الإنسان والحضارة
«لَيسَ المُجْتمَعُ حَقِيقةً مُغايِرةً للحَضَارةِ أَوْ مُتميِّزةً عَنْها، بَلْ إنَّ الحَضَارةَ وَجهٌ مِنْ أَوجُهِ المُجتمَعِ وصِفةٌ مِن صِفاتِه.»
يُعالِجُ الدُّكتور «فؤاد زكريا» فِي هَذَا الكِتابِ مَوْضُوعَ الحَضَارة، عَبْرَ عِدَّةِ أقْسَام: أفْرَدَ الأوَّلَ مِنْها للتَّعْريفِ بالحَضَارةِ وتَحْدِيدِ مَجَالِها، مِن خِلَالِ مُنَاقَشةٍ مُخْتصَرةٍ لِمعْنى الحَضَارةِ وخَصَائصِها، وتَتَبُّعٍ لِمَا سمَّاهُ «مَجْرَى الحَضَارة» الذِي يَقْصِدُ بهِ حَرَكةَ التَّطوُّرِ التِي تَمُرُّ بِها؛ مُسْتَعرِضًا آراءً ثَلاثَةً فِي هَذا التَّطوُّرِ هِي: التَّدَهورُ، والإقْفَالُ، والتَّقدُّم. أمَّا القِسْمُ الثَّاني فنَاقَشَ فِيهِ التَّطوُّراتِ التَّاريخيَّةَ التِي طَرَأتْ عَلَى الحَضَارةِ الحَدِيثَة، عَبْرَ العَصْرِ الصِّناعيِّ الحَديثِ والمُتَقدِّمِ والمُتَأخِّر. والقِسْمُ الأخِيرُ أَفْرَدَهُ لِمشَاكِلِ الإِنْسانِ في الحَضَارةِ الصِّناعِيَّة؛ مِثْل: مُشْكِلةِ الحُريَّة، والمَادِّيَّةِ، والرُّوحِيَّة.