الفصل السابع والعشرون
مناجاة لبنان
موشح على نغم «يا غزالي كيف عني أبعدوك؟»
لازمة
وطني ناجاكَ عن بُعدٍ بنوكْ
وعلى ذِكراكَ داموا ما نَسوكْ
دور
شوقهم باقٍ على رغم البعادْ
كل يومٍ في نُموٍّ وازديادْ
وإذا ألْفَوْك محتاجًا لفادْ
واستطاعوا عَرَضوا أن يفتدوك
دور
كلما هبَّ نسيمٌ عَطِرُ
ذكروا لبنانهم واستعبروا١
وبهم هاج الجوى يستعرُ
كقتاد٢ لافح اللذعِ يشوكْ
دور
وطني لبنانُ يا شيخ الجبالْ
يا مليكَ الحسن يا ربَّ الجمالْ
راق في وصفِك لي نظم اللآلْ
ولها غُرُّ معانيك سلوكْ
دور
وطني ما أنت أرضًا بل سما
جنَّةٌ كوثرها يُروي الظما
ولجرح القلب يغدو بلسمَا
ورداءَ البرءِ للمُضنَى يحوكْ
دور
جلَّ مَن زانك بالوجه الجميلْ
والنسيم العطِرِ البرد البليلْ
نفحةٌ من طيبِه تَشفِي العليلْ
وإلى استنشاقها تصبو الملوكْ
دور
وطني ماؤك شهدٌ أو رحيقْ
وحصى واديك درٌّ أو عقيقْ
وإلى ناديك قد سدُّوا الطريقْ
وعلينا منعوا فيه السلوكْ
دور
كنتَ تزهو برياضٍ وحقولْ
ممرعات في جبالٍ وسهولْ
دور
وطني مهما يَطُلْ هذا الفراقْ
فقريبًا سوف يتلوه تلاقْ
ولفجر الحقِّ في الشرق انبثاقْ
يتجلَّى ماحقًا ليلَ الشكوكْ
١
جرتْ دموعهم.
٢
شجر له شوك كالإبر، ولافح اللذع: أي ذو لذع محرق.
٣
الأتراك.
٤
نكَّلوا.