الفصل الثالث
السر في تأخر ظهور الفن القصصي بالمغرب.
العوامل التي أدَّت إلى نشأة القصة القصيرة في المغرب.
بداية الفن الأقصوصي.
المقامة ومكانها من نشأة القصة القصيرة وتطورها.
***
(١) السر في تأخر ظهور الفن القصصي بالمغرب
إن الدارس للأدب المغربي الحديث، سيلحظ، ولا شك، أن الأجناس الجديدة الأدبية، التي تم لها البروز والنماء في المشرق العربي، قد ظهرت في المغرب متأخرة، وأنها حين أمكنها الظهور ذهبت تحتذي النماذج الأولى لتلك الأجناس، في تقليد ونسخ سطحيين وساذجين، لا ينبئان إلا عن قليل من الفهم والإدراك لطبيعة العمل القصصي وللعناصر الفنية المكونة له. كما يفيدان تذبذبًا قويًّا بين ألوان الكتابة القديمة من مقامة ومناظرة وخطبة وأحكام سمات هذه الألوان على أساليبهم ووجدانهم الأدبي، مما جعل كتَّابنا يتعثرون طويلًا وينفقون زمنًا غير هين، تطلب جيلًا كاملًا حتى تأتى لهم — كما سنرى استقبالًا — أن يخرجوا من إسار المحاولة والشروع والتجربة المليئة بالأخطاء والعشرات لينتقلوا إلى أحضان الفن القصصي، الصحيح والمتماسك.
- (١)
إن الأدب القصصي في المشرق، والذي يُعد المصدر الأول والحاسم في نشأة القصة المغربية، لم يكُن قد تحقَّق له النضج الكافي والمستوى الجيد القادر على الإيحاء والتأثير، والقمين بأن يصبح نموذجًا يحتذى، وأهمية ذلك تعود إلى أن الثقافة المزدهرة في المشرق هي السبيل لاتصال أكثرية متعلمي ومثقفي العربية عندنا وفي صقل مواهبهم وإنتاجها. ويُضاف إلى هذا أن الآثار والنماذج التي أمكنها أن تتسرب إلى محيطنا الأدبي، لم تكُن لتعطي أكلها سريعًا، إذ احتاجت إلى وقت غير يسير حتى تتذوقها النفوس وتتأملها الأذهان، ثم لتتمثلها بعد ذلك التمثل الذي يدفع الكاتب إلى محاولة النسج على غرارها من ناحية، وإلى ملاحظة الواقع وإثباته ضمن القالب القصصي، من ناحية ثانية.
- (٢)
إن الحركة السلفية، المنشط الفكري، الذي انبثق في المغرب الحديث لإحياء الحياة الثقافية وبعث المقومات الاجتماعية والدينية الأصيلة، اتجهت أكثر إلى العمل على نشر الثقافة الإسلامية وفرض سيادتها، وما استتبع ذلك من تغلغل روح المحافظة والدعوة للعودة إلى كل ما هو تراثي أصيل، وتشجيع التعليم الإسلامي، بما يحتوي عليه من مواد فقهية وشرعية وأدبية بلاغية، كل ذلك لم يكُن ليهيئ مناخ وعي فني جديد أو لينشط الفنون الأدبية عامة.
- (٣) إن الكتَّاب الذين اقتحموا ميدان الكتابة القصصية، لم يتوفر عندهم دافع حقيقي أو متأصل لممارسة الإبداع القصصي، وقد كان لهذا أثره، فيما بعد، في إعاقة تطور الفن القصصي، وينكشف هذا بجلاء في تشتت الكتاب بين مواضيع وأصناف من الكتابة مختلفة، مما يصعب معه تأسيس كتابة مستحدثة وغير معروفة الأصول والقواعد، وقد التفت الأستاذ عبد الله كنون إلى هذه المشكلة حين رأى أن «جهود الأدباء تتوزع بين النظم والنثر والقصة والمقالة وغير ذلك من ضروب الإنتاج الأدبي، ولا نجد أديبًا انقطع إلى كتابة القصة خاصة أو كان اهتمامه بها أكثر من اهتمامه بالألوان الأخرى من الأدب.»١
- (٤) ازدراء العامة والمتعلمين من الفقهاء والعلماء لفن القص (Recit) ونظرتهم المستهينة له كانت تصرف حملة الأقلام عنه، وتدفعهم للخوض في الذي يحسبونه أهم وأجدى. لقد كانت نظرة الناس لهذا الفن متخلفة؛ إذ كان عندهم مجرد أداة للتسلية وتزجية الفراغ، ولم تكُن الثقافة النقدية مبذولة ولا ميسورة لدى علمائهم أو متذوقيهم لتجعلهم يحسبون لهذا الفن حسابه في قدرته على استبطان النفوس وتصوير وجوه الواقع ومصاعبه ومآسيه ونقل صورة النفس والحياة نقلًا متجددًا ملونًا ومطعمًا بوجهة نظر الكاتب والمجتمع. ولعل هذا الفهم الخاطئ الذي غمر الأذهان، نشأ من اعتقاد الناس أن القصة ليست إلا ضربًا من الخرافة أو من الحكايات والأخبار التي تشتغل بالخيال وتمتلئ بالأساطير وتصلح للسمر في الأماسي الباردة والليالي المقمرة. ولم يكُن بوسعهم أن يصلوا إلى أن فن القصة هو على غير ما تصوروا لون جديد منبت الصلة بما عهدوه في القصص والحكايات عند العرب القدماء أو مَن تلاهم من الشعوب التي أولعت بالقصص، متوفر على خصائص وسمات ومواضيع لم يتم طرقها ولا سبكها إلا على يد الغرب في القرن التاسع عشر.
