مقدمة

أرى من المناسب، في البداية، أن أُظهر السبب أو الأسباب التي جعلتني أتعلَّق بموضوع القصة القصيرة، وأجعل منه مناط رسالتي هذه لدبلوم الدراسات العليا. فقد شغلَت القصة من نفسي موقعًا رحبًا خلال الدراسة الثانوية وأخذت صِلتي بالنماذج القصصية، قصيرة وطويلة، تستحكم إبَّان الدراسة الجامعية، وهي صلة امتدَّت إلى النصوص وأحاطت بالنقد الأدبي الذي يواكبها ويرتبط بها، وقد وجد هذا الاتصال ما يُنمِّيه ويرسِّخه في الفكر والوجدان، وهو ممارستي الشخصية للكتابة القصصية القصيرة، محاولة، في البداية، ثم متابعة منتظمة.

وحين استقر العزم لديَّ على إعداد بحث جامعي، وجدت، إلى جانب الأسباب الذاتية، الآنِفة الذكر، أن موضوع القصة القصيرة، الألصَق بالنفس والأقرب إلى الاهتمام، يكاد يكون غير مطروق طرقًا صحيحًا ومنهجيًّا في الدراسات التي وضعت في أدبنا المغربي الحديث، وأننا لا نتوفر، في بابه، سوى على أشتات من الآراء والمقالات، التي هي أقرب إلى الانطباع والتعبير عن الذوق الشخصي منها إلى الدراسة ذات الرأي السديد والمنهج الرصين. على أنه لا بد لي من الإشارة إلى الفتح الأول في هذا الميدان، وهو الذي قام به الأستاذ أحمد اليابوري في رسالته لدبلوم الدراسات العليا (سنة ١٩٦٧م) عن الفن القصصي في المغرب، فقد كان سبَّاقًا ورائدًا لدراسة هذا الفن الأدبي، ولكنه جعل موضوعه يتناول القصة القصيرة والرواية، معًا، كما أن المنهج الذي اتبعه في رسالته المذكورة اعتمد وحدة الموضوع، وهو ما خالف رأيي كثيرًا، وتضاربَ مع تصوُّري للكيفية التي ينبغي أن تتم بها دراسة فن القص في المغرب. أقول هذا وأزجي التقدير للأستاذ اليابوري لِما اهتديتُ به وأفدتُ من رسالته الجامعية القيمة.

وقد وضعت لرسالتي هذا العنوان: «فن القصة القصيرة بالمغرب، نشأته، تطوره، اتجاهاته» أي إنني أردت أن تختص دراستي بفن القصة القصيرة كما كتبه المغاربة، وبالشكل الذي تبلور عليه في الأدب المغربي الحديث، علمًا بأنه فنٌّ حديث النشأة لا صِلة له بالماضي، مُستورَد من الغرب والمشرق، معًا، كما سيأتي تفصيل ذلك في موضعه من هذا البحث، والعنوان، يوحي بالإيمان بوجود جنس أدبي حقيقي، متكامل في شكله ومضمونه كتَبَه المغاربة، وأمكنهم أن يكون لهم باعٌ فيه، وليس مجرَّد كتابات متناثرة أو محاولات واهنة وهينة.

وبما أن النقد الأدبي في المغرب لم يُولِ القصة القصيرة ما تستحقه من عناية وتمحيص، خلا ما هو مبعثر في الصحف والمجلات من كتابات انطباعية، ولم يأخذ بمهمة تأصيل هذا الفن الأدبي والبحث عن جذوره التي ستكبر وتينع، فيما بعد، لتقدم أنضج الثمار، فقد رأيت من الملائم أن تنطلق دراسة الموضوع من البحث عن أسسه ومصادر نشأته الأولى، أي من تلك البدايات التي قد نستخفُّ اليوم، أو نختلف، بشأنها ومستوى ما تضمَّنَته من قِيم فكرية وعناصر فنية، هي هشة، على كل حال، ولكنها، ولا بد، تُعَد الأسس التي لا يمكن لأي بحث يريد الشمول والاستيعاب أن يحيط بهما وإلا جاء قاصرًا، منبت الصلة بما بعده، لا يحقق غاية التسلسُل والتناسُق والربط المطلوب بين النتائج والأسباب.

