حرفة القتل
«ليس هناك نهر لم يمتلئ بجثث القتلى.»
ما من حظٍّ أتعسَ من أن تُلقي بك وظيفتُك في ساحة حرب! أن تستيقظ على هدير مُحرِّكات الدبابات، وتألف لون الدماء، وتسير في شوارع مفترشة بالجثث، وأنهار فَقدَت ملامحها، وعيون تائهة، ويُتْم يُولَد كل يوم، فتجد نفسك تَلعن عجزك عندما تصيح فيهم: أوقفوا القتل. ولكن لا أحد يسمعك سوى أوراقك التي تكون ملاذَك الأخير، تُسطِّر فيها كل ما جرى لعل ضمير العالَم يَتحرَّك وينتبه إلى تلك المأساة التي تُعلِن كل يوم عن موت الإنسان. كان هذا هو حظ الصحفي «ألماير» الذي وَثَّق لنا في تقاريره الصحفية مأساة حرب البلقان، وقضى نَحْبَه في تلك الحرب المشئومة. وقد جاءت هذه الرواية البديعة لتُقدِّم لنا تلك التقارير في قالبٍ أدبيٍّ بديع يجعلنا نَتبيَّن أن حِرفة الكتابة يمكنها أن تبعث الموتى إلى الحياة مرةً أخرى. ومن الجدير بالذكر أن هذه الرواية قد نالت جائزة الأديب الألماني «أوفه يونسون» المرموقة فور صدورها.