الفصل الخامس

تمكَّنتُ من الوصول وحدي إلى مستشفى برايتون العامة لتجبير يدي. ظننتُ أنهم سيسألونني جميع أنواع الأسئلة الصعبة، إلا إنهم تركوني أنتظرُ ستَّ ساعات فقط ليُخبروني في النهاية أن الأشعة السينية قد أظهرت وجود كسر في إصبعَين. لم أُبالِ بذلك، رغم أن أول شيء قلتُه للممرِّضة في مكتب الاستقبال: «لديَّ إصبعان مكسوران». أعطوني مسكِّنات، ولطالما أعجبني المبنى. كان مبنى إصلاحية للأحداث في العصر الفيكتوري، وأعجبني هذا الحِسُّ التاريخي للمبنى. على أي حال، كانت الأجواء دافئة من الداخل وكانت هناك ماكينة لإعداد أكواب شاي برتقالي اللون. وبعد كل المتاعب التي لاقيتُها للوصول إلى هناك، استغلَلتُ الأمر أفضل استغلال. فالقيادة بيد واحدة ليست مشكلة؛ أما «تبديل السرعات» والقيادة في آن واحد، فهو كابوس حقيقي.

أعتقد أنه لو عاملني أحدُهم بلطف، لربما طلبت منه المساعدة، أو لعلَّني توجَّهتُ إلى الشرطة. ولكن كان الأطباء في غاية الانشغال ولم يكُن لديهم أي رغبة في اتخاذ أي إجراء سوى إلقاء نظرة سريعة على شخص يُعاني من نوعية المشاكل الصحية التي أعانيها. حتى الممرِّضة التي ضمَّدَت الجرح لم تسألني كيف أُصِبت. كانت مضطربة ومُتعَبة يتصبَّب منها خطٌّ لامع من العَرَق عند نقطة التقاء شعرها بجبهتها. وجدتُني أحدِّق بتركيز على هذا الخط بينما كانت تؤدِّي عملها. لا بد أن قضاء يومك مع أناس يتألمون أمر غريب حقًّا. يقولون إن رجال الشرطة يظنُّون أن جميع الناس مجرمون. وأتساءل ما إذا كان الأطباء يظنُّون أيضًا أن جميع الناس عبارة عن قنبلة موقوتة من الجلد والعظام تنتظرُ الانفجار في وجوههم. بينما كنتُ أجلس هناك، رأيتُ بعض الدماء تُلوِّث الأرضية المكسُوَّة بالمُشمَّع، وما منعني من التفكير في مراسلة الجرائد المحلية سوى أنها قد أُزيلَت.

أظن أنني فكَّرتُ آنذاك في مراسلة أخي. كنتُ أشعر بالوهن قليلًا بسبب المسكِّنات وكان معي وصفة طبية بالمزيد منها. شعرت بارتجاع بسيط للسائل الحمضي في فمي، ولكن عندما ابتلعتُه بقي بالأسفل، وهو ما أشعرني بالارتياح. لم أستطع العودة إلى منزلي ولم أستطع العثور على مفاتيح سيارتي. كنتُ أعلم أنني قُدتُ السيارة إلى المستشفى، إلا أن تلك المفاتيح اللعينة فُقدَت في مكان ما بين مكتب الاستقبال وغرفة الانتظار وغرفة انتظار الأشعة السينية وجهاز الأشعة السينية وغرفة الممرِّضات وغيرها من الأماكن التي أرسَلوني إليها. ولم أستطع النهوض والبدء في البحث عنها بنفسي.

كم من مرَّة ردَّدتُ عبارة: «معذرة، يا آنسة، هل رأيت سلسلة مفاتيح سيارة؟ كنتُ هنا قبل دقيقة واحدة فقط.» لو أنها ضاعت، فلسوف أعودُ إلى المنزل سيرًا على الأقدام أو أتصلُ بشركة خدمات السيارات وأدَّعي أنَّني فتاة شابة بمُفرَدها لكي يُهرَعوا إلى مساعدتي. فلقد تجاوزت الاهتمام بأي شيء.

