الجزء الثاني

المشهد السادس

(حجرة رئيس التحرير.)

(في حجرة رئيس التحرير، علاء مدير التحرير جالس على الكرسي الموضوع أمام المكتب الفاخر، إيفا السكرتيرة تقف وتحادثه وهي تتقصع وكأنما يقطعان الوقت في انتظار حضور حسن المهيلمي رئيس التحرير.)

(علاء يذعر ويبتعد ولكنها تستعيده بذراعيها، ويدخل حسن … إيفا وعلاء في حالة عناق. يقف حسن في مكانه ناظرًا إليها … إيفا ترتبك وتتراجع بسرعة. علاء يسقط منه الدوسيه الذي كان معه … فينحني ويتناوله، ويعتدل محدقًا تجاه حسن، ثم أخيرًا يقول):

(صمت.)

(يفتح الدوسيه الذي لا يحتوي إلا على ورقة واحدة.)

(يدق التليفون … حسن يتناول السماعة.)

(دق على الباب.)

(تدخل إيفا ومعها ظرف تقف حائرة.)

(حسن يلوي وجهه بطريقة متعجبة كوميدية جدًّا.)

(علاء يتناول الخطاب ويقلِّب فيه دون أن يفتحه ثم يضعه جانبًا.)

(يفتح علاء الخطاب بينما حسن يراقبه بعيون جاحظة تكاد تخرج من محاجرها لتقرأ محتويات الخطاب. ينتهي علاء من القراءة، ثم وهو ممسك بالظرف والخطاب):

(علاء وكأنه أمره إلى الله، يعطيه الخطاب.)

(بعد صمت.)

المشهد السابع

(في السيرك.)

(زعرب وميرفت.)

(كلٌّ منهما معلق بطريقة مريحة في عقلة الترابيز؛ بحيث يتأرجحان من جانبي اللعبة، يلتقيان لبرهة ثم يبتعدان، ويدور بينهما هذا الحوار كلما التقيا):

(يبتعدان، ثم حين يتقابلان):

(يبتعدان ثم حين يلتقيان):

(وزعرب يمسك بعقلتها حتى لا تبتعد.)

(وتدفعه بعيدًا.)

(وحين تعود العقلتان للالتقاء تشيح وجهها عنه … فيمسك زعرب العقلة رغمًا عنها.)

(ميرفت تحدق فيه مليًّا.)

(يسقط زعرب من المفاجأة على الشبكة المقامة لحماية اللاعبين، وتسقط ميرفت وراءه ويتشقلبان، وهو في حالة ذعر شديد.)

(ميرفت تتوقف عن الشقلبة وتواجهه بملامح جادة خطيرة.)

(زعرب متوقفًا هو الآخر … بلهجة لا تقل خطورة.)

(تتردد ميرفت ويستدير لها زعرب … تحتضنه من تحت إبطيه، ثم تهوي على رقبته من الخلف بقبلة سريعة وتقول رافعة رأسها):

(بقعة ضوئية على وجه نظيم بك المدير وهو يراقب كل هذا ويبتسم في خبث شديد.)

المشهد الثامن

(في منزل حسن المهيلمي.)

(الزوجة … حسن.)

المشهد التاسع

(في السيرك.)

(لعبة المشي على الحبل.)

(تصفيق مرتفع يعقبه تركيز الضوء على الحبل المشدود ولاعب الحبل يسير فوقه ثلاث مرات كل مرة بطريقة أصعب وأكثر خطورة وعقب كل مرة تصفيق حاد. ثم يحيي اللاعب ويتلقى تصفيق التحية، وفي آخر تصفيق التحية يتصاعد صوت زعرب.)

(يندفع وكأنه سيهم بالمشي على الحبل، ولكن لدى تأمله لسمك الحبل وخطورة المسألة يتراجع.)

(لحظات من البانتوميم … يمد رجليه ويحاول أن يقف ولكنه يتراجع فجأة إلى حيث القاعدة الخشبية العريضة … يكرر العملية بطرق مختلفة.)

(ثم مشجعًا نفسه):

(فجأة ينطلق سائرًا فوق الحبل عابرًا إياه ببراعة شديدة.)