الجزء الأول
المشهد الأول
(في
السيرك.)
(المنظر:
يتركز الضوء أولًا على منظر حجرة مدير
السيرك، الحجرة أنيقة جدًّا وتصلح للنقل
مع انتقال السيرك. أهم ما يميزها بغبغان
كبير موضوع في قفص يردد طول الوقت: ما
الدنيا إلا سيرك كبير، وثَمة قفص آخر فيه
نسناس كثير الحركة.)
(استعراض
لكل أنواع اللعب الممكنة بالسيرك، إنه
التدريب العام. تتركز الإضاءة على منطقة
الساحة لتجد مدربًا يدرب فتاة على لعبة
«الجمبوك». يقترب المدير الفني للسيرك
(الأستاذ سامي) من المدرب واللاعبة …
المدرب رابطًا قدمه في العمود المعدني
ويمسك بالتلميذة ويدوِّرها في كل
اتجاه.)
المدير
:
إزي تلميذتك يا عم نجف؟
نجف
:
آخر تمام يا أستاذ سامي … شايف
سيادتك!
(يلعب مع التلميذة التمرين الذي تمسك فيه
بأسنانها وصلة تصلها بأسنانه ويدور بها
حول العمود.)
المدير
:
هايلة … برافو عليكي … إنتي ميرفت
مش كده؟
(اللاعبة الشابة تثني رأسها في خجل علامة
الموافقة ولا تقول
شيئًا.)
نجف
:
إيه رأيك يا سامي بك؟
المدير
:
ح تبتدي معاكو إمتى؟
نجف
:
بعد بكرة إن شاء الله.
المدير
:
عندنا بهلوان كمان يا نجف … إنت
تعالى … زعرب (يدخل
زعرب وهو يرتدي ماسك البهلوان
وملابسه) هو بيقول إنه عارف كل
الألعاب، عايزين نشوفه معاك … نزِّل ميرفت
(يشير نجف للعمال
فينزلوا السلك الذي يرفع العمود حتى يصل
هو واللاعبة إلى الأرض. نجف يتفحص زعرب
جيدًا ويقول):
نجف
:
اسم الكريم إيه؟
المدير
:
زعرب.
نجف
:
أنا قصدي يعني الحقيقي.
المدير
:
زعرب برضه.
نجف
(متفحصًا زعرب مرةً
أخرى)
:
طب اتفضل.
(ويقف نجف في وضع خاطئ تمامًا على القرص
ويشير لزعرب أن يركب
معه.)
نجف
(مشيرًا بيده
لزعرب)
:
ما تتفضل!
(زعرب لا يتحرك من مكانه … يشير لنجف
بيده.)
زعرب
:
لا مؤاخذة! رِجلك!
نجف
:
مالها؟!
زعرب
:
لازم تبقى كده (ويعدل وضع رِجله
بنفسه).
نجف
:
برافو عليك، باينك عارف … طب ورينا
بقى شطارتك.
(يقف زعرب معه على الحلقة، يشير نجف إلى
العمال ليرفعوا السلك، فيصعد العمود في
الهواء … يضع قدمه في الخية الخاصة، يمسك
بيدَي زعرب … يقوم زعرب بعمل «بالانس»
يُدخل به ساقيه بين يديه ثم يؤدي تمرينًا
آخر يستطيع بواسطته أن يعلق نفسه من قدميه
على الحامل الذي يمسكه له
نجف.)
المدير
:
لا كويس قوي … طب ورينا تمرين
الأسنان.
(يقوم نجف بالخطوات الأولى للتمرين ثم
يؤديه بمهارة فائقة.)
نجف
:
اسمع يا أخ! إنت كنت في أنهي سيرك؟
وكنت بتلعب جمبوك ولا إيه؟!
زعرب
:
يعني؟
نجف
:
مش هنزِّلك إلا لما تقول لي
(ثم
للعمال) اوعوا تنزِّلوا
السلك.
زعرب
:
أبقى أنزل أنا.
(وفي حركة بهلوانية يُنزل نفسه من قاعدة
العمود ويقفز إلى
الأرض.)
نجف
:
يابن الجنِّية.
المدير
:
نجف!
نجف
:
لا مؤاخذة! أصل دي عمله ما يعملهاش
إلا بهلوان.
(ويخرج نجف وميرفت.)
المدير
:
لا مؤاخذة يا حسن بك.
زعرب
:
أرجوك! أنا من هنا ورايح اسمي زعرب
… حسن دي ما حدش يعرفها أبدًا.
المدير
:
ليك عليَّ دي، ولو إن دعاية كبيرة
للسيرك إن الناس تعرف إن حسن بك المهيلمي
رئيس تحرير الزمن بيشتغل بعد الضهر بهلوان
في السيرك المصري العالمي.
زعرب
:
أرجوك يا أستاذ سامي دي
شروطي.
المدير
:
على الأقل الناس اللي بيشتغلوا
معانا ضروري حايعرفوا.
