لقاء هناك
«استيقظ عباس في الفجرِ مُرغمًا على ذلك إرغامًا، ووجد نفسَه يذهب ليتوضَّأ، وأحسَّ كأنه آلة، ثم وجد نفسَه واقفًا في الصف خلفَ أبيه. وبدأت مراسمُ الصلاة، ومرةً أخرى أحسَّ أنه يتحرَّك حركاتٍ آلية. قرأ القرآن فوجده في فمه ولم يُحسَّ به في قلبه. وكان يُطرِق بعينَيه إلى الأرض، ولكنه لم يكن يُحسُّ الخشوع.»
يَطرُق «ثروت أباظة» أبوابَ قضيةٍ دينية واجتماعية مثيرة، تُواجهها المجتمعاتُ المحافِظة، تتعلَّق بنمطِ التربية الصارم الذي يحرص عليه الآباء من ناحية، والتناقضاتِ التي تعيشها هذه المجتمعات بين التديُّن الشكلي وارتكاب الذنوب من ناحيةٍ أخرى. ويتجلَّى ذلك في شخصية «عباس»؛ الشاب الحاصل على بكالوريوس الهندسة، وهو ابنٌ لشيخٍ أزهري يحرص على ممارسة كافة مظاهر التديُّن، ويفرضه على ابنه بأسلوبٍ عنيف؛ الأمر الذي سيُؤثِّر على تقبُّل «عباس» هذا التديُّنَ الشكلي الذي يتشكَّك فيه فينصرف عنه. ويزداد الأمر تعقيدًا نتيجة العلاقةِ الغرامية مع جارته «إيفون»، والاختلافِ العَقَدي الذي يَحُول دون ارتباطهما، لكن حاله تَتبدَّل بعد زواجه من «ليلى» ابنة خالته، عندما تُوشِك أن تَلِد طفلهما، وتتعرَّض حياتُها للخطر، فيُدرك «عباس» حقيقةَ وجودِ الإله الذي منحه مولودًا جديدًا، وأنه القادر على إنقاذ «ليلى» من الموت.