الفصل الرابع عشر
وضع أميرُ المؤمنين جلالة السلطان عبد الحميد الثاني كتابَه جانبًا، وحدَّق في المدخل المكسوِّ بالقِرْمَيد الأخضر لجناح والدته. كانت ساحةُ جناحها هادئة على غير العادة، وثمة جارية شابة تتمرَّن على استخدام الكَمَان في مِحْرابٍ بين عمودين، والماء يُصدِر خريرًا عبر فوَّهة النافورة الرخامية التي تتوسط الساحة. وبينما كان السلطان يشاهد الماء وهو ينسكب على جانب الحوض العلوي، حطَّ هدهد يجمع بين اللونين الأبيض والأُرْجواني على حافته وارتشف جرعة ماء، ثم حلَّق بعيدًا. كانت ألوان الطائر نفسها التي رآها منذ بضعة أشهر، أو ربما كان الطائر نفسه. على أي حال، لم يكن هذا اللون مألوفًا على الإطلاق.
رمقَ السلطان والدته، وحاول أن يقرأ بضع صفحات أخرى من كتابه، وهو رواية بوليسية إنجليزية بعنوان «ذات الرِّداء الأبيض»، ولكن قرقرة مَعِدته أفسدت تركيزَه. كان اليوم هو الثاني من رمضان فحسب، ولكن الجوع كان قد أضناه بالفعل على نحو لا يُحتمَل. ضحك عبد الحميد بينه وبين نفسه ساخرًا من المُفارَقة، فها هو خليفة المسلمين وخادم الحرمين، ولكن معدته تُقَرْقِر جوعًا في رمضان كأيِّ شخص عادي. بالفعل، فإن ما ورد في سورة مريم صحيح: وَنَرِثُهُ ما يَقولُ وَيأتينا فَرْدًا.
وضع السلطان كتابه مرة أخرى وراقب والدته وهي تمارس تدريب الخطِّ، مُمسِكةً بالقلم بين إبهامها وسبَّابتها، وهي تجلس على مائدة مُنخفِضة من خشب الجوز وكَتِفاها متيبستان وساقاها متقاطعتان. كانت قد بدأت دروس الخطِّ منذ وصولها إلى بلاط والده السلطان أحمد الرابع. وبينما كانت الفتيات الأخريات يضيِّعْن الوقت في الثرثرة ونقر أوتار العود، كانت هي تجلس وحيدةً في مَخْدَعها الخاص ترسم مجموعة لا نهائية من الدوائر والنقاط؛ آملةً في تحسين مستواها. لم تكن بحاجة لأن تُبْهِر أحدًا بالطبع الآن، فهي أم السلطان، وعندما تتحدَّث كانت الفتيات يتفرَّقْن كالغزلان. كان شيئًا لا يُصدَّق أن فتاةً مثلها، فلَّاحة بسيطة من سيركاسيا، اختُطِفت من أهلها وأُحضِرت إلى القصر في سنِّ الثانية عشرة، يمكنها أن تصعد بقوة الإرادة والجمال حتى تُصبِح أهمَّ شخصية في الإمبراطورية. كانت قد تمكَّنت من محْوِ آثار تربيتها الفظَّة تمامًا، ولكن عبد الحميد كانت لديه القدرة على أن يستشعر آثار أسلافه البسطاء في بعض الصفات الشخصية لوالدته؛ كغضبها على سبيل المثال. كان يدرك من وَقْفتها أنها ما زالت غاضبة منه، وكان يعلم بالخبرة الطويلة أن عليه التنازل إذا أراد السلام.
قال مقاطِعًا فترة صمت طويلة: «إذا كان ذلك يعني لكِ الكثير، فسوف ألغي هذا الاجتماع.»
أنهت والدتُه الكلمة التي كانت تكتبها قبل أن ترفع رأسها.
«لا يعني ذلك الأمرُ لي شيئًا يا جلالة السلطان، ولستُ أهتمُّ بمن تدعوهم إلى القصر، ولكنني أشعر بالقلق فحسب من الانطباع الذي تخلِّفه اجتماعاتُك لدى الآخرين؛ ففَوْر أن تبدأ الإشاعات من الصعب أن تتوقَّف، وأنت تذكر بالطبع الصعوبات التي لاقاها عمُّك جيهانكير.»
فهزَّ السلطان رأسه بجديَّة كما هي عادته عندما يُذكَر اسم عمه. كان جيهانكير أَكُولًا نَهِمًا، ومتحرِّرًا غير مقيَّد بالتقاليد، ومُصدِرًا للكثير من الإشاعات الماكِرة. وتُوفِّي وهو جالس على مائدة الطعام وقد غُرِزت قطعة من لحم الضأن في قصبته الهوائية.