في الصيدلية الموجودة بالطابق الأرضي، صرفتُ علبة الحبوب المسكِّنة الموجودة في الوصفة الطبية واشتريتُ أوراقًا وطوابعَ ومظاريف من محلٍّ صغير لبيع الصحف في إطار المكان الخدمي المخصَّص للمرضى نفسه. المستشفى «مكان كئيب». فقد رأيتُ طفلًا أصلع مصابًا بالسرطان وتساءلتُ في نفسي كيف تمُرُّ الأيام على هؤلاء المرضى. فالوقت يمُرُّ ببطء شديد هناك.

لم أستطع إرسال الخطاب الأول الذي كتبتُه. كان واحدًا من تلك الخطابات التي تكتبها لتُصفِّي ذهنك من كل شيء. كان خطابًا غاضبًا وأكثرتُ فيه من السب واللعن. ولو أنني كنت أرسلتُه، لربما أودَعَني أخي قسم الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى برايتون العام. ثمَّة فارق حقيقي بين أن تدخل بنفسك وأن يُودِعَك أحدهم فيه. وبغض النظر عن المعاملة التي تتلقَّاها، فالشيء الأساسي هو أن بإمكانك أن ترحل عندما ترى الممرِّضات يُقيِّدن أحدهم بعنف بينما يصرخ ويتقيَّأ دمًا. أما إذا جرى إيداعك وإرسالك إلى هناك رغمًا عنك، حتى وإن كان من أجل تشخيص هيِّن مثل الاكتئاب، ووضعك تحت المراقبة لمنعك من الانتحار، فلا يمكنك الخروج؛ فأنت داخل المنظومة وهم لا يُعيرون ما تشعر به أو تحتاج إليه أدنى اهتمام.

مزَّقتُ الخطابَ قطعًا صغيرة خشية أن يجد أحدهم الوقت لتجميعه ولصقه مرَّة أخرى أثناء تفريغ سلال القمامة الخاصة بالمستشفى. ورغم أنني كنتُ أعلم أنها فكرة غبية، فقد حرصتُ على وضع القصاصات في سلَّتَين منفصلتين.

حرصتُ على أن تكون المحاولة الثانية لكتابة الخطاب قصيرة. ذكرتُ فيه أنني أواجه مشكلة مع كارول ولا أعرف كيف أتصرَّف. إذا سألتَني عما كنتُ آمله حينئذٍ، فلن يكون بإمكاني أن أخبرك على الأرجح. لم أستطع التعامل مع دينيس تانتر ولم أستطع رؤية مَخْرج من هذا الموقف. وهذا هو الوقت المناسب لطلب المساعدة. أنت لا تعرف كيف سيكون شكل هذه المساعدة. وإذا كنتَ تعرف، لَأمكَنَك على الأرجح أن تُنجِز الأمر بمفردك. وضعتُ الخطاب في صندوق البريد الخاص بالمستشفى، ومضيتُ في طريقي بثبات دون أن ألتفت ورائي. قُضي الأمر. إما سيأتي وإما لن يأتي.

بعد مرور يومَين، ترك لي رسالةً على جهاز الردِّ الآلي يقول فيها إنه في الطريق. مجرد رسالة صوتية مُسجَّلة لمدة عشر ثوانٍ استقبلتُها وأنا جالس مُحملِقًا في جهاز الرد الآلي. أعاد لي صوته كثيرًا من الذكريات البغيضة. أخرجتُ من حوزتي زجاجة نبيذ لافرويج ممتلئة حتى نصفها لتُبقيَني دافئًا، وارتديتُ أفضل بِذلَة سوداء لديَّ وكتبتُ خطابًا إلى كارول. تركتُه على طاولة المطبخ حيث ستراه إذا عادت إلى المنزل. بعد ذلك، توجَّهتُ إلى الشاطئ، وعندما حل الظلام وقفتُ على حافة البحر الأسود، متطلعًا إلى الأمام. انتهيتُ من شرب الويسكي واغترفتُ شَربة من الماء المالح لتكسر مذاقه. كانت شَربة مَريرة تمامًا كشعوري، وحينئذٍ كفَفتُ عن الشعور بالبرودة وتوغَّلتُ في المياه.

