مسرحيات يوريبيديس
«كان «يوريبيديس» مستقلًّا في الدين والفلسفة والسياسة والفن لا تؤثِّر عليه الميول الوراثية، وقد عدَّل التراجيديا، حتى في عناصرها الأساسية، ففقدَت كل أثرٍ من الطابع القديم كانت محتفظةً به حتى عصره، وصارت حديثةً شيئًا فشيئًا.»
«يوريبيديس» أحد أعظم كُتَّاب التراجيديا الكلاسيكية في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، ومن أبرز الفلاسفة أيضًا، كان متميزًا بكتاباته الدرامية عن معاصريه، متفردًا بأفكاره وآرائه الشخصية، حاول الخروجَ عن المألوف وإنكارَ الأفكارِ الدينية التي سادت عصره؛ حيث كان التصديقُ والإيمانُ القويُّ بنفوذ الآلهة في شئون البشر، لكن بالرغم من محاولته تلك إلا أنه كان مضطرًّا للاستعانة ببعض العناصر الدينية في كتابته الدرامية؛ فلم يكن باستطاعة أحدٍ في عصره أن يؤلِّفَ مسرحيةً فلسفيةً في جميع أجزائها ولا تتضمن أيةَ عناصرَ دينية، وقد عُني «يوريبيديس» بأن يُحدِث تطورًا وتجديدًا في شكلِ وأسلوبِ التراجيديا اليونانية، وهذا ما يُحدِّثنا عنه «أمين سلامة» بشيءٍ من التفصيل في مُستهلِّ هذا الكتاب المتميِّز، والمُهِم، الذي ضَم بين دفتَيه عددًا من المسرحيات الشهيرة.