زعرب
:
ما حدش حايعرف أبدًا إلا حضرتك
ونظيم بك صاحب السيرك. أنا حا اجي السيرك
لابس القناع وحا اروَّح بيه برضه.
نجف
:
وبرضه ما حدش بيشوف نظيم بك
أبدًا.
زعرب
:
طب ح أقابله إمتى عشان أمضي العقد
معاه؟
المدير
:
العقد ح تمضيه معايا أنا.
زعرب
:
وماله! طب على الأقل أشوفه! أتعرف
عليه!
المدير
:
ممنوع … هوه كمان ما يحبش حد يعرف
إنه صاحب سيرك.
زعرب
:
هو كمان … غريبة!
المدير
:
ما غريب إلا الشيطان.
المدير
:
بس لو سمحت لي … عندي سؤال مش قادر
أسكت عليه.
زعرب
:
لا … ريح نفسك وقوله.
المدير
:
إزاي واحد صحفي محترم زيك ورئيس
تحرير قد الدنيا ومشهور جدًّا وإشي إذاعة
وتلفزيون وتعليقات وأحاديث … راجل زي ده …
إيه اللي يخليه يوطِّي نفسه ويشتغل بهلوان
بالليل في السيرك بتاعنا ده؟!
زعرب
:
عشان أتوازن يا سامي بك … أنا طول
النهار جد جد جد … طول النهار بامثِّل دور
رئيس التحرير! قاعد يعمل في حاجات غصب عنه
… هنا بقى أقدر أعمل اللي أنا
عايزه.
المدير
:
واشمعنى البهلوان يعني؟
زعرب
:
عشان حاجتين: ماحدش حا يعرفني
أبدًا؛ فأقدر أعمل كل اللي في نفسي أعمله
وأقول كل اللي نفسي أقوله … والحاجة
التانية إني من صغري وانا بحب البهلوانات،
حتى في المدرسة كانوا مسميني البهلوان،
عاوز أتوزن يا سامي بك.
المدير
(هازًّا
أكتافه)
:
آه … الدنيا مليانة عجايب … أنا
شخصيًّا مش موافق، إنما ما دام نظيم بك
صاحب السيرك موافق، وموافق على كل شروطك،
فما اقدرش أقول لك تلت التلاتة
كام.
المشهد الثاني
(مكتب
الأستاذ حسن المهيلمي رئيس تحرير جريدة
الزمن … مكتب فاخر
تمامًا.)
حسن
:
اقري كده … اللي ملتهولك يا
إيفا.
إيفا
(تقرأ من ورقة في
يدها)
:
إن مصر لا تخاف روسيا ولا جيوشها
ولا قنابلها الذرية أو أساطيلها، فمصر
دولة مؤمنة بقوتها ووطنيتها واستقلال
إرادتها، وهي لا يمكن أن تسمح لروسيا
الشيوعية أن تفرض عليها قرارها. إن القرار
الوطني هو دائمًا مصري، ولا يمكن لروسيا
مهما بلغت قوتها أن تُملي إرادتها على
القرار المصري … فلتشرب روسيا ما تشاء من
بحرها، الأسود أو الأبيض، ولتحيا مصر
برأسها مرفوعًا، وليمُت الشيوعيون
بغيظهم!
حسن
:
هايل … خليهم يجمعوه بنط ٢٤ أسود في
الصفحة الأولى على ثلاثة أعمدة. بسرعة
الساعة بقت ٦ والطبعة.
(يدق جرس التليفون … السكرتيرة تسرع
وتتناول السماعة.)
إيفا
:
أيوة مكتب الأستاذ حسن المهيلمي
رئيس التحرير. مين حضرتك؟ حاضر ثانية
واحدة (معطية
السماعة وقائلة لحسن): هوه يا
فندم.
حسن
:
طب اسمعي … يالله الشوية
بتوعك.
إيفا
(عائدة للحديث في
التليفون)
:
لا مؤاخذة … أنا أسفة جدًّا يا فندم
… أنا لقيت حسن بك بيكتب وهو منبه علينا
إننا ما ندخلش عليه ولا نوصل له تليفونات
أبدًا … تحب سيادتك تبلغه حاجة؟ المحلاوي
بك بنفسه؟ … لا إذا كان كده بقى … حاضر …
حاضر ثانية واحدة.
(تضع السماعة في يدها برهةً ثم يتناولها
حسن المهيلمي.)