لذلك اتجه القصد إلى تحصيل نشأة فن القصة القصيرة، ظاهرة، وأسبابًا، ومكونات، فيكون هذا العمل بمثابة القاعدة يقوم عليها باقي البناء.

ومن مواصلة النظر في مرحلة النشأة وتتبع وجوه تبلورها، وأنساق سيرها تبدأ ملامح التطوُّر في الظهور وتأخذ في الانسياب، ويشرع في وضع اليد على سمات هذا التطور إلى أن نصل إلى المرحلة الحاسمة لما ظهر لي أنه منعطف وانتهاج لخط التطور العميق، كما سيبدأ مع مطلع الستينيات، ليستمر، بعد ذلك، في آفاق واسعة. وقد تم حصر هذا التطور، والبحث عن أسبابه، مثلما ظهرت في الواقع المادي، أو حملتها رياح التأثير والفعل الخارجي، منقحة ومكملة، كما تم استقصاء عناصره حيثما ظهرت في النسيج الجمالي أو تقنية القص وطرق العرض الفني أو محتوى المادة القصصية وما بشرت به من معاني وقيم أو انتقدته من ضروب الفهم والسلوك لدى الأفراد أو في الظواهر التي انشغلت بها القصة القصيرة.

وقد رأيت أن المادة القصصية، لفترة الستينيات، وعند القصاصين الذين انتظموا في كتابتها، قد سلكت مسالك فنية ومضمونية متعددة، أو أنها قابلة للخضوع والتعدد، ففرزتها فيما لمست أنها تمثِّله من اتجاهات تمثل وحدة في الشكل والمضمون؛ أي تقوم على أساسٍ من تجانُس العناصر والأدوات الفنية المستخدمة، وكذا من تماثل في الرؤية المطروقة. وهكذا، فإنني أعتقد أن إعطاء صفة أو تسمية الاتجاه ليست إسقاطًا أو وضعًا مسبقًا ولكنها تعني الوحدة، أو على الأقل، التقارب في الرؤية الفنية والفكرية.

وتتم هذه العملية متوافقة مع التسلسل الزمني لقصص الستينيات، على الأغلب، بما يجعل بروز الاتجاهات وتواترها يجري على نسق زمني متتابع، وإن كانت الفواصل فيه غير متباعدة أو شديدة السعة، وخلال الرصد والتصنيف والتقييم تزداد أمامنا خطوط التطوُّر وملامحه اتضاحًا، ويكون رسم الاتجاه، ومن شارك فيه، والقيم الأساسية المتولدة داخله، جزءًا من توضيح التطور العام الذي عرفته القصة القصيرة بالمغرب في أنسجتها الفنية وشواغلها المضمونية، وبذلك فهي عملية تعتمد التقابل والالتحام الحميمين وتستبعد الفصل والعزل المتعسفين.

وإن هذه الرسالة، التي اعتمدت القصة القصيرة المغربية موضوعًا لها، كان لا بد أن تُحصر في إطار زمني محدَّد. وقد وجهت، في هذا الصدد، بمسألة تحديد المسافة التي ستمتد فيها الدراسة، وبما أنني رغبت في إنجاز عمل يكون من مهامه الأولى تأصيل جنس أدبي حديث، فقد كان لا بد من الشروع من البدايات حتى يستقيم لنا معرفة الأصول، تربةً ومنبتًا، ويكون تعرُّفنا على الخطوات اللاحقة والتطوُّر المحسوس وشبح الصلة بما قبله فما بعده.