- (٥) إن معرفتنا بأن الشروط الموضوعية والذاتية التي تهيئ لظهور القصة القصيرة لم تكُن قد برزت بعد، يجعلنا نستغرب أو نتيه في البحث عن أسباب تأخر ظهور هذا الفن، فمن ناحية نعرف أن القصة القصيرة كما أسلفنا في المقدمة هي في الغالب تعبير فني عن واقع الطبقة الوسطى وعن شتى الأزمات والمصاعب التي تعتريها. إنها اقتطاع لشريحة من حياة هذه الفئة وتكثيف لوجه أو مظهر أو مظاهر لحياة الأفراد بها، بما يعانونه من ضروب التمزق والحيرة المادية والنفسية وما يطرأ عليهم من تبدلات في الإحساس والسلوك. والقصة القصيرة عند روادها جوجول أو موبسان وتشيخوف حفلت بمثل هذه الأشياء وزخرت بكثير من تناقضات الواقع الاجتماعي الشاخص في حياة الطبقة الوسطى، الصاعدة من رحم المجتمع الرأسمالي، والتي جعلتها شروط حياتها المادية نهب التردُّد والحيرة والقلق الذي يجد أحسن تجسيد له في القصة القصيرة، كما أن هذا الفن حين ولادته الحقيقية في مصر على يد أدباء المدرسة الحديثة أمثال محمود طاهر لاشين، وعيسى عبيد، وشحاته عبيد، وحسن جمعة، وغيرهم،٢ وبعد أزمة ثورة ١٩١٩م، انطلقت مع المراحل الأولى لبداية ظهور الطبقة الوسطى هاته بين الإقطاعية المحلية والبرجوازية الوطنية، وبين فئات العمال والفلاحين الفقراء، فكانت بمثابة استقراء لمشاعر الناس وآمالهم، ورصدًا فنيًّا ملهيًّا حينًا ومفصلًا آخر عن صبواتهم وكبواتهم واقتطاعًا ذكيًّا لخطرات واجتياحات حياتهم اليومية.
وهذا الارتباط الجدلي بين هذا الجنس الأدبي وبين الحياة الاجتماعية يبيِّن إلى أي حدٍّ كانت إمكانية ظهور القصة القصيرة عسيرة ومتعذرة، فالبلاد في أغلب نصف هذا القرن كانت ممزقة بين مخالب الاستعمار، والبنيات الاجتماعية جامدة راكدة، والعقلية الدينية المحافظة هي السائدة، ولم يكن الاصطدام بالاستعمار ومعه أفانين حضارته ومغرياتها ليتخذ شكل تعبير قصصي، فإن ظهر جنوح إلى تفجير عاطفة أو وصف واقع، فالشعر أو المقالة يمتصانه ويسيران به بين الناس.
والقصة بعد هذا لون جديد و«بدعة»، «وكل بدعة ضلالة»، فمن أي أفق كان فجر القصة سيطل إذَن؟
إن القصة القصيرة، تبرز من خلال واقع اجتماعي تغمره التناقضات المادية والفكرية ويتزاحم فيه صراع الفرد بالواقع، وهذه المواجهة الثنائية كان الاستعمار يحجبها بما يمارسه من تحديات تجعل الكتاب أكثر التفاتًا إلى المجموع منهم إلى الذات وأميل إلى التعبير عن القضية في شمول وتجريد وليس إلى الجزئيات أو الملامح التي قلما تتراءى أو تبرق وتُخفي بداخلها الدلالة الكبرى والتعبير الموجز الحكيم.