حسن
:
لا مؤاخذة يا فندم … أنا أسف جدًّا
… إنت عارف سيادتك شغل الجهل بتاع
السكرتيرات بقى (غامزًا بعينه لإيفا)،
منبه عليهم مليون مرة إن سيادتك حالة خاصة
جدًّا، إن شا الله بكون بموت لازم يصحوني
أكلم سعادتك. العفو يا فندم، أيوة … خير
يا فندم؟
أنا سامع حضرتك كويس. لا مفيش حد في
الأوضة … أنا لوحدي خالص … أيوة … أيوة،
المانشيت بتاعنا (مغلقًا السماعة هامسًا لإيفا)
المانشيت بسرعة (تتناول ورقة طويلة) … أيوة
المانشيت الأحمر الكبير … يسقط التدخل
الروسي ويحيا القرار المصري! (بعد لحظة) إيه …
إيه؟ (ترتفع حواجبه
دهشةً وتتغير ملامح وجهه) إمتى
الكلام ده؟ من ساعة؟! يعني إحنا دلوقت
نهاجم الأمريكان مش الروس؟! طب وبعدين يا
فندم وإحنا عملنا كل الصفحة الأولانية على
أساس مهاجمة الروس؟ … كده لأ … حاضر يا
فندم … حاضر … يتغير … كله يتغير … حاضر
أنا قاعد هنا للصبح لما أطمئن بنفسي …
حاضر … حاضر … حاضر سيادتك ح تشوف بكرة
أول نسخة ح أبعتها لسيادتك بموتوسيكل
فورًا … حاضر، مع السلامة يا فندم.
(ثم وهو يضع سماعة
التليفون) مع ألف سلامة.
(ثم ملتفتًا
للسكرتيرة) طب وإيه المصيبة
اللي وقعنا فيها دي؟
إيفا
:
فيه إيه يا حسن بك؟
حسن
:
السياسة اتغيرت، ودلوقتي لازم نهاجم
أمريكا مش روسيا.
إيفا
:
يا نهار أبيض! والمانشيت؟
حسن
:
يغيروه.
إيفا
:
إزاي بس!
حسن
:
يخلوه زي ما هو بس يشيلوا كلمة
روسيا ويحطوا أمريكا، وبدال ما هو أحمر
يخلوه أسود.
إيفا
:
اشمعنى يعني؟
حسن
:
اللون الأحمر شيوعي … فما دمنا ح
نهاجم أمريكا يخلوه أسود. مفيش أحمر خالص
في الصفحة … خالص.
إيفا
:
ما دام ح نهاجم أمريكا ونمدح روسيا
يبقى الأحمر كويس.
حسن
:
يا عبيطة … إنت ما تفهميش في فن
الإعلام المصري، إحنا لما بنهاجم أمريكا
مش معنى كده إننا بقينا شيوعيين، بالعكس!
نهاجم روسيا ونضرب الشيوعيين، ولما نمدح
أمريكا برضه نضرب الشيوعيين … دي سياسة …
سياسة التلون والتلوين … إيش فهمك
انتِ؟
إيفا
:
ومقالك الافتتاحي؟
حسن
:
ولا يهمك! نفس الشيء، شيلي كلمة
روسيا وحطي أمريكا. اعملي كده دلوقتي
واقريلي المقال … وريني.
إيفا
(تقرأ
السكرتيرة)
:
إن مصر لا تخاف أمريكا ولا جيوشها
أو قنابلها الذرية أو أساطيلها، فمصر دولة
مؤمنة بالله سبحانه ومؤمنة بقوتها
ووطنيتها واستقلال إرادتها، وهي لا يمكن
أن تسمح لأمريكا الشيوعية …
حسن
:
أمريكا الشيوعية يا ستي؟ … أمريكا
الرأسمالية.
إيفا
:
معلهش … أنا أسفة اتلخبطت … ما هي
حاجة تلخبط.
حسن
:
ولا تلخبط ولا حاجة. دا مفيش أسهل
من كده … كملي!
إيفا
:
إن القرار الوطني هو دائمًا مصري،
ولا يمكن لأمريكا مهما بلغت قوتها أن تملي
إرادتها على القرار المصري، فلتشرب أمريكا
من بحرها الأسود أو الأبيض!
حسن
:
أمريكا ما عندهاش بحر أسود … خليه
الأطلنطي.
إيفا
:
بحرها الأطلنطي.
حسن
:
الأطلنطي دا محيط مش بحر.
إيفا
:
محيطها الأطلنطي أو محيطها
الأبيض.
حسن
:
الأبيض ده بحر.
إيفا
:
أبيضها الأطلنطي أو أطلنطيها
الأبيض.
حسن
(مبتسمًا
مشفقًا)
:
يا ماما مش كده يا ماما … فلتشرب
أمريكا من محيطها الأطلنطي أو بحرها
الكاريبي.
إيفا
:
بس!
حسن
:
معلش خليها كده … أصل الأبيض ده
بتاعنا إحنا بس … كملي.
إيفا
:
ولتحيا مصر برأسها مرفوعًا وليمُت
الشيوعيون.
حسن
:
وليمُت الرأسماليون.
إيفا
(مغتاظة … ثم مغيرة
لهجتها)
:
يا سلام على عبقريتك يا حسن بك …
ليمُت الرأسماليون بغيظهم.