وخلافًا للذين يضعون سنة بعينها مُنطلَقًا لأبحاثهم أو لنشوء الظاهرة التي تنصبُّ عليها معالجتهم، فإنني لم أحدِّد تاريخًا مدققًا لاعتقادي بما يشبه استحالة وَضْع هذا التاريخ، وإن وُجد مَن يفعل هذا فكثيرًا ما يكون وضعًا تعسُّفيًّا. وبدلًا من ذلك فقد ذهبت إلى القول بأن المحاولات الأولى في انتهاج الكتابة القصصية القصيرة انطلقت بين أواخر الثلاثينيات ومطلع الأربعينيات، وبأن هذه الفترة هي التي تشهد ميلاد مرحلة التأسيس؛ إذ ليس صحيحًا، في زعمي، القول بأن قصةً أو قصيدةً واحدة يجب أن تُعَد تاريخًا لبداية فن القص أو الشعر، وإلا وصلنا إلى التبسيط الذي يرى، مثلًا، في قصيدة «كوليرا» لنازك الملائكة بداية الشعر الحر أو شعر التفعيلة في أدبنا العربي؛ إذ الفن الأدبي ظاهرة تتشكَّل وتتبلور من خلال عدة نصوص تأخذ مسارًا مُعيَّنًا وسِمات محدَّدة أو شبه متميزة، بما يجعلني لا أعتبر الوقوع على نصٍّ، عرَضًا، بداية لهذا الجنس الأدبي أو ذاك.

وتتوقف دراسة القصة القصيرة المغربية عند نهاية الستينيات بحيث تشمل ثلاثة عقود أو أكثر بقليل، وقد كان لهذا التوقُّف ما يبرِّره ويدعو إليه:
  • فمن نحو وجدت أن القصة القصيرة بالمغرب، قد قطعت، حتى هذه المرحلة، شوطًا برزت فيه خطوطها وتحدَّدت فيه مياسمها، فتكامل معمارها واستقام هيكلها الفني.

  • ومن نحو آخَر تبيَّن لي، وعلى ضوء المنهج الذي اتبعته، أن تيارات القص واتجاهات الرؤية القصصية تسلك كلها في عقد هذا الشوط الطويل، نسبيًّا، وتتلاحق تباعًا يشد بعضها بعضًا؛ بحيث يسوق الواحد منها إلى الآخَر سوقًا طيِّعًا ثم متجاوزًا محتويًا لما قبله، بعد غربلة شوائبه، ومرهصًا منطويًا على عوامل الجدة، وعناصر الاستيعاب للموضوع الاجتماعي والرؤية الواقعية التي هي محور كل القصص القصيرة التي كُتبت في العقود الثلاثة المدروسة، وذلك بما يجعلنا، إذا شئنا، نعطي لهذه الرسالة عنوانًا جانبيًّا يحمل: القصة القصيرة بالمغرب في إطار الواقعية.

  • إن هذا يفيد من نحو ثالث ويوحي بأن القصة القصيرة المغربية قد سارت في منعطف جديد في السبعينيات، وهو ما أنزع إليه وأجد لذلك أكثر من دليل ليس أهونه أنها انصرفت إلى محاولة البحث عن صيغ بديلة على مستوى الشكل وطرق العرض الفني، وفي خط التعميق وطرح البديل لما يمكن أن يُعد واقعية مستهلكة أو مستنفدة الأغراض، ومنه، أيضًا، أن كتاب القص القصير راحوا، مع إحباطات مشاريع التحوُّل الاجتماعي واتساع هوَّة الكبت والاستغلال، يرتادون أفقًا قصصيًّا أوسَع يتيح لهذا الإحباط والكبت مسارب للتنفيس ويصوغ رؤية جديدة للواقع تتناسب مع محدداته الجديدة وانعكاسها على ذاتية المبدع، وهذه الرؤية هي التي يصطلح على تسميتها، عادة، بالتجريب. ولكني أزعم أنه ليس ذلك التجريب الذي يرى فيه البعض مغامرة فنية أو زبدًا أجوف سرعان ما يتلاشى، بل هو خط التطوُّر والإبداع الخلَّاق يأخذ مجراه، وتلك سُنَّة الحياة والفن معًا.