لا أعرف كم مَرَّ من الوقت وأنا أقفُ هناك قبل أن يعثُر أخي عليَّ. لقد قرأ الخطاب الذي تركتُه على الطاولة. وعلمتُ أنه سيفعل ذلك.

•••

أخبرتُه بكل شيء بينما كنَّا نسير عائدَين عبر شوارع برايتون المظلمة. اشتدَّت الرياح وكنت أرتجف من البرد فأعطاني معطفه. كانت تفوح منه رائحة السيجار وكولونيا ما بعد الحلاقة الخاصة به، وكانت نوعًا لا أعرفه. كان معطفًا أفضل من أيِّ معطف امتلكتُه على الإطلاق، وكان بإمكاني أن أشعر بثقله ونعومته كشعوري باللمسات الأولى لإثم كبير.

لم يعلِّق على شيء أثناء سيرنا معًا إلا بالكاد، واكتفَى فقط بطرح أسئلة متفرِّقة عن دينيس أو مايكل، وانطباعاتي عنهما. اضطُرِرتُ إلى إخباره بأكثر مما أرغب عن كارول وإلا بدا الأمرُ تافهًا. خرجَت الاعترافاتُ من فمي على دفعات، وما إن نظر إليَّ حتى هزَّ رأسَه في بطءٍ باندهاش.

قال: «وتريد استعادتَها؟»

أخبرتُه بكل شيء استطعتُ تذكُّره، أي شيء قد يُساعِده على فهم الرجلين اللذين دخلا حياتي ودفعاني إلى حافة اليأس. حاولتُ ألا يظن أنني أفكِّر في ارتكاب جريمة قتل، أو على الأقل، السماح بارتكاب جريمة قتل بالنيابة عني. كنتُ أريدُ إخراجهما من حياتي، وفي لحظةٍ ما توقَّفتُ عن الاهتمام بكيفية إنجاز هذا الأمر أثناء الاعتداء الثاني عليَّ في مطبخي. ربما حدث هذا حين التوت إصبعي الأولى لمدًى كان كافيًّا لتنكسر. فالمهانة تُثير حفيظة الرجال، ألم تعلم ذلك؟ إذا أردتَ أن ترى نوبة غضب جام، حاول أن تُهين رجلًا، وبالأخص لو حدث ذلك على الملأ. حاوِل أن تُثير خوف أحدهم ثم اسخر منه.

كنتُ أشعر ببرد شديد حالَ دون الاستمتاع بالحديث مع أخي، ولكنَّني رأيتُ أنه مُستمتِع. وحتى بدون معطفه بدا أنه مستمتع أيَّما استمتاع بهبوب الرياح على البحر. فقد كان يحرِّك يدَيه بحركات حادة قاطعة عندما كان يتحدَّث، وضَحِك على وصفي لمايكل، وجعلَني أُعيد التفاصيل لكي يتسنَّى له التعرُّف على أيٍّ منهما فور رؤيته.

لم أدرك مقدار التخطيط الذي سيتطلَّبه الأمر لمحو هذين الرجلين من على وجه الأرض. كان أخي الورقة الإضافية الوحيدة لديَّ، ميزتي الوحيدة التي لا يعرفها أحد. أوقف السيارة على بُعد ميل من المنزل وسرنا معًا. لم يكُن لدى أحد أدنى علم بمكانه ولن يتمكَّن أحدٌ قَط من ربطه بأي شيء حدث. كان سيستمتع بوقته بضعة أيام على الأقل. بلا أي شعور بالذنب، ولا وازع من ضمير.