حسن
:
خلاص … جهزت الافتتاحية … والمانشيت
الرئيسي اتغير تغيروا بقى باقي المانشيتات
على كده. وكل ما تقابلوا كلمة روسيا تحطوا
بدالها أمريكا. فهِّمي السهران على الدسك
كده، والله إذا غلط وما شالش كل روسيا وحط
مكانها أمريكا راح يتخرب بيته إن شاء
الله. (ثم مضيفًا
بصوت خافت) وبيتنا إحنا
كما.
إيفا
(وهي مسرعة إلى
الخارج)
:
هوا يا سعادة البيه … هوا.
حسن
(مستوقفًا إياها وقد وصلت إلى
الباب)
:
إيفا تعالي هنا … أنا نسيت
حاجة.
إيفا
:
نسيت إيه؟ (إليه وهي تقترب منه.)
حسن
:
كباية اللبن بتاعة النهارده.
إيفا
:
الله ما سيادتك خدت كباية
الصبح.
حسن
:
مش كفاية … إنتِ عارفة الرصاص بتاع
المطبعة بيسبب أنيميا حادة، واللبن هو
العلاج … لازم كباية تانية بالليل.
(حسن: ويمسكها بيدها ويدور بها حول
المكتب ويجلسها على ساقه، ثم يبدأ في
تقبيلها.)
(يدق التليفون) يشير حسن لها
أن تتركه يدق. (يزداد الدقُّ إلحاحًا … حسن يتناول
السماعة ليضعها جانبًا، ولكن يُسمع في
التليفون صوتٌ يقول):
شريفة
:
إيه ده يا حسن؟ … ما بتردش ليه؟ …
إنت بتعمل إيه وسايبني أرن؟
حسن
:
يا نهار أسود … دي شوشو
مراتي.
(تفزع
السكرتيرة وتقوم فيستوقفها ويمضي في
إجلاسها فوق ساقيه ويتناول
السماعة.)
آلو … أهلًا يا شريفة، أهلًا يا
حبيبتي، أهلًا يا ماما … لا، أصلي كنت
باكتب … كنت منهمك في الكتابة … منهمك قوي
… أنا كنت غرقان في الكتابة … أصل غيرنا
الموقف من شتيمة روسيا … كان لازم نشتم
أمريكا ونداعب روسيا (يداعب السكرتيرة)
يا حبيبتي شغل بقى! إنتِ عارفة هو أكل
العيش بالساهل، والله دا انا بعرق عرق،
كله عشان سواد عيونك يا حبيبتي (وهو يحدق في عينَي السكرتيرة
ثم يقبِّلها، وأثناء القبلة
يقول) شغلانة ما يعلم بيها إلا
ربنا الصحافة دي. مال بقى؟ ماله؟ مكتوم؟
أسلكه يا حبيبتي … أسلكه.
المشهد الثالث
(في
السيرك.)
(مذيع أنيق
يرتدي السموكنج ويضع على كتفيه عباءةً
كعباءات دراكولا يمسك ميكروفونًا متحركًا
في يده، ومع ضجيج الموسيقى تُسلَّط عليه
الأضواء.)
المذيع
:
سيداتي سادتي … والآن … ملك الملوك
… ملك ملوك الغابة وقاهرهم … سلطان
السلاطين … مدرب الوحوش العالمي … بطل مصر
والعالم … محمد الحلو.
(تركز الأضواء على قفص الأسود، ويقدم
الحلو استعراضاته التي ينتهي كلٌّ منها
بتصفيق مسجل، وبالطبع بتصفيق جمهور
المسرح.)
(بعد أن ينتهي الحلو من لعبته ويتلقى
التحية ويحيِّي الجمهور ويخرج، تُسلَّط
الأنوار على المذيع.)
المذيع
:
والآن سيداتي سادتي … بعد ما شفنا
صراع الإنسان والوحش، الصراع اللي دائمًا
ينتصر فيه الإنسان، ح نقدم لكم دلوقتي
ترويض النمرة.
(يدخل عدة عمال يهيئون الحلقة للعبة …
يضعون سلَّمًا منخفضًا وطوقًا معلقًا
وأشياء أخرى من التي تُستعمل في ترويض
النمور.)
(ضجة الموسيقى تعلو علامة الدخول. يُفتح
باب القفص، ويخرج منه زعرب بملابس
البهلوان وهو يسحب وراءه معزة وقد ربطها
في حبل مبالغ في غلظته؛ وهي تقاومه.
المعزة فوق رأسها قبعة حريمي شيك جدًّا،
وفي وسطها مايوه بكيني، وسوتيان عند
صدرها.)
المذيع
:
إيه ده يا زعرب اللي بتهببه ده؟ …
إيه اللي جابك في قفص الوحش؟
زعرب
:
إيه؟ … جاي أروض النمرة.
المذيع
:
بس دي مش نمرة … دي معزة.
زعرب
:
دي معيزة يا غبي؟ … مانتاش عارف
معيزة!
