الجزء الأخير

المشهد التاسع عشر

(في السيرك.)

(يحضر العمال صندوق لعبة «الفقير الهندي» حيث يغرز عدة سيوف في صندوق مقفل على زعرب ويخرج منه سليمًا.)

(زعرب يضحك ضحكة بهلوانية تمامًا لا أثر للضحك فيها.)

(تضيق دائرة الضوء حتى تصنع دائرة ضيقة فوق زعرب وحوله؛ وهو منكفئ على نفسه ينهنه نهنهات قوية مسموعة، بينما الصوت الوحيد القادم من غرفة صاحب السيرك هو صوت البغبغان الموضوع في قفص يردِّد: «ما الدنيا إلا مسرح كبير.»)

(حين تتسع دائرة الضوء من جديد نجد ميرفت واقفةً بجواره، وما إن تراه هكذا حتى تسرع وتركع مقتربة منه.)

(زعرب يرفع رأسه فتُفاجأ بدموع حقيقية قد بللت مكياجه، وساح الأحمر على الأبيض على اللون الأسود في عينيه.)

(بمقاومة منه وإصرار منها، تديره باندفاع، وقبل أن تنقضَّ بفمها على قفاه، تتوقف في منتصف الطريق وتشهق.)

(وهي ممعنة في تقبيله، وهو ممعن في التخلص منها؛ بحيث يهرب وتتبعه ويدوران في حلقة النور … فجأة ينصب كشاف على امرأة واقفة إلى اليمين وإذا بها شرشر. ميرفت تلمحها أولًا، وأدهشتها … تجدها تخلع فردة حذائها وعلى وجهها شر مستطير … فتنسحب بسرعة خارجة من الحلبة … زعرب ماضٍ في حركاته وكلماته … تتقدم شرشر وتنهال بحذائها على قفاه وظهره.)

(ويستدير وإذا به إمام شرشر.)

المشهد العشرون

(مكتب رئيس التحرير.)

(جرس التليفون يدق طويلًا … تدخل إيفا مسرعة.)

(تصل للتليفون وتتناول السماعة.)

(فجأة يفتح الباب ويدخل محرران شابان.)

المشهد الواحد والعشرون

(في السيرك.)

(زعرب يدخل وكأنما هو قادم من بيته، ينظر هنا وهناك متوجسًا متلصصًا، يلمحه «نجف» الذي كان واقفًا يترصده.)

(ويضع السماعة ويستدير، فإذا به غرباوي بك.)

(ويصعق زعرب في مكانه ويتدلى فكه في بلاهة منقطعة النظير.)

(الغرباوي مستمر في قهقهته وهذه المرة يوجهها لزعرب.)

(بعد صمت، وكأنما قرر أمرًا.)

(حسن يتوقف.)

(ويخطو بعض خطوات.)

(ويتوقف.)

(ميرفت تخرج فجأة من مخبئها.)

(حسن يقف مذهولًا، ثم في محاولة أخيرة للنجاة، يندفع إلى حيث التليفون ويمسك بالسماعة ويعطيها للغرباوي.)

(يكمل كلامه قهقهات، بينما الضوء ينسحب من عليه ويتركز قمع ضوء آخر فوق حسن المهيلمي.)

(تقول هذا وهي تخرج من الظلام وتدخل مع حسن في القمع الضوئي.)

(يحتضنها وتحتضنه، وتديره ميرفت لتقبِّله في قفاه، وقمع الضوء يخفت فوقهما ليسقط قمع ضوئي آخر فوق البغبغان الموضوع في ركن المكتب الذي يقول):