جلسنا إلى طاولة المطبخ وأخذ يسبُّ ويلعَن حين أخبرتُه بأنه لم يتبقَّ في المنزل أيُّ شيء لاحتسائه. فقد ألقيتُ بزجاجة نبيذ لافرويج الفارغة في البحر قبل أن يأتي، لتنثر الماء في مخيِّلتي على نحو أعظم مما أحدثته على أرض الواقع.

قال وهو يفكِّر بصوت عالٍ: «لقد رأيت مايكل بمفرده، إذَن فهما ليسا متلازمين كما كنتُ أظن. سيكون من الأسهل عليَّ أن أنال من كلٍّ منهما على حِدَة.»

«ولكن إذا أخطأتَ وتم ضبطُك، فسيقتلني الناجي منهما.»

قال وفي عينَيه لمعة غريبة: «أو ستقتُله أنت، أخي الصغير. لا تظُن أنني لا أعرفك.» تذكَّرتُه وهو يضرب الرجل الفاقد الوعي خارج الملهى الليلي في كامدن فارتجفتُ خوفًا.

وعَدتُه قائلًا: «سأُحاوِل.» فأومأ برأسه.

«ستفعلها لكي تُنقذ كارول، أعلم أنك ستفعلها.»

لم يعجبني ذكرُه لسيرتها. أردتُ أن أفكِّر في المشكلة نفسها، لا في تبعاتها وما سيحدث بعدها. لم أكُن أريدها أن تعرف شيئًا عن الأمر. سيُعثر على دينيس في مكان ما وسيُعزَى موتُه إلى أحد شركائه المزعجين في العمل. ولن يشك أحد بي ولن يعرف أحد أنَّ أخي كان موجودًا في برايتون. أردت أن يكون التنفيذ سلِسًا ونظيفًا.

«دعني أذكِّرك أن الطريقة الوحيدة لإحضاره إلى أي مكان يمكننا تجهيزه هي إخباره بأن كارول تريد مقابلته. لتكن ساحة عامة لانتظار السيارات ليلًا. وعندما يمَلُّ من الانتظار، سيخرج إلى الظلام وسأستعمل العنف الشديد معه لعشر ثوانٍ أو خمس عشرة ثانية.» بدا مستمتعًا بالفكرة، واضطررت إلى ابتلاع ريقي بصعوبة لتهدئة الشعور بالحرقان الذي تزايد تحت لساني.

«إنها مخاطرة كبيرة. لا يمكنك أن تتوقع متى سيخرج من السيارة حيث قد تكون هناك أسرة واقفة إلى جوار سيارته، أو مجموعة من السكارى يقضون حاجتهم عند المزراب، ويكونون شهودًا عليك. حتى إذا تمكَّنتَ من … إيقاف أحدهم، فسيصرخ الآخَر أو يركض. لن نُفلِت بفعلتنا هذه أبدًا. من الجنون أن تظن أن بإمكانك …»

قاطعني باقتضاب قائلًا: «حسنًا، يا ديفي، لا تنفعل. اذهب إلى متجر الخمور قبل أن يُغلق أبوابَه واشترِ لي مشروبًا أقوى من العصير البرتقالي الفوَّار. حينئذٍ ربما أجد الأفكار تتدفَّق.» ابتسم حينها ببرود شديد وثقة في النفس لدرجة جعلتني أشعر بالغثيان. قال وهو يتفقَّد المطبخ من حوله: «من الأفضل أن نفعلها هنا، في هذا المنزل، على أي حال. سنأتي بهما إلى حيث يُمكننا التحكُّم في الأمور. إنه رجل يستأجر بلطجيًّا ويكسر الأصابع. ستُفلت من العقوبة بحجة الدفاع عن النفس، ولن يعرفوا أبدًا أنه كان هناك شخص يعاونك في ذلك.»