المذيع
:
إيه معيزة دي! … حتة معزة سنكوحة لا
راحت ولا جت … على رأسها ريشة
يعني؟
زعرب
:
لا … على رأسها برنيطة مش عند الست
والدتك.
المذيع
:
ح تقبح بقى يا زعرب … ما تخليك مؤدب
أمال … وفضي القفص عشان الست نعيمة الحلو
داخلة تقدم نمرتها … يالا بسرعة.
زعرب
:
ما أفضهوش إلا لما أروض المعزة
دي.
المذيع
:
تروضها على إيه؟
زعرب
:
إنها تحبني.
المذيع
:
هي ما بتحبكش.
زعرب
:
بتحبني قوي … إنما بتلاوعني … إنت
عارف صنف الستات بقى، الستات عايزة حماشة
… عايزة راجل خشن، عايزة ترويض.
المذيع
:
وح تروضها على حبك ليه يا
زعرب؟
زعرب
:
عشان تتجوزني.
المذيع
:
تجوز معزة يا واد يا زعرب؟!
زعرب
:
وإيه يعني؟ ما كلهم زي المعيز
ويتجوزوهم … شايف الست اللي قاعدة هناك
دي، وحياة راس والدك رِجل معيزة أتخن من
رِجلها. اشتغلي يا معيزة (يفرقع بسوطه)
معيزة … مكانك يا معيزة … (مشيرًا إلى سلم مرتفع عن
الأرض قليلًا) معيزة … الليه …
الليه … هبه … هبه … معيزة (تجري المعزة ويجري خلفها
ويفرقع بالسوط).
زعرب
:
مش حاننفع لبعض كده يا معيزة يا بنت
الحلال، دا احنا كنا امبارح آخر سمن على
عسل. فاكرة يا حبيبتي؟ تعالي يا
حبيبتي.
المعزة
(صوت سيدي أخنف
قبيح)
:
آجي ليه؟
زعرب
:
شفتي بتاكلني … أنا في عرضك … خليها
تسلم على خدك.
المعزة
:
يه! يا دين النبي! … تنك سايح ما
شبعتش من ليلة امبارح؟
زعرب
:
ما تفكرنيش أما دي حتة … كانت ليلة
في غاية الرقة.
المعزة
:
فاكر وانا حاطة إيديا … في بطاطك
قبل الترعة، على سهوة وملت عليَّ … ما
قدرتش أقولك إوعى.
زعرب
:
قمت أنا بصيت يمين وشمال … ساعة ما
لقيت مفيش عزال … طبل طبلي … كده كده كده،
وزمَّر زمري؛ كده كده، وشقلي وبقلي …
وعنها ودوغري خدت لي بوسة، لكن
صنعه.
(يكون قد أمسك بمعيزة وأهوى على فمها
مقبلًا في الميكروفون.)
المعزة
:
ماء … ماء (يتخافت الصوت علامة
الاستسلام) ماء … ماء
(الموسيقى تتوج
مشهد القبلة).
المذيع
:
إلحق يا زعرب … إلحق.
زعرب
(فزعًا)
:
إيه؟ … في إيه؟!
المذيع
:
أبوها يا زعرب … وقعتك سودة …
(يندفع داخلًا جِدي
ضخم القرون في حالة
هياج.)
زعرب
:
أبوها … يا نهار أسود (يحاول الاختباء فيترك معيزة
وينكمش ناحية السور).
زعرب
:
اسمع يا عم يا جدي … والله ما عملت
فيها حاجة. آهي عندك صاغ سليم أهه … شوف
بنفسك … وإذا لقيت فيها حاجة تبقى إنت
اللي عملتها بقى … أنا مش مسئول.
(يقترب منه
الجدي فيتعلق بالعقلة المعلقة من السقف
ويتمرجح بها.)
إذا كنت جدع بقى اطلع لي هنا … إذا
كنت شارب من بز أمك الست عنزة، وريني
جدعنتك … يابو قرون … هي القرون دي طلعتلك
من شوية، دا لازم من اللي عملته معيزة وأم
معيزة وأخوات معيزة، دي قرون ما تطلعش
لوحدها أبدًا … دي وراها بلاوي … الله! ما
تروق أمال أنا نازلك أهه … خلينا نتفاهم
(يهبط ويقترب منه
مادًّا يده بخيارة، الجدي يأخذ منه
الخيارة ويزدردها.) أيوة كده
اطعم الفم تستحي العين، وانت باين عليك
استحيت أهه. دا انت زي البني أدمين. بقى
استحيت؟! طب تاخد كام خيارة وتسيب لي
معيزة؟ كام بس قوللي ماتكسفشن؟ بتقول كام؟
خطاب ضمان بمليون جنيه؟ خلصهم كلهم عمك
توفيق وفك … إيه؟! أسمنت وحديد؟ ما انت
عارف بقى كل الأسمنت
بقى
مسلح وكل المسلح بقى تراب، واللي استورده
كسب، واللي باعه كسب، والخبير كسب،
والمقاول كسب، أنا بس اللي خسرت. أمي …
ماتت يا عم جدي … عواميد بيتنا بقدرة قادر
وفي ليلة مهببة وانا هنا في السيرك بقت
تراب … وامي ماتت يا عم جدي. طب وحياة
المرحومة أمي في تربتها توافق. موافق
بإيه؟ إخص عليك قليل الأدب. هم قالولك عني
بتاع كده يابو قرون انت! مش مكفيك المعيزا
اللي مالية الشوارع؟ أركب لك أتوبيس يأخي
ولا أقف لك في طابور جمعية جتك البلا
(يفرقع بسوطه يجري
الجدي ويخرج) معلش يا معيزة
أبوكي أصله انفتاحي خالص … ياللا أجوزك
بقى … ياللا … أجوزك … ياللا يا عم جوزنا
(وفي زيطة
موسيقية).
