
حتى أنت يا بروتوس؟
(من أصل غير معروف، ذكرها شكسبير في المنظر الأول من الفصل الثالث، وربما كانت من المسرحية اللاتينية (المفقودة) «قيصر المقتول Caesar Interfectus، ومن المحتمل أن تكون من التراجيديا الحقيقية لريتشارد دوق يورك.») وكتب البعض أنه بينما انقض عليه م. بروتوس يجري، قال له: «وأنت يا بني!» -
قسمت كل «غالٍ» ثلاثة أجزاء.
-
يصدِّق الناس من تلقاء نفوسهم ما يأمُلونه.
-
يجب أن تكون زوجة قيصر فوق كل شبهة (من حياة يوليوس قيصر لبلوطارخوس).
-
إن قيصر وثروته معك.
-
إن مطالب أصدقائي وتوسلات من هم في حاجة إلى معونتي لَخيرُ موسيقى تشنِّف آذاني.
-
يقول التاريخ إن يوليوس قيصر أثناء اقتحامه لبلاد العال (أي فرنسا) مرَّ بقرية، فخرج إليه كبير قومها ممتطيًا صهوة جواده ومحاطًا برجاله المقربين. وتقدم نحو قيصر وعلاماتُ التيه والكبر مرتسمة على وجهه، وكأن العالم بأسره ملك يديه. فسخر منه أصحاب قيصر وقالوا هازئين: «ما باله يتعاظم إلى هذا الحد؟» فما كان من يوليوس قيصر إلا أن التفت إليهم وقال كلمته المشهورة: «خير للمرء أن يكون الأول في هذه القرية، من أن يكون الثاني في روما.»
-
مشكلة المرور مشكلة قديمة، منذ أيام يوليوس قيصر … وقد حاول يوليوس قيصر أن يتغلب عليها، فقصر المرور في الشوارع المزدحمة على عربات قادة الجيش، والسفراء الأجانب، وأعضاء مجلس الشيوخ.