الحياة ليست محصورة في وقت
وذلك فإن الإنسان يعيش بالحق عندما يتغذى بإتمام إرادة الآب في كل يوم، وينبغي عليه أن يترك الاهتمام بالماضي والمستقبل.
فحوى الفصل الثامن
فسأل التلاميذ يسوع ذات يوم أي أجر ينالونه على إنكارهم معيشة الجسد؟ فأجابهم على ذلك بقوله: إن الإنسان الذي يفقه معنى التعليم لا ينتظر أجرًا أو مكافأة؛ لأنه: أولًا: إذا أنكر الإنسان أهله وأقاربه وأملاكه باسم ذلك التعليم؛ فإنه ينال مائة ضعف أعظم من أولئك الأهل والأموال والعقارات. ثانيًا: إن الإنسان الذي يطلب الأجر يسعى لكي يكون عنده أكثر من الآخرين، وهذا ينافي ذلك التعليم القائل بإتمام مشيئة الآب؛ لأنه لا يكون في ملكوت السموات كبير أو صغير، بل يتساوى فيه الجميع. إن الذين يطلبون الأجر على فعل الصلاح والخير يشبهون أولئك الفعلة الذين طلبوا من سيدهم أن يدفع لهم أجرة على عملهم أكثر من الآخرين؛ لأنهم حسب زعمهم يستحقون أكثر منهم، فالذي يفهم التعليم على علَّاته ذلك ليس في نظره ثواب أو عقاب أو ارتفاع أو انخفاض؛ لأنه بحسب تعليمي: الجميع متساوون في كل شيء ما دام كل واحد يستطيع إتمام مشيئة الآب، ومن يريد أن يكون أعظم من الغير عليه أن يكون لهم خادمًا؛ لأن الحياة أعطيت للإنسان ليس ليخدم؛ بل لكي يبذل حياته في خدمة الآخرين، وكل من لا يسير بموجب ذلك ولا يرفع نفسه ذلك يسقط منزلة أكثر مما كان قبلًا.
ينبغي على كل واحد أن يفهم ماهية الحياة الحقيقية، التي تعرف بأن الشيء المفقود يردُّ إلى صاحبه، والنائم الخامد يهب ويستيقظ، والناس الذين ينالون الحياة الحقيقية يرجعون إلى أصلهم، ولا تخطر على بالهم الأفكار البشرية التي تبحث عن الارتفاع والانخفاض، بل عندما يشاركون حياة الآب يفرحون برجوع المفقودين الضالين إلى الآب.
إذا سار ابنٌ في طريق الضلال وابتعد عن أبيه ثم تاب وعاد إليه؛ فكم يكون فرح الأب به عظيمًا! وهل يا ترى يحلُّ لأبناء الرجل الآخرين أن يُوبِّخوا أباهم ويحسدوه على فرحه بابنه الذي عاد إليه تائبًا؟!
فلأجل تصديق التعليم وتغيير طرق الحياة لا ينبغي على الإنسان أن يطلب أدلة محسوسة وأجرًا ومكافأة، بل يكفيه أن يفهم ما هي الحياة الحقيقية.
إن الحياة الحقيقية التي تكون بإرضاء الله ليست هي الحياة الماضية أو المستقبلة؛ بل هي الحياة الحاضرة أو ما يعلمه الإنسان في الدقيقة الحاضرة؛ ولذا لا ينبغي أن تتثبط عزائم كل واحد، بل يجب عليه أن يكون نشيطًا ذا عزم ثابت وإقدام لكي يحصل على الحياة الحقيقية، وغير مطلوب من الناس أن يحافظوا على حياتهم الماضية أو المستقبلة، كلا، إنما ما يُطلب منهم هو أن يحافظوا على الحياة التي يعيشون بها الآن ويُتمِّمون بواسطتها إرادة أبي جميع الناس، وإذا لم يحافظوا عليها وأهملوا الاعتناء بها والسير بحسب إرادة الله ووصاياه؛ فإنهم يكونون كذلك الحارس المعين لحراسة البيت طول الليل، فإنه إذا نام ولو بُرهة يسيرة؛ فإنه يكون أهمل واجباته؛ لأنه يحتمل أن يأتي السارق في تلك البُرهة ويسرق البيت؛ ولذلك يتحتم على الإنسان أن يوجِّه كل قوته إلى الساعة الموجود فيها، ويتمم بها مشيئة الله التي هي صلاح وحياة لجميع البشر؛ ولذلك فالذين يعملون الصلاح هم وحدهم يحيون.