المذيع
:
قولي يا معيزة … زوَّجتك
نفسي.
الصوت الأخنف
:
زوَّجتك نفسي (ثم تبكي).
المذيع
:
الله … مالك؟
الصوت الأخنف
:
أصلي ما بحبوش.
المذيع
:
الله … أمال بتحبي مين؟
الصوت
:
محمود ياسين.
زعرب
(غاضبًا)
:
إيه … أيتها الخائنة اللعوب … آه يا
عشيقة الكل يا مزيلة. شرف البنت الأيام دي
زي عود القصب دلوقتي بخمسين قرش … اذهبي
عليك اللعنة.
(يفرقع
بصوته فتجري خارجة.)
(ظلام)
المشهد الرابع
(في
السيرك.)
(ميرفت
لاعبة الترابيز مرتدية زي التدريب، تقوم
بتدريبات بدنية. يظهر زعرب عابرًا المكان
وهو يتمرن على
الجونجلير.)
زعرب
:
هاي ميرفت.
ميرفت
:
هاي.
(يتأملها برهة دون أن يشعر. يقوم بنفس
التمرينات التي تفعلها ميرفت، ولكنه لا
يلبث أن يغير رأيه، ويقوم بتمرين زاحف
يقربه شيئًا فشيئًا إلى مكان ميرفت. يقفز
مرة فيسقط قريبًا جدًّا
منها.)
ميرفت
:
إنت بتعمل إيه؟
زعرب
:
بتمرن فيزيكال فيتنسي.
ميرفت
:
وكمان بتعرف إنجليزي؟
زعرب
:
وفرنساوي كمان.
ميرفت
:
دا انت بهلوان مثقف قوي.
زعرب
:
جراسياس … سنيوريتا.
ميرفت
:
جراسيه إيه؟ ما تشيل البتاع
الشخبليطة ده اللي على وشك.
زعرب
:
ليه! مش عاجبك؟
ميرفت
:
أنا ما يعجبنيش أبدًا إلا الشيء
الحقيقي.
زعرب
:
طب ما هو ده ماسك حقيقي.
ميرفت
:
أنا عايزة الوش الحقيقي.
زعرب
:
هو فيه وش حقيقي أبدًا.
ميرفت
:
أيوة … أنا وشي حقيقي …
شايف؟
زعرب
:
وأنا لساني هو الحقيقي.
ميرفت
:
طب مانا وشي حقيقي ولساني حقيقي
(تخرج له
لسانها).
زعرب
:
الله!
ميرفت
:
الله على إيه!
زعرب
:
لسانك حلو.
ميرفت
:
وماسكك وحش، اقلعه.
زعرب
:
أهو ده اللي مش ممكن أبدًا.
ميرفت
(متوقفة عن الحركة فجأة
وتواجهه)
:
إلا فعلًا بجد … إنت من يومها وانت
لابسه … ما قلعتوش أبدًا … حتى وانت داخل
السيرك باشوفك لابسه … إيه
الحكاية؟!
زعرب
:
ولا حكاية ولا حاجة … هو مش فيه
ستات بيتلتِّموا دلوقتي عشان وشهم عورة،
أنا راخر متلتم.
ميرفت
:
ليه … إنت وشك عورة؟
زعرب
:
عورة جدًّا … عورة خالص.
ميرفت
:
إنت أعور.
زعرب
:
أعور ومجدر كمان.
ميرفت
(مقتربة منه
بدلال)
:
بس أنا ما يهمنيش … ياريتك تكون
وحش، أنا بيتهيألي إن الراجل لازم يبقى
وحش … وريهولي كده.
زعرب
:
خايف أوريهولك يطلع حلو ما
تحبنيش.
ميرفت
:
وانت عايزني أحبك؟
زعرب
:
أنا عايزك تحبي … إنت بتحبي؟
ميرفت
(تفكر)
:
بحَب؟ آه بحب.
زعرب
:
الشخص ده موجود هنا؟
ميرفت
:
متعلق فوق رأسك أهه (مشيرة لعمود
الجمبوك).
ميرفت
:
العمود … يا بخته!