أما كيف كان عليَّ أن أدرس القصة القصيرة المغربية خلال المرحلة التي حصرتها فقد جعلت المادة المدروسة هي الكفيلة بالهداية إلى منهجٍ يُناسبها ويساعد على سبر خباياها والكشف عن محاسنها وعيوبها. ولذلك عكفت، أولًا، على دراسة هذه المادة واختبارها، مما يتصل بالتقنية القصصية والأساليب الفنية التي سارت على نسقها وما يتصل بالمضامين التي احتوتها والقضايا التي أبرزتها. وعدت بعد ذلك إلى بعض الأبحاث القيِّمة أُمعِنُ التأمل وأتبيَّن كيف سلك الباحثون في دراسة النصوص والاستنتاج، وكيف يتخلَّصون من التحليل إلى التقويم، وأستبصر، بكل ذلك، في كيفية دراسة مادتي، واهتديت أخيرًا إلى أن المنهج النقدي يُضاف إليه الاستعانة بالمنهج التاريخي، هو بالنسبة لي أوفق في تمكيني من دراسة المادة القصصية التي تجمَّعَت لديَّ، وذلك بناءً على أنني:
  • أريد درس التجربة القصصية من الوجهة الفنية، أي أبين الفنية القصصية للقصة القصيرة بالمغرب ومدى مراعاتها لمقاييس هذا الفن وطرق التعبير التي سلكت، وأرسم خطوات التطوُّر الفني التي حقَّقتها ابتداءً من محاولات القص الأولى وقوفًا عند الفترة التي انتهيت إليها.

  • وأريد أن أقيم المادة القصصية من الوجهة المضمونية، أي أبرز المضامين وأبحث عن خصائصها والرؤى التي بلورتها والهموم الفكرية التي شغلت كتاب القصة، كما أهدف إلى ضم ما تشابَهَ من هذه المضامين وأتخذ سمتًا فنيًّا وخطًّا فكريًّا واحدًا أو متقاربًا، وإدراجها في مسارات متدرِّجة محاولًا بذلك تشكيل الاتجاهات التي تتفرَّع إليها القصة القصيرة بالمغرب.

أما الاستعانة بالمنهج التاريخي فترجع، أولًا، إلى ما أراه من أن القصة القصيرة أثَّرَت فيها — كسائر الفنون الأدبية — طائفةٌ من العوامل الموضوعية والأحداث التاريخية عملت على نشأتها ورافقت سيرها وتطورها، وأثَّرَت في مضامينها، وأعطت السيادة لاتجاه دون آخَر.

وثانيًا، لأنني سأعتبر التحوُّل السياسي والاجتماعي الذي أخذ في حفر مجراه مع مطالع الستينيات من هذا القرن وما تلاه، من بين عوامل أخرى أساسية أدَّت إلى بناء الهيكل الكامل للقصة القصيرة بالمغرب، وساهمت في غرس بذور فنية إحساسية سرعان ما ستخصب، فيما بعد، في اتجاهات قصصية متباينة.

ولا يفوتني أن أنبِّه إلى أن العناصر السابقة التي تكوِّن هذا الخط التاريخي المعتمد ستبرز متفاعلة متبادلة الجاذبية والتأثير على اعتبار أن العملية النقدية كلٌّ يكمل بعضه بعضًا، وبنية عضوية تسودها دورة دموية واحدة، تذيب الشكل والمضمون والعامل الموضوعي في سبيكة واحدة.

ورُب قائل إن المنهج الذي اتبعته بات اعتياديًّا ومستهلكًا، وأن المطلوب اليوم هو إنجاز الأبحاث بمناهج أكثر جدة، ولكني أقول بأن المنهج الذي سرت على منواله مطلوب، بصورة أكيدة، لرسالة تنزع لتأصيل فن أدبي وتزعم أنها تكشف عن المسارب العامة والخاصة التي سار فيها فن القصة القصيرة، عندنا، وتصنع الإطار الفني والفكري العام لهذا الفن. ومن هنا كان المنهج الذي ارتضيته لنفسي أنسب إلى الغرض وأقرب إلى الإفادة، ثم يكون من الملائم، بعد اجتياز هذه المرحلة، أن تشحذ همة الباحثين ليرتادوا مناهج جديدة، نحن في مسيس الحاجة إليها، لتعميق فهمنا وتذوقنا لأدبنا المغربي الحديث.

ولقد عانيت في إعداد هذه الرسالة الكثير من المشاق التي يتطلبها البحث العلمي الجاد، ويزيد أحيانًا؛ إذ كان عليَّ أن أرجع إلى النصوص القصصية، القديمة، منها، على الخصوص، في مظانها، أي مبعثرة في أشتات الصحف والمجلات المغربية القديمة، أحمل أكداسها وأنفض عنها غبارها وأفرز عشرات ومئات النسخ، أحيانًا، وقليلًا ما كنت أعثر على ما يشفي الغلة ويهدي إلى القصد، وقضيت الأيام الطويلة في الخزانة العامة لكلٍّ من الرباط وتطوان، وكثير من الصحف والمجلات بخزانة الرباط مبتور أو منهوب، كما قيل لي، كما سعيت إلى المكتبات الخاصة، ما أمكن، وإلى الصحف والمجلات الصادرة على عهد الاستقلال، وكانت المجاميع القصصية المطبوعة وبعض القصص من المخطوط، مما رأيت ضرورة اعتماده لأهميته، رافدًا أساسيًّا من روافد رسالتي، يُضاف إلى هذا ما نشره قصَّاصونا في المجلات المشرقية.

وبالنظر لغياب الدراسات التحليلية والنقدية الجادة، عدا ما هو متناثر في الصحف من نقد انطباعي أو مزاجي، فقد كان عليَّ أن أقوم بمجهود تحليلي خاص وأن أقدِّم كثيرًا من الاجتهادات والآراء المنبثقة من طبيعة تعامُلي الخاص مع النص القصصي، وعلى ضوء ما أفدتُه من الدراسات النقدية الرصينة للفن القصصي، وما أظن أن هناك مَن يماري في الاجتهاد الشخصي إذا كان له نصيب من الدعم والإقناع الموضوعيين.

والحق أني وجدت كثيرًا من التشجيع والحث على نهج هذه الطريق من قِبل أستاذي الكريم الدكتور محمد السرغيني، الذي رافقني طيلة سنوات إعداد هذه الرسالة، خطوة خطوة، وقبلها حين أعددت شهادة استكمال الدراسة في الأدب الحديث على يدَيه، بل وفي سنوات الإجازة بكلية فاس العامرة، فلم يبخل عليَّ بالرأي والتوجيه والملاحظة، فإليه أزجي جزيل الشكر وخالص الامتنان.

وبعد، فإن هذه الرسالة لا تزعم، بتاتًا، أنها بلغت كمال ما كانت تقصد إليه أو أنها وفت بالمطلوب، إنْ هي إلا جهد متواضع في طريق أدبنا المغربي الحديث الشائك، ومحاولة لسد فراغ قائم، وغاية ما يتمنى المرء هو أن يكون قد رفع الحجب عن بعض الحقائق الغامضة وأسهم، بقَدر طاقته، في تذليل بعض الصعاب على مَن سيأتون بعده ليزيدوا في تحكيك موضوع القصة القصيرة بالمغرب وقتله بحثًا وتحليلًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