متَّى، ١٠: ٣٨: قال يسوع: إن الذي لا يستعد لاحتمال جميع آلام الجسد وإنكار الذات ذلك لا يفهم تعليمي.
٣٩: من يسعى لتحسين عيشة الجسد ذلك يهلك الحياة الحقيقية، ومن يُهلك جسده بإتمامه تعليمي ذلك ينال الحياة الحقة.
١٩: ٢٧: فقال له بطرس: هو ذا نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك؛ فماذا يكون لنا؟
مرقص، ١٠: ٢٩ و٣٠: فأجاب يسوع وقال: الحق أقول لكم: إنه ما من أحد ترك بيتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًّا أو بنين أو حقولًا من أجل تعليمي إلا يأخذ مائة ضعف، أما في هذا الزمان فبيوتًا وإخوة وأخوات وأمهات وبنين وحقولًا وكل ما يلزمه لهذه الحياة، وأما في الدهر الآتي فحياة أبدية.
٣١: ثم إنه لا توجد مكافأة في ملكوت السموات؛ لأن الملكوت هو الغرض والمقصود والمكافأة لكل واحد، والجميع يكونون فيه متساوين، فليس فيه أوَّلون ولا آخرون.
متَّى، ٢٠: ١: لأن ملكوت السموات يُشبه رجلًا ربَّ بيت خرج بالغداة يستأجر عَمَلة لكَرْمه.
٢: فشارط العَمَلة على دينار في اليوم، وأرسلهم إلى كَرْمه ليشتغلوا، فخرج عند الظهر واستأجر أيضًا عَمَلة وأرسلهم إلى الكَرْم، وعند المساء استأجر أيضًا آخرين وأرسلهم إلى الكَرْم ليشتغلوا.
٨: وعند الحساب قال السيد رب الكَرْم لوكيله: ادعُ العَمَلة وأعطهم الأجرة مبتدئًا من الآخرين إلى الأولين.
٩: فجاء الذين استأجرهم عند المساء، وأخذ كل واحد منهم دينارًا.
١٠: فلما جاء الأولون ظنُّوا أنهم يأخذون أكثر؛ فأخذوا هم أيضًا كل واحد دينارًا.
١١: وفيما هم يأخذون تذمَّروا على ربِّ البيت.
١٢: قائلين: إن هؤلاء الآخرين عملوا ساعة واحدة؛ فجعلتهم مساوين لنا، ونحن حملنا ثقل النهار وحَرِّه.
١٣: فأجاب رب البيت وقال لواحد منهم: يا صاحِ ما ظلمتك، ألم أكن على دينار شارطتك؟!
١٤: خُذ مالك وامضِ فإني أريد أن أعطي هذا الآخر مثلك، أليس لي أن أفعل بمالي ما أريد؟
١٥: أم لأنكم رأيتموني صالحًا كريمًا فتطاولتم بأعناقكم وحسدتم الآخرين؟!
١٦: ففي ملكوت السموات لا يكون أوَّلون ولا آخرون.
مرقص، ١٠: ٣٥: جاء إلى يسوع ذات مرة تلميذان من تلاميذه، هما يعقوب ويوحنا، وقالا له: يا معلم نريد أن تصنع لنا كل ما نسألك.
متَّى، ٢٠: ٢١: فقال لهما: ماذا تريدان؟ أجاباه: نسألك أن تساوينا بنفسك.
٢١: فأجاب يسوع وقال: إنكما لا تعلمان ما تطلبان، نعم إنكما تستطيعان أن تعيشا كما أعيش، ثم إنكما تستطيعان إنكار الجسد كما أنكرته أنا، غير أنه ليس في سلطاني أن أساويكما بنفسي.
٢٣: كل إنسان يستطيع أن يدخل ملكوت الله إذا كرَّس كل قواه لإرضاء الله وإتمام نواميسه.