ميرفت
:
وانت؟ … إنت بتحب؟
زعرب
:
قوي.
ميرفت
:
هنا؟!
زعرب
:
آه … الماسك ده (مشيرًا إلى
وجهه).
ميرفت
:
يا قلة بختك.
زعرب
:
تيجي بقى نخلي قلة بختي يحب
عمودك؟
ميرفت
:
يعني إيه؟
زعرب
:
يعني ماسكي يحب عمودك.
ميرفت
:
آه … وفيها إيه أما ماسكك يحب
عمودي؟ (وتخرج
ضاحكة. يتأملها. يدخل الأستاذ
سامي).
المدير
:
عاجباك بتاعة الترابيز يا بتاع
المعيز؟
زعرب
:
يا أستاذ سامي أنا راجل في حالي …
أنا هنا بهلوان … أنا بتاع الكلام ده؟ أنا
بتاع معيز زي ما قلت … معيزة … يا معيزة …
إنتي فين يا معيزة … (يخرج زعرب من الناحية
المقابلة. يدخل نظيم بك.)
نظيم
:
قوله يبعد عنها مالوش دعوة
بيها.
المدير
:
أوامرك يا نظيم بك.
نظيم
:
وإلا … أوديه ورا الشمس.
المدير
:
وتتعب سعادتك ليه يا فندم، إشارة
منك، أقطع له السلك ينزل حتت.
نظيم
:
لا … أنا محتاجه.
المدير
:
في إيه يا فندم؟ والبهلوانات على
قفا من يشيل.
نظيم
:
لا … أنا محتاجه الصبح مش بالليل
(ويبتسم نظيم
ابتسامة ذات معنًى).
(ظلام)
المشهد الخامس
(في حجرة
النوم بمنزل حسن
المهيلمي.)
(الزوجة من
النوع الضخم العريض العظام … حتى صوتها لا
يمت إلى الأنوثة بصلة.)
الزوجة
(بصوت خطير)
:
حسن!
حسن
(في سره)
:
استر يا رب … نعم يا معيزة؟
الزوجة
:
معيزة … معيزة دي مين بقى؟
حسن
:
أنا قلت معيزة … مال ودانك يا روحي؟
… أنا بقول يا عزيزة … يعني بالإنجليزي يا
دارلنج.
الزوجة
:
هي اسمها عزيزة؟
حسن
:
هي مين دي؟
الزوجة
:
اللي بتروح لها كل ليلة.
حسن
:
أنا بروح لواحدة اسمها عزيزة كل
ليلة، إنتي سخنة النهارده ولا إيه؟
الزوجة
:
إنت بتخرج من هنا كل ليلة الساعة
تمانية بتروح فين؟
حسن
:
بروح الجرنال … ح أكون بروح فين
يعني؟
الزوجة
:
مش عوايدك … دا الطبعة الأولى بتخلص
خالص الساعة ٧، تروح تمانية تعمل
إيه؟
حسن
:
عشان الطبعة التانية يا
حبيبتي.
الزوجة
:
الطبعة التانية ولا الزوجة
التانية.
حسن
:
الطبعة … الله! إحنا ح نهزر ولا
إيه؟
الزوجة
:
والطبعة التانية بتقعد لغاية الساعة
اتنين.
حسن
:
وتلاتة أحيانًا، بس أنا بسيبهم
وارجع بدري.
الزوجة
:
واشمعنى الأيام دي يعني؟ ما طول
عمرك بترجع الضهر وتمشِّي الجرنال م
البيت.
حسن
:
أصل الأيام دي فيه حرية صحافة وما
عدتش الجرايد بتطلع روتينية زي زمان.
دلوقتي فيه أحزاب ومعارضة، وتغير في
السياسة، ما أقدرش أسيب الجرنال ولا
دقيقة، ده كل دقيقة فيه خبر شكل، تغيير
شكل، دا الواحد طالع عنيه الأيام دي، دي
كارثة إن الواحد يشتغل رئيس تحرير، أنا
عارف إيه اليوم المهبب ده اللي حدفنا على
دي شغلانة؟!
الزوجة
:
مش هي دي الشغلانة اللي حفيت
عشانها؟ مش دي الشغلانة اللي خلتك تمسح
جوخ وبلاط حتى لكل حكومة تيجي؟ مش دي اللي
خلتك تنافق طوب الأرض علشان توصل
لها؟
حسن
:
وبعدين بقى يا شرشر، وبعدين
معاكي؟
الزوجة
:
أنا قلت لك ميت مرة ما تقوليش يا
شرشر دي … بتنرفزني … أنا اسمى شريفة يا
حسن، ولما بيدلعوني بيسموني شوشو … حكاية
شرشر دي ما حدش بيقولها إلا انتي،
وبتقولها لأنك عارف إنها بتضايقني.
