تقديم الكتاب
كان أول ما فكرت فيه عندما كتبت هذا الكتاب منفعة الطلاب الذين أُحاضرهم في علم النفس سواء في معهد التربية للمُعلِّمين أم في غيره من المعاهد.
وقد قصدتُ فوق ذلك إلى تلبية الرغبة العامة لهُواة علم النفس وقرائه، وإلى المُساهمة في نشر هذا العلم الذي لا يدلُّ حاضره إلا على قبس ضئيل مما يَنتظره في المستقبل من أهمية ومن أثر عظيم في حياة الأفراد والجماعات. ثم إني أردتُ أن أُخرج كتابًا في موضوع طالما تطاول عليه المُتطاولون، وليس أغلب ما كُتِب فيه مما يَرتاح إليه الضمير العلمي.
غير أنني كتبتُ هذا الكتاب منذ وقت طويل، وفيه كثير مما قد لا أحب الآن أن أعرضه على القراء، ومما كنتُ أنوي أن أتناوله بالتغيير، لولا أنَّ أصدقاء نصحوا لي بإخراجه كما هو اتقاءً لتأجيل جديد.
وقد شاء معهد التربية للمعلمين أن يكون هذا الكتاب ضمنَ مطبوعاته، ولم يسعْني إلا أن أقبل هذه الرغبة شاكرًا ومقدِّرًا للدوافع التي دعت إليها، كما لا يسعُني إلا أن أشكر الزملاء الذين قرءوا الكتاب قبل طبعه، سواء بتكليف من المعهد، أو برجاء مني، أو بهما معًا، مقدِّرًا ما تجشَّموه من جهد في القراءة والنقد. وأخصُّ بالذكر الدكتور عبد العزيز القوصي، والأستاذ محمد سعيد قدري، والأستاذ أبو الفتوح رضوان من أسرة المعهد، فقد قرأ كلٌّ منهم أصول الكتاب قراءة تفصيلية رغم مشاغلهم الكثيرة، وكان لكثير من ملاحظاتهم أثر في الصورة النهائية للكتاب.
كما أشكر الأستاذ السيد محمد شكر، المدرِّس بالمدرسة النموذجية بالأورمان لتفضُّله بقراءة تجارب الطبع.
ولا يفوتني أن أشكر مَن شجعوني من أساتذتي وزملائي وأصدقائي وتلاميذي على إتمام هذا العمل، وقد كان هذا التشجيع خير حافزٍ لي على إنجازه.