٢٤: فلما سمع ذلك بقية التلاميذ غضبوا على الآخرين؛ لأنهما يطلبان أن يُساويا المعلم ليكونا في مقدمة التلاميذ.
٢٥: فدعاهم إليه يسوع، وقال للتلميذين على مسمع الآخرين: إنكما تغلطان إذا كنتما تطلبان مساواتي لكي تنالا الرئاسة على التلاميذ، ثم قال للآخرين: وأنتم أخطأتكم لأنكم غضبتم على الآخرين، فإنه لا يتنازع الرئاسة غير ملوك هذا العالم وعظمائه لكي يتسلَّطوا على الأمم.
٢٦: وأما أنتم فلا يكون فيكم هذا، ولكن من أراد أن يكون فيكم كبيرًا؛ فليكن لكم خادمًا.
٢٧: ومن أراد أن يكون فيكم أولًا فليكن بينكم أخيرًا.
مرقص، ١٠: ٤٥: لأن هكذا قضت إرادة الآب بأن ابن البشر يعيش ليس ليُخدَم؛ بل ليَخدِم الجميع ويبذل جسده فداءً عن حياة الروح.
متَّى، ١٨: ١١: وقال يسوع للشعب: إن الآب يسعى لخلاص ما قد هلك، وهو يفرح له كما يفرح الراعي عندما يجد الخروف الضال؛ لأنه إذا ضل خروف فإنه يترك التسعة والتسعين ويمضي يفتش على الضال لينقذه من الهلاك.
لوقا، ١٥: ٨: وأي امرأة إذا أضاعت درهمًا واحدًا أليس أنها تكنس البيت وتطلبه باهتمام حتى تجده؟!
١٠ إن الآب يحب ابنه ويدعوه إليه.
١٤: ٨: وضرب لهم مثلًا آخر؛ فقال: إذا دُعيت إلى وليمة؛ فلا تتكئ في أول المتكئات، فلعلَّه دُعِي إليه من هو أكرم منك.
٩: فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك: أخلِ الموضع لهذا، فتأخذ لك موضعًا في المتكأ الأخير وأنت خَجِل.
١٠: ولكن إذا دُعيت فامضِ واتكئ في آخر موضع، حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك: ارتفع أيها الحبيب إلى فوق، فحينئذٍ يكون لك المجدُ أمام المُتكئين.
١١: وعليه ففي ملكوت السموات لا محل للكِبْر والسيادة، بل من يرفع نفسه يتَّضع، ومن يضع نفسه (حاسبًا أنه غير أهل) يرتفع.
٥: ١١: وقال: رجل كان له ابنان.
١٢: فقال أصغرهما لأبيه: يا أبتِ، أعطني النصيب الذي يخصني من المال؛ فقسم لكل منهما معيشته.
١٣: فأخذ الصغير نصيبه وسافر إلى بلد بعيد، وبذر ماله هناك؛ فأصبح فقيرًا يشكو الفاقة والاحتياج.
١٥: فانضوى إلى واحد من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقله يرعى الخنازير.
١٦: وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت تأكله الخنازير فلم يُعطِه أحد.
١٧: فرجع إلى نفسه وافتكر بمعيشته السابقة؛ فندم على فعلته وترْكه والده، وقال: قد نلت عقابي؛ حيث أصبحت آكل مع الخنازير طعامًا واحدًا.
١٨: أقوم وأمضي إلى أبي وأسجد أمام رجليه، وأقول له: إني أخطأت أمامك يا أبتِ، ولست مستحقًا أن أُدْعى لك ابنًا؛ فاجعلني كأحد أُجرائك.
٢٠: فقام وجاء إلى أبيه، وفيما هو بعيد رآه أبوه؛ فأسرع خارجًا لاستقباله، وألقي بنفسه على عنقه وقبَّله.
٢١: فقال الابن: يا أبتِ، قد أخطأتُ أمامك ولستُ مستحقًا أن أُدْعى لك ابنًا.
٢٢: فلم يسمع الأب كلامه، بل من عِظَم فرحه قال لخدمه: هاتوا الحُلَّة الأولى وألبسوه، واجعلوا في يديه خاتمًا وفي رجليه حذاءً.