حسن
:
آه يا عبيطة … طب ده انا بقولها
علشان أبسطك، عشان أبقى أنا الوحيد اللي
بقولها لك، عايزاني أسميكي زي الناس ما هي
مسمياكي؟ أنا لازم أناديكي بحاجة مخصوص
حاجة بتاعتي أنا.
شوشو
:
ومالقتش إلا شرشر؟
حسن
:
بتعجبني … فيها مزيكا.
شوشو
:
بس فيها شر وشر … شرين.
حسن
:
أما انتي عبيطة صحيح … دا اسمه نفي
النفي، شر ينفي شر، تبقى النتيجة خير …
الله! ما تسبيني أدلعك زي ما انا
عايز.
شوشو
:
تدلعني ما تدلعنيش أنا عايزة أعرف
بالضبط بتروح فين؟
حسن
:
ح أروح فين يعني؟ … ما قولتلك
الجرنال.
شوشو
:
ح أطلبك هناك … إنت حر … وإذا
مالقتكش مرة وقعتك … إنت حر (يدق
التليفون).
حسن
:
ردي يا شرشر.
شرشر
:
رد إنت.
حسن
:
أنا مش متوقع تليفونات.
شرشر
:
ولا أنا … رد أحسن لك.
(يتردد حسن ويمسك سماعة التليفون ويرفعها
فجأة وبسرعة إلى أذنه حين يصدر منها صوت
ناعم.)
حسن
:
آلو … مين؟ آه. (يغطي السماعة
ويقول) دي سكرتيرتي يا شرشر …
لازم عايزين حاجة في الجرنال.
شرشر
:
يبقى أسمع بتقول إيه.
حسن
:
إنتي إيه اللي جرالك؟ ما طول عمر
السكرتيرة بتكلمني … حصل إيه؟!
شرشر
:
أمورك مش عاجباني الأيام دي …
اتكلم.
(وتنظر له شذرًا.)
(يسلم حسن أمره إلى الله ويضع السماعة على
أذنه … تزاحمه شرشر وتشترك بأذنها مع أذنه
حتى تسمع.)
حسن
:
أيوة يا إيفا … فيه حاجة حصلت في
الجرنال؟
إيفا
:
لا … الطبعة الأولى خلصت م الصبح …
(الزوجة هي التي
تكتم بيدها السماعة وتقول.)
الزوجة
:
شفت بقى … الطبعة الأولى
خلصت.
حسن
:
يبقى لازم الملحق فيه حاجة.
الزوجة
:
اسألها.
حسن
:
أيوة يا إيفا … الملحق الرياضي فيه
حاجة؟
إيفا
:
إيه يا حسن بك ده؟ ما الملحق مطبوع
من امبارح .
الزوجة
:
شفت بقى.
حسن
(وقد نفِد
صبره)
:
أمال عايزاني ليه يا إيفا؟
إيفا
(في
التليفون)
:
عشان كباية اللبن بتاعة بالليل، إنت
نسيت ولا إيه؟! كباية اللبن! يا خراشتي
أما كانت حتة كباية!
(الزوجة تغطي السماعة
بيدها.)
الزوجة
:
إيه كبابة اللبن دي؟
حسن
:
إيه … كباية لبن … موصيها تديني
كباية لبن بالليل كل يوم. أصلهم دايمًا
يعملوا كده مع كل اللي بيشتغلوا في
الجرايد … لازم كل يوم كباية لبن عشان
اكتشفوا أن الرصاص بيعمل أنيميا فقر دم
خبيث … والعلاج الوحيد كباية لبن كل يوم.
بتفكرني … فيها إيه دي؟ (ثم مخاطبًا إيفا في
التليفون) أيوة يا إيفا … حاضر
… حاضر … كباية اللبن قبل ما أنام.
إيفا
:
قبل ما تنام إيه … أنا عايزاك
تاخدها هنا … هنا اللبن كويس قوي.
حسن
(ناظرًا إلى
الزوجة)
:
واحنا عندنا برضه لبن كويس … لبن
إسترا عظيم جدًّا … متشكر … متشكر قوي …
مرسي مع السلامة (ويضع السماعة).
الزوجة
:
أنا مش عجباني أبدًا حكاية اللبن دي
… واشمعنى يعني اللبن في مكتبك
أحسن؟
حسن
:
أصل دكها لبن … لبن معيز.
الزوجة
:
معيز!
حسن
:
أيوة … أحسن أنواع اللبن هو لبن
المعيز، وبالذات لمقاومة الأنيميا.
الزوجة
:
وبتجيبه منين الست إيفا لبن المعيز
ده؟
حسن
:
بَحْلِبها.
الزوجة
:
بت … إيه … مين؟
حسن
:
معيزة.
الزوجة
:
معيزة!
حسن
:
أصلي عايز أنام من التعب هاصحى بدري
… لازم أكون في الجرنان الساعة ستة
صباحًا، وأخبار مهمة خالص، تغيير، ح ابقى
أقولك بعدين. تصبحي على خير. إتهدي بقى
ربنا يهديك.
(ظلام)