فراعنة من؟: علم الآثار والمتاحف والهوية القومية المصرية من حملة نابليون حتى الحرب العالمية الأولى
«وكان الطهطاوي وعلي مبارك وأحمد كمال يمثِّلون أجيالًا مختلفة، ولهم اهتمامهم بعلم المصريات في عهد إسماعيل. فقد تعلَّم مَن استفادوا بالإصلاح التعليمي في عهد محمد علي؛ تعلَّموا لغةً أجنبيةً واحدةً على الأقل؛ لأنها كانت مفتاحَ الترقِّي في وظائف الحكومة. وأصبح هؤلاء لا يفكِّرون في إطارِ الانتماء الإسلامي فحسْب، بل فكَّروا أيضًا في أمَّةٍ مصريةٍ تمتدُّ جذورُها الفرعونية في أعماق التاريخ.»
يُميط هذا الكتابُ اللِّثامَ عن الجهود التي بذَلها المصريون في التأسيس لعِلم المصريات، والاهتمام بدراسة الآثار والحضارة واللغة المصرية القديمة، وكيف ساهمت هذه الجهود في تشكيل الهُوِيَّة الوطنية، مُركِّزًا على المدة الزمنية من ١٧٩٨م وهو عامُ الغزو الفرنسي لمصر، وما ترتَّب عليه من اكتشاف حجر رشيد وفكِّ رموز اللغة الهيروغليفية، وحتى ١٩١٤م، وهو العام الذي شهِد تقاعُد كلٍّ من «ماسبيرو» و«أحمد كمال»، وقيامَ الحرب العالمية الأولى التي أوقفت نشاطَ علماء المصريات. يُسلِّط الكتاب الضوءَ على مساهمات «الجبرتي» و«رفاعة الطهطاوي» و«محمد علي» و«يوسف حككيان» في تاريخ المصريات، وإنشاء الخديوي «إسماعيل» أوَّلَ مدرسةٍ لتعليم المصريين اللغة الهيروغليفية، وكذلك دور كلٍّ من «محمود الفلكي» في ريادة الحفائر الأثرية في الإسكندرية، و«أحمد كمال»، و«علي بهجت» وحفائره الرائدة في الفسطاط وإدارته متحف الفن العربي، و«مرقص سميكة»؛ الذين كوَّنوا جيلًا جديدًا من المتخصِّصين في مختلِف فروع التخصُّصات الأثرية.