٢٣: وأتوا بالعجل المُسَمَّن واذبحوه؛ فنأكل ونفرح.
٢٤: لأن ابني هذا كان مَيِّتًا فعاش، وضالًّا فوُجد.
٢٥: وكان ابنه الأكبر في الحقل، فلما أتى وقرب من البيت سمع أصوات الغناء والرقص.
٢٦: فدعا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟
٢٧: فقال له الغلام: قد قدم أخوك؛ فذبح له أبوك العجل المُسَمَّن؛ لأنه لقيه سالمًا.
٢٨: فغضب ولم يُرِد أن يدخل، فخرج إليه أبوه، وطفق يتوسَّل إليه.
٢٩: فأجاب وقال لأبيه: كم لي من السنين أخدمك، ولم أتعدَّ وصيتك قط، وأنت لم تعطني قط جَدْيًا لأتنعَّم مع أصدقائي.
٣٠: ولما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني والسكِّيرين؛ ذبحت له العجل المُسَمَّن.
٣١: فقال له: يا ابني، أنت معي في كل حين، وكل ما هو لي فهو لك.
٣٢: ولكن كان ينبغي أن تتنعم وتفرح؛ لأن أخاك هذا كان مَيِّتًا فعاش، وكان ضالًّا فوُجد.
مرقص، ١٢: ١: ثم قال: رجل غرس كرْمًا وأحاطه بسياج، وعمل كل ما من مُقتضاه يجعل الكَرْم يُعطي أثمارًا كثيرة.
٢: وأرسل إلى الكَرْم عَمَلة ليعملوا في الكَرْم، وعقد معهم شروطًا على دفع الأجرة، وعند أوان الثمر أرسل إلى العَمَلة خادمًا ليأخذ من العَمَلة من ثمار الكَرْم.
٣: فطرد العَمَلة الخادم دون أن يعطوه شيئًا، ولبثوا في الكَرْم يعملون كأنه خاص بهم.
٤ و٥ و٦: فأرسل رب الكَرْم كثيرًا من أخصائه لكي يُنبِّهوا الكرَّامين إلى واجباتهم، فلم يُصغوا إليهم، بل رجموا بعضًا وقتلوا بعضًا، وبقى ابن وحيد له محبوب؛ فأرسله إليهم أخيرًا قائلًا: لعلهم يهابونه إذا نبَّههم إلى واجباتهم.
٧: أما العَمَلة فقالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث، تعالوا نقتله؛ فيصير الميراث لنا، ونستولي على الكَرْم.
٨: فأخذوه وقتلوه وطرحوه خارج الكَرْم.
متَّى، ٢١: ٤٠: فإذا جاء رب الكَرْم فماذا يفعل بالعَمَلة؟
٤١: إنه يطرد أولئك العَمَلة، ويُسْلم الكَرْم إلى عَمَلة آخرين يُؤدُّون إليه الثمر في أوانه.
٤٢: لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تستثمر ثمره.
لوقا، ١٧: ٥: ثم قال التلاميذ ليسوع: زِدنا إيمانًا، وأرشدنا إلى ما يُقوِّي إيماننا بحياة الروح؛ حتى يسهل علينا إنكار الجسد.
٦: فقال لهم يسوع: لو كان لكم إيمان كاعتقادكم بأن حبَّة الخردل إذا نمت تصبح شجرة عظيمة، ولو كان لكم إيمان أنه يوجد فيكم بذار الروح الذي ينبت لكم الحياة الحقيقية لما كنتم تسألونني زيادة إيمانكم، الإيمان لا يكون بأن يؤمن الإنسان بأعجوبة تحدث أمامه، وإنما الإيمان يكون بأن يعقل الإنسان ويدرك الحالة التي أفضى إليها ثم يسعى بما يوصله إلى ميناء الخلاص الأمين، فإذا كنت تعرف نفسك وحالك وأعمالك؛ فإنك لا تطلب أجرًا ولا جزاءً، بل تؤمن بما نلته.
٧: من منكم له عبد يحرث أو يرعى، إذا رجع من الحقل يقول له: ادخل سريعًا واتكئ.
٨: ألا يقول له: اعددْ ما أتعشى، ثم بعد ذلك يقول له: اجلس وكلْ واشرب.