فجأةً سألته: «هل ترتدي قفَّازًا؟» وكان يرتدي واحدًا بالفعل.

«أحسنت، أيها الفتى ديفي. ها أنت تفكِّر في الاتجاه الصحيح الآن.»

انفتح البابُ الأمامي، فهببتُ واقفًا في فزع وخوف. لم يتحرَّك أخي قيد أُنملة، وعندما رأى الواقف عند الباب ابتسم وحسب، وضاقت عيناه لينعكس فيهما الاهتمام.

قال: «أهلًا، عزيزتي كارول. هل أحضرتِ معكِ أي شيء لنشربه؟»

•••

رأيتُها ترمقني بنظرة مترددة ثم نقلَت بصرها إليه، متسائلةً عما كنَّا نناقشه. بدا عليها الارتياح وكانت قد قصَّت شعرها. كانت هناك حقيبة جديدة معلَّقة على كتفها، وبَدَت جميلة كعهدها دومًا. ولاحظتُ حين أطرقتُ بنظري إلى الأرض أنها ترتدي حذاءً جديدًا أيضًا.

«من الرائع دومًا استقبال أحد أفراد عائلة ديفي»، قالتها ببرود، وقد بدا في عينيها أنها كذبة صريحة. كان بمقدوري أن أشعر بالكراهية بينهما، وتساءلتُ في نفسي عما إذا كانا سيتشاجران إذا تركتُهما لإحضار الويسكي. أدركتُ أنه سيكون هناك على الأقل شاهد واحد على وجود أخي في برايتون، وشعرت بانقباض في معدتي. لماذا لم تقضِ بضعة أيام أخرى لاكتشاف الطفلة بداخلها أو أيًّا ما كانت تفعلُه بحق الجحيم في هذه الرحلات الخلوية؟

قالت وهي تتظاهر بالتثاؤب: «من الأفضل أن آوي إلى الفراش. أراكما غدًا.» لم يرفع أخي بصره إليها، وعندما ذهبَت أدركتُ أنها لم تسألني حتى عن يدي المجبَّرة. كنت شِبه واثق من أنها لم ترها. لقد توقَّعَت كارول أن تجد ترحابًا، ولكنها بدلًا من ذلك وجدتنا، وبدا الأمر … حسنًا بدا الأمر وكأننا متآمران يُخطِّطان لجريمة قتل.

مال أخي إلى الأمام وتحدَّث بنبرة لم تتجاوز الهمس. إذ قال: «وجودها هنا سيمثِّل مشكلة.» ثم ابتسم ابتسامة عريضة.

«على أي حال، هذه ليست عملية سرقة بنك، ولا أحتاج دهرًا للتخطيط لها. احرص فقط على عدم وجودها في المكان عندما نأتي بصديقيك مرَّة أخرى إلى هذا المطبخ.»

قلتُ بالقَدْر نفسه من الهدوء: «ستُخبر الشرطة بأنك كنتَ هنا.» لم أستطع النظر إليه في عينَيه، ولكن كان يجب أن نضع هذا في الاعتبار. فلن تبحث الشرطة عن رجل وحيد يدافع عن نفسه ضد اثنَين من البلطجية المحترفين الأشرار. وإنما ستبحث عن الشقيق الوحيد لهذا الرجل الذي اختفى من مدينة برايتون بطريقة غامضة في اليوم التالي لمقتل الرجلَين. وعندما رفعتُ بصري إليه، كان وجهه عابسًا، وأخذ يقلِّب الأمر في ذهنه مرارًا.

وبعد مرور مدة وأنا أراقبه، قال: «لماذا لا تذهب وتُحضِر ذلك الويسكي اللعين بينما أجلس أنا لأفكِّر في الأمر؟»

فذهبتُ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