«أوافقكِ الرأي يا أمي أن الإشاعات خطرة، ولكن مقابلة قارئ كفٍّ ليستْ كالْتِهام خروف كامل.»
فقالت الأم: «لا يقتصر الأمر على قارئ الكفِّ، بل يوجد سَحَرة الثعابين والمتصوِّفون والكلب ذو الذيلين والببغاء المتحدِّث. ويردِّد الناس أنك تفضِّل مقابلة متسوِّل عن الجلوس مع سفير جنوة.»
«ليس هذا ما حدث.»
فرفعت الورقة وتفحَّصت مدى دِقَّة خطِّ يدها.
«أنتِ تعلمين يا أمي أن هذا ليس ما حدث.»
فقالت وهي تضع القلم: «لا يهمُّ ما الذي حدث، ولكنني أخبرك بما يقوله الناس.»
وقف عبد الحميد واقترب كي يتفحَّص العمل الذي فرغت منه. كانت قد كتبت البيت الشهير الساخر للمتنبِّي: «أرانِبُ غَيرَ أنَّهُمُ مُلُوكٌ/مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَام» بخطٍّ كوفيٍّ مُتقَن، وكان عملها لا تشوبه شائِبة كالمعتاد.
«جميل جدًّا يا أمي.»
«شكرًا يا فخامة السلطان. إنك أنت المقصود.»
فارتسمت على شفتيه ابتسامةُ سخرية. «أرانِبُ غَيرَ أنَّهُمُ مُلُوكٌ/مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَام». لم تكن ضربةً لطيفة؛ فالمتنبي كان معروفًا بأبيات الشعر الماكِرة التي تنطوي على إهانة، والتي لم يَسْلَم منها أحدٌ حتى أولياء نعمته.
«لا يفوتني التلميح الذي تقصدين.»
فقالت وهي تنهض: «فخامة السلطان، أودُّ أن أسأل عن أمْرٍ واحد قبل أن أنصرف.»
فهزَّ رأسه لها كي تستمر.
«كنت أفكِّر مؤخرًا في حادث السفينة المروع.»
هزَّ عبد الحميد رأسه. كان ذلك الحادث قد اكتسب أهميةً جديدة في الأسابيع الماضية، وانتهى تحقيق القيصر في الأمر إلى أن التصادُم ربما يكون عملًا تخريبيًّا متعمَّدًا. وطالبت سانت بطرسبرج بتعويض مادي لوفاة الجنرال، قدرُهُ خمسون ألف جنيه، وهدَّدت أيضًا برفع دعوى ما لم تُستدرَك الشكوى بدفع التعويض. كان السلطان على استعداد لدفْع ضِعْف ذلك المبلغ سِرًّا، ولكن أحدهم قد سرَّبَ مَطْلَب القيصر إلى الصحف، ولو دُفِع التعويض علنًا فسوف يبدو ضعيفًا، وسوف يصطفُّ الجميع مُطالِبين بالتعويض. وإذا لم يُدفَع، فسوف يجد القيصر حُجَّة أخرى لإعمال سيفه وشنِّ الحرب.
فقال: «كانت مأساةً مروِّعة، فَقْدًا مأساويًّا للحياة، ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل الآن؟ وماذا كان بإمكاننا أن نفعل؟ لقد أرسلتُ تعازيَّ الشخصية إلى عائلات الضحايا وإلى حكوماتهم، وحضر جمال الدين باشا جنازة نائب القنصل الأمريكي والسفير الفرنسي، بل إننا اتخذنا إجراءات لِتَدْخُل سَرِيَّةٌ بحرية إلى البوسفور كي تنقُل جثمان نائب القنصل إلى نيويورك. وقُدِّمت للروسيين الفرصة نفسها بالنسبة إلى جنرالهم، ولكنهم رفضوا.»
فقالت والدته: «بالطبع إنها مأساة، وقد فعلتَ كلَّ ما كان بوسعك فعله. إنني أتساءل عما إذا كنتَ تراه حادثًا.»
ثمة عدد من نظريات المؤامرة التي تُحِيط بالقصر. وكان قد استمع لتِوِّه إلى نظرية الصدر الأعظم المُتمثِّلة في أنها مؤامرة بريطانية لإخافة الأمريكيين وجذب الانتباه بعيدًا عن بروسيا، ولم يكن في مِزاجٍ يسمح له بالانتظار حتى تنتهي والدته من الحديث.
فقال وهو لا يُخفِي ضِيقَه: «نعم، أعتقد أنه كان حادثًا. فماذا يمكن أن يكون غير ذلك؟»
فقالت وهي تنظر خلفها: «أعتقد أنه كان عملًا تخريبيًّا خطَّط له ونفَّذه القنصل الأمريكي نفسه.»