٩: فهل عليه أن يشكر ذلك العامل؛ لأنه فعل ما أمر به؟ لا أظن مطلقًا، والعامل إذا كان يدرك أنه عامل فلا يغضب ولا يتكدَّر من أوامر سيده؛ لأنه يعلم أنه فعل ما يجب عليه فعله لينال أُجرته.
١٠: وكذلك أنتم أتموا مشيئة الله كما ينبغي، وقولوا: إننا عملة بطَّالون عملنا ما يجب علينا، ولا تنتظروا أجرًا واكتفوا بما تنالونه؛ مما تستحقون.
لوقا، ١٢: ٣٥ و٣٦: وكونوا مثل رجال ينتظرون سيدهم متى يرجع، حتى إذا جاء، وقرع يفتحون له سريعًا.
٣٧ و٣٨: الرجال لا يعلمون الوقت الذي يعود به سيدهم؛ ولذلك ينبغي عليهم أن يسهروا حتى إذا جاء في أي وقت يستقبلونه؛ فيُحسن إليهم.
٣٩: واعلموا هذا: إنه لو علم رب البيت في أية ساعة يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته يُنْقَب، فكونوا أنتم أيضًا مستعدين؛ لأن حياة ابن البشر غير محدودة بزمان لأنه ابن ساعته، ولا يعرف بدء ومنتهى حياته.
متَّى، ٢٤: ٤٥ و٤٦: إن حياتنا كحياة ذلك العبد الذي أقامه سيده رئيسًا على بيته، طوبى لذلك العبد الذي يأتي سيده؛ فيجده يصنع هكذا.
٤٨: ولكن إن قال ذلك العبد: إن سيدي يُبطئ في قدومه، فينسى العمل الذي عهده إليه.
٥٠: فيأتي سيده في يوم لا يظُّنه وساعة لا يعلمها.
٥١: فيطرده طردًا شنيعًا.
مرقص، ١٣: ٣٣: وأما أنتم؛ فلا تيأسوا من رحمة الله، بل اثبتوا في عيشة الروح، فإن حياة الروح غير محصورة في زمان ولا مكان.
لوقا، ٢١: ٣٤: فاحترسوا لأنفسكم: ألا تشتغل قلوبكم في الخلاعة والسُّكْر والهموم المعاشيَّة فتفقدوا ساعة الخلاص؛ لأن وقت الخلاص يشبه فخًّا يُطبق على جميع المقيمين على وجه الأرض؛ ولذلك ينبغي عليكم أن تعيشوا على مثال معيشة ابن البشر.
متَّى، ٢٥: ١: يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس.
٢: خمس منهم عاقلات، وخمس جاهلات.
٣: فأخذت الجاهلات مصابيحهن، ولم يأخذن معهن زيتًا.
٤: وأما العاقلات: فأخذن زيتًا في آنيتهن مع مصابيحهن.
٥: وإذ أبطأ العريس نعسن كلهن ونمن.
٦: ولما جاء العريس.
٧: رأت الجاهلات أن زيتهن قليل.
١٠: فلما ذهبن ليبتعن زيتًا وفد العريس، ودخلت معه العذارى العاقلات المُستعدَّات، وأُغلق الباب في وجه غير المستعدات.
لوقا، ١٣: ٢٤: ولذلك فاجتهدوا في الحال لكي تدخلوا في حياة الروح، وإذا لم تجتهدوا فلا تدخلونها.
متَّى، ١٦: ٢٧: لأن ابن البشر سيظهر لكل إنسان.
متَّى، ٢٥: ٣٢: وعلى ذلك؛ فالناس ينقسمون إلى قسمين حسب خدمتهم لابن البشر، وبحسب أعمالهم يقسمون إلى قسمين، كما يفصل الراعي الخراف عن الجِداء، فيهلك بعضها ويبقي على البعض الآخر.
٣٤: أولئك الذين خدموا ابن البشر ينالون ما أُعِدَّ لهم منذ ابتداء العالم، وهي الحياة التي حفظوها، فإنهم أطعموا الجائع وكسوا العريان، وأضافوا الغريب، وزاروا المسجون.