-
أن التعليم العربي الإسلامي هو الذي كان سائدًا في المغرب، إلى ما بعد الحرب الأولى، وأن الذين كانوا على صِلة بالإنتاج العربي في المشرق لم تكُن تعنيهم من الجوانب الأدبية إلا ما خص منها الأدب العربي القديم، ولم تكُن هناك إلا أصداء خافتة عن المحاولات الجديدة في القصة والمسرح.
-
وأن التخلُّف الثقافي من جهة، والكبت الاستعماري اللذين لم يكونا يتيحان لهذه الثقافة أن تزدهر، جعل فنون القول التي تحتاج إلى الثقافة والإتقان وإلى إتقان الأداة التعبيرية من لغة وفنون الكتابة والأداء القصصي، جعل كل ذلك فنون القول الحديثة والمسرحية تظهر متأخرة عن نهضة هذه الفنون في المشرق العربي.٣
إن هذه الأسباب والمعوقات كانت قمينة، ولا ريب، بجعل ظهور القصة القصيرة، متأخرًا عندنا إلى بدايات الحرب الكبرى، وحائلة دون تعرُّف أدبائنا على هذا الفن المستحدث والاطلاع عليه والكتابة على نهجه. ولا عجب في ذلك فعمره، أيضًا، لا يعدو القرن من الزمن، وما كان له أن يظهر إلا بعد تيسر أسبابه الممكنة.
(٢) العوامل التي أدت إلى نشأة القصة القصيرة «في المغرب»
- (١) الصحافة ودورها في تطور الأسلوب النثري وتطويعه،٤ فغير خافٍ ذلك الدور الذي قامت به الصحافة في العمل على تشذيب الأغصان اليابسة لشجرة النثر العربي مما تخلف عن عصور الانحطاط. فبحكم ضرورة رواج هذه الصحافة واكتساحها الأجواء وقطاعات عديدة ومتباينة من القرَّاء، وبسبب المواضيع الهامة واليومية التي تطرقها، وجد النثر نفسه يسير في طريق أسلوب يسعى لأن يكون سهلًا بعيدًا عن التعقيد والغرابة، قريبًا من أذهان الناس، هادفًا إلى إفهامهم وتبليغهم الفكرة والواقع، وقد مهد هذا التطوير الطريق فيما بعد أمام الكتاب الذين حاولوا معالجة الفن القصصي وتقصي دربه، بأن سهل أمامهم مهمة السيطرة على أداة رئيسية من أدوات الكتابة القصصية وهي اللغة.
- (٢) كانت الصحافة إلى جانب هذا قد مهدت الطريق بما هو أهم وألصق بالقصة من غيره، أي بما كانت تقدمه بين الفينة والأخرى من قصص مترجمة أو من مسلسلات روائية٥ دفع إليها بصورة رئيسية وازع اجتذاب القراء واستمالتهم لهذه الأوراق القليلة المجتمعة والتي تدعى الصحف. ويحدثنا عبد المحسن طه بدر عن هذه الناحية، بالنسبة للشرق العربي، فيرى أنه «كان من الضروري البحث عن وسائل لاجتذاب القراء إلى هذه الصحف، وكان من أكثر هذه الوسائل فعالية تقديم رواية مسلسلة إلى القراء تشدهم إلى الصحيفة وتسليهم وترفه عنهم، وبدأت جريدة الأهرام تنشر هذه الروايات منذ سنة ١٨٦٦م.»٦ وفي المغرب أيضًا نعثر في الصحف الأولى على العديد من الروايات المسلسلة والتي كانت جريدة «السعادة»، خاصة، تحفل بها في جل أعدادها. ومن غير شك فإن هذه القصص والمترجمات الروائية، بالرغم من عدم توفرها على الخصائص الكيانية للفن القصصي وعلى بعض الملامح الرئيسية لهذا الفن، فإنها، على أي حال، قد وجهت الأنظار، كما وجهت المواهب، إلى نوع جديد من الأجناس الأدبية وأبانت عنه في حدود بل وقد ظهر أثرها جليًّا فيما أنشأه كلٌّ من عبد العزيز بن عبد الله وعبد الله إبراهيم، بعد ذلك، من قصص تاريخية، استوحت إلى حدٍّ بعيد رؤية تلك المترجمات وحبكتها، وإن تجنَّبَت ما عرف فيها في إسفاف وتلفيق حكائي. لقد كان للترجمة، إذَن، أثرها الذي لا ينكر في الدفع، حثيثًا، بالأدب العربي المغربي نحو سبل الإنشاء، القصصي، وقد أشار عبد الله كنون إلى أن كتابة القصص «كان الباعث عليها قراءة بعض المترجمات منها أو الاطلاع عليها في لغتها الأصلية بالنسبة لمن يحسنون لغة أجنبية.»٧
- (٣) ازدهار المقالة ومحاولتها الخروج على المألوف في الكتابة النثرية: ذلك أن الازدهار والإقبال على كتابة المقالة التي هي عصب الصحافة، والأثر الذي أحدثه هذا الإقبال، من تطوير الأسلوب النثري،٨ أن هذا كله هيأ القرَّاء والكتَّاب للتمرن على هذا الجنس الأدبي الجديد. وسيتبين لنا في غير هذا المكان أن أول شكل من أشكال الممارسة القصصية جاء نتيجةً لسعي الأدباء لتفجير الشكل المقالي، أو بتعبير آخَر، إلى التسلل إلى أجواء القصة من خلال مسارب المقالة، بالشكل الذي سيتضح لنا في فصل لاحق عن «المقالة القصصية.»
- (٤)
التأثر بالأدب المشرقي (القصصي منه خاصة) ومحاولة تقليد القصص المكتوب فيه، ويُخيل إليَّ أن التقليد كان باعثًا هامًّا على الإبداع القصصي عندنا، وذلك لما عرف من سيطرة روح التقليد على الفكر والأدب المغربيين، ومن اقتفاء أثر كل ما يرد عليهما، وإن الدارس أو المتأمل للشعر المغربي في مختلف عصوره سيحس بهذه الظاهرة إحساسًا حادًّا.
(٣) بداية الفن الأقصوصي
- (١)
الانشداد إلى سمات اللغة النثرية بما كان يميزها من تنميقات ومحسنات بديعية وميل إلى التقرير والمباشرة في رصف الأفكار وتسجيل المقولات.
- (٢)
ارتباط الأقصوصة بخيط جد رفيع هو الحكاية. وهذه غالبًا ما تستحيل إلى رداء فضفاض، يتم حشوه بكل ما يشغل ذهن الكاتب ووجدانه.
- (٣)
انطلاق القصة وانحباسها لزمن في شكل مزدوج هو إلى المقالة أقرب منه إلى القصة، أي إلى بدء المعالجة القصصية فيما اصطلح على تسميته بالمقالة القصصية.
(٤) المقامة ومكانها من نشأة الأقصوصة وتطورها
- الوجه الأول: هناك الرأي الشائع الذي يقول به أكثر من باحث، والذي يعتبر المقامة أصلًا ومصدرًا أساسيًّا من مصادر القصة العربية القصيرة. وأنها بحسب ذلك، تُعد شكلًا من القص القصير يدفع ما يُقال من حدة هذا الفن عند العرب ووروده عليهم من الغرب، ففيها من القصة القصيرة: الحدث والبطل والشخصيات، كما أنها تتوفر على الوحدات الثلاث، أي البداية والوسط والنهاية، وهي كذلك حكاية تروى في جلسة واحدة.
- والرأي الثاني: ينظر إلى المقامة من زاوية أنها جنس بين الشكل القديم والشكل الجديد، وفي هذا الاتجاه ترد كلمة للأستاذ يحيى حقي: «كانت الخطوة المنطقية الأولى أن تكتب مقامات عن العصر القائم، أن تقام قنطرة بين الشكل في الماضي وبين موضوع اليوم إلى وصف المجتمع القائم، وقد تولى السيد المويلحي هذا العمل الجليل بتأليف كتاب عيسى بن هشام ۱۹۰۷م.»١٦ ويميل الكثيرون إلى الأخذ بهذا الرأي الاعتماد عليه في سرعة استجابة الكاتب العربي لهذا الجنس الأدبي، وقدرته، بعدئذٍ، على احتذائه، بل وتكييفه حسب البيئة المحلية، في الشكل والمحتوى.
على أننا، إلى ما ذهبنا إليه، لا نستطيع أن ننفي أن اتجاه كتابنا صوب المقامة ووقوعهم، زمنًا، في شرك صنعتها قد هيأ نفوسهم وأمزجتهم لتقبل الشكل الفني الجديد، والسعي لتقليده، وهذا التدرج والتنقل من المقامة إلى القصة القصيرة لا شك له أهميته وفائدته الجليلة، وإن كان بعيدًا عن أن يكون سببًا في الوجود أو التأسيس لهذا الحنين الأدبي.
هوامش
• «لصوص المقابر»، نُشرت مسلسلة في جريدة السعادة (طنجة) (رواية العدد) من ١٨ فبراير ١٩١٤م إلى ۳۰ مارس من نفسها.
• «روحي فداك» (رواية العدد) بقلم رئيس التحرير من أول أبريل ١٩٧٤م إلى ١٦ مايو من السنة نفسها.
• «الملكة المهجورة» تعريب الروائي الشهير طانيوس عبده (!) السعادة من ٤ يونيو ١٩١٤م (من ع٧٤١ إلى ٧٥٧).
تبدأ قصة «الملكة المهجورة» كالتالي: «في سنة ١٥٤٤م كان يوجد في ميلانو رجل يُدعى غاستا كاراني، أي ممزق الجلود، وهو رجل اشتهر شهرة بعيدة بصنع الأسلحة والقتال بالسيف، فهو الذي صنع درع فرانسوا الأول وخوذة شرلكان …» ملاحظة: في استهلال «الرواية» وضعت هذه الأبيات ووضع لها عنوان: «مغزى الرواية».
• أوسكار وايلد: الأمير السعيد. تعريب: عبد الله العمراني. مجلة الأنوار، التطوانية، ع٥، س١، ١٩٤٦م.
• أوسكار وايلد: الصديق الوفي، ترجمة ع الخطيب الأنوار، ١٩٥٠م، س٥.
• ستيفان زفايج: عيون الأخ الخالد، ترجمة عبد السلام المودن.
• انظر أيضًا: قصة «الصديقان» مترجمة في رسالة المغرب عن الفرنسية (لا ذكر للمؤلف) ترجمة أحمد بناني، رسالة المغرب، ع٤، س۱، دجنبر، ١٩٤٢م.
• محمد الأوراوي، عبد الحفيظ الفاسي.
• محمد الجزولي، أحمد النميشي.
• محمد السليماني، محمد حركات.
• أحمد السيكرج، محمد الضرباني.
• والحق أن القصة المذكورة لا تتوفر على شيء من فن القص، وإن هي سوى سرد خبري عن شيء عارض وقف عليه الراوي أو الكاتب.
• وكاتبها ليس قاصًّا وبيئته ليست المغرب، ولكن المشرق، وهي بالقياس إلى القصة في المشرق أكثر من متخلفة.
• أنها رصد لموضوع، بطريق المقال الصحفي، ولربما جاز، وبمنتهى التحفُّظ، نعتها بالمقالة القصصية.
• لم تحدث هذه القصة أي أثر فيما بعد، ولا يظهر، حسب اطلاعنا أنه تبعها قصص من المؤلف نفسه أو من سواه، مباشرة أو بعد فترة وجيزة، بما يجعلنا نقول إنها خطوة في طريق نشأة القصة القصيرة في المغرب. أما موضوع القصة فعن العبيد وأوضاعهم وعلاقتهم بسادتهم في المغرب، والشقيقان هما عبدان يتعرفان على بعضهما ويكتشفان أنهما من أصل واحد وأب واحد تبدأ القصة على الشكل التالي:
«يعلم الخاص والعام كيف تجلب العبيد إلى المغرب وكيف تباع بأسواقها كما تباع البهائم».
ويعلم الخاص والعام أن العبيد بالمغرب يفضلون الحياة في منازل أسيادهم على الحياة في البادية السودانية التي تشتري منها تجار الرقيق الأطفال من كل جنس.
حذا بي للكتابة بهذا الموضوع حديث سمعته من عبدين شقيقين عرفا بعضهما بعد مضي خمسة عشر عامًا على حياتهما بالعبودية والرق، وكلاهما الآن يفضل الحياة الحاضرة على حياتهما بالقيطون الوالدي».
ثم يسترسل الكاتب في وصف مجلس العبيد والحوار الدائر بينهم إلى أن يخلص إلى «النهاية.»
وعلى كلٍّ فإن كتبًا عدة قد عالجت هذه المسائل وأفاضت فيها وحسبنا أن نحيل هنا على دراسة مفصلة فردت لهذا الموضوع، وحده، مفصولًا في أطروحة جامعية:
• أثر المقامة في نشأة القصة المصرية الحديثة، د. محمد رشدي حسن عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٤م.