فأصدر السلطان صوتًا معبِّرًا عن السخرية وعدم التصديق. كان مُعتادًا على نظريات المؤامرة الخاصة بوالدته، ولكن ذلك كان منافيًا للعقل تمامًا.
«ولِمَ يُغرِق الأمريكيون سفينتهم؟ ولِمَ يقتلون نائب قنصلهم؟»
فقالت وهي تبتسم بحياء: «ليس الأمريكيون، بل القنصل الأمريكي.»
«ولكن …»
«كما تعلم، فإن القنصل الأمريكي ليس أمريكيًّا فحسب، بل يهودي صهيوني أيضًا.»
فرَمَشَ عبد الحميد بعينَيْه. لم يكن ارتياب والدته في اليهود سِرًّا؛ فقد نمت بذرة خلافها مع موسى بِك على مدار السنين حتى تحوَّلت إلى شكٍّ في ولائه بالكامل. وبالنظر بعين الاعتبار إلى شعورها نحو الأمر عمومًا، كان عبد الحميد يميل إلى رفض النظرية تمامًا، ولكن طبقًا لقانون النظريات فهي تنطوي على قَدْر من التميُّز.
فقالت وهي تضع ما كتبته بخطِّ يدها على المائدة: «فَكِّرْ في الأمر.» ثم غادرت المكان.
وقف عبد الحميد في مدخل مَخْدَع والدته الخاص يراقب مجرًى لا نهائيًّا من المياه يتدفَّق من أعلى نافورة. قرقرت معدته مرة أخرى، وشعر بوخْزِ ألمٍ حادٍّ في كُلْيته، فأمسك بجانبه وشعر بموجة أخرى من الألم تجتاح أحْشاءَه، فحاول أن يتذكَّر الشروط التي تُبِيح الإفطار في رمضان. لم يكن عاجزًا أو مسافرًا أو امرأةً حاملًا، ولكن ماذا لو كان الصيام يعوق قُدْرته على الحكم الصحيح على الأمور؟ ماذا لو هدَّد قُدْرتَه على الاضطلاع بواجباته باعتباره سلطانًا؟ يلزم الإفطار في رمضان إذا كان الإفطار سينقذ حياة شخص، وبالطبع فإن القرارات الخطيرة التي يتخذها كلَّ يوم تؤثِّر على حياة الكثير من الأشخاص. وبهذا التبرير، نظر إلى الساحة الخالية وتسلَّل إلى المطبخ المجاور لجناح والدته.
كانت الغرفة خالية، والقدور والمقليات مُخزَّنة في الخزانات، وألواح التقطيع نظيفة. كانت وجبة الإفطار تُعَدُّ في مطبخ القصر الرئيس، مما جعل المطابخ الإضافية كمطبخ والدته غير مستخدمة طوال الشهر، ولكن لا بد أن ثمة أيَّ نوع من الطعام في خزانة حِفْظ المؤن. ربما لا تكون دجاجة، بل مجرد كسرات من الخبز أو ثمرة مشمش جافَّة أو ثمرة بلح، أي شيء يمكِّنه من أداء واجباته على نحو صحيح حتى يأتي وقت الغروب. نظر مرة أخرى إلى الخزانة الخالية، وفتح أبواب خزانة حِفْظ المؤن، وأخذ يقلِّب في التوابل وعلبةٍ من السردين وقطعة قديمة من الخبز المُسطَّح. كان على وشك أن يتناول الخبز عندما اكتشف في مؤخِّرة الخزانة صندوقًا من البَقْلاوة التي تلمع بالشراب على سطحها ويغطِّيها الفُسْتُق الأخضر المطحون. كان لدى والدته وَلَعٌ بالحلوى، ولا يفاجئه أنها قد أخفت الصندوق خصِّيصى كي يُستهْلَك في رمضان. لم تكن شابَّة صغيرة، وكان مرض السكر قد أصابها منذ فترة، ولكن على أي حال فلن تعلم أبدًا أنه هو مَنْ وجده. نظر خلفه، ثم طوَّح إحدى القطع في فمه ومضغها مرتين فحسب قبل أن يبتلعها، أما القطعة الثانية فقد استغرق وقته فيها وهو يتلذَّذ بطعم العجين الحلو المقرمش والنكهة المميَّزة للفُسْتُق المطحون.
لعقَ عبد الحميد أصابعه، ثم تسلَّل عائدًا إلى مَخْدَع والدته، حيث وجد الصدر الأعظم جمال الدين باشا منحنيًا فوق بيت الشعر الذي كتبته والدة السلطان بخطِّ يدها. ونظر كلٌّ منهما إلى الآخر في صمتٍ للحظة، وكلٌّ منهما يدرك تمامًا ما الذي يفعله الآخر.
قال الصدر الأعظم: «فخامة السلطان، كنتُ أبحث عنك.»
قال السلطان وهو يشير إلى ما كتبته والدته: «إنه عمل فني بديع، أليس كذلك؟»
«بلى يا فخامة السلطان. طالما تمتعت والدة فخامتكم بخطٍّ كوفي رائع، حتى إن المرء قد يظنُّ أنها وُلِدت في فاس.»
ثم توقَّف كي يفحص البيت بمزيد من الدِّقَّة.
«رغم أنني كنت سأختار بيتًا آخر من الشعر.»
لم يعبأ عبد الحميد بما عَمَد إليه جمال الدين باشا من الحضِّ على انتقاد والدته، واستمرَّ في وجهته الأصلية، فعدَّل الصدر الأعظم من وقفته وأمسك برُسْغيه خلْفَ ظهْرِه.
«وصلتنا تقارير هذا الصباح أن سنجق بِك نُوفي بازار تمكَّن من قمع تمرد ضريبي آخر، وللأسف فإن القرية التي جعلها عِبرة لباقي القرى تتكوَّن في المقام الأول من المسيحيين الأرثوذكس، ولك أن تتخيَّل يا فخامة السلطان ما سيستغله الروسيون في ذلك الموقف. فمنذ ثلاثة أيام فحسب أخبر سفيرُهم هشامَ باشا أن القيصر عازم على الدفاع عن الرعايا الأرثوذكس في إمبراطوريتنا كما لو كانوا رعاياه.»
فقال السلطان وهو يمرِّر ظفر إبهامه على حافة المدخل: «هذا توقيت سيِّئ. هل ثمة أيُّ شيء يمكننا فعله لتهدئة القيصر؟»
فقال جمال الدين باشا: «يمكننا دفع التعويض الذي طالبوا به، ولكنني أشكُّ أن ذلك سيعمل على تهدئتهم. أعتقد أنهم سوف يُصابون بالضيق الشديد، ولو ترامى إلى مسامع الصحف الأوروبية ما حدث في نوفي بازار فسوف تُعاد فظائع بلغاريا مرة أخرى.»
صمت السلطان لحظة وارتفع صوت قرقرة مَعِدته.
ثم قال أخيرًا مغيِّرًا الموضوع: «دعنا نرَ كيف سيستجيب القيصر. والآن أخبرني ببعض الأخبار الطيِّبة. ما مدى التقدُّم الذي يحْرِزه جواسيسنا؟»
كانت العمليات السرية هي الملعب الشخصي لجمال الدين باشا، وطالما كان يُمكِن الاعتماد عليه كي يصِفَ نجاحاته في هذا المجال.
قال الصدر الأعظم: «لدينا أخبار طيِّبة بالفعل فيما يتعلَّق بهذا الجانب؛ فقد تمكَّن رجالنا الأسبوع الماضي من فضِّ اجتماع ثوريٍّ في بيوجلو.»
هزَّ السلطان رأسه.
فتابع الصدر الأعظم قائلًا: «قد يكون من المهمِّ أيضًا أن تعلم أن الشفرة التي قادتْ رجالَنا إلى ذلك الاجتماع قد فَكَّتْ رموزها فتاةٌ صغيرة يتيمة عمرها ثماني سنوات.»
«فتاة صغيرة؟!»
«تُدعَى الآنسة إلينورا كوهين، وهي ابنة تاجر منسوجات يهودي من كونستانتسا، ويبدو أنها موهوبة حقًّا. على أي حال فقد تُوفِّي والدها في حادث السفينة، وهي تعيش الآن مع مُنصِف باركوس بِك.»
فردَّد السلطان: «مُنصِف بِك؟! أكان ذلك أحد اجتماعاته؟»
فابتسم جمال الدين باشا قائلًا: «نعم، بالمصادفة، أو ربما كلَّا. بالطبع، فإن تنظيم اجتماع ثوري لا يكفي لتوجيه تُهَمٍ ضد شخص ذي نفوذ مثل مُنصِف بِك، ولكننا سوف نضع ذلك في مَلَفِّه.»
«وكيف تمكَّنتِ الفتاة من فكِّ الشفرة إذا كانت تعيش معه؟»
فقال الصدر الأعظم: «حسنًا، إن أحد رجالنا هو معلِّمُها الخاص، وقد أحضر الشفرة لها في الدرس وأخبرها بأنها أُحْجِية.»
فصمت السلطان لحظةً.
«وماذا نعرف أيضًا عن تلك الفتاة؟ أخْبِرْني مرة أخرى ما اسمها؟»
فقال: «إلينورا كوهين. لقد أخبرتُ جلالتك بكلِّ ما نعلمه، وسوف أسعى إلى كَشْف المزيد من المعلومات إذا كنتَ فخامتك ترغب في ذلك. لن يكون ذلك صَعْبًا.»
فقال السلطان: «نعم، إنني أرغب في